الانترنت : ٢- skype

6.7K 657 214
                                    

انا مُعتادٌ على ان اتحدّث مع اعز اصدقائي على سكايب ..

نمزح ونلهو فيه أكثر مما نفعل على أرض الواقع ..

ذات يوم ، اتّصل بي صديقي على سكايب في المساء اثناء استذكاري لأرد عليه ..

بدى على وجهه التعب والشحوب وكانت اسفل عينيه هالاتٌ سوداء من التعب ..

قُلت " هاي يا صديقي ، تبدو مُرهقاً ! "

قال بابتسامة مهزوزة " آسف ، لم انم منذ البارحة "

قُلت " ووه ، ولمَ ؟ "

قال " الأرق رُبّما .. " وابتسامة جانبية

قُلت وقد شعرت بأنه ليس بخير " ما الأمر ؟ "

اختفت ابتسامته وقال " أتسمع خطوات في المنزل مساءً عندما تكون وحدك ؟ "

قُلت " لا ، لماذا ؟ "

قال " انا اسمع بعض الخطوات في المساء .. "

قُلت " لا تقُل لي انك تُصدّق بالأشباح والجان ؟ " ساخراً منه

قال بابتسامة جانبية " هه ، لا طبعاً ، انا فقط .. خائف " وقد اختفت ابتسامته في الجزء الثاني من جُملته ..

قُلت " لمَ انت خائف ؟ "

قال " عندما اُفتّش المنزل لكي اعرف مصدر الخطوات لا اجد شيئاً ، اعتقد انني سأفقد عقلي ! "

قُلت " آخبرت والديك ؟ "

قال " والداي مُسافران منذ البارحة وانا وحدي في المنزل .. خائف .. أيُمكِنُك البقاء معي لمواساتي ؟ "

قُلت " طبعاً ، انا معك " وابتسمت

قال بابتسامة هو الآخر " لا بأس ، لست مُضّطراً للبقاء معي لوقتٍ طويل ؛ فوالداي سيعودان اليوم فجراً "

قُلت مازحاً " هه ، من الآن وحتى الفجر ليس بالوقت الطويل ! فقط ٩ ساعات " وضحكنا

بقيت معه اُحدّثه وانا احل واجبي ، نمزح ونضحك ونتحدّث في مواضيع عديدة حتى شعَر بالجوع ونهض للمطبخ لتناول الطعام ..

اخذ الحاسب معه ووضعه على الطاولة ثم فتح الثلاجة واعد لنفسه شطيرة ثم جلس على الطاولة امام الحاسب مجدداً ، ليقبض قلبي بعد ان لاحظت شيئاً غريباً !

كان هُناك ظلٌّ كثيفٌ في رُكن المطبخ المُظلِم .. كان الظلام على هيئة بشري ..

لاحظ صديقي ملامحي المرعوبة وفهم ان هناك شيئاً ما ولكنه لم يعرف ما هو ..

بما اننا اعزّ صديقين فقد كان بيننا رموزٌ واشارات لا يفهمها سوانا ، لذا .. بدأت اُلمّح له ان هناك شخصٌ خلفه بالاشارات ..

" سمعت عن النجم السري الذي كشف عن هويته واتضّح انه .. " قُلت ثمّ طرقت على الطاولة

قال صديقي " في أي دولةٍ هذا النجم ؟ "

قُلت " في الغرب ، اسمه .. " ثم طرقت على الطاولة

قال " اربح جائزةً ما ؟ " وقد بدأ وجهه ينكمش ..

قُلت " لا ، ولكنه مُرشّح .. "

فَهِم صديقي ان هناك شخصٌ ما يقف خلفه واخذت ملامحه تتغير الى الرعب ويتحول لونه الى البياض وبدأ صوته بالاهتزاز ولم يجرؤ للنظر خلفه بل اخذ يفتح مواضيع جديدة مُدّعياً ان شيئاً لم يكُن لعدم استثارة ذلك الشخص ..

ولكن وقبل ان تعود مُحادثتنا الى مجراها الطبيعي ، انطلق ذلك الشخص من سكونه وانقض على صديقي يخنقه وانهى المُحادثة !

جاءت الشرطة واخذو اقوالي ولكن لا تقدّم .. صديقي مفقودٌ منذ اسبوعين ولا اثر له ..
-----------------------------------------------------------
حقيقة أم خيال ؟

قصة حقيقية | True StoryWhere stories live. Discover now