الفصل السابع والاربعون والاخير

1.8K 71 6
                                    

الفصل السابع و الأربعون والاخير

الساكت ناكت ( مثل ليبي)
كونه أصغر أبناء القبيلة سنا لم يخشوا أو بالأحرى لم يحسبوا له حسابا فعندما ترك الوطن و ذهب مع شقيقته و أخيه كان لايزال يدرس في المرحلة الثانوية فكبر وشب بعيدا عن الأعين ، حتى شقيقه لم يتوقع منه أبدا أن يفعلها دون أخذ الإذن منه كطفل صغير!
اعتبروا سكوته ضعف أو ربما عدم اهتمام بل إنهم لم يشغلوا بالهم به أما هو
فكان يخزن كل ما يحدث
ضرب أخته وطلاقها
محاولة فضح أشماس
سرقات خاله عوض
حرق أشماس
توقيف سفيان عن العمل و إجبار عبدالخالق على تقديم إجازة مفتوحة
حرب لم يحضرها جسديا لكنها أثرت به نفسيا
موت والده يتبعه شقيقاته وباقي القبيلة
والكثير بعدها لينتهي الأمر بمضايقات كثيرة تأتي له عن طريق رسائل حاول تجاهلها من أجل والدته إلى أن وصلت الوقاحة بذلك السافل أشرف أن يرسل له مخصوص ظنا منه أنه لايعلم ماحدث سابقا مع رسالة موجهة لحارث عرف الغاية منها فورا؛ حتى في هذا ظنوه غر سيقوم بإيصال الرسالة فورا فقط ؟
لم يعلموا بأنه منذ عرف من عبدالخالق بما حدث وهو يعد العدة للانتقام لا ليس انتقاما بل رد الحق مِن من سلبوه و زادوا في طغيانهم وتبجحهم حتى ظنوا بأنهم ناجون
لنرى الآن من هم الرجال بحق!


❈-❈-❈


لم يسلم عليها لم ينظر لها حتى ليست قساوة قلب بل لأنه إذا فعل ما كان استطاع تركها
بالنسبة له حياته معها لم تبدأ بعد فكلاهما يرقص حول المشكلة الأساسية وينغمس في مشاكل فرعية هربا منها
بمجرد عودته عليه فتح حديث مطول معها نعم سوف يعود حتما لن يبتعد عنها أكثر لم يقلها لها لكنها حتما تعرف وحدها القادرة على فهمه دون أن ينطق
وصل مع أيوب وحارث الحدود في مدة قياسية ليقول أيوب:
-كيف سيدخل حارث؟
ركن سفيان السيارة أمام البوابة ورد:
-أولا اخلع هذه التي على رأسك هل تظن نفسك جيفارا؟
لاحظ أيوب توتر سفيان وهو أمر ليس معتاد فسفيان دائما يتحكم في أعصابه بل إنه لايذكر أبدا رؤيته يفقد أعصابه أبدا
ليقول حارث:
-لاتقلق لن يقبصوا علي هنا تعالى لننهي الإجراءات.

لا يعرف إذا كان محظوظا أم أن علي فعلا لديه أحد بالداخل فعكس المتوقع ورغم توقف الناس لساعات في انتظار ختم جوازاتهم انتهوا هم بسرعة ليتابعوا طريقهم
لم تكن لديهم خطة معينة بل يقودهم الغضب هذا أول مافكر به أيوب ربما لأنه أقلهم غضبا، يعلم جيدا مايشعرون به فقد سبق ومر بنفس الإحساس عندما أراد أخذ حق زوجته من عياد سابقا.

قبل أن يصلوا لمدينتهم دخل سفيان لطريق جانبي ثم توقف أمام أحد البيوت القديمة فظن أيوب بأنه تعب خصوصا أن الشمس قد غربت لينزل من السيارة مثل الباقين ، تقدم سفيان ودق الباب ليفتح شخص لم يعرفه في البداية حتى دخل خلف سفيان وحارث ليجد أنه الزبير ابن عوض !
في الداخل كان علي وبعض أبناء القبيلة مع الزبير الذي قال:
-كما أخبرت علي لن أشارك في شيء ليس خوفا لكني لا أستطيع كسر قلب أمي والوقوف أمام أخي حتى وأنا متأكد من أنه على خطأ .
ليرد علي:
-يكفي مافعلته معي وكي لا نحرجك أكثر سوف نذهب الآن دون إخبارك بموعد أي شيء.
وضع الزبير يده على كتف حارث وقال:
-اكظم غيظك كي لا يخونك و تقع في الخطأ، خذ حقك ولا تتمادى أنت صاحب حق لا تكن ظالما .
شعر حارث بأن كل عروقه ستنفجر من غليان دمه هل ينصحه بالهدوء بعد ما فعله عياد؟!!
وهذا غضب مكبوت وليس وليد اللحظة لم يكن من الذين يغضبون لأبسط الأمور بل إنه كثيرا ما يكظم غيظه
قد يكون السبب كونه تربية الشيخ عثمان أو دخوله للسوق مبكرا علمه كيف يرجح العقل و لا يستقوى خصوصا وهو ضخم الجثة بالنسبة لأقرانه
عندما كان يتولى العمل مع أبيه قام أحد الباعه بغشه ظنا منه بأنه صغير ولن يلاحظ وقتها كاد حارث يقتله خنقا بيديه العاريتين الأمر الذي كلفه غضب جده عثمان منه لمدة طويلة لذلك تعلم التحكم في قبضة يديه لكن الآن !
لم يعد هناك من يعمل له خاطر و يخشى غضبه .
تدخل أيوب وقد شعر به خصوصا بعد أن تحولت عينه للون الأحمر ليقول وهو يبعد يد الزبير عنه:
-لسنا نحن المعتدين بل المعتدى علينا فلا داعي لتحذيرنا .
استغفر الزبير و رد:
-لا أحذركم أنا فقط لا أريد لأحد منكم أن يرتكب ذنبا
ليقاطعه سفيان قائلا:
-أنت خائف على شقيقك ونحن نتفهم هذا جيدا شكرا لكل مافعلته لنا.
كانت نبرته صارمة حازمة لذلك لم يناقشه الزبير بل ذهب وهو يدعو الله ألا تصل الأمور لسفك الدماء.
بعد ذهاب الزبير التفت سفيان لعلي وقال :
-ما هي الخطة وهل جهزت كل شيء أم لا؟
أخبرهم علي بما خطط له بناء على مراقبته لهم في الأيام السابقة والمعلومات التي جمعها من الباقين لينظر حارث لأيوب ويقول:
-توكلنا على الله إذن .





❈-❈-❈

في بلد أيوب

تطلب الأمر تدخل عبدالخالق للسيطرة عليها خصوصا مع الخوف على وضعها كامرأة حامل ، قام بتكبيل يديها كي تتوقف عن الندب وجرها للحمام كما طلبت منه أمه لتبدأ مبروكة في وضع الثلج على قدميها و فتحت صنبور الماء على البارد وهي تقول لها:
-بردا وسلاما بردا و سلاما يا ابنتي اللهم هون ثم هون ثم هون ثم أرح نفسا لا يعلم حالها إلا أنت.
كررت الكلمات عدة مرات وهي تمسح وجهها حتى هدأت بالتدريج لتغلق الماء و تلفها بمنشفة كبيرة و أخرجتها لغرفتها ثم بحثت عن درصاف وعندما وجدتها
قالت:
-اجلبي ملابس لأشماس كي لاتمرض ولك أيضا كلنا سنبات هنا حتى يعودوا بالسلامة .
أعطتها مفتاح فيلا أشماس ثم ذهبت لجمان لتجد أفطيم قد خرجت من غرفتها وأشارت لها لتذهب للصالة وهناك قالت:
-لقد نامت أخيرا ضغطها انخفض وسنان نامت معها أيضا .
بحثت بعينيها لتتابع الأولى :
-عبدالخالق أخذ يزيد ليجلب له مثلجات بعد أن أدخل أشماس كي يتوقف عن البكاء الموقف صعب عليه أيضا وهو لايفهم ماذا يجري.
حاولت التحكم في نبرتها وردت:
-ماذا عنك أنت ؟
أغمضت عينيها مع اهتزاز شفتيها لتحضنها مبروكة فأراحت رأسها على كتفها فبدأت مبروكة في تكرار أدعية الصبر ثم قالت:
-أعرف بأنك قوية ولا تظهرين خوفك لأحد بل إنك تقومين بالاعتناء بالجميع متجاهلة ألمك لاتظنين للحظة بأني لا أشعر بك و بمدى ما تعانينه من خوف ليس الآن فقط بل منذ مدة وكنت أنتظر قدومك لي لكنك لم تفعلي كالعادة .
زاد ارتعاش شفتيها لتربت والدتها عليها وتابعت:
-كفي عن تحميل نفسك مالا طاقة لها به واجبك ليس الاهتمام بالجميع بل هذا واجبي افرغي ما في دخلك ولا تستقوي على نفسك فمن ذهب شقيقك وزوجك انهاري حتى لن يلومك أحد .
كانها تنظر تلك الكلمات لتبدأ هي الأخرى في البكاء و إن كان بكاؤها من دون نواح أو عويل بل صامت كأنها تخشي من معرفة أحد له .



ذهبت لتحضر ملابس لها ولأفطيم أولا ثم ذهبت لفيلا أشماس لتجد شخصا يقف أمامها يرن الجرس فقالت له:
-من أنت ومن تريد؟
صدمته نبرتها الحادة رغم أن ملامحها لا تدل على الصرامة أبدا وقد هيئ له بأنه رآها سابقا ليجلي حلقه ويرد:
-أبحث عن أيوب الخليل هذه فيلته صح؟
لم تتغير نبرتها وهي ترد:
-نعم هي لكنه غير موجود سافر منذ ساعات سوف أخبره بأنك سألت عنه عندما يعود
مد يده يسلم عليها وقال:
-هاشم اسمي هاشم صديقه المقرب وكنت معه في الخارج.
سلمت عليه وردت:
-نعم تذكرت أشماس اخبرتني عنك أنت متزوج أجنبية ولديك صالة تدريب أو تعمل بها صح؟
-طلقتها.
نطلقها بتأكيد استغربه في نفسه قبل أن تفعل هي ليشعر بحرج فتابع مدعيا أن الأمر عادي:
-أين سافر لم يخبرني عندما اتصلت به البارحة ؟
فتحت الباب الرئيسي للفيلا و دخلت للحديقة ليدخل خلفها ثم قالت :
-مسألة تخص القبيله طرأت فاضطر أن يذهب معهم إذا كانت المسألة ضرورية يمكنني إبلاغ زوجته.
لاحظت أنه يتبعها لتلف له وتقف تنظر له قائلة:
-واضح أنك عشت في الخارج أكثر من اللازم ورغم أني أفضل الرجل المتفتح لكن يجب أن تتعلم احترام حدود الغير و الآن هل هناك شيء آخر أفيدك به أم تتفضل من غير مطرود؟
صارمة قوية صريحة وجميلة...
هذا ماكان يفكر فيه عندما أومأ لها ثم التفت لتنادي عليه فلف رأسه لها لتقول:
-رقم هاتفك كي أخبرك عندما يعود أيوب.
رفع حاجبيه لثوان ثم ابتسم و أملاه عليها
لا يعرف لماذا فعل عن طيب خاطر ولا تعرف هي لماذا طلبته من الأساس المهم بأن القدر تدخل في تلك اللحظة لسبب خاص قد لا يكون يخص حياة أي منهما.

❈-❈-❈
في الدولة الأجنبية

أغلقت جيهان الحقائب لتقول فتنة باستنكار:
-لا أصدق بأنك ذاهبة لهم بقدميك تعرفين بأنهم لم يتقبلوك يوما؟
دعيه يذهب وحده لن يضيع في الطريق حتما.
تأكدت من جواز سفرها وردت:
-هو أيضا لم يعد مرحب به عندهم لقد رأيت معاملتهم له في فرحك كان منبوذا من الجميع أعرف بأنه يحتاجني حتى لو لم يقلها.
خرجت تدفع الحقائب أمامها ليأخذها منها هادي أما إبراهيم فكان يجري مكالمات وأشار لها لتنزل ففعلت ليتبعها بعد قليل ولم يجد طيران مباشر لبلده لكن وجد لبلد أيوب ليقرر الذهاب هناك ومنها قد ينقل لبلده.
وقف هادي بجانب فتنة حتى تأكدا من إقلاع الطائرة وقد لاحظ تركيزها في هاتفها ليقول:
-لازلت تحاولين الوصول لها؟
لماذا لا تتصلين بزوجة أخيك مباشرة ؟
أعادت هاتفها لحقيبتها و ردت:
-حسن يقول أن مرضها زاد لدرجة يفكرون نقلها لمصحة خاصة.
التمس من نبرتها عدم الرضا ليقول:
-ربما المصحة أفضل رغم رفض الكثير وضع أهلهم بها لكن فعلا رأيت هنا مصحات علاجية لكبار السن ممتازة جدا.
ركبت السيارة وعادت تتفحص هاتفها وردت:
-قلت هنا وليس هناك ثم ماهو مرضها أصلا لقد عادت للكلام حسب مافهمت من حسن ولديها خادمة إذن أين المشكلة ؟
تحرك بالسيارة ورد:
-لماذا لا تتصلين بها ألم تقولي بأنها عادت للحديث أو اتصلي بمحمود؟
لم تعرف بماذا تجيبه أو حتى كيف تشرح له بأن والدتها ترفض مكالمتها ؟
أما محمود فهو قصة أخرى ؛علاقته بعائلته جعلته يظن بأن الجميع مثله فهو يتصل بهم دائما بل لديه مجموعة خاصة في هاتفه واحد للأخوة والأخوات والأخرى لأبنائهم الأكبر سنا!
أما علاقته بأمه الراحلة فهي شخصيا تغبطه عليه، لقد أحبتها من كثر حبه هو فيها طبيعي جدا لشخص مثله أن لايفهم علاقتها هي بامها و إخوتها لذلك قررت تجنب البوح بتفاصليها.
تنهدت و عدلت حجابها و قالت مغيرة الموضوع :
-لم تخبرني بعد مارأيك في شكلي بعد الحجاب ؟
لم يلتفت لها لكنها رأت لمعة عينيه كما لمعت أول مرة رآها به فقد كانت مفاجأة له الصدفة الرائعة بأنه كان ينوي الحديث معها في الأمر لتسبقه هي لتنفيذه
نكزته و قالت:
-هادي هي قل مارأيك في شكلي لم أسمع منك أي تعليق منذ ارتديته.
استغل وقوف السيارة بسبب الإشارة ليلتفت لها ويقول :
-زدت الحجاب جمالا وزادك نقاءً.
شعرت بأن أنفاسها تسحب منها وبدلا من أن ترد بكلمة حب وجدت نفسها تتقيأ.

❈-❈-❈
في بلد أيوب

جلست أفطيم و درصاف في غرفة أشماس والتي لم تكن نائمة بل مستلقية دون كلام حتى دموعها توقفت عن النزول كأنها لم تعد تهتم أو ربما سلمت للمكتوب لتقول درصاف:
-توقعت أن تأتي هالة مع خالتي تفاحة.
ردت أفطيم:
-أعتقد خالتي تفاحة منعتها حتى لا تضايق جمان بكلمة ، وضعها لا يعجبني أعتقد بأنها قد تلد قبل وقتها لو استمرت هكذا.
عدلت أشماس نفسها لتبقى نصف جالسة لتقول درصاف بحنق:
-بصراحة لا أفهم كيف يتركون زوجاتهم حوامل ويجرون وراء جمال؟
ماهي الرجولة في ذلك لا أستوعب أبدا.
لتقول أشماس:
-الأمر ليس جمال وأنت تعرفين لا تدعين الغباء ولو كنت تلمحين لأن أيوب غريب عنهم فدعني أخبرك بأنه لو خيروا أيوب بيني و بين حارث سيختار حارث .
لترد أفطيم:
-سفيان يختارك أنت .
نظرت لها درصاف في استنكار لتتابع:
-ماذا هذا واقع ترك دراسته مرتين من أجلها مرة لأنها غضبت منه ومرة لكي ينقذ أيوب وكان حبيبها فقط وقتها، ثم كلنا نعرف سفيان وأشماس و حارث لا يفرق بينهم شيء .
قلبت عينها وردت:
-بل فعلها مليون مرة قبلها أقصد تقولينها وكأنك متقبلة للأمر زوجك يضحي من أجل أخرى ؟
نظرت أشماس وأفطيم لبعضهما لتقول الأخيرة :
-هذه امرأة و أخرى ؟!!
بالله عليك در
لتقاطعها أشماس :
-الأسوأ حارث متأكدة أنه يأخذ رصاصة من أجلنا كلنا.
فكرت درصاف لثوان قبل أن تقول بصوت عال دون قصد:
-هذا عيب ما كنت أقدر لتقبله أبدا حمدا الله أني خرجت من القبيلة .
تفاجأت بنظرات المستنكرة لها لتقول:
-توقفن تعرف بأني ماكنت لأرضى بأن أكون في المرتبة العاشرة لزوجي خصوصا وأن حارث اصبح يأخذ دور جدي عثمان، لم أكون على الرف حتى ينتهي من حل مشاكل الجميع ليلتفت لي بعدها؟؟
قلبت أفطيم عينها وردت:
-لم يطلب منك أحد شيء لكن على الأقل احترمي شعورنا نحن نموت قلقا عليهم وأنت سعيدة لأنك بعدت عن حارث؟
شعرت بالذنب خصوصا أنها فعلا تحاول إيجاد أي عيب في حارث كي تتخطاه بسرعة ونسيت ما تمر به البنات لتقول:
-لم أقصد ذلك ثم هل نسيتن بأن سفيان ذهب معهم ؟
قلبي مشغول عليه أخاف بأن يتهور ويقتل أحد عندها أكون خسرت أخواي الاثنين و أمي
لم يلاحظ أحد دخولها حتى صرخت وهي تهجم عليها :
-رؤوف لم يمت هو حي توقفي عن قول بأنه رحل رؤوف حي تفهمين حي و حارث سيعود هو الآخر ، لماذا لم تموتي أنت لماذا مات أبي وأمي وأنت لا لماذا.
لم تكن أفطيم قادرة على دفعها بينما تصلبت درصاف وهي تسمع هذا الكلام السام المشكلة بأن جزء منها ارتاح فهي كانت تنتظر لوم أحد لها كي يخفف عليها شعورها بتأنيب الضمير لتأتي سنان أخيرا و تفعل ذلك.
صفعة عالية جعلتها تخرج من حالتها . و أجبرت سنان على الصمت كانت صاحبتها أشماس التي قالت بعدها:
-لم ولن يكن واحد من أبناء الشيخ عثمان ذو قلب أسود حقود يتمنى الشر لغيره، إياك وفعلها مرة أخرى أو حتى التفكير بأنها تستحق ذلك ولا.

انحنى جانبي فمها وارتمت في حضنها تبكي لتضمها لها فسحبت أفطيم درصاف خارج الغرفة دون كلام
ذكرى أخرى لمعت عند درصاف ذكرى جدها وهم صغار عندما طرد عياد بعد أن تطاول عليهم كثيرا و قال له:
-لا يوجد بين أحفادي أحد يحمل قلب أسود كف عن المعايرة ومحاولة زرع الفتن بينهم أو لا تعد هنا مرة أخرى.
وكانت هي آخر مرة يختلط بينهم عياد فقد فضل أن يكون مميز بين شلتهم بالفتن على أن يكون عادي بينهم بالصدق.
مسحت وجهها وقد أكدت لنفسها بأن أفضل قرار اتخذته هو إبقاء يزيد هنا هو يحتاج لتعلم تلك القيم التي نسيتها للأسف بسبب حقدها على القبيلة

❈-❈-❈


لم تقدر على فعل شيء لمواساتها سوى البقاء بقربها رغم أن صداقتهما لم يمر عليها وقت إلا أنهما تشعران بأن رفقتهما دامت دهرا فكل منهما وجدت في الأخرى أكثر من مجرد صديقة ؛ كان يزيد يجلس مستكين في حجر مبروكة على غير عادته مما أخافها لترسل في طلب هالة وابنها وقالت بمرح مصطنع:
-إذا أنت حلامة فعلا وأنا التي كنت أظنك تهولين الأمر علينا أخذ الحذر منك من الآن وصاعدا.
تنهدت لتخرج بعض من اللهيب المشتعل داخلها وردت:
-كان الوضع أسوأ وأنا صغيرة حاولت بكل الطرق كي تتوقف تلك الأحلام دون فائدة حتى وقت قريب سألت عمي عثمان رحمه الله فنصحني بأن أكثر من قراءة القرآن والصدقة وقد تحسن الوضع عن السابق.
لتقول أم حامد مطمئنة :
-خيرا ياحبيتي خير لا تقلقي عليهم ربما هذه فرصة كي يبريء حارث اسمه وتعودون للبلاد مرفوعين الرأس .
أغمضت عينيها وردت:
-لم يعد يهمني أين أعيش المهم أن يكونوا معي كلهم صدقيني تعبت من الفقدان لا يغرك ضحكي و صرامتي معهم أنا فقط أحاول تجاهل جروحي وتفكيري فيمن رحل دون أن أودعهم حتى.
نبرتها جعلتها تتذكر هي كذلك من رحلوا عنها لتقول بحزن:
-نحن لا ننسى الذي رحلوا عنا فقط نتأقلم على وجع فقدانهم، لكن الاشتياق يبقى دائما مهما طال الزمن في كل فرح أو حزن نتذكرهم ونتمنى أن يكونوا معانا.
لتقول مبروكة مؤيدة :
-معك حق تصدقين أخي عبدالخالق والد أشماس مات عندما كانت لاتزال رضيعة لم تكمل الشهرين ولازلت أتألم لرحيله، كلما ناديت ولدي عبدالخالق تذكرت وعندما كنت أسمع صوت ابنه جبريل من رؤيته كنت التفت ظنا مني أنه هو، رغم أنه لم يكن حنون أو مراعي مثل حارث لكنه يظل أخي .
لم تستطع مسك دموعها في نفس اللحظة التي انضمت لهن أفطيم و درصاف وهالة التي وصلت للتو مع ابنها بلقاسم الذي أسرع ليزيد ليبتسم له ويقول بعض الكلمات ثم يذهبا معا للعلب كعادتهما لتقول تفاحة لأفطيم:
-كيف حال جمان الآن لازالت نائمة ؟
هزت رأسها وردت:
-أعتقد ذلك لم أدخل عليها منذ نامت عموما سوف آخذها في الصباح للمستشفى وضعها لا يعجبني.
لتقول هالة :
-لم أفهم لماذا ذهب أيوب معهم أليس هذا أمر يخص القبيلة ؟
لم يجبها أحد كان لتتابع بتأثر :
-تعرفون أن جمان أكثر المتضررين لو أصاب زوجها لاقدر الله مكروه.
التفت لها جميع الأعين بصدمة لتبتلع ريقها وتتابع موضحة:
-أقصد أنها وحيدة من سيعتني بها خصوصا وهي مع طفلين.
لتقول مبروكة بغضب :
-تفاحة ابعدي كنتك قبل أن أقتلها بيدي الآن.
انكمشت هالة لترد درصاف:
-خالتي لا داعي للهجوم المرأة لم تخطيء هي تفكر بالمنطق صدقوا أو لا أنا شخصيا شعرت بالشفقة تجاه جمان لنفس السبب.
لتقول أشماس الواقفة أمام باب الصالة والتي لم يلاحظوا دخولها:
-سنرميها في الشارع ولن نهتم بها ولا بأولادها كما فعلنا مع أمك بالضبط.
شحب وجه درصاف وقالت بحدة :
-مابك لماذا هذا الأسلوب لست عدوتكم كما أن حارث والد ابني بالتأكيد لا أتمنى له الموت أنا كنت أوضح وجهة نظر هالة لأصبح فجأة عدوة وجمان هي الأخت والحبيبة.
تدخلت أفطيم قائلة :
-كلنا على أعصابنا لذلك لا داعي بأن يزايد أحد على الآخر .
لم تتحرك أشماس من مكانها ولم تتوقف نظراتها الحارقة لكنها كانت لهالة وليس لدرصاف الأمر الذي جعل الأخيرة تفهم بأنها المقصودة بالكلام خصوصا عندما تابعت بنفس النبرة :
-أيوب يكون أخ حارث بالدم هل تعرفين ماذا يعني ذلك أم أجعل يزيد يشرح لك؟

صحيح أنها تغيظها بكلامها المتسرع وتضعها في مواقف محرجة للغاية مع الجميع لدرجة أنها أصرحت لا تصطحبها معها في معظم المناسبات التي تخص أهل زوجها أبدا فقط منزل مبروكة لانسامجها مع البنات لكن طبعا لن ترضى له الإهانة لذلك قالت بلين:
-هالة ابنتي عودي للمنزل لقد أرسل لي حامد بأنه في الطريق وأنا و بلقاسم سوف نبقى هنا الليلة .
شكرت عمتها بعينها لتقول درصاف:
-سوف أذهب معك ربما تأخر وإذا عاد مبكرا سأتصل بعد الخالق .
خرجتا دون انتظار الرد لتجلس أشماس أخيرا بوجه جليدي فقالت مبروكة :
-أين سنان لماذا لم تأت معك؟
ردت وهي تضع يديها على بطنها تهدىء رفسات ابنها:
تصلي في فيلا حارث لقد هدأت لا تخافي عليها نحن بنات الجعافرة لا ننكسر كما أن حارث سيعود أنا متأكدة هو و الباقين لن يترك أحد وراءه.
-يارب
أخرجتها أفطيم من جوفها مع تنهيدة قوية لتقول مبروكة :
-مارأيكم أن أقص عليكم قصة عمي عثمان وزوجته كنز؟
ابتسمت أشماس فهي تعرف القصة لكن تركت عمتها تحكي تعرف بأنها أحوج الناس الآن لتلهي عقلها عن التفكير كما أن أفطيم تحتاج لذلك أيضا .
بدأت مبروكة تحكي القصة وكانت طريقتها أكثر رومانسية وسلاسة من تلك التي أخبرها بها جدها سابقا لتصغي لها بكل جوارها
أما في غرفة حارث و جمان أنهت سنان صلاتها و أمسكت المصحف لتبدأ القراءة منه لكن لم ترى الأحرف بسبب دموعها لتلتفت عندما شعرت بيد تمسح دموعها فرفعت عينها لترى جمان مائلة قليلا عليها وقالت:
-لا تبكي لن يحدث له شيء صدقيني تعرفين لو فعلها وتأذى أقسم بأن أذهب له و أقتله بيدي لن أدعه يرتاح ويهرب مني أبدا .
ضحكت ودموعها لازالت تنزل ثم استقامت و أمسكت يدها ثم قالت:
-أعرف بأنك ذنبي تعالي كي أسندك حتى نصل للجهة الأخرى عند أمي ، تعرفي ماذا حارث سوف يعود قبل أن نصل نحن هناك
ضحكت جمان واضعة يديها أسفل بطنها التي ارتجت بطريقة واضحة لتقول سنان:
-لالا إياك أن تنجبي الآن مفهوم هيا بنا بسرعة والله لو فعلتها لأتركك هنا وحدك.
دفعتها أمامها وقالت:
-لك يوم ياسنان ولن أرحمك وقتها أبدا .


❈-❈-❈


هزت هالة درصاف الجالسة بقربها وقالت:
-الذي أخذ عقلك أتحدث معك منذ ساعة وأنت في عالم آخر هل تخشين على شقيقك؟
انتبهت لها لترد:
-قليلا أعني متأكدة من أن حارث والباقي سيحمونه كما أن عمي إبراهيم قال بأنه سيتصرف أثق به كثيرا.
وضعت هالة الكوب الذي كانت تشرب منه على الطاولة وقالت:
-هناك سؤال يلح علي منذ فترة وها قد أتت الفرصة له ، لازلت تحبين حارث صح؟
اهتزت ملقتيها لتبعدها عندها ثم ردت:
-الطبيبة سألت كم مرة أحببت وإذا سبق لي الإعجاب بشاب آخر أم لا؟
لم أجد الجواب لهذا السؤال إلى الآن ؛ تعرفين منذ صغري كنت أعرف أو على الأقل أشعر بانجذاب حارث لي وقد جعلني ذلك أشعر بالتميز خصوصا و أني كما لاحظت الوحيدة التي تملك عيون سوداء .
لتقول هالة كأنها تذكرت شيء مهم:
-لاحظت بأن الباقي يمليون للشقرة حتى شقيقك سفيان أعني بإستثناء سنان فهي تعتبر سمراء لكن الباقين لا خصوصا أفطيم و أشماس.
ردت موضحة :
-لأن كلتيهما جعافرة من الأم والأب أما أنا و سنان فلا والدة سنان ليست جعفرية و كانت سمراء جدا و أمي كذلك سفيان يشبه أبي كثيرا يعتبر نسخة منه رؤوف أيضا يشبه سفيان لكن عينيه مثل أشماس جدتي كنز رحمها الله كانت جميلة جدا لو رأيتها حتى وهي كبيرة في السن.
بحماس قالت هالة:
-هذا يعني أنك انجبذت له لأنه أسمر أم لأنه ابن قبيلتك؟
مافهمت من الخالة مبروكه أنه في النظام القبلي لاتتزوجون إلا من بعضكم.
عقدت درصاف حاجبيها تفكر لثوان ثم قالت:
-هناك أمر هام عليك معرفته عن بلادنا كلنا قبائل لا يوجد شخص لا ينتمي لقبيلة أبدا ،يمكنه أن لا يتواصل معها مثل جمان لكن في النهاية لديه قبيلة ينتمي لها.
اتسعت عينا هالة في صدمة حقيقية وقالت:
-كنت أظن أنكم فئة فقط مثل البدو عندنا هم فقط الذي لديهم قبيلة وعشائر.
ضحكة صغيرة خرجت منها وردت:
-لا نحن كلنا قبائل ، الفرق فقط أن القبيلة تنقسم في الداخل يعني قد يكون بداخلها خمس أو ست عائلات كبيرة وهذه العائلة تعيش بعيدا عن بعضها كلا في مدينة مختلفة عن مدينتهم الأصلية ، لذلك هناك أجزاء من القبيلة يتمسكون بالتقاليد أكثر من الآخرين ، أخبرتك بأن والدة حارث و سنان ليست من القبيلة و ووالدتي أيضا .
شعرت هالة بالحيرة فهي فعلا لا تعرف شيء عن بلد زوجها وقد لاحظت درصاف حيرتها لتقول:
-مارأيك أن أخبرك قليلا عن عاداتنا والتي لا أحب معظمها حتى لا أفكر في سفيان والباقين .

❈-❈-❈

في بلد الجعفري

الغضب يدفع صاحبه لارتكاب الكثير من الحماقات وهو فات مراحل الغضب العادية لذلك تولي سفيان قيادة الأمر و طلب من أيوب التحكم في حارث و محاولة تحجيم غضبه.
أرسل معاوية ليتأكد من مكان عياد و رجاله ويحاول تحديد عددهم وبعدها وضع خطة الاقتحام كان الحظ حليفهم حيث علموا أن عياد و رجاله في مزرعة حارث ولا أحد يعرف مخابئها مثل صاحبها لذك انقسموا لجزئين، جزء يدخل من الباب الرئيسي حيث عياد و رجاله بينما الجزء الآخر يدخل من باب فرعي لا يعرف بوجوده أحد تقريبا.
الغرور قتل صاحبه لكن عياد رغم غروره العالي كان متيقظ جدا خصوصا وأنه ينتظر حضوره في أي دقيقة ؛لديه رجال في كل مكان تقريبا، الحدود ، بوابات التفتيش حتى محطات البنزين طوال الطريق في حال وقفوا ليملؤوا سيارتهم منها و إلى الآن لم يأتيه خبر منهم عن وصول حارث !
لكن
هناك فرق بين شباب مستهتر كل همهم الحصول على مال سهل بدون تعب ولاتدريب ولا حتى دراسة وبين آخر قضى حياته في العمل
بين الذي كل همه التفاخر بحمل سلاح لا يعرف كيف يطلق و إدعاء البطولة و الذي ينتمي لقبيلة و يساند أخاه ويعيد حقه؛ لذلك ولذلك فقط كان من السهل جدا الوصل لعقر دارهم من دون أن يصل الخبر لعياد من رجاله الذين زرعهم
صوت انفجار عال جعل عياد ورجاله يتحفزون ليقول الأخير :
-أشرف اذهب لترى من بالخارج.
لم يرق الأمر لأشرف خصوصا وأنه أعلى مكانة من رجال عياد كما يظن لذلك أرسل أحد الرجال الذين بقربه وبمجرد خروجه قال عياد بأمر:
-اخرج معه وتأكد من البوابه الغربية.
سحق السيجارة الغريبة التي كان يدخنها ورد:
-لقد أرسلت من يتأكد من الأمر لماذا أذهب ارسل شخص آخر لست...
وجه له سلاحه و قال :
-أنت من ستذهب الآن إياك أن تنسى مع من تتحدث مرة أخرى .
أطاعه خوفا كالعادة و خرج خلف رجله وهو يشتم بصوت منخفض المشكلة أنه ربط نفسه به فلم يعد يستطيع العمل مع أي شخص آخر عياد يعرف عنه الكثير يكفي قتله لقائد الثوار و اتهامه لسفيان لا يعرف كيف كان من الغباء بأن يسلمه السلاح الذي قتله به !
هذا غير مصيبة المال الممنوع الذي بلي به واضطر بأن يتعامل مع مجموعة متطرفة للتخلص منه دون ظهور عياد في الصورة
عياد دائما يعرف كيف يحمي نفسه وهو لأنه غبي وقع في الفخ.
صوت الرجل الذي أرسله جعله يلتفت ليتلقى ضربه قويه بين عينه افقدته الوعي لثوان في الوقت الذي دخل رجل على عياد قائلا:
-لا يوجد شيء ربما ألعاب نارية أو بعض الصبية يلهون .
لم يهتم عياد بالنظر لوجهه لثانية واحدة و إلا كان عرف بأنه ليس أحد رجاله بل حمزة قريبه والذي مد يده لمفتاح الكهرباء لينزله فعم الظلام وتعالت الأصوات المستنكرة التي تحولت لصرخات في ثوان ليعود النور بعدها فيجد أمامه حارث و أيوب مع حمزة وشخص آخر لم يميزه يتقاتلون مع رجاله أيوب كان يحرص على حماية ظهر حارث فهو أكثر من يعرف غدر عياد بينما الأخير يحاول الوصول لعياد الذي قام اثتين من رجاله بحمايته فهو مصدر رزقهم.
كانوا كثرة كلما تغلب أيوب و حمزة على أحدهم وجدوا الآخر الشيء الوحيد الجيد أنهم فاقوهم خبرة ، الأمر الأكيد بأن مجموعة من خمسة رجال تقريبا كانت مدربة جيدا وكان هدفها واحد القضاء على حارث
بينما اشتبك الأخير مع أحد منهم قام الآخر بلف حبل جنزير حول رقبته يخنقه لينقض أيوب عليه ليمسكه من تلابيبه يوقعه أرضا و يبدأ في ضريه باليد الحرة حتى أغمى عليه أو ادعى ذلك ، ليحاول آخر ضربه في ظهره فكانت عصا أيوب أسرع لتسقط على كتفه فصرخ بصوت عال و أخرج مسدسه ليضرب أيوب لكن سلسال حارث كانت أسرع لتطيح به في الضربة الأولى أما الثانية فلفت حول رقبته ليسقط بجانب زميله لكنه استل سكينا و غرسها في فخذ حارث ليسقط أرضا فنزعها بسرعة و تحامل على نفسه وذهب للآخرين محاولا الوصول لعياد بينما اشتبك أيوب مع الذي كان يرد خنق حارث يكيل له الضربات ويرد عليه بمثيلاتها حتى جذبه من رقبته و ضربه برأسه عدة مرات ليسقط أرضا فالتفت يبحث عن حارث الذي وصل لعياد صفر لحمزة كي يساعده ليقوم الثلاثة بالهجوم على رجلي عياد الذين لم يقاوموا كثيرا ربما لأنهم شاهدوا ماحل برفاقهم ليقف حارث أمام عياد أخيرا



قبلها وعند خروج أشرف للبوابة الغربية استقبلته قبضة علي في نفس اللحظة التي كبله سفيان من خلفه ليصيح غاضبا:
-اتركني يا كلب سوف أقطعك حالا تظن نفسك رجلا اتركني وسوف أريك كيف هي...
ضربة أخرى بعصا حديدية أسقطت أسنانه الأمامية ليمتلئ فمه بالدم بينما رد سفيان بهدوء قاتل:
-بل سأعلقك وأبدأ في ضربك من جديد هناك دين بيننا أم نسيت؟
ليقوم علي بضربه بقدمه في ظهره فالتفت له يود قول شيء لكن علي
لم يتوقف عن ضربه رغم مقاومة أشرف كان واضحا  جدا بأن علي تدرب كثيرا خصيصا لهذا اليوم كي يأخذ حقه لا بل كي يأخذ حق شقيقته فقد ضربه أسفل بطنه وعندما وقع أرضا ضربه بحذائه في صدره بقوة ثم وجهه ثم عاد يضربه في بطنه وهو يقول:
-هذه من أجل أفطيم
وهذه من أجل ابنها
وهذا لافزاعك أمي
و دفعها و هذا لبكاء سنان وهذا ....
كان يضرب ويكرر عليه ما فعله بأخته حتى خيانته المتعددة لها التي علم به بطريقة لم يعرفها سفيان حتى وصل لنقطة توقيفهم على الحدود وسجن سفيان هنا تدخل صاحب الشأن ليقول:
-هنا دوري .
انحنى و ربط يديه و قدميه ثم علقه مكان تعليق الأضاحي ثم نظر له باستحقار ليسمع صوت طلقة نارية وصرخة لم يحددها هل هي لحارث أم أيوب





لم يكن عياد غرا أو ذو خبرة قليلة في القتال ولا حتى هزيل الجسد رغم نجاح ذلك الغريب مرة في التغلب عليه بل إنه ترك علامات عليه وتسجيل يفضحه!
لتنتهي أحلامه بتولي منصب كبير بل إنه أصبح منبوذ مثل السابق بل أسوأ
لم يشفع له إخراج والده من السجن و جعله شيخ القبيلة ولا ادعائه الكاذب بأنه من الثوار وسبب سجنه كان سياسي بل كاد ينتهي به الأمر مسجون مرة أخرى خصوصا بعد فضح بيع الأسرى ، لولا أنه انخرط في مجموعة أخرى استطاعت حمايته نوعا لأنه يوفر لهم الشباب اليافعين ليغسلوا لهم مخهم ؛ إلا أن ذلك لم يزل نظر الاحتقار له من الجميع ولم يمنعهم من التهامس عليه حتى زوجته تلك التي أجبر على الزواج منها قامت بمعايرته بأيوب الذي تركه معلقا للكلاب ، هذا ماكان ينقصه فوالده لا يكف عن مقارنته بحارث
ترددت كلمات والده في رأسه:
-حارث لن يسكت
حارث سيفعل
حارث لا يترك حقه حارث حارث الهاجس الذي كرهه أكثر من كرهه لأشماس و الباقين لدرجة جعلته يصر على أخذ كل مايملك حارث ،
منزله
ومنزل أهله
مزرعته
؛ لا لن يدع أحد يذله مرة ثانية بل عاشرة قرر فورا لن يخرج من هنا سوى قاتل عندها يستطيع رفع رأسه من جديد

بعد تساقط رجال عياد ليهرب آخر واحد كان يحميه فوقف حارث وأيوب ينظران له ليقول الأول :
-أهلا بابن العم الحقير
أهلا بالجزء النجس من القبيلة والذي يحتاج لقطعه
سمعت أنك تشتاق لي فأتيت بنفسي.
لم تظهر ابتسامته وسط تشوهات وجهه التي تركها له أيوب والذي تجنب النظر له لأنه لايزال يشعر بالكسرة لكن الأخير لم يمرر له الفرصة وقال:
-ألم ترى كيف ازداد جمالا؟
ياترى لازالت تؤلم أم خف الألم وتريد المزيد؟
ببطء سحب السلاح الذي كان يضعه في ظهره وهو يقول:
-لم تستطع القدوم وحدك فأتيت بكلبك الوفي عموما جيد كي انتهي منكما في مرة واحدة.
انطلقت الرصاصة دون أن ينتبه لها أيوب لتصل مكانها وسالت دماء لتغرق المكان.

❈-❈-❈

 سيل جارف  الجزء الاول من سلسلة الحب والحربWhere stories live. Discover now