الاضطراب : ٣- ان لم اكن معك فمع اقرب الناس لك !

2.8K 295 59
                                    

انا اعمل في اليابان ، حيث تنتشر ظاهرة اليانديري ، يُقصد بهذه الظاهرة ان يغار المرء على شريكه حد ان يفعل الجنون في سبيله ، كالقتل والخطف والسرقة وهذا طبعاً يشمل الغيرة الشديدة والطرق الملتوية للوصول الى قلب المحبوب والخ ..

من كُثر انتشار هذه الظاهرة في اليابان ، سُجّل في عامٍ واحد اكثر من ٢٠٠٠٠ حالة !

ذات يوم ، عدت الى شقّتي من العمل ..

كان كُل شيءٍ طبيعياً ، ولم اُعر المرأة التي كانت تقف امام شقتي أي اهتمام ..

مرّت الأيام وكنت دائماً اجد هذه المرأة امام الشقة او امام المبنى خارجاً .. تقف هناك فقط دون حراك .. تُحدّق الى شقّتي ..

لم اهتم حقاً بالأمر حتى عُدت من العمل يوماً لأجد انها لم تكن تقف امام شقّتي ولا خارج المبنى ! يبدو انها ملّت مني ..

فتحت الباب ودخلت لاجد الشقة مُظلمة وفي احد الأركان يوجد ظلٌّ غليظ على هيئة انسان !

حرّكت يدي ببُطئ وخوف نحو مقبس النور وضغطه ..

ظهرت المرأة التي كانت تقف أمام شقّتي في الركن !

كانت تقف هناك وحسب .. تُحدّق ..

بعد التأمّل والصمت الذي كان بيننا أدركت انني رأيت هذه المرأة سابقاً في حفلة أحد اصدقائي ولكنني لم اُكلّمها او انظر لها حتى !

بدأت ملامح وجهي تتحول الى التساؤل لتفتح فمها ولأوّل مرة اسمع صوتها " ادخلتني العاملة " قالت بعد أن قرأت ملامحي ..

صوتها ميتٌ وبارد ..

لستُ مستغرباً أن العاملة ادخلتها ، لطالما كانت تقف امام الشقة فلابد ان العاملة اعتقدت انها خطيبتي او حبيبتي او شيءٌ من هذا القبيل ..

اكتفيت بالصمت ولم ارد ..

حرّكت يدها وادخلَتها في حقيبة كانت معها وأخرجت منها سكّين !

خفت وفزعت ! اعتقدت بدايةً انها تريد طعني او قتلي او ايذائي الّا انها جرحت يدها بعُمق لتنزل منها الدماء بغزارة !

بل ولم تكتفي بهذا ! اخذت تخدش الجرح وتُخرج ما بداخله حتى فقدَت وعيها من كثر النزيف !

كان الرُكن الذي كانت تقف فيه مُغطّى بدماءها !

دون تفكير ، اتّصلت بالطوارئ ليتم نقلها الى مستشفىً بالقرب من منطقة سكني ..

زُرتُها مرةً في المشفى وقد كانت بملامح ذابلة كما اعتدت ان اراها ولكنها كانت بخير ..

مع مرور الوقت ، تمادت بالقدوم الى منزلي دون اذني والدخول !

بل وتطهو لي الطعام وتنتظرني وما الى ذلك !

لذا ، غيّرت سكَني دون سابق انذار وذهبت للعيش بجوار اهلي ..

ذهبت لزيارتهم ، طرقت الباب ودخلت كون معي نسخة من المفاتيح ..

واثناء سيري في الداخل سمعت اصوات امي وابي واخي الذي لم اره منذ عامين وهم يتكلّمون !

ما الذي جاء بأخي ؟ هذه اول مرةٍ يزورنا منذ عامين !

استغربت صوتاً ناعماً مألوفاً يختلط مع اصواتهم ، طرقت باب الغُرفة ودخلت لاجدها تجلس بجوار اخي مُقابِلة لاُمي وأبي !

نظرت بعجبٍ فقالت اُمي " اهلا اهلا ايتاشي ، هذه يوكي ، زوجة اخيك الجديدة " بابتسامة فرح

زوجة اخي ! لاحقاً علمت انها حامل منه في شهرين !

بقيت صامتاً خوفاً من تحطيم قلبه واذى يوكي تلك الى ان فاض بي الكيل ..

ذهبت الى والداي وحدّثتُهما عمّا حدث بيني انا ويوكي دون علم اخي ولكنهما لم يُصدّقاني بل ووقفا في صفّها !

حاولت شرح موضوع الخدوش الموجودة على معصمها ولكنهم رفضوا التصديق بل وحاربوني واخبروا اخي دون زوجته ليقف في صفّها هو الآخر طبعاً ..

عندما يأست منهم انتقلت للعيش في امريكا ، ولم اسمع عن اهلي من يومها ولم استفسر عمّا فعلته يوكي مع اخي ..
-----------------------------------------------------------
حقيقة ام خيال ؟

قصة حقيقية | True StoryWhere stories live. Discover now