الفصل التاني عشر

1K 51 26
                                    


الفصل الثاني عشر

في الدولة الاجنبية

لم يستطع النوم بعد مكالمتها التي فتتت الباقي من صموده الوهمي
ألقت عليه سهامها الحارقة دون رحمة ولم يجد السبيل لاخمادها
كم هي قاسية؟!
ألا تعرف بأنه يتقلب على جمر دون أن ينطق؟
ألا تعرف مقدار الوجع وهو يتحمل السم الذي بات يسري في عروقه مجرى الدم منذ أن أضحت حبيبته لرجل غيره؟
جبن!!
لم يقدر على التمسك بحقه فيها وحقها فيه
فضل الهروب كحل ظنّا منه أن ذلك أسلم للجميع ، لم يكن يعرف بأنه يفتح أبواب الجحيم على نفسه وعليها قبله!
أخبرته درصاف عن مهزلة الفرح وماحدث به رغم محاولته الهروب من سماعها متعللا أنها تفاصيل لا تخص سوى النساء، لكنها لم تتوقف بل زادت ناره بقولها أن أفطيم راضية ورافضة للتراجع رغم أنها عرضت عليها ذلك حتى آخر لحظة
والآن ها هي أشماس تضعه أمام نفسه وتواجهه بالذي هرب منه.
نعم هو يحب أفطيم بل يتنفسها، لكنه منذ أن اختار طواعية البعد عنها وهو يعيش على الأكسجين الصناعي فما عادت رئتيه تقبل الهواء بعيدا عنها.

ارتدى ملابسه و خرج من مسكنه قاصدا شقة هادي، صديقه الجديد الذي تعرف عليه عند وصوله لهذا البلد الذي سيقضي به فترة تدريبه أو بالأحرى نفيه الاختياري
في مصادفة غريبة من نوعها ، فقد وصل سفيان قبل بدء الدورة بأكثر من أسبوع ومثل أي عربي عند الذهاب لبلد الغرب قام بالبحث عن أي شيء يحمل رائحة الوطن، ليجد مطعما عربيا يتبع دولة غير دولته لكنه لم يهتم المهم أنه عربي، ليصبح مكانه المفضل بعدها، تعرف فيه على (هادي عمران ) شاب من بلده يعمل كصحفي متنقل في صحيفة إلكترونية بعيدا عن الوطن بسبب رفضه لتقاليد قبيلته فهو من أبناء الجبل ؛ رغم اختلافهما الظاهر بينهما إلا أنهما أصبحا صديقين مقربين في فترة قصيرة.


بعين نصف مفتوحة فتح هادي الباب دون أن يشعل الضوء وقال بصوت لم يفارقه النوم بعد:
ـ ماذا تريد سفيان لدي عمل في الصباح الباكر؟
دفعه سفيان و دخل للشقة دون أن يجيبه وقام بإشعال الضوء في طريقه قبل أن يجلس على الأريكة دون أن ينتظر دعوة منه.
حك هادي رأسه وزفر ثم أغلق باب الشقة و ذهب للمطبخ المفتوح على الصالة حيث يجلس سفيان ليحضر قهوة ، فقد استنتج من منظر صديقه أنها ليلة طويلة.
بعد قليل أنهى هادي فنجان قهوته الثاني وقد استمع لسفيان دون مقاطعة ، تم عدل جلسته وقال بهدوء:
ـ لماذا أنت غاضب الآن؟
نظر له سفيان بحدة وفتح فمه ليرد لكن هادي تابع كلامه قبل أن يفعل:
ـ أنت اخترت التحجج بأمك بدلا من مواجهة العلة والتي لازلت أظن بأنها ليست بالحجم الذي تظنه وقررت الهروب ، وهي قررت أن تمضي في طريقها أو تعاقبك أو ربما تتمسك بآخر فرصة لها لا أستطيع أن أجزم سبب قرارها بالضبط في الواقع، لكن في النهاية كل منكما اختار وعليه أن يتحمل نتيجة اختياره؛
مكالمة قريبتك تلك لا معنى لها، سوى أنها ربما تكون معجبة بك وتريد أن تتأكد من أن الطريق قد سدت بينك وبين حبيبتك.
هز سفيان رأسه وقال بصوت بدا حازما لكنه مملوء بالحزن:
-خيالك واسع يجب أن تؤلف قصصا بدلا من الصحافة ، أشماس غاضبة مني لأني خذلت الجميع وهربت.

 سيل جارف  الجزء الاول من سلسلة الحب والحربTempat cerita menjadi hidup. Temukan sekarang