الخوارق : ٢- لعبة ليست للّعب معها

4.4K 359 108
                                    

منذ صِغري وانا وحيدٌ تقريباً ، لا اصدقاء كُثر لي ؛ لذا كُنت اهوى الدُمى والألعاب وكُنت اعشق اقتناءها ومُعاملتها كأنها اصدقائي ..

وحتى الآن ، لا زلت من هواه جمع الألعاب والدمى !

في يوم من الأيام ، وجدت امرأة عجوز قد فرشت متجر خردواتٍ أمام منزلها وقد كانت تبيع لُعبة فِربي* ..

جذبني لون اللعبة الأسود والبطن الأبيض من بعيد ، كما انني اشفقت على العجوز وقد كان متجرها خوياً من الزبائن ..

تقدّمت لها وسألتها عن اللعبة لتُجيبني بأنها لأحد احفادها وانه كان يُحب هذه اللعبة بل يعشقها !

واخذت تروي لي باسهابٍ عن احفادها وانا استمع لها مُجارياً حتى علمتُ سعر اللعبة بالفعل واشتريتها ..

وضعت اللعبة على منضدة في غُرفة نومي وانطلقت اعيش روتيني اليومي ..

أخيراً ، وضعت رأسي على الفراش وقد كنت نعساناً جداً واذا بصوت هسهسة !

رفعت رأسي واخذت اجوب ببصري باحثاً عن الصوت لأكتشف انه قادمٌ من اللعبة !

دون لّفٍ او دوران نهضت وازلت البطارية وعدت للنوم ..

في اليوم التالي حضرت زميلة لي في العمل الى المنزل لنذهب للعمَل معاً ..

واثناء طهوي للفطور ، سمحَت لنفسها بأن تتجول في المنزل وتجد اللعبة ..

وضعَت بها البطارية وجاءت بها الى المطبخ واخذت تتفرج عليها ثم قالت " أنا افهم سبب حُبّك للألعاب وأنا احترمه .. ولكن هذه اللعبة بالية ، لمَ لم تشتري واحدة جديدة ؟ اعني .. انظر الى هذه البُقع الصلعاء على رأسها وظهرها ! " واشارت باصبعها الى البُقع ، لا اذكُر وجود هذه البُقع عند شرائي للّعبة ..

واثناء عبثها باللعبة سقط في يدها كومة من فرو اللعبة الاسود ليتحوّل الى لونٍ بُنّيٍّ ميّت !

سحبت منها اللعبة وقُلت بغضبٍ ومزح " توقفي عن افساد لُعبتي ! انا احبّها كما هي ! "

ثم وضعت اللعبة في الغُرفة كما كانت وعُدت لتناول الافطار ثم ذهبنا للعمل ..

عدت من العمل وقمت بروتيني المُمل المعتاد ثم خلدت للفراش لاستيقظ في منتصف الليل على صوت هسهسة مجدداً يصدر من اللعبة !

انها قديمة ولا عجب انها تُخرّف ، نزعت بطّارياتها وقررت ألّا ارجعها الّا اذا كنت سألعب بها ..

قصة حقيقية | True StoryWhere stories live. Discover now