الاضطراب : ٤- اصدّقه ..

2.7K 298 147
                                    

عندما كُنت في الخامسة عشرة ، حمَلَت مني حبيبَتي بالخطأ ..

اراد اهلها الاجهاض ولكنني رفضت وبشدة قائلاً انه بعد ان تنجب الطفل سأعتني أنا به ..

رغم انني كُنت مُستقلّاً بذاتي عن أهلي في ذلك الوقت ولم يكُن هناك من يدعمُ موقفي الّا ان حبيبتي واهلها وافقوا ..

وُلِد الطفل لاظفر به واُربّيه احسن تربية !

ولكن عندما كنت في التاسعة عشرة ، كان طفلي يكاد يبلغ الرابعة ، عندها حضرت امّه للاطمئنان عليه ، ولكن حالها كان يُرثى له ! كانت قد ادمنت التدخين والمخدرات والكحول ..

كان واضحاً جداً ان شيئاً ما دمّر حياتها ولكنها تحاول الصمود ..

اطمئنّت على الطفل واخذت تلعب معه حتى حان وقت عمَلي فتركت الطفل تحت رعايتها وذهبت للعمَل ..

واثناء غيابي اخذت الأم الطفل وعادت به الى منزلها حيث حاولت بيعه مقابل المال لشراء المخدرات !

عندما عدت من العمل وجد الطفل يقف في الحديقة الأمامية تحت ضوء الشمس الحارق وحيداً مُحمرّ الوجه من البكاء !

اتّضح ان من اشتراه منها اعاده الى المنزل وبقي واقفاً هنا لأربع ساعات وحيداً !

كان مُرفقٌ مع الطفل ورقة من الشخص الذي اشتراه ينصحُني فيها الّا اُعيد الطفل لاُمّه مجدداً ، وكان هذا !

ذهبت بالطفل الى الطبيب النفسي للمُعالجة ومع مرور الوقت انقطعت الجلسات وتحسّنت حالة الطفل النفسية ..

لم يكُن يسأل عن امه كثيراً ..

عندما بلغ السادسة العشرة كان يهتم بدراسته وألعاب البلايستيشن ..

سألته عن ما اذا كان يواعد اي فتاة ولكنه قال انه لا يهتم بمثل هذه الاشياء ..

في البداية اعتقدت انه شاذ جنسياً وانه يخشى الاعتراف لي ، في الواقع ، حتى وان كان شاذاً فأنا لن امانع طالما انه مرتاح ..

ذهبت اليه ذات يوم ، وسألته عن ما اذا كان شاذاً ويحاول اخفاء الأمر عني ، ولكنه ضحك علي وقال انه لا ينوي المواعدة حتى يكبُر ويُصبح واعياً اكثر بالعالم ..

وله ذلك ، فبعدما بلغ السابعة عشرة بدأ يخرج في مواعيد بالفعل وكان هذا مصدر راحةٍ نفسية لي ..

كان دائماً يخرج مساء يوم السبت ويتأخّر في العودة ، فكان في كُل اسبوعٍ له موعدٌ جديدٌ مع فتاةٍ جديدة بحثاً عن فتاة الأحلام ، ومع مرور الأيام اصبح هذا جدولاً زمنياً اعتاده ..

انا لا اُحبّ نشرات الأخبار ولا اشاهد التلفاز كثيراً ولكن ذات يوم ، وجدت نفسي اجلس على الاريكة اشاهد الاخبار لشدة مللي ..

كان هناك خبر اختفاء فتاة ، هذه الفتاة تسكن في مدينتنا ! بل وكان هناك فتياتٌ غيرها مختفيات لا يعلمون ما اذا كان الجاني هو نفسه ام لا !

قصة حقيقية | True StoryWo Geschichten leben. Entdecke jetzt