الجزء 1

94.1K 930 93
                                    

-
أنتِ بين النفسِ والهوى
-
مرتاح أحبّك ولا علّمت
حتى أنت عيّيت أبين لك

برقٍ لمع بالعيون وخفّت
مواجع القلب توصل لك

عساك في ناظري ماشفت
كيف المعاليق يومّن لك

أبي قليلك ولا حصّلت
بعضك تركني مع كلك

ما أدري صواب أو خطأ ماقلت
إنك حبيبي وأنا خلّك
___________________________
-
*تعريف بالشخصيات*
-
* راشد بن راضي زوجته"متوفيه" عياله/ سيف ، أحمد ، خالد
سيف "متوفي" زوجته غدير وبنتهم | غُروب ٢٣
أحمد زوجته الهنوف وولدهم | بدر ٢٥
خالد | ٢٨
-
عائلة سيّاف "متوفي" وزوجته نجلاء عيالهم | مشاري ماجد -مالهم دور مهم-
عزوف صاحبة غُروب ٢٥
-
* آل فيصل | عبدالعزيز ، الجوهرة
عبدالعزيز وزوجته الأولى ليلى | مِتعب ٢٨
عبدالعزيز وزوجته الثانية نورة "متوفيه" | سُهيل ٢٧ ، وَتر ٢٥
-
الجوهرة أخت عبدالعزيز ، وطليقها طارق | عمّار ٣١ ، مناهل ٢٨ ، ميهاف ٢١
-
*عائلة جسّار وزوجته زينب " تصير أخت ليلى" | رِماح ٢٨ ، بيادر ٢٦ ، صِبا ٢٤
-
سرور سليمان | ٢٣ توفوا أهلها من صغرها وتعيش مع خالها راجح
-
صقر بن سلطان صاحب سُهيل من الثانوية |
٢٧
«أنتِ بين النفس والهوى»
-
                                    *البداية*
______________________________           

كانت تجر خطواتها المرتجفة بضياع ، نفسها ضاق من المسافات اللي قطعتها لوحدها ، بكل خطوة تخطيها تلف بنظرها لخلفها تتطمن أن مافيه أحد يلحقها، كانت تجرّ خطواتها بين رواق العماير المُظلمة ومامرها خوف أساسًا لأنها هي تعودت هالطريق ، تعودت ماتمشي إلا بالأماكن المظلمه والمهجورة لأنها ماتتطمن غير فيها ، وماهدى بالها إلا من لمحت بيتها ، بيتها المُتهالك اللي له سنين وسنين ماعادوا ترميمه وهالشيء وضح عليه ، تأكدت من أن الباب مقفل زيّن ، ورمت تنهيدتها الطويـلة ترمي شنطتها الظهر على الأرض ورمت عبايتها خلفها وجرت خطواتها للأعلى ، كانت رافعه أطراف فُستانها الريفي بيدها وشعرها المنثور على ظهرها يداعبه الهوى ويرجعه للخلف يعني ماكان يضايقها أبدًا ، فتحت باب غُرفتها الغرفة اللي ماتنام غير فيها وأخذت نفسّ عميّق نفس يملى صدرها ، وأرتمت على السرير ، ماتحاملت على دموعها وأجهشت بكي ، عاشت الخوف طول السنين اللي مرّت وماقدرت تحس مشاعر غيرها.
-
~ صباح اليوم الثاني
أرتجفت يدّها بشدَة من سمعت صوت الطرّق على الباب ، بعدت خُصل شعرها الويفي للخلف وألتفتت بنظرها على زوايا المطبخ تدور لها على شيء حاد ، وزمّت شفايفها تشدّ قبضة يدّها من زاد الطرق على الباب ، نبّض قلبها بشدّة ، وجرّت خطواتها ناحية إدراج المطبخ تنتفض كفوفها من خوفها أخذت نفس من توترها ، وسكنت حركتها من لمحت سكين حادّة على الرخام ، نفسها يتصاعد وقلبها ماوقف نبضه من الخوف ، رفعت يدها ترجع شعرها للخلف من جديد وتقدمت بخطوات مرتجفة ناحية الباب اللي ماوقف طرقه للحين توقف خلفه وتمتمت بصوت مُرتجف ؛ مـين ؟!
ثقل صدرها خف من سمعت الصوت الأنثوي الصوت اللي تتمنى مايغيب عنها : أنا عزوف ، أفتحي
دست السكين وراء ظهرها ومسحت ملامحها تحاول تبعد ملامح التوتر والربكة عنها وجبرت ثغرها يبتسم من فتحت الباب تدخل منه عزوف اللي نزلت لثمتها مباشرة ؛ ليش طولتي على بال ماتفتحين ؟!
تنهدت بضيق وهي تسبقها للمطبخ من توترها اللي ماخفّ وهي ماودّها تعرف أن نوبات خوفها رجعت من جديد : كنت أسوي فطوري . جيتي بدري اليوم
هزت راسها بالإيجاب وأخذت نفس تنزل طرحتها على أكتافها : إيه اليوم البيت فاضي وقلت أزور غروب أكيد تنتظرني
أبتسمت غروب ورغم أبتسامتها إلا أن ذبول ملامحها ما أختفى ، توجهت للكرسي الخشبي اللي يتوسط المطبخ الكرسي اللي كان مُتهالك مثل البيت اللي هي تعيش فيه ، رفعت عزوف نظرها ناحية ملامح غروب وضيّقت عيونها تدقق بملامحها وكيف أن أثار الدموع باينه عليها خصوصًا من الأنتفاخ تحت عيونها : بنت غروب !
رفعت غروب نظرها لها ، وتنهدت عزوف من ضيّق قلبها بهاللحظة : نمتي وأنتِ تبكين صح ؟
هزت راسها بالنفي ووقفت من على الكرسي تشتت نظرها : لا مابكيت ! مافيه شيء يبكيّ أصلًا !
رمّت نفسّها خارج صدرها ورجعت ظهرها للخلف تعرف أنها مستحيل تعترف بضعفها أبدًا لا قدامها ولا وراها : غروب ماني مانعتك أبكي زي ماتبغين وطلعي نارك كلها بس لاتبكين وقت نومك تكفين !
تنهدت غروب بضيّق ، ورغبتها بالبكاء رجعت تتجدد بداخلها ، لكنها شدّت فستانها تقويّ نفسها : مابكيت مين قال بكيت ؟
-
~ مركز الشرطة
كان شعلة غضب بهاللحظة يحترق بشكل مجنون ، خصوصًا أن تقدم القضية اللي كانوا فيه بدأ يتراجع ، وتلفت الأدله ، تأملهم لثواني طويـلة ، وسرعان ماضرب الطاولة قدّامة وزفّر بغضب شديد ، غضب مافارقه ومستحيل يفارقة طول حياته ، غضب أثر جرح كبير بصدرة وهالجرح ماودّه يفارقه أبدًا وكل يوم يزيد توسّع وما ألتئم هالجرح أبدًا ، أخذ نفس وأعتدل بوقوفه ماودّه يرجع للماضي : زيــد!!!
أنفتح الباب بعد ثواني من نداءه ، ودخل من الباب رجُل بنفس قامته تقريبًا لكنه كان أضعف بُنية جسدية منه ، وقف قدّامه كفوفه خلف ظهرة ومسافة بسيطة بين رجوله وتمتم بعدما دق التحية : سم طال عمرك !
كان يتردد بزاوية معينة بالمكان من غضبه مسافة خطوتين فقط ويلتف للجهة الثانية ويكرر نفس حركته ، وهالحركة ماتخرج منه إلا وقت فعلًا يكون بأشد غضبه ويفكر ، وقفت خطواته ووقف نبض زيد معاها ، وبلع ريقة بذات اللحظة اللي تقدم فيها المُحقق "مِتعب"ثبت نظرة على زيد وتمتم وأثار الغضب باقيه عليه : كل الأدلة تتلف وكل الخيوط تتقطع ! من مسؤول من مسؤول !!
ماقدر يجاوبه أبدًا لأن هو فعليًا ماعنده جواب ، ولأنه يخاف يقول ما أعرف ويشبّ نارة من جديد ، صمت طويـل صار بينهم ، صمت ماخفف غضب مِتعب أبدًا ، وتمتم بقل صبّر : أنطق ! لاتدور جواب بوجهي !
رجع الصمت ينتشر من جديد وماكان بهالغرفة غيرهم ولو كان فيه أحد ثالث معهم مُستحيل ينطق بالحرف ودخان الغضب بطلع منه بهالشكل : الحين الحيـن تجمع لي كل من كان له طرف بهالقضية من بعيد ولا قريب تحرّك !
كان مفزوع جدًا ومرتبّك يخاف تطول هالمحادثة ويزيد الغضب ، لكنه تطمن من نطق بأخر كلامه تطمن ولا قدر يتنهد قدّامه أبدًا من خوفه : سمّ طال عمرك
-
~ بعد رُبع ساعة
رجلة تهتز من غضبة وقلّ صبره ، تحركت أنظارة ناحية المجموعة اللي دخلوا ، اللي كانوا مزيج بين المحققين وجنود ، كان جالس على الكنبة المنفردة وسط مكتبة ، الكنبة اللي كانت مُخصصة للضيوف مقابلة لطاولة مكتبة ، كان ببدلة عاديـة جدًا لحد ماصارت عليه هو ، بنطلونه الأسود واللي ماكان ضيّق أبدًا ولا هو فضفاض -مزيج بينهم- وتيشيرته القطني واللي كان بنفس اللون ، رجوله فوق بعض على الطاولة الصغيرة اللي بين الكنبتين المقابلات لبعض ، وكان شاد على قبضة يدّه ويعض سبابته من توتره ومن أنه هُلك تفكير ، قاطع تفكيرة دخولهم وبعثرة حركتهم اللي وضحت خوفهم منه ، واللي سكنت تمامًا من رفع عينه لهم وهدت حركتهم يستقيمون قدامة ، تنهد تنهيدة ماهي إلا بداية لغضبه وسند راسه على الأطراف العلويه للكنبة لثواني معدودة، كأنه يحاول يمرر الوقت يمكن تطفي النار من نفسها ، ووقف بعدها وقف بلحظة وبلمح البصر ، حتى أن بدايات الراحة اللي سكنتهم لأنه كان مسكر عيونه تبددت ، خصوصًا من فز بلحظة وحدة ما أستوعبوا منها شيء ، تقدم بخطواته ناحيتهم ، خطواته اللي كانت ثابته جدًا مثل نظرته عليهم ، كفوفه خلف ظهرة ويسابق المسافات ، وبمجرد ماصار هو مقابل لهم تمامًا كمّل خطواته لكن هالمره غير مسارة وصار يمشي بشكل طوليّ ، يتأمل ملامح كل شخص من بينهم وبين ماهو يمشي تمتم بهدوء غريب جدًا على غضبه من ربع ساعة: فيه بينكم خاين
سكنت خطوته بهاللحظة ووقفت حركته تمامًا ، وألتفت ناحية شخص واحد من بينهم ثبت لهّب عيونه عليه وتمتم بنفس هدوءه : لو أعترفت الحين بخفف عقوبتك
رجعت حروفه تنقطع من جديد ، كأنه يحاول يخليهم يتخذون قرار بهاللحظة ، ورجع يكمّل من جديد :
لكن ! لو بقيت جبان ومانطقت بالحرف بتكون نهايتك على يدي
رجع يسكت من جديد ، لكن هالمره خطواته تحركت ، تراجع خطوتين للخلف يبينون له كلهم ووقف بثبات ، يرفع أصبعه السبابة ناحيتهم : الكلام موجّه للجميع لكن المقصود شخص واحد ، دوروا عليه بينكم وجيبوه لي والحين توكلوا
رمى بأخر كلامة ونظرة التشكيك باقية عليه ، أخذ نفس من أعماقة ، نفسّ بسببه أرتفعت أكتافه وأنشدت أكثر ، وزفرة بمجرد ما خرجوا هم ،رجع لمكانه على ذات الكنبة يجلس نفس جلوسة لكن هالمرة براحة أكبر واعظم ، راحة لأنه متأكد غايته بتتحقق متأكد أن الكل بيشّك ببعضه بهاللحظة وبيتزعزعون من جديد ، وبيزيد تراجع هالقضية ، تنهد من جديد وهو يعدل جلوسه ويسحب الملف الأسود من على الطاولة ، ما أهتم لعجو الكلام أبدًا وأهتم لصورة وحدة ، صورة كان مخفيها بين الأوراق ، رمى الملف على الطاولة ورجع يسند ظهره للخلف ، وثبت يدّة كـ مسنده خلف راسة يسنده عليها وعيونه تتأمل أدق تفصيل بهالصورة اللي كان مثبتها بين سبابته والوسطى
-
~ بعد سنتين
كانت مثل عادتها بهالوقت بالذات الوقت اللي مابين بدايات الفجر وشروق الشمس ، وسط حوشها ، تجلس على كرسي جدتها الهزاز واللي كان القطعه الوحيدة الجديدة من بينهم والسبب جودّة الخشب العاليه وطريقة حفظه طول هالسنين ، وسط حجرها اللابتوب وأناملها تتحرك بأريحية على الكيبورد ، الأريحية اللي ماتصيبها إلا وقت تكون بعز إنسجامها ، رفعت نظرها عن اللابتوب من سمعت صوت إذان الفجر ، وقفلته تبعد اللحاف عنها ووقفت تثبت اللابتوب على الكرسي فوق اللحاف ، وتوجهت بعدها لغرفتها بالأعلى ، الغرفة اللي تغيرت عن شكلها قبل سنتين ، الأثاث بدأ يتجدد حبه حبه ، والتغييرات البسيطة بدت تبان على غرفتها ... إنتهت من صلاتها ووقفت تبدل ملابسها بشيء أكثر راحة ، ونزلت تحت وعلى معصمها عبايتها ، كانت تنزل الدرجات وهي تلبس عبايتها ، وتوجهت خطواتها مباشرة ناحية الكرسي سحبت اللابتوب وخرجت من البيت ، كانت عيونها تتوزع على المباني ، المباني اللي بدت تستوحشهم وتلاحظ كآبتهم ، هي وقت كانت تتأملهم بدون وعيها ثبتت عينها على شخص واحد ، شخص كان مثبّت على كبوت سيارته لابتوبه وبجنبه شنطة جلد وواضح إنها تخص اللابتوب وملفات كثيرة شتتت نظرها عنه من لاحظها هو ، لأنه أساسًا كان مقابل للطريق اللي هي تمشي فيه ، كملت طريقها بهدوء ، وظل عقله واقف عند هاللحظة ، بيصير أقرب وأقرب والوقت بيبيّن كل خباياه هو حتى وقوفه هنا وبهالمكان وهالشارع بالذات لغاية وحدة وهالغاية كانت "هي" رغم إنه متأكد أنها ماتعرفه لكن مايهمه شيء كثر إهتمامه فيها هي وبشخصها هي ، كان الوقت عندها بدري جدًا لكنها تعودّته ، وقفت قدام عتبة البيت وأخذت نفس ترفع يدها للجرس ، ثواني بسيطة وأنفتح الباب ، وأبتسمت مباشرة من كانت " عزوف" : ملتزمه بالوقت كالعادة
هزت راسها بالإيجاب وهي تدخل داخل : لو ما ألتزمت بالوقت ليه أعيش ؟
هزت راسها دلاله الأسى وأبتسامتها ماخفت أبدًا : فكي لثمتك ماحولك أحد
هزت راسها بـ إيه وهي تنزلها : اليوم مهم لي ياعزوف تدرين صح ؟
هزت راسها بالإيجاب وهي تجلس على الكرسي : أكيد ، اليوم حفل توقيع كتابك الأول
توسعت إبتسامة غروب وهي تترقب باقي كلامها : إيييه؟
ضحكت عزوف مباشرة وهي تصب الشاي : بتوقعين لي أول وحده ! أنجازك الأول أكيد بحضره !
رجعت ظهرها للخلف ولانت ملامحها من الراحة اللي سكنت صدرها ، لأنها بتشاركها أول إنجازاتها
-
~ بعد ساعتين ، معرض الكتب
رجفت يدها مباشرة من بعدت السِتار وشافت جموع الناس بالدور السفلي ، ماكان عددهم قليل أبدًا وهذا سبب خوفها : كل هالناس جايين لك أنتِ غروب يبغون يشوفون مين وراء هالكتاب وهالحبكة !
ما ألتفتت بنظرها ناحية الصوت أبدًا وظل نظرها معلق عليهم .. مر الوقت وصار لازم وجودها تحت ، ولهالسبب هي نزلت ومعها كانت عزوف ، ومديرة دار النشر "وتر" إنتهى يومها لكن مشاعرها ما إنتهت أبدًا ، كانت راجعه للبيت مع عزوف ، تتمشى معها وبنفس الوقت تسولف لها عن مشاعرها وعن كل شخص حكى لها وعبر عن شعوره وعظمته خصوصًا من شافوا الكاتب نفسه ، ركزّت عزوف نظرها بـ غروب تحركات جسدها اللي تبيّن حماسها ولغة يدها اللي تعبر فيها عن داخلها، لأول مره تتكلم بهالكثرة ، لأول مره تحس صوتها لهالدرجة ، لأول مره تسمع نبرتها هذي. كيف كان صوتها يرتجف مثل ماثغرها يرتجف مع إبتسامتها اللي ماغابت من إنتهى المعرض
-
داهمت تفكيرة مثل كل مره ، تعودّها أساسًا ماتغيب عن باله حتى بصلاته ، سكر عيونه وهو يسند ظهرة على الكنبة ، وكفوفه كانت تمتلي طين ، تنهد من سمع صوت ثاني غير صوتها اللي يتردد بعقله : لعبك بالطين يليّنك يارماح أتركه !
رفع نظرة عليه وتنهد مِتعب من نظراته : لا تناظرني كذا !
وقف من على كرسيه وهو ينزل تيشيرته ، التيشيرت اللي كانت نص كم وبنطلونه الواسع اللي كان يشبّه لون الطين : وش متوقع أحب راسك ! متعب الطين يليّن ولا تقسيّنا القضايا على ربعنا !
عصب مباشرة وشدّ ذراع الكرسي من غضبه وأن ماودّه يعصب عليه هو بالذات : لاتربط المواضيع ببعضها !
هز راسه بمجاراة له وهو يغسل يدينه عن الطين : ماربطت شيء المواضيع مربوطه من عهد يامتعب واللي رابطها أنت !
زفر بغضب وهو ياخذ البكت من جيبه ، يحرق طرفها : لا نرجع للماضي ماودي تزعل إذا أنكسر لك طرف !
ضحك رماح غصب عنه ، ورفع كفوفه دلالة الأستسلام : خلاص مابحكيّ بشيء ، علمني أنت وش جديد قضيتك ؟
سند راسه على أطراف الكنبة ونفث الدخان فوق وأنظارة على السقف : تدري عن سياسة الشغل
رفع رماح حاجب لأن سياسة الشغل تمنع تسريب أي خبر يخص القضايا سواءً حُلت أو تقفلت بدون أذن ، لكنه أحيانًا يعلمه بأطراف الحكي عن قضية وحدة فقط .
أبتسم يتمتم بسخرية : قضية قلبك هي اللي أبغاها
أبتسم مباشرة ، لأن الموضوع هي : سياسة الشغل تشمل قضايا قلبي
هز راسه دلالة الأسى وتوجه ناحية رف آلات القهوة وأخذ كوبين من الرف العلوي واللي كانوا من "الخزف" اللي هو سواهم بيدّه وبمصنعه الخاص وسط بيته : مواضيع السياسة أنت أخبر مني بها ، لكنك تنسى سياسة الشغل وقت تحتاجني
ضحك متعب وهو يطفي بقايا السيجارة بيده : لا تمن !
أبتسم رماح وهو يتوجه ناحيته وبيده كوبين القهوة : مامنيت أذّكرك ، خبري أنك وظفتها بدار النشر حق أختك صار جديد غيره؟
أخذ نفس من ثقل صدره بهاللحظة ، وشتت نظرة من جديد ، ماوده يحكي أبدًا ، وتمتم رماح من طال سكوته : وراك سكت ؟ ماتبي تقول ولا صاير شيء ؟
هز راسه بالإيجاب وهو ينزل كوبه على الطاولة يمينه : ودّي كل شيء يعجل ، حفل توقيع كتابها اليوم
أبتسم رماح من حللّ الموضوع بطريقة متعب وطريقته هو : واللي مضايقك بالموضوع كلّه أنها وقعت لرجال ؟
رفع نظرة مباشرة له يأكد تحليله خصوصًا من بان لهيب عيونه : مايحتاج تجاوبني من هالنظرة عرفت
تنهد متعب وهو يوقف : ماشي
رفع حاجبه لوهله : إيه هج كل ماصار الموضوع هي تهج
-
شدّت مقبض الباب تحاول تهدي نبضها ، وأرتجفت من سمعت صوته يطلب دخولها ، وقفت قدامه هي حتى بوقوفها تهابّه : إجلسي
رمشت بالإيجاب وهي تجلس على الكنبه اللي تقابله : سويت اللي قلت لي ، وصار وقت تجاوبني
تنهد هو ورجع ظهره للخلف : أجاوبك ؟
ثبتت نظرها عليه لثواني ، هو يعرف أسئلتها عن مين لهالسبب ماودّه يجاوبها وهي تعرف هالشيء زين : مين هي ؟
توترت من ناظرها ، هي تشجعّت وسألت لأن نظرة كان على الأوراق اللي بيده ، وترك الأوراق يجمع كفوفه سوا : غروب
تنهدت من جوابه اللي هي تعرفه ، ومن إنتبهت لتنهيدتها تنحنحت تعتدل بجلوسها ، ماهو الجواب اللي تبغاه : من حقي أعرف متعب !
هز راسه بالنفي : مايحق لك تعرفين شيء مايخصك. عندك شيء ثاني ولا أطلعي !
وقفت يبان غضبها وتركته تقفل الباب خلفها ،أسلوبه نفسه مايتغير معها أبدًا ، توجهت لغرفتها وجلست بهدوء على كرسي مكتبها ، يهلكها التفكير بغروب وبالصلة بينها وبين متعب وهو ليه مركز عليها بالذات؟ : لو أقول عنك مهووس ما أظلمك
أبتسمت بسخرية وهي تفتح جوالها ، وكان أساسًا مفتوح على حساب شخصي بالأنستقرام ، حساب يخص فنان الخزف "رماح"، تعرف هويّته وتعرف أنه صاحب أخوها ، لكنه مايعرفها أو هذا اللي تظنه ، كانت تراقبه رغم إن تنزيله أسبوعي وشيء يخص الخزف إلا إنها تتطمن وقت ينزل ، حنت راسها تقرب الصوره وأبتسمت من بان طرفه ، من بانت ذراعه كلّها سمارها وعرض أكتافه ، من بان نص جزئه العلوي ، وتنهدت لأنها فعلًا تشتاق
-
أول صحواتها كانت على صوت العصافير مع صوت إذان الفجر ، ومن صلّت رجعت تنام "على غير العادة" لكنه كان حصيلة أسبوعها وأيامها السابقة كلها ، الأيام اللي كان يصاحبها الأرق فيها ، عوّضت وزيادة ، هي ماتحس الأمان لهالسبب يصاحبها الأرق ، تعيش بهالبيت لحالها ولولا الله ثم عزوف ماكانت هي عايشة وكان ماتت من قهرها ، هروبها من كل شيء كان البداية لألمها وبداية لفقدها للأحتواء وكل هالمشاعر المرهفه ، من مات أقرب قريَب لها من مات أبوها " مقتول " والسبب يعور قلبها أكثر من إن القاتل "عمها " ، صحت مفزوعه من كابوس جديد ، كابوس كان مصاحبها من وقت هروبها قبل ٥ سنوات ، لما كانت بثالث ثانوي . مشهد أبوها يتكرر ، كان مُمد على الأرض قدامها والدم حوله يغرقّه والسلاح بيد عمها اللي كان مبتسم بتشفيّ ، نفسها مضطرب وتعرّق جبينها وعنقها وجسمها كلّه : بسم الله ، بسم الله الرحمن الرحيم
توجهت مباشرة ناحية الحمام-تكرمون- وغسلت وجهها وعنقها ومن هدت نفّسها رفعت نظرها لملامحها بالمرايه ، ملامحها اللي تشرّبت بالمويا وبدايات شعرها اللي تبللت كلّها : ليت ماسمحت لك يابابا ، ليت ماسمحت لك ترجع لديارهم
حنّت بشكل مجنون لأيامها السعيدة مع أمها وأبوها ، أيامها اللي مرّت بسعادة عظيمه هي تفقدها حاليًا ، مهما شافت وجربت مافيه أحد يعبي مكان العائله بنظرها ، نزلت دموعها تختلط مع قطرات المويا وماعادت تفرق بينهم ، ماعادت تفرق من كثر " مابكت " ، أخذت نفس من سمعت صوت رنين جوالها ، وتوجهت ناحيته : هلا ؟
كان رقم ماهو مسجل عندها لهالسبب هي تمتمت بأستفسار : مِن معي ؟!
عقدت حواجبها لثواني من وصلّها الصوت ، الصوت الخشن : معك خالد
عقدت حواجبها لثواني ، هي تعرف خالد واحد ومُناها مايكون هو شدت على المفرش جنبها من توترها : خالد مين ؟
أبتسم خالد : ماعرفتي عمّك !
نبض قلبها بشدّه وزاد شدّها على المفرش وبانت عروق يدها ، رجع الماضي يتكرر قدامها وهي بالقوة قدرت تتشافى بالقوة من لقت شيء يسليّها وينسيها الماضي ، تنهد هو من صمتها اللي يبيّن صدمتها : من يوم مارحتي غربت شمسنا ياغروب . ماودّك ترجعين لديارك ؟ صرتي كبيرة وعاقله ياغروب عاقله وتعرفين أرضك وين
هزت راسها بالنفي وشدّت الجوال : قتلتوا بابا وصار وقتي !! ما تكتفون ! أنا أعيش بدونكم ، أنا أشرقت شمسي بدونكم لا تقربون صوبي ولا تفكرون !
بمجرد مارمت ثقل صدرها قفلت الجوال وما أهتمت لرده ، حظرت الرقم ونزلت الجوال جنبها ، تبعثرت من جديد وأنتهكت من جديد وما أشرقت شمسها مهما حاولت تبين العكس . نزلت على الأرض وجمعت رجولها لصدرها تحضنهم ، وأجهشت ومثل كل مره صوتها ماخرج من جدران البيت
-
-
~ الليّل
شرّعت باب بيتها من عرفت أن عزيزها جاي ، بعد قطعته اللي طاّلت وهي ماتتحمل المسافات ، البخور يعجّ بالمكان وريحة الهيّل تفوح بالمكان ، تبسمّت من لمحت سيارته من وراء الشباك الزجاجي الكبير اللي يطل على مدخل " قصرها " القصر الخالي مثل ماهي تسميّه ، وقفت تستقبله وأبتسمت لأنه ماتغير وباقي مثل ماهو ، ملامحه اللي تبين عصبيته لكنها هذي هي ملامحه بشكلها الطبيعي ، أبتسمت من قبّل راسها وباطن كفها : شلونك يايمه؟ عساك بخير
أبتسم متعب هو يرمش بالإيجاب وقبل باطن كفها من جديد : كل أموري زينه الحمدلله
أبتسمت هي ، تطمن قلبها بشدّة : الله يطمنك ويفرج همّك
جلس وجلست هي جنبه ، وأخذ هو الدلّه يقويها ، وأبتسمت هي : القهوة مثل ماتحب مهيّلة زين
أبتسم غصب ، وأساسًا كانت ريحة الهيل فايحة بدون لاهي تحكي : شميّت
أبتسمت ليلى وهي تشرب من فنجالها : ووتر وشلونك معها ؟
تنهد هو من طاريها ورجع ظهره للخلف : ماعلينا خلاف
رغم قصر أجوبته إلا إنها ماتحس ، لأن من غير شيء هي تعودت ، هي تشتاق لوجوده بالبيت ، وهو لو بغى مايقدر أبدًا ، أرتفعت أنظارهم ناحيه مدخل المجلس من دخل سُهيل، اللي أبتسم من لمّح متعب : هلا والله ! منورنا المحقق العظيم متعب . أي أرض رمتك عندنا ؟
تنهد متعب لثواني ، وأبتسمت ليلى بإرتباك تعاتبه : سُهيل ! أخوك الكبير !
أبتسم سُهيل بسخرية وهو ياخذ فنجال من على الطاولة يصب له قهوة ، وغمّض عيونه بشدّة من ذاق القهوة : أوف ! والهيل طافح بالقهوة مثل مايحب ولدك أكيد ولدك هو بالنهاية
زفّر متعب بغضب وهو يعدل جلوسه ، يثبت حاد نظراته عليه : سهيل بتقعد ولا أكسرك هنا ؟
رفع حاجبه بسخرية لثواني وعدل أكتافه يجلس على الكنب المقابل لهم : وتر وينها ؟
كان مركز بنظرة على متعب ينتظر جوابه لكنه تجاهلة يكمل سوالف مع أمه بالرغم من إنه سامع ، وعصب هو يترك المجلس لهم
-
-
~ أحدى القرى الشمالية
رمى الجوال بغضب شديد ، غضب يغلي الدم بعروقه، خصوصًا من عرف إنها "حظرت رقمه" يعني السبيل لها بينقطع مدامها دمرت أول وصل بينهم ، أخذ نفس وهو يرجع ظهره للخلف يتأمل السماء والنجوم ، كان هو مثلها وأكثر ، مثلها ضايع خصوصًا أن العائلة بأكملها تدمرت من بعد موت أخوه الكبير ، لف بنظرة ناحية مدخل الباب وأبتسم من لمح أبوه : حي الله أبو سيف
قبّل جبينه ودف عربيته للجلسة الخارجية اللي كان هو فيها ، وأخذ فنجاله والدلّه يقهويه : وش صار على بنت أخوك ؟
تنهد من تذكر أخر حديثهم ، وهو ماودّه يعطيه الأمل بهالوقت بالذات : مالقيت لها أثر ، قريب أن شاء الله بجيبها لك تقرّ عينك بشوفتها
شد ذراع كرسيه المتحرك بغضب : كم صار لي سنه أنتظر كم ! خمس سنوات خمـس سنوات ياخالد ماهو معقول حتى الشرطة مالقت لها أثر هي حيّه ميته مافيه خبر !!
عض شفته لثواني من نبرته ومن أن أحتراق جوفه يبان على نبرته : بلقاها لك يايبه وبجيبها لك برضاها مدامهم ماجابوا جثتها وماشفناها هي حيّه وبجرّها هنا بنفسي
-
-
~ صباح اليوم الثاني
كان موقّف سيارته بأحد المواقف ينتظر حضورها ، وكان على وشك يترك المكان لكن قلبّه نبّض بشكل كبيـّر من لمحها ، كيف كانت تعدل لثمتها اللي لعب فيها الهوى ، وصار يحركها براحته ، بانت عيونها وخدها وباقي تفاصيل ملامحها ، اللي لو ظل سنين وسنين يحاول يرسّمها ويتقنها مثل ماربي صورها ماهو قادر ، ماحس الوقت ومروره غير من أختفى وجودها من قدّام"دار النشر " شد الدركسون بيده ، تتردد خطواته كثيـّر ناحيتها لكنه يخاف من كل شيء يبعدها عنه ، وعى من سيل نظراته على دخُول أحد جنبه ، ورفع حاجبه يلف بنظرة : وش تسوي هنا !
زفّر بغضب وهو يرجع ظهره للخلف : إنزلي
هزت راسها بالنفي ورجعت ظهرها للخلف تتكتف : مابنزل متعب يكفيك بتفضح نفسك !
لفت بنظرها له ، وغضبها ماله نهاية هاليومين، أخذت نفس من تجاهلها ورجعت تتنهد من جديد تلف بنظرها للشباك تتأمل السيارات ، وتمتمت بخفوت : تحبها ؟
-
-
لاتنسون النجمة ✨
الرواية فيها "غموض" وأسئلتكم بتلقون جوابها بس تكفون الرواية معايه ، تنزيل الانستا بيكون سابق الواتباد بكثيـر كونوا صبورين وإن لم تكونوا هذا حسابي الانستا "rwiloq" بإذن الله بيكون التنزيل يومي فيه وكل تشبيهاتكم أرسلوها هناك

أنتِ بين النفس والهوىOnde histórias criam vida. Descubra agora