الجزء 31

9.9K 280 26
                                    

-
-
لمت الوشاح عليها من حست بلفحات هواء الشتاء الباردة تهبّ عليها من فتحت باب اللي يطل على خارج القصر ، وخرجت أول خطواتها للخارج تلف بنظرها لمكان شتلاتها وعقدت حاجبها بلحظة ذهول من المشهد أمامها ، من كان -عبدالعزيز- عند شتلاتها ماتميز هو وش يسوي بالضبط لكنه عرفته من الشيب اللي يعبي شعره ، وابتسمت تتوجه له تتمتم : صباح الخير
لف عبدالعزيز بنظرة لخلفه يبتسم من لمحها تُشع من مكانه ومايعرف شُعاع الشمس صار ينعكس على شعرها ولا هي تُشع بهاء بهاللحظة؟ كانت بالبجامة المخملية الوردية وتغطي أكتافها بوشاح أبيض : صباح النور
سكت لثوانـي ماهي رغبة منه كثر ما إنها ضاعت تأمُل منه لروعتها بهاللحظة يتذكر بدايات زواجه فيها ، كثرة العتاب والسؤال منها والنفوّر منه وتمتم يرجع نظرة للأسفل : تعالي شوفي شغلي صحيح ولا لا
ابتسمت ليلى تقرب له تنحني جنبه وابتسمت ترجع شعرها خلف أذنها ، تلمس رطوبة التربة من كان مغيّرها : مهمّلتهن ، مشغلك عرس ولدك ؟
هزت ليلى راسها تاخذ القفازات تلبسهم : وملكة وَتر بعد
ابتسم عبدالعزيز يزرع الشتلة الجديدة اللي هو جابها بنفسه بين التُربة : باقي لنا سُهيل ونخلص
ابتسمت ليلى وعينها على يدّه يلي تضغط التربة : كلّمني عن هالموضوع وسألته إذا بباله وحدة ومارد علي بس فهمته
ضحك عبدالعزيز ينفض يدينه عن التُربة من خلص : تهقين يبي ميهاف ؟
هزت ليلى راسها برفض قطعي تأشر له بيدها حتى : لا الأكيد إنها مو هي ! مايحب طاريها سُهيل
عقد حاجبه بأستغراب يلف لها : وليه مايبيها ؟ خبري به مايطلع من مصيبة إلا وداخل غيرها وهي معه تحرّضه
ضحكت ليلى تهز راسها بالإيجاب : تشبهه ميهاف يمكن عشان كذا ماتليق عليه؟
ميل شفّته لثواني يتأمل الزهور اللي تتنوع أمامه : خلصنا ؟
هزت ليلى راسها ترمي عليهم نظرة أخيرة ووقفت : بس أسقيهم ونخلص
هز راسه بالإيجاب يجيب مرش الماء يعطيها تسقيهم ، ومن إنتهت رجعه لمكانه يتمتم : أفطرتي ؟
ليلى : لا بس الفطور جاهز
عبدالعزيز : وَتر وسهيل نايمين ؟
تنهدت ليلى تتغير نبرتها : أيه ومتعب مع غُروب
هز عبدالعزيز راسه بالإيجاب يفتح لها الباب : عندي العلم
ابتسمت ليلى بتعجب تلف له توقف خطوته عند الباب وتصير هي قدامه وعينها تثبتت وسط عينه تتمتم بتساؤل : أتصلت عليه؟
هز عبدالعزيز راسه بالإيجاب يسكر عيونه لثواني ورجع يفتحها يتأملها : البارح بالليل بعد ماوّصلنا مشى وسألته وين راح
لمح ابتسامتها اللي عبّت ثغرها يبتسم لها ، ويتعجب تبدل حالها من يصير منه مبادرة بسؤال عن متعب ، وهو مبدئيًا صار يعرف وش يفرّحها ووش يكدر خاطرها ، وكملت طريقها للداخل بهدوء يتبعها هو
-
ضحك كلّه يهز راسه بعجز منها : بنـت!
ابتسمت غُروب تنزل نظرها ليده اللي تعجن الخبز ورجعت نظرها له ترمش وتتمتم باستغراب : وش سويت !
رفع متعب حاجبه بتعجب من إنها تُنكر يلف بنظرة لها : أعقلي قلت
هزت راسها برفض تتكي براسها على يدها فوق الرُخام ويسارها تلعب على ظهرة ، وضحك هو من كررت الحركة وترك العجين يلف لها يتركها تصرخ بذهول من تحرك ، وحاوطها قبل تهرب يرفعها على الرخام : ماتتوبين !
هزت غُروب راسها بالنفي : بتوب والله بتوب بس لا تعجن العجين بهالشكل أحسها تعورت
ضحك متعب بذهول لإنها تستعبط : هذا الإشراف حقك؟
هزت راسها بالإيجاب تحاوط عنقه : مو عاجبك ؟ أمشي ترى
عضّت شفّتها من تلبّسه الصمت بهاللحظة وهي من أول جلوسها على الرخام تحاول تتغاضى عن نظراته : مِتعب لاتسكت فجأة
هز متعب راسه يثبت كفوفه على الرخام يحاوطها من الجهتين ، وتمتم وعينه تتبع عينها اللي تهرب منه : ليه ؟
شهقت غُروب بذهول من سمعت صوت بالخارج ينطق بقوله "ياعـرب" وحاوطت عنقه ينزّلها ، وعدلت فُستانها من أرتفع مع نزولها تتمتم : هذا صوت عمّي
هز متعب راسه بالإيجاب يتوجه للخارج يتبعها ، وعقدت عزوف حاجبها بذهول تمنع ضحكتها من لمحت منظرهم وقت خرجوا من المطبخ ، من كانت غُروب متقدمة عنه بفستانها وملامحها مُحمرة من خجلها وتفهم سببها ومن لمحته خلفها بثوبه وكلهم يلبسون المريلة ووضح لها مين اللي يطبخ من لمحت تلطخ كفوف متعب بالعجين ، تمتم خالد : السلام عليـكم
ردّوا سلامة تبتسم غُروب بإحراج وتلف بنظرها لمِتعب : كنّا نسوي الفطور ، على وشك يخلّص أفطروا معانا
هز خالد راسه بالنفي يبتسم : كثّر خيرك أفطرنا والله ، أبوي وينه ؟
تنحنحت غُروب تشابك كفوفها ببعضهم تعدل شعرها بربكة : صحى من شوي وبالمجلس الحين يتقهوى
هز خالد راسه بالإيجاب يبتسم لها : كملوا فطوركم ، بنتقهوى مع أبوي حنا
هزت غروب راسها بالإيجاب تلوح لعزوف بيدها ، وعضّت عزوف شفّتها يرتعد قلبها رهبة من مسك خالد يدّها يتوجهون للمجلس ، وعضت غُروب شفتها تلف بنظرها له : أعتقد الفطور مابيجهز إلا الظهر
تكى متعب على طرف الباب يبتسم : بركاتك
ضحكت غُروب تميل راسها لثواني ونطقت مع توجهها له : مابنكر هالمرة
-
تحس بالغرابة تتسلل كُل قلبها ، أول مرة تشوف راشد لكنها ماتحس بإنها الأولى ، من رحابته ومن منطوقه ، ومن إنه مايحسسها بإنها غريبة ماكأنها إلا بنته : وشلونك ياعزوف ؟ عساك طيبة
ابتسمت عزوف بخجل تجاوبه : الحمدلله بخير ياعمّي أنت شلونك ؟
ابتسم راشد : الحمدلله ، الحمدلله ووشلونه ولدي معك؟ أي زله تشوفينها عليه علميني وأبد مالك إلا اللي يبرد وجهه
ابتسم خالد يلف بنظرة لها ينتظرها تجاوبه : لحد الآن ماشفت منه إلا كل خير ، ونعم التربية ياعمّي
ابتسم راشد يهز راسه بإعجاب لجوابها ، ويلمح خالد إعجابه بعينه يتوسّع صدرة بعد ماكان يضيّق من همه
-
دخلت ميهاف المقهى تبتسم من لمحت البنات بأخر طاولة تتوجه لهم ونزلت نظاراتها الشمسية تتمتم : أهلين صبايا
ضحكت صِبا تلف بنظرها لها : أهلًا ياصباح الخير !
جلست ميهاف تبتسم وعيونها تتفقد المكان : صباح النور مالك بالطويلة وش أحسن شيء عندهم ؟ بخاطري شيء دافي يدفيني بموت من البرد !
ابتسمت صِبا تأشر على بيادر اللي كانت بعالم أخر وبعيد عنهم وعيونها تحرق الباب من كثرة تأمُلها له : اسألي بيادر المقهى من أختيارها
تنحنحت بيادر ترجع نظرها لهم تعدل كوبها من سمعت أسمها وهي ماتعرف وش الموضوع بالأصل : وش قلتي ؟
ضحكت ميهاف تتمتم : مين اللي يلاقي بيادر بعالم بعيد عنّا الحلوة
ابتسمت بيادر تهز راسها بالنفي : معاكم ! معاكم مارحت بعيد بس بحدود الشغل
رفعت ميهاف حاجبها تبتسم وتمتم بتساؤل : وش تشتغلين بيادر؟
ابتسمت بيادر : مُحاسبة لكن قاعدة أدوّر على مكان مناسب أتوظف فيه ، تركنا الجنوب وبنستقر هنا خلاص وللآن مالقيت وظيفة مناسبة لي
ابتسمت ميهاف بذهول : وش هالصدف ! وعمّار يدور على محاسب !
ماكان من بيادر الإهتمام تلعب بكوبها وهزت راسها بالإيجاب تتنهد لثواني ، وتمتمت ميهاف بتساؤل : خدمة ذاتية هنا ؟
هزت صبا راسها بالنفي : ماعرف حنا طلبنا أول مادخلنا
هزت  بيادر راسها بالإيجاب توقف ولقت بنظرها لخلفها ومامشيت خطوتها من فُتح الباب تلمح الداخلين مع الباب : عمّار !
عقدت بيادر حاجبها بذهول تلف بنظرها لها : وش قلتي ؟
لفت ميهاف بنظرها لها تبتسم لثواني : أخوي ! عمّار بروح أسلم عليه ثواني
وقفّتها صبا من مسكت يدها ترجعها لمكانها : وش تسلمين عليه ! شايفة مين معاه ؟
هزت ميهاف راسها بالإيجاب تتمتم بإستغراب : معاه سُهيل عادي مثل صاحبي سُهيل
ضحكت صبا بذهول تهز راسها بالنفي : أجلسي لوسمحتي مايصير ، وليش ماجت معاك مناهل ؟
تنهدت ميهاف تجلس ويدها تلعب بنظاراتها الشمسية : نايمة مو جوها طلعات الصباح
كان كُل نظرها عليه ،ماتميز إلا هو تتأمل أدق تفاصيله وماتستوعب وضوح مشاعرها على عينها ، تتأمل طريقة وقوفه وأستقامته قدام الباريستا ، تتأمل حركة شفايفه من كان يتكلم مع سُهيل ، تقلبات ملامحه وحركة يدينه كلّها ميّزتها ، وعضت شفتها بلحظة تشتت نظرها عنه من التقت عينها بعينه ، تلف بنظرها للبنات ، ورجع عمار نظرة لسُهيل يبتسم لثواني لإنه عرفها وفهم سبب هدوء نظراتها له يستغرب ابتسامته سُهيل
-
ولف بنظرة لخلفه بيشوف السبب بتوسّع ثغر عمّار ، وماكملّ التفاتته ولا سمح له عمّار من مسكّ ذراعه يلفه له يتمتم بتساؤل : وش قلت تبي ؟
رفع سُهيل حاجبه بذهول من إنه سأل وهو لتوه قال وش يبي وهز سُهيل راسه برفض : شنوحك ! وش ماتبيني أشوف؟
ابتسم عمّار يحاوط كتفه يلفه للجهة المعاكسة لطاولة البنات : أخلص خلنا نمشي بس
ميل سُهيل شفايفه مايعجبه الوضع وأخذ عمّار الطلب يخرج معاه ، ولفت ميهاف لخلفها من سمعت صوت الباب تتأمل خروجهم : طلعوا !
بلعت بيادر ريقها لثواني ووقفت تزفر ضيّق قلبها : وحنا بنطلع يالله بنات
-
ماتعرف كيف مرّ الوقت وهي ماحست بمروره من خفّته عليها ، تسمع سوالـف راشد وتبتسم لها تشاركه بالسوالف وتنسى وجود خالد يمينها ، وكان كُل تركيزه عليها وكيف إن أبوه صار يسترسل بالكلام - لأول مرة- من بعد وفاة عياله والسبب هي وداخله كلّه يمتنّ لها ولوجودها ، والحين صار وقت فطور راشد ومتعب وغروب يستغل هالوقت خالد بإنه ياخذها لأُمها تسلّم عليها ، وفعلًا هو الآن معها بالسيارة بطريقهم لبيتها : وين ودّك شهر العسل ؟
رفعت حاجبها بسخرية تلف بنظرها لشباكها : ما أشوف إن له داعي
هز راسه بالنفي يفك حزام الأمان من وقفت سيارته قدام البيت : بعد عرس غروب ومتعب ماشين عطيتك العلم هيئي نفسك
رفعت حاجبها تلف بنظرها له ، ونزل هو مايسمح لها تناقشه ونزلت خلفه يقفل السيارة ، ووقفت على عتبة الباب جنبه ورن هو الجرس على نُطقها : لما تفتح موضوع قابل للنقاش ناقشني لاتهمّشني وتمشي وأنا ما أبديت رأيي !
كان كل كلامها هامس لكن وصلّه غضبها من نبرتها يفهمها ، وفُتح الباب قبل يجاوب يبتسم من كان ماجد : ياهلا والله ! أرحبوا !
ابتسم خالد من بشاشة وجهه يصافحه ، يسلّم عليه : هلا بالمهلّي أي والله
ابتسم ماجد من لف لعزوف بيسلّم عليها ، وزادت ابتسامته توسّع من أختارت تحضنه تُرعش قلبه من عدم توقعه لهالحضن ، يبادلها تحت نظرات خالد ، ولف خالد بنظرة للباب من لمح مشاري -أخوها الأصغر- : وأنا أشوف الحيّ منور أثاري بهجتي زايرة المكان
ضحكت عزوف تبتعد عن ماجد تتوجه لمشاري تحضنه ، وابتسمت من بادلها الحضن وماطوّل وتعرف بإنه يُحرج ومايحب هالشيء لكن لخاطرها هي وعشان مايكسرها بادلها يتمتم بعد ما تراجع للخلف : أمي تهوجس بك
ابتسمت عزوف تهز راسها بالإيجاب وتوجهت للداخل ، ومسامعها تركّز على إرتفاع أصوات أخوانها من -جديد- بترحّيبهم لخالد...
-
فتحت باب غُرفة نجلاء تستغرب ظلام الغُرفة وهدوئها وشغّلت النور تدخل للداخل ، تنزل طرحتها على أكتافها : ماما؟
ماسمعت لها ردّ ولا لمحتها تتوجه للخارج تستغرب خلوّ غُرفتها منها ، وتوجهت لغُرفتها هي تبتسم أول مايدّها لامست مقبض الباب ، من رجعت تسمع أصوات أخوانها بالأسفل ، من رجعت ترتفع بالضحك هالمرة ، وفتحت الباب بعدها تزمّ شفّتها من ارتجفت وقت لمحت أُمها متمددة على سريرها : ماما ؟
فزت نجلاء تلف بنظرها لها : عـيـوني !
ابتسمت عزوف تمشي أول خطواتها لها ، وأجهشت بكي من جلست عندها على طرف السرير تحضنها وتشدّ بحضنها عليها ، وابتسمت نجلاء تشدّها لها تمسّح ظهرها ولسانها يكرر " عـيـوني بنـتي عيـونـي" شدّت نفسها وصلّبت نفسها تبتعد عنها تمسح ملامحها وأخذت كفوف أُمها تقبلهم لثواني وتتنهّد لثواني أطول من رغبتها بالبُكاء : كيف بيهنى لي نوم وأنتِ تنامين لحالك ؟
هزت نجلاء راسها بالنفي تشدّ كفوف عزوف : بيهنى لك نوم معاه ، من يقول أني أنام لحالي ؟ أنتِ بقلبي وبين عيوني كنك معي وحولي لاتشيلن همّي
هزت راسها برفض تسند راسها على كتف نجلاء : ماما تعالي معاي عيشي معي !
رفعت نجلاء حاجبها بذهول تهز راسها بالنفي تبتسم : أنتِ عروس تهنيّ مع زوجك
-
تأفف عمّار من طال إنتظارة لخروج سُهيل من القصر الخالـي ، ونزل راسه على الدركسون يشدّه وأرتفع راسه بلحظة من سمع صوت وقوف سيارة يناظرها وعقد حاجبه لوهلة من لمح نزول ميهاف منها يستغرّبها ، ونزل من سيارته يناديها : ميهاف
لفت بنظرها لخلفها تبتسم لثواني من لمحته ورجعت نظرها للبنات : عن أذنكم بنات
ابتسمت ميهاف من لمحت إنه متكي على السيارة وصاد بنظرة عنهم مايلف لهم : سمّ عمّار
لف بنظرة لها : من وين جاية ؟
ابتسمت تتكي بيدها على سيارته : من الكوفي أنا والبنات
هز راسه بإيه يسترسل بكلامه : ومنهم؟
لفت بنظرها لخلفها تلوح للبنات وابتسمت من مشوا بعد ما لوحت لهم : بنات أخت ليلى ، بيادر وصِبا
هز عمّار راسه بالإيجاب وابتسمت ميهاف تسترسل بكلامها : أنت تدور على محاسب صح ؟
هز عمار راسه بأيه بأستغراب ، وتمتمت ميهاف : عادي لو كانت بنت ؟
رفع كتفه بعدم معرفة : أدور الخبرة أنا
ابتسمت ميهاف تلعب بنظارتها بغرور : وإذا قلت لك لقيتها؟
رفع حاجبه بتعجب يهز راسه برفـض : سلمتي مابيّ من طرفك شيء ، ماهو مضمون
رفعت حاجبها بذهول تتأفف : عمّار !
ابتسم عمّار يفتح باب سيارته يركب : أدخلي
رحعت تتأفف من جديد وتوجهت للداخل تحت نظرات عمّار ، وابتسمت أول ماخطّت أقدامها أول خطواتها لداخل الحديقة من لمحته خارج بعجل من الداخل ومبدل ملابسه بثوب ترفع يدها له بالسلام : سُهيل !
سكن ثغره ، ابتسامته ، وجسده من لمحها يوقف خطوته : أيه الله ياخذني سُهيل
عقدت ميهاف حاجبها بإستغراب تتقدم له : وش قلت ماسمعتك؟
هز راسه بالنفي ينزل نظرة للأسفل ومايصير عليها : أقول وَتر توها صحت روحي لها
هزت راسها بايه تلبس نظاراتها الشمسية : أصلًا أنا جيت عشانها أكيد مابجلس معاك !
عضّ شفته بكُل غضبه يُدميها من مشت ميهاف تكمل طريقها للداخل ، يشدّ شعره من بُغضه ، وزفر كل نفسه يكمل خطواته للخارج : الصبر يارب الصبر
-
ماكان ليلها عادي أبد وهي نامت بصباحها بحضنه وبين ذراعه ، رغم إرتفاع نبضها من وجوده جنبها ، رغم استشعارها للمسة لها هي نامت هنيّه يُرهب قلبها تمامًا من فتحت عيونها وكان هو أمامها ماتمسك نفسها عن تأمُله ، تنحنحت تفرد شعرها للخلف ، تشدّ بربطها على الروب وجلست على كرسي تسريحتها ترطبّ رجولها ، ورفعت نظرها من دخلت غدير تبتسم : عُمري غروب عندي فستانين لزواجك واحترت أيّهم البس ؟
ابتسمت غُروب لإن أُمها ماتكتفي بفستان واحد وولا بعمرها أختارت واحد واستقرت عليه بمناسبتها : طيب أشوفهم ؟
هزت غدير راسها بالإيجاب تستوعب وتقدمت عندها تحاوط ذراعها توقفها : تعالي معاي
خرجت معها لغرفة غدير وابتسمت من لمحت الفستانين على سريرها الأول باللون الأسود وتتطرز الكريستالات الفضية بأكملة للأسفل يكشف ذراعها وصدرها ونحرها ، والأخر كان باللون الفوشي : وش أنسب ؟
ابتسمت غُروب لثواني : كلهم حلوين ! لكن حبيت الأسود أكثر
هزت غدير راسها بقبول : وأنا بعد عجبني الأم وبنتها يتشابهون!
ابتسمت غروب لثواني وجلست على السرير تتأمل غدير وهي ترفع الفساتين : ماما يصير أخاف ؟
ابتسمت غدير للحظة تلف بنظرها لها ، تجلس جنبها ومسكت كفّها : مايصير تخافين طبعًا ! ، بتروحين لغريب؟ ما أشوف مِتعب غريب عنك ماشاءالله ربع يومك يكون لي والباقي له
ابتسمت غُروب تهز راسها بالنفي : مو صح!
ضحكت غدير تهز راسها بمسايرة لها تحضنها  وهي لمحت إحمرارها وتلوّن ملامحها بأكملها : أيه أيه
-
كان مُنغمس وسط مكتبة يخلّص الباقي من أموره قبل زواجه ، يتفرّغ لها على مايشتهي وقد الوقت اللي هو يبيه ، رفع نظرة عن الأوراق ينزّل نظارته الطبية وابتسمت ملامحه من لمح علبة شاي الورد بين علب البُن وأجهزته ، يبتسم لإنها اللون الزاهي الوحيد بركنه مثل تأثيرها عليه تزهى حياته بها ، يزيد حُب ولهفة لها ، وتزيده رغبة بقُرب منه لها ، ويستوعب مدى تأثير الغرام عليه ، يحس بتغييره من تكون هي معه ومن تبعد عنه أخذ نفس ينزل نظرة لجواله يلمح رسالة من ليلى ، وإتصالين من عمّار وسُهيل ، وغيرها من الشغل ومالمح منها شيء يضيق قلبه للحظة ، وتبدلت هاللحظة تمامًا من أرسلت رسالة ترتب حروفها فيها " مِتعب وش تسوي ؟" ابتسم متعب يجاوبها بتسجيل صوتي " بالشغل ، وش تسوين أنتِ؟ " عضّت شفتها من أرسل رسالة صوتيه ورفعت راسها لأُمها تبتسم : ماما أنا بروح لغرفتي
ضحكت غدير ترتب إكسسواراتها : أيوه روحي الله يحفظك
-
كان كل ودّها تغمض عين وتفتح أُخرى وتوصل لهاليوم "يوم زواجها وبداية عُمرها معاه"ووصلت له تبتسم من أعماق قلبها لإنها الرهبة اللي تنتظرها ، لإنه الإندفاع اللي تتهيأ له طول أسابيعها اللي مرّت معه ، وهي لأول مرة تفهم وتشوف داخلها وجوهرها لأول مرة تعرف بإنها بهالإندفاعية من تحب ، ماهي شحيحة بمشاعرها له ولا هو شحيح بإظهار حُبه لها ، تتغنى بحبه مثل العندليب بعلوّ نبضها ورجفة مشاعرها معه ومن وراه ، تبتدي يومها بخجل عظيـم من المباركات اللي وصلت لجوالها من أشخاص تعرفهم وأشخاص من أهل متعب ماتعرف بعضهم ، ابتسمت غدير تخرج من حمام الجناح وتمتمت لغُروب : غُروب ماما جهزت لك البانيو تحممي الحين مصففة الشعر على وصول
هزت غروب راسها توقف تأخذ جوالها معها وابتسمت غدير بذهول توّقفها : وش يعني جوال بالحمام؟ بتكلمينه ؟
ضحكت غروب بذهول تهز راسها بالنفي : لا ماما وش أكلمه ؟ بس بسمع أغنية
رفعت غدير حاجبها تتفحصها بنظرها لثواني : أكيد؟
ضحكت غُروب توريها الأغنية وابتسمت غدير تترك يدّها : خلاص روحي
توجهت غُروب للحمام تبتسم بذهول من أُمها وتصرفات أُمها ، ونزلت الروب عنها تتجرّد تمامًا من ملابسها وشغلت الأُغنية تدخل بالبانيو تبتسم من الدفء اللي حسّته يرخي أعصابها ، ومن ريحة الزيوت العطرية اللي يتعبّى فيها البانيو من زيت اللافندر إلى زيت خشب الصندل ، وابتسمت ويدها تلعب ببتلات ورد الجوري تغنّي مع المُغنية ، وضحكت ترتعش كُلها من الأغنية تستوعب اليوم اللي هي بتعيشه من أوله لأخره ...
-
دخل عمّار عند الحلاق تُعقد حواجبه بأستغراب : العريس وينه ؟
رفع سُهيل كتفه بعدم معرفة : مدري وينه ماشفته من الصباح
ميل شفايفه بإستغراب يجلس على الكرسي الأخر يبتسم من كان رِماح مسترخي من مساج الراس : يحسب إنه المعرس ذا
ضحك سُهيل يهز راسه بتأييد : مشتط كل ماجاب له الحلاق علبة وخثرد عليه شوي قاله حط لي منها
ضحك رِماح يهز راسه بالإيجاب : ماتدري يمكن عمّي يهوّن ويخلي عرسنا مشترك
ضحك عمّار يهز راسه : والله الظاهر هذا اللي تبيه
ابتسم رِماح ، ولف عمار بنظرة للباب من دخل مِتعب يبتسم : أرحب يالنشمي حي الله العريس
يتسابقون بعده رِماح وسُهيل بترحيبهم له وتناقلهم للتراحيب وابتسم مِتعب يجاوبهم ويفتح أزرار ثوبه العلوية يجلس على الكرسي الأخير المحجوز له وأشر للحلاق يستعجل وابتسم سُهيل لإنه لمح الإشارة : حتى لو حلقت بدري مانت رايح لها أركد
لف متعب بنظرة له يتنحنح سُهيل لثواني يلف بنظرة لرِماح بالجهة الثانية : أيوه رماح تقولي وش أخبارك
ضحك مِتعب من صدحت تضاحيكهم بالمكان يُرخي أكتافه اللي أشتدّت من مشاويره اللي ما إنتهت للآن
-
ابتسمت ميهاف تلف بنظرها لوَتر من كانت بالكرسي اللي جنبها مُسلمة نفسها للموظفة اللي تسوي لها البديكير : تعرفين وتر؟ ودّي أشوف غروب الحين أحس بشوف كُرة بندورة
ضحكت وَتر بذهول : ليش بندورة بالضبط ؟
ابتسمت ميهاف تُرخي أكتافها على الكرسي : أقول ولا ما أقول ؟
ضحكت ميهاف من أرتفعت أصوات البنات يصرخون "قولي" : بسم الله طيب بقول شنوحكم! بيوم ملكتك صدتهم تحت الدرج الله أعلم وش كانوا يسوون بس سمعت أ..
صرخت صِبا بذهول وتمتمت مناهل فورًا توّقفها : بس أسكتي لاتكملين ! الله يفشل العدو وش تسوين عندهم أنتِ ؟
ابتسمت ميهاف تسحب يدها من الموظفة اللي كانت تبرد أظافرها : كنت نازلة من الدرج بس ! والله ماشفت شيء بس غنيت أغنية الطفولة
ضحكت صِبا لإنها عرفت الأغنية : أنا البندورة الحمراء ؟
هزت ميهاف راسها تضحك وسكن ثغرها بلحظة تشهق بذهول ، تلف بنظرها للبنات وملامحها تشبّعت تعجب : قلت لها سركم فبير لاتخافين!
ضحكت مناهل والبنات بالمثل وتمتمت مناهل بهدوء : بيرك كبير يكفينا كلنا معليك
ضحكت صِبا تتأمل أظافرها من إنتهت ووقفت : صرت أعرف إن ميهاف ماتصلح للأسرار
ضحكت ميهاف بسخرية وتمتمت بغرور : تتوقعين تخفى عني أسراركم ؟ لأ طبعًا
رفعت صِبا حاجبها بذهول تلف بنظرها لبيادر : بديت أخاف منها هذي أبعدوها مني
-
خرجت غُروب من الحمام تشد الروب عليها ، وابتسمت  بحُب يختفي تساؤلها عن عزوف من لمحتها تتأمل شعرها بالمرايا : حُبي !
ارتخت ملامح عزوف تلف بنظرها لها ، وابتسمت تتوجه لها تحضنها : نعيمًا ياعروس وألف مبروك
ابتسمت غُروب بخجل تتراجع للخلف تتأملها لثواني وتمتمت : الله ينعم عليك ويبارك فيك ، كان شعرك نفس طول شعري بالضبط ليش الغدرات هذي تقصين بدون شوري ؟
ابتسمت غدير اللي كانت جالسة على الكنبة تتراسل مع جسّار ، وجاوبت عن عزوف : بتقصين مثلها لو قالت لك ؟
هزت غروب راسها بدون تردد : طبعًا في السراء والضراء !
ضحكت غدير بتعجب توقف : من قالك بيسمح لك مِتعب أصلًا؟
رفعت كتفها بعدم معرفة : شعري مو؟ أنا المُتحكم هنا
كانت بتجاوبها لو مارن الجرس يرجّع حروفها لجوفها وتوجهت له : أنا بفتح
ابتسمت غروب من دخلوا خدمة الغرف بعربة شاي ترفع نظرها للعاملة اللي تمتمت : فروم يور هَزبنت تو يو
ضحكت غدير بذهول من خرجت العاملة بعدها تقفل باب الجناح خلفها : مب هين هالمِتعب حاجز لك جناح كامل عشان تاخذين راحتك وفوقها جايب لك شاي للإسترخاء سنع وذرب ياحلوّه!
عضت غُروب شفّتها تصب لها شاي تُخفي نظرها عنهم وضحكت عُزوف لإن هذي عادتها تبيّن الإنشغال من تُحرج ، وابتسمت غدير من رجع يرن الجرس من جديد تتوقع الحاضر : مصففة الشعر أكيد
وصحّ توقعها تبتسم من كانت هي والميكب ارتست بوقت واحد واصلين ترحّب فيهم...
-
~ العصر ، القصر الخالـي
شعّلت الفحم تحط العود فوقه وابتسمت من ضجّ البخور بالمكان تصعد به لجناح مِتعب ، تطرق الباب لثوانـي وابتسمت تدخل من طلب دخولها ، أخذت نفس من أقصاها تتنهّده على دفعات من لمحته ببياض ثوبه وغُمق شماغة تبتسم من كان يلبس الكوبك وأنظارة على انعكاسه : طاب ليلك ياعريس
ابتسم مِتعب يلف بنظرة لها وقرّبت منه ليلى ترفع طرف الفستان بيدها : وش هالحلا كله أم مِتعب
ضحكت ليلى من أنحنى يسمح لها توصلّ لمستوى طولة وتبخره : الله يسلمك ياحبيبي ويهنيّك بهالليلة يارب
ابتسم مِتعب يمسك يمينها من رجف : تبخرّي أنتِ تبخرتي ؟
هزت ليلى راسها بالنفي : ماتبخرت تطيبت
ابتسم متعب يهز راسه يفهم بإنها تعطرت من عطورها : أبوي وينه ؟
ابتسمت ليلى : يتجهّز مثلك مبسوط حيل يامتعب مبسوط أول مرة أشوف كل هالنور بوجهه
سكن مِتعب لثواني يشتت نظره لثواني وتبسّمت ليلى تفهم رغبته تتوجه للخارج تسمّعه دعواتها مع خروجها وتوجهت لغُرفتها بعدها تدخل بالبخور ، تبتسم من كان مشهد عبدالعزيز مُهيب مثل مشهد مِتعب أول دخولها عنده : تبخّر
لف عبدالعزيز لها يحاوط المبخرة اللي بين يدينها بشماغة وابتسمت هي تخجل عينها من نظرته لها ، وصدت للجهة الثانية تنزل المبخرة من إنتهى : لبسيني البشت
رفعت حاجبها تستغربه ، واستوعبت طلبه تاخذ البشت من على الشماعة تثبته على عُرض أكتافه وابتسم عبدالعزيز يلف لها ياخذ كفوفها له : اليوم هو بداية عُمر متعب مع زوجته
هزت ليلى راسها تُصغي له يرتبك قلبها من نظرته ومن جو المكان اللي يُرهبها ، وهي تحس حتى تصاعد البخور من المبخرة يزيد بإرتفاع نبضها بهاللحظة : تسمحين لي أصلّح أغلاط الماضي ؟ تسمحين لي أصير زوجك من جد وجديد ؟
لُذعت كُلها من طلبه اللي جاء بعد دهر من الصد والجفاء ، جاء بعد عذاب داخلـي بينها وإحتراق أكبر من تتذكر ثقل الأيام اللي مرت وهي تربي فيها مِتعب لوحدها ، تتذكر صدوده وتمنُعه عن الرد على أتصالاتها ورجفّت يدها وسط يده تسحبها منه : خلنا نركز بزواج مِتعب اليوم
تنهّد من أعماق قلبه لإنها تتهرب منه ومايلومها يسمح لها تاخذ راحتها بالصدود.
-
كان داخلها ملهوف لكل حدث بيصير بهاليوم ، بترحّب به وش ماكان وهي هذي غايتها هذا إنتظارها طول أيامها هي ودّها يصير"زواج بنتها" بالشكل اللي تحبه ، تنتظرة ، وتتلهف له وحصل كلّه يترتب قدام عينها ، من السرور المزروع بكُل زاوية بالفندق ، من أنواره اللي تشع بالمكان بلون مُهيب يعكس جمال الديكور اللي زُين خصيصًا لفرحهم تتناقل الألوان وتتناسب مع بعضها ومع الورد اللي كان يمتد من أعلى الدرج وصولًا للكوشة ، تبتسم لإن الألوان مزيج "بين البرتقالي والوردي والأبيض" يتلهّف قلبها لنزول بنتها من الدرج وعضّت أصبعها من تخيّلت تبتسم من إعماق قلبها : أبغى أشوفها تنزل الحين! مايصير يعني؟!
أخذت نفس تمد نظرها للمدى أمامها لثواني ولفت بنظرها بعدها للفازة اللي كانت فوق الطاولة عندها وتتوزع على كل الطاولات بالمثل ، تنزل يدها لها تلمس بتلات الورود وابتسمت بحُب تصوّرها تصورّ أحرُف غروب ومتعب الأولية اللي حُفرت على زجاج الفازة تتوسطها ويزيد فرحها من صورة العرسان اللي طُبعت جنب أحرفهم بالنقل الحراري تفيّض مشاعرها تمامًا : صارت عروس؟ بنتي صارت عروس؟
ضحكت من قلبها تصعد لعند غُروب بعد ما أشبعت فضولها وشافت التجهيزات ، تبتسم بإعجاب ماينتهي أبد يبتدي ويتجدد أكثر كل مرة تلمح فيها غُروب بالروب حقها اللي طُرز خلفه أسمها وأسفله "العروس" تتشكل قدام نظرها بشكل يسحرها من كمالها من تسريحة شعرها والطرحة وصولًا للميكب حقّها رقيقة بكل ماتحمله معاني الرِقة ، ماتكون هيّنه للناظرين من بهائها بهاللحظة ، وابتسمت الميكب أرتست من لمحت إرتكاء غدير على طرف الجدار تتامل غُروب اللي كانت مغمضة عيونها من وصلت لمُثبت الميكب تثبّت جمالها اللي مايفكّ عن الزيادة : ماشاء الله مثل القمر
ابتسمت غدير تقرب لهم تثبّت كفها خلف ظهر الميكب أرتست : يعطيك العافية
خرجت عُزوف بهاللحظة من الغُرفة بعد مابدلت تلبس فُستانها تبتسم من لمحت وقوف غدير بهالشكل وغرقّ عيونها بهاللحظة : خالة غدير تبغين نعيد كل شيء من جديد؟
هزت غدير راسها برفض لهالفكرة تهفّ على ملامحها : لا لا ماراح أبكي
ابتسمت غُروب وهي تحسّ يدّها تعبت من كثر ضغطها عليها : ماما
نزلت غدير نظرها لها تنحني عندها تمسك دقنها بيمينها ترفعه لها وابتسمت : عيوني ياماما أمريني؟
ابتسمت غُروب تشدّ يدّها تقبّلها لثواني بمشهد حنوّن تلمحه المصورة من دخلت بتستعجل غُروب قبل الغُروب وماقدرت إنها ماتصوّره من جماله بهاللحظة ، وابتسمت غدير تمسح على شعرها برِقة : أنا جنبك ، وش يصير لما أكون جنبك!
ابتسمت غُروب تجاوبها : مافيه توتر مافيه ربكة ، فيه فرح وسرور بس
ضحكت عُزوف بحُب وهي للحظة حست بإنها هي اللي بتبكي وتنحنحت لثوانـي تخطي خُطاها لهم : يالله غُروب
بلعت غُروب ريقها توقف تساعدها غدير من مسكت يدّها ، ولفت غُروب بعدها للمانيكان اللي كان عليه فُستانها بعرض الجناح تأخذ نفس من أعماق قلبها وتوجهت له ، تمرر أناملها على قماشة ، على كرستالاته وابتسمت المصوّرة تصورها ، تبتسم لإن هذي التفاصيل اللي ودّها تنسجها بكاميراتها طبيعية وبدون تصنُع : برافو صورة ثانية
رفعت غُروب حاجبها تلف بنظرها لها وابتسمت المصوّرة : عيدي الحركة بس من وراء فكي حبال الفستان
ترمي عليها تعليمات الصوّر وتنفذ هي بطواعيـة ، تشكلت من ثقل مشاعرها وقلبها الخفاق بهاللحظة...
-
عدلت وَتـر إكسسواراتها ولآخر مرة تأملت طلّتها ، تبتسم لثواني من لمحت صِبا تدخل من خلفها : أشارك مخاوفي معك ؟
هزت وَتر راسها بالإيجاب تلف بنظرها لها ، ومسكت صِبا يدها تبتسم : أخاف رِماح يسويها ، ويخطفك
مسكت وَتر قلبها بذهول تهز راسها بعدم تصديق : مستحيل ! يعيدها ؟
ضحكت صِبا تهز راسها بالإيجاب : يسويها يعيدها ومايتوب لايشوفك بهالفستان إنتبهي
رفعت حاجبها تنزل نظرها لفُستانها : ليش ؟
ابتسمت ميهاف تخرج من خلف الستار : بيسبق ليلة الزواج
شهقت صِبا بذهول من فهمتها تلف بنظرها لها : ميـهاف !
ابتسمت ميهاف تعدل فستانها على أكتافها : قلت الصدق أنـ..
قاطعتها وَتر من شهقت تستوعب متأخر : ميهاف !
ضحكت ميهاف تركض للأعلى من توجهت وَتر لها وتبعتها وَتر بذهول تنطق بتهديد : والله مايفكك مني أحد
ضحكت ميهاف تلف لها مع ركضها للأعلى : بنت آخر مرة تكفين !
ضحكت صِبا من كانت ميهاف تثبت خطواتها عن طريق سور الدرج تخاف يختل توازنها من الكعب : وَتر حق الكشخة سامحيني
عقدت الجوهرة حاجبها بذهول من لمحت صعود بنتها بهالشكل وهالعجلة وخلفها وَتر : بنـت أنتِ وهي ! ماهي قاعة وغدان يوم تلعبون مثلهم !
عضت وَتر شفتها توقف خطواتها وتنحنحت ميهاف تشتت نظرها وهزت الجوهرة رأسها بإسى تأشر على صِبا : تعلمي من صِبا بسم الله عليها! هادية ورزينة وعاقلة ماينسمع حسّها إلا بالحق
رفعت ميهاف حاجبها بتعجب تنزل نظرها لصِبا بإزدراء : هذي هادية ؟ والله إنها إبليس بس من تحت
صرخت بألم من ضربت كتفها الجوهرة : أمسحيها بوجهي يابنت الأجواد والله مامثلك أحد
ابتسمت صِبا بخجل تجاوبها : مسموحة عشانك بس
ابتسمت وَتر تصعد لميهاف تمسك عضدها : معليش عمتي عندي موضوع مهم مع ميهاف تسمحين لي أخذها ؟
هزت ميهاف رأسها برفض وتأففت الجوهرة تناظرها لثواني ونزلت للأسفل تتمتم مع نزولها : لا تتأخرون المعازيم على وصول مابعد هالوقت شيء !
-
نزل عبدالعزيز من السيارة وبيده علبة إكسسوارات يتوجه بها لسُهيل اللي كان واقف مع أصحابه ورماح وعمّار يناديه : سُهيل
وتوجه له سُهيل يبتسم : سمّ ؟
مدّ عبدالعزيز علبة الإكسسوار له : ودّها لوّتر نستها بالسيارة وتبيها
هز راسه يتصل عليها...ولف بنظرة لخلفه بذهول من حس بيدّ تمتد لكتفه : سُهيل
زفّر سُهيل من أعماقه يتنهد : وش تبي !
ابتسم رماح يمسك العلبة بيده : سمعت عمّي لوتر هذي ؟
هز سُهيل راسه يستغربه وأخذها من يده : أيه وش لك بها هاتها
ابتسم رماح يحاوط كتفه : بوديها أنا
رفع سُهيل حاجبه يرمقه بنظرة : مافيه
أخذ رماح بدقنه يترجاه بنظرته قبل صوته : تكفى نخيتك ياللحية الغانمة بس بعطيها
رفع سُهيل حاجبه بذهول يهز راسه برفض قطعي : أنت مستوعب إنك تبيني أرتب لك موعد مع أختي ؟
ضحك رماح يهز راسه بالنفي : ماهو قصدي ! أنا أبيك ترتاح شوي أثار التعب واضحة عليك كيف بترقص سامري معنا؟
رفع سُهيل حاجبه للحظة : معصي وتعقب يالله روح
توسعت بؤبؤة عينه بذهول يمسك يدّ سُهيل اللي كان فيها العلبة ياخذها منه : جيتك بالطيب وماتستاهله يالرخمة
تمتم بكلامه ورفع ثوبه يركض بها للداخل ، يضحك بذهول منه سُهيل : لاعبه بإعداداته ياوّتر ولا وشو ؟
-
مابين ضجة المعازيم وكثرة أصوات أهل الفرح بترحيبهم وسلامهم على المعازيم كان هو فوق بسطوح الفندق يجهّز هالمكان كامل بس لإن هي ودّها تصور مع الغُروب ، كان متكي على السور اللي رُتب لمناسبتهم بس يتأمل بدايات الغُروب من مكانه لحد ما أشتغلت الأغُنية ، يرتعش قلبه من زيادة نبضه بهاللحظة ، يشدّ عضلاته ، يشد عزمه وقوته اللي خارت بلحظة سماعه لإنذار دخولها اللي ترتب على شكل موسيقى تُرهب قلبه ، وتغمره وتغرّقه بعذوبه ماعاشها عُمره كلّه ، أشتد نبضه بشكل وضح على عروقه يتفجرّ منها الدم من كثر ضخّ قلبه بهاللحظة ، يوضح تشكلها على يدّه برسمه مُهيبة يلتف بكامل جسده بعدها وياخذ نفس بين اللحظة والثانية ، ووقف زمانه عند هاللحظة وعند هالنظرة اللماعة منها ، يرتعش هدبه من سحرّها بهاللحظة ، تمشي خطواتها على أوتاره ووصولها ونهاية طريقها قلبه ، مُبهرة مثل أمواج دجلة عند الغُروب ، أو مثل تعجُبه من بديع خالقه ، تتشكل مثل عذاب لقلبه من غروب الشمس اللي صار ينعكس على عينها من خلفه يلمح انعكاسه داخل عينها اللماعة ، ويلمح بهجة خدها المليان ، يلمح لمعة غُروب الشمس عليه ويتنهّد قلبه مع كل نبضه يخفقها لها ، الوقت مر؟ هو ماحسّ به ، ماحس إلا من ثبتت خطوتها قدامه تمامًا يستوعب رسمها بهاللحظة ، تُرسم له مثل أميرة خيالية بالأبيض وطرحتها أعلى راسها تتطرز بالؤلؤ لآخرها ماله نهاية عذابه وهي الأميرة اللي كملت حكايته ، وبدت موسم جديد معه ، تفتح مجال بقلبه ، وتزرع غرامها بقلبه تغرس جذورها بأعماقه ويصعب اقتلاع حُبها اللي أستوطن قلبه وصار مسكن له ، مسك رعشة كفوفها يشدّها له وتخجل هي لاترفع نظرها له ، تخجل من شعورها بأنها ملكت الدنيا ومافيها من مسكت يدينه ، تضحك له بلحظة وتعذّب قلبه بالأخرى من نغمتها ، هي من خجلها من كثر حرارتها والضغط اللي حسته ضحكت بخجل تنزل نظرها ليدّه على نُطقه : والله إني حظيظ يوم نلتك
شدّت يده يسكن ثغرها للحظة ، وابتسم متعب من ملامحها اللي تبدلت يتنهّد : حبيبـتي
تفتحت الورود المزروعة بين نبضه وقلبه من رفعت نظرها له تلتقي العيون ، يركز على لمعة عينها يركز على رسم ملامحها وهو يحس حتى الورد اللي زيّن السطح يصرخ مُعترف بروعتها بهاللحظة : الغُروب حلو
يحاول يخفف شوي من طغيانه عليها لإنها بدت تضيّع ، يخفف شوي من شعوره لأنه صار ينعكس على ثغره الضاحك من خجلها : وغُروبي حلوة
ضحك ثغرها خجل لامُتناهي أولًا من لمسة يدينه لظهرها وثانيًا من ضحك عيونه لها وآخرها من كلامه لها ، وهي من تأثير نظرته عليها صار كل ودّها تختفي عنه لكن بحضنه وقريب منه ، رفعت كفوفها لعنقه تحاوطه بدون إستيعاب منها ، وابتسم متعب يرفعها له لصدره ولنبضات قلبه ، تشدّ بمحاوطتها لعنقه وضحكت من مال عقاله وقت قبّل عُنقها تعدله له وابتسمت المصوّرة من حلاوة المشهد أمامها تحاول ماتحسسهم بوجودها لأن الطبيعية والتناسق اللي بينهم فاتن بشكل مايعذّبها بالتصوير ، تأشر لمساعدتها تخفف من الإضاءة وكملت هي تصويرها لحضنهم قدام الغُروب واسمها وعذابه كلّه من تكرار قلبه لاسمه بهاللحظة ومن صداه بأنها صارت"مِتعبه له" من كمالها بعينه...
-
مرّ شوي من وقته وصبره فاض وهو ساغب للمحة منه لروعتها ، سند ظهره على الجدار يتخفى عن الأنظار من سمع صوت تناغم كعبها اللي ضج بالمكان مع نزولها ، وابتسم من قرّب الصوت له يزيد بابتساماته من مرت من أمامه ينتشلها له قبل تعدّي هالمكان وتتركه خلفها ، وشهقت بذهول يرتعش قلبها رهبة من حست بيد تستقر على خصرها وتسحبها للخلف ، يرُبط لسانها تمامًا من حست بيدّه  تستقر فوق شفايفها ورمشت تحاول تستوعبه من انحنى عند مسامعها يتمتم بخفوت : هذا أنا . حبيبك
هي تطمن قلبها من وصلها عطره قبل نُطقه ماتحسّ إلا بدقات قلبه الخفّاق تلمس ظهرها وابتسم ثغرها الخجول من خلف يدّه ، وثبتت  نعومة كفها فوق يده اللي تشعبت مثل الجذور فوق بطنها ونزلت يدّه عن شفّتها ترفع نظرها له : كنت أعرف أنه أنت
رفع رماح حاجبه بتعجب يبتسم وبعدت يده عن خصرها تلف له واضحة له : من وين تعرفين؟
ابتسمت وَتر تعدل خُصلة شعرها ، ترجعها للخلف : من عطرك
ابتسم رماح يسرقها له من جديد لكن هالمرة صار صدرها يلامس صدره بدل ماكان ظهرها : تركزين علي مثل ما أنا أسوي ؟
زمّت شفايفها تحاول تثبّت كفوفها على صدره من كان مضيّق عليها حركتها تمامًا من قُربه الشديد : لا
ضحك رماح من محاولاتها بالهرب من عينه ويستغل هو هاللحظة بتأمله لتفاصيلها من فُستانها اللي يكشف أكتافها وسواده إلى القماش الأزرق اللي كان يغطي نصف صدرها ويمتد قماشه لظهرها من الخلف إلى آخر الفستان وتنحنح يستوعب طول صمته : إلا . تحبيني أنتِ
ابتسمت وَتر لثواني تلف بنظرها له بعدما كانت تشتت نظرها عنه بتأملها للمكان :  المكان مكشوف أحتمال أحد يجي!
هز رماح راسه بعدم رفض لهالفكرة ينزل أنظاره لأكتافها البرّاقة : خليهم يجون كود يعجلون بالعرس
صرخت بذهول تضرب صدره ويمرها كلام ميهاف وضحك هو يمثل الألم على نُطقها لاسمه : رِماح!
شدّها له من أرخى بمسكته لها من ضربته ، وعضّ شفّته من لمح تبدل ملامحها تتمثل أمامه بزعل : زعلتي وتر؟
هزت وَتر راسها بالنفي : وين علبة الإكسسوارات؟
هز راسه بتذكُر يطلعها من جيبه وشدّ بقبضته على العلبة من حاولت تاخذها من يده : رماح شتسوي! عطيني بروح تأخرت عليهم
هز راسه بالرفض يعرض خدّه لها : عطيني بوسه وأخليك تروحين
رفعت حاجبها بذهول ، وقبل تبين رفضها من عدمه سمعت صوت مِتعب يتنحنح نازل من الأعلى وعضّت شفّتها تضرب صدره وتمتم بخفوت : رماح اتركني متعب جاي !
هز راسه بالنفي يتمسّك بطلبه لآخر رمق : البوسه
ودّها تصرخ ودّها تضربه أكثر لكن مجرد فكرة إن متعب يشوفها بين أحضانه بهالشكل تبكيّها ، وتركها رماح يعض شفته من أحمرّت ملامحها تغيّم عيونها : آسف وَتر
مسحت جبينها تأخذ العلبة منه وتوجهت لدرج الطابق السفلي تتوارى عن أنظارهم لحد مايخرجون من الفندق خرج رِماح لمتعب ، وعقد مِتعب حاجبه بتعجب من لمحه : وش تسوي هنا؟
تنحنح رماح يتحسس حاجبه : كنت أدورك ! أيه عمي يسأل عنك خلصت تصوير ؟
ابتسم رِماح من لمح الابتسامه اللي عبّت ثغر مِتعب : خلصت وصلوا المعازيم ؟
هز راسه بالإيجاب : على خبري به ناس وصلوا
-
كان السرور يتزاحم وسط قلبها من كثرة المباركات اللي تنهلّ عليها وماتزيد سرورها إلا سرور ، تستقبل ضيوفها بحفاوة مع زينب والجوهرة وماتخف تضاحيكها أبد من تلمح أقاربها اللي تشتاق لهم بعيد أو قريب الكل حضر فرحهم يتعنى لهم وابتسمت ليلى من أعماق قلبها وقت لمحت أحد الضيوف وأقرب ناسها لها تضحك من كل قلبها وترحّب فيها : حي الله حبيبتي ، حي الله أمل
ابتسمت أمل تحضنها تبارك لها وابتسمت ليلى : الله يبارك فيك يارب وعقبال ماتفرحين بولدك محمد
ابتسمت أمل تشدّ على كتفها : كنّا نبي وَتر له وراحت من يدينا أمر الله
ضحكت ليلى تلف بنظرها لزينب وابتسمت زينب : وَتر زوجة ولدي من صغرها وأنا حاجزتها له
ضحكت أمل تهز راسها بالإيجاب ولفت بنظرها لإرجاء المكان تتمتم بتساؤل : وين أم العروس ؟
لفت ليلى بنظرها للخلف تدور عليها وابتسمت من كانت واقفة تسلّم على المعازيم اللي يلتمون حولها وأشرت عليها : هذي هي أم فُستان أسود
رفعت أمل حاجبها تبتسم بإعجاب: ماشاءالله هذي أم العروس ؟ تلهّفنا لشوفة العروس الحين
ضحكت الجوهرة : تأخذ من جمال أمها وأحلى بعد
ابتسمت أمل توقف جنب ليلى : ماشاءالله ، ماشاءالله ، عاد أنا بستقبل الضيوف معاكم مِتعب بحسبة ولدي
ابتسمت ليلى تربت على ظهرها : أي والله إنه ولدك
-
كان نبضها يشتد مع كل لحظة تمر ، ولو حاولت تخفي شِدة دقات قلبها مابتقدر من وضوح ربكتها على ملامحها ورجفة يدّها وزاد كل شيء أساسًا من وصلّتها غدير لجناحها قبل ربع ساعة تُربكها من تمتمت بوعيد : لو قالك مِتعب تعالي نهج قبل الزفة لاتروحين معاه ياويلك غُروب!
شهقت غُروب بذهول تلف بنظرها لها : ماما!
ابتسمت غدير تساعدها على الجلوس وعدلت طرحتها من جلست ، تتمتم : أنا صادقه ! شفتكم فوق كأن العالم فاضي ومافيه غيركم تعجبت أصلًا إنه مشى بدري
هزت غُروب راسها بالإيجاب تنزل نظرها لمسكتها وسط حُضنها : أيه أتصل عليه عمي عبدالعزيز يستعجله
ضحكت غدير بذهول تجلس جنبها : شفتي ؟ يحبك يحبك أشوف عيونه تاكلك ماشاءالله
سُلبت من المشهد على دخول عزوف ومالحقت تتنهد باطمئنان من إنها عزوف ولا غيرها من تمتمت عزوف : خالد بيسلّم عليك ، يقول قبل تكثر عندك الزحمة
شدّت غُروب على مسكتها توقف ، وتنحنحت لثواني تعدل صوتها اللي أختلف من شدّة نبضها : خليه يدخل حيّاه الله
ابتسمت عُزوف من ربكتها وأرسلت له رسالة " تعال الحين" ثواني بسيطة مرّت ورنّ قلبها مع صوت الجرس تلف بنظرها للخلف وتوجهت له تفتح الباب : حياك أدخـ..
ماكملت حروفها تسكن كلّها من لمحت نظرته لها من كانت نظرة إعجاب صريحة تفهمها من عينه ، وماقدر مايتصلّب أمام الباب وهي بهالملاحة أمامه من فُستانها السماوي اللي يكشف أكتافها إلى شعرها اللي يوصل لنصف عنقها ، وزاد عذابه من رجعت شعرها خلف أذنها توضح له أقراطها اللماعة تُعمي عينه من كثرة التفاصيل اللي لمحتها عينه وعجزت تستوعبها وتصوّرها كلها بذاكرته من تراجعت عزوف لخلف الباب تأشر له بالدخول : أدخل
لمح فُتحة فستانها من تراجعت عزوف للخلف وتنهّد خالد لثواني يتحسس حاجبه يمشي خطوته ووقف بنصف طريقه يرجع لها وتستغربه عُزوف : بتنزلين لهم كذا ؟

أنتِ بين النفس والهوىWhere stories live. Discover now