-19- ندوبه الغير مرئية

322 43 325
                                    


مر أسبوع وبضعة أيام سريعاً وكنت أنا قد استقبلت نورمانوس كما طلبت آدلڤايس تجنباً لوقوع المشاكل بينه وبين ميكايل الذي اختفى أعلى الصرح ما أن حضر الأخير، كان البرايموس يراقبنا بكل تأكيد ورغم هذا لم يعبأ نورمانوس بذلك حيث كنا نسير على طول المسطح المائي العائم بانتظار حضور آدلڤايس.

توتر غريب شعرت به بين الشابين اليوم ولم يكن عداءً بحتاً كما توقعت، بدا كأمر لن أستطيع استيعابه أنا.

"أكان من الصعب القول؟"
عيون نورمانوس دارت للأعلى للحظة وكأنه يتابع حركة النوكتوا من بين الغيوم، اول مرة يحدثني فيها منذ أن وصل بحق، بدا ... متفاجئاً من رؤيتي أخرج له عندما حضر وكأنه لم يتوقع ذلك.

"قول ماذا؟"
سألت دون أن ألتفت نحوه، كنت أسير موازية له ورغم
البضعة أمتار بيننا إلا أنني سمعته بوضوح يتلفظ بتلك الكلمة التي لم أسمعها على لسان أي ريغان سواه من قبل.
"أنكِ زوجتي."
أعلن بباسطة فأخرجت ضحكة جافة جعلت حنجرتي تؤلمني.
"حراس التوازن لا يستعملون مثل هذه الكلمات الرومنسية، ستؤثر على حسك السليم وتسمح لمشاعر دنيوية بالنيل منك."
تخطيته عندما توقف على مسمع حروفي ومن دون أن انظر له أضفت:
"أيضاً شراكتنا انتهت منذ زمن بالفعل، منذ اللحظة التي أدركتُ فيها أنني نقي."

"لا أظن أنني سمعت بهذا أو وافقت عليه حتى."
غمغم مدعياً بوضوح التفكير وأنا استدرت بجذعي كاملاً نحوه.
"مرت سنين نورمانوس، حراس التوازن لا يضمون الكائنات النقية لصفوفهم ولا يلاحقون المسالمة منها والنوكتوا الذين يعيشون في عزلة ليسوا باستثناء لأنهم ليسوا بمصدر قلق."
تحدثت وكأنني أقدم تقريراً لكنه لم يبدو مقتنعاً حين لهث نفساً ساخناً ضد رياح القطب المتجمد ونطق معلقاً:
"أجل قاموا باختطافكِ من قلب قصرنا الذي من المفترض أن يكون محمياً بأعتى القوى بسهولة."
طرق بعصاه الأرض حين تقدم بضعة خطوات مني ونظر في عيني هامساً:
"بالتأكيد ليسوا خطرين."
المعرفة سلاح النوكتوا، بالطبع لن يتراخى.

"ميكايل لم يختطفني."
دافعت عن أبناء جلدتي، كان قراري بنسبة مائة.
"إنه لكائن ضعيف."
سخر بطريقة لاذعة، عيناه تجوبان السماء مرة جديدة عله يلمح ظله.

"النوكتوا كائنات لا تحب القتال وسفك الدماء وحسب."
بررت حالهم. يفضلون العزلة في القطب على العيش في بقع مزدحمة والاقتتال مع الآخرين في سبيل ما قد يولد من الجشع أو الطمع.

"ولا حتى لأجل حماية أحبتهم؟"
رفع حاجباً واحداً فغمغمت بعدم فهم:
"عن ماذا تتحدث الآن؟"

"هو مهتم بكِ بشكل خاص بوضوح ويبدو أنكِ لا تمانعين ذلك."
نبس بخفوت، لم يرد لأحد سماع محادثتنا فأعطيته ما يريد:
"كرفيقة...البوم يختار وطائره يلاحقني لأن اختياره وقع علي، إن هذا هو الطريق هنا."
لا داعي للكذب أو الإنكار.

بـومـة مينـرڤاWhere stories live. Discover now