الخوارق : ٥- باب قبونا يتنفّس !

3.1K 324 76
                                    

كنت في كُل صباحٍ استيقظ لأجد كسوراً من الطلاء وفتات حجارة على السجادة امام باب قبونا ..

لم اكن اهتم حقّاً بها وكنت اكنسها وحسب مفترضةً ان السبب هو الفئران كون قبونا مليءٌ بها ، لم نربط هذه الأمور بدرجة حرارة القبو المرتفعة ، الا انه في يومٍ من الايام طلبنا من عامل الصيانة ان يتفقّد المدفئة الا انه قال انها سليمة ، ومع ذلك كانت درجة الحرارة في القبو اعلى بـ ٣٠ درجة عمّا كان في منظّم الحرارة !

لم نُعر الأمر اهتماماً كبيراً ، وفي مرة ، بعد ان عدت من سفرٍ طوال الليل عائدةً من منزل اختي ، دخلت البيت مُرهقة محرومة من النوم ، لا اعلم كيف تمكنت من السيطرة على السيارة !

وضعت اغراضي ارضاً لألمح شيئاً غريباً ..

نظرت الى باب القبو لاجده يبزر ويدخل كأنه يتنفّس !

هززت رأسي وحككت عيناي ظنّاً بأنها هلاوس لأنني مُهرقة ولكنه لا يزال يتحرّك !

اقتربت منه وقررت لمسه لان اللمس سيُحدد ما اذا كان حقيقة ام هلاوس ..

وكما توقّعت ، ما ان لمسته حتى توقّفت الحركة ..

لذا صعدت والقيت بنفسي بجوار زوجي ونمت ١٠ ساعات ..

ذهب زوجي للعمل وقد كان لديه ورديّتين اليوم ؛ اي انني لن اراه الّا غداً صباحاً ..

بعد ان استحممت وارتديت ملابسي ونزلت ، لاحظت قشور الطلاء وفتات الصخور على السجادة امام باب القبو مجدّداً ..

كنستها وافطرت ثم قررت النزول الى القبو لمعرفة ما الأمر ، ولكنني لا زلت اخاف الظلام كما كنت دائماً منذ ان كنت في الثامنة ..

" انا الآن  في الـ ٥٢ وقد عشت في هذا المنزل ٢٦ عاماً واعلم مداخله ومخارجة لا شيء يستدعي الخوف ! " قُلت لنفسي مُشجّعة ..

وبالفعل ، فتحت الباب واخذت انزل على اطراف اصابع قدمي ..

كان هناك نسيمٌ دافئ يتخبّط مع وجهي وانا انزل ..

نزلت الى الاسفل واتّجهت الى الفرن لأرى ما ان كانت درجة حرارته هي السبب ..

لمسته ولكنه كان دافئاً ، تفقّدته لاجد انه مُعطّل ، يبدو انه هو السبب في هذا كُل ..

وقبل ان احاول المغادرة صدمتني رائحة مُقرفة تشبه رائحة القيء !

حاولت البحث عن مصدر الرائحة ولم يأخذ مني هذا وقتاً طويلاً !

لقد كانت هناك كومة من الفئران الميتة بجوار الفُرن ، عددهم ما يُقارب الخمسين فأراً ! كانت تتدلّى منهم مادة لزجة صفراء !

اثار هذا المشهد البشع بجلودهم الذائبة الاشمئزاز في نفسي وكدت ان اتقيء فغطّيت فمي وانفي بقميصي وصعدت لاحضار قفّازات ودلو ومواد تنظيف ..

نزلت ونزعت كومة الفئران الميتة مرة واحدة والقيتها في الدلو ثم سكبت مواد التنظيف في مكانها والقيت بالقفازات فوق الفئران وجريت عائدة للطابق العلوي ..

خرجت الى الحديقة الخلفية للتخلص من الفئران والقفاز لاجد ان القفاز بدأ يذوب !

القيتها كلها وبعد بضع دقائق احضرت قفازاً آخر واخذت افرك مكان التصاق فرو وجلد تلك الفئران بالأرض ثم صعدت ، واكاد اقسم انه وعندما كنت اصعد رأيت الباب يتحرك كأنه يتنفّس !

اتّصلت بعامل الصيانة ليصلح الفرن ولكنه قال ان عمله سيكون حتى الساعة السادسة مساءً فقط وجدوله ممتلئ وان كنت سأجعله يعمل من بعد السادسة فسيكون علي دفع مبلغٍ اضافي ، لم اهتم وطلبته للمجيء ..

جاء بالفعل ولأنني شعرت بالأسى حول كيف انني حرمته العشاء مع زوجته واطفاله ؛ قمت باعداد شطيرة ومعكرونة بالجبنة له ..

شكرني واخذها لاكلها اثناء عمله هناك ، لا ادري كيف يمكنه الاكل في تلك الظروف التي رأيتها في الاسفل ولكنني لم اناقشه ..

تركته يعمل في القبو وذهبت انا للجلوس مع جارتي ..

بعد ان انهيت الزيارة عدت الى المنزل لاجد ان سيارة العامل لا تزال موجودة ؛ اي انه لا يزال يعمل ، يبدو ان العمل شاق !

دخلت المنزل لاجد الصالة مظلمة والاضاءة الوحيدة كانت قادمة من المطبخ ..

اقتربت من القبو وناديت اسم العامل ولكنه لم يُجِب .. ناديت مجدداً دون رد ..

بقيت لوهلة انظر الى القبو المُضاء بكشّاف العامل الخافت ليُفزعني صوت انشقاق شق كبير في جدار الباب !

لم اكترث وناديت اسم العامل مجدداً لاُترَك دون رد ..

لم استسلم وناديت للمرة الأخير لأبقى دون ردٍ مجدداً ..

عندها قررت النزول ، حمل جسمي ذو الـ ٥٢ عاماً عقلي الذي يبلغ الثماني سنين من عُمر خائفةً الى اسفل القبو ..

كانت درجة الحرارة لا تطاق والمكان مليءٌ بالدخان ، الرائحة الكريهة عادت ولكنها كانت كثيفة حد ان دموعي نزلت ..

كل ما وجدته كان ملابس العامل وعدّته وقد كانت مغطاه بتلك المادة اللزجة الصفراء ، ولكنني لم اجده هو ..

صعدت عائدة واقسم ان الباب كان يتنفس وانا اصعد الدرج !

اتّصلت بالشرطة وبقيت انا وزوجي في فندقٍ ريثما يتأكدوا من المنزل ..

تم اعلان ان العامل مفقود ، بل وظهرت زوجته وابنته على التلفاز يترجونه للعودة ..

جاء تحليل الشرطة عن تلك المادة الصفراء اللزجة .. ومن وقتها لم تطأ قدمي أرض ذلك المنزل !

كانت حامض معدة ..
-----------------------------------------------------------
حقيقة ام خيال ؟

قصة حقيقية | True StoryWhere stories live. Discover now