الانترنت : ٣- غرفة حمراء

5.5K 525 147
                                    

كنت قد تعرّفت في الفترة الأخيرة على فتاة ترتاد تقريباً كل الصفوف التي ارتادها ..

انها غريبة الاطوار ولكنها مُضحكة وظريفة ..

تؤمن بالمخلوقات الفضائية بل وتدّعي انها رأت ٣ منهم !

ذات يوم ، دعَتني الى منزلها ، دخّنا الحشيش وشربنا التكيلا* حتى ثملنا !

مرّت الدقائق واخذت الاجواء تسخُن بيننا ، وقبل ان انزع ملابسها تجمّدَت !

لم يبدو على وجهها ملامح واضحة ولكنها قالت ببرود " لا يُفترض بي .. "

لم افهم ما كانت ترمي له ولكنني افترضت انها لم ترغب في المُتابعة فيما كنا نفعل ؛ لذا انسحبْت بهدوء وارتديت ملابسي ورحلت ..

من بعدها لم ارها في المدرسة !

تغيّبت قرابة اسبوعين دون مُحادثتي او اشعاري بأي شيء !

قررت زيارتها لمعرفة ما الخطب ..

طرقت الباب لاجده مفتوحاً بالفعل !

لم اخجل من ادخل لاكتشف ان المنزل فارغ ..

وجدت حاسبها المحمول مؤمّن فرفعت شاشته ..

بدى حاسباً عادياً حتى لمحت تطبيقاً غريباً لم اره من قبل !

نقرت على التطبيق ليظهر صندوق محادثة وفيه جماعة من الناس يتحدّثون عن شيءٍ ما ..

بدى انهم يتحدّثون عن سعر سلعةٍ ما ..

كان السعر النهائي المُتّفق عليه هو ٢٠٠٠٠ دولار ..

حاولت فهم الأمر بالتصفّح لأعلى ليكون آخر من أراه هو تاريخ قبل ان يُقاطعني صوت دخولها الى المنزل ..

كان التاريخ هو اليوم !

قالت بصوتٍ مهزوز " مرحباً ؟ اهناك احد ؟ "

اغلقت الحاسب بسرعة وقُلت " بلى ، انا هنا "

جاءت إلي وقد كانت مُرهقة وشاحبة وهزيلة وتغطّي رأسها بربطة ارجوانية ، ولكن هزلها وتعبها لم يمنعها من الصراخ بي لدخولي الى منزلها خلسة ..

اعتذرت لها مراراً وتكراراً ولكنها لم ترضى بل طردتني وطلبت مني عدم القدوم الى منزلها مجدداً !

عدت الى منزلي وانا اُفكّر في التطبيق الذي وجدته في حاسبها ، ما هو الشيء الذي سعره ٢٠٠٠٠ ؟ اهو مقابل الجنس ؟ اهي عاهرة ؟ 

في المساء ، قررت تحميل التطبيق لمعرفة الأمر ..

حمّلته وثبّته ثم فتحته ليظهر لي صندوق المحادثة ولكن هذه المرة كان هناك بثٌ حي لكُرسي فارغ ..

كان الناس يتحدّثون عن حماسهم لعرضٍ ما لم اعرفه ..

حتى ظهرت فتاة وجلست على الكُرسي .. انها هي !

لا يبدو انها هنا للجنس ؛ فلم تكُن عارية ، ولا حتى مستورة ! كانت تجلس بملابسها الداخلية ..

كانت اكثر تعباً وشحوباً من قبل ، لا تزال الربطة الارجوانية في رأسها ..

قالت بابتسامة مهزوزة " اهلا بكم جميعاً ، هه .. لم ارى حشداً كبيراً كهذا منذ عرض الفتاة التي رسمت لوحةً مُستخدمةً غائطها كألوان ! "

عندها بدأ الاشخاص في المحادثة بالرهان على شيءٍ ما لم افهمه !

قال احدهم " اراهنك بـ ١٠ دولارات انها لن تتخطى الثالث "

رد الثاني " الثالث ؟! انظر الى جسدها انها هزيلة ! اراهنك بـ ٢٠ انها لن تتخطى الثاني ! "

كانت تجلِس هي وتقرأ محادثتهم وتبتسم بتوتر من وهلة لأخرى ..

قالت " شكراً يا رفاق على ما قدّمتموه لي ، كنت احتاج هذا المال حقاً كي يتمكن اهلي من دفع ثمن الفواتير التي اُكلّفهم بها .. " وابتسمت باهتزاز مجدداً

بدأ الاشخاص يطالبونها بالبدء فقالت لهم بتوتر " طيب "

واخذت تمسح دموعها وانفها ثم كررت بنبرة خوف " طيب " ونهض من على الكُرسي ووقفت بعيداً عن الكاميرا ..

جسدها كان نحيلاً جداً وقد كانت عظامها بارزة ، انا اعلم انها لا تُعاني من اضطراب الشهية فربما يكون هذا جسدها حقاً كوني لم ارها عارية المرة السابقة ..

حرّكَت يدها لتُخرج شيئاً فضّياً من الدُرج بجوارها ليتّضح انه سكين ! ما الذي ستفعله ؟!

اخذَت نفساً عميقاً واخذت دموعها بالتساقط وفجأة ، صرخَت وطعنت نفسها في بطنها !

اللعنة ! ما الذي تفعله ؟!

اخرجت السكّين ليخرج معه دماءٌ سوداء لغلاظتها مرافقاً صراخها من الألم ..

ادخلت السكين بقوة ليكتب احدٌ في المحادثة " ٢٠٠٠٠ ألف دولار لهذا فقط ؟! "

اخرَجَت السكين من بطنها وطعنت نفسها ١٠ مرات متتالية ليخسر كُل المُشاهدين رهاناتهم واخسر انا عقلي !

بعد عدة طعنات سقطت على الأرض ميتة ! لاكتشف انني مُغطّىً بدموعي !

اعلي الاتصال بالاسعاف او النجدة ؟!

بعد التفكير .. شعرت انني حي .. لقد شاهدت شخصاً يموت امام عيني ولكنني شعرت انني حيٌّ جداً !

حمدت ربي ألف مرة على حياتي .. ولم اُقدِم على أي خطوة بشأنها ..
                             •••
* التكيلا : مشروب كحولي
-----------------------------------------------------------
حقيقة ام خيال ؟

قصة حقيقية | True StoryWhere stories live. Discover now