-30- عهود غير منسية

350 36 197
                                    

كنت في المكتبة منذ الصباح، أردت المعرفة عن الشابة الذهبية الذي أظهرتها لي ميليسيا، من تكون وما عملها في ريغان إذ لا أذكر أنه مر على رأسي شخص يشبهها عندما كنت أحفظ شجرة العائلة فإنها مميزة الملامح وأنا لا أنسى الأفراد المميزين، فعيونها كانت حادة كالصقور، مشتعلة كاللهب البارد بنظرة ذات تركيز راسخ على هدف واحد.

كان يتم رسم صور يدوية لأفراد كل بضعة أجيال وجمعها في كتاب واحد مع الاسم والخط الذي ينحدر منه الفرد مع صفاته الخلقية في حال فسدت الصورة بطريقة ما لكنني وبعد تنقيب وتقليب كثير لم أجد شخصاً يطابق تلك الشابة، تكرر أصحاب العيون الذهبية خلال عدة أجيال في ريغان وهم يعدون على الأصابع لكن لا أحد منهم شابهها بحق أو إمتلك شعراً ذهبياً أصفر مثلها.

"أكان شعرها صباغاً يا ترى؟"
تمتمت لنفسي، ربما يجب أن أسأل ميليسيا لتريني تلك الصور من ذكراها مجدداً لكنني منرددة من جلب الموضوع مجدداً أمامها.

إيستر يانا كانت الشخص الوحيد الذي شابهته ببعض الملامح وحتى الشعر إذ إمتلكت السلفة خصلة ذهبية طبيعية كطفرة ورثتها عن...
"إيستر الكبرى؟!"
غمغت في لحظة استدراك، الفكرة سقطت علي كالحجر الثقيل.
"لكن هذا مستحيل."
فركت خصلاتي التي عادت لتتموج بين أصابعي بعد حمام واحد دافئ كنت قد أخذته فجراً.

لا يمكن أن تكون إيستر الكبرى قد إلتقت بميليسيا قبل إيستر يانا إذ ما استفسرت الشابة الغريبة عنه طبقاً لتسلسل الأحداث لا يمكن أن يكون قد وقع سوى بعد وفاة إيستر الكبرى بقرون، في فترة إيستر يانا تحديداً. أيضاً تلك الشابة استعملت السحر والسيوف، إيستر الكبرى لو كانت محاربة لما استطاعت فعل ذلك إذ روي أنها شخص هادئ وضعيف البنية وكنت لأتخيل أنها تسخر دماءها لحماية نفسها وحسب.

هززت رأسي، أميل بجذعي فوق الكتاب بهمهمات عالية محبطة. كل شيء من ثياب، ملامح، أسلحة وقدرات يشير أنها لا يمكن أن تكون إيستر الكبرى أو حتى يانا، إذاً لابد أنها فرد لم يتم تسجيله ورغم غرابة الأمر إلا أنه الخيار الأكثر منطقية في هذه الظروف. لا، بل أصبح عادياً، ريغان يخفون الأسرار عن بعضهم البعض.

"مينرڤا حان وقت الفطور!"
ريم نادت علي من الأسفل ورغم أنني لم أود أن أترك الأمر معلقاً إلا أني أغلقت الكتاب وأعدته مكانه ثم هبطت للأسفل، أمور أهم تشغل بالي حالياً.

تناولت الطعام مع ريم التي قررت مشاركتي ما أن طلبت منها شيئاً لتناوله فبعد ليلة طويلة من النوم استعدت نشاطي ورغبتي بأكل بعض الخبز لكن الفتاة كانت قد حضّرت المزيد وقامت بجلب العنب الأحمر لجانب الجبن الأبيض.

لم نتبادل الكثير من أطراف الحديث، وغالباً أخذت ريم تلعب مع غلاكوس وتشاركه العنب. غرفة الضيافة كانت هادئة ومسالمة لكن جلستنا الهانئة انتهت بدخول مايبل معلنة:
"لقد أعدنا الأطفال للأكاديمية."

بـومـة مينـرڤاWhere stories live. Discover now