الفصل الخامس والعشرين

972 53 22
                                    

الفصل الخامس والعشرون

الشيطان تلميذ المرأة
مثل قديم أثبتت صافيناز صحته ، خططت ونفذت بحرفية تحسد عليها دون أن تشعر بنغزة ضمير ولو بسيطة ،  منذ أن شاهدت محتوى الفيديوهات والتي تدين ابنها مثلما تدين فتنة بالتساوي و إن كان بعد المسافة أو ربما تركيز عدسة الكاميرا على فتنة أكثر جعل وجه نادر مبهما لمن لا يعرفه جيدا؛ نقطة التقطها عقلها فورا وقام بحياكة خطة لتسقط الأولى فيها لا لسبب معين فقط لأنها ببساطة لا تحبها و لا تطيق البيئة التي أتت منها !
لم يصعب عليها  تبديل وجه نادر في بعض التسجيلات برجال  آخرين فما أكثر عديمو الشرف الذين يقومون بذلك مقابل مبلغ مادي  بل إنها قامت برهن طاقم الألماس الوحيد الذي تمتلكه كي تدفع له؛ الباقي لم يكن صعبا  رسالة لمراد صديق ابنها والذي تعرف بأن له علاقات كثيرة محرمة و تعرف أيضا غيرته من نادر لذلك طلبت لقائه على  وجه السرعة كي تخبره بأن خطيبة ابنها تخونه و أنها تريد مساعدته لإثبات ذلك ؛ كلمات في ظاهرها بريئة من أم حزينة على ابنها في باطنها تحريض مباشر خصوصا أنها أعطته نسخة من التسجيلات المعدلة ، ظنا منها أنه سوف يسرع ليخبر نادر ليشمت به أو شيء من هذا القبيل وطبعا نادر لن يسكت بل سيقيم الدنيا ولن يقعدها ، لتأتيها الفرصة الذهبية باتصال فتنة ودون تأخير أرسلت لمراد تخبره بصوتٍ باكٍ بأن فتنة متوجهة للقاء صديق لها كي تخون نادر معه، لم تحتج لإضافة المزيد تعرف ماذا سيفعل و هذا أفضل من تخطيطها بكثير ؛ حضرت حقيبة صغيرة لتقضي عدة أيام عند صديقتها في الساحل و أغلقت هاتفها المحمول لتغادر المنزل بابتسامة لا يجوز أن يقال عنها شيطانية ، فالشيطان انتحى جانبا في الزاوية يراقبها منذ مدة ليهمس لابنه قائلا :
-تعلم منها فقد غلبتنا في التخطيط.

رغم صوتها الصارم وهي تأمره بالتوقف والعودة للطريق الرئيسي إلا أن كل خلية بجسدها كانت ترتعد، لا تعرف متى وكيف أصبح فوقها  حتى كلماته القذرة لم يقدر عقلها على تحليلها بل لم تستوعب ماذا يقصد بها؛ كانت تتلوى أسفله و هي تحاول إبعاده عنها دون جدوى حتى صراخها خرج كأنين خافت من شدة اضطرابها وخوفها، فهي لم توضع في موقف مقارب حتى لهذا الوضع، وتعبها الجسدي مع الخوف جعلها في قمة ضعفها الجسدي والنفسي أخذت تدعو في سرها أو ربما بصوتٍ عالٍ قائلة :
-يارب يارب
لتشعر به ينسحب من فوقها وتسمع أصوات متداخلة لم تفهم ما يقولون حتى صاح أحدهم بها قائلا:
-اخرجي أم تريدين أن تهربي مثله؟
بعظام مرتعشة خرجت من السيارة بصعوبة لتجد سيارة شرطة وعدد من العساكر قام أحدهم بجرها لتركب فيها من الخلف لتجد عددا من الفتيات التي تصرخ هيئتهن بكينونة عملهن لكنها كانت مشوشة لدرجة لم تستوعب كل ذلك بل إنها لم تلاحظ تمزق قميصها لتستر نفسها أو تتصل بأحد لينجدها ؛ وصلت لمركز الشرطة  بعد فترة زمنية لا تذكرها بل إنها لا تذكر المحضر الذي وقعت عليه بيدها رغم عدم إجابتها  على شيء فقط تأكيد اسمها وعنوان مسكنها، حاولت الاتصال بنادر لكنهم أخذوا هاتفها النقال مع متعلقاتها الشخصية ثم حجزوها في الزنزانة .
زنزانة... مكان تسمع  عنه في الأفلام والمسلسلات فقط لكن أن تخطو بداخله و تحجز فيه هذا ما لم تتوقعه أبدا ، الرائحة العطنة أزكمت أنفها لدرجة أنها تقيأت عدة مرات  لتسمع تأنيب السجينات لها خصوصا أن الحارس رفض أخذها للحمام بحجة أنها تكذب  وتبحث عن فرصة للهرب لا غير؛ لا تدري من تلك التي أعطتها قنينة ماء لتغسل وجهها و أجلستها مكانها
لتهمس بالقرب من أذنها :
-ما الذي جعلك تتورطين معهن؟
تبدين لي ابنة ناس .
ثم تنهدت قائلة:
-ليستر الله على بناتنا.
لم تفهم فتنة ماذا تعني المرأة ، مع من تورطت هي كانت ذاهبة لمنزل حماتها لتجد نفسها في السجن بتهمة لا تعرفها؟
هنا أضاءت لمبة في عقلها وأسرعت تضرب بيديها باب الزنزانة وهي تصرخ:
-أخرجوني من هنا أريد الضابط لقد تم الاعتداء علي

 سيل جارف  الجزء الاول من سلسلة الحب والحربDonde viven las historias. Descúbrelo ahora