الجزء 4

18.3K 326 25
                                    

-
~ وتر
أبتسمت تتأمل أكواب القهوة حولها ، كانت تتأمل من بعيد هذا حدها ، ونبض قلبها بشكل مُهلك من لمحت بين أرفف الأكواب كوب أسبريسو صغيرة تعرف التوقيع الصغير يخص مين وتعرف هي لمين بالضبط كل شيء يبيّن لها لمسات مين هذي ، أخذت الكوب وتوجهت للمحاسب تبتسم بشكل مُهلك لأن الأسبريسو له قصه تخصهم وهي حاليًا تعيشها ، سكن ثغرها بلحظه من سمعت صوت من خلفها : لوسمحتي تراجعنا عن بيع ذي القطعه رجعيها
عضت شفتها بتوتر ماودّها تلتفت له وتبان هي وتركت الكوب على طاولة المحاسب تتصدد لكل جهة ماودّها يشوفها ، وشدّت عبايتها تتصلب حركتها تمامًا من صار قريّب بنفس مستوى وقوفها وأقرب ، وبدون وعيها ومن كثر ماهي ضغطت على نفسها خرج صوت تنهيدتها ، وعرفها هو مباشرة وأبتسم يترك المكان لها هي ، أخذت نفسّ من أعماق قلبها تحاولّ تهدي نبضه وثبتت نفسها على الطاولة يدها على قلبها من عظيم الأحساس : عرف أنا مين ؟ لا مستحيل لو عرف كلمني
بمجرد ما أنهت جُملتها توجهت للمخرج ماعاد ودّها يطول بقاها هنا خصوصًا بوجودة ، تخاف من كل شيء رغم ذرات شعورها له ، وقفت خطواتها ماكملت من لمحته ، واقف قريب من البوابة شدّت شنطتها ماتتحمل وتراجعت للخلف ولاحظها هو لكنه بيّن العكس ، جرّت خطواتها بهدوء ناحية الدرج ماودّها تكون محطّ الأنظار ، كانت منزله نظرها للأسفل من شعورها وأن كل تفكيرها صار فيه هو وأنها مابتقدر تترك المكان الا بعد ماهو يتركه تسمّرت خطوتها وماقوّت ترفع نظرها من لمحت أطراف ثوّبه ، هلُك شعورها أكثر تخاف وماتنكر ، خصوصًا إنها "حكت سيارته" بلعت ريقها وتنحنحت ترفع نظرها له تبيّن الصلابة وكملت طريقها ، لكنه رجع يوقف بوجهها من جديد : تعرفين كم كلفني تصليح السيارة ؟
تراجعت خطوتين للخلف من صار قريب وهزت راسها بالنفي : وش دخلني بسيارتك وخرّ بس !
ضحك هو مايتحمل : لاتقولين وش دخلني
رفعت نظرها بغضب له تتمتم بأنفعال : وش دخلني ! وش دخلني ! مالي دخل ماسويت شيء ! أصلًا كيف بحك سيارتك وأنـ..
سكتت من أستوعبت جُملتها ، وضحك هو يستفزها : تقولين وش دخلك ؟
بلعت ريقها تتراجع للخلف بهدوء ، وأنظارة عليها ماغابت ، وبلحظة وحدة ركضت مباشرة للباب ، وضحك هو بذهول ما أستوعب منظرها وكيف هربت بلحظة من خوفها، تنهد من إعماق قلبه يتحسس جبينه : أثارك بقلبي باقيه ، بيأثر أثر جديد على السيارة ؟
-
-
ركضت لسيارتها مباشرة تقفل الباب تخاف انه باقي وراها ،هي من خوفها ماقدرت تمسك المفتاح زيّن وطاح من يدّها للمره الآلف ، زفّرت بغضب تضرب الدركسون بكفها ، وصرخت مباشرة من أنكسر أظفرها :رماح !رمااح ! الله..لا ياخذك !
نزلت دموعها من الآلم ، ونزلت نظرها تتأمل أظفرها ، زاد الآلم من لمحت الدم على أظفرها ، هي ماتتحمل منظره وتنقرف منه : لا الله يخليك لا إلا الدم الله يخليك
رجفت كلّها من صار الموضوع فيه "دم " وبردّت ملامحها تدور مناديل حولها ، وتأففت بقرف لأنها مالقت باقي ولأن الدم كثّر وهي ماتتحمل تحس بالغثيان ، نزلت من السيارة وهي تتحاشى النظر بأصبعها وبلحظــة وحدة نبض قلبها برهبّه من حست كفّه يحاوط كفّها ، من تلامست الأيادي والقلوب معاها ، من غطى الدم بمنديله ومن كان نظرة على أصبعها مارفعه لها ، ولهالسبب هي مدّت النظر تتأمل بدون ماتلتقي العيون لو ألتقت مابتتحمل ، ماكانت تحسّ بآلم أصبعها وصارت تحس بآلم قلبها ، ماكان عنده أي شيء يقدر يربط فيه المنديل على أصبعها الخيارات محدوده وهم بالشارع ، فتشّ جيوبه لثواني وأبتسم بأتساع من لمس سبحته ، طلعها من جيبه وقطّعها قدّام عينها تتبعثر أحجارها على الأرض وما أهتم لها يلفّ خيطها حول المنديل ، وتمتمت هي بضيّاع من الوضع اللي هم فيه : ليش قطعتها !
مارفع نظرة لها وترك يدّها يكمّل طريقة لسيارته اللي كانت بعيده بشارع بس عن مكانها ، تأملت الحجر على الأرض ولفت بنظرها له ماتشوف منه غير ظهره ، وأنحنت تجمع الأحجار كلّها ماتبقي ولا قطعه منه ..
-
-
~ الليّل
نزل من سيارته وتوجه مباشرة لغُرفة وتر ، ماكان بطريقة أي أحد وهو أساسًا مابيتحمل لو وقف بطريقه أحد ، طق الباب ، وفتحه مباشرة من سمع صوت وتر ، مايتحمل الوقت : وش صار ؟
أبتسمت هي بربكه تغطي الأحجار بالمخدة الصغيرة : ماتقبلت الخبر مثل ماتوقعت تعبت علينا وعزوف تقول عادي !!
عقد حواجبه بأستغراب : تعبت ؟
هزت راسها بالإيجاب تشرح له ، وأخذ نفس هو يتوجه للباب : لو صار أي شيء ثاني بلغيني
ترك المكان بكبره يتوجه لحارتها ، حتى هو صار يخاف بقدر خوفها ، يخاف يقربون منها وهو ماودّه ، وقف سيارته قدام البيت يتأمله من بعيد ، ماكان متأكد هي موجودة أو لا لكنه بيتطمن لو كان هنا
-
-
~ بالأعلى
نزلت كوب الشاي وجلست على السرير تثبت المخدة بحضنها : صراحة تدخل وتر ماكان له أي داعي ! كان المفروض تكلمنا أول !
تنهدت غروب للمره الآلف ماتعرف شعورها لكن داخلها متطمن وماتعرف وش السبب : كان المفروض لكن صار ، عزوف تعرفين أني ماراح أظل جالسه هنا أنتظر الموت يجيني !
زمّت شفايفها لوهله ، تعرف هالشيء وذا سبب خوفها : سوي اللي تبغين لكن لاتتهورين وبلغيني أول مابتحمل لو صار لك شيء !
هزت راسها بالإيجاب ووقفت تتوجه لقفص الببغاء تداعب ريشه : لو كنت بسوي اللي أبغى لازم أتهور ولا؟..
هزت عزوف راسها بالنفي توقف خلفها : ماهو لازم !
كل شيء معاك غروب أنا والمحقق ووتر والقانون ماحد يمسّك !
أبتسمت هي تلف بنظرها لعزوف لثواني ، وتوترت من نظرتها لكنها مابيّنت : هالمره أنا بمسّ راعي القانون بمكانه !
عقدت حواجبها لثواني : وش بتسوين ؟
-
-
~ القصر الخالي
كانت فاتحة شبّاك غُرفتها تتأمل نجوم السماء ، وبين كفوفها كانت " سبحته " رجعتها قطعه وحده بعد مُعاناة طويـلة ، داخلها بارد بشكل مُتعب ، من اللقاء ومن الماضي ، من الأسباب والإحتمالات اللي هي تحطّها بكل الأشكال تدور له عذر ولو بسيّط لكن ماكان أي واحد من بينهم مُقنع ، البعد اللي حصّل بدون مقدمات والوضع اللي تغيّر مايعجبها لكنها تتشتت وتضيّع آلف مره لكن ماتحكي ولاتشكي لأن ماعندها من تشكي له ولا من يفهمها ، نزلت نظرها لسبحته بيّن كفوفها ، وأخذت نفس تتذكر زمانهم
-
-
~ قبل سنوات
دخل مِتعب الحوش وبين يديّه أرنب صغير وخلفه كان رماح ، جلس على الأرض ونزّل الأرنب عنده وأبتسم من صار بحضنه من جديد ، تمتم رماح بـ أبتسامة : شكله جوعان عندكم جزر ؟
رفع أكتافه بعدم معرفه وأنظاره باقي على الأرنب بحضنه : رح للمطبخ شف
هز راسه بالإيجاب ووقف يتوجه للمطبخ ، فتح الثلاجة مباشرة مكانها قدام نظرة لهالسبب ماعانى كثير ، وبلحظة وحدة وبدون مقدمات أنتفض بمكانه ووقفّ الدمّ بعروقه من سمع صوت تكسير الزجاج عن يمينه ، من لف بنظرة ناحية مكان الصوت ، وذابت عظامه من كانت قدامه بنت مايعرفها أول مره يشوفها ، كان واضح عليها إنها بأعلى مراحل الروقان ، من سماعات أذانها ومن كوب الأسبريسو اللي بيدها ، من تمايل جسدها اللي يبيّن أنها ألتفت "وهي ترقص " وكان هو اللي قدامها لهالسبب طاحت الكوب من يدّها من رُعب قلبها ، كانت تلبس بنطلون أبيض عاديّ جدًا مع قميص فوشي أول زر من أزرارة مفتوح ، وأخر زرين من الأسفل مفتوحه ، كانت رافعه شعرها لفوق وتاركه غُرتها اللي تغطي أطراف حواجبها براحتها ، قدّر يميزّ كل جزء فيها رغم قُصر الوقت قدر يحفظ تفاصيل يمكن هي ماكانت تعرف بوجودها ، ميّز أسوارة يدّها وميّز الخاتم اللي بيدها ، وعقدها حتى لون المناكير لاحظه ،كان هذا أول لقاء بين قلوبهم من كانت هي بنت الـ ١٣ سنه وهو ١٧ سنه ، تنحنح يصد بنظرة مايعرف هي مين لكنه يخمن إنها من قرايب متعب : آسف
تمتم بجُملته وترك المطبخ ، حتى الغرض اللي كان جاي له نساه ، رفع متعب نظرة له من حسّ هدوءه وتمتم بأستغراب : مالقيت جزر ؟
ماكان منه جواب شارد ذهنه ورجع يكرر جُملته من جديد وبصوت أعلى ، وجاوبه هو من إنتبه : مالقيت . ليش ماقلت لي أن فيه أحد بالبيت !
عقد حواجبه بأستغراب يلف بنظرة للمطبخ ورجّع نظرة له : من فيه ؟
رفع أكتافه بعدم معرفه : بنت صغيرة
وقف يترك الأرنب بحضن رماح وتوجه مباشرة للمطبخ ، عض شفته بعضب من كانت جالسة على الكرسي وسماعات أذنها باقي عليها ، توجه ناحيتها يسحب السماعة من أذنها وتمتم بغضب حاول يوقفّه : وش تسوين هنا ؟
بلعت ريقها بربكه هو أرعبها ماتنكر لكن رُعبها الأكبر صار الحين : كنت أشرب قهوة !
أخذ نفسّ يترك سماعتها ، يعرف أن أبوه يرجع كل ويكند للمدينة لأن باقي أمور لازم تُنجز وماكان يترك نورة وعياله هنا أبدًا ، والشيء المُستغرب حاليًا وجود وتر بالبيت : مارحتي مع أبوك ؟
هزت راسها بالنفي ووقفت تشدّ كفوفها بربكه : ما أحب هناك ، أحب هنا لأنك أنت هنا
عقد حواجبه لثواني ، يركز بنظرة فيها" مذهول" ، لكنه مابيّن أبدًا ، ومايعرف سبب نار قلبّه حاليًا ولا يعرف وش الشعور اللي صابه تجاه رماح من ثواني لكنه يعرف كيف يخفي شعوره بعد كلمتها : لاتطلعين برا . اذا سمعتي صوت الباب إطلعي
هزت راسها بالإيجاب ، لكنها زعلت ماتنكر ، تظنه بيتركها هنا لحالها وهو يعرف أن مافيه حاليًا غيرها حتى ليلى ماكانت موجودة ، تبعته بنظرها لحد ماخرج يقفل الباب وراه...أخذ نفسّ تمتلي رئته وزيادة وزفرة يبان ضيقة لرماح : بك شيء؟
هز راسه بالنفي : خذ الأرنب ورحّ عند مكانّا بجيك
هز راسه بالإيجاب وأخذ الأرنب يترك مكانه ، ووقف متعب بمكانه لثواني طويـلة ، مايعرف وش يسوي لكن داخله نار يعرف هالشيء ولا يعرف كيف يرمدها ، جبر الخطوة لغرفته ، وأرتمى على سريرة باله مشغول يعرف ، ومشغول بأشياء كثيرة المفروض ماينشغل فيها ، أشياء تُهلك عقله وماتناسب اللي بعمره ، لكنه هو "مِتعب" ويُدرك سبب التسميه أساسًا ، يتحمل مسؤولية أكبر من عمره لكنه يحب الصعب وكل شيء صعب يناله وهذي مُتعته أصلًا ، مر الوقت وهو بين أفكارة الكثيرة ، ومن أخذ القرار وقف يتوجه للمطبخ ، كان شُعاعها طافي ذابلة تمامًا ، لحد مادخل هو تُشرق شمسها من جديد ووقفت يبان إهتمامها : بغيت شيء ؟
هز راسه بالنفي ، كان يشتت نظرة عنها يتردد بكلامه تعرف ، ولهالسبب تمتمت بـ إبتسامة : تبغى تقولي شيء ؟
رفع نظرة لها لثواني ، وأخذ نفسّ من إقصاه : تخافين لحالك؟
رفعت حاجبها بإستغراب ، وتوترت مباشرة من سؤاله : بتروح مكان ! ماراح تبقى هنا ؟
هز راسه بالنفي ، وتنهد لثواني ، يعرف إن المفروض هي ماتبقى لحالها حتى لو ماكانت تخاف : بجلس معك لين يجون
توسّع ثغرها بشكل كبيّر لأنه بيبقى معها ، وبيكون فيه فُرصة تكلمه وتعرفه فيها ، أستغلت كل ثانية من وجودة معها ، ماكانت أسئلتها
تخلص، وماكان هو يجاوب على كل الأسئلة ، لكنها ماتمل وماحست غياب الأجوبه لأنها ماكانت تعطيه فُرصة لو كانت عنده نيه بالجواب
-
-
~ عند رماح
كان موجود جسد فقط ، كل خلاياه تركها هناك ، وكل شعور ضاع من يدّه ، تفكيره صار بكل التفاصيل ، كوبها اللي أنكسرت ، خوفها وملامحها اللي تبيّن كل مشاعرها ، وضوحها له وأنها شفافه قدّامه ، وبين كثرة التفكير هو هُلك وماكان قادر يحكّم شعوره ، طول ماهو يتدرب على الطين كان يصنع فخار وأشياء بسيطة يتدرب عليها وماكانت تصلّح للأستعمال ، لأول مره تفكيره يخرج عن المحيط اللي هو فيه ، لأول مره يجرب يصنع شيء صالح للأستخدام ، وكان من نصيبها ، طول مايدّة تعجن الطين تفكيره معاها وكيف بيعوضّها بدال اللي أنكسرت ، كان يحاول يتذكر لون الكوب لكنه ماكان قادر ، كل وجُل تفكيره بتفاصيلها هي والأوانها هي ، إنتهى من تجفيف كوبها لوّنها باللون الفوشي ، مايتذكر غيره والأبيض من الألوان ، أبتسم لثواني طويـلة من صارت بين كفوفه الناقص إنها تصير بين كفوفها فقط ، كان أكثر عمل يجتهد فيه ، ويركز فيه بهالشكل ويتبع فيه الخطوات مع الوقت المُحدد للتجفيف وللصب وللحرق ، ولهالسبب أخذت أكثر من يومين عشان تكون جاهزة
-
-
~ بيت ليلى المغرب
تعودت العيشه هنا ، لأن مرّ الوقت ، ومرّت الأيام وماكانت مثل ماهي تظن ، كان شعورها لمتعب مثل شعورها لسُهيل ويمكن أكثر ، ماتعرف ولا لقت سبب لحبها له لكنها تعزّه وأكثر من أي شيء ، كانت تظن الحياة هنا بتكون مثل حياة أي زوجتين يتشاركون رجال واحد ، مليانه مشاكل وغيرة ، وحقد وكره ، لكن لأن الموضوع كان أكبر من البسيط تغيّر الوضع ، والتفاهم كان بينهم رغم قُل الحديث ، ورغم إكتفاء ليلى بمتعب ، كانت تشوف مُحاولات أمها بأنها تزيّن العلاقة بين متعب وأخوانه ، تحاول تعدّل الأوضاع بين متعب وأبوه ، كانت نورة أكثر شخص يحاول من بدهم كلهم ، كأنها كانت تحاول تلحق على شيء قبل تضيّع ، كانت تستغرب أمها وإنها ماتتملل من كثر الحديث مع أبوها اللي مايغير أي شيء ، وماكانت تعرف بسرّ أمها أبدًا ، فزت بخوف من سمعت صوت الخطوات ، كانت خطوات ثقيـلة تبين التردد ، وماكانت قادرة تقيّد فضولها ، توجهت مباشرة للباب تفتح طرفه وعضت شفتها تمنع الإبتسامة من كان رماح ، بين كفوفه بوكس صغيّر ، ويتأمله ، فتحت الباب ووقفت قباله : تدور متعب ؟
أنتفض كلّه ، وقلبه معه من سمع صوتها ، وألتفت ناحية الباب مباشرة ، يبان عليه إرتباكه : لا ! .. إلا وينه ؟ أبتسمت هي لأنه يتردد : متعب طلع للمسجد وماجاء للحين شوي بيجي
هز راسه بالايجاب وظل ساكن بمكانه ماتحرك ، أنظارة على البوكس بين يدينه وقلبه ومسامعه معاها ، كانت باقي واقفة بمكانها لثواني بسيطة كأنها كانت تتأمله ، ومن إنتهت من تأملاته صدت بتدخل ، لكنه ردّها من تنحنح يبين إنه ماخلّص ، وفعلًا وقفت هي وتمتم هو بتردد : هذا لك
ألتفتت ناحيته ، ونزلت نظرها للبوكس بين كفوفه لثواني ورفعت نظرها له تستغربه : وش هذا ؟
رفع يدّه يتحسس عنقه من الخلف : بدال الكوب اللي أنكسرت
ماقدرت ماتبتسم ، أخذت البوكس من يدّه وتمتمت بهمس من خجلها : شكرًا
تمتمت بجُملتها بعجل كأنها بتهرب ، وفعلًا من إنتهت جُملتها هربت للداخل تقفل الباب خلفها وتوجهت لغُرفتها ، ماكان عندها صبر أبدًا ، خصوصًا إنها تعشق الهدايا بكل أنواعها ، عضت شفتها لثواني تتأمل الكوب ، من كل الإتجاهات ، وشدّ إنتباهها ، بُقعه صغيره بأسفله ، كانت تظنها عيب بالكوب ، وخابت ظنونها من ركزَت وبان لها توقيعه ، أو اللمسه اللي تبيّن أن هالكوب من يدّه هو ، كان حرفّة الأول ، مكتوب بطريقة مُميزة ولأول مره تشوفها ، ماكان عندها سبيّل غير إنها تغرق تأمل وتفكير وتدقيق بالحرف ، وبطريقة كتابته ، رجعت لواقعها وتنهدت من إقصاها ، تعب من الذكريات اللي ماتوقف ، ماودّها تحنّ لأمها أبدًا ، وماودها تتذكر أي شيء يخصها ، هي تخطت ونست والمفروض ماتعيّد الذكريات ، دخلت للداخل وتوجهت مباشرة لرفّ أكواب القهوة ، من بين الأكواب كلّها كانت كوبه ، محفوفه بالإهتمام من كل الجهات ، من طريقة تغليفها اللي تبيّن غلاتها ، مسحت دموعها من سمعت صوت الباب ، وتمتمت وهي تعدّل نفسها : أدخل ؟
دخلت ليلى بـ إبتسامة ، وسرعان ماسكنّ ثغرها من لمحت آثار الدموع على خدّها ، مسكت كفّها ورفعت يدها تمسح آثار الدموع عن خدّها : ليش ؟
ماكان منها جواب أبدًا ، وظلت ساكنه بمكانها ، كفّها بكفّ ليلى ، وأنظارها وسط عيون ليلى : أبوك جاء . حنّ لك سلمي عليه
تغيّر مودها تمامًا وتبدلت أحوالها يبان ذهول ملامحها ويبان شوقها أكثر من لهفة نبرتها : والله !!
أبتسمت ليلى تهز راسها بالإيجاب : غسلي آثار دموعك وأنزلي له
-
-
~ بالأسفل
نزلت ليلى بعد ماخلّص حديثها مع وتر ، وأخذت نفسّ من إعماقها تجلس بمكانها بعيد عنه ، وحسّ هو تضايقها لكن مابيدّه شيء اللي قدّمه لها أقل بكثير من اللي المفروض يتقدم ، كان المكان هادي تمامًا ، لحد ماسمع صوت خطوات وتر ، ومن بانت هي تنزل مع الدرج تسابق الخطوة ، توسّع مبسمه من كانت تسابق الخطوة من لهفتها ، من إستعجال الخطوة ومن إبتسامتها اللي ماسكنت أبدًا ، أرتمت بحضنه وأبتسم هو يقبّل جبينها يشدّها له مثل ماهي تشدّه : هلا بقلبي
أبتسمت هي وسط سيول دموعها ، ماكانت قادرة ترد الصوت له أبدًا من ثقل مشاعرها ، ورجع هو يقبّل جبينها ، تحت نظرات ليلى وإبتسامتها الهادية ، ورتبّ هو سؤاله لها : سُهيل وين ؟
رفعت نظرها له لثواني ، وزعلت مباشرة لأنه سأل عن سُهيل قبل متعب ، صدّت بنظرها عنه وتمتمت بخفوت : طالع أتصلت فيه بيجي
دخل بهاللحظة متعب وسكنت حركة عبدالعزيز ، وبعدت وتر لكنها باقي قريبة من عبدالعزيز ، كان وجهه خاليّ من المشاعر مايبان عليه شيء أبدًا ، جبَر الخطوة له يقبّل جبينه وكفّه وتراجع للخلف : الحمدلله على السلامة
كان يحس سلامه بارد لكنه تعوّدة ولا له حق يتكلم : الله يسلمك
ماكان الوضع بينهم مُستغرب لأنهم تعودوهم ، ماكانت عندهم القدرة على النُطق لأن كل الأسباب تردهم ، وأول سبب "إنه مِتعب" ، كان وضعه مثل الضيف بينهم ، ماكأن البيت له وماكان اللي هنا إهله ، ألتفتت الأنظار كلّها بإتجاه المدخل من دخل سُهيل هالمره : سلام عليكم
كانت نبرته ميّته هو حسّها قبل أبوه ، لهالسبب بقى بمكانه ماوقّف ولا تغيّر مدى نظرة عليه باقي يحاول يفهم شيء من ملامحه لكن ماكان بيّن له أي شيء ، لهالسبب وقفّت الحروف بداخله ماردّ السلام ، إنما تمتم بخفوت وأنظارة باقي عليه : إجلس هنا
أشر بنظرة على جنبه ، وتوجه سُهيل له يجلس جنبه المركى بينهم : وش بك أنت ؟
ماردّ أبد ، لكن ملامحه تبيّن أن فيه شيء يعرف : معك مُهله أنا أحدد متى تنتهي لكن تقول قبل تنتهي !
رفع حاجبه بذهول : تعطيني مدة وتحددها ولاتعلمني متى تنتهي ؟
هز راسه بالإيجاب يوقف يستأذنهم ، وقبل يخرج من مكانه تمتم عبدالعزيز بأندفاع : أختك
سكنت حركته ظهره يقابلهم ماتحرك من مكانه ، ونبض قلبّ وتر بشكل مجنون ، كل التعقيدات اللي تحصل بينهم سببها هي ، لأن عبدالعزيز يبغى من متعب الإهتمام بأخته وهي ماقاصرها أي شيء ، لكنه مايشوف : ماتجبرها على شيء هي ماتبغاه
لف بنظرة ناحية وتر تتغير نبرته ونظرته : إستقيلي من مكانه وأبدلك بالمكان اللي تبينه ، مايردك شيء أنا عندك
كان متوقع غضبه ومُتوقعه ردّة فعله ، لكن كل التوقعات تخيب لأنه أبتسم ومشى أكتفى بهالشيء الموضوع بيدّ وتر تبغى تترك شركته ولا تبغى تجلس مابيتسول بقاها عنده وهي ماتبغى ، ولا بيطلب منه السماح ولا فكّر حتى ، لفت نظرها لأبوها من ترك المكان متعب ، وتمتمت بعتب : أنا أبغى الدوام هناك ! عاجبني ماغصبـ..
قاطع حروفها نظرته اللي تغيرت مباشرة : ما أفهم يعني ؟ أدري بك ماتحبين الدوام ولا تحبين تلتزمين بشيء ، أدري أن الغصب منه هو !
قهرها يبان عليها لكنها ماتتكلم ولا تقدر تقول شيء ، هي تستمد القوة من ولدها لكنه ماهو موجود عندها ، تُقهر وتسكت مايحس بقهرها غيره هو ، ماقدرت تتكلم ولا قدرت تصبر ووقفت تترك المكان تتصافى نفوسهم بينهم لكن ولدها ماتتحمل تسمع عنه حكي ، شتتت وتر نظرها عنه : متعب مايغصبني على شيء ما أبغاه ! ليش أنت تكرهه؟
تغيّرت ملامحه كلّها لشيء ماقد أنشاف ، لأول مره تنساب هالكلمة لمسامعه ووقعها ماكان هيّن ليّن عليه : بابا أنت ماتعامل متعب مثل ماتعاملني أنا وسُهيل كلنا شايفين الفرق كلنا عارفين أنت ماتحبه مثل ماتحبنا !
ماكان كلامها مُرتب ولا كان عندها إستعداد تقوله ، لأول مره يكون منها هالحكي لأول مره تتجرأ ، لكنها هي تعاني مثله لكن مو بقد معاناة متعب ، هي تحسّ به وتتألم بكل مره تشوفه ، ماكان منه ردّ يُرضيها ووقفت تمسح دموعها وصعدت فوق ، يبان إنزعاجها من طريقة إبعادها لشعرها ، ومن شدّها لكفّها ، وقف سُهيل ياخذ جواله : ماعليك منها ، دلوعه هي
كانت نبرته ساخرة أكثر من كونها جديّة وهو أساسًا يقرّب من كل شيء إلا الجديّة
-
-
~ سيارة مِتعب
ماكان عارف دربه وين ، ولا كان عارف الطريق اللي ماشي له بيوّصله لوين ، هو يصدّق كل شيء إلا إنه متضايق الحين من حكيه ، المفروض تعوّد لكنه بكل مره يكون شعوره أعظم من قبله ، وقفت سيارته بنص الطريق يفتح شباكه يسمح للهوى يدخل داخل السيارة ، يجدد شعوره ، وأخذ بوكه يتأمل الصوره ، يمكن هي الشيء الوحيدّ اللي يحتاجه الحين ، أخذ نفس يرجع ظهرة للخلف ، وأنظارة باقي على الصورة ، مع كل يوم ومع كل نظرة يزيد شعوره وتزيد رغبته ، يعرف أن اللي بين كفوفه ماهي حلاله باقي ، لكنه يجاهد الوقت والهوى وتصير هي حلاله ، تنهد من وصلّ إتصال ، لكنه ماشاف من مين إنما شغل السيارة يحرّك
-
-
هي تعرف أن هالوقت مُمكن مايكون فيه أشخاص كثير بالمركز ، لهالسبب أختارت هالوقت بالذات ، شدّت سلسلة شنطتها تثبّت نفسّها وتوجهت ناحية أول شخص شافته ، كان مظهرة المُبهذل يدل أنه من مُدة هنا : لوسمحت !
وقف بمكانه ولف بنظرة لها : سمّي ؟
توترت هي ، ماتعرف وش تقول لكن لسانها نطق : مكتب المحقق متعب وين ؟
عقد حواجبه لثواني ، وشتت نظره عنها كل ظنونه إنها إخته لهالسبب خضع نظرة عنها : بالدور الرابع ، خامس مكتب
هزت راسها بالإيجاب تشكره ، وتوجهت مباشرة للمصعد... وقفّ المصعد وماوقفت خطوتها لأنها تخاف تتردد ، ويزيد إصرارها أساسًا عدم وجود أشخاص حولها لا بالأسياب ولا بالمكاتب ماتسمع صوت ،والزجاج يبين نصف اللي داخل المكاتب وهي ماتشوف غير الظلام حاليًا ، وقفت خطوتها من صارت عند الباب ونزلت راسها لثواني ،تحاول تستوعب وضعها وتحاول تستعد لشعورها لو كان هو خلف هالباب ،زفّرت شعورها وفتحت الباب ، هدى نبض قلبها من كان المكتب مُظلم ، تتطمن إنه ماهو موجود ، قفلت الباب خلفها وشغلت نور جوالها ماودّها أحد يعرف بوجود أحد بمكتبه ، أبتدت بأول ملف موجود على الطاولة ، وماكانت قضيتها ماكان اللي هي تبغى ، كل ملف موجود على الطاولة تفحصّته بعجل ، ماكان الوقت معها لهالسبب تستعجل حتى بقراءتها لكل ملف ، قفلت الملف الخامس ولوهله كانت بتتحطم آمالها ، بدون وعي منها جلست على الكرسي ، ماتعرف تصرفاتها وقت تكون متوتره ، فتحت أول درج وسحبت أول ملف ، تشوف رجفة يدّها ويزيد خوفها ، شُلت أطرافها ، وزادت رجفة يدّها من إنرعابها قبل ذهولها ، من قرت أول السطور ، من كان الموضوع كلّه هي ، ماتحاملت دموعها من ذهولها باللي تقراه ،وقف كونها كلّه من أول ورقه كيف لو كملت الباقي ؟ ماكان عندها إستعداد تبقى هنا أكثر ويغمى عليها بمكان هي ماتظمن نفسها فيه ، وقفت بثقل الكون ماتحس رجولها من تصلبها ، ماتحس بالدنيا حولها من دموع عينها تحجب الرؤيه عنها ، خرجت من المكتب وحتى الباب ماقوت تسكره وراها ، كانت تحاول تثبت نفسّها عن طريق الجدار بدون فايدة ، صعدت بالمصعد وتحرّك شعورها مع حركة المصعد ، من أول مابان لها نور الخارج نزلت منه وتوجهت مباشرة للباب ، صعوبه شعورها والقضية اللي لبسوها إمها وهي مالها دخل فيها ، الكذب والتلفيق الموجود بكل سطر ، تعجُبها أكبر لأن الملف كان عنده هو ، تعقدت أمورها أكثر وفكرت بأشياء كثيرة المفروض هي ماتفكر فيها ، شُدت ملامح وجهها من دخلت سيارته تعرفها ، توترت ونبض قلبها بأكثر شعور تكرهه حاولت تبيّن الطبيعيه اللي هي بعيدة عنها أصلًا وتوجهت مباشرة بالطريق المعاكس لطريقة ، ماقوت تلف نظرها له ماقوت تتطمن حتى إنه ما أنتبه لها
-
نزل من سيارته مايشوف المكان حوله ، شعور داخله يحجب عنه الرؤيه كلها ، لأنه أبحر وغرق بتفكيره كل الحلول اللي مُمكن تقربها بعيدة عنه ، وكل الأسباب ضده ، ما إهتم لا لتحية المحققين الموجودين بالمركز ولا للجنود ، خطواته تسابق الوقت ويكون بمكتبه ، وقفت خطواته لثواني لأن الباب مفتوح ، وعصبّ مباشرة يصرخ : زيــد !!
كانت نبرته عاليّه تنسمع من الكل ، دخل مكتبه يشغل النور ودخل زيد بعده : سم طال عمرك !
عض شفته بغضب ، تدور إنظارة بالمكان حوله يحسّ بالتغيير : من دخل مكتبي ؟!
بلع ريقه من توتره ومن نبض قلبه اللي تعدى الحدود : بنت
عقد حواجبه ولف بنظرة له ، تحتد نظرته بدون شيء أساسًا وزادت الحِدة وزاد توتر زيد يتراجع للخلف من حسّ شرارات الغضب وصلته : منهي ؟
متردد مليون ، من غضب متعب ، يخاف أن اللي سواه غلط : ماسألت عن أسمها سألتني عـ..
قاطعه بغضب شديد ، من ضرب الطاولة : لاتعطيني تفاصيل ماطلبت عطني الزبدة !!
أنتفض كلّه من نبرته ، وشدّ كفوفه : سألت عن مكتبك وقلت لها ، ظنيتها من أهلك طال عمرك مـ..
ركل الكرسي بغضب يبلع حروفه ، وثبّت متعب نفسه على طاولة مكتبه يتمتم بنبرته الغاضبه رغم خفوتها : هات تسجيلات الكاميرات الحين !
نبرته الهادية تُرعب أكثر من عالي صوته ، لأن هدوءه مايجيب العواقب سليمة ، ربع ساعه فقط صارت التسجيلات بين كفوفه ، عرفها مباشرة ما إحتاج يكمل باقي التسجيلات وأبتسم لثواني ، كان متوقع منه الغضب ، متوقع إنه بيحرق الدنيا كلها لأن فيه أحد تعدى حدوده ، وهو مايسمح لأحد يتعدى أي حد من حدوده ، لكنه خمّن أن هالشخص مسموحه له كل الحدود ، ويزيد تأكده من أن الحدود مالها وجود عند هالشخص من تغيرت نبرة متعب لنبرة لأول مره تكون منه ، نبرة فيها عواصف هادية كثيرة : إطلع
خرج من المكتب ، وشبك أصابعه ببعض واقف التسجيل عند وقوفها عند باب مكتبه ، ماهو متأكد هي شافت الملف ولا لا لكن كثير الظن إنها شافته ولا ماكانت تركت المكتب بهالحاله المُبهذله ، ماتوقع أن الأحداث بتغير مسارها للطريق اللي هو يبغاه لهالسبب هو بهالراحة العظيمة
-
-
ثقل الكون تحسّه يثقل قلبها ، وأول شيء ساور ذهنها كلامة"عمك يدورك ، أهل أبوك يدورونك" فهمت الحين ليش هو عرض عليها هالعرض ، وفهمت ليش قال أنهم يدورونها ، كل الأمور تعقدت وهي حاليًا تحتاج تبقى لوحدها تحتاج تفهم وتقرّ قلبها ، ومع كثرة الأسئلة اللي تساورها ، ومع التعقيدات اللي تجددت ، ماعادت تحس بالأمان من جديد ، لأن أمانها كان نفسها ، وهي حاليًا ماتحسّ بأمانها ، ماكانت بمكان بعيد عن المركز ، وماكان قريب يعرفون وينها ، هي دخلت أول محل قدّام نظرها ، ونبض قلبّها بشدّة من كان معرض فنون ، بأنواعها ، أول اللوحات اللي تكون بمدى نظرها هي "غروب الشمس، وشروقها" كل شيء يتعبّها ، وكل مكان يملاها بالأسئلة ، وقفت قدّام لوحة ، غروب الشمس مع إعصار البحر ، اللي يعصف بالنخله الوحيدة الموجودة بالصورة ، ألوان الصورة برتقالية زيادة عن اللزوم تذكرها بكل غروب للشمس مع أبوها ، تذكرها بأمتع فقراتهم وهي "تأمل غروب الشمس" تحت شباك غرفتها ، مع كِتاب الشعر العربي الفصيح ، ومع عذّب صوته من يغنيّ لها مواويل الأشعار ، بكت من حنينها بكت قدام اللوحة ينهز كل جزء فيها ، ينهز أكثر من إهتزازها ، ماكانت هي القوة لنفسها ، ولا بتكون مدامه ماهو حولها ، مدامه مايشاركها غروب الشمس ، مدامها ماتحسّ وجودة ، ضعفت وأكثر من شعورها ،الغربة اللي تحسّها بين نفسّها بين داخلها تزيد تعبها ، حيرتها والقرارات المعروضه قدامها ، واللي هي تتخيّر فيها وصعوبتها رغم سهولة الحكي ، أخذت نفسّ من إقصاها من سمعت الصوت خلفها : أنتِ بخير ؟
هزت راسها بالإيجاب وجبّرت الخطوة لمكان ثاني بعيد عن الحشد الموجود قدّامها ، تحتاج مكان مفتوح ، مكان تقدر فيه تاخذ كفايتها من الهوى ، وصعدت مباشرة للسطح ، أول مكان خطر لبالها ، وأكثر مكان بترتاح فيه ..
-
-
~ بيت رماح
وضوح مشاعره يتعبّه وجدًا ، كان عارف أنه وقت يلتقي بخالته بيشوفها لهالسبب كان يحاول يبعد عن كل قريّب يقرّب لها ، يحاول بكل قُدرة ورغم كثرة المحاولات ماكانت تغيب عن باله ولا عن قلبه ، نبض قلبه من أهتز جواله ، مايعرف السبب لكنه حاليًا غارق فيها ، سحب جواله من على الطاولة ، وعقد حواجبه لوهله من كان إشعار من الإنستقرام ، لايك على صورة من البوستات ، من إعمال يدّة "كوب أسبريسو" أكثر إعماله هي ، لكن اللايك كان على أول صورة نزلها قبل سنوات من لما فتح حسابه ، صورة كان ماسك فيها كوبّه عروق يدّه تبان ، وكان يحاول يبين المحفور داخل الكوب "أرسل رماح الهوى وأرسل سيوفه يشتهيك القلب في كل الطواري" ماكانت شطر من قصيدة فقط ، كان داخلها مراسيل وصلّ بينهم ، داخلها دواوين شعر تُرسل بينهم ، ومن كان بيدخل للحساب إختفى اللايك من على الصورة ، يستغرب الوضع ، لكنه ما إهتم وقفّل جواله ، لأن ذاكرته حاليًا رجعت له شعور قديم ، شعور تجدد بأخر يومين ، وأخذ نفسّ من إقصى قلبه يرمي ثقل جسدة على الكنبة
-
-
داخلها يحترّ بشكل مجنون ، دمّها يغلي ولسانها يردد "يارب ماشاف ، يارب ما إنتبه" خللت أصابعها بشعرها ووقفت تدّور بمكانها ، تشتم نفسها وماتوقف ، ماكان لازم تراقب الحساب لكن يدّها تحكّها ، هو ماحذف ذكرياتهم باقي وهذا سبب حيرتها أساسًا ، لو كان شايلها من باله مابقت ذكرياتهم بحسابه : أنت تبغاني ولا ماتبغاني ؟
ضحكت بسخرية ترجع شعرها خلف إذنها : أسأل نفسي والأجوبه كلها عندك
أخذت نفس وأرتمت على سريرها : الله يجازيك كثر حيرتي الحين
وين ماكان الدرب نهايته هو ، حتى دروب تفكيرها تنتهي فيه هو ، حيرتها بحُبه وبتمنعه ، تتعب عقلها ، نبض قلبها بجنون من طُرق الباب عدّلت نفسها وتنحنحت تتمتم بخفوت : أدخل
دخل عبدالعزيز بهاللحظة ، يتنهد قبل وصوله لها ، وميلت شفايفها لثواني لأنها تعرف سبب جيته ، جلس يمينها على سريرها ، مرّت ثواني صمت عليهم ، قطعها عبدالعزيز من تمتم بخفوت وأنظاره تروح لكل مكان إلا مكانها : لاتشككين بغلاتكم عندي مره ثانية ياوتر !
لفت بنظرها له وأخذت نفسّ كانت بتتكلم لكنه قاطعها : لاتقولين شيء ! أنا بتكلم
أدور رضاكم كلكم ، ولو إن الطريقة ماهي زينه لكنيّ أدوره ماودّي تُجبرين على شيء ماودك به
هزت راسها بالإيجاب ماقدرت تكتفي بالصمت : أنا غلطت ماكان لازم أتكلم بهالطريقة صح ، آسفه
أبتسم هو يلف بنظرة لها ، مايطوّل الزعل بينهم مهما كان السبب ، سحبها لحضنه يربت على كتفها ، وأبتسمت هي لأنه بهالحضن قبل إعتذارها ، مثل كل مره يحصل بينهم خلاف ومن تعتذر هو يقبّل الإعتذار بهالشكل
-
-
~ اليوم الثاني ، بيت غروب
داخلها يتأكل من التفكير ، تُنهش ضلوعها ولا تفهم الأسباب ، نقص قضية الماضي والزيادة اللي صارت على أمها تتعب روحها أكثر من عقلها ، نزلت دموعها تشدّ رجولها لحضنها ، وأخذت نفسّ : الله لا يسامـ..
ما أكتملت حروفها من أنرعابها بهاللحظه ، إنرعابها بالصوت الثالث غير صوت قلبها وصوتها هي ، الصوت اللي تمتم بتنهيدة : لاتدعين على عمّك
رفعت نظرها ناحية مصدر الصوت ، ونبض قلبها بشدّة توقف من شعورها ، توقف يرتجف داخلها لهفه وحنين وشوق : م ، ماما !
أبتسمت غدير من أرتمت بحضنها تشدّها وقبّلت خدّها تحنّ نبرتها هي بالمثل : ياعيون غدير أنتِ ياعيوني ياماما
ثقل قلبها تلاشى من حست نبض أمها حولها ورمّت ثقل صدرها ، تتمتم بخفوت : حنيت لك
ضحكت غدير تعدل شعرها للخلف ، تحاوط خدّها بكفوفها وحاولت تمسح سايل الدمع : رجعت لك ، الحين مافيه غيبة الحين أنا وراك وقدامك وبكل مكانك تطمنيّ
نزلت دموعها من جديد ، ماتتحمل الحنين ، يكفيها حنينها لأبوها يكفيها حنينها للماضي معهم : مابسمح لك تروحين مكان مره ثانيه أبغاك جنبي قريب
هزت راسها بالإيجاب ، وأخذت نفسّ من أقصاها تقبّل خدها من جديد ، ماتكتفي قُبل
-
-
~ مكتب متعب
ليلة كلّه قضاه هنا بين قضاياه اللي ماحُلت ، وبين إنحصار تفكيره بحالها بعد ليلة أمس ، بعد معرفتها بالقضية ، أخذ نفس يرجع ظهره للخلف يرمي الملف على الطاولة ، ماكان قادر يفهم أي شيء من الملف وهي ماتركت تفكيرة ولو للحظات...
-

أنتِ بين النفس والهوىWhere stories live. Discover now