الفصل الثاني عشر"الحقيقة"

37.8K 1.4K 342
                                    

"أخبرني أبي... ما الذي أطلب المغفرة من أجله: ما أنا عليه، أم ما لم أصبح عليه؟

اخبريني أمي... ما الذي يجب أن أندم عليه: ما أصبحت عليه، أو ما لم اصبح عليه؟"

————————-

ارتشفت فاينا اخر رشفة من شايها ثم اعطت ظهرها لهيلين لتقوم بغسل الكوب... ثم التفتت لها وهي تقوم بتنشيف الكوب ووضعه بمكانه واتجهت لخارج المطبخ لكن ليس قبل ان تقول: اقصد ما فهمتيه بالظبط فابتعدي عن طريقي لمصلحتك... هذا اخر تحذير لك ولقد اعذر من انذر.

ثم وقفت على عتبة باب المطبخ ونظرت لهيلين من فوق كتفها وأكملت: ونصيحة أخرى استمتعي بوجودك فالقصر الان... لان ايامك أصبحت معدودة هنا وقريباً سترمي خارجه مثل الكلاب الضالة.

غادرت فاينا المطبخ تاركة ورائها هيلين التي كان تفكيرها منصب على شئ واحد يجب ان تتخلص من فاينا وبسرعة فوجودها أصبح يهدد استقرارها.

———————————-

بعدما خرجت فاينا من المطبخ وهي تتجول في القصر الفخم حتى وصلت للسلالم التي تربط بين طوابق القصر... وكانت على وشك الصعود لتذهب لغرفتها ولكن قاطعها دخول احد القصر، التفتت باتجاه الصوت لتعرف من أتى والذي لم يكن سوي مارك اخيها الاكبر... مارك في أكثر صورة مزرية رأتها له منذ عودتها.

يترنح يميناً ويساراً يسير بخطوات متثاقلة غير متزنة يبدو عليه الثمالة بشدة.

ظلت فاينا تتابع حركاته المترنحة حتى وجدته يتعثر في خطواته ووقع على الأرض ولم يعد يتحرك.

ظل فارش جسده علي الأرض ويحدق بالسقف وكأنه اكثر شئ مهم قد رأه في حياته... بدأت فاينا تقترب منه بخطوات هادئة حتي وصلت له حيث أصبح رأسه عند قدماها... انحنت فاينا ليصبح وجهها مواجه لوجهه بصورة عكسية وهمست بصوت ظنت أنه لم يسمعه لأنه لم يرد عليها بشيء: ماذا فعلت في نفسك مارك؟

مارك لم يتحرك ولكنه ظل يحدق في وجهها بصمت... فاينا شعرت بالملل من هذا التحديق الغير مجدي تماماً واتجهت له تساعده علي الاستقامة بصعوبة لكون جسد مارك ضخم مليئ بالعضلات ليس كَجسد ألكساندر في الضخامة ولكنه ايضاً ضخم.

عندما استطاعت اخيراً ان تجعله يستقيم أخذت يدها اليمني تلتف حول خصره وتقربه من جسدها لتثبيته والتفت يده اليسرى حول رقبتها لتعينه على المشي.

ظلت فاينا تمشي بخطوات صغيرة تصعد السلالم باتجاه غرفته والتي كانت في نفس طابق غرفتها هي وألكساندر ولكن تبعد عنهم بثلاثة غرف.

عندما وصلت غرفته وقامت بفتح الباب وادخاله للغرفة بهدوء وساعدته على الجلوس على طرف الفراش ألقت نظرة اخري عليه وجدته مازال يحدق بها.

عودة  فايناWhere stories live. Discover now