الجزء 16

9.8K 230 20
                                    


-
خرجت غروب من البيت ، تتصلب حركتها للحظة من لمحت "هيبة وقوفه" قدام سيارته ، تتأمل بياض ثوبه وأنعكاسة على سواد سيارته يلي يرهف قلبها ، طوله الفارع وعرض أكتافة وصلابتها يلي تستشعرها من مكانها ترهفه أكثر يصير هشّ قدامه ، جرّت خطواتها له ، ومع كل خُطوة تقربها منه تحس بحركة مشاعرها مثل اللي يعزف معزوفة داخل قلبها ، ويطلبها تمشي على أوتارها ، خطواتها مُتناغمة مثل آله موسيقية والعازف هو يشكل خطواتها على مايشتهي ، ماوقفت خطواتها ألا من ألتفت هو لها من سمع صوت تناغم خطواتها وغصب عنه يلتفت لها ، وأبتسم قلبه لحظة وقوفها قدّامه بالضبط يتأمل عيونها تحت لثمتها ، ويبتسم لأن عيونها -حلوة بزيـادة- : يامساء الخيـر
أبتسمت لثواني تشتت نظرها قبل لايلمح هو أنعكاس أبتسامتها على عيونها : يامساء النور
صارت تتكلم مِثله معه بدون وعيها ، لكن يعجبها كلامه يعجبها لأنها تحس بمشاعره : نمشي ؟ عشان ما نتأخر يعني
هز راسه بالنفي يرفع يده لملامحها ينزل لثمتها وأبتسم لوهله من لمح شامتها : لقاءنا حضن
أبتسمت لثواني تهز راسها بالنفي : لا شايف أحنا وين ؟ يمكن ماما تشوفنا من فوق !
هز متعب راسه بالنفي : ما أشوف ألاك
ضحكت لثواني ترجع لثمتها على ملامحها وتوجهت للسيارة : تأخرنا على فكرة !
أخذ نفس لثواني نفسّ يقوي عزمه ، وزفره يتوجه لها يفتح لها باب سيارته وأبتسمت هي تركب : مثل الأميرة ؟
ضحك يهز راسه بالإيجاب يتذكرها : مثل الأميرة
-
-
~ بيت مُهرة
أبتسمت غدير لثواني تغطي الستاير بعدما مشوا ، وفتحت جوالها تخط رسالتها " مشوا " وأرسلتها تقفل جوالها بعدما لمحت الصحين تغير لونها للأزرق ، رفعت نظرها لأنعكاسها بعدها ، أنعكاسها على مرايا غُرفة غروب تبتسم لأن زينتها تناسب الجاي ، رن قلبها بهاللحظة ، رن مع الجرس وأبتسمت تنزل للأسفل ، ماتنتظر ثانية وفتحت الباب تبتسم له بلهفه : أهلين !
أبتسم جسّار لثواني يدخل البيت وقفل الباب خلفه ياخذها لحضنه : أتركي الترحيب وأطوي الشوق مثل ماطويت المسافات وجيتك
أبتسمت غدير لثواني تحاوط عِنقه ، وأرتفعت على أطراف أصابعها تقبّل خدة : حنيت لك !
-
-
~ بيت رِماح
نزف قلبه بهاللحظة نزف من لمح وسط كومة أغراضة أكسسوار شعرها ، يأخذ نفس يُثقل قلبه ويضيّق نفسه ، هو مهما أخذ نفس يبقى ضايق ويبقى فراغة ومايمتلي ، زفر لوهله يقبّل الفراشة لثواني طويــلة ثواني تمر فيها هالذكرى على قلبه مع باقي ذكرياتها ويبتسم بكل مرة وسط شعوره يلي ينتهي بنزيف أكبر وبجرح أكبر لأن طريقهم نهايته مرسومه قبل يوصلون لنصفه حتى ... كان هو وسط غُرفته غارق بنومه من تعبه ، وبلحظة وحدة أختلف هدوء قلبه وأختلف هدوء نومه من سمع صوتها ، يفز ملهوف رغم بُعد صوتها ورغم أنها خارج غُرفته ألا أنه سمعها وسط نومه وأحلامه ، ووقف بعجل يتوجه للخارج لمصدر صوتها : يارب شوف بس يارب
نبض قلبه لوهله من لمح ظهرها من كانت متوجهه للدرج بتكمل خطواتها للأسفل لو ماهو صلّب كل حركتها يصير هو المُتحكم فيها ، من شدّها يرجعها معها وثبّتها قدامه يتمتم بتعجب : ليش ماقلتي أنكم جايين !
كانت ملامحها تتشرّب ذهول من ظهورة المُفاجئ ومن سحبته ليدّها وسط غفلتها : ليش أقولك ؟
أخذ نفس لثواني : أتركي العناد وَتر ماهي مجاكرة هي تردينها !
تكتفت ترجع ظهرها للخلف تستند على الجدار : أنت تجي وماتقولي عشان أرتب نفسي ! أو أستعد نفسيًا على الأقل !
ضحك هو لثواني يتذكر من مرهم بيوم بدون لايقولها ، يوم كانت هي فيه مبعثرة "بنظرها فقط" : عناد هو ! كانت نيتي مُفاجأة لك !
هزت راسها بالنفي تتمتم بسخرية : مُفاجعة قصدك !
ضحك لثواني ينزل نظرة لها للمعة عينها : لو مثلًا ماسمعت صوتك وكملت نومي ! ماتشفقين على قلبي أذا صار ملهوف ؟
هزت راسها بالنفي تتكتف وتمتمت بدون إهتمام : مايهمني قلبك ، أنت بديت !
أبتسم لثواني من صدت يلمح الفراشة اللي تزيّن شعرها ، ورفع يده يسحبها من شعرها يتأملها لثواني بذات اللحظة اللي هي تتأمله فيها بذهول : رجعها !
هز راسه بالنفي يبتسم لثواني : فراشة وحدة تكفي ليه تلبسين ثانية ؟
عضت شفتها لثواني ، ومانطق لسانها بالحرف يبتسم هو : صارت لي
تمتم بكلامه وتوجة لغُرفته يوقف على الباب ، يقبّل الفراشة لثواني وعضت هي شفتها ماودها تبان أبتسامتها : رجعها لوسمحت !
هز راسه بالنفي يبتسم غصب : لو ودك فيها أدخلي خوذيها ما أردك ترى !
تمتم بكلامه وفتح الباب بوسعه يبتسم لها يناظر وسط عينها ، وعضت هي شفتها بغضب تشد فُستانها من غيظها : قليل أدب !!
رجع لواقعه غصب ، يمسح دمعه من أنفتح الباب تدخل مِنه زينب ، يلي جلست على الأرض عنده : بتمشي خلاص ؟ مافيه رجعة ؟
هز راسه بالإيجاب يتنحنح ، وأعتدل بجلوسة يكمل باقي أغراضة : أبوي ماوصل ؟
هزت راسها بالنفي تساعده بترتيب شنطته : لا بتتأخر طيارته ، ماقلت له أبي أنت تقوله
هز راسه بالإيجاب ، وعم الصمت بينهم للحظة تكمل هي ترتيبها وهو يتأمل الفراشة ، وأنقطع الصمت بلحظة من أجهشت بكي ، تغطي ملامحها بتيشيرته يلي كان بيدها ، وأخذ هو نفس من ثُقل كاهله بهاللحظة يقرّب منها يحضنها لثواني : بتزوروني وبزوركم
هزت راسها بالنفي ، وأعتدلت تحاوط ملامحه بكفوفها تتمتم بأمل وسط غرق ملامحها بالدموع : ماتتراجع عشاني؟ ليش برا السعودية طيـب! ليش مو بالرياض ؟ ولا الشرقية أو تبوك أي مكان لاتروح بعيد تكفى!
هز راسه بالنفي ينزل كفوفها عن ملامحه يحاوطهم وتنهد : قراري نهائي ومالي رجعة ، بكمل حياتي هناك
هزت راسها بالنفي ، وكانت بتنطق لو مادخلت صِبا تقاطعهم ، من دخلت تتأملهم بصمت ونزفت عينها بلحظة ثباتها تتوجه له ، وأرتمت بحضنه : رماح الله يخليك لاتتركنا
-
-
~ وسط أحد المعارض
كانت تجبر خطواتها بين التُحف الفنية بهالمعرض ، تجبّر خطواتها لأن ودّها تاخذ أكبر قدر من التأمل لكل قطعه تعجبها ، ومع كل وقوف لها يوقف هو يمينها وخلفها بمسافة بسيطّة يتأملها هي بدل التُحف واللوحات يلي تعبي هالمكان ، وماتستشعر هي تأمله من هدوءة ، لفت بنظرها له تبتسم من لمحت ذات اللوحة يلي مرّتها قبل شهور "لوحة غروب الشمس تحت البحر مع إعصار الرياح يلي يتشكل وسط البحر ويحرّك سعف النخلة يزعزع إستقرارها بوسط البحر " حسّ هو بإبتسامتها وحسّ بتغيّر الهدوء يلي كانت تعيشه مع باقي اللوحات وتقدّم لها يتأمل اللوحة لثواني يحسّ بإختلافها عن باقي لوحات غروب الشمس : تبينها؟
لفت بنظرها له تتمتم بتعجب : لو قلت أبيها تجيبها لي ؟
هز راسه بالإيجاب يرجع نظرة للوحة يتأمل أسم الرسام يلي رسمها ، وأبتسمت غروب لثواني لأن ملامحه جديّة ولأنه يجاوبها بركود يحسسها بسهولة كل صعب : بعض اللوحات اللي هنا ماتكون للبيع على فكرة ، صعب تشتري شيء هنا خصوصًا لو كانت لها قيمة معنوية عند رسامها ، ثاني مرة أشوفها هنا والواضح رسامها ماودّه يبيع
هز مِتعب راسه بالإيجاب يلف بنظرة لها لثواني : نمشي ؟
أبتسمت غروب لوهله لأنه مل أسرع من اللي هي توقعت : مليت أسرع من اللي توقعته !.. ربحت وَتر
رفع حاجبه لوهله يلف بنظره لها ، وأبتسمت هي من نظرته : تراهنّا على سُرعة مللك ، فازت هي ، تعرفك
أبتسم لثواني يرجع نظرة للوحة : لو ماكنتي تتأملين اللوحات بهالهيمان طوّلنا الغلط منك
أبتسمت بذهول ، تمشي معاه من حاوط ظهرها يقدّمها عليه : يعني أفهم منك أنك غرت ؟ لأني أتامل اللوحات بهيام ؟
هز راسه بالنفي ، وأبتسم لوهله يتمتم بتساؤل : مايسدك؟
هزت راسها بالنفي تبدل مكان شنطتها ، بدل لاتكون بيسارها تكون بيمينها ، وأخذ مِتعب يدّها له يشابك فراغ أصابعهم سوا ، وأبتسمت هي تنزل نظرها لتشابك أصابعهم سوا تتأمل إختلاف اللون وإختلاف الحجم يلي بينهم ويعجبها ، وتبتسم بجنون لأن يده تدفي برودة أناملها ، عضت شفّتها لوهله من أستوعبت غرضها من تبديل مكان الشنطة وما أستوعبت أساسًا ألا من تشابكت أناملهم سوا يزيـد خجلها ..
-
-
~ بيت رِماح ، قبل بوقت
بعدها عن حُضنه من حسّ بهدوئها وسط حضنه ، من حس بإنتهاء طاقتها وإنتهاء دموعها ورفع ملامحها له يتنهد لأن طاقتها رجعت تتجدد مباشرة من لمحت ملامحه : لاتبكين ياوتـ..
أنقطعت حروفه بهاللحظة من -أستوعب- زلّة قلبه بوجود أُمه يلي ماكانت تعرف بأي شيء يخصهم ويخصّ علاقتهم ، من زل قلبه وناداها رغم أنه مايشوفها لكنها تطري على قلبه من "أثارها" يلي تتجدد مع كل التئام لجرح من جروحها يلي قبل ، من فضّ الجو وزاد تعكير مزاجه يوقف بإنهاك عظيم يستشعره أولًا بقلبه وثانيًا بروحه ، وماهو قادر يخففه ، رغم صراعه الداخلي مع ذاته ماقدر يحارب شعوره ولا قدر -يتقبله- وهذا يلي يزيد إحتراق روحه أساسًا ، رفع يدّه يتحسس عِنقه لثواني من -ربكته- يخاف تركز معاه ، يخاف تستوعب وتزيد صعوبة أمورة : ماوصل أبوي للحين ؟
كان التساؤل لأن وده يمشي بأسرع وقت مُمكن ، لأن ودّه يختار بُعد المسافات وبُعد القلوب ولا قُربها ، هزت زينب راسها بالنفي : ماوصـل مارد علي للحين
ماكانت مستوعبه زلته ، لأن كل تركيزها كان على -وداعه- وعلى ملامحه لأن ودها تحتفظ بأكبر قدر مُمكن من ذكرياته بعقلها ...
-
-
~ بيت مُهرة
أبتسمت غدير لثواني ترجع شعرها خلف أذنها -بغنج- من كان يودّعها بقُبل ماتنتهي رغم مقاومتها البسيطة لها : تأخرت !
سكنت ملامحه لوهله يتعكر صفوه لأن ماودّه يفارقها أسرع من المُعتاد ، وتنهد يأخذ أغراضة : برجع لـك ، لاتناميـن
أبتسمت لثواني تهز راسها بالإيجاب ولوحت له بيدّها : أنتظــرك ، لاتتأخـر لأني نعست
هز راسه بالإيجاب يتوجه للباب يبتسم لها من بعيد : خلي بابك مفتوح ، لو نمتي أنـام جنبك مايضر
ضحكت غدير لثواني تهز راسها بالإيجاب : أتصل علي ماعرف غروب متى بتجي
ماجاوبها يكتفي -بالصمت- لأن جواله رنّ بأسم" أم رماح" لكنه ماردّ ولا ألقى له بال وتوجه للخارج فقط...
وقفت من على سريرها تتوجه للجلسة الصغيرة يلي كانت بزاوية غُرفتها ، تفتح لابتوبها على صفحة الأسهم ، اللي تخصّ شركتها مع -جسّار - الشركة يلي كانت سبب أولي لكل يلي يحصل بينهم ، تراقب أرتفاع الأسهم وتبتسم بجنون لأن العوائد تزيد ثراها أكثر وأكثر ، لفت بنظرها للشباك تتأمل عُتمة الليل ، وأخذت نفسّ لثواني ترجع شعرها خلف أذنها ، تزفر بضيّق من تأنيب ضميرها : مابتحتاجين فلوسي ياغروب
-
-
~ المعرض
وقفت خطواتها للحظة من وصلّت للجزء يلي فيه يتدشن كِتاب -هديل- زميلة المِهنة والشخص اللي دعاها لهالمعرض ، وتوسع ثغرها لثواني من لمحت الصف الطويـل من القراء يلي ينتظرون توقيعها ، وتبتسم بجنون لأنها تتذكر أول حدث لها تتذكر أول توقيع وقعته -لقارئ- ومُعجب بنصوصها وتموت من فخرها وحنينها لأول مرة جربت فيها هالشعور ، لفت بنظرها لمِتعب تبتسم لثواني : تنتظرني هنا ؟ ثواني بس ؟
هز راسه راسه بالإيجاب ، وأبتسمت هي تترك يدّه تتوجه لها تحت نظراته يلي تتبعها بكل خُطوة تخطيها ..
-
-
~ بيت رِماح
وقفّ رماح من لمح دخول أبوه بشنطته الصغيرة يقفل الباب خلفه ، ورمى شنطته على الأرض من لمح خطوات صِبا له ، خطواتها الغير مُتزنه يلي تدل على إنهيارها العظيم يلي زاد من لمحته ، أرتمت بحضنه مايسمع منها غير صوت شهقاتها ويستغربها ، مستحيل تكون دموعها دموع شوق وهو ماغاب ألا أسبوع ، هي حتى بغيابه بالشهور ماتبكي بهالشكل ، رفع نظرة بعدها لزينب ، ولملامح زينب يلي تلبسها الضيق هي بالمثل ، وفهمت هي من نظرته سؤاله - "وش بها؟"- لكنها ماقدرت تجاوبه أبد ، ماقدر لسانها يرتبّ مقدمات قبل لاتعطيه جوابها الفعلي ...وأخذ رماح نفسّ لثواني ، نفـس طويـل وزفـره بلحظة يمسح ملامحه بضيـق : صِبا !
زاد صوت شقهاتها وزاد نبضها لأن نبرته غاضبه ، وماقدرت تصبّر أكثر وبعدت بخطواتها عنه ، تلف بنظرها لرماح لثواني ماطالت من توجهت للأعلى تستعجل خطواتها رغم أنها ماتشوف من غرق عيونها بهاللحظة ألا أنها تستعجلهم ، وقرّب جسّار خطواته لمكان جلوسهم يستغربهم لأن الكل ملامحه ضايقه بشكل كبير : وش فيكم !
زفّر رماح لثواني يجبّر لسانه على النُطق : بسافـر
لف بنظرة له بأستغراب : وهذا اللي مزعلها ؟ على أساس أنها كل يوم تشوفك
هز راسه بالنفي يتنهد لثواني طويـلة ، يحسس جسّار بجديـة الموقف : هالمرة غير ، بطـول برا
لف بنظرة له بأستغراب : وشوله ؟ السفرة هذي كلها وش هي له ؟ شغل ؟
هز راسه بالإيجاب ورتبّ لسانه جُمله مايعرف متى تشكلت بعقله لكنها -مُقنعه - لجسّار : فيه شركة مهتمة بالفنون اللي أشكّلها وودهم يوقعون عقد معي وبيطول هالعقد على ماينتهي
عقدت زينب حواجبها بذهول تلف بنظرها له تستغربه ، وماقدرت تعارض كلامه أو تكمل وقوفها وتراجعت للخلف تجلس على الكنبة بإنهاك عظيم من كل التعقيدات يلي تتجدد كل يوم ، كان عندها أمل أنه يرفض لكنه محى أملها من جاوب بهدوء : أذا عشان الشغل الله يسمّح دربك ، ماحد رادك سافر
كان الصمت سيّد بيادر بهاللحظة هي توها تعرف بسفرته ولسانها يفيض بأسئله ماتنتهي لكنّ وقتها ماحان ، هي من البداية كانت تدور جواب لكل يلي حصل بليلة أمس لكنها مالقت جواب عند أي أحد ، وولا أحد أستقبلها أساسًا ، هز راسه بالإيجاب ، ينحني له يقبّل راسه لثواني طويـلة-يودّعه بهالشكل - : طيارتي بعد ساعة وماودّي أتأخر
رفع نظرة له بذهول : بهالسرعه !
هز راسه بالإيجاب : بخالف العقد لو ماسافرت اليوم
تمتم بكلامه وتوّجه لأُمه يلي ماقدرت تصبّر قلبها بقُبله فقط ، إنما وقفت تحضنه تشدّ بحضنها عليه ، وهمست قريب لمسامعه بصوتها المُنهلك : ليه ماقلت الصدق يايمه ؟ ليه دخلت دوامة كذب مالها أخر ؟
ماجاوبها ولا قدر يجاوبها أساسًا ، هو غيّر كل جوابه من لمح طرف ثوب أبوه واللون يلي عليه ، ومايستغربه أساسًا من كثرة -سفارته - يلي يشك أنها للشغل أساسًا ...
-
-
~ بالأعلى ، عند صِبا
كانت تهز رجلها بتوتر ، ماقدرت تصبر بدون لاترمي أخر ورقة بيدّها ، ماقدرت بدون لاتكلّم وَتر على الأقل ، هي ماعندها طاقة كلام وأنتهت كل طاقتها أساسًا ، أكتفت بأنها ترتب رسالة طويـلة لوتر ، رسالة تشرح فيها شعور رِماح وتشرح فيها سبب رماح وختمتها بموعد طيارته ، لكنها ماقدرت ترسلها ، ماقدرت من ترددها ومن صعوبة كل شيء بعدها ، هي تفهم سبب أخوها ولهالسبب ماهي ضدة بأنه مابلغ وَتر للآن ، هي ضد هروبه من المواجهة ، ضد ضُعفه قدام وَتر ، سُلبت من ترددها على صوت الطرق على الباب وقفلت جوالها توقف بربكة : أدخل
بلعت ريقها لثواني من كان رماح ، من دخل يتنهد لثواني طويـلة وتمتم بعدها بإبتسامة : مابتودعيني ؟
هزت راسها بالنفي لثواني تشتت نظرها عنه تمثل الزعل ، وظل هو واقف بمكانه ينتظرها ، وماطال أنتظاره أساسًا من نزلت دموعها تمشي بهدوء له ، تحضنه وأبتسم هو لثواني من سندت راسها على صدره يمسح على شعرها يفهمها ويفهم كل تقلباتها لكنه مجبور ولا له سُلطة بهالموضوع ، تمتمت صِبا بصعوبة من الجمرة يلي تحسّها بصدرها ، تمتمت بنفس مُنقطع : لاتهرب رماح الله يخليك .. بكلم وَتـر
بقولها ماتقرب منك وتنساك ! بقولها أنك ماعدت تحبها بس لاتروح وتتركني !!
بعدت ملامحها عنه ورفعت نظرها له تنتظر مِنه جواب ، لكنّه ماجاوبها ولا عنده جواب أساسًا ، وبدّل موضوعه من تمتم بهدوء يبين لها أن الموضوع مفروغ مِنه : بتصل عليك كل يوم خلي جوالـ..
قاطعته هي بغضب من دفعته للخلف ، من صرخت بعدها بغضب : مابغى ! مابــغى !!
هو يعرف أنها بتهدى بعدما ماهو يمشي ، بعد ماتستوعب أن الموضوع صار حقيقة ، ولهالسبب خرج من الغرفة بدون لاينطق بالحرف يتركها بإنهيار أعظم وأكبر من يلي هي عاشته..
-
-
~ القصـر الخالــي
كان قلبها يُقرع مثل الطبول وأكثر ، ماكانت قادرة تهدي نبضها خصوصًا بعد معرفتها بسفره ، بأنه مثل كل مرة يختار البعد على المواجهة ، زفرت لثواني ترفع لحاف سريرها وتمددت بالفراغ يلي فيه ، تغطي ملامحها باللحاف تنزّل رحيق عيونها تحته -براحتها - ، ويرميها عقلها مابين ذكرياته وحاضره وتموت وتحترق بداخلها لأنها ماهي قادرة تحارب أكثر من كذا ، ماهي قادرة تحاول أكثر من محاولاتها ، ونبض قلبها بلحظة سمعت فيها صوت الأشعار يلي وصل جوالها ، ماكان ودّها ترفع اللحاف عن ملامحها لكنّها جُبرت لأن الأمل بداخلها باقي ، لأنها تتوقعها مِنه وخاب توقعها من كانت رسالة من صِبا يترتب محتواها القصيـر قدّامها -" طيارته باقي لها نص ساعة "- كان ودّها تقرأ أكثر ، كان ودّها تشوف أمل أخر بين سطور صِبا لكنها ماتشوف شيء ماتشوف ألا موعد أقلاعه ، ورمت جوالها جنبها ، تتمدد على سريرها مابقى عندها طاقة لجروح أكثر ، ولا بقى عندها طاقة لأنهيار أخر وأعظم ماودّها تشوف صدود أخرى حتى وهو بيتركها ...
-
-
~ سيارة رماح بعد بوقت
ماكان يمنع دموع عينه ، لأن ماعنده القدرة على منعها أساسًا ، تنساب براحتها وعلى دُفعات ، مع كل شارع يقطعه ومع كل إشارة يوقف عندها يتردد ، يتردد لأنه لازال ودّه فيها ، لازال عقله وفكره بالذكريات يلي كانت أكبر سبب بتمنعه أساسًا ، مسح ملامحه لثواني يشغل المساحات من بدت قطرات المويا تعلّم على زجاج سيارته ، من بدت السماء تمطر مثل المواساة لقلبه ، مواساة بأن كل شيء يبكي ومو بس هو ، يحس بضعفه ويزيد لأنه بيتركها بضُعف وبدموع ، وبيهرب مثل الجبان وهذا يلي هو يشوفه ويحسّه ، كان نظرة على القطرات يلي تنمحي مع كل مرة تلمس فيها الزجاج ، وأول تساؤل مرّه بهاللحظة هو : مين يمسح دموعها من بعدي ؟...
ماهو أنا أكيد ماهو أنا وأنا السبب بنزولها من الأساس .. يارب أستودعتك وَتر وقلب وَتر من بعدي يارب نسيها رِماح ..
ماكانت دعوته من قلب وداخله يستغفر آلف مرة من بعدها لكنه مابيتحمل لو تغير حالها من بعده ونسته ، هو يتخلى عن أنانيته بكل شيء ألا حُبها. مرّت الثواني وأنطوى طريقة ومايعرف كيف أنطوى أساسًا ووصل ، لكنّه كان يحسّ بطول الطريق يحسّ فيه لأنه مرّ وهي مامرت وراحت عن باله ، وَقفت سيارته بمواقف السيارات ، ونزل هو يفتح الباب الخلفي لسيارته ينزل الشنط منها ودخل بعدها للداخل يخلص الإجراءات كلّها ، ومابقى ألا ركوبه للطيارة وأقلاعها ، هو ماودّع مِتعب أبد ولا نوى أساسًا لأنه يعرف هو مع مين بهالوقت ، ومابلغه أنه بيسافر من الأصل لأنه يدري بيمنعه ، وهو ماودّه بأي شيء يمنعه عن قرارة يلي ماجاء سهل عليه ، نبض قلبه لوهله من لمح لوحة معلقة أعلى السقف ووسطها جُملة تربك قلبه " المغادرون" ماعادت الديار له ، ماعادت حايل له وقلب وتر مجروح منه ، هي كانت السبب الوحيد يلي جبرة يترك أهله ويجي لحايل وماعاد هالسبب مُقنع عندة ، ولا عاد له لزوم
وهي صعبة ومستحيلة ، أخذ نفسّ للمرة الأخيرة بيستشعر فيها قُرب وَتر منه ، حتى ولو أنها ماتشاركة نفس السقف لكنها تشاركة نفس السماء ، وماقدر يزفرة من سمع الصوت العالي يلي صدح بالمكان بلحظة وحدة يزعزع ثباته " النداء الأخير"
هو ماقدر يسمع باقي النداء ، من لمح طيفها ويتمنى مايكون مجرد طيف ، ويتعجب من تناقضه لكن كان ودّه بوداع أخير معاها ، ودّه ماينتهي الوقت وهو ماودّعها ، غمض عيونه لوهله ورجع يفتحها بنفس الثانية -بيتأكد من وجودها- بهالطريقة ، ورجف قلبه بجنون من كانت بنفس مكانها وماتحركت ، من لمح تبللها من أعلاها لأسفلها ، ومن لمح تسارع أنفاسها من مكانه ، كانت تحاول تلتقط نفسها لجل تكمل باقي خطواتها له ، جزء منه وده يختفي طيفها بهاللحظة أن كان هذا طيف ، وجزء أخر يتمناه حقيقة ويبري شوقه للحظات ، أبتسمت لثواني وسط محاولاتها لإلتقاط أنفساها لأن النداء الأخير ماكان يخص طيارته هو ، ولأن معها وقت كافي تودعه فيها ، جبّرت خطواتها له ، وينبض قلبه مع كل تسارع لخطواتها ، مع كل إستعجال يشوفه ، ومع كل قطرة تنزف من عيونها ، وقف الوقت والثواني عنده وقف العالم وأختفى وماصار يشوف غيرها هي وطيفها هي ، من وقفت قدّامه تتصلّب كل حركتها قبل لاتقرب أكثر وتختار حُضنه ، من وقفت تلتقط أنفاسها بهلع عظيم خوف من أنه تركها بسبب تأخيرها ، كذابة لو تقول أملها فيه أنقطع ، كذابة لو تقول هي ماعاد ودها بالإنهيار من بعده ، هي بتتلذذ بكل شعور سببه هو ، بترضى بكل جرح ومابتحاول تضمده لكن يكفيها وجودة هو قريب منها ، وتغرب شمسهم بوقت واحد ، أخذت نفـس ثقيل على قلبها ، ورفعت نظرها له بعدها ، تركز بنظرها وسط عينه وتمتمت بتساؤل يحترق داخلها لجوابه من أيــام طويـلة : رماح الشتاء جاي ، مين يدفيني من بعدك ؟
كان جواب قلبه يختلف عن جواب لسانه ، يلي يتمنى أنه قُطع قبل لا ينطق فيه : خياراتك كثيرة ، متعب سُهيل وأبوك أختاري واحد منهم وأطلبيه يدفيك من برد الشتاء لاتطلبين غيرهم يردونك مثلي يعني
سكنت مشاعرها لوهلة ، هي من ثواني كانت تحس بالبرد ، خصوصًا من تبللها بالمطر ، وأختفى كل بردها من جوابه ، من جوابه يلي كان مثل السهم الحامي ، يلي صاب قلبها وأحرق جوفها بأكمله ، هزت راسها بالنفي تبتسم بعدم تصديق : ماهو أنت ، ماهو أنت رماح اللي يحبني ، المُتيم ماهو أنت ! رجع رماح ! رجع قلبي لـي !
ماكانت تاخذ نفس بين جُملها وماكانت قادرة تنطق بجُمل زيادة من حست بالهبوط ، من حست بدوخه عظيمة شوشت عندها الرؤية ، تحس بثقل أطرافها ، تحس بغمام تغطي عيونها ، وبلحظة وحدة أختل توازنها تُرعب قلبه ، من بدت أجزاءها تتناثر قدام عينه ، مثل الوردة الجافة يلي كُسرت أوراقها تتناثر على الأرض لكنه هو حاوطها قبل تتساوى بالأرض حاوطها يرفعها مابين كفوفه وصدرة وبدأ يصرخ بأعلى صوته وأنظارة تتوزع وسط صالة المغادرة : أتصلــوا على الإسعـاف ، نادوا الدكتــور !
كانت تسمع صوته وماتشوفه تستشعر نبضه بهاللحظة من قُربها لصدره ، نبضه من خوفه عليها وتبتسم وسط ضياعها من غُربة شعورها ومن الضغط الكبير يلي تحسّه بداخلها -كانت مابين الواقع والخيال- ورغم هذا تحسّ بقُربه ، وتشوفه رغم وجود غمام يغبش عليها الرؤية ألا أنها تشوفه دقنه وملامحه الغاضبة والمُرتبكة ، تشوف أنظارة يلي تنزل عليها مابين اللحظة والثانية ، يناديها ينتظرها ترد الصوت له ، لكن حيلها مهدود مُهلوكة لدرجة ماقدرت تجاوبه ، وماقدرت تستشعر أكثر من أنعدمت الرؤية عندها تمامًا تختفي ويزيد تلاشيها..
-
-
~ المعـرض
كان يتأملها من بعيد ، ويركز فيها هي وبطريقة وقوفها وبلُغة جسدها وقت تتكلم ، يعرف وش موضوعها من لغة جسدها فقط ، تنحنح لثواني يشتت نظرة عنها من لفت هي بنظرها له تبتسم لأنها حست بشرارة عيونه تراقبها ، ورجعت نظرها لهديـل تودّعها ماقدرت تركز أكثر معاها وماقدرت تبقى أكثر وهي تشوف الناس يلي ينتظرون هديـل ، توجهت له بعدها تسكن ملامحه من سمع صوتها وعتبها : ماتصبر ثواني ؟ أرتبكت قدّامها يرضيك ؟
لف بنظرة لها يبتسم لثواني : يعني صارت المُشكلة مني ؟ وش يربك مافيه شيء يربك !
هزت راسها بالنفي تتكتف : أن أحد يراقبك يربك على فكرة !
سكنت ملامحه لثواني من جُملتها يلي ماجت مثل باقي كلامها ماجت سهلة عليه أبد وماقدر يجاوبها ، إنما نطق بهدوء : مشينا
عقدت حواجبها بأستغراب من تبدّل حالته ومن أنه أخذ يدّها يقدّمها معاه للخارج : نمشي بسرعة ؟ ماشبعت مايسدني!
-
-
~ المــطـار
زاد نبضه وقت سمع صوت المُضيف اللي تمتم بإرتباك عظـيم كونه كان يراقبها من أول دخولها لحد ماتلاشت قدّام عينه ، يراقبها لأنها دخلت بحالة يُرثى لها وماقدر يمنع فضوله أساسًا وتبعها ، كان ملاحظ كل تقلباتها بقُربه ويستغرب كل هالتقلبات ولهالسبب كانت منه هالربكة : أنخفض ضغطها بس ، تطمن وأتـ
قاطعه غضب رِماح من صرخ بأعلى صوته لشدّة خوفه ومن تراكم كل شيء عليه ، تُشد أعصابه : كيف أتطمـن وهي مثل الجثة بحضني !! أتصل على الأسـ
رجع يقاطعه المضيف من تمتم بنبرة عالية وتشبه نبرته نبرة كفيلة بإنها توعيـة : لوسمحــت ماهي أول شخص ينخفض ضغطه بهالمكان ! أعرف الأجراءات أكثر أكثر من أي أحد أسمعني ونزلها على الأرض!!
ماقدر يعارض أكثر من كذا خصوصًا أن نبرته وملامحه تبيـن له صدقه ، ولف بنظرة حوالينه يدور على بُقعة نظيفة وخاليـة تمامًا ومن حصّل توجه لها يمدد وَتر عليها ، وتبعه المُضيف مباشرة ينحني على ركبته جنب رماح ، ومد يدّه ناحية وَتر نيته يرفع رجولها لكنّ كل حركته تصلّبت من حس بشيء غليظ يلتف حول يدّه ، شيء كان أشبه بالحبل الخشن ، كانت يدّ رِماح تحاوط معصمه ودفعه بغضب يرص على فكّة : لاتمـد يـدك عشان ترجع لك سليمة ! علمني وش أسوي ولاتقرب !
ماكان يلومه على غضبه أبدًا ومرّته حالات أصعب وأكثر غضب منه لهالسبب هو ما أبدى ردة فعل على غضبه أنما جاوبه بكل هدوء : أرفع رجولها
تمتم بكلامه ووقف يدور على شيء مُرتفع يرفع رجولها عليها ، ولانت ملامحه لثواني من لمح شنطة رماح يلي كانت أقرب شيء له ، وماتردد بإنه ياخذها ونزّلها عند رِماح وأعتدل ، يتمتم بركود : حط رجولها على الشنطة
نفذ كلامه ورجّع نظرة بعدها على وَتر ، يقرّ ناحية جُزئها العلوي وتنهد المضيف لثواني من أستوعب -تجمهر الناس- بعيد عنهم لكن أنظارهم وكل حواسهم عليهم ، وماكان رِماح مستوعبهم لأن كل تركيزة على وَتر ويموت من شعوره بهاللحظة يموت من خوفه ومن أنه ماهو قادر يسوي الأكثر ، تمتم المضيف له من حس بربكته من لمح رجفة قلبه : بترجع لوعيها بالتدريج تطمن وخلك قريب منها ، بجيب لها سوائل أنتظرني
-
-
~ أحد المطاعم
أبتسمت لثواني تتأمل الأكل والصحون اللي صارت -فارغة- بعد ماهي خلصت كل الأكل الموجود : الحمدلله
أبتسمت لثواني ترجع ظهرها للخلف : أحس مابغى أدفع الحساب
لفت بنظرها حوالينها ودّها تتطمن أن الأنظار ماهي عليها ، ووقفت بهدوء من كان الكل مشغول ولاهي عنها ، أخذت شنطتها من الكرسي يلي جنبها ، وتسللت للبوابة تبتسم بسخرية لأن محد ركز عليها : أغبياء موظفينك
ماقدرت تكمل جُملتها من أنفتح الباب تتصلّب
كل حركتها قدامه ، الباب يلي كان -يفتح على الجهتين - وتمتمت بإنفعال : خيـر ! لو مثلًا قربت خطوة زيادة وضربني الباب مستعـ..
وقفت الحروف داخل لسانها من ركزت بالشخص يلي كان واقف قدامها ، الشخص اللي كان مُبتسم وزادت أبتسامته من سكتت هي : باتمان ! حتى هنا ؟ كيف دخلتي ؟ مع السقف ولا مع الشبابيك ؟
عقدت حواجبها بأستغراب ماتستوعب كلامه : وش تقول أنت ! بعدين وش قلة الذوق هذي وش باتمان ؟
أبتسم لثواني يتحسس عنقه من الخلف : عبايتك سوداء قلت أسميك باتمان
رفعت حاجبها بذهول ، تضحك بسخرية : من جدك أنت ؟ ولا تستهبل ؟ من متى بينّا ميانة عشان تحط لي ألقاب على ماتشتهي ؟ صدق أنك بزر !
كانت تظنه مايعرفها ألا بهوية "المصورة"
لهالسبب هي مافهمت سبب مناداته لها بهاللقب : ياسلام على المنطق اللي عندك ! وعود الخشب ؟ وعامود الكهرب وين راحت ؟
تنحنحت لثواني تعدل شنطتها على كتفها : بس أنا غير !
رفع حاجبه بذهول يبتسم لثواني ، وماقدر يتكلم من لمح الموظف يلي يأشر عليها : وش عندة يأشر عليك ؟ ناهبتهم ؟
لفت سرور نظرها لخلفها ، وعضت شفتها بغضب تشتمه بهمس وتمتمت بعدها بصوت عالـي : وخر عن الباب
هز سُهيل راسه بالنفي : وأساعدك ؟ وش مسويه له واضح من وجهه معصب ياويلك
ضحكت بسخرية تلف بنظرها لخلفها : ماسرقت شيء مطعم أبوي وخر !
هز راسه بالنفي يتكتف بعناد : وش وخر هذي ؟ تكلمي زين
زفرت بغضب تلف بنظرها للموظف يلي تقدم ناحيتها بعجل وتأففت من تمتم الموظف : لوسمحتي مادفعتي الحساب
لفت بنظرها لسُهيل ورجعت نظرها للموظف تتمتم بإبتسامة خُبث : الحساب بيدفعه زوجي ، أدفع
تمتمت بكلامها ومشت من خلفه تخرج مع الباب بعجل ، وما أستوعب هو شيء من سُرعتها : يابنت الـ***
أبتسم لثواني يرجع نظرة للموظف : هات الحساب
-
-
~ الممشى
كانت تمشي وهو جنبها وتبتسم بكل مرة تسمع فيها صوت رذاذ المطر يلي ينزل على الإمبريلا اللي بيدّ متعب ، الإمبريلا يلي كانوا يحتمون تحتها من قطرات المطر ، ويزيد مبسمها من شاعريّة الموقف والمكان وقفت خطواتها للحظة تلف بنظرها له : وقت المطر وقت إستجابة دعوات
أبتسم متعب لثواني يهز راسه بالإيجاب : دعيتي ؟
هزت راسها بالإيجاب تبتسم لثواني ، وتمتم متعب بتساؤل : وش دعيتي فيه ؟
هزت غروب راسها بالنفي : مابقولك !
عضّ شفته لثواني يتلفت حواليه ، ورجع نظرة لها من كان المكان فارغ ألا منهم : ما أشوفك
أبتسمت لثواني من فهمت قصده ورفعت يدّها تنزل لثمتها عن ملامحها تعدل الطرحة على شعرها وتمتمت بإبتسامة : كان يوم حلو
أبتسم لثواني يهز راسه بالإيجاب ورفع يدّه لدقنها يثبت أبهامه على شامتها : صار أحلى
عضت شفتها لثواني تشتت نظرة عنه وأبتسم هو من إحمرار ملامحها : أستحيتي يعني ؟
هزت راسها بالنفي ورجعت نظرها له تتمتم بإندفاع : أخر انسان ممكن يخجل أنا لوسمحت !
رفع حاجبه لثواني يبتسم بسخرية : صدقتك صح
عضت شفتها لثواني لأنه يسخر منها ، ورفعت عيونها له تركز بنظرها وسط عينه وينبض قلبها بجنون بهاللحظة لأن ودها تثبت له العكس ، رفعت كفوفها له تحاوط عِنقه -تثبت نفسها بهالطريقة- وأرتفعت بعدها على أطراف أقدامها لجل توصل لمستوى طوله وقبّلت طرف ثغره لثواني -ماطالت- من أستوعبت يلي هي سوته ، ونزلت رجولها تبتعد عنه ، لكنه وقّف كل أبتعادها من منع كل شيء وحاوط خصرها بيسارة يرفعها له يقبّلها وتبادله القُبل
-
" طويـل ومُشبع "

أنتِ بين النفس والهوىحيث تعيش القصص. اكتشف الآن