الفصل التاسع

1.1K 63 25
                                    

كل سنة وانتوا طيبين عيد سعيد عليكم ، الفصل الجديد اهو ممكن لايك من فضلكم❤️
الفصل التاسع
بعد انتهاء السنة الدراسية والتي اجتازتها منار بنجاح كالعادة، صحيح أنها لم تحصل على تقدير عالي، لكنها على الأقل تخطت سنة مهمة بكل صعوبتها التعليمية والشخصية.
جاء وقت حفل الخطبة والذي أقيم في صالة كبيرة حيث أصرت والدتها على دعوة جميع الأقارب و الأصدقاء؛ الصالة كانت مزينة بطريقة جميلة، كل شيء كان معدا بدقة على أكمل وجه ، رغم أن منار لم تشارك في اختيار أي شيء ولا حتى لون الديكور لكنها أعجبت به.
لقد اختارت والدتها اللون الأزرق الغامق وهو لونها المفضل، كما أن فتنة وعمتها جيهان لم تتركاها أبدا بل قامتا باختيار فستان رائع لها لترتديه في حفل خطبتها و رافقاتاها عند مركز التجميل، أما لينا فهي لم تقدر على الحضور بسبب الدراسة فرغم انتهاء السنة الدراسية إلا أنها انخرطت في التدريب عند طبيب مشهور بمساعدة آسر لذلك كانت لا تخرج معهم كثيرا
ارتدت فستان أزرق كحلي تزينه كريستالات بحمالات عريضة تغطي مقدمة كتفها فقط مع فتحة صدر دائرية كبيرة نوعا ما من بداية الكتف، ينزل بضيق ليحدد جسمها حتى  الصدر ثم يتسع بانتفاخ إلى أسفل قدميها وقد ارتدت حذاء بكعب عال، زينة وجهها زادتها جمالا وأظهرت لون عينيها الأخضر الغامق أما شعرها فقد وضعت عليه تاج صغير من الكريستال و تركته ينسدل على كتفيها، لتطل بجمال أنيق هادئ يعكس شخصيتها، دخلت القاعة متأبطة ذراع خطيبها.
تامر... هذا هو اسمه عندما جاء لخطبتها رسميا حاولت أن تعطيه فرصة كما طلبت منها فادية وحتى لا تحزن والديها أو تثير حفيظة العمة تريز.
لقاءات سريعة معه ومع والديه لكنها لم تكون انطباع محدد بخصوصه فهو يقضي معظم الوقت في الحديث مع والديها أو عن أمور عامة لا تعنيها في شيء ، لكنها لن تنكر بأنه شخصية مثقفة وله آراء عميقة، رغم أنها لا تتفق مع أغلبها خصوصا تلك التي يصر فيها على أنهم مضطهدون كأقلية ويجب أن يهاجروا لبلد آخر!

بعد تفكير وافقت على الخطبة بشرط أن تطول الخطبة لثلاث سنوات وقد ساعد دعم  والديها الذي استغربته في البداية ليوافق تامر ايضا على شرطها؛ ذهبوا معا لاختيار الشبكة، لم تأخذها معها فورا كما تفعل العروس في العادة بل إن تامر لم يدفع ثمنها فقط أخبرها بأن المبلغ الذي معه لا يكفي.
استغربت خصوصا أنها لم تختر شيئا غالي الثمن أو  ثقيلالوزن لكنها كالعادة قررت أن تمرر الأمر بما أنه سوف يجلبها يوم الخطبة.
فتنة ارتدت فستان طويل يلتف على جسدها باللون الوردي الغامق لامع بحمالات رفيعة يصل لأسفل ركبتيها مع حذاء ذهبي بكعب عالٍ ، و تركت شعرها حرا ينسدل على ظهرها ولم ترتدي سوى حلق طويل فقط، لم تكن تريد لفت الأنظار لها رغم حبها لذلك، لعدة أسباب أولها و أهمها حالة منار النفسية وإحساسها بأنها السبب الرئيسي فيما حدث لها، دون أن تقصد  تمشي حولها على رؤوس أصابعها فهي بالكاد عادت للحديث معها و التعامل بطريقة شبه طبيعة ، وجود عمتها ساعدها كثيرا في ذلك فقد أخذت على عاتقها مسألة تجهيز منار لخطبتها وكل ماتحتاجه له، كما أنها لا تريد أن تزيد المشاكل مع والدتها هذه الأيام، حتى لاتخبر والدها عن كثرة خروجها أو تمنعها من ذلك؛ كذلك مشكلتها مع منار التي كادت أن تفضح ما تفعله مع نادر.
نقره على كتفها جعلتها تنفض عنها تلك الذكريات وتلتفت لتجد عمتها تقف ورائها تمد كفها لها،
أمسكت بيدها و وقفت لتذهبان حيث تجلس منار مع خطيبها، خطيب لا بأس به، هذا مافكرت به فتنة فهو عادي لا يوجد به أي ميزة حتى عينيه الملونة ليست جميلة بل إنها تبدو غريبة لأنه على مايبدو قد اعتاد على فتح عينيه بأقصى اتساعهما والتحديق بالناس كي يظهر لونهما، عكس منار التي لا تقوم بذلك بل إن الكثيرين لا يلحظون لون عينيها إلا بعد التركيز بهما؛ لا تعرف لماذا شعرت بألم لأن صديقتها أجبرت على الارتباط بهذا الشخص، صحيح أنها لا تعرف عنه شيئا ومنار لم تشتكِ منه لكنها تشعر بأنه إنسان غير سويلن تقول بأنه سيء هو فقط غير جيد
هذا هو انطباعها عنه عندما رأته أول مرة في عيد ميلاد منار، وعندما أخبرت عمتها كان ردها أن ماتشعر به هو إحساسها بالذنب لا غير، عليها أن لا تطلع منار شيء حتى لا تسوء علاقتهما أكثر.
أخذت جيهان منار وفتنة كي ترقصا على أنغام الموسيقى ، وقد شاركهن عددا من الحضور و خطيب منار، كذلك محمود وحسن الذين حضروا الخطبة بناء على أوامر فادية يجب أن يكون الجميع متواجدا كدعم لمنار و لإخراس الألسنة التي تدعي بأنها ربما كانت على علاقة بمحمود.
دخلت لينا للصالة متأخرة لتجد الجميع في وصلة رقص ورغم تعبها إلا أنها بحثت عن منار وسط الجميع وذهبت لها تهنئها، ثم أمسكت بيد فتنة وجرتها لركن بعيد عن الجميع.
بدون مقاومة ذهبت معها رغم أن قلبها كان يدق بقوة من الخوف، صحيح أنها تدربت كثيرا بينها وبين نفسها على الرد المناسب إذا سألتها مرة أخرى عن القصة، لكنها لازالت تخشى مواجهتها ربما خانها لسانها وخر بالحقيقية وفضحت نادر.
ربما تخشى من ردة فعل لينا التي تعرف بأنها لن تكون عادية في حال عرفت الحقيقة، تخشى من معرفة والديها بعلاقتها هي ونادر لكن أكثر ما تخشاه أن يتاذى نادر؛ نعم قد تتحمل كل شيء جراء كشف الحقيقة إلا أذية نادر وبسببها هي!
وقفت مقابل لينا تحاول أن تكون متماسكة قدر الإمكان و بدأت هي بالحديث
عندما قالت متأملة ملابسها:
-واو رائع جدا تعرفين لو ارتدى غيرك هذه الملابس لكان ظهر كالمتشرين لكن  عليكِأنت مثل عارضات الأزياء.
رفعت إصبعها الإبهام في علامة إعجاب
لم تكن تكذب في الحقيقة فلينا كانت ترتدي تنورة طويلة من قماش فضي لامع فوقها قميص أبيض عادي قامت بربط مقدمته عند خصرها وفتح أول زرين منه مع ثني الأكمام، قد تبدو الطلة غريبة للبعض لكنها رائعه عليها بطولها الفارع وجسدها الممشوق مع لونها الأسمر اللامع ، كما أنها جعلت شعرها على طبيعته مع وضع كريم كي لا يهيج وقامت برفعه من الجانبين بدبوس وتركت الباقي ينسدل ليغطي رقبتها وكتفيها.
عقدت يديها أمام صدرها وقالت بنبرة حادة:
-لا تحاولي الهروب مثل كل مرة فتنة، أنا متأكدة بأن القصة متعلقة بنادر وليس مجرد مساعدة منك لشخص فقير لا يملك ثمن الطبيب مثلما أخبرتني يومها.
تظاهرت بالغباء وهي تسألها:
-عن أي قصة تتحدثين لينا؟
من هذا الذي ساعدته و مادخل نادر لا أفهم ؟
تقبضت لينا وطحنت ضروسها حتى أحدثت صوتا ثم قالت وقد تملكها الغضب
أتحدث عن الرجل الذي كاد أن يموت ويتسبب في مشكلة كبيرة لك بل ربما دخولك السجن لولا مافعلته؛ كيف يقوم ذلك الفاشل بعمل تحاليل  وأخذ عينات له دون أن يعرف بأنه مصاب بسكر الدم؟!
الرجل حدث له كومة سكر وكاد أن يتفاقم الأمر ويدخل في غيبوبة أو ربما أسوأ بسبب تلك التحاليل المكثفة التي أجراها له نادر بل إنه أخذ منه عينة بالمنظار و أعطاه مخدر نصفي!!!!!!
ياالله هل هو متخلف ألم يدرس ألف باء الطب، كيف يعطي مريض سكر مخدر دون التأكد من حالته لا أصدق ذلك يجب أن يمنع من دخول الكلية ويحاكم على فعلته هذه.
رغم أنها كانت تتحدث بصوت منخفض تجنبا لافتضاح أمرها إلا أن فتنة شعرت بأنها تصرخ بها لدرجة أن يديها كانتا ترتجفان بشدة و قد شعرت بألم في معدتها ، ماذالو عُرف مافعله نادر وقاموا بالتحقيق معه فعلا!
قالت رغم خوفها: 
-اسمعي يا لينا لقد أخبرتك بالحقيقة أنا ساعدت الرجل لأن زوجته طلبت مني ذلك وكل ماقلته أنني أخذتها للعيادة غير ذلك ليس لي دخل في شيء ، وأما نادر الذي أصبح هاجسا لك فهو ليس له أي علاقة بالموضوع لا من قريب أو بعيد، أعترف بأني مخطئة كان علي أن أعرف بأن تلك العيادة ليست جيدة من مكانها لكنني أعدك بأن أتوقف عن مساعدة أي شخص مهما كان محتاجا.
رغم أنها كانت تنظر في عيني لينا كي تصدقها وتدعي القوة لكن من داخلها كانت ترتجف كورقة طيرتها الرياح في يوم شتوي ممطر.
ألقت لينا نظره طويلة عليها ثم قالت بصرامة: -دفاعك عنه لن يغير شيء من الحقيقة، كل ما يهمني هو أنت ، لا تجعليه يورطك معه أكثر، مهما كانت الكذبة التي أخبرك بها كي تنفذي مايريده، اعلمي دائما بأنه لا يحبك، الذي يحب لا يرمي من يحبه وسط النار ويهرب منها.

 سيل جارف  الجزء الاول من سلسلة الحب والحربحيث تعيش القصص. اكتشف الآن