الجزء 23

9.6K 203 19
                                    

-
أبتسم لثواني يتراجع للخلف ياخذ كوبه وجلس على الطاولة : جيبي الكيك
وقفت تاخذ الكيك ، تفتح علبته وأبتسمت تعطيه : تحب الليمون ؟
هز راسه بالنفي وأخذ قطعه من الكيك : نحبه عشانك
أبتسمت لثواني تاخذ كوب قهوته من يده : بعطي قهوتك فرصة
رفع حاجبه بتعجب يتأملها وقت رفعت الكوب لها ، تأخذ نفسّ من داهمتها ريحة البُن ، وبلحظة وحدة بدّلت كل هيمانه وتأمله لها من غمضت عيونها تبعد الكوب عن شفايفها ، ومن مدّت لسانها من المرارة تأخذ قطعة كيك : متعب كيف تشربها!
أبتسم لثواني ياخذ الكوب من يدها : مانتي قدها
زفرت لثواني تاخذ شنطتها من على الطاولة : أنا عشان كذا حسبت حساب نفسي وجبت لي شاي ورد
رفع حاجبه بذهول لأنها أخذت علبة الشاي وتوجهت للكورنر تغلي المويا : شاهي ورد وكيك ليمون ودك تجربين كل شيء بوقت واحد
ضحكت غروب لثواني تاخذ مغلف السكر تفرغه بكوبها : لأني معاك هذا
أخذ نفس من تراكم نبضه عليه ، من أن كل نبضه ودها تسبق الأخرى لها : كيف تقدرين ؟
ثبتت علبة الشاي على رف البُن ولفت له تتمتم بتساؤل : أقدر على أيش ؟
وقف من صارت هي قدامه ووصلت له ، وقف يوقف حركتها ونزلت نظرها لكوبها تبتسم : تجرب؟
هز راسة بالنفي : تشوفينه يناسبني؟
ضحكت غروب لثواني تهز راسها بالنفي : لا مايناسبك
هز راسه بالإيجاب يجلس على طاولة المكتب ، وأخذ يدها يسحبها له يوقفها قدامه : أنتِ عندي الحين
هزت راسها بالإيجاب تعدل شعرها ، وتمتم متعب بتساؤل : متى ودّك يصير الزواج ؟
رمشت بذهول تستغبي : زواج مين ؟
أخذ كوبها من يدّها حارة وهي ماتثبت أبد ، وتمتم بإستهزاء : الجيران
عضت شفتها لثواني تلعب بحجر سلسالها : هم يحددون وقت زواجهم أنا شدخلني ؟
عض شفّته لثواني يناظرها ، وتنهدت هي لأن ملامحه جديّه : ماعرف متعب
أخذ نفسّ لثواني يوقف : لو ماحددتي أنتِ أنا أحدد مافيه مشكلة
رفعت غروب حاجبها وتمتمت بسخرية : ويصير بعد يومين
ضحك لثواني يهز راسه بالإيجاب : عجول وودّي بك
عضت شفتها لثواني تشتت نظرها لكل زوايا المكتب : مكتبك حلو على فكرة
أبتسم لثواني ياخذ شماغة من على الشماعة : مشينا
-
-
مرت ساعاته ثقيـلة بقد ثقل كلام ليلى عليه ، بقد توبيخها له يلي كان بمحله وكل جُملة نطقت بها كان يستحقها ، يراجع ماضيه كلة وسنينه اللي صارت وهم من تعلقه فشخص ميت ، شخص راح وسلب عقل وروح عزيز معاه رفع يمينه يمسح دموعه اللي تخونه بكل مرة تطري عليه وتمتم من سمع صوت الطرق على الباب : أدخل
دخل سُهيل يشد كفّه من ربكته مايعرف وش يبي : السلام عليكم
رد سلامة وتوجه له سُهيل يقبّل جبينه وتمتم عزيز : وين كنت؟
بلع ريقه سُهيل : بالإستراحة
رفع عزيز حاجبه بتعجب يتمتم بسخرية : مالك والي؟
عض شفته لثواني ينزل نظرة للأسفل ورفع عزيز نظرة له : أبوك مامات للحين تبلغني وين ناوي وبعدها تطلع فاهمني؟
هز سهيل راسه بالإيجاب يقبل جبينه : مالك إلا اللي يرضيك يابو متعب حقك علي وأنا آسف
هز عزيز راسه بالإيجاب يأشر له على الباب : ناد لي وتر ماشفتها
-
-
وقفت خطوته قبل يدخل الغرفة ، وقفت يشد مقبض الباب ، يستشعر المسافات اللي أنرسمت بينهم ، الإختلافات اللي صارت ، والدروس اللي أخذها يتعاقب عليها ، يتعاقب عن طريق وتر اللي صار يرتبط أسمها بأسم سرور عنده ودّه يكفر ذنوبه وماينتظر ثواني زيادة ، فتح الباب يتحامل على شعوره ، وتوه يستوعب بأنه فتحه بدون لا ينبهها من فزت من على الكرسي يشوف إحمرار عيونها ، يشوف سوادها ، ويعذّبه قلبه مع كل دمعة تنزفها عينها ، صد بنظرة عنها من صارت عينها عليه من صار إحمرارها كله عليه ، ومن كانت نظرتها تناجيه من غرق عظيم عاشت بظلامة لوحدها ، ويفهم نظرتها وهي وش تبي : أبوي يبيك
عضّت شفّتها من رجفت ، ودّها توقف كل دموعها ومالها سلطة عليها ، جبرت أول خطواتها له وماتحاسب سرعة وبعثرة خطواتها بعد هالخطوة أبد ، ومن أول قُربها له حضنته ، تمحي مسافات أنرسمت تهدم قُرب أخوين ، تشتت شملهم ، وشدّت على ظهرة تتمتم وسط إنهيار بركانها : سُهيل
ماكانت قادرة تعطي حروف أخرى من تراكم نبضها ودموعها عليها ، يضعف كلّه مع ضعفها ، يستوعب الحالة اللي وصلّها لها ، يتذكر وعودة اللي قطعها لها قبل إصرارة بأنها تحكي له وش فيها ، يتذكر بأنه حسسها بأمانه ويستوعب الخوف اللي وصلّها له ، رفع يدّه يبادلها الحضن ، رفعها ونطق بلعثمة غريق لقى حبّل نجاته بعد إنقطاع نفسه تحت المويا : ياعذاب سُهيل أنا آسف ، آسف ياوردتي والله آسف
هزت راسها بالنفي تشد بحضنها عليه ، هو جدد لها كل نبضها ، جدد كل دموعها وشعورها ونطقت وسط إنهيارات تعذّبها : لاتتركني مرة ثانية لاتجفف أغصاني مرة ثانية
صُلحهم مايكون بإعتذار ولا حضن ، صُلحهم يكون من شعورها من فهمها له ، لهالسبب هي أخذت الخطوة وحضنته ، لأنها حست بلينه ، بعدت عن صدرة بتشوف ملامحه ، وأبتسم هو لأنها بللت ثوبه بدموعها ، حاوط وجهها بكفوفه يبعد خُصلاتها عن ملامحها ، وقبّل خدّها يعتذر : أخر مرة
أبتسمت تتجدد دموعها من جديد تمسح دموعها عن ثوبه : أن شاء الله
أبتسم هو يرفع نظرة للسقف من نزلت دموعه : لاتتأخرين عن أبوي روحي له
هزت راسها بالإيجاب تبتسم له ومسحت ملامحها تلملم بعثرتها ومشاعرها وخرجت له ، خرجت وداخلها بساتين ورد وأغصان صلبة ، داخلها إرتواء فقدته من مُدة وقفت تحسبها من ثقلها عليها ، ينرسم طريقها بألوان حيوية ، ألوان تمحي رماديتها كلّها وسوادها كله ، الوان تُشع وتضيء لها طريقها ، وأبتسمت من وصلت لمكتبه تطرق بابه وفتحته من سمعت صوته تبتسم كلها ويُشع ثغرها بألوان جديدة : عيوني يابابا ناديتني ؟
أبتسم قلبه من أول مالمحها ولمح أبتسامتها يوقف من قرّبت هي له تحضنه : وين أنتِ غاطة عني ؟
أبتسمت وتر تبعد راسها عن صدرة ولا زالت  بحضنه وكفوفها تحاوط وسطة : بيني وبينك بابين وسيبين ليش ماتزورني ؟
ضحك عزيز يعدل شعرها ، وسكن ثغرة لوهله من رفعت عينها ولمح إحمرارها : باكية؟
هزت راسها بالنفي تشتت نظرها عنه وأبتسمت : لا مابكيت ! يمكن المرطب دخل بعيني ومانتبهت
-
-
~ سيارة رماح
كانت ساكنة بالخلف تحس بنظرات رماح عليها وتمثل العكس ، متأكدة بأنهم بيرفضونه مثل ماهي متأكدة بأن الشمس تطلع بالصبح ، لفت بنظرها لصِبا من تمتمت بعمس تعاتبها : ماكان لازم تتكلمين بهالشكل! أعتذري له قبل يكبر الموضوع بقلبه ووقتها مين يصلح اللي بينكم؟
رفعت حاجبها بتعجب تهمس بمثل همسها : ماني على غلط عشان أعتذر حتى لو كان أسلوبي فظ كلامي واقعي ! وأنتِ أكثر وحدة تعرف ، أخوك يتبع وهم ولازم أحد يصحيه ، وتر مثل السراب بحياته وأن أخذها ماهو متهني بيضيع فلوسه وبيتعذب أكثر وبيتطلقون بالنهاية
عضّت صبا شفتها بغضب ترجع ظهرها للخلف ماودها يطول الحديث ويلاحظهم رماح ، ووقفت السيارة بنفس اللحظة تنزل بيادر من أول وقوفه وماتنتظر ثانيه وتنهد رماح يتوجه لصندوق سيارته ينزل الشنط عند الباب وتمتمت زينب من ماطفى السيارة : بتروح مكان ؟
هز رماح راسه بالإيجاب يقفل صندوق السيارة : بروح لأبوي
عقدت حاجبها بأستغراب لأن جسّار مارد على رسايلها ولا شافهم : وينه كلمك؟
هز رماح راسه بالنفي : مدري بدق عليه وأشوف مكانه
هزت راسها بالإيجاب تربت على ظهرة: أستودعتك الله إنتبه لطريقك
-
-
أبتسمت غروب لثواني تنزل نظرها للمسجل ، وتلعب أناملها على الشاشة تدور شيء يناسبها من القائمة ، لكنها ماحصلت وألتفتت له تتحلطم : مو معقول مِتعب ! كل الخيارات شيلات وأشياء غريبة!
رفع حاجبه بتعجب يلف بنظرة لها : وش الغريب ؟
تنهدت غروب تقرأ له عناوين الشيلات ، وأبتسم هو لأنها تتنهد بعد كل عنوان : شغلي هيفاء وهبي نشوف الفيديو كليب حقها كلنا
لفت بنظرها له لثواني ، وأبتسم هو من نظرتها ومن أنها رجعت ظهرها للخلف تتأمل الشوارع من شباكها : هونتي ؟
هزت راسها بالإيجاب تاخذ جوالها : هونت والسبب أنت شكرًا
أبتسم لثواني بيجاوبها ، لكن لسانه صُلب من رن جواله بأسم رماح يفتح الخط ، وتمتم رماح فورًا : وينك؟
متعب : قريب وش بغيت ؟
تنهد رماح لثواني : بعد ساعتين تعال للورشة أبيك
عقد متعب حاجبه بأستغراب : بك شيء ؟
هز رماح راسه بالنفي :بتعرف وقت تجي مع السلامة
أنهى كلامه وقفل الخط يترك متعب بحيرة وإستغراب ،ولفت غروب بنظرها له لثواني : بتروح مكان ؟
هز راسه بالايجاب: بعد ساعتين أستغلي الساعتين هذي
أبتسمت غروب لثواني تلف بنظرها له: عفوًا منك بس وش أستغلهم فيه ؟
تمتم متعب بسخرية :أشبعي مني
ضحكت لثواني ترجع ظهرها للخلف: شبعت منك أصلًا
رفع حاجبه بتعجب يهز راسه بالايجاب: أيه ووين ودك تروحين الحين ؟
أبتسمت غروب لثواني :الخيارات صارت كثيرة فجأة ! أبغى الصالون والمكتبة والمول
-
-
كانت تمشي على أطراف أصابعها ماودّها يلاحظ خروجها من البيت ، وشهقت بذهول توقف خطوتها من لمحت وقوفه بأعلى الدرج والواضح بأنه كان ينتظرها من طريقة وقوفه ، بلعت ريقها لثواني تكمل خطواتها بشكل طبيعي ، ومسك ذراعها يوقفها من حاولت تمر من جنبه بتتخطاه لغُرفتها : على وين ياشاطرة ؟
تنهدت سرور تبعد يده عن ذراعها :على غرفتي يعني وين بروح؟
تنهد راجح بغضب يشدّ ذراعها : تكلمي زين لا أقص لك لسانك!
تأففت سرور تحاول تبعد يده : لاتسأل أسئلة غبية وتنتظرني أتكلم زين !
هز راجح راسه بالنفي يرص على فكة من غضبه : لا أنتِ مابك طب أبد بعلمك كيف تتكلمين مع خالك
ضحكت بسخرية تستفزه : خالي ؟ تخليت عن هاللقب من زمان ماتستاهله !
عضّ شفته بغضب يشدّ بقبضته على ذراعها يألمها ويشوف تقلّب ملامحها من الألم ومايشبع: بعلمك وش أستاهل ووش ما أستاهل يا****
سكرت عيونها ، تعض شفتها من الشتيمة اللي رماها عليها ، وصرخت بغضب تضرب صدرة من تراكم الألم عليها: كيف أنت أخو ماما؟ كيف طلعتوا من بطن واحد فهمني! الله لايسامحك الله يذوقك إضعاف العذاب اللي ذوقتني إياه أنت كيف عندك قلب !كيف تنام مرتاح وأنت تقهر يتيمة؟
عضّت شفتها تمسح دموعها ، ماودّها تبيّن ضعيفه قدامه : ماكفتك أملاكي وصرت تبي روحي بعد ؟
أبتسمت بسخرية تسحب ذراعها منه :  سلبتني إياها ! اللي تشوفها قدامك هذي شبح وبقايا روح سرور ماعدت سرور
ركزّت بنظرها وسط عيونه ، ويموت من غضبه لأنه يشوف تحديها له بعيونها وبإفعالها ، ويخاف تتمادى أكثر وتسلُبه النعيم اللي هو عايش فيه : وقفي مكانك يابنت الـ****
طاقتها إنتهت وصبرها نفذ ، ذوقها أنواع الشتايم وتمادى وبتتمادى هي مثله ، رمت شنطتها على الأرض وتوجهت له تتمادى من رفعت يدها تصفعه ، وما أستوعبها أبد من رفعت أصبعها بتهديد ناحيته : تعديت حدودك يارجح تماديت وبذوقك مُر هالتمادي أعتبرة تهديد وخذ حذرك مني يا****
أبتسم بذهول لأنها رمت تهديداتها وتوجهت لغُرفتها ، ورفع يده يتحسس خدّه لثواني ، يعدل فكة من الألم
-
-
كانت مغمورة فيه بداخلها مغمورة بشكل فيض مشاعر داخلها وخرجت للعلن تلون غُرفة الإجتماعات بألوان غرام وعشق متبادل بينهم ، خرجت تعبي وسع المكان وتعدم المسافات بينهم ، كل مامشى خطوة تلون بألوان الحب المنتشرة بينهم منتشرة تعطر المكان بعبيرها ، كانت عالكرسي اللي جنبة وأقرب له من نبضة ، نظرها على شاشة اللابتوب وهو نظرة عليها ،لحد مافُتح الباب بدون مُقدمات يبعد مسافة عنها يلف بنظرة للباب ولهمجية الدخول اللي ولّعت أعصابة ،ماقدر يفرغ غضبه أو يصرخ فيه من ذهوله ، ماقدر لأن ذهول الداخل عليهم تدل على أنه شاف القرب اللي كان بينهم القرب الشديد ولهالسبب هو وقف على الباب مثل المُصلب : رماح!
كان مذهول رغم توقعه بوجود أنثى بحياة أبوة ، توقعه اللي صار من لمح الروج اللي كان بطرف ثوب أبوه بعد رجوعه من سفرته ، وقفت غدير تبعد الكرسي عنها ، وتقدم رماح ناحيتهم : أن شاء الله بالحلال
عضّ شفّته جسّار يلف بنظرة لغدير ، وفهمته غدير قبل لا يتكلم تاخذ اللابتوب من على الطاولة وخرجت من غرفة الإجتماعات تقفل الباب خلفها: راعي حروفك يارماح
أبتسم رماح بسخرية يسحب الكرسي له يجلس: أستريح
تنهد جسّار لثواني يناظرة ، وأشر له رماح بيده عالكرسي وجلس جسّار يرتب سؤاله من أول جلوسة: كيف لقطت العنوان ؟ ماعطيته أحد
أبتسم رماح بسخرية يتأمل المكان : أسهل من أني أدق عليك وأسألك عن مكانك
سكنت ملامح جسّار لوهلة : أيه ودورتني عشان تسأل عن أخباري؟
هز رماح راسه بالنفي : لا بكلمك بموضوع خاص
عدل جسّار جلوسة يركز بنظرة عليه يترقب باقي حديثة : أسلم
أخذ رماح نفس يوسع إختناق صدرة يناظرة بجديّة : أبي أمانتي من بيت عبدالعزيز
عقد  جسّار حاجبه بأستغراب : وش أمانته؟
وماطال إستغرابه من نطق رماح : وَتر
نبض قلبه مع نطقه لأسمها ، نبض يسمع صريخة : أطلبها لي من أبوها بكرة
أبتسم جسّار بذهول يقرّب كرسيه له : تحبها أنت ؟
هز راسه بالايجاب ، وهز جسّار راسه بالنفي يرجع ظهرة للخلف : تدري وش يقولون العرب قديمًا ؟ يقولون إن الحب إذا نُكح فسد تدري عنها؟
هز رماح راسه بالنفي يبتسم بسخرية : زواجك الثاني عن حب؟
جسّار : لاتخلط المواضيع!
تنهد رماح : ماخلطت شيء أسألك جاوبني؟
طال صمته وطال تبادل النظرات بينهم وتنهد جسّار يوقف : توكلنا على الله نخطبها لك بكرة
أخذ رماح نفس يوقف : من متى متزوج؟
جسّار : ثلاث سنين
توسعت حدقه عيونه بذهول : وللحين ما أعلنته!
لف جسّار نظرة له بغضب : بتحساب أبوك رماح؟
عض رماح شفّته يشدّ يدة يداري غضبه : لا محشوم ، لنا أخوان منها؟
هز جسّار راسه بالنفي : لا ، لكن عندها بنت بعمر صِبا او أصغر
-
-
كان واقف عند عتبة باب غُرفتها ينتظر رجوعها ، وأبتسم قلبه من لمح أبتسامتها يتنهد بأطمئنان ، وتمتمت وتر بإبتسامة من لمحته تلوح بالبطاقة بيدها : جبت بطاقة بابا ! هذا يعني أيش ؟ برذر ديّ!
ضحك سُهيل لحماسها لشمعة عينها يلي أشتعلت من جديد تضوي داخلها ، وهز راسه بالإيجاب يحاوط كتفها لثواني يتأملها وقبّل جبينها : لتس قو ماي برنسس أنتظرك تحت
أبتسمت وتر تهز راسها بالايجاب تُغمر سعادة  نستها لوهلة ، دخلت غُرفتها تتحرر من قيودها ومن رمادية نُقلت لها بزمن بسيط وماتوقعت حدوثها ، أبتسمت تفتح دولابها تتأمل الخيارات المعدودة قدّامها ، ترمي قطع وتختار قطع وأبتسمت من لقت اللي يناسب وأكثرهم راحة... وقفت قدام المرايا من أنتهت تتأمل ملامحها وأثار بهوتها اللي بدت تتلاشى ، تتأمل سواد أسفل عينها ، وأخذت نفسّ تغطي بهوتها بالميكب ، تاخذ البلاشر وترجع لونها ورونقها ، وثبت نظرها على إنعكاس ملامحها تستوعب شيء ماكانت تستوعبه بشكل كثيف من قبل : كل شيء يتعوض ، وكل شعور ينمحى إلا عائلتي ماتتعوض ولاتنمحى
-
-
وقفت سيارته بمكان يرّجف كل مشاعرها ، وأبتسمت بغرابة تلف بنظرها له : ليش يعني مافهمت؟
لف بنظرة لها يتلون طرف ثغرة ، لأنها صُدمت من وجودهم ومن أنها للآن تستغبي : وش مافهمتي؟ أسم المحل "طلّتك"
هزت راسها بالإيجاب تمتم بذهول : أيوه مِتعب بس ليش الحين؟ مو بالعادة هذي الأشياء تختارها العروس مع أمها؟
هز راسة بالإيجاب يفك حزام الأمان : بالعادة ! ، وأنا ماعرف وش تعني عادة معك ، أنزلي
عضّت شفّتها ترتبك كلّها ، وأخذت نفسّ تفك حزام الأمان تنزل بهدوء تهمس لنفسها : ليش ليش الحين !
وقفت جنبه وفتح هو باب المحل تدخل غروب معاه ونبض قلبها رهبة من لمحت بياض الفساتين من أول دخولها ، الدزاين الخاص بكل فُستان يموّتها ، وتموت أكثر لأن هو ودّه يختار لها ودّه يشوف كل فُستان عليها وهذا اللي وضح لها من أخذة لها لهالمكان وبهالوقت بالضبط ، تتسللها رغبة كبيـرة بإنهاء كل شيء لمجرد فكرة أن فيه غير سيـف بيزفها عروس ، تموت من حنينها ، من عذابها ومن تراكم كل ذكرياته عليها بهاللحظة ، تكذب على نفسها وعلى كل شعورها ورغبتها لو قالت أنها بتسامح اللي فرّقها عن أول بطل بحياتها ، أول رجل نطق لها "أحبّك" ، ماتقدر بدونه ونبّض قلبها بلحظة تُسلب من الذكريات من حسّت بأمان قلبها داخل ضلوعها بعد رجفته العظيمة ، من حست بيدّ مِتعب على ذراعها وتحاوطها من ذكرها بوجودة ، ومن ثبت نظرة بعدها بوسط عينها ، ثبّت عسليته عليها تنسى شعورها ، تنتقل لسؤال عينه بهاللحظة سؤالها عنها ، تقرأ سطور مخفية عن لسانه وواضحة بعينه علن
-
-
وقفت خطوته مايكملها من سمع الأصوات داخل مصنع ليلى وتوجه لها يتأملها من بعيد ، ما أعتذر لها بشكل يليق فيها للآن ويعرف بأنها تشيل كثير بخاطرها عليه وهو مايقوى ، لهالسبب هو رمى نفسه داخل المصنع يبتسم كلّه : سُلطانتي ليلى
سكن ثغرها لثواني تترك العينات على الطاولة تستوعب وجودة ، وتنهدت لثواني تتجاهله تُنهي أخر لمساتها وقفلت علبة العطر : تزعلين من ولدك؟
ماجاوبته أبد تعامله على أنه غير مرئي ، وأبتسم هو يتكي على الطاولة جنبها يغمز لها : يناسبك الدلال والتغلي ترى ... لكن بموضوعي أنا فكري شوي وتنازلي ولدك أنا ما أخطي؟
أخذت نفسّ ترفع نظرها عن زجاجة العطر ، وزفرته تلف بنظرها له : تعتذر من جهة وتعيد الغلط من جهة كيف بتنازل ؟
أبتسم سُهيل لثواني يقبّل جبينها : ولدك! كله منه ترى!
رفعت ليلى حاجبها بذهول : وش جاب سيرة متعب؟
تنهد سُهيل يمثل التعب يعدل شعرة وأرتكى بظهرة عالطاولة : قالي كد مع العرب وكديت وأنهد حيلي يوم كديت ، مايبي يشوفني هنا حتى وقت النوم وتعرفيني أخاف منه
ضحكت ليلى بذهول ، تناظرة : قليل فيك ! زين ماسوى
رفع حاجبه بتعجب يبتسم : تدورين لي التعب؟
هزت راسها بالنفي تتكي على الطاولة مثلة : ما أقنعت بس بمشيها لك هالمرة لأني أشتقت لك
ضحك سُهيل يعتدل يقبّل جبينها ، ودخلت وَتر تعدل عبايتها ، تقاطعهم : يلا سُهيل ، ماما حنا طالعين
عقدت حاجبها بأستغراب من لونها اللي تجدد تبتسم بغرابة : وين رايحين ؟
أبتسم سُهيل من حاوطت وَتر كتفه تبتسم لليلى : اليوم يوم الأخوة تعالي معنا !
هزت ليلى راسها بالنفي تبتسم لإبتسامة وتر : لا لاتدخلوني بين الأخوان خلوني هنا أنبسطوا أنتم
أبتسمت وتر تُرسلها قبّله ، وخرجت من المصنع معاه ، تحت أنظار الإستغراب من ليلى : يأثر فيك سُهيل لهالدرجة ؟
-
-
كانت أناملة تتحرك على الدركسون يشاركها رقصها بهالشكل الهاديّ ، وتركيزة الأكبر كان على شعورها على نغمة صوتها من تغنّي ، وعلى رقصها مع نغمات الأُغنية ، لفت له تعدل شعرها : سُهيل غنيّ معي!
أبتسم سُهيل يشاركها شعورها ، فرحتها ويلبي طلبها يغني معها لوقت...إنتهت الأغنية بشكل مُتناغهم مع صوتهم وأبتسم من أشتغلت أغنيه ثانية ، وخفّض صوت المُسجل وتمتم : أيوه وش جدول اليوم؟
أبتسمت وتر تشدّ أناملها بحماس : أول شيء خطر على بالي السينما ! وطبعًا من الشروط أننا نهرّب ممنوعات لصالات السينما
ضحك سُهيل يتذكر شرطهم هذا ، الشرط يلي هي أخترعته يدق لها التحية : هاي هاي كبتن! وش نفسك فيه اللي دايم نهرّبه؟
ضحكت وتر تهز راسها بالإيجاب : طبعًا هو!
-
-
عضّت شفّتها من لمحت خروج رماح من غرفة الإجتماعات بملامح ماقدرت تفهمها ، وبشكل ماقدرت تستوعبه ، تخاف ينكشف كل شيء وأكبر مخاوفها تعرف غروب ، أخذت نفس تلملم بعثرتها ، تشدّ عزمها وتوجهت لجسّار ونطقت من أول دخولها لأكثر سؤال تترقبه :عرف عنا ؟
هز جسّار راسة بالإيجاب يحاوط كفوفها : خلاص غدير  بنعلنه
هزت راسها بالنفي تسحب يدها منه ، وثبتتها على خصرها لثواني تفكر : لا ! ماجاء الوقت المناسب ، غروب مو مستعدة لخبر مثل هذا ماعرف وش بتكون ردة فعلها  بتتقبل ولالا
تنهدت تهز راسها بالنفي : صعب صعب! يتكلم رماح يقول لمتعب؟
هز جسّار راسة بالنفي : مايقول رماح ، مايقول قبلي  أرتاحي أنتِ
هزت راسها بالنفي تجلس على الكرسي : مابقدر أرتاح مابقدر !
-
رجفّ داخلها كلّه رهبة من إنعكاسها بالمرايا ، تلمع عينها مع كل نظرة تسرقها لتفاصيل الفُستان على منحنيات جسدها ، تلمع مثل لمعانه وأشد ، مررت أناملها على أطراف الفُستان تبتسم لوهلة ، مرّ وقته تمُنع لحد مابقت فيه عضلة ثابته لا من قلبه ولا من أجزاءة ووقف يسحب الستار الحاجز اللي كان بينهم يُظهرها هي له ، سكن ثغرها وحركتها من لمحته بالخلف مُتصلبه حركته بأكملها إلا عينه تسرق عسلها من زهرته ، من تفتُحها قدام نظرة ومن ظهورها بهالشكل الفاتن ، ظهرت تلّمع المكان وعينه على كل تفصيلة فيها ، يتنعم بالنظر وهو ماقرّب ، كتفها اللي صار يعكس نور المكان من بريقه ، إحمرار ملامحها من خجلها مثل حبة فراولة مُنمشة ، شعرها اللي تلون بلون الشمس بوقت الغروب وأنسدل خلف ظهرها يغطيه يخفف طغيانها على وجدانه وكل أعصابة بمشهدها اللي صار مثل الندى لكن على قلبه ، ماقدر يتمنع أكثر ويتنعم بدواها من بعيد وقرّب لها ، يوقف خلفها ويمينها ، يذّوب غُصنها من مرر أنامله على خصرها ، من حسّت بغلظ يدّه على غصنها الهشّ وهمست تأثيرة : مِتعب
أبتسم مِتعب لثواني : لبيه يابعد كل من يناديّ
عضّت شفّتها تنزل نظرها ليدّة اللي على خصرها : مرّت ساعتين
هز راسه بالنفي وأنحنى يغرق مابين شعرها وكتفها ياخذ من عبيرها : ساعتي ماتمشي
ونبض قلبّها بلحظة من حسّت بخشونة دقنه على كتفها ، من غرسّ شوّك على جلدها وقبّل كتفها يجرح ويداوي : مِتعبّ
أخذ نفس وتراجع خطوة للخلف يسمح لها هي تاخذ نفس وتنهد يلمس حاجبه : مايصلح هذا
رفعت حاجبها بذهول تلف بنظرها له : ليش مايصلح ! أخترته أنت بنفسك !
تنهد يتكي على ذراع الكنبة يناظرها : قلت مايصلح عاري
ضحكت بذهول تهز راسها بالنفي تعانده : طيب أنا أبغاه
هز راسه بالإيجاب : مافيه مشكلة وناخذ فوقه قماش أبيض نرقعه
ضحكت بذهول تهز راسها بالنفي : أصلًا مابسمح لك تشوف فستان العرس بدري عليك ، هذي بروفة لأني أحس قلبك مابيتحمل لو مابديت تتعود على مظهري فيه حبة حبة
رفع حاجبه بتعجب يبتسم : تقولينه ؟ عجلي بس!
غروب : كيف ببدل وأنت هنا ؟ لوسمحت وريني قفاك
رفع متعب حاجبه بذهول يوقف : بدأ لسانك يتعود عليها!
غروب : وش أني أطردك ؟
عضت شفتها ترفع كفوفها بإستسلام من قرب وتراجعت للخلف تضحك : خلاص أمزح والله
أبتسمت ترمي علب البوب كورن بالحاوية ، ولفت بنظرها لسُهيل تبتسم من نطق : والحين ؟وين نروح ؟
ميلت شفايفها بتفكير : صالة البولينق؟
رفع سُهيل يده يستعرض بعضلاته : أخاف أكسر صالتهم تعرفين أخوك داخل نادي ومعضل
ضحكت وتر تهز راسها بالنفي : معاي بطاقة بابا نغطي الإضرار المحتملة فيها
سُهيل : لو حاسب أبوي وقال شيء بعطي أسمك
هزت وتر راسها بالإيجاب : مابيحاسب قال أصرفوا زي ماتبون
رفع حاجبه بتعجب : سوا جمع ؟ قال أصرفوا ؟
هزت راسها بالإيجاب تركب السيارة : أيه لما عرف أني بطلع معك حتى أنا كنت شوي مصدومة
ضحك سُهيل يربط حزام الأمان وشغل السيارة يتنهد : كأن السيارة ماتناسبني أخذ سيارة رياضية أكثر ؟
لفت وتر تبتسم بسخرية : تحسب أنك ملكت العالم لأن معنا بطاقة بابا ؟
ضحك يهز راسه بالإيجاب : كل شيء تبينه أنا جاهز أشتريلك طيارة الحين لو بغيتي ماتغلى عليك
هزت وتر راسها بالنفي تبتسم : لا لا كثر الله خيرك ماتقصر
-
-
كان جالس على الكنبة وتشدّه أعصابه بشكل مهوول مايعرف كيف بيبدأ الموضوع لكن مستحيل مايبداه من عند متعب ، وقف يشد كتفه من سمع صوت سيارة مِتعب ، ومن دخل بعدها يرمي السلام : السلام عليـكم
رد رماح السلام يصافحة وشدّ متعب على كفّه يناظر عينه اللي تحكي كثير ، وتصرخ ألم داخله: شنوحك؟
تنهد رماح يجلس ، وأشر له بالجلوس : ريّح
جلس متعب وأخذ رماح نفس يرفع نظرة لمتعب من تمتم : وش موضوعك ؟
ثبت نظرة عليه يبين له جدية موضوعه وإصرارة عليه من نظرته نظرة التحدي اللي لمحها متعب بعينه ، تحدي بين داخله وبينه ، بصعوبه كان قادر يلملم حروفه ، مهما حاول يرتب ماهو قادر : عايش معكم من أنا صغري ، وشفتني بكل أحوالي
هز متعب راسه بالإيجاب وكمل رماح : نص تربيتي على يد خالتي ليلى الله يحفظها
رفع متعب حاجبه بأستغراب ، يتمتم من طال الحكي وماوصل لغايته للآن : أيه ؟
زفر رماح لثواني يشابك كفوفه من ربكته ومن طول الحكي اللي بداخله من المقدمات اللي ودّه يقولها لجل يمحي إحتمالية رفض متعب : كـ..
قاطعه متعب من تنهد يرجع ظهرة للخلف : رماح أنجز ما اداني المقدمات هذي تدري بي
عضّ شفته لثواني يشد على كفّه : سم .. أبشر
سكت لوهله ياخذ نفس يستعد لكل ردات فعل متعب وتمتم يستفرغ اللي يداخله دفعة وحدة : ودّي بالقرب بناسبك أ..
قاطعه وقوف متعب يُرعب قلبه وتراجع رماح للخلف يناظرة بذهول ، ووقف من لمح أبتسامة متعب الخفيفة : ما ألقى مثلك أستأمنه على أختي باقي عمرها ، أعرف صلبك وأصلك وداخلك يارماح رجال والرجال قليل ، أعزم وتعال أطلب والموافقة ماهي عندي عندها
أبتسم رماح بذهول يناظرة بعدم إستيعاب : من عندك أنت تم؟
هز راسه بالإيجاب يجلس : هات القهوة
كان العيب بداخله هو وكل توقعاته الرفض لأن محد شايف عيبه غيرة هو ..
-
-
نزلت غروب شنطتها على الكنبة وجلست بعدها تنزل كعبها وأبتسمت بلحظة من تذكرت قُبلته لها ، رفعت يدها ترفع شعرها تعدل نفسها : غروب لاتتذكرين هالأشياء عيب
وقفت بتبدل ملابسها ، لكن كل حركتها وقفت من سمعت صوت خطوات أُمها وخرجت لها تبتسم من كانت تصعد الدرج : ماما وين كنتي ؟
أبتسمت غدير تنزل عبايتها : طلعت أتمشى شوي وبنام الحين لاتصحيني
هزت غروب راسها بالإيجاب بأستغراب تراقب خطواتها المُرهقة ، ووقفت مراقبتها من دخلت غدير تقفل الباب خلفها ، جلست غدير على السرير وتنهدت تتحسس جبينها ، تموت من صداعها ، ومن تراكم تعبها عليها ، وتموت أكثر من شكوكها بكل شيء وقفت تاخذ شنطتها وفتحتها تاخذ كيس صغير كان بداخله ، وتوجهت بعدها للحمام -تكرمون- ...أول لقاء بينها وبين جسّار كان  بنيويورك قبل ثلاث سنوات ، من كانت هناك بغرض الإستثمار بأحدى الشركات يلي كان هو أكبر مستثمر فيها ، وتقاطعت طُرقهم بعدها ورسمهم القدر سوا ، خصوصًا بأنها كانت مغتربة هناك وماتعرف أحد نفس جنسيتها ، كانت تحتاج مساعدة وكان هو يلي يساعدها لما تطلب طول إقامتها كانت تحس بالأمان بوجودة معها ، لحد ماتطورت مشاعرهم وتبادلت المصالح بينهم بشكل كبير وماقدر يستمر معها بدون ماتكون فيه صلة تجمعهم وتزوجها هناك... نبض قلبها بجنون من لمحت النتيجة بجهاز أختبار الحمل ، من كانت "إيجابي" هزت راسها بالنفي ويرجف الجهاز بيدها : لا لا
ثبتت نفسها عن طريق رخام المغاسل لا يختل توازنها ، ماهي مستعدة وتعرف بأن غروب مابتكون راضية عن وجود أخ لها من غير أبوها ، كيف لو عرفت بأن لجسار زوجة وعائلة غيرها؟ ، بيزيد رفضها وكرهها من تعرف بأنه زوج خالة خطيبها ، بيزيد كرهها أكثر من تعرف أنها أخذت كل ورثها وأستثمرت فيه بشركته قبل تفلس ، رجفّت شفتها دليل إنهيار داخلها وأنحنت تكتم صوت صراخها بكفّها ، تكتمه لا يخرج لغروب ..
-
-

أنتِ بين النفس والهوىWhere stories live. Discover now