الخوارق : ٤- غابة الانتحار

3.3K 347 77
                                    

اكيد كلكم تعلمون " غابة الانتحار " الموجودة في اليابان ، حيث كل من دخلها هم بالانتحار ..

هناك مكانٌ شبيهٌ به هنا في امريكا ، انها " غابة الانتحار " في فيرفيلد ، ولاية كونكيت ..

دائماً كانت الشائعات حول عبدة الشياطين وطقوسهم المُرعبة تدور هناك ، وذلك الفتى الذي ذهب للصيد مع عمه ليجدا ماعزاً مات ضرباً بالصخر وقد شُكّل بأحشائها نجمة خُماسية ..

طبعاً اهالينا ابطلوا الشائعات التافهة ولكنهم لم يتمكنوا من فعل المثل مع حالات الانتحار ..

الغابة مليئة بالأشجار الكبيرة ويشقّها نهرٌ عذب يوصِل الى بركة يصب فيها سلسلة من الشلّالات بالاضافة الى ضفّة براقة ، عادةً ما تذهب الاسر والعائلات مع اطفالها للسباحة في تلك البركة بغضّ النظر عن وصمة العار اللاحقة بالمكان ..

ما كُنت لاكُتب هذا الآن لولا زيارتي للبلاد الخريف الماضي لحضور لم شمل الثانوية الثلاثين خاصتي ..

حيث اجتمعت مع ٦ من اصدقائي ، اقترحت عليهم في الجلسة ان نذهب في الصباح الباكر للتمشّي في الغابة ولكن لم يوافق منهم سوى تود ..

وبالفعل خرجنا معاً صباحاً واثناء مرُورنا من هُناك كان هناك شخصٌ قد استيقظ قبلنا بالفعل وقد كان يصطاد السمك ، لوّح لنا لنلوّح له في المقابل ..

دخلنا الغابة بالفعل واخذنا نتمشّى ، اخذنا نتحدّث عن احوال حياتنا فحدّثني عن عائلته وابناءه بينما حدّثته عن وظيفتي ككاتب وعن شعبيّتي المحصورة في مناطق محدّدة ، مع ضوء الشمس وصوت الطبيعة الخلابة ، باختصار .. كان يوماً مذهلاً ..

حتى توقّف تود ليُخرج زجاجة ماء من حقيبة ظهره ليشرب ..

ابتعدت عنه وانا انظر للبركة البرّاقة البعيدة لاسمعه يشرق في ماءه ويتمتم " ما هذا بحق اللعنة ؟! "

استدرت له لاجده مُغطّى بشعرٍ اسود رقيق ، نظرنا الى اعلى الشجرة لنرى مصدر هذا الشيء ولكن لا أثر ..

مدّ تود يده لحقيبته ليُخرج منديلاً كي يُنظّف نفسه بينما بقيت انا احدّق الى الشجرة محاولاً اكتشاف اي شيء ..

اعاد تود المنديل الى الحقيبة ثم اخرج سكينة جيشٍ سويسرية كالتي حلمت دوماً ان احصل على مثلها ، انا اغار ..

قُلت له " سكينٌ جمـ .. " وقبل ان اُكمِل كلامي ودون اي تردد ، طعن نفسه بالسكين في رقبته !

بقيت مُتصلّباً وانا انظر له بينما يرسُم هو ابتسامة هدوء بشعة على وجهه ..

تمالكت نفسي وركضت له كي اوقِفه ولكنه دفعني بعيداً !

تمتم قائلاً " ما كان لي هو الآن لك ، انا ادفع مقابل ُقُبلتك بدمائي ، خذه كله ، ابتلعني .. "

ركضت مجدداً كي اوقفه ولكنني دُفِعت مرة اخرى ، ولكن هذه المرة لم تكُن من قِبل تود ..

نزل شيءٌ من الشجرة ، يبدو كأوردة رمادية ملتفة معاً بها بُقع بيضاء ، لم تكد تتخطّى القدّاحة في عرضِها ولكن مع ذلك عندما اصطدمت بها كانت قوتها هائلة حد انني سقط على الأرض مُمسِكاً بضلعي المكسور !

تابع تود طعن نفسه والدماء تنزل حتى خرج شيءٌ اخضر اللون من ذلك الشيء على الشجرة وبدأ ببلع الدماء التي كانت تخرج من رقبة تود ..

سقط تود على رُكبتيه ولكنه تابع شق رقبته اوسع واوسع بينما ذلك الشيء يبتلع اكثر واكثر ..

حتى قطع تود مرّيئه فوقع على وجهه ميتاً ، وهنا اخذ هذا الشيء بالبياض حتى اختفى وسمعت حفيف الاشجار وهو يعود من حيث جاء تاركاً اياي مع صديقي الميت ..

سيطرت على قدماي ولذت بالفرار مُمسكاً بصدري مُتألماً من تخبّط ضلعي المكسور برفقاءه ..

حاولت الوصول لهاتفي في جيبي حتى تذكرت انني اعطيته لتود ليضعه في حقيبته فتابعت الجري حتى وصلت الى الطريق العام واوقفت سيارة ثم طلبت من سائقها الاتصال بالشرطة ..

حضرت الشرطة واخذت اقوالي واخبرتهم بكل شيءٍ حدث رُغم جنونه ..

اخذوا رقم هاتفي وعنوان منزلي في حال احتاجوا اي شيءٍ مني ..

مر اسبوعين ، لم يتّصلوا ولم يزوروا ..

فتحت موقِع ولاية كونكت الالكتروني وبحثت عن تود لالمحه وقد سُجّل " ضحية انتحار مأساوية " اخرى ..
-----------------------------------------------------------
حقيقة ام خيال ؟

قصة حقيقية | True StoryWhere stories live. Discover now