الاضطراب : ٧- المُلاحِق ٢

2.2K 257 51
                                    

انا امرأة في سن الخامسة والعشرين ، اعيش مع حبيبي منذ ست سنوات واعاني من التوحد ؛ لذا فانا لا استوعب المواقف السيئة والخطيرة بسرعة ..

هذه القصة حدثت منذ خمس سنوات ، حيث كنت استخدم الانترنت كثيراً للتعرف على اشخاص رائعين ..

كان للكثير منهم ماضي سيء وقصص مرعبة وكنت احب الاستماع لهم ودعمهم للتغلب على المشاعر السلبية وما الى ذلك ..

وذات مرة تعرفت على ذلك الشاب الاسترالي والذي روى لي انه انفصل عن حبيبته مؤخراً وكيف ان الأمر اثر عليه بشكلٍ سلبي وانه يمُر في حالة نفسية سيئة ..

كنت ادعمه وارفع معنوياته كي يتخطّى ذلك الشعور السلبي وبالفعل مع مرور الوقت بدى انه تخطى الأمر ..

اخذنا نلعب معاً عبر الانترنت وقد كنا نتحدث كثيراً وفي مواضيع مختلفة ولكنني بدأت الاحظ انه يحدثني كما لو انني حبيبته او شيءٌ ما !

لم اشعر بالراحة لهذا فانا مشهورة بالحساسية اتجاه هذا الاسلوب في الحديث دون مبرر ..

اخذت اشرح له انني لست مرتاحه وانه يجب عليه تغيير اسلوبه كونه يعلم ان لدي حبيباً وما الى ذلك ليعترف بأنه يعتقد انني حبيبته الجديدة بالفعل !

اخبرته بأن هذا غير ممكن وانني مرتبطة بالفعل ومتعلقة بحبيبي الا انه بدأ يطلب مني ان انفصل عن حبيبي قائلاً بأنه يغتصبني نفسياً وجسدياً وان الأمر معه سينتهي به يقتلني ولكنني اخذت اوضح له ان مفهومه عن حبيبي خاطئ دون جدوى !

بعد بعض المحاولات اليائسة لاخراج نفسي من هذا الموقف المسموم قمت بحذف حسابي على تلك الصفحة ولم اكن قلقة من انه قد يجدني كونه لا يعلم اسمي الكامل او مكان سكني .. او هذا ما اعتقدته ..

حسابي في الفيسبوك لم يكن حتى باسمي الحقيقي ، كان بلقبٍ عائلي وقد اضفت بضعة افراد من العائلة وحسب ولم اضع اي معلومات شخصية عليه وكنت حريصةً كل الحرص على ان يكون الحساب قمة في الخصوصية ، حتى ان حبيبي ليس لديه حساب على الفيسبوك ! ومع ذلك تمكن ذلك الشاب من انشاء حساب على الفيسبوك وايجادي !

بقينا نتجادل مجدداً وانتهى الأمر بأنني حظرته ولكنه انشأ حساباً آخر ولكن بدلاً من فتح حديثٍ معي - اكتفى بارسال صورة لشخصٍ مُنتَحِر وقد كتب ان هذه هي غلطتي ..

حظرت هذا الحساب أيضاً ولكنه استمر في انشاء حساباتٍ جديدة يرسل لي منها صور اشخاص منتحرين وان هذه غلطتي وقد كنت احظر كل تلك الحسابات ..

بل وتمكن من الوصول الى حساباتي على مواقع التواصل الاجتماعي الاخرى ايضاً ومتابعتي فيها رغم انها كلها باسماء مختلفة ولم اربطهم ببعضهم البعض !

بقي يحذرني من حبيبي قائلاً بأنه مثل حبيبته السابقة وما الى ذلك ثم تطور الوضع الى ان ارسل لي صورة لتذاكر ذهاب وعودة من استراليا الى المطار الذي اسكن بجواره !

واستمر في ارسال الصور كـ" دليل " على حبه لي وهو في الطائرة وينزل منها ويدخل شقة وما الى ذلك ..

هددني واخيراً بأنه سيضطر الى قتل حبيبي لـ" حمايتي " منه فقلقت واضطررت انا وحبيبي الى الاتصال بالشرطة والتي بدورها قالت انها لن تتمكن من مساعدتنا كون الشاب لم يرتكب اي جريمة حتى الآن واننا ان كنا خئفين فعلنا الانتقال للسكن في مكان آخر ..

بالفعل انتقلت انا وحبيبي الى شقة أخرى غير القديمة والتي كانت في مكانٍ غير طبيعي ؛ فقد كانت الشقة الوحيدة المأهولة في ذلك المبنى وقد كان هناك مكتبٌ ما بجوارنا والمبنى بأسره كان تحت حريتنا انا وحبيبي ولم نمتلك جيراناً لا من بعيد ولا من قريب ..

في اليوم التالي اضطررنا للعودة الى الشقة القديمة كون حبيبي مرتبطٌ بعمل وانا مرتبطة بمدرسة ولكننا تفاجأنا بالشرطة تحيط بالمنزل وقد قال لنا مالك المنزل ان شاباً اقتحم شقتنا ثم توجه الى المكتب المقابل للشقة ومن هناك اطلق انذاراً للشرطة عن طريق الخطأ ..

طبعاً خفنا ان نعود لتلك الشقة وبقينا في شقتنا الجديدة حيث قرر حبيبي ان يتواصل مع ذلك الشاب ..

وافق الشاب واخيراً على اجراء مكالمة فيديو مع حبيبي وما ان ظهر وجهه حتى ادركت انه يجلس في شقتنا القديمة وفزعت ولكنني حاولت البقاء هادئة كي لا يشعر بوجودي ..

ظل حبيبي يحدثه قرابة السبع ساعات محاولاً اقناعه بتركي وشأني وانني راضية بعلاقتي مع حبيبي الحالي ولكنه بقي هو الآخر يهاجم ويقول انني ان كنت حقاً راضية بحبيبي الحالي فأنني " استحق " ما سيفعله بي وما الى ذلك ..

انتهت المحادثة بحبيبي هادئ الطبع وقد غضب على ذلك الشاب وقد تشاجر معه ، بعد بضعة ايام لم اكن اسمع من ذلك الشاب الكثير ، فقط وصلني فيديو منه وهو في المشفى يقول انه حاول قتل نفسه وان هذه غلطتي ..

بعد عامٍ وصلني خبر انه محتجز في مشفى امراض عقلية عن طريق اخيه الكبير الذي رد اخيراً على رسائلي للشاب على حساب الفيسبوك الرسمي خاصته اطلب منه فيها ان يتحدث مع اخيه كون هناك شيئاً خاطئاً يجري معه ..

لقد مرت سنوات طويلة ولكنني لازلت اخشى ان لا يكون قد تخطى الأمر وانه لا يزال يسعى خلفي ، انا حقاً لا اريد السماع من ذلك الشاب بعد الآن ..
-----------------------------------------------------------
حقيقة ام خيال ؟

قصة حقيقية | True StoryWhere stories live. Discover now