المقدمة

5.6K 124 6
                                    

احداث الرواية من خيال الكاتبة؛ الشخصيات والجنسيات والديانات المذكورة لا يقصد بها اي إهانة من اي نوع
اي تشابهه بين احداث الرواية والواقع هو صدفة لا غير ، ارجو من القراء ان يكون لهم صبر و بُعد نظر حتى يستوعبوا المحتوى دون تعصب لفئة معينه
شكرًا

المقدمة

اواخر السبعينات..... في المنزل الحاج محمود السماك، الذي يتواجد في منطقة شعبية رغم ثراء العائلة التي تملك اكثر من نصف المحلات في شادر السمك، بالاضافه لعدد كبير من مراكب الصيد، لا أن الحاج محمود لم يغير منزلهُ الذي ولد و عاش فيه طوال عمره رغم تذمر ابنائه وعلى رأسهم لؤلؤة قلبه المدلل.

كانت التجهيزات على قدم وساق، وقد حضرت النساء لإتمام المهمة وجعل البيت يليق بخطبة وحيدة العائلة جيهان.
رغم عدم موافقة والدتها على هذه الخطبة؛لكنها رضخت تحت ضغط من زوجها و جيهان نفسها التي صممت على الزواج من ذلك المدعو إبراهيم؛ لم تتوقف عن الدعاء بأن لا يأتي العريس وأهله، أو أن يحدث شيء يفسد تلك الخطبة، منذ ذلك الحلم الذي رأته والذي كان تفسيره بأنه سنوات من العذاب لوحيدتها.... رغم ذلك رفض الحاج محمود الإنصات لها وأخبرها بأن ذلك مجرد أضغاث أحلام يجب أن لا تلتفت له، لكِن الحلم تكرر من ما جعلها تتأكد من تفسيره وتصر على عدم المشاركه في تلك الزيجة، بل انها أدعت المرض منذ أن أخبرتها أبنتها عن موعد حضور العريس المنتظر كي لا تساعد في التجهيزات لاستقبال ذلك الذي سوف يسقي العذاب لابنتها!

❈-❈-❈❈-❈-❈❈-❈-❈

في غرفة جيهان كانت تجهز نفسها لاستقبال الخُطاب؛ ليس أي خطاب .. أنه إبراهيم الجعفري،من يصدق بأن جيهان التي تتشدق بحريتها تقرر أن تتزوج وهي بهذا السن الصغيرة!
فهي أكملت دراستها منذ أقل من شهر، حتي النتيجة لم تظهر بعد، لكن إبراهيم قرر أن يتم زواجه منها سريعًا لأنه مرتبط بموعد سفر لدولة أجنبيه من أجل دراسة الماجستير ويريدها معه بالطبع.
أنحت فادية تضع احمر الخدود على وجه جيهان لتتوقف يدها قبل أن تلمس خدها، حيث أمسكت بها جيهان .
-أبراهيم لا يحبذ أن أكثر من الزينة، يكفي ما وضعته .
أرتفع حاجبي فادية في غير تصديق وهي تطالع شقيقة زوجها التي لا تخرج من غرفتها إلا بزينة كاملة، وهي ترفض وضع القليل من أحمر الخدود في يوم خطبتها!
- مطت شفتيها وقالت بمغزى: أحمدك يالله أنك جعلتني أعيش اليوم الذي تعمل فيه جيهان حساب لأحد، ولا تصغ زينة المهرجين على وجهِها كالعادة.
- رفعت حاجبها الرقيق لتقول بتحذير: فادية الزمي حدودك ولا تتدخلي في مالا يعنيك، يكفي بأني وافقت على حضورك خطبتي.
ابتلعت فادية الاهانة المبطنة مثل كل مره، تعرف بأن جيهان تعتبرها لا تليق بعائلة... بل بشقيقها جمعه، فهي قصيرة سمراء لم تكمل تعليمها، عكس شقيقها ذو الوسامة العالية الذي يحمل شهادة جامعية، الذي تزوجها إرضاءٍ للحاج محمود الذي عطف عليها بعد ان ضحى والدها بحياته من أجل إنقاذ الحاج محمود في مشاجرة بالشادر كاد أن يذهب ضحيتها غدرًا، ليتلقى عنه والد فادية الضربة القاتلة..... وقتها كانت فادية مراهقة لم تتم الثالثة عشر بعد، ليتكفل بمصاريف عائلتها ثم يزوجها لأبنه الوحيد؛ عادت لواقعها بعد أن نفضت عنها تلك الذكريات التي تجعلها تشعر بدنو مكانتها في منزل السماك، بل في حياة جمعه زوجها من الأساس.
❈-❈-❈❈-❈-❈❈-❈-❈

 سيل جارف  الجزء الاول من سلسلة الحب والحربWhere stories live. Discover now