-18- في مكعب جليدي

300 45 290
                                    

"تسمية سعر..."
آدلڤايس جذبت بصر نورمانوس القرمزي أخيراً عني بعد أن توقفت أنفاسي في حلقي لثوان طويلة شعرت بها تخنقني.

نظرته كانت تحدجني بقسوة، تعاتبني، تسألني سؤالاً واحداً فقط، وأنا كدت أن أحاول فتح فاهي بسببها للإجابة لكن لم أدري ماذا علي أقول.

"...تعبير غير ملائم لاستعماله في رأيي."
أضافت فقام الشاب بهز رأسه لتنزلق خصلاته متباينة الألوان على جبهته.
"يا لها من طريقة مميزة للقول بأن مقابل معارفكم سيكون غالياً."
همهم مدعياً أنه لم يتوقع الرد.

الظلام حل لمرور سرب من الأسماك الكبيرة من حول جناح المكعب الجليدي بعدها عاد نور الشمس ليتموج ضد ملامح وجوهنا بفعل توتر المياه.

"المقابل أمر سيُقرر بناء على أمرين اثنين..."
رفعت آدلڤايس سبابتها والوسطى مضيفة بنظرة ضيقة من بين أهدابها الثلجية الناصعة:
"نوع المعرفة التي تبحث عنها، وفي ماذا سيتم توظيف تلك المعرفة تحديداً."

وضعت عصاها في حجرها بطريقة عرضية بتأنٍ شديد وأراحت كفيها فوق بعضهما البعض.
"لذا أخبرني بصراحة ولاداعي للتحايل، ما الذي أنت بصدده حالياً يا حارس التوازن؟"
سألت بنبرة أخفت من تلك التي ارتفع بها صوتها أثناء المساومة، وكم بدا نورمانوس مرتاحاً بفعلتها إذ رفع شفاهه بابتسامة ذات مغزى.

يعلم بوضوح أنني ساكون في منتصف كل هذا.

"لست هنا لأغض النظر بشكل كلي على اختطافكم لأحد أفرادنا من عقر دارنا لكنني جئت بأولوية أهم حالياً."
حدقتاه إنخفضتا قليلاً، علامات محاولة تذكر ذكرى بعيدة ارتسمت على معاني وجهه الشاحب.

"مينرڤا كائن بدم نوكتوا نقي، لا تنحدر من خط دم حراس التوازن، إيجادها كان أمراً لابد منه وعودتها لنا كانت محققة."
أسدلت ستائر عينيها وكأنها لن تقبل النقاش في الموضوع فأدركت أنها أبقتني بحانبها لأستمع لكل ما يروى، فأمري كان سيطرأ بالتأكيد.
"أيضاً... دعكَ من محاولة استخدام الشابة كورقة نقدية، نعلم أن حراس التوازن ينبذون نقي الكائنات للحفاظ على إرثهم من الإندثار."
آدلڤايس ليس لديها النية بتسليمي لحراس التوازن مجدداً ولا تدري أنني الآن غريبة بأسرارهم كلها، لن يدعوني وشأني ما حييت بعد أن وجدوني.

"أجل، أجل..."
لوح نورمانوس بكفه بملل واستقام بوضعية جلوسه مستطرداً:
"بأي حال هذا ليس ما أتيت لنقاشكم به بشكل خاص اليوم، دعينا نؤجله ليوم أخر."
عقد ذراعيه أمام صدره مفصحاً بجدية:
"يوجد ثقب مكاني من نوع ما في أراضي سحرة الظلام، يتصل بما يشبه فراغاً لانهائياً على ما يبدو."
هذا الشأن!
أما رأيناه هناك خلف الشلال منذ سنوات كان شيئاً كذلك!؟

"كنت أبحث بشأنه منذ أن تم اكتشافه لكن السحرة لا يعرفون ماهيته والعابثون يفضلون الموت على النطق فأيقنت أنه يجدر بي سؤال كائنات أعتى علماً ومعرفة."
شفاهه انبسطت وآدلڤايس بدت غير واثقة بل ومتوجسة.
"من أين سمعت عن النوكتوا لتجزم بأننا نملك ما توده في المقام الأول؟"
سؤال وجيه. حراس التوازن ليس من المفترض بأنهم يعلمون عن النوكتوا سوى ما أفصح عنه ميكايل في ذلك اليوم الذي وجدني فيه، وما قاله كان أمر يمكن التشكيك به وبأبعاده بسهولة.

بـومـة مينـرڤاWhere stories live. Discover now