الجزء 19

9.2K 215 18
                                    

-
-
كان نظرها على اللهب اللي يتطاير قدّامها وعلى رماد الخشب اللي فُتت بعد إحتراقه ، وتموت من الألم لأن سنين ضياعها وأنيسة أحزانها أُحرقت قدام عينها ، زاد ضُعفها ويزيد أكثر لأنها كانت بتحرقها هي لكنها ماقوت تحبها وماتقوى على إحراقها ، كانت دموعها تتناثر مثل اللهب اللي يتناثر بهاللحظة ، تتناثر من الألم اللي يزيد مع كل إحتراق للمُرجيحة ، كانت واقفة خلف سُهيل وما ألتفت لها أبد يناظر إحتراق المرجيحة يلي يحسّ نارها صارت بصدرة هو وبقلبه هو ويموّته هالشعور تمنى إنتهى الوقت وإنتهى العُمر ولا سمع هالكلام منها هي بالذات ، صعب يوصف ربع شعوره صعب يشرحه حتى ، خابت هقاوي تشوهت أشياء كبيرة بداخله ، وشتت نظرة من حس بإنسياب دمعته من حس ببرودة عظيـمة وسط نار كبيـرة ، وماحسّ بمرور الوقت وبإرتفاع النار إلا من خرجت ليلى مثل المجنونة من خوفها ، تخاف وسط الحريق هذا كلّه وّتر لهالسبب هي تركض بهالشكل ، تركض ولسانها وقلبها يصرخون : وَتــــر ! وَتـر !
ماهدئ نبضها ولا خـفت نارها إلا وقت لمحتها خلف سُهيل ، وقت لمحت رجفتها وإنهمار دموعها مثل المطر وأكثر بهاللحظة ، وتوجهت لها مباشرة تحضنـها تتأكد من حقيقتها : وَتر أنـتِ بخيـر جاك شيء ؟
هزت راسها بالنفي تضعف يدّها تضعف وهي تأشر على صدرها : النار هنا الحريـق هنا ، مخنوقـة ماني قادرة أتنفـس ضاع الأكسجين ماما !
كانت تتكلم وصدرها يرتفع ويهبط صدرها يتنهد أكثر من أنه يتنفس ، ترتجف يدّها وهي تشرح شعورها ، ترتجف كلها وماتحمل سُهيل ضعف صوتها ، ماتحمله وتوجه للبوابة بكل غضبه ، يخرج من القصـر والنار تصاحبه وتصاحب صدرة ، ويفيض اللهب يفيض داخل عيونه..
-
-
كان شعورها يرتجف ونبضها يرتجف طول هالوقت ، ماهدى نبضها أبد ولا شويه ، وأول من يطري عليها بهاللحظة مِتعـب أمانها ، تتذكر وقت حكتها له صريح ، وقت جرّحته بكلامها من نطقت بغضبها بأول تمادي مِنه" أنت بكل فرصة تحاول تبين لي أن مالي مهرب غيرك" هو أثبت هالشيء ومابينه وبس ، أثبته بداخلها هي وبدون مجهود منه هو ، ووقت كملت كلامها بقولها "غلطان وأكبر غلطان إذا تظن أني بهرب من الناس وبجي لك أنت من بينهم" هي تناقض كلامها وحديثها كلّه بأفعالها ، ناقضت كـل شيء وقـت شدّت نفسها وشدّت ضُعفها ووقفت على رجولها تقوى لجله هو ، ودّها توصله قبل الكل ، توصـل وماتروح لغيرة ، لبست عبايتها تحت إستغراب هديـل بتبدل حالها ، وماكتمت إستغرابها بداخلها ونُطقت به : وين بتروحين وأنـت بهالحال ؟
بلعت ريقها لثواني تلف بأكملها لها : بروح لمكان أستأمن حالي فيه ، ماببقـى هنا أكثر !!
عقدت حواجبها بأستغراب من كلامها ، لكنها ماتدخلت أكثر وتمتمت بتنهيدة : بوصلك طيب سيارتي تحـت
هزت راسها بالإيجاب تتوجه للباب : لا نتأخر الله يخليـك !
-
-
~ مَكـتب مِتعب
كل هدوء كان بداخله تبدد ، كل ركود بأعصابه أختفى وقت دخل المكتب ولمح فيضان الملفات على طاولة مكتبة ، قضايا الخطف والفقد يلي زادت عنده بعد حله لأخر قضية ، ذاع صيته أكثر وأكثـر وماودّه بهالشيء أبد ، ماوده ينشغل عنها وعن قلبها بأشياء أُخرى ، وماودّه يترك قضية وحدة بدون محاولة مايرضى ضميرة ولا هو يرضى ، لأول مرة يكرة شغله وإختصاصه ، يكرة ضميـرة يلي يكون واعي وأكثر وقـت توصله هالقضايا ، يعرف بسوء شعور الأهل بفقدان أشخاصهم ، ويعرف بسوء شعور المخطوف أو الضايع ، كان مشمر أكمام ثوبه وكان راسه خالـي من غترته يركـز ويفصل الملفات اللي تراكمت مـلف مـلف ، تنـهد يرفع نظرة للباب ينطق : زيـ..
ماقدر يكمـل نداءة من فُتح الباب لحظتها ، فُتح يدخل منه أول مُهدى لأعصابه ، يدخل سبب ركود أعصابه ، وماقدر يبتسم لأنه حـس فيها شيء ، حس بنبضها المُرتفع ووقف مباشرة من ركضت هي له ، ترتمي بحضنه مباشرة ، تعدم مسافات الأمان يلي طلبته يكلمها وهي بينهم ، شدّت على وسـطة وعلى ثـوبه من الخلف وعقد هو حواجبه بإستغراب مايتوقعها ، هو من كم دقيقة تركها تبتسم من خـلفه ، تركها وقلبها معاه أخذه ، كيـف رجعت بهالسرعة ؟، بادلها الحـضن مـن حس بألمها من حـس بتراكمات داخل قلبها ، وتمتم بنبرة هي لمسـت الحنان فيها : عَلامـك ؟
ماكان سؤال عـادي عندها هي ، وماكان جوابه سهل ولا كان نُطقه سهل ، يذكرها بأبوها بكـل تفاصيـله ، يذكرها بكل معاجمة ونُطقه وسؤاله يلي مايكون عادي ولا يكون مثـل غيرة : أنت بكل فرصة تبين لي أن مالي مهرب غيرك ، تتذكرها ؟
هز راسة بالإيجاب يجاوبها : أذكرها ؟
أخذت نفـس لثوانـي : أثبتّ لي أنت والمواقف ، أن كل فُرص نجاتي طريقها ووصولها أنت ، كـنت خايفة من ثوانـي وتبدد كل خوفـي لحظة دخولي لهالمكتب ولجوئي لك
سمعت صوت نبضه ، سمعت زيادته وأبتسمت لثواني تبعد راسها عن صدرة ترفع نظرها له وباقي هي على نفس حالها وعلى نفس شدتها له : ولحـضنك
كان منزل نظرة لها من البداية ، وأرتبك قلبه وقت رفعت نظرها له وتلامست أنظارهم اللي كانت بعيدة بالمسافة ، مثل قلوبهم بهاللحظة : مَن خوفـك ؟
سكنت ملامحها لوهلة تشتت نظرها عنه ، ماتعرف من وين تبدأ ، ولا تعرف كيف بتشرح له موضوعها معاه ، هو بيفهمها لو أكتفت بالأسم فقط ؟ نطقت به ، نطقت تجاوب سؤاله وبتكمل له التفاصيل : بـدر
كانت بتتكلم قبل لا هو يسألها عنه ، بتكمل قبل لا يسألها كيـف خوفها لكن كل لسانها نَمل وقت لمحت ملامحه كيف تبدلت وتشكلت بأنواع وإختلافات من الغضب اللا نهائـي ، وقت لمحت شرارات الغضب تتطاير من عيونه ، ووقت حاوط كتفها يبعدها عن حضنه ، كل هالتقلبات صارت بوقت هي ما أستوعبته ، تدافعت عليها بشكل صدمها ، ووقفت هي خطوته قبل يكملها من مسكت ذراعة تمنعه لا يطلع : وين بتـروح ؟ ما سألتني مين هو ! تعـرفه ؟
هز راسة بالإيجاب يمسك يدها : بتروحين معي أنتِ
تمتم بكلامه ماتركها تستوعب شـيء من شدّها معاه للخارج ...وسط الممر كانت هي وهو ، قريبين من بعضهم والخطوات تختلف بينهم ، كان هو ياخذ خطوتين بدال الوحدة ، والخطوتين عندها مثل الخطوة عنده ، تلتفت الأرقاب كلها عليهم ، تُشد أنظارهم إجبارًا من يلمحونها وغصبًا عنهم يصدون من يشوفون يدها بيد مين ؟...من يلمحون رجالها اللي سارقها وسارق خطواتها له مين؟.
-
-
مرّ الوقت وهي بحضـن ليلى والأرض مفرشهم ، مـر ونارها اللي تكتم صدرها ماطفت ولا بتطفي أبد ، شدّت ليلى على يد وَتر تتحسس حرارتها وتتأكد من نبضها ، كانت مثل الجمرة والجليد ، تذوب من جهة وتُشعل نار داخلها من جهة ، تنهدت ليلى لثواني : حرارتك أرتفعت ، لازم نروح للمستشفى
هزت وَتر راسها بالنفي ورفعت نظرها لها ، رفعت إنطفاء لمعتها لها ، وتمتمت بإنطفاء عظـيم تستشعره بروحها قبل نظرتها : حرارتي مابتطفي وداخل صدري تنهيدات أكثر من أنفاسي ! بكل مرة تنهيداتي تطغى على كل أُكسجين أخذة ما أتهنى حتى بالهوى اللي يدخل صدري ما أتهنى !!
أخذت ليلى نفـس لثواني ، مايعجبها حالها ولا يعجبها اللي صار لكنها ماتقدر تعاتب وهي بهالحال ، ماتقدر وهي تشوف اللمعة تختفي من روحها ومو من عينها بس ، وقفت وَتر بصعوبة وقفت ترجع شعرها خلف أذنها ونطقت ليلى مباشرة : وين بتروحين وتتركيـني ؟
هي بسؤالها وسعت جرحها يلي ما أُغلق للآن ، وسعته وضاعفت الألم ، التارك دائمًا هو ، والمتروك هي : بدخل داخل ، بكسر غصني الجاف داخل ماسُقي للآن ، الساقي ماسقاني جففني وكسرته
كانت تقصد سُهيل ولا غيرة كسرته هو ، وألمته هو ولا تلومه أبد ، ماقدرت توقف أكثر وهي تحس خطواتها تضيـع من يدها ، وكملت خطواتها للداخل تترك ليلى تتنهد هي الأخرى من حالها ..
-
-
~ قصـر أخـر
كانت مُمددة على الثيل وأنظارها كانت على الضباب ماتفهم الضباب ولا تفهم أسبابه لكنه يعجبها ، يعجبها لأنه يطمس كـل شيء داخله لأنه يضيع الطُرق ، ويضيع الوجهات أخذت نفـس طويـل نفـس مثل طول بالها وتحمله من سمعت صوت أخر صوت غير صوت نبضها ونَفسها : وش مجلسك على الأرض !
كان غاضب ونبرته غاضبة مثله ، أبتسمت سرور بسخرية لأن ماعمره كلمها وهو غير كذا : شفت نفسي فاضيه قلت الأرض مكاني .. موطى الأقدام مقامي مو ؟
تعجبت صمته يلي طال ، وجلست تلف بنظرها له : وش فيك ؟ نسيـت كلامك ؟..
أبتسمت لثواني وتمتمت بسخرية ؛ طبعًا أكيد ليش أستغرب ! دايم ترمي وسخك علي وتنساه ! مايتلطخ به إلا أنا !
عضّ شفته بغضب تشدّ أعصابه بكل مرة ، تفجّر غضبه عليها : وش تبيـن أنتِ الحين ؟ وش غايتك ؟
رفعت حاجبها لثواني ، وضحكت بسخرية : عفوًا منك ياخالي ! ما أبي منك شيء يكفيني ما أشوفك ، يكفيني غيبتك عني أكون بأمان وبالي مرتاح وخالية من الهم بهالأوقات !
شدّ على قبضته يتوجه لها ، يتوجه ونيته واضحة لهالسبب هي تمتمت بسخرية : طبعًا تعال ! بتضربني ؟ مابستغرب والله كل الأهانت رميتها بوجهي ! مابقى إلا تمد يدك أصلًا !
وقفت خطوته بهاللحظة ، وقفت غصبّ يحكّم نفسه : متى بشوفك عاقلة ؟ متى برفع راسي وأفتخر فيك قدام الملأ ، متى بقول هذي بنت سليمان هذي سرور اللي تشبه أسمها متى؟
رفعت كتفها بعدم معرفة ، تبيـن له سُخريتها وعدم إهتمامها فيه من ملامحها وحركتها يلي أستفزته بشكل عجيـب ونطق من غصبة : ليتك مـِتي معهم ليتني فقدتك معهم !
ماقدرت تثبت نظرها عليه أكثر من كذا ، شب ضلوعها لهب ، وصدت عنه ماودها يلمح أنكسارها ، وماتعرف هو بمكانه للآن ولا مشى وماودّها تتأكد حتى..
-
-
ماكان عنده وجهة لأن الضباب ضيّع كل الطرق والوجهات عنه ، هو حتى لو ماكان الضباب ماكان محدد وجهه من سوء شعورة هو ودّه يمشي وينتهي العمـر وهو يمشي ، يستصعب كل شيء ، يستصعبها منها ومايصدق أو ماوده يصدق ، يألمه قلبه بجنون لأنه وعدها يساندها ومادرى أن سنده لها بيكون بإنكسار عظيـم منها له هو ولقلبه هو ، وقفت خطوته وقفت غصب عنه وماقدر يكملها أبد من إنهداد روحه وكل أعصابة ، ونزل على الأرض يسند ظهرة على الجدار مايعرف البيـت لمين وصاحبة مين لكن شعورة فاق كل شيء أخر .. وقف كل شيء عندة بهاللحظة ، إلا خياله بالشخص يلي هي خانت ثقتهم فيها معه ، هو مايستوعب ولا يصدق أنه يتخيل التفاصيل اللي هي ذكرتها له بهاللحظة ، يزيد ناره حطـب بهالشكل يزيدها وتحرقه ، تحرق ضلوعه ، ورفع نظرة للسماء اللي أختفت ، رفعه من حريق داخله وماكتم ناره وزفرها يصـرخ بعلو صوته ، يصـرخ نار جوفه كلّها ، تنهار حصونه ويذرف دموعه ويغطيها بكفوفه يغطيها لاتبان لأحد ويُكتب على وجهه سببها..
-
-
ماكانت عارفه طريقه اللي هو يمشي فيه بياخذها لوين ، لهالسبب ألتفتت له تسأله : مِتعبّ.. وين بنروح ؟
ماجاوبها لف بنظرة لها لثوانـي فقط ، ولمحت هي عصبيته ، لمحت إنفجار عروق عينه بالأحمر وتفهم منه أنه بيوريها غضبه فقط ومابيجاوبها ، وتمتمت تعاكسه : جاوبـني ! حتى لو كنت معصب بتجاوبني !
هز راسه بالنفي ، ينطق بحدّة ، ينطق وتحس بصعوبة نُطقة من شدة ضغطة على فكّه : ما أجاوبك تزعليـن ، شوفي الطريق وتعرفينه
تعرف أن قصدة زعلها بيكون من إختلاف نبرته ، لكنها هزت راسها بالنفي تلف له تعانده : بتجاوبني بكل وقت ! معصب رايق مشغول أو لا بتجاوبني لكن مابتزعلني ! ولا مرة بتزعلني مابسمح لك طيـب ؟ تجاهلك لي يزعلني أكثر على فكرة !
هز راسه بالإيجاب يسايرها وفهمت هي تزعل أكثر ورجعت ظهرها للخلف تتكتف ، ويفهم زعلها لهالسبب خضّع نبرته لها غصب ينطق : عند أُمي
كان نظرها على الطريق ومن منطوقه سُرقت كلها تلف له بذهول : تمزح معاي صح ؟ مقلب هذا ؟
هز راسه بالنفي يوّضح جديته من لف لها ، تشوف الجديّة بعينه وتمتمت مباشرة من لمحتها : وأنت ؟ بتبقى معي ؟
هز راسه بالنفي يفتح أزرار ثوبه العلوية : بَمحي حشرة من الوجود وجاييك ماني مطول
عضّت شفتها بغضب تلف له : مو منجدك ! مو من جدك ! أنت رجل قانون تعامل بالقانون طيـب !
هز متعب راسة بالإيجاب يلف بنظرة لها يتمتم بسخرية : وأنا قلت عكس هالكلام ؟ بهوّش له شوي وبجيك
هزت غُروب راسها بالنفي : بس ماتعرف وينه ! ماتدري عن شيء !
هز راسه بالنفي يشد الدركسون بيدّه يشدّة وتسمع صوت خُشونة يدة على جلد الدركسون : داري عن أشياء ياغروب ، واللي مادريت عنه بدري عنه تطمّني
هزت راسها بالنفي تمسك يده اللي كان متكيها على التكاية ، وسكّتها قبل تنطق من تمتم بغضب : لاتحديني أردّك ياغُـروب ، جيتيني أنا ! قلتي لي أنا ! لاتتوقعين أني **** وبرضاها وباكل *** وبسكت له!
عضت شفتها من يلي نطقة هي ماودّها يمسه سوء ماودها يدخل بقضايا غير قضاياه لهالسبب تمنعه : بس أنـ..
ماسمح لها تكمل من وقفّت سيارته تسمع صريرها ، من لف بنظرة لها بعدها ، ويألمها قلبها من تلمح تغيير بياض عينه للأحمر ، يألمها لأن لو ماقالت ماكان بيعّصب بهالشكل : أنزلي
لو بقت زيـادة بكت ، وهي ماودّها تبكـي أبد ، ماودّها يشوف دموعها ونزلت تسكّر الباب بكل قوتها ، تعرف أن هالحركة تعصّب كل الرجّال لهالسبب هي سوتها تعانده ، وماوصلت لغايتها لأنه أبتسم ، أبتسم مُجبر لأنه مهزوم بكل حروبة معها مهزوم ..
-
-
~ بيت مُهرة
كانت مُبتسمة من أول صحوتها ، لأن غُـروب ماهي بالبيت ولأن الجو يصفى لها معاه : مُمكن ماتكلمني عن زوجتك الأولى ؟ ولا عن أي شيء يخصها ؟
كان يكلمها عن رِماح يكلمها عن سفرة ويعصبّها هالشيء بجنون لأن تطري عليها زيـنب ، هز جسّار راسة بالنفي ياخذ فنجاله : ماكلمتك عنها أكلمك عن ولدي !
هزت راسها بالإيجاب تشتت نظرها لثوانـي : لكن ولدك ولدها !
زفّر لثواني يسحبها لحضنه : يعني ماتدرين أنك اللي أحبها !
أبتسمت غدير لثواني تمرر أناملها على صدرة : حتى لو ! أنت عندي الحين تنسى كل العالم وتفكر فيني أنا وبس !
أبتسم لثواني يهز راسه بالإيجاب يأشر على عيونه : حاضر !
تنحنح جسّار لثواني يتمتم بجديّه تربكها : غدير
رفعت نظرها له بأستغراب ، وتمتم هو بتنهيدة : دخلت بمناقصة جديدة ومحتاج فلوس
عضت شفتها بغضب تبتعد عنه تضرب ذراع الكنبة من غضبها : جسّار ! مو أتفقنا ماتخاطر لحد ماتتعدل الأوضاع بالشركة ؟! جسّار أنا عطيتك ورث غروب كله عشان ماتُفلس الشركة ويضيع تعبنا ! كذا بتضيع كل شيء ! بتخرب كل شيء !!
-
-
نزل كوب قهوته على الطاولة يبتسم غصب لأن المنظر قدامة غُروب ، لأن لابتوبه مفتوح على صورة غُروب : كل سنة وكل يوم تحلوين أكثر يقلع شكلك !
تنهد لثوانـي يرجع ظهرة للخلف ، يتأملها ويبتسم بجنون لأن هذي صورتها بمراهقتها ، ولأن جمالها زاد بشكل كبيـر ، بشكل يُرغمه على لقاء أخر ، وأُنتشل من غرقة ببحر عيونها بلحظة على صوت رنين الجرس ، أخذ نفس لثواني يوقف يتوجه للباب ، وفتحه يتمتم بغضب : خيـ..
ماقدر يكمل جُلمته ماقدر يحاول حتى يكملها من حسّ بحرارة خدة ، من لُف وجهه على الجهة المعاكسة من الكف يلي جاه ، وماقدر يرفع نظرة له ، ماقدر من حسّ بألم بوسطة يصرخ بألم من ركلته يلي جت تزيـد ألمه ، وأختل توازنه يتساوى بالأرض ، تحت أنظار متعب يلي مايحس نارة هدت أبد ، يحسها تزيد مع صوت كحاته ، ومع صوت ألمه ، كان يحاول يعدل جلوسه بصعوبة ، ورفع نظرة بعدها لمتعب يبتسم بأستفزاز : يا**** علمني قبل تضرب !
زفر متعب لثواني يشمر أكمامه يتقدم ناحيته : بهد حيلك ماني ضاربك
تمتم بكلامه وأنحنى له يسحبه من ياقته ، يرجعه للخلف داخل الشقة ، لأن مكانهم مايناسب ولأن صوته بينسمع من هنا ، سكر باب الشقه بعدها ولف له يجرّ خطوته ناحيته ، ونزل بعدها على ركبته عنده نزل بمستواه يثبت ملامحه له ، ورفع يده بعدها له يلكمه ، كان عاقد حواجبه بغضب من النار يلي تغلي داخله ، ومايُشفى غليله أبد حتى وهو يشوف تبدل ملامحه ، حتى وهو يشوف أختفاء إبتسامته ، يسمع صوت أنينه ويزيد بلكماته ، يزيد بغرس الألم بملامحه ، وماوقف إلا من لُطخت يده بدمه ، من تبدل لونها للأحمر
هو هنا وقف هنا حس بالراحة ومسح الدم اللي يلطخ يدّه بثوب بدر يوقف بعدها ، يتوجه لداخل شقته ، كانت كفوفه خلف ظهرة ، ويتمشى براحته كأن المكان مكانه ، وسرعان ماعقد حواجبه بأستغراب من لمح لابتوب يتوسط الطاولة ، كان مفتوح نصفه ، كأنه كان بيقفله لكنه مُنع ، تنهد لثواني ينحني له يفتحه ورفع حاجبه بغضب يلف لهيب عينه لبدر من لمح الصورة اللي تنور شاشة اللابتوب ، نفسها الصورة اللي كانت ببوكة ، الصورة اللي كان يتأملها هو بالمثل لسنتين طالت ، كان مركز بشرارة عيونه عليه ودّه يهد حيله أكثر وده يكمل لكنه مهدود على الأرض مثل الجثة ، مايعرف هو عايش أو ميت ومايهمه ، أخذ اللابتوب يرميه على الجدار بغضب تجمع يعوض عن غضب سنينه كلها ، يتفتت قدام عينه ومايُشفى غليله ، رجع يرميه من جديد يتأكد بأنه مُستحيل يتصلح ، ولف بعدها بأنظارة لغُرفة نومه يتوجها لها ، يبعثرها قطعه قطعه ، ينبشها مسمار مسمار ومن ماحصل شيء أخر يخص غُروب هو توجه له ، رجع له يرفعه من ياقته : بمشيها لك هالمرة بكيفي ، جرب تقـ ..
قاطع حروفة يهز راسه بالنفي ، ورجع يتمتم من جديد : لاتفكر تجرب حتى ، مجرد فكرة تلوح بخيالك بنهي وجودك بعدها ، بريح أرض وسماء منك فاهم علي ؟
هز راسه بالإيجاب بضُعف شديد ، مايقدر يعاكسه مايقدر يستفزه وهو يشوف غضبه يشوف شرارة عيونه يلي تتطاير عليه وتحرقه ...
-
-
من أول دخولها للقصر وهي تحس بالغرابة تطغى على كل شعور تحسّه ، كل غضب كان بداخلها تبدد وماتعرف الأسباب لكن هدوء القصـر يخوّفها ، سُلبت من شعورها وقت لمحت خروج ليلى وعلى ثغرها إبتسامة : ياهلا والله ! ياهلا والله بغروبي ! تو مانور البيـت !
أبتسمت غُروب لثواني لأن نبرتها كانـت صادقة تشدّ على كل حروفها تبيـن غلاتها من نُطقها : ياهلا فيك خالـتي ! ومنور بأهله
أبتسمت ليلى لثواني تحاوط ظهرها تحضنها : جيتي بوقتك ياغُروب والله أنك جيتي بوقتك
عقدت حواجبها بأستغراب لوهلة ، لكنها مانطقت بالحرف تستغرب كل تحركات ليلى ، ودخلت معها للقصـر بإستغراب : البيت بيتك ياغُروب خوذي راحتك وين ماودك ، بنادي وتر وأجيلك
هزت راسها بالإيجاب تتبعها بنظرها ، تتأمل صعودها للأعلى وتنهدت لثواني بعدها تتوجه للمجلس ، المكان الوحيد اللي تدل دربه بكل قصرهم ، المكان الوحيد اللي يذكرها فيه وماتستنكره .
-
-
دخلت ليلى لغُرفة وَتر بدون لا تطرق الباب ، دخلت وعينها تدورها ، كانت مُمددة على سريرها بهدوء مُستغرب ، كانت غارقة تحت لحافها مايبان منها شيء وتوجهت لها تجلس على طرف السرير ، وأخذت نفس لثواني ترفع اللحاف عنها ، كانت مُنكمشة على نفسها ترتجف من بردها تحت اللحاف : غُروب تحت ، تنتظرك
ماجاوبتها ماكانت تسمع صوتها أبد ، كانت مثل الغايبه عن الوعي لكن إدراكها بأنها واعية طاغـي ، إدراكها بحجم مُصيبتها طاغي ، رجعت ليلى تكرر كلامها ، رجعت تكرره بصوت أعلى : وتر يابنتي ، غُروب تحت تنتظرك غسلي وجهك وأنزلي لـ..
وقفت حروفها كلها بلحظة ، وقفت بهلع تتراجع للخلف من فزت وَتر تخوفها ، وتتمتم بسخريـة وغضب : أكيد لازم أنزل لها ، بالطقاق أنا ومشاعري المهم ضيفتك ماتجلس لحالها ثانية وحدة !
عقدت حواجبها بتعجب! تهز راسها بالنفي : لا وتر لا !مشاعرك مو بالطقاق وتر أنا بس ما أبغاك تغطيّن بهمومك لحالك مابـ..
قاطعتها وَتر من رفعت كفها لها ، رفعته تمنعها لا تكمل حديثها : لاتبررين أكثر لاتشوهين صورتك أكثر وأطلعي
يألمها قلبها ، يألمها عليها لأنها لقت الشخص اللي تفرغ عليه غضبها ، وراضيـة تكون هي آله تفريغ ولا تكتم كل شعورها داخلها ..
-
-
~ مركز الفنون
رجع من ساعة ومن أول دخولة أرتمى على الكنبة ، ألم جسدة بهاللحظة أهون بكثيـر من ألم روحة ، أخذ نفسّ لثواني من فُتح الباب ، فُتح يدخل منه مِتعب يداهم أفكارة ، ووقف بإرتباك يعض شفّته لثوانـي ، يعرف أن مِتعب مايمره هالوقت لأنه بداومه ، لهالسبب منه كل هالربكة والخوف ، ردّ سلام مِتعب بلعثمه وماقدر يقرّب منه ماقدر من رُعبه بهاللحظة ، رعُبه من الغضب اللي يشوفه بملامحه ، هو قبل كان يقول أنه بدون ملامح لكنه الآن تأكد أن ملامحه تبيّن غضبه : شنوحك ؟
رفع متعب حاجبه لثوانـي : مابتسلّم ؟ لي يومين ماشفتك
بلع ريقه بربكه ، يجبّر عضلات وجهه على الأبتسام ، وقرّب منه يسلم عليه يصافحه ، وجاوب رماح سؤاله : بخير الحمدلله
رفع متعب كفّه نيته يمسح جبينه ، لكن كل حركته صُلبت من تراجع رماح للخلف ، يستغربه بجنون : وشنوحك أنت !!
أخذ رِماح نفسّ لثواني يتراجع للخلف يتحسس عنقه بربكة : مابيّ شيء ، تبي قهوة ؟
هز متعب راسه بالإيجاب ، يتنهد لثوانـي طويـلة وتوجه بعدها للكنبة يجلس عليها ، ينتظر قهوته ، مرت الثوانـي وهو ماحسّها كل تفكيره كان فيها هي ، وبسبب خوفها منه ، لكنه يخمن لهالسبب هو كان منها كل هالجنون ، وعى من حبل ذكرياته على صوت رماح من تمتم بتساؤل : وش بها يدك ؟
نزل نظرة ليدّه يتأملها لثوانـي ، وتنهد بعدها يهز راسه بالنفي : مابها شيء
أخذ كوب قهوته وجلس رماح مقابلة : كنت أقول أنك بدون ملامح ، لكن اليوم أثبت لي العكس ، من معصبك ؟ هاد حيل مين ؟
أبتسم متعب لثواني يرجع ظهرة للخلف ، يشرب من قهوته : الـ****
رفع حاجبه بذهول يضحك من شتيمته يلي وصف فيها هالشخص وهز راسه بالنفي يتمتم بإصرار : هاد حيله لين قلت بس وأدميت يدك ! وش مسويلك؟ ومن هو
تنهد متعب لثواني يلف بنظرة له يركز بنظرة وسط عيونه يحسسه بالرهبة : قلت لك واحد **** مدري وش مسوي لكن خوّف المدام
ضحك رماح بذهول يوقف من ذهوله : تقولها صادق ؟ ضاربه بس عشانه خوف المدام ؟
هز راسه بالنفي ينزل كوبه : من زمان وأنا خاطري فيه ، ولقيتها فرصة ، ماتتفوت هذي على طبق من ذهب
هز رماح راسه بالنفي لوهله يعجبه ويُذهله ، ويُرهبة بنفس الوقت : الله لايحطني بيدك ليه حاطه براسك وش مسوي؟
لف بنظرة له يبتسم لثوانـي : ولد عمها ، جدها كان يبيها له
هز رماح راسه بإسى يضحك بذهول : هذا وهي خُطط مستقبليه وماصارت ! من وش مصنوع أنت ؟
أبتسم متعب لثواني ينزل شماغة وتمتم بسخرية : من حديد
ماوده يعطي تفاصيل أكثـر ، ماوده يذكر جزء اللابتوب لهالسبب وقف حديثه عند هاللحظة ، يتحاورون بمواضيع أُخرى ..
-
-
كان الوقت يمر وهي ماتحس فيه ، مرّ وهي تنتظر إتصال منه أو طيفه ، لكن ماصارت ، وبُدل خيالها من لمحت دخول وَتر ، مُنطفئة ، ذابله ، ووقفت تستقبلها ، تبتسم لها تقبّلها وتسأل عن حالها ، وجاوبتها وَتر بإختصار : بخير
ميلت شفايفها بإستغراب من تخطتها وتر تجلس على الكنبة ، لكنها ماعلّقت وتوجهت لها تجلس جنبها فقط : جيت بوقت غلط ؟
ماجاوبتها وَتر ، تزيد إستغرابها وتنهدت غُروب لثواني : ليش ماجيتي الشركة اليوم ؟
رفعت نظرها لها ، رفعته تُرهب قلب غُروب من نظرتها الباهته : وتر أمانه وش فيك ! لاتخوفيني !
تنهدت وَتر لثواني تسند راسها على كتفها : لاتخافين المشكلة مو منك ، تطمني
هزت غُروب راسها بالنفي تحاوط كفوفها هي توها تستوعب أسباب ليلى ، توها تستوعب معنى "جيتي بوقتك" لهالسبب هي تمتمت بتساؤل : طيب قولي أيش المشكلة ؟ قولي لي نحلها سوا ؟
أبتسمت وَتر لثواني تبتعد عنها تناظرها وسط عينها : تقدرين تعالجين العقم ؟ إذا تقدرين أنت حليتي تسعين بالميه من المشكلة
كان ودّها يكون صوت داخلها مسموع لها ، مُنى عينها لكنها ماقدرت تنطق فيه بصوت عالي ، كل صرخاتها تكون بداخلها فقط ، وتمتمت غُروب من طال صمتها : مو على طبيعتك أنتِ ! أيش فيك قولي لي !
هزت وَتر راسها بالنفي توقف : هرمونات لاتهتمين ، تعالي معاي بما أنك جيتي لازم أوريك غُرفة زوجك
أبتسمت وتر لثواني ولفت لها : وغرفتك مستقبلًا
كانت تناظرها بإستغراب لكن إستغرابها ماطال من وقفّتها معها يخرجون من المجلس وتبتسم غُروب غصب لأنها تشوف تبدل حال وتر ، وتوترت لثواني تسأل : طيب عمي ؟
لفت وتر لها تبتسم بسخرية : عمي ؟ صرتي تقولين لبابا عمي ؟
عضت غُروب شفتها لثواني تعدل شعرها : وش تبغين أناديه ؟ بابا ؟
رفعت كتفها بعدم معرفة ، وأبتسمت وتر لثواني من تقدمت غُروب بخطواتها ، تتأملها لثوانـي ، تتأمل مُنحنيات جسدها الممشوق ، ورجعت تبتسم من جديد وقت لفت لها غُروب تقاطع تأملاتها وتجبرها على الأبتسام من نطقت : نسيتي كيف تمشين ؟
ضحكت وتر لثواني تهز راسها بالإيجاب : واللي نساني أنتِ
عقدت غُروب حواجبها بإستغراب : كيف نسيّتك ؟
هزت راسها بالنفي توقف خطواتها من وصلوا للدور الثاني : اللي يشوفك ينسى العالم مو بس ينسى كيف يمشي
ماوقف أستغرابها أبد ، حتى من سحبتها لممرات بدون مقدمات هي ماوقف أستغرابها ، كانت كل الممرات باللون الأبيض ، لحد ماوصلت لممر اللي يوصل لقسمة ، كان مُختلف عن باقي الممرات : كأنه من العصور الوسطى !
أبتسمت وتر لثواني لأن الوصف يناسب اللي هي تشوفه ، ولأن متعب أقتبس غرفته من العصور الوسطى : باقي ماشفتي الغُرفة حكاية من عوالم أُخرى
يعجبها ، يعجبها بجنون اللون البُني طاغي ، ويعجبها أن النور خافت ، والمكان هادي : بديت أخاف
ضحكت وتر لثواني توقفها قدّام الباب : الظلام يخوف بس الباقي لا
تقدمت وتر ناحيه الباب ، وأبتسمت لثواني من مسكت مقبض الباب تلف بنظرها لغروب قبل تفتحه : يمكن ما أعيش بعد ما أفتح الباب لكن لأنك معاي فيه فرصة أني بعيش
أبتسمت غُروب لثواني : ممنوعة من الدخول ؟
هزت وتر راسها بالإيجاب : مادخلتها أبد بس من برا حتى وقت بناديه أوقف عند الباب بس تخيلي !
ضحكت غُروب بذهول تهز راسها بالنفي : مايعجبني الوضع كذا ، بس أنقل عندكم أنتِ الداخله وهو الطالع ! هذا الباقي يطردك أنتِ!
أبتسمت وتر لثواني : شوفيها بسرعة لأني مابغى أتخيل وش بيصير إذا جاء وشافنا هنا
نزلت غُروب عبايتها على ذراع الكنبة تبتسم لها بغرور : تتوقعين يسوي لك شيء وأنا هنا ؟
أبتسمت وتر لثواني تهز راسها بالنفي ، وجلست على الكنبة بغرور : منطقي بيكون البطل المغوار ، والأخ الغير عصبي قدامك
أبتسمت غُروب لثواني ، تتأمل التُحف الأثرية الموزعة بكل المكان ، بين الزوايا وعلى الطاولات : يحب الأشياء الأثريه !
-

أنتِ بين النفس والهوىWhere stories live. Discover now