-24- ظلال البرق الأرجواني

313 43 369
                                    

كنت أسير مع مايبل نحو قاعة الطعام على مهل، أخذ خطوة متحجرة كل بضعة لحظات فأبدو وكأنني عجوز متيبسة غير قادرة على الحركة وهذا.... لاحظته هي.
"كيف كانت ليلتكِ؟"
سألتني بتوتر، لابد أنها تظن بأن محتوى الرسالة تركني أذرف الدموع طوال الليل دون أي نوم، لكن وللحق الليلة الماضية كانت إحدى أهدأ الليالي التي مرت علي منذ فترة، فبالرغم من البرق والرعد والأمطار المتساقطة والتي لم تتوقف حتى اللحظة إلا أنني غفوت كطفل بلا هموم.

"جيدة."
أجبت بصراحة فهمهمت مايبل ثم رفعت بصرها نحو شابة مرت بقربنا لتلقي بالتحية عليها، تلك الأخيرة كانت تنظر لي بوضوح لكنني تجاهلتها وحسب فحتى لو كانت تعرفني أنا لا أعرفها.

ارتديت كالعادة أحد فساتيني المهندمة القديمة ومن أعلاه معطفي الصوفي، أبدو كالعلم بين أفراد ريغان الذين لم يروني منذ زمن الآن.

حركت بصري نحو نهاية الردهة فتوقفت عنوة على مرآى تلك السيدة دائمة التوتر أمام باب قاعة الطعام الواسعة، بدت كالعادة غير واثقة مما تريد فعله أو قوله، تتعرض للتجاهل من قبل الأفراد الذين يدخلون المكان وتتراجع عن طريقهم وكأنها غريبة.
إنها منهم لكنها لا تبدو وكأنها تنتمي، ذكرتني بالكثير.

وقع بصرها علي أخيراً فابتسمت وكأنها ترى منقذها، أجمل وجه قد تتمنى رؤيته.
"مينرڤا!"
هتفت باسمي بابتسامة منيرة واقتربت دون تفكير جاعلة إياي أشعر بعدم الراحة. ألم أكن قاسية معها منذ يومين، لما تبدو سعيدة لهذه الدرجة برؤيتي؟

"مساء الخير."
ألقت التحية فبادلتها إياها بواحدة.
"المثل لكِ."

"أنا حقاً مسرورة أنكِ ستشاركينا عشاء الليلة."
أفصحت بأسارير وجه مرتاحة فبسطت شفاهي قليلاً.
"لا، أشكركم على استضافتي."
تحدثت، لا يجب أن أبدو أنه تم إرغامي لأن هذا لم يحدث في المقام الأول. أريد أن أحصل على كل التعاون الممكن من ريغان علنا ننتهي ونحصل على أجوبة أسئلتنا سريعاً.

"لا تقولي ذلك، أنت لريغان ستظلين فرداً من الأسرة."
هي صرحت دون تردد بما لم يجرؤ أحد على المعارف الأقرب قوله، حتى مايبل بقربي حبست أنفاسها.
"لم يعلم بعضنا عن حالكِ لذا أرجوكِ، بحق، لا تؤاخذينا."
كان اعتذارها نابعاً عن أخلاقها الحسنة وحسب، لم تكن تُمثل. لابد أنها ممن يحسبونني كنت أعيش بطبيعية وهناء بينهم.

"لا تلقي بالاً لهذا الآن."
ابتسامتي المصفرة لانت لأخرى حقيقية.
"لا أحمل أي ضغينة."
أفصحت، لا أؤمن بالتعلق بمثل هذه المشاعر التي لن تساهم سوى في إضاعة وقتي وشغل عقلي عن أمور أهم، لطافتها حسنت من مزاجي.

"أتعرفان بعضكما البعض بالفعل؟"
سألت مايبل فجأة، تقوم بكسر الصمت الذي حل للحظات، بدت متشككة بأحد حاجبيها المرتفعين.

"إلتقينا منذ فترة، عندما كنت أبحث عن نورمانوس، هذه السيدة الودودة من دلتني على الطريق."
أشرت للسيدة بكفي وأنا أشرح كيف إلتقينا وتلك الأخيرة حمحمت لتجذب بصري مجدداً.
"على ذكر ذلك أنا لم أعرف عن نفسي كما ينبغي."
أشارت لنفسها معرفة:
"أدعى أويليف ريغان."
قدمت إنحناءة نبيلة ليظهر المشبك الكريستالي الذي رفع خصلاتها خلف رأسها، حرّكت التنورة الواسعة التي ارتدتها بطرف أناملها ثم استقامت مجدداً بلباقة.

بـومـة مينـرڤاOn viuen les histories. Descobreix ara