الجزء 38

5.7K 180 33
                                    


-
نزلت للأسفل من سمعت صوت رنين الجرس ، تشد الروب على جسمها وفتحت الباب تبتسم من كان جسّار : أهلًا ! تو مانور البيت
هي صارت تحس بالوحدة الموحشة عقب غروب وزعل غروب ، وابتسم جسّار يتقدم للداخل يقبّل جبينها لثواني طالت ونزل نظره لها بعدها : كيف أمورك ؟
ابتسمت غدير : الحمدلله أموري زينه وبتزين أكثر لو لانت لي غروب ، مِتعب زارني قبل كم يوم يقولي بيسافرون شهر العسل
هز جسّار راسه بالإيجاب يحاوطها وصعدوا للأعلى : زين تسافر يمكن تهدى شوي وتتغير نفسيتها
هزت غدير راسها : وهذا اللي قاله لي مِتعب ، وطلبني أخفف اتصال لأن عنادها بيزيد لو زاد إصراري
هز جسّار راسه : وهو صادق أنتِ تقولين لي إنها عنيده ولا به شيء يحلحلها غير نفسها
تأففت غدير تجلس على الكنبة تسند ظهرها للخلف : أخاف يطول جسّار أخاف يطول
تنهّد جسّار من رجفت يدها تنهار حصونها ، تذرف دموعها شوق لبنتها ومسحت جبينها بأناملها المرتجفة يتوجه لها جسّار يجلس على ذراع الكنبة ولمها لصدره يمسح على شعرها : صايرةٍ حساسة ودمعتك جاهزة عقب الحمل
مسحت غدير أثار الدموع عن خدها : مو بيدي والله مو بيدي !
-
لف بنظره للعامل اللي كان ينزّل الشناط من سيارته للعربة ولف بعدها لعزوف اللي نزلت تقفل شنطة يدّها : يالله
مشيت عزوف جنبه وقفل خالد السيارة يدخلون للداخل...كانت جالسة بصالة الإنتظار تنتظر حضوره ، ورفعت نظرها للباب اللي طُرق مرتين وفُتح بعدها تدخل العاملة بالقهوة تصب لها أول فنجال ونزلت الدلة بعدها ترفع نظرها لعزوف : أتمنى لكم رحلة آمنة وسعيدة
ابتسمت عزوف تجاوبها بنفس إنجليزيتها : هذا لُطف كبير منكِ ! شكرًا لك
ابتسمت العاملة تثبت يمينها على صدّرها بأمتنان وخرجت للخارج بعدها ، وفتحت عزوف جوالها ترسل أول صورة لرحلتهم لغروب ولأُمها أصحاب لحظاتها السعيدة ، ورفعت نظرها بعدها لخالد اللي دخل : باقي ربع ساعة عن الرحلة
هزت راسها بالإيجاب تأشر له يجلس جنبها وجلس تمد جوالها له : صورني لماما تبغى تشوفني
ناظرها خالد للحظة باستغراب وأشرت له هي بأن خذ الجوال !، وأخذه خالد تعدل هي جلوسها ، ونزلت طرحتها على أكتافها تعدل شعرها ورجعت نصفه خلف أذنها وابتسمت للكاميرا والمُعذب قلبه من البسمة اللي كان ظاهرها لجل الصورة وباطنها لجله هو تلحظ إختلاف حاله وتبدله وأخذ الصورة خالد

بدون لايركز لا على الجوال ولا على الصورة بعد ماصورها ، يركز على وجودها وواقعيتها قدامه وبسمتها له ولمعة عينها من ضوء الفلاش ، ونزل الجوال من انتهى وأخذ الدلة يصب له بالفنجال الآخر وابتسمت عزوف ترسل الصورة لأُمها وقفلت الجوال بعدها تتقهوى معاه لحد نداء رحلتهم..
-
وقفت سيارته قدام قصر جارهم ينزل وبيده الأوراق ، ورن الجرس ينتظر الدقيقة تمر ، ومن مرّت فُتح الباب من العاملة إللي نطقت : بابا مافي موجود
ناظرها مِتعب لثواني معدودة ومن لمح ترددها هو أشر لها تبعد ، ودخل للداخل يوقف مقابل الباب الداخلي ونطق بعالي صوته : أطلع من جحرك ياراجح أطلع وخلنا نحكي مثل الرجال
تأفف يشدّ الملف بيده ينتظر ، وقبل يرجع ينطق من جديد فُتح الباب يخرج منه راجح مطأطئ راسه : وش تبي يالمحقق
مِتعب : بنحكي واقفين ؟ بتطيح من طولك لا أشتد الحكي بيّنا وأظهرت أوراقك
أرتبك راجح يأشر له على المجلس الخارجي وتوجه مِتعب له يدخل وجلس بصدر المجلس يجلس بالمثل راجح : وش عندك يامتعب وش ناوي عليه ! مايكفي أخوك أمس معتدي علي !
رفع مِتعب حاجبه يبلع راجح ريقه من نظرته : سلّم الله يده وعسى النار ماتمسها ، لو ماشفت هالكدمات منه بتشوفها مني مير خلك ساكت لا أغسل شراعك هالحين !
بلع راجح ريقه يبلع حروفه بالمثل وبقى ساكن وهو ماله وجه فعليًا يتكلم ، ورمى مِتعب الملف عليه يأخذه راجح مباشرة يتصفح أول صفحاته وتلوّن وجهه من قرأ المكتوب يرفع نظره لمتعب : من وين لك هالأوراق !
مسح مِتعب دقنه ولحيته الخفيفة ورجع ظهره للخلف يجلس مرتاح : تدري وش عقوبتها ذي ولا ماتدري ؟
بلع راجح ريقه يرجع يقرأ السطور من جديد : وبلاي إني أدري بتبلغ عني ؟ نخيتك يامتعب لاتسويها أنا طالبك
تنهد متعب يمثل تفكيره وحيرته ورفع نظره بعدها لراجح : حق البنت بورث أهلها يرجع لها ، وبتزوجها أنت بنفسك لأخوي وغير هالكلام ماعندي
توسعت عيونه مذهول يهز راسه بالنفي : لا أنا أفدى ذا الخشم نخيتك ! لو رجعت لها الورث بقعد على الحديدة ماني بلاقي لقمةٍ أكلها !
وقف مِتعب يرمي آخر كلامه وبتشديد ووعيد : اللي عندي وقلته ودك تخيس بالسجون أرفع خشمك عليها مرة ثانية ووالله واللي رافعها سبع ومنزلها سبع إن تعفن بالسجن لين يشيب شعر صدرك
مشى خطوة للباب ورجعها لأن كلامه ماخلص ، ورفع راجح نظره له بعدما أطرق راسه لأسفل : لولا الله ثم البنت كان قابلوك رجال الشرطة بدالي وتلوك من أسفل أرض يالخسيس ! ولا قعدت معك هالقعدة ، لكن لأنها بنت رجال مارضت على خالها المذلة بين المحاكم ، حب يدك وجه وقفا وأشكر الله مثلها قليل بهالزمن
دنا راجح براسه للأسفل يستذكر ظُلمه وتسلطه وطمعه وسعيه بتخريب حياتها ، يتجرّع الألم الف مره من ذنبه اللي كل ماتابه رجع يتذكره ورجع يفتح الملفات من جديد من خرج مِتعب من المجلس وانتفض صدره من سمع صوت دويّ ضربة الباب الخارجي من مِتعب اللي دخل غاضب وخرج غاضب ، ورجع ينزل نظره للأوراق يشوف نسخ مصورة لتأشيرة دخول لنساء من جنسيات مختلفة ظاهرها عمل وباطنها أعمال قذرة ودنيئة ودمعت عينه يقطع النسخ لقطع صغيرة يحس بصغره وصغر نفسه يحس بأنه مايسوى ومثله مثل أي بذرة غير صالحة للزراعة..
-
نزلت ليلى نظرها لجوالها من رن مُعلن عن وصول رسالة له وابتسمت من كانت من مِتعب مضمونها "تم ، باشريها" بمعنى كلميها : كنت أدري مابتردني خايبه ، الله يحميك بعينه التي لاتنام
رفعت نظرها لسرور اللي نزلت من الدرج تبتسم لها : تعالي بحاكيك
جلست سرور جنبها وداخلها يتآكل من شعورها بالثقل رغم إن ليلى ما أظهرت لا تملل ولا منّت بالعكس كانت تظهر فرحها أكثر منها : سمّي
عدلت ليلى جلوسها تلف لها وحاوطت ملامحها بكفوفها : ماودي هالوجه البشوش يغيب فَرحه ، ودي تعيشين اسمك بمعناه الحقيقي
تبسمت سرور من كل قلبها رغم سواد شعورها : كيف ؟
ابتسمت ليلى : لو تعطيني جوابك الحين ، موافقة على سُهيل نعقد ؟
غابت بسمتها عن ثغرها تنزل راسها لأسفل ، ورفعت ليلى ملامحها لها من دقنها : خلي راسك مرفوع دايم وجاوبيني ولا تهتمين لأي مخلوق على وجه هالأرض مدام ودّك محد بيردك
نزلت منها دمعة حاولت تمنعها بشتى الطرق لكنها فشلت ومسحتها ليلى مباشرة تأخذ نَفس : تفكرين بخالك ؟ لاتفكرين فيه عقب هاليوم حلينا موضوعه وانتهى زمنه
رفعت سرور نظرها لها تتوسع حدقة عينها بذهول وتسلل الغضب لملامحها تبعد كفوف ليلى عنها : وش سويتوا ! بلغتوا عليه ! أنا مابغى مابغى !
وقف ليلى مع وقوف سرور تهز راسها بالنفي : سرور !
عضت سرور شَفتها تحاول تمنع دموعها ومالها قُدرة إلا على شَفتها اللي رجفت : هو الوحيد اللي بقالي من ماما ! هو الوحيد اللي يشبه لها ، ماما تحبه ماترضى يمسه آذى كيف لو كان هالآذى مني ؟ ليش ليش ؟
مسكت ليلى كتوفها تحاول تهديها : مابتسامحني مابترضى علي مابـ.
انقطع صوتها تنهار كلّها وتراجعت للخلف تطيح على الكنبة : بسم الله على عمرك بسم الله عليك سرور خالك طيب مابه خلاف كلميني ناظريني سرور
غمضت عينها للحظة ، يدب الرعب بقلب ليلى ورفعتها ليلى لحضنها تطبطب على خدّها : سرور تسمعيني ؟ سرور
فتحت عينها بشكل بسيط يظهر تعبها عليها على جفنها الثقيل وعلى كل ملامحها وتمتمت ليلى بقلق : خالك طيّب مابلغنا عليه مابه خلاف ببيته !
كانت متمددة على الكنبة بتملل وانتظارها له طال بشكل ماتوقعته تخلّص كتابه بساعتين ومابان آثره للآن يضيق قلبها للحظة وتبددت هاللحظة تمامًا من سمعت صوت الباب خلفها وصوت مفاتيحه بعدها تفز واقفة ، وابتسمت تتأمل هدوء دخوله وكيف كان منزل شماغه على كتفه وعقاله فوق الطاقية على راسه : جيت
رفع ثقل جفنه لها يهز راسه : جيتك
ابتسمت غروب تتقدم له : ولهت عليك
نزل نظره لها لبجامتها يهلك بأكمله من كانت حرير تبرز كل تفاصيلها ، ويوصل طولها لفخذها فقط ، وتبتسم هي من نظرته ومن رفع يده يمسك برودة ذراعها العاري : بتقولين حر ؟
هزت راسها بالنفي تشدّ ساعد يدّه ورفعت نفسها على أطراف أقدامها تقبّل طرف ثغره ونزلت تأخذ نفس من طوّل قبلتها : الحين حرّ
ابتسم يمرر أنامله على ذراعها صعودًا للأعلى ولخيط بجامتها الرفيع ...
-
قبل بوقت .. رفعت نظرها له من خرج الشرطي تعدل جلوسها : كم المبلغ ؟
رفع صقر حاجبه يصد بنظره عنها : كليتك وشوي من قلبك
عضّت شفتها تمنع نفسها لاتضحك وتنحنحت : حكّيني صدق ! كم ؟
عدل صقر جلوسه : تستهبلين علي أنتِ ولا وش ؟ كم مرة بقولك عشرين ألف عشرين ألف تبين أزيدها ؟ ماعندي مشكلة
تأففت ميهاف : كلمني بأسلوب زين مو راح الشرطي عشان نتفاهم ؟
صقر : محشوم عن أشكالك
شهقت ميهاف توقف : لا ! طالت شانت أنت وش تبي بالضبط لا ريق حلو ولا شكل حلو ولا سيارة حلو ليش عايش أنت وش الهدف من وجودك
رفع نظره لها يرجع ظهره للخلف ومدد رجوله على الطاولة : أقضي على أشكالك تحسبيني بمشيها لك عقب كذبتك ؟ أنتِ مستغفلتني كنت بمشيها بس تعقبين
نزلت ميهاف نظرها لأقدامه ولطريقه جلوسها يرتفع ضغطها : أقعد زين مانت بحوش بيتكم وأحترم المكان اللي أنت فيه ! نقطه سوداء جديدة بحياتك الكئيبه لا إحترام ولا حشيمة
ضحك صقر بسخرية تقتلها وتكتف : المكان اللي تدوسه رجلك يبهت لونه وطعمه ولا يستاهل حشيمة لين يحترق ولا يختفي آثرك
رفعت أصبعها بتهديد بتنطق بتتكلم لكن دخول الشرطي من خلفها سكّتها وبلّعها حروفها تعدل عبايتها بغضبط ورجعت تجلس : تفاهمتوا ؟ وصلتوا لقرار ؟
رفع الشرطي حاجبه بذهول من تعالت أصواتهم بوقت واحد بالنفي ، وماقدر يمنع نفسه أكثر وضحك يعدل جلوسه لأكثر من مره يحاول يوقف ورفع يده بمعنى -السموحة- : أعصابي تلفانه أي شيء يضحكني
تأففت ميهاف : النقاش ماله نهاية ولا وصلنا لحل ! أصلًا أنا كيف قبلت لنفسي أتناقش مع أمثالك !
تنحنح الشرطي : إحترموا المكان اللي أنتم فيه
ولف بنظره بعدها لميهاف : دقي على أحد من عائلتك يجي يتفاهم معه كود إنه ينحل الموضوع
هزت ميهاف راسها بالنفي :ليش أنا مو ماليه عينك؟
شرق صقر يضحك ، ولفت ميهاف بنظرها له ولسخريته ونطق صقر: كارثة متحركة تفقعين العين ماتملينها
لف الشرطي بنظره لها يدخل معها بنقاش قبل تنطق بحرف:النقاش بيطول وماهو بمنتهي وأنتم تتهاوشون مثل توم وجيري
لفت بنظرها ميهاف له :بتصل على أختي
هز الشرطي راسه :تسوين بي خير
وقفت ميهاف تناظر صقر بوعيد وشتت نظره عنها وخرجت من المكتب تتصل على مناهل : تعالي لمركز الشرطة برسلك اللوكيشن ولاتناقشيني
شهقت مناهل بذهول : اشتكى!
هزت ميهاف راسها : طفل مراهق غبي حمار مناهل ماكملت المناكير! تخيلي شكلي رايحة لمركز الشرطة نصف إنسان!
ضحكت مناهل تهز راسها بالنفي : توقعته ولد حلال قلت مـ.
قاطعتها ميهاف : ولد حلال؟ هذا ولد حـ..
قاطعتها مناهل من صرخت : انطمي جايتك لاتتحركين
بقت بمكانها خلف الزجاج الشفاف وتكت بظهرها عليه تنتظر مناهل ، ورجلها تهتز من توترها ، ورفعت نظرها من حست بقلق بداخلها كأن فيه من يراقبها وصحّ احساسها من رفعت نظرها ولمحت نظرات العسكر لها والمراجعين وبلعت ريقها تعدل وقوفها ودخلت للداخل وأنظارها مرة على طريقها ومرة للخلف : ربع ساعة وبتكون هنا
-
زاد تمللها من المكان وزادت ربكتها من الجو القاتم ومن تنهيدات صقر بين اللحظة والثانية ونبض قلبها من رن جوالها توقف من كانت مناهل : أخيرًا
ردت مباشرة تسمع صوت مناهل : وينك؟ وصلت
خرجت ميهاف من المكتب : أدخلي وأنا بنتظرك عند الباب
خرجت ميهاف على دخول مناهل وقفلت ميهاف الإتصال من لمحتها تتقدم ناحيتها:وينه؟
ميهاف: وراي لاتناظرينـ..
ماكملت جُملتها من لفت مناهل نظرها له تضحك من ضربتها ميهاف على كتفها : غبية أنتِ غبية! قلت لك لاتناظرينه
مسحت مناهل على كتفها : ليش لا؟ بدخل الحين وبتفاهم معه مابشوفه وبس تعالي
تأففت ميهاف تلف بنظرها لمناهل اللي تقدمت تطرق الباب ، ودخلت للداخل : السلام عليكم
ردّوا سلامها ودخلت ميهاف خلفها تتكتف : أعتذر لك بالنيابة عن أختي
رفعت ميهاف نظرها المذهول لها تعض شفتها بغضب وهمست ببغض : غصب تفشليني غصب !
أشر لها الشرطي بمعنى تفضلي ونطقها : استريحي
جلست مناهل تثبت شنطتها جنبها ورفعت نظرها لصقر تباشر بحديثها: ياليت نحل الموضوع بدون تدخل من الشرطة ماهي حلوة بحق عائلتنا ولا هي حلوة بحق رجولتك وشهامتك تدخل بنت السجن!
تنهد صقر : ماهي حلوة بحقي تستغفلني برقم بوفيه !
تأففت ميهاف : أوهوه ! أنت للحين معلق على البوفيه! جوعتني!
عض الشرطي شفته يغطي شفايفه لايضحك ، وتنحنحت مناهل :خافت! طبيعي بتخاف ومابتعطيك رقمها
تكتف صقر يلف بنظره لميهاف وتبسم بسخرية : هذي تهاب شيء؟

أنتِ بين النفس والهوىWhere stories live. Discover now