الانترنت : ٩- لقاء الفيسبوك

3.5K 395 190
                                    

« الراوي ذكر »
« ذكر القصة يوتيوبر مجهول »

هذه القصة حدثت قبل اربع سنوات ، عندما كنت في الخامسة عشرة ..

كنت مُدمن فيسبوك ، مدمناً من نوعٍ مُختلف ، مدمناً من النوع الذي كان يُحدّث ثلاث فتيات في نفس الوقت !

كنت حقيراً عندها لاتباع اهواء هرموناتي وليس منطقية عقلي ..

كل ما كان علي فعله هو ارسال طلب صداقة لفتاةٍ ذات صورة شخصية جميلة او ظريفة وابدأ بجرّها في الكلام حتى تبدأ المحادثة تسخُن ..

ذات يوم ، قَبِلت كندرا طلب صداقتي ، من صورتها الشخصية تبدو لي غنيمة جيدة !

ارسلْتُ الرسالة المُبتذلة المُعتادة " لا ارغب في النوم ، ماذا عنك ؟ "

اجابتني بالمثل لنبدأ بالتحدّث والتعرّف ..

انها شقراء ، طولها ١.٦ اقدام ، وزنها ٤٥ كيلوجراماً ، رئيسة المشجعات ، مُدمنة call of duty* سرّاً ! كانت مثاليةً بالنسبة لي !

المُحادثة معها كانت سلسة وسهلة كدنا بالفعل ان نبدأ بالحديث الساخن بل وتبادلنا الأرقام أيضاً !

مع مرور الوقت طلبت مني ان نلتقي الّا انني لم املك من يُقلُّني الى الموقع الذي اتفقنا عليه ؛ لذا اضطّررنا الى الغاء الموعد ..

تلك الليلة رغبت في الاتصال بها وسماع صوتها ، وفعلت بالفعل الا انها لم تُجب وارسلت مُعتذرة " أنا في الكنيسة "

رددت " لا بأس ، سأُعاود الاتصال لاحقاً "

وبالفعل حاولت ذلك في الاسبوع التالي والذي يليه والذي يلي الذي يليه ولكنها كانت دائمة الاعتذار وكثيرة الحجج !

" انا مع صديقاتي لا يُمكنني ان استعمل الهاتف ، انا منشغلة جداً لا يُمكنني الحديث الآن "

وبعد مُدّة اتّفقنا ان نلتقي مرةً اخرى ، ولانني اخبرتها عنواني مُسبقاً فهي كانت على علمٍ بالبُحيرة التي تبعُد ميلين عن منزلي واقترحَت ان تُقابلني هناك وحدي ليلاً يوم السبت الساعة الحادية عشرة بعد ان اتسلل من منزل اهلي ووافقت !

لكُثر حماسي لم اتمكن من التكتّم على الأمر فأخبرت صديقي جوزيف واريته صورها وكُل شيء !

قال " احقاً ستتقابلان الساعة الحادية عشرة مساءً ؟ هذا مُتأخر "

قُلت " لا بأس يا رجُل ، أن تكون وحدك مع فتاةٍ في وقتٍ مُتأخر من الليل هذه نعمة ! "

قال " كيف ستذهب الى هُناك ؟ "

قُلت " سيراً على الأقدام "

قال " لقد ترك لي أخي سيّارته ، يُمكنني توصيلُك "

وافقت ، عظيم ! لن اُضطر ان اسير مسافة ميلين على قدماي ! ولن اضطر للذهاب وحدي ايضاً فقبل كُل شيءٍ السير وحيداً مسافة ميلين في الظلام امرٌ مُرعب ..

مرّ الاسبوع ببُطئ حتى جاء يوم السبت المنشود ..

نام والداي وانتظرت بفارغ الصبر وصول جوزيف كي يُقلّني ..

جاء بالفعل وتسلّلت ثم انطلقنا نحو البُحيرة ..

كانت البحيرة مُحاطة بسياج ويتم اغلاق ابوابها الساعة الثامنة ؛ لذا كانت ابوابُها موصدة ..

توقّف جوزيف بالسيارة مسافة خمسة عشرة ياردة بعيداً عن الباب لأنزل ويبتعد جوزيف ، يبدو ان لديه مُصيبةً يصدم بها اهله كما هي مُصيبتي ..

تسلّقت السياج وقفزت الى الجهة الأخرى لاتقدم حتى اقف موازياً لبداية البُحيرة ..

لم يطُل انتظاري حتى بدأت اسمع خطوات اقدامٍ من الجهة المُعاكسة ، اخذ قلبي ينبض بسعادة ..

بدأت الخطوات تقترب اكثر فأكثر حتى ادركت انها خطواتٌ أثقل مما يُفترض بها أن تكون !

وعندها لمحت في الزاوية عند مصدر صوت الخطوات ، شعراً طويلاً ..

رُغم طوله كان من الواضح انه ليس لفتاة ! كان الجسم سميناً والشخص يتنفس بثقل وصعوبة كأنه يحاول الّا يتنفس !

دون تفكير التفت وبدأت بالجري نحو الباب وخلفي اسوأ احلامي يتحقق بأن سمعت الخطوات الثقيلة تسرع خلفي وصوت التنفّس بدأ يُصبح عنيفاً وعالياً ..

قفزت من على السياج وانا اُفكّر ، اسأجري هذان الميلان على قدماي ؟! سأموت ! حتماً سأموت !

بعد ان قفزت لمحت اضواء سيارة من بين بضعة شجيراتٍ بعيدة ، هذه سيارة جوزيف ! الحمد لله ! نجوت !

دون تردّد وبأقصى سُرعةٍ مُتجاهلاً آلم ساقاي - اخذت اركض نحو السيارة حتى القيت بنفسي حرفياً على باب مقعد الراكب !

حاولت فتح الباب ولكنه مُغلق ! صرخت " افتح لي ! "

فتح جوزيف الباب لادخُل واُغلق الباب خلفي بفزع ..

قال جوزيف بارتباك " ما الأمر ؟ "

قُلت " تأكّد من أن كل شيءٍ مُغلق واخرس واخرجنا من هنا بأسرع ما يُمكن ! "

نفّذ جوزيف وانا اُحدّق الى بوابة البُحيرة منتظراً ان يخرج ذلك الملعون حتى اختفت البوابة عن ناظراي اثناء ابتعادنا ..

اخبرت بجوزيف ما حدث وعندها اكتشفت انني كنت اتعرّق من الرّعب ، اكندرا بخير ؟

قررت الاطمئنان عليها عند عودتي الى المنزل حيث انني لم ارغب في مُحادثتها اثناء وجودي في السيارة ..

وصلت الى المنزل بالفعل ، اخذت حمّاماً ساخناً ثم زحفت في فراشي ووضعت هاتفي في الشاحن ليبرُز اشعارٌ من كندرا ، لقد كانت رسالة ..

قالت " لمَ بحق اللعنة هربت ؟! ألم اقُل لك ان تأتي وحدك ؟! من ذاك الذي كان معك ؟! تعلم ان بإمكاني قتلك ان شئت صح ؟ أعلم أين تعيش ! "

شعرت بالرعب ! لم اكُن اتحدث طوال تلك المُدة مع فتاةٍ ظريفة تكاد تكون مثالية ! بل مع مريضٍ نفسيٍّ لعين لا ادري ما الذي كان ينوي ان يفعل بي !

لو انني جريت ابطئ مما جريت لمت !

لو ان ذلك السافل امسك بي لمت !

لو ان جوزيف لم يكُن هناك لكُنت ميتاً !

العبرة والعظة من قصّتي هي لا تلتقوا بأناس قد تعرفتم عليهم فقط عن طريق الانترنت ..
                                •••
* call of duty : لعبة
-----------------------------------------------------------
حقيقة أم خيال ؟

قصة حقيقية | True Storyحيث تعيش القصص. اكتشف الآن