الجزء 11

9.6K 240 40
                                    


-
-
نظرتها لرماح بشكل خاص ولفت بنظرها له بأستغراب من ركز بنظرة على وتر ومن تمتم بغضب : سكرنا المعرض الحين تقدرين تجين بوقت ثاني
مستحيل مايكون عرفها ، مستحيل ولمحت هي نظرة الذهول بوجودها نفس نظرته من يلمحها ماتتغير وتعرف هالشيء ومتأكدة منه "عرفها" هزت بالنفي تنطق بسخرية : صح ماكان المفروض أجي بهالساعة وأقاطعكم عن أذنكم
صدّت تتوجه للبوابة تخرج من المكان ببعثرة أكثر من قبلها كانت تشدّ على عبايتها ماودها تبكي ، جفّت دموع عينها عليه ، يحترق قلبها صح لكنها مابتبكي عشانه ، ظلت أنظارة معلقه على مكان وقوفها ، ياكله الندم لكنه مُضطر ومستحيل يعطيها أمل بعلاقتهم ، تمتمت جوري بإستغراب : مين هذي ؟
تنهد رماح لثواني يشتت نظرة : تأخرنا ياجوري
-
-
~ مكتب متعب
كان باقي بمكانه يبتسم قلبه قبل ثغره ، كان متوقع خضوعها لكن اللي ماتوقعه سرعتها بكل شيء : وصلتي لأحلامي وما أخذك؟ أعقب والله
تنحنح لثواني من طُرق الباب يسمح له بالدخول ووقف مُباشرة من كان "سعود المُحامي" : السلام عليـكم
ردّ السلام يصافحه : وعليكم السلام ! يامرحبًا يالله حيّه
أبتسم سعود يشدّ على كفه : الله يحييك ويبقيك ! وشالأخبار والعلوم ؟
هز راسه بالإيجاب يثبت باطن كفّه على صدره : نحمد الله ونشكره الحمدلله ، أستريح
جلس سعود مُقابله ، وأبتسم سعود يرفع نظرة للقهوجي ياخذ فنجاله وتمتم متعب بعدما شرب سعود فنجاله : ودّك ندخل بالشغل على طول ؟
أبتسم سعود ياخذ نفس " ودّك " ماتمر عادية على قلبه وبالقوه يتماسك قدّام الناس على الأقل : ندخل على طول ، أخذت كفايتي من الراحة
-
-
~ بين جُدران المباني
ماقدرت تكمل خطواتها أبد ، ماقدرت تتحامل على قلبها وترمي شعورها خلفها وترجع للبيت بدون توضيّح على الأقل ، توضيح يطفي نارها أو يزيدها المهم تعرفه ، كانت واقفة بين جدار مبناه وبين جدار مبنى أخر يقابله تنتظر رجوعه ، وياكلها التفكير وتموت منه لكن نارها تجدد كل سكرات موتها ، عضّت شفتها من سمعت صوت سيارته من وقفها بالباركنق ونزل بعدها تسمع صوت تسكيره لباب سيارته وتعرف أنه معصب من صوتها القوي لكن مايهمها ، أنتظرته لحد مادخل المبنى وأخذت نفسّ تجبّر خطوتها وراه ، كان ينزل مفتاحه وبوكه وجواله على الطاولة يتنهد وتسمع صوت تنيهدته : رماح
كان منزل راسه للأسفل ورفعه من سمع صوتها لكنه ما ألتفت لها ماودّه يواجه ملامحها أبد ، تقدمت خطوة له ورجعت تكرر نداءها له من جديد وبصوت أعلى وأوضح : رمـاح !
ماجاوبها وظل ساكن بمكانه ، وشدّت هي شنطتها تحاول دموعها ، هي مشت خطوة وبتكمل لحد ماتخرج من المكان بتوضيح لكل تساؤل بداخلها ، توضيح يهدي نارها : لاتتجاهلني كأني مو موجودة ! أنا وراك شوفني !
هزت راسها بالنفي ماتتحمل تجاهله ، ورمت شنطتها بغضب رمتها ورفعت نظرها له تنتظر منه إهتمام لكنه ماتحرك ثابت بمكانه ماتشوف إلا ظهره : مابي أدعي عليك ! مابي أدعي على قلـبي ، لاتحملني هم فوق همي لاتحسسني أني غلطة بحياتك ومرت .. لاتحسسني أن أيامنا كانت جهل مني وخطأ منك
ماكانت قادرة تسمي اللي هي حسته له" خطأ " لأن شعورها له مابعمره بيكون خطأ : رماح تكفى !
أنهد حيلة من نطقها " لتكفى " تفكك قلبه بهاللحظة يحسّ نبرتها تحرق قلبه ، تحرق جوفه وشُبت ضلوعه نار من ترجيها ، فتحت جروح جديدة جروح تترك أثر فوق الأثار القديمة ، ترجيها وكلامها يرسل سيوف لقلبه تُغرس مع كل حرف تنطق فيه ، مع كل شهقه توضّح صُعب شعورها لكنها تواجهة وهي أقوى منه ويحس بالضعف لأنه مايقدر يوضح لها ، يبغاها بقد صعوبتها يبغاها : ماتخاف أروح لغيرك ؟ ماتخاف أن غيرك بدأ يقرب وأنت صرت بعيـد ؟
كان هذا رُعبه كان هذا اللي يحرق قلبه وتسأله بأكثر سؤال كان يراود قلبه لكنه مايقدر على جوابه حتى بينه وبين قلبه ماكان يجاوب ويحترق بكل مرة يتخيل ، أبتسمت بسخرية وسط كُتمانها لدموعها لأخر نفس فيها : أبشرك غيرك قرّب جوابـي عليهم حددته الحين ، كنت مترددة عشانك ، لأن كان فيني أمل فيك لكنه أنطفى .. مابشكرك على شيء لأنك ماعطيتني إلا الجرح وماهو شيء تُشكر عليه
ماكانت حاسبه حساب كلامها لكنّه يرضي غرورها يرضي شعورها وأنحنت تاخذ شنطتها من على الأرض تطلع من المعرض ترجّع هدوء المكان له ، ومادام هدوء المكان من صرخ هو بكل غضب ، صرخ يهد كل قطع الخزف الموجودة حواليه يرمي الكرسي على رف الأكواب تتكسر كلّها كل تعب سنينه أنهد بلحظة وحدة تتساوى بالأرض كلها مايتحمل ضُعفه قدامها ، رجع يصرخ من جديد يصرخ بضُعف أكبر : أبيــك والله أبيـك !.
جلس على الكرسي تنهد ضلوعه كلها ، ينهد جسدّة بأكمله عند بقايا الأكواب ، سند ظهرة على الكرسي  يتأمل كفوفه اللي كان فيها بقايا طين يتأمل المكان حوله وخرابه ، ماطفت ناره حتى وهو يشوف كل شيء مكسور قدامه ماهدت ، مايهديها إلا هي وهي مستحيلة وصعبة
-
-
كانت تعجّل بخطواتها بدون وعي منها تدافع مشاعرها على قلبها يعجّل بخطواتها غصب عنها ، نظرها على طريقها لكنها ماتشوفه مايتكرر عليها غير مشهده هو وقفاه يلي صار يلقيه لها بكل فرصة ويتعبّ قلبها من تداهم المشاعر عليها ، من ذكرياتها معاه بالماضي ومن تجاهله لها بحاضرها ، كانت تتوقع أنه بيخاف أنها تروح لغيرة لكنه خيّب آمالها وهدم كل مشاعرها ، أخذت نفس من وصلت لقصرهم ورفعت نظرها تتأمل البوابه ، ماتعرف كم الأميال اللي قطعتها لوحدها ، ماتعرف حجم الذكريات اللي داهمت قلبها طول طريقها ، لكنها لحد الآن مُتماسكة ومابكت ... ماقدرت تدخل للبيت تخاف تحكُّمها بدموعها ينتهي قدامهم ، وتوجهت للمرجيحه يلي كانت أنيستها وقت حُزنها ، يلي كانت تقضي أغلب أوقاتها فيها ويرتاح قلبها فيها ، لأن حواليها كانت ورود ليلى ، وماكان فيه مُهدى لألم قلبها غير عِبق الورود ، نزلت دموعها وأخذت نفسّ ترفع نظرها للسماء ، بُكاها كان صامت دموعها هي يلي تتكلم ، شتت نظرها لثواني تمسح دموعها بإستعجال من حسّت بوجود أحد من خلفها ، ولفت بنظرها تبتسم من كانت ليلى : وَتر ؟
رجعت تمسح دموعها يلي تجددت تلون خدّها ولفت بنظرها لها تمثّل الطبيعية : لبيه ؟ سمي وأمري عيون وتر ؟
أبتسمت ليلى تجلس جنبها تحاوطها من الخلف ، وسندت وَتر راسها على كتف ليلى مباشرة ، كانت ملامحها واضحة للأعمى ، كان يوضح شعورها على ملامحها خصوصًا من تبكي ، تتحمّر خدودها وأنفها ومُستحيل تكذب وتنفي بُكاها : من زعلك ؟
ماجاوبتها وظلت ساكته بمكانها ، شدّت ليلى بحضنها عليها تطبطب على ظهرها وتمتمت بهدوء : كل شيء خيرة ياوتر
كأنها كانت تعرف بشعورها ، كأنها جت تطبطب على قلبها ، ونزلت دموعها مباشرة ، ماودّها بهالخيرة إذا هي بُعد رماح عنها ماتتمناها ، عضت شفتها بكل قوة تحاول تمنع نفسها ، تحاول تبعد فكرة أن بُعده عنها فيه خيرة : مابغـى ماوديّ والله ماودّي
رفعت ليلى ملامح وتر لها تمسح دموعها وتمتمت بهدوء : ياقلب ليلى اللي لك بيجيك لاتحاربين وتجيبين جهدك وطاقتك لأخرها وتزعلين من أمر كان خيرة لك وله ماتعرفين وش الخوافي ووش اللي بالقلوب عشان تبعد وهي ماودّها
عقدت حواجبها بأستغراب تلف بنظرها لها : خيرة لي وله ؟ وخوافي ؟ عمه وش الخوافي ؟ وش اللي ما أدري عنه لدرجة القلوب تبعد وهي ماودّها بالبعد !
هي ماركزت بمعرفة ليلى باللي بينهم لكنها ركزت على كلمة "الخوافي " تخاف وماتبالغ بخوفها ، هي لوهله حست بالأمل يتجدد بقلبها وتحتاج جواب عشان مايكون هالأمل كاذب : عمه هو قالك شيء ؟ قالك أنه يبغاني ؟
زمّت ليلى شفايفها لثواني ، ماتقدر تجاوبها وهي ماتعرف وش كاتب لهم القدر ماتقدر تبني أمل بأمر منتهي ، ويتعب قلبها لأن وتر ماصارت تقولها "ماما" تخاف هالمسمى يختفي من قاموسها ، ماقدرت تتحامل على دموعها ، ماقدرت تسكت أكثر من كذا لأنها بتنفجر : تعبني والله تعبـت كل محاولاتي تنتهي بخيبة أمل كبيـرة ، حاولت ومافقدت الأمل فيه لأني أحبه !! والله أحبه والله كان أول حب أعيشه كان أول ذنوبي وماتبته حتى وأنا أحترق كل ليلة ، كان أول ذنوبي وماتبته حتى وأنا أحترق كل ليلة من فكرة أني بنام جنب شخص غيرة ومن فكرة أنه بينام جنب وحدة غيري !
ضحكت بسخرية تمسح جبينها وسط غرقها بمشاعرها : كان مع وحدة غيري اليوم مستوعبه؟ لحالهم ! حتى أنه طردني عشان يوصلها لبيتها ، طق الصدر ووقف عشان يوصلها ! لو شافني أموت قدامه مابيتحرك شبر واحد لكن هو أول واحد يفزع إذا كان شخص غيري ، غبي مايعرف نعمة اللي عندة
تنهدت ليلى بضيّـق يكتم صدرها وماتبالغ ، رجفة وتر وهي تشرح شعورها ودموع عينها يلي تتجدد كل ثانية ، وإحمرار ملامحها يتعبّ قلبها ، سحبتها لحضنها من شهقت وَتر بلحظة ضُعف من كتمان مشاعرها تُجهش بكي بصوت أعلى ، بصوت يُغرس بقلب ليلى قبل مسامعها ، وينبض قلبها ألم لكنها ماتتكلم ولاتقدر تواسيها بأمر مفروغ منه : بس ياوَتر بس ! والله مايسوى والله
هزت راسها بالنفي وتمتمت وهي تحس نَفَسها مُنقطع : والله يسوى قلبي هو قلبي ومايسوى ؟ كيف مايسوى ؟
-
-
~ صباح اليوم الثاني ، القصر الخالي
ماكان لدكتورة التوليد أي أثر ويعصبّه هالشيء بجنون لكنه يتغاضى عن كل شيء لأن اليوم يومه ، ماكان لجهودهم نهاية وماكان للراحة مكان بقاموسهم وهم ماردّوا الضالة لأهلها للحين ، أخذ ساعته يلبسها يتأمل الوقت لثواني ، وأخذ نفسّ بعدها نفس يملى صدره تنهيدات ووقف يتوجه للخارج : الله يعجّل بك
نزّل للأسفل يتأمل المدى قدامه وما يتأمل خطوته ، وأبتسم من كانت ليلى جالسة وسط الصالة نظرها على شاشة التلفزيون وعقلها بعالم أخر ويحسّ بهالشيء ، أخذ الريموت من على الطاولة يسكر التلفزيون ولف بنظرة لها بعدها : رحتي بعيد ؟
أبتسمت ليلى تهز راسها بالإيجاب : حولكم وحواليكم مابعدّت
أبتسم يجلس جنبها وأخذّ كفها يقبّله لثواني طويـلة ورفع نظرة بعدها لها يثبّت نظرة وسط عيونها : بكلمك يمه
ضُرب قلبها سعادة بهاللحظة ضُرب وأبتسمت لأن هو مُبتسم وتكفيها أبتسامته تسر خاطرها والله : كلمني
رفع يدّه يتحسس جبينه لثواني وثبّت نظرة بعدها وسط عينها مايتردد أبد : حلمت حلم أمس ، ماحلمت فيه بحياتي كلّها
ماتعرف وش ساور قلبها بهاللحظة لكنها رغم تصادم مشاعرها قلبها مطمئن بشكل مُستغرب ، وكمّل هو بهدوء يشبهه : عروستي تنتظرني تحت غروب الشمس
نبّض قلبها بهاللحظة ، نبض سعادة وهي فهمت سبب الأطمئنان اللي تحسّه : تخطبينها لي ؟ تحققين حلمي ؟
لأول مرة يكون أستيعابها عالي بهالشكل ، لأول مرة تجاوب قبل لاينتهي السؤال حتى ، هزت راسها بالايجاب تحاوط ملامحه : أخطبها لك والله أخطبـها
أبتسم من دمّعت عينها ، يمسح دموعها بنفس لحظة نزولها ورجع يقبّل باطن كفها وظاهرها من جديد دخل بهاللحظة عبدالعزيز ، وأبتسم بمجرد مالمح قُربهم لبعض: السلام عليـكم
ردّوا السلام وأعتدلت ليلى تلف بنظرها له : عبدالعزيز تعال تعال أسمع ولدك وش يقول
أبتسم عبدالعزيز يجلس مُقابلهم : من أبتسامتك الموضوع ودّك به من زمان
هزت راسها بالإيجاب تشدّ على كفّ متعب : بيتزوج ولدنا بتقُر عيني وبشوف عروسته
أبتسم عبدالعزيز لثواني يستغرب الموضوع المُفاجى بالنسبة له ، هو يعرف متعب ويعرف أنه مايفكر بشيء كثر قضايا الخطف يلي عنده ، مايجن جنونه ولا يشغل باله غير الأطفال والمراهقين يلي يُخطفون من أحضان أمهاتهم ورغم كثرة القضايا وصعوبتها ألا أنه ماتعوّد باقي ومع كل قضية يتعب أكثر ويشوف هالشيء بملامحه رغم عدم وضوحها لغيرة لكنه يشوفها : مختارها أنت ؟ ولا تبغى أمك تدور ؟
هز راسه بالنفي يعتدل بجلوسه : مختارها ومنتهي باقي نخطبها بس
دخلت وَتر على أخر كلامه تشهق بذهول : نخطبها ! متعب بتتزوج ؟ مين سعيدة الحظ !
أبتسم متعب من تدافع أسئلتها ، ووقف من توجهت هي له تحضنه لأنه عُود منها مع كل يوم جديد "حضن جديد" شدّت على ظهرة تهمس قريب من مسامعه : غروب وبس ؟
ضحك هو يُسمع صوت ضحكته وهز راسه بالإيجاب ياخذ نفسّ : هي وبس
بعدت عن حضنه تبتسم من كل قلبها : مايناسبك غيرها تكملون بعض
كانت معرفتها بعلاقته بغروب محدودة بشكل عجيب لكنها تعرف ومتأكدة من حُبه لها " الأهتمام" كان جواب لسؤالها لما سألته صريح " تحبها ؟" جاوبها بأفعاله وأكتفت بهالشيء لو ودّه تعرف عن اللي بينهم قال ومابيخفي لكنها فضلت - تعطيه مساحته - ومتأكدة مابيمر كثير وبتعرف كل خبايا قلبه ، جلست  جنبه تثبت الخداديه وسط حضنها وركزت بنظرها بعدها عليه ، تتامل تشابك أصابعه وأنحناءة للأمام ، تتأمل أنظارة يلي كانت على عبدالعزيز يمينه لأنه يحاوره : تعرفها وَتر
لف بنظرة لوتر قبل لاينطق بأسمها وأبتسمت هي مجرد ماحُطت عينه وسط عينها : غروب
كملت وتر عنه ، ماتعرف السبب لكنها تحس صدرة يفيض إذا صار الموضوع " غروب " ومتأكدة حتى لأن نبرته تغيرت بشكل ملحوظ من نطق أسمها بس : كاتبة عندي بالشركة موقعة معاها عقد ألفت كتاب ونجح نجاح مُتوقع تناسب متعب والله
-
-
~ بيت رماح
مامره النوم للحظة من بعد سِهامها ليلة أمس يتكرر صوتها بداخله ، لدرجة حسّه علق فيه بشكل عجيب بشكل يوّصله للجنون خصوصًا أنه كان يبتسم من تمره الذكرى معها ، لكنه ماعاد يبتسم الحين يحس بالجنون من كثر ماتردد صوتها بداخله ، كان متمدد على الكنبة الطويـلة وسط صالة بيته يسند راسه على كفّه وأنظارة على السقف لكنه مايقصده أبدًا يحس بالعواصف تلعب داخله كان حُبه راحة له لكنه ماعاد يحس بالراحة يحس بالعبء ، كان يهدئ عند كل كلمة تقولها ألا من يوصل لـ " غيرك قرّب... كنت مترددة عشانك...كان فيني أمل فيك ...أنطفى" هو والله يتحمل كل خيباتها فيه يتحمل كل سكاكين كلامها ، لكنه مايتحمل تكون مع غيرة ، يضعف أكثر من ضُعفه وأصعب شعور يمرّه " ضُعفه قدام هواه "
مُنى عينه تكون له يكون هو الغير اللي بدأ يقرّب ، يكون هو الجواب لسؤالهم لكنها " أماني" ومُمكن تنتهي وهي أُمنية ، يخاف من المُستقبل بدونها يخاف ومايحارب لأن ماعنده شيء يحارب فيه ...
-
-
~ بيت مُهرة
كانت ملازمة غُرفتها من بعد خُروج أمها ليلة أمس ، وماقدرت تاخذ نفس خارجها أصلًا لأن فكرها محصور بليلة أمس ، كانت ضايعة وسط شعورها وسط ذكريات أبوها تبتسم لحظات وتنزل دموعها لحظات لكنها ماتوّقف تفكير ، حتى مع دخول غدير بهاللحظة ماتركت تفكيرها ، تقدمت غدير ناحية سريرها تتمتم بهمس تظنها نايمة : ماما غروب
رفعت غروب نظرها لها وأعتدلت بجلوسها تسند ظهرها على السرير : هلا
تنهدت غدير ترفع جزء من اللحاف تدخل جنبها ، وسندت غروب راسها على كتفها مباشرة : ماما أنا أسفة لأني أخترت عنك لكن ماكان قدامي حل أخر
عقدت حواجبها بأستغراب تلف بنظرها لها ، هي أساسًا راسها علق بليلة أمس وبالحوار الطويـل اللي دار بين جدها وأُمها وخاطرها ودّه يعرف : كان عندي خيارين بس .. جدك ماترك عندي غير خيارين وأنا أخترت الأسهل لقلبك ولقلبي أخترت راحتنا ياغروب
كان أستغرابها عالي بشكل عجيب تخاف من الخيارين وماتمزح لكنها متأكدة أن غدير مابتضرها ومستحيل تضرها : كان بيزوجك بدر
ماكانت مستغربه أساسًا لأن هذي خُطته لمستقبلها من عهد ، لولا رفضها ورفض أُمها كان صارت له قبل تخرجها من الثانوي حتى : فيه غيرة خطبك مني شاريك الرجال ومارفضته وقلت لجدك أنك مخطوبة ماتجوز خطبة فوق خطبة ووافق تتزوجين اللي خاطبك بس بشرط
ماكان عندها تصوّر عن الشخص اللي خطبها لكن يرضيها إذا مو بدر : وش الشرط ؟
أخذت نفس تلف بنظرها لها تحاوط ملامحها تخاف غروب ترفض تخاف يعلق مصيرها مع قاتل أبوها وهي تشوف انطفاء نور عيون غروب مع موت أبوها تشوفه وتسأل نفسها "كيف لو صار هو زوجها ؟ " مابتتحمل تعرف بنتها بتموت من قهرها : يعقد عليك قبل لا جدك يمشي ودّه يتطمن عليك ياغروب الزواج الكبير قال تحددونه أنتم لكن المهم تصيرين متزوجة رسميًا
هي لوهلة حست " بالتبلد" ماتعرف السبب لكنها فعليًا ماعاد يهمها أُمها أختارت بدونها ؟ يعني هي بتنفذ غصب عنها : بيجون أهل الرجال يخطبونك مني بكرة كل شيء صار بسرعة بدون تخطيط
-

أنتِ بين النفس والهوىWhere stories live. Discover now