-16- أوتار الشفق

359 44 300
                                    

قضيت الوقت بين منزل آدلڤايس وخالتي آلاين لمدة شهر من الزمن. تم حبسي بين عدة جدران ما أن أدركت خالتي مع سونالي كم أنني غير جيدة مع البرودة، بالآن ذاته قد كنت مازلت أتعافى من علل آثار الرحلة إلى القطب وبطبيعة الحال ذلك لم يكن السبب الوحيد...

"يا لها من عيون ذابلة."
آدلڤايس نطقت من اللامكان لتجعلني أجفل وأسقط الكتاب الذي تدلى بين يدي أخيراً على الأرض، كنت قد شردت في الفضاء ولم أكن أقرأ بعيني حتى.

تنفست الصعداء ثم انحنيت لألتقط الكتاب العتيق بحرص وأخذت أتأكد من أنه لم يتمزق.
"مرحباً بعودتك."
رفعت وجهي نحوها فبسطت آدلڤايس شفاهها على الفور.
"كيف كانت جولتكِ اليوم؟ لقد أطلتِ على غير العادة"
استفسرت بابتسامة بشوش، لا أستطيع العبوس في وجهها المبتسم.

"مسلية كالعادة، توجب بي المساعدة بتحضير بعض الأشياء مع السيدات اليوم."
سارت نحو مزهريتها الكبيرة لتقوم بتبديل زهور آزورا التي ذبلت. ظننت أولاً بأنها ترميهم وحسب لكنني اكتشفت لاحقاً أنها تقوم بتجفيفهم وطحنهم لتصنع منها مراهم دوائية بسيطة.
"يتوجب بكِ مرافقتي قريباً."
نطقت بهدوء وهي تقوم بتنسيق الزهور الزرقاء برقة، تلمح لي بشكل غير مباشر على أنني لا أحتاج للإختباء من البرد بمثل طريقتي المبالغ فيها.

"في المرة القادمة."
ضغطت غلاف الكتاب بين أناملي بشدة. لم أرد أن أقطع وعداً كهذا، خاصة أن كل أهالي الصرح يتحملقون حولها كباراً أم صغاراً كانوا كل يوم.
"هذا ما كنت تقولينه خلال الأسبوع الفائت كل يوم."
واجهتني، عيناها الحمراوان اللامعتان ترتفعان نحوي لتينرا أكثر وكأنهما تكشفان ما يدور في رأسي.

"آسفة آدل، مازلت لا أشعر أنني بخير ولست جيدة بالتعامل مع الحشود بحق مثل البرد."
اعترفت، شعور في معدتي تركني بحالة من الخمول، مشابه للألم لكنه عميق جداً، يكاد يكون غير حقيقي ومن صنع خيالي وحسب.

"لابد أنك حزينة، وربما مشتاقة."
كلماتها المتفهمة جعلتني أتصنم كالحجر. جلست على الكنبة قبالتي لكنها لم ترفع عينها عن الزهور بيننا. قاربت حاجبيها قليلاً. تبدو منزعجة لأجلي.
"ربما نادمة على أمر ما، ولا تستطيعين أن تألفي منزلك هذا سوى على أنه غربة لا تحتمل."
أضافت فتنهدت آلمي، كلماتها كالعادة تتهادى على جروح المرء وتطبطب عليها بحنية.

"أشعر بالإحباط، عن كيف تركتهم وتم تركي."
اعترفت بجزء بسيط من مشاعري المبهمة التي كنت أعجز عن فهمها. من المؤكد أن الطريقة التي غادرت بها جعلتني في مثل هذا الحال.

الدموع في عيون مايبل أحزنتني والابتسامة على وجه الجدة أزعجتني وكأنها لم تلعب معي لعبة الجدة والحفيدة يوماً أما ما قد تركني بغصة في صدري هي الحال التي فارقت نورمانوس عليها حتى أنني وجدت نفسي ألتقط كتب الطبابة وأتصفحها فضلاً عن غيرها وكأنني قد أستطيع مساعدته.

بـومـة مينـرڤاWaar verhalen tot leven komen. Ontdek het nu