الفصل الثامن والعشرون

1.1K 59 25
                                    



لايك من فضلكم❤️

الفصل الثامن والعشرون


في الدولة الأجنبية

على الطاولة التي اتخذتها بعيدا قليلا عن طاولة الرجال بناء على طلب جبريل
قالت در صاف باستغراب:
-لم أفهم ماهو الذي يضايقك بالضبط، أعني صحيح تقبيله لك يعتبر جرأة شديدة خصوصا أنه لم يمر على عقد قرانكما إلا سويعات قليلة ، إلا أن ذلك مفهوم نوعا ما فهو في النهاية رجل ويحبك لكن يجب أن تحذري تجاوزه عموما أنت مسافرة غدا و
قاطعتها أشماس بحنق:
- اخفضي صوتك قليلا لا أريد لكنز أن تسمعنا، ثم من قال أنني غاضبة لأنه قبلني؟
واضح أن معاشرتك لحارث أصابتك بالغباء ليس هذا ما يضايقني.
عدلت درصاف نظارتها بعد أن قررت الاستغناء عن العدسات اللاصقة بسبب غثيان الحمل، وقالت بفم ملوي:
وماهو الذي يضايقك إذن ؟
زفرت أشماس وقالت بصوت خفيض:
-أنني لم أقبله بالمثل
انعقد حاجبا درصاف وقالت بغباء:
-عفوا ماذا قلت لم أسمع ؟
مسحت وجها بغضب وردت:
-ماهو الذي لم تفهميه بالضبظ؟ قلت لك أنني أضعت على نفسي أكثر لحظة كنت أنتظرها منذ زمن؛
أمسكت المنديل الورقي و قامت بتقطيعه بغل وهي تتابع:
-لا أعرف ماذا حدث لي وقتها تجمدت كلوح الثلج ، أتصدقين لم أقوَ حتى على الكلام وعندما ضمني له لم أحتضنه كما كنت أتمنى ، ماهذا الغباء لا أفهم زفرت مرة أخرى وضربت جبهتها بباطن كفها و هي تقول:
- كانت فرصتي الوحيدة و ضيعتها
جرت سنان كرسيها لتحشر نفسها بينهما وقالت بفضول:
- هل قبلك حقا؟
كيف كانت القبلة هل هي رائعة كما تبدو في الأفلام و الروايات؟
لابد أنها كذلك صح؟
هيا بسرعة قبل أن تعود عمتي كنز من الحمام
بأطراف أصابعها ضربتها أشماس على ظاهر كفها وقالت:
-أنا أيضا عمتك بالمناسبة
مطت سنان شفتيها وردت:
-دعك من التفاهات و اخبريني بسرعة عن قبلتك.
أسندت أشماس خذها لكف يدها المتكئ على الطاولة وقالت بإحباط:
-ليست قبلتي بل قبلته هو أنا لم أفعل شيئا أبدا ،
ثم عدلت جلستها لتنظر للأخيرة وقد تغيرت نبرتها للأمل وأردفت:
-ربما هذا أفضل لأنه حلق ذقنه وأنا دائما كنت أتخيل نفسي أقبله وهو بذقن
لتقول سنان بحماس:
-اطلبي منه أن يتركها تنمو لا تأخذ وقتا طويلا وعندها يم
-يا إلهي لا أصدق ما أسمعه ، الأخ و أخته وعمته هذا كثير جد
بيأس قالتها درصاف وهي ترفع يدها للسماء مطت سنان فمها بصوت وقالت لأشماس:
-دعك منها الآن وتعالي نفكر في طريقة كي تنفردي به قبل سفرنا غدا
-تنفرد بمن؟
قالتها كنز وهي تجلس على كرسيها بعد أن جاءت من الحمام لتتوتر ملامح سنان و تصاب بالخرس بينما احمر وجه أشماس كأنها ضبطت بالجرم المشهود
أما درصاف فابتسمت وقالت بعد أن ألقت عليهن نظرة شماتة:
  -سنان كانت تناقش مع عمتها متي وكيف تأكل الكعك المحلى دون أن تلطخ وجهها! تعرفين أشماس تأكل مع ملابسها خصوصا ذلك المغطى بالشوكلاتة
بدأت تأكل من صحنها وقالت بتعجب لأشماس:
-كعك محلى بالشوكلاتة منذ متى تشتهينه، كنت أعتقد أنك لا تحبينه
-رفعت درصاف حاجبها مع نظرة جانبية لتعود سنان بكرسيها لمكانها و تغرس رأسها في صحنها من الحرج ،أما أشماس فكانت تسترق النظرات لأيوب الذي ظهر عليه عدم الرضا من شيء لا تعرفه ثم أكملت درصاف:
-هذا النوع بالذات سوف يعدل مزاجها، فهي تشتهيه منذ مدة ولن ترضى بنوع غيره
نكزتها أشماس بمرفقها فقد بدت مكشوفة جدا خصوصا مع احمرار خديها ، لكن درصاف لم تهتم بل ارتشفت الماء ببطء استفزها لتقول كنز التي شكت في الأمر:
  -كعك محلى من الدول المجاورة ؟
اشتعلت وجنتا أشماس لتفضح تفكيرها فأنزلت رأسها لتداري قليلا خجلها فيما قالت سنان بحماس:
—أي دول مجاورة يا عمتي هل رأيت الحلويات التي هنا؟
يا إلهي لا أكاد أتأمل واحدة لتأتي أخرى أجمل منها أشعر بأنني في متجر كبير للحلويات لا أعرف ماذا أختار منها
بنظرة جازرة قالت كنز:
  -احذري أن تصابي بالسكري يا حبيبة أمك
أما لو سمعك والدك فهذه قصة أخرى أقل شيء ينزع منك حاسة التذوق بل حواسك كلها.
ابتلعت ريقها بصوت وقد شعرت بخوف من كلمات عمتها لتنظر باتجاه طاولة والدها فتجده عاقدا الحاجب يتحدث بجدية مع الجالسين ؛ مدت لها درصاف كوب ماء وهي تقول بابتسامة واسعة:
  -جاءك الموت يا تارك الصلاة
عبست سنان لتطلق كنز و أشماس ضحكات خافتة وأكملن تناول طعامهن.
على طاولة الشباب أنهى الجميع الطعام ليقول جبريل موجها حديثه لإبراهيم:
—هل يجب أن تحضر أشماس توقيع أوراق في السفارة أم يمكنك إنهاء الإجراءات بدونها؟
ليقول رؤوف بخوف مصطنع:
-لا لالا يجب أن تحضر كي يكون الزواج صحيحا و إلا سوف تقتل نفسها هذه المرة
ردد أيوب بغير فهم:
-هذه المرة ؟
ماذا تعني هل حاولت قتل نفسها سابقا؟
ظهر الغضب على جبريل ليقول سفيان الذي سمع من درصاف ما حدث بالتفصيل بعدها:
-عندما عرفت أشماس أن عمها عوض قام بعقد قرانها بالفعل لم تنتظر بل أخذت المسدس و أغلقت على نفسها غرفة السطح وهددت إما يتم إبطال الزواج كأنه لم يكن أو تقتل نفسها، رغم أن جبريل أكد لها بأنه سوف يتم إنهاء الوضع لكنها لم تخرج إلا عندما تأكدت بأنه أُبطل ؛ ليقول علي الذي وصل متأخرا لعقد القران مقلدا صوت أشماس:
-لن أكتب إلا على اسم أيوب أو أموت و أتزوجه في الجنة
تعالت ضحكاتهم وهم يقلدونها تارة ويقلدون ذلك العريس الذي هرب بعد أن عرف بأنه لن ينال مالها تارة أخرى ، بينما هو شعر بأنه تلقى لكمة في حلقة
يا إلهي ماهذا العذاب كادت تقتل نفسها حتى لا تكتب لغيره؟
وبم كافأها هو؟
توقف عقله عن المضي في التفاصيل ليلتفت بكامل جسده ناحيتها يرجو نيل نظرة تخفف عنه جلد الذات وقد أكرمته بواحدة طويلة مملوءة بلمعة العشق كعادتها واتسعت ابتسامتها لتمسح عنه أي شعور مؤلم لو فقط يرمي رأسه في حضنها ليفرغ كل حزنه بين ذراعيها، لو يضمها له وينام فقط ليستقيظ بعد أن يختفي كل ما يؤرقه وكل ما يبعده عنها، لو ولو ولو
رفع عينيه عنها عندما قال إبراهيم بصوت عال قاصدا أن يسمعه هو:
-حضورها مهم طبعا لكنني أقدر على إتمام الأمور وجعلها توقع بعدها، أعني كل ما نريده ورقة إثبات زواج يمكن إخراجها حتى من الوطن الأمر فقط سيأخذ وقتا هناك بما أن عقد القرآن تم هنا.
رد سالم:
-هنا أفضل لا نريد تعقيد الأمور لا تنسَ أن العريس من جنسية أخرى وسوف نضطر للذهاب لسفارته و استخراج الكثير من الأوراق وهذا صعب في عدم وجود العريس معنا.
وجدها فرصة كي يسرع بتنفيذ خطته والزواج منها ليقول بسرعة:
- يمكنني العودة معكم وإنهاء الأمور هناك، بل نقيم حفلا الزفاف أيضا
رد رؤوف بعد أن تبادل الجميع نظرات بينهم قائلا:
-لازالت هناك خطورة عليك دعنا ننتهي من أمر ذلك الحقير أولا ونتأكد من أنه لن يتعرض أحد لك
بوجه مقلوب ودون أن ينظر له تدخل حارث في الحديث قائلا:
-جهز منزلا أولا ، أم تظن أنك ستسكنها في شقتك ذات الغرفة في الصالة و ربع حمام المؤجرة هنا ؟
بالطبع لن توافق على ذلك أبي
ليقول أيوب بتأكيد:
-لا طبعا وجودي هنا أصلا أمر مؤقت شهر أو أقل أنهى عملي يمكننا اعتبارها شهر عسل لو سرعنا بالزواج ثم بعدها تعود معي لنستقر في بلدي كما أنني وعدت جدي لن أبعد أشماس عن بلدها بل سنأخذ بيت صغير بجانبه لنقسم الوقت بين البلدين

 سيل جارف  الجزء الاول من سلسلة الحب والحربWhere stories live. Discover now