الفصل الخامس والاربعون

1.6K 73 15
                                    

الفصل الطويل جدا

الفصل الخامس و الأربعون


يوم عقد قران هادي و فتنة
وصلت صافيناز لحي السماك قاصدة منزل جمعة السماك لتجد الكثير من الناس متجمعين بقربه لم تحتاج للسؤال كي تعرف بأنهم يحتفلون بزواج فتنة؛ مرة أخرى الحظ يقف معها بالطبع لن تجازف بعريسها وسوف تدفع لها ماتريد المشكلة أنها لم تجد أحد لا فتنة و لا والدتها التي علمت بأنها أصبحت مقعدة لا تخرج من غرفتها وقد تركها أولادها في المدينة الساحلية بدلا من احضارها لأن صحتها لا تسمح كما قيل لها، لا لن تعود سوف تنتظر العروس لتأخذ حقها!
تلفتت تبحث عن مكان يصلح للانتظار فهي حتما لن تدخل القهوة الشعبية القذرة ولا يوجد أي مطاعم محترمة كي تجلس فيها ، حتى وجدت محلا صغيرا أول الشارع تقف أمامه امرأة في الظاهر ترتب أكياس الشيبسي والعصائر لكن نظراتها الحاقدة باتجاه منزل السماك والتجمع القائم لم يفتها لذلك ذهبت لها مدعية رغبتها في شراء عصائر ثم جلست على كرسي بلاستيكي قائلة :
-لقد تعبت هل يمكن أن أرتاح هنا قليلا.
أومأت لها المرأة دون اهتمام ليقترب منها زوجها يحمل كيس قائلا:
-رزق الأولاد ضعيه في الثلاجة حتى نعود للبيت في المساء.
مطت المرأة شفتيها وردت:
-اشتروك بكيس لحم كي لا نفصحهم أمام نسائبهم ،لا أعرف كيف تجد عرسان بسهولة بل هذا الأخير لم يسبق له الزواج أيضا ، لو يعلم ماضيها لما كان نظر لها.
جزرها زوجها قائلا:
-اقفلي على الموضوع ولا تنسي بأن لديك بنات .
أخذت الكيس غصبا و رمته في ثلاجة المثلجات ليقول زوجها:
-أنا ذاهب الآن لسوق الجملة وكما حذرتك لا تقتربي من منزلهم عفا الله عما سلف.
انتظرت صافيناز حتى ذهب لتقول بنبرة متمسكة :
-هل آذتك ابنة السماك أيضا ؟
التفتت لها بعينين تشتعلان غلا وردت:
-تلك الفاسقة المنحلة لم تترك أحدا في حاله وزوجي المبجل يقول لديك بنات!
وكأني سأدع بناتي يتسكعن مع الشباب أو ينتقلن من رجل لآخر هذا غير المصائب الأخرى .
لمعت عينا صافيناز فقد وقعت على كنز مخفي لتقول بنفس النبرة :
-لقد تسببت في سجن ابني و هو برئ كما هددنا أهلها لو جلبنا سيرتها سيقتلوه تخيلي.
ردت دون أن تفكر في كلامها :
-يفعلونها الكفرة كادت أن تقتل زوجي ليصبح طريح الفراش أشهر بل أصيب بالسكر من خوفه من أهلها،  ثم قال بأنه مصاب به من قبل ولم يخبرني ، وطبعا كي تسكتنا فتحت لنا هذا الدكان كأنه سيعيد له صحته.
لو ركزت بها قليلا لرأت أنياب الأفعى تستعد للخروج كي تغرسها في ضحيتها، الفرق بأن الضحية لم تصل بعد لتعيدها مكانها وتقول :
-ماذا فعلت له فضفضي كي ترتاحي.
وكأنها كيس ممتلىء بالماء انفجر عندما مسه طرف إبرة قصت عليها ماحدث منذ سنوات عندما كانت فتنة تحاول مساعدة نادر في إيجاد متبرع بالكلى لشقيقته، وماحدث لزوجها مع زيادة في البهارات حسب رؤية الراوي
حتى مع عمليات الشد ظهرت ابتسامة الشيطان هذه المرة ليس مال فقط بل سوف تهددها بالسجن أيضا .



لم تذهب حتى حضرت فتنة والباقين ولم تهتم بوجودهم بل اندفعت ناحينها بمجرد دخول الأولى منزلها متجاوزة صديقتها وحدها جيهان رأتها لتوقفها قبل أن تلحق بها للمنزل وقالت:
-وجودك غير مرحب به عودي من حيث أتيت بدلا من أن أجعل أطفال الشارع يعرفونك مقامك.
ضيقت عينيها وردت:
-واضح أنك نسيت نفسك أو ربما نسيت من أنا ، ابتعدي عني أو أنا من سيعرفكم مقامكم بعد أن أخبر عريس الغفلة عن ماضي ربة الصون والعفاف!
تكتفت جيهان وردت:
-العريس يعرف كل شيء ولعلمك هو من سجن ابنك لو لم تبعدي الآن سوف أخبره بأنك هنا ، لن أضمن ردة فعله تعرفين أبناء جنسيته يقال عنهم أنهم عنيفون ربما تحتاجين لعملية تجميل أخرى فهذا فاشلة جدا؟
ظهر الرعب في عينيها لكنها قالت مدعية القوة :
-هل يعرف بالصور والحمل ؟
مالت عليها جيهان بوجه صارم ودت:
-يعرف بكل شيء الصور والقضية و الحمل و أنها دفعت لابنك مال وغدر بها رغم ذلك يحبها وقرر الزواج منها فلا تحاولي أبدا لوي ذراعنا مثل السابق و إلا سوف أسجنك هذه المرة بتهمة الابتزار.
لم يكن تهديدا خاويا فقد فكرت فعلا في احتمال محاولة نادر أو أمه التواصل مع هادي لمعرفتها بحقارتهم لذلك تواصل مع المحامي الخاص بها والذي نصحها بتقديم بلاغ للشرطة في هذه الحالة .

 سيل جارف  الجزء الاول من سلسلة الحب والحربحيث تعيش القصص. اكتشف الآن