-25- البحث عن الحكمة

313 42 331
                                    


استطعت النوم لبعضة ساعات استيقظت فيها على مرأى ريش أجنحتي تتراقص أمام وجهي حيث ولأول مرة لم يكن الأرق ما جعلني غير قادرة على النوم. قمت بهشهشة ما أستطيع بكفي في محاولة للعودة للنوم لكن عظام صدري كانت قد تحطمت بالفعل وكتفتي يؤلمان من الوضعية الغير صحية التي غفوت عليها.

"فتى سيء."
وبخت غلاكوس وأنا أمسد رأسي من الصداع الذي بدأت أشعر به يزداد عندما استقمت، جناحاي تمايلا لحركتي، ربما هذا طائري يعتذر.

مسحت وجهي بكفي متنهدة، أنا أخرج ندمي على ما فعلته أمسية الأمس على غلاكوس، لا يمكنني لومه وحده فقد كنت أعي ما أفعله بدوري.
"المشاعر تطغى على الأفكار الراجحة أحياناً."
نبست محدقة بأناملي التي راحت ترتعش بخفة، لا، لم أحس بها تتوقف بالأساس عن الاهتزاز منذ الليلة الماضية.

رغم أن الشمس كانت بالكاد قد بزغت إلا أنني شققت طريقي نحو المكتبة إذ أنه ليس لدي وقت للجلوس والشرود، أريد أن أشغل نفسي بأي شيء عن التفكير بنورمانوس لفترة والتساؤل عن ما إن كانت فعلتي بإخباره عن مشاعري نحوه صحيحة أم خطأً فادح.

أفضل بالمثل عدم رؤية الناس أو تركهم ليروني بحالي هذه، أجنحتي تتدلى خلفي بلا سبب وظهري نصف مكشوف.
اضطررت لقصقصة قسم كبير من قميص قديم لأرتديه واستسلمت عن محاولة إصلاح الرداء الذي أهدتني إياه خالتي، لست خبيرة بالحياكة وسينتهي أمري بتقطيعه وتخريبه أكثر.

"عندما أعود سأطلب منها إصلاحه واعتذر."
تمتمت محدثة نفسي وأنا أتجول بين رفوف المكتبة أقوم بترتيب ما هو مبعثر، لم تكن الأخيرة في حالة فوضى لكنني وجدت بعض السكينة في ممارسة هوايتي.

حتى يتم السماح لي بزيارة ذلك الموقع البغيض مجدداً سأحاول التركيز على الدراسة علي أستطيع إمداد ريالين ببعض الأفكار عن كيفية استئصال ذلك الطفيلي أو استنباط طريقة لحماية الناس منه، أي شيء قد يفيد.

"ربما أطلب مساعدة بولاريس."
نبست وأنا أقوم بإلتقاط إحدى ريشي بين أناملي، حدقت بها لثوان قبل أن أسحبها لأقتطفها كما يقتطف المرء التفاح، لم يكن الأمر مؤلماً بحق لكن أجنحتي اهتزت وكأنها أصيبت بقشعريرة.
"هذا عقابك."
قطبت حاجبي، لن أرضى عن غلاكوس قريباً، ربما لهذا السبب بالذات هو مختبئ.

قمت بوضع الريشة في الحبر ثم رحت أخط تلخيصاً لآخر المستجدات بشأن المرض، ضربت النقطة على الورقة ثم ختمت رأس الريشة بغرزها في رأس اصبعي لتتلوث بدمائي.

اتجهت نحو النافذة بها في كفي ووقفت هناك، تنهدت أنفاسي ثم انتظرت. من المفترض أن تكون هذه هي الطريقة للتواصل مع النوكتوا الآخرين.

يقولون أن لريشنا ذاكرة، تحفظ ما تخطه ثم تكتبه لمن إلتقطها، الريشة الغير مختومة تعني رسالة فارغة والرسالة الفارغة تعني طلباً للنجدة، ويقال أن طيور بوم النوكتوا ذاتها من ابتدعت فكرة ريش النجدة بالأساس أما أسلافنا فقاموا بتطويرها -محافظين على الأساس بكونها رسالة نجدة- لتصبح وسيلة تواصل.

بـومـة مينـرڤاحيث تعيش القصص. اكتشف الآن