الفصل الثامن والثلاثون

1.3K 57 10
                                    

الفصل الثامن والثلاثون

لأنك خنت زوجك وحملت من غيره طبيعي أن تدافعي عنها ، لهذا رفض أيوب أن يكتب الطفل باسمه و طلقك فورا و أنا الذي كنت أظنه نذلا ظالما ، فهمت لماذا لا يطيق النظر في وجهك رجل آخر كان قتلك انتقاما لشرفه.

ظلت كلماته تغرس في قلبها كسين حاد طوال الليل، العجيب أنها لم تحاول تصحيح الصورة له كل ما فعلته أنها أخذت المرأة و أولادها وحجزت لهم غرفة في نزل قريب من مكان سكنها لكنها لم تستطع النوم لذلك اشترت بعض الحلوى للأطفال و ذهبت للنزل كي تطمئن عليهم فقد كانت حالتهم مزرية ؛ لحسن حظها كانت المرأة مستيقظة بعكس الأطفال ، أعطتها الكيس المملوء بالحلوى وقالت للمرأة :
-آسفة لم أسألك عن اسمك سابقا أنا فتنة السماك أدرس التصميم الداخلي وأنت ؟
غطت المرأة جانب وجهها بالوشاح وردت:
-نسرين أو أم مهند كما تحبين.
ابتسمت لها و قالت:
-ابنك اسمه مهند؟
اسم جميل مثله.
ابتسمت نسرين وردت:
-والصغير مؤنس تيمنا بجده برغم أني كنت أريد اسما حديثا ، تعرفين رغم أن الفارق بينهما أكثر من ثماني سنوات إلا أن مهند يهتم بشقيقه كثيرا و يلعب معه دائما.
ابتسمت لها فتنة لتتابع :
-لم أصدق نفسي عندما حملت بمؤنس لدرجة أنني أخفيت الأمر عن الجميع لأكثر من أربعة أشهر، وعندما علم ابني فرح كثيرا فقد كان يريد شقيقا بشدة لدرجة أني لم أعرف جنس الجنين خوفا من أن تكون فتاة كي لا يحزن حتى ولدت والحمد الله لم يخيب الله رجائه ليأتي مؤنس .
أصدر الطفل الصغير صوتا لتسرع و تأخذه في حجرها وتقوم بإرضاعه من صدرها وبعد أن انتهت من الرضاعة عاد للنوم فقالت فتنة:
-هذا لا يشبهك كثيرا رغم أنه يشبه شقيقه ،أعني من يراهما يعرف بأنهم أشقاء
أنزلت رأسها وقد تجمعت الدموع في عينيها وردت:
-إنه يشبه زوجي، حتى مهند لديه بعض الملامح منه لقد عشت معه أكثر من خمسة عشر عاما بما يرضي الله، لم تكن لي طلبات أبدا ، منذ تزوجته وأنا أتحمل تقصيره و أسلوبه القاسي معي بل تحملت حتى ضربه لي دون وجه حق قاطعتها فتنة بصدمة :
-ولماذا تحملت كل هذا ؟
كنت تحبينه أم ليس لديك أهل تعودين إليهم ؟
نظرت لها بحسرة وقد بدأت الدموع تغطي وجهها لترد:
-منذ أول ليلة لم يستطع القيام بواجباته الزوجية وعندما أخبرت أمي قالت عادي ربما ينتظر أن نسافر لأننا كنا وقتها في منزل والديه وعندما جئنا هنا بعد أسبوع بالضبط لم يحدث شيء إلا بعد فترة طويلة في الواقع هو كان يعاني من مشاكل تجعله غير قادر على إتمام العلاقة الزوجية فيقوم بضربي كأني أنا السبب في ذلك، صبرت حتى عدنا للوطن في زيارة سريعة بعد سنة و قمت بإخبار أمي فلامتني أيضا ، بل إنها أخبرت أخي الكبير الذي ضربني بشدة لأنني تجرأت وأخرجت أسرار بيتي ، عرفت عندها أنهم لن يقوموا بالوقوف معي أبدا ، حاولت أن أكمل دراستي فقد تزوجت في سن مبكرة ولم أنل حتى الثانوية العامة لكنه رفض بل منعني حتى من تعلم لغة البلد و عندما حملت بمهند بعد سنوات من زواجي اكتفيت به ولم أهتم لكوني امرأة ، دفنت أنوثتي وحرصت على الابتعاد عن كل ما يجعله غاضبا مني كي لا يضربني وقد نجحت نوعا ما في ذلك فلم يكن يضربني مثل السابق و طبعا اعتزلني تماما ولم أهتم ، حتى عدنا للوطن لحضور فرح شقيقه وقتها قاموا بتوزيع حبوب على العريس وأقاربه وطبعا زوجي العزيز قرر أن يثبت رجولته لكن كالعادة لم يستغرق الأمر سوى ثوان معدودة لأحمل بعدها في مؤنس ولأنني لم أخبره فورا بحملي ولأنه كان غائبا عن الوعي ليلتها لم يصدق بأنه ابنه وقد أصر على تحليل النسب الذي أثبت بأنه ابنه ليقول بأني خنته مع شقيقه الذي جاء لزيارته لمدة يومين مع زوجته و لذلك التحليل أظهر القرابة بينهما ،ثم قام بضربي ولم يمر على إنجابي سوى شهر وحاول قتل مهند وعندما دافعت عنه قام بضربي بشدة لأخرج من البيت بملابس البيت لم ينجدني منه سوى الجيران وقد أحضرتني المرأة لذلك الرجل العربي الذي اشترى لنا ملابس و يحاول التواصل مع زوجي أو سفارة بلدي كي أعود لهم فهو يرفض إعطائي أوراقي كما أني أخشى العودة لأهلي فيصدقونه ويقتلوني، لا أعرف ما علي فعله ، صدقيني لو كنت وحدي لتركته يقتلني، لكنني لم أستطع رؤيته يحاول قتل ابني أبدا .
أجهشت في بكاء حار ووضعت يدها على فمها محاولة كتم صوت البكاء فأشعلت فتنة التلفاز كي يغطي على صوتها وتركتها تبكي ليس لأنها لم تتعاطف معها بل لأنها أرادت لها أن تخرج بعضا مما يثقل صدرها ، الآن فهمت لماذا رفضت الحديث مع هادي ، امرأة مثلها لابد أنها لم تتعامل مع أحد خارج الدائرة التي حددها لها زوجها، لذلك لم تقم بالاستعانة بالشرطة وضعها صعب جدا وهي التي كانت تظن نفسها في أسوأ وضع لتجد بأن مامرت به لا يساوي سطر في قصة تلك المسكينة.
أمسكت يدها بعد أن بدأت تهدأ وقالت:
-أعتقد بأن العودة لأهلك لن تفيدك بشيء أبدا ، بل قد تجعل حياتك أسوأ ، حاولي النوم الآن وغدا سوف نجد حلا بالتأكيد .
تجربتها السابقة في محاولة مساعدة منار جعلتها تتيقن بأنها فاشلة في ذلك لذلك قررت الانتظار حتى يحل الصباح و تتصل بلمار فهي من ستحل هذه المشكلة بأفضل الطرق، بعد الاتصال بلمار و إخبارها بكل ما عرفته من معلومات أخبرتها بأنها سوف تجد حلا وتتواصل مع هادي ليكمل مع نسرين؛ لم تخبرها بالمواجهة التي حدثت بينهما لأنها لم ترغب في الخوض بأي تفاصيل تؤلمها، لكنها تحججت بالدراسة كي لا تتواصل مع هادي ولم تلتفت لذلك و أخبرتها بأنها سوف تحل المسألة هنا تنفست فتنة الصعداء وقررت أن تحاول التخفيف عن نسرين و أطفالها بنزهة في حديقة الملاهي.

 سيل جارف  الجزء الاول من سلسلة الحب والحربWhere stories live. Discover now