الاضطراب : ٦- بيث

2.3K 277 33
                                    

عندما بلغت الواحدة والعشرين من عُمري انتقلت لجامِعةٍ في سانفرانسيسكو ..

كنت ابحث عن مسكنٍ رخيصٍ بالقرب من الجامعة وبالفعل تمكنت من ايجاد واحدٍ بغُرفتين وشريكة سكَن ..

كان اسمها بيث ، عُمرها تسعة وعشرون عاماً ، كانت غاية في الطول وشديدة البياض بشعرٍ اسود داكن يصل الى اسفل خاصِرَتِها وكانت في الغالب تضع مساحيق تجميل شاحبة الالوان ..

عندما انتقلت للسكن في اول يومٍ خرجنا لتناول البيتزا معاً ، وفي ذلك الموعد تأكدت من شيئاً خاطئاً يجري مع تلك الفتاة ..

حيث قالت لي انني اُشبه احد المُمثّلين رُغم انني لا اكاد اُشبهه في شيء ، فلم اجد رداً سوى " شكراً " بتردد ، وبقيَت طوال الوقت تتحدث عن تشابُهي بذلك المُمثل ..

في نهاية الموعد سألتني " لم ترى غُرفتي بعد ؟ " واجبت بالنفي لتُريني غُرفتها ..

كانت غُرفتها معبداً لذلك المُمثل الذي شبّهتني به ! كانت بوستراته تُغطي الجُدران وصوره مُعلقة على المرآة من كُل اتجاه ! كانت لديها جميع افلامه ! باختصار ، كانت مهووسة بذلك الرجل !

من بعد تلك الليلة لم نقضي الكثير من الوقت معاً ، كانت تعود من عملها لتدخل الى غُرفتها لباقي اليوم ..

كانت ذات ضحكة عالية مُريبة يُمكن سماعها من خلال الجُدران ، كنت اسمع ضحكاتها المجنونة تلك وهي في غُرفتها ..

كانت من بين الفينة والأخرى تخرج للتحدث معي لدقيقتين ثم تعود لغرفتها ، كانت تبسق الكلام بسقاً مما دلّني الى انها تثمَل كثيراً ..

كانت تقف احياناً في الرواق تنظر لي في غُرفة المعيشة ، وعندما اُلاحظها واتفاجئ اقول لها " مرحباً بيث ! " او " اوه ، ماذا تفعلين ؟ " وعندها كانت تبدأ في الضحك بصوتها العالي ذاك ثم تعود الى غُرفتها ..

ذات يوم ، استيقظت في مُنتصف الليل على صوت فتح الباب الأمامي للشُقة ..

خرجت من غُرفتي بهدوء لاجد المنزل يحُط في الظلام وبيث تُقابِل الباب بوجهها وتفتح الباب والتُغلقه بدورية وهي تُتمتِم اسمي !

" ماااكس .. ماكسس .. ماكس ! "

لم يُساعدني بتاتاً مظهرها الاشبه بنُسخة مُكبّرة للفتاة من فيلم the ring وهرعت لغُرفتي ولكنني لم انم لبقية اليوم ..

في اليوم التالي كُنت اُشاهد فيلماً على حاسبي المحمول حتى جاءت واجبرتني على ايقافه مما ضايقني بصراحة ..

قالت انها تُريد ان تروي لي قصتها مع حبيبها السابق فوافقت على سماعها بضيق ..

اخذت تروي ، وبعد عشر دقائق بدأت تغضب وتصرخ !

خشيت ان يسمعنا الجيران ولكنها لم تستمع لي عندما كنت اطلب منها اخفاض صوتها !

ما اثار رُعبي حقاً هو جُملة صرَخَتها قائلة " سوف اقطع رقبته ! "

انتهت من الصُراخ وفي النهاية قالت " شُكراً لسماعِك لي " وعادت الى غُرفتها ..

فكرة وجودي معها وحدنا في هذا المنزل ارعبتني ، وما ارعبني اكثر هو ان باب غُرفة نومي بلا قُفل !

لذا عندما حان وقت النوم سحبت دولابي لاجعل طرفه على الباب كنوع من الحواجز ..

نمت ولكنني استيقظت على صوت سقوط الدولاب على الارض !

نهضت لاجدها قد دفعت الدولاب للسقوط وكانت تنظر من الفتحة الصغيرة التي تمكنت من فَتحِها في الباب بنظراتها الجنونية !

كان من الواضح جداً انها ثَمِلة للغاية واخذت اصرخ فيها كي تبتعد وتعود الى غُرفتها وكان ذلك ..

في صباح اليوم التالي ، خرجت من غُرفتي لاتجمّد عندما وجدت سكيناً مُلقاة امام باب غُرفتي !

توجهت الى بيث وعاتبتها على ما حدث منها البارحة ولكنها نفت انها تتذكر محاولة اقتحامها لغُرفتي او حتى روايتها لقصة حبيبها السابق !

عندها علمت ان هذه هي القشة التي قسمت ظهر البعير وقررت الانتقال من السكن ..

كُنت ادفع ايجاري شهرياً فدفعت إيجار هذا الشهر ثم انتقلت للسكن في مكانٍ آخر ..

بعد شهرٍ من انتقالي من عندها حاولَت التواصل معي لكنني لم اتمكن من الرد عليها لانني كُنت في قاعة السينما ..

بعدما خرجت من القاعة صُدِمت بأكثر من اربعين رسالة منها ارسلتها لي خلال الساعتين الماضيتين !

وكانت كُلها رسائل جنونية تتراوح ما بين " مرحباً "

" كيف حالُك ؟ "

" أنا اكرهك "

لم احاول الرد عليها وهي لم تحاول التواصل معي مجدداً ، ولكن ما يُشغِل تفكيري حقاً هو ..

ان لم اكُن قد اغلقت باب غُرفتي بالدولاب .. اكانت ستتسلل وتقطع رقبَتي ؟ ..

-----------------------------------------------------------
حقيقة ام خيال ؟

قصة حقيقية | True StoryWhere stories live. Discover now