الجزء 13

10.1K 232 15
                                    

-
وقفت من على الكنبة تتوجة لخارج غُرفتها تنزل للأسفل ودّها تعيد تأمل المكان بعد خلوهم منه ، هي ما أكتفت تأمل والمكان يعجبها بشكل مستحيل ، أبتسمت لثواني تمرر أناملها على الورد الأبيض يلي يزيّن سور الدرج تمررها مع نزولها ونظرها على المدى قدّامها تبتسم من تلمح نور المكان ، عقدت حواجبها بأستغراب من لمحت تمدد أُمها على الكنبة ، وأخذت نفس تتوجه  لها تنحني عندها وأبتسمت لثواني تتكي بخدها على يدّها ، تتأمل هدوء ملامحها بعد جُهدها يلي بذلته بتجهيز ملكتها : كيف يزعل خاطري وأنتِ ترضيني بمحاولاتك ؟ وتكميـلك لكل شيء يخصني ؟
كانت كل الترتيبات بألوان غروب يلي تحبّها من لون الورد للون الشموع للون الكوشة وتناسقها مع ألوان الغروب رجعت شعرها للخلف توقف بهدوء بعد ماعدلت اللحاف عليها ، تمشي على أطراف أصابعها ماودّها تزعجها ، وتوجهت للشبكة ينبض قلبها  من لمحت الكيكة تتذكر وقت ثبّت يده فوق يدّها يقص الكيكة معاها من كان خلفها ويساره على خصرها يقربها لقلبه ، وتركز على إختلاف الالوان بينهم أكثر من تركيزها على الكيكة ، تركز على عِبق عطره يلي يشتت كل تركيزها وينبض قلبها من قربه لأول مره بهالشكل : يربك لهالدرجة !
أبتسمت لثواني تلمس عقد الالماس بأطراف أصابعها : لو كان هذا من ذوقك بتطمن أنك مو لحجي
ضحكت لثواني تاخذ العقد ، تجربه على نحرها وأبتسمت لأنه ثقيل ويناسبها : ناقص روج أحمر بس
عقدت حواجبها لوهلة من لمحت بوكس مركون بزاوية قريبة من الطاولة ، وماتمنع فضولها أبد أنحنت عنده تشيل الغطاء وضحكت بذهول من كان داخله دبدوب أورنج : مسـتحيل ! وش يحسبني !
شُد أنتبهها من لمحت ظرف خلف الدبدوب وتمتمت بسخرية : رسائل ؟
أبتسمت لثواني ودّها توثق الظرف لأنه ماهو عادي أبد : كأنه جايبه من العصور الوسطى !
ضحكت لثواني تصوّره ، وفتحت الظرف مباشرة بعدها ، هي فضولها زايد بشكل مُستغرب خصوصًا بعد جُملته لها "شاركتيني الحلم وشاركتك الواقع بتحقيقه" ودّها تعرف قصده ، أبتسمت لثواني من لمحت خطة اللي شدّ أنتباهها من كان يكتب بخط الرقعه مثل أبوها : واو ! طيب طلعت من زواجي منك بفايدة بتعلمني كيف أكتب كذا
: مساءك طيّـب حبيـبتي ...
تحيرتُ بيـن أشعار قد تكونُ وصفًا لشعور هذة الليلة
لكنّني لم أجد مايصف شعورها مثلما هي في قلبي ..
بدليّ دُجـى هذة الليلة وأنيري قلبي بوصلك
  متعب ..
رفعت حاجبها لوهلة يتبسّم ثغرها لثواني لأنه كان كاتب رقمه أسفل الورقة : كلفت على عمرك
ضحكت لثواني تضيـف رقمة لجوالها وميّلت ثغرها لثواني ماتعرف بإيش تسجلة :  رجل العصور الوسطى ؟ لايق عليك والله
-
-
~ أخر الليل ، القصـر الخالـي
دخل القصـر يقفل الباب خلفه ، كانت عينه على جواله ينتظر منها رسالة ، رقمها موجود عندة صح لكن ودّة هي تبدأ الرسايل ، كمل خطواته لداخل القصر وسرعان ماوقفت خطوته من لمح اللي بداخل مصنع أُمة ، تبسّم  لثواني من تذكر قُربها وعطرها ولأول مرة يصيبه فضول ناحية غُرفة عطور أُمه ودّه يعرف نوع عطرها ، دخل للداخل يوقف مُقابل الطاولة يلي كانت تمتلي بزيوت العطور ، بكل أنواعها وأخذ أول علبة ياخذ نفس من عِبقها لثواني ورجعها لمكانها يتنهد : ماهو عطرها
-
-
نزلت لليلى للأسفل مامرها نوم أبد وماودّها تبقى داخل غُرفتها وياكلها التفكير ، عقدت حواجبها بأستغراب من سمعت صوت الزجاج خارج من مصنعها ، تستغرب الصوت لأنها تعرف عيالها مايدخلون وهي موجودة عشان يدخلون وهي خارجها ، سندت كتفها على طرف الباب تبتسم من كان مِتعب شماغة على كتفه وعقاله على راسه ، مثل عادته لما يرجع للقصر : مِتعب
هو كان مُندمج لدرجة فزّ من سمع صوتها ، يُنتشل من غرقة بالعنبر ، وضحكت هي تسمي عليه : بسم الله على عمّرك ، وش تسوي ؟
تنحنح يعدل عقاله : أدور لي عطر
هزت راسها بالإيجاب مسايرة له ، وتقدمت عنده بعدها تاخذ علبه صغيرة من فوق الرفّ : هذا عطر مشهور قلدته حلوة ريحته وهادية جربها
أخذها يشمها وسرعان ماتوسعت عيونه بذهول يلف بنظرها لها ، وأبتسمت هي لأن ملامحه تأكد اللي هي ظنته : أنا نزلت لأن مامرني نوم ، ودّك نتسامر الليلة ؟
هز راسه بالإيجاب يرجع العطر لمكانه ، هي توقعت سبب وجوده هنا ، وتأكدت من توقعها لمن هو نظر لها نظرة التعجب وقت أعطته عطر غروب ، هي من أول ماسلّمت عليها عرفت عطرها " مس لافيرن" لأنها من قبل كانت تحاول تقلدّه وقدرت تقلدّه بمصنعها ..
-
-
خارج القصر ، ووسط أحد الجلسات الخارجية ، كانت هي وهو ، تتأمل سرحانه بهدوء ، وأبتسمت تبدأ حديثها : مِتعب تقولي عنها ؟
رفع حاجبه يناظرها لثواني : وش أقولك ؟
أبتسمت هي تعدل شعرها : كيف عرفتها ؟ وليش هي بالذات مو وحدة من بنات خالاتك ؟
عقد حواجبه لوهلة يشتت نظرة ، وأبتسمت هي لأنه أنزعج : ماهو عيب بأحد يامتعب بالعكس ، أبي أعرف قلب ولدي ووش صاير فيه
رجّع ظهرة للخلف ، يسند راسه للخلف : شفتها بالشركة وأعجبتني
هزت راسها بالايجاب تنتظرة يكمّل لأنه سكت لثواني : وخطبتها من أُمها
هو ماكذب عليها ، لكنّه أختصر بشكل عجيب : ماشاءالله عليها الكل مبهور فيها ، حتى خالتك زينب ماوقفت تمدحها تقول تناسبك أكثر كان بها عتب لأنك ما أخذت بيادر لكنها شافت غروب وأختفى كل العتب تقول تناسبك أكثر من بيادر
أبتسم لثواني يهز راسه بالإيجاب ، تطمن قلبه وماينكر ، يخاف تزعل منه وهي من الأساس كانت تلمح له أن ودّها يكون هو زوج بنتها : الحمدلله
أبتسمت ليلى لثواني تقربّ منه : أفكر أعزمهم عندنا ؟ غروب وأمها نتعرف أكثر قبل زواجكم
رفع نظرة لها يبتسم قلبه ، وشدّ على كفّه يهز راسه بالإيجاب : ما أقول لا ويكون أفضل
-
-
ماكان ليلها عادي هالمرّة ، تتأمل خطّه ويبتسم قلبها من تقرّأ "حبيبـتي" : طريقته بكتابة الحروف حلوة !
وقفت لثواني تتوجه لمكتبتها وأخذت ورقة وقلم تثبت ورقته فوق ورقتها ، تعيدّ صياغة الحروف بنفس طريقته لدقايـق طويـلة ، وزفرت بغضب ترمي القلم لأنها بكل محاولة تكون أسوأ من قبلها : وش هذا بالله ؟!
تأففت لثواني ترجع ظهرها للخلف وعينها على الكرت ، أخذت جوالها تبتسم من نورّ الجوال بأسم " عزوف" اللي تمتمت أول مافُتح الخط : كنت عارفة أنك مانمتي !
أبتسمت غروب ترجع شعرها خلف أذنها : طبيعي أتوقع ؟
هزت راسها بالإيجاب تقفل شباكها : كنت أتأمل القمر وتذكرتك تتأملينه صح ؟
هزت راسها بالنفي تلعب بالكرت بيدّها : لا
رفعت حاجبها بأستغراب : يعني لقيتي لك تسلاية غير التأمل ؟
هزت راسها بالإيجاب تبتسم : رجل العصور الوسطى كنت أحاول أقلد خطة
ضحكت بذهول من المُسمى : خطيبك ؟
هزت راسها بالإيجاب : بين الهدايا كان فيه ظرف من العصور الوسطى ، المرور الزمني عجيب كيف وصل لنا ؟ ما أعرف
ضحكت عزوف ماتتحمل : بدال لاتفرحي لأنه رومانسي ويرسلك رسايل ! كيف يعني الظرف قديم ؟
هزت راسها بالنفي : أبالغ شوي ، مو قديم لكن نفس طراز الرسائل القديمة اللي يكون فيها ختم شمعي
شهقت عزوف تضحك بذهول : تمزحين !! غروب يجنن ! يالله تخيلت شكل الظرف ، وش كاتب فيه ؟
تنحنحت غروب تعدل جلوسها : مساءك طيب حبيبتي
صرخت عزوف تقاطع غروب ، وضحكت غروب تمثلّ العصبية : بتخليني أكمل ولا أيش ؟
هزت راسها بالنفي تتنحنح : خلاص خلاص كملي بسكت
-
-
~ صباح اليوم الثاني ، بيت رماح
كان داخل مصنعه جالس على الكنبة ويتأمل الدُخان اللي يخرج من كوبه ، أخذ نفس يوقف من سمع صوت الطرق على الباب ، يفتحه وأبتسم من كانت صِبا : صباح الخير لأحلى وأغلى أخ بالدنيا ! كيفك ياروحي ؟
رفع يدّه يبعثر شعرها : صباح النور ! الحمدلله كيفك أنتِ؟
زفرت لثواني تبعده عن الباب ودخلت للداخل تعدل شعرها : كنت أقول ببدأ صباحي بإيجابية ! ليش تلمس شعري ؟ بعدين ليش ماقلت حياك تفضلي ولا لازم أسوي هالحركة مثل دايم ؟
ضحك لثواني يقفل الباب : حياك تفضلي العذر والسموحة
هزت راسها بالإيجاب تجلس على ذراع الكنبة ، ولفت بنظرها له بعدها تتمتم بأبتسامة : ولو أنها متأخرة منك لكن مقبولة ، لوسمحت أبغى أجرب هذا
أشرت على عجلة الفخار ، وأبتسم هو ينزل كوبه يتوجه لها : لي قلب يقولك لا ؟ تعالـي
رفعت حاجبها بذهول توقف بأستغراب : والله بتعلمني؟!
هز راسه بالإيجاب وجلس على الكرسي ينظف العجلة : مانظفتها أمس
ميلت راسها لثواني تتأمله : ليش وش كنت تفكر فيه ؟
رفع نظرة لها بأستغراب : قلت لك أني أفكر ؟
تنحنحت لثواني تشتتت نظرها : لا بس توقعت يعني أمس كانت ملكة متعب قلت يمكن أنت تفكر تتزوج زيه !
سكن ثغره لثواني يرجّع نظرة للفخار يمسحها بالأسفنجة : عطيني الكيس وراك
لفت بنظرها لخلفها وأبتسمت من كان على الأرض كيس الطين : ثقيل ! ما أقدر !
زفر لثواني يتوجه له ، وأنحنى ياخذ كيس الطين معاه : هذا ثقيل ؟
ضحكت صِبا تهز راسها بالنفي : مو ثقيل بس أنت تقدر
أخذ منه يلي يكفيه وثبتّه فوق العجلة يوقف بعدها : يلا تعالي أجلسي
جلست بمكانه تشمر أكمامها : أيوة من وين أبدأ ؟
أبتسم رماح يوضح لها : أضغطي بأبهامك بوسط العجينه هنا لين تتشكل
أبتسمت تضغط برجلها على الزر اللي يتحكم بدوارن العجلة وأبتسمت لثواني : كذا ؟
هز راسه بالإيجاب يبتسم لأن ثغرها يبتسم بجنون : كذا
أبتسمت هي بلهفه تنزل نظرها للفخار : طلع مُمتع ! ماصرت ألومك !!
أبتسم يهز راسه بالإيجاب وبلل يدّه يقطر من المويا فوق يدّها ، وأبتسمت هي ترفع نظرها له : رماح
رفع نظرة لها ، وتنهدت هي لثواني : أبي أبقى عندك مابرجع مع ماما للجنوب هنا أنبسط أكثر ، ووتر هنا بعد !
نبض قلبّه من صار طاريها ، وإختلفت ملامحه يشتت نظرة : لا
هو ماودّه تبقى لأنها لو بقت بيلتقي بوَتر لا محالة ، وهو ماودّه يلمح ظلها حتى ماودّه يرجع له نفس الألم وهو ودّه يخطي خطوة تبعده عنها مسافات طويلة...
-
-
~ قصر أخـر
أبتسمت سرور لثواني تتأمل ألبوم الصور : ياسرور وش بقيتي للناس ؟ كل هالمواهب مجتمعة بشخص واحد ! خلي أحد يكون أحسن منك على الأقل
ضحكت سرور لثواني ترجع ظهرها للخلف ، تلعب بشعرها : أعوذ بالله من حُب الذات
كانت هي المصورة يلي صورت متعب وغروب ، وتموت من فرحتها لأنها لأول مرة تجرب تصور أشخاص ومو أماكن : على الأقل اللي صورتهم حلوين يهوّن كل شيء
هي تخلت عن مبادئها لأول مرة ومُنى عينها يكون لشيء يستاهل : يارب على هالتعب أخذ من عندكم بصور قصركم كل يوم أوعدكم
زفرت لثواني من سمعت صوت الأشعار ، تنزل نظرها لجوالها ، وأعتدلت بعجل من كانت الرسالة من الشخص يلي طلبها تصوّر هالليلة من كان مرتبّ كلامة برسالة وحدة "صباح الخير ، متى يجهز الألبوم ؟ ومتى أقدر أخذة ؟ "
وقفت من على كرسي مكتبها تتوجه لسريرها وأرتمت عليه وبدت ترتب له جوابها " صباح الورد ، يجهز العصر وتقدر تاخذه العصر لو ودّك "
أبتسمت من أرسل مباشرة " أرسلي الموقع وبجيك "
قفل جواله من أرسلت الموقع يتركه على الطاولة ، وأبتسم بسخرية لأنه بسهولة قدر يوصلّها : سهلة جدًا ، بنشوف وش عندك ياباتمان
-
-
~ المشفى ، عند مِتعب
كان جالس على الكنبة اللي تتوسط مكتب المدير المناوب ، يدّه على دقنه وأنظارة على الورق والملفات يلي تعبي الطاولة قدّامه ، ميّل شفته لثواني يقرأ الملف بين يدينه ، ولف بنظرة بعدها للمدير يتمتم بتساؤل : مين المسؤول عن علاج هالمرضى ؟
كان يقصد بتساؤله عن مرضى العقم يلي يتعالجون بالمشفى هذا ، ويلي مستمرين بالعلاج وملتزمين فيه : الدكتورة سُهى
هز متعب راسه بالإيجاب يتمتم لزيد يلي كان جالس على الكنبة المنفردة مُقابله : جيبها لي
هز زيد راسه بالإيجاب يوقف : على خشمي
خرج زيد ورجّع متعب نظرة للملف يقفله وينزله جنبه ، وكمل يراجع باقي الملفات ويدقق فيهم تحت أنظار المدير المناوب ، مرّت دقائق بسيطة رجع فيها زيد وخلفه كانت الدكتورة سُهى ، يلي كانت تشدّ كفّها بتوتر ، وقفت بوسط المكتب تتمتم بربكة وضحت من نبرة صوتها يلي أرتفعت : طلبتني !
هز راسه بالإيجاب يمد لها الملفات الثلاثة مباشرة ونطق : شوفيهم
عقدت حواجبها بأستغراب تاخذ الملفات منه تفتحهم وراء بعض ونزلت نظرها له تستغربه : مرضاي !
هز راسه بالايجاب يرجع ظهرة للخلف : تشكين بمين فيهم ؟
ميلت شفايفها بعدم معرفة ترجع نظرها للملفات : ما أشك بأحد !
القضيه لعبت بحسبة كل مسؤول بالمشفى ومستحيل تكون ماسمعت بهالقضية وبأحداثها ، زفّر متعب لثواني يرتب سؤال أخر : مواعيدهم كل ست شهور مرة صح ؟
هزت راسها بالإيجاب ، وتمتم هو بتنهيدة : والحرمة اللي بالملف الثالث مرّتك أربع مرات خلال شهر واحد بس ! وش تبررين هذا فيه ؟
عضت شفتها لثواني تنزل الملفات على الطاولة وأعتدلت تبرر بربكة : كانت تبغى نكثف جلسات العلاج !
رفع حاجبه بسخرية يبتسم لثواني : وأن قلت أنك تكذبين ؟
لفت بنظرها للمدير المناوب لثواني ورجعت نظرها له تهز راسها بالنفي : إذا ماكان هذا غرضها لإيش هي بتجي يعني!!
أخذ نفس يوقف : مقنع ! لكنه ما أقنعني تدرين أنك شريكة بجريمة بسكوتك هذا ؟ وتدرين أنك بتنسجنين سنوات أكثر منها على تسترك هذا؟
كانت تحس بالضغط وماتمزح نبرته وهدوء كلامه يربكها بشكل مستحيل نظرات المدير المناوب والخذلان يلي تشوفه بعينه يوترها وظلام المكان يلي يقشعر بدنها يشعل كل شعورها ، ويزيد توترها لأن إحتمال يسحبون منها الرخصة : مالك حق تتهمني بشيء ماهو فيني ! ماعندك دليل يدينّي !
رفع حاجبه لوهله يلف بنظرة لزيد يلي كان واقف جنب الباب : جيب المريضة
عقد زيد حواجبه بأستغراب وكان بينطق لو مالمح نظرة متعب له ، ونطق تتغير نبرته لأنه ماكان يعرف بوجود المريضة أساسًا : سم طال عمرك
خرج زيد وتبعته هي بنظرها المُرتبك ، بذات اللحظة اللي تمتم فيها مِتعب بركود : أعترفت وباعتك برخص التراب والبنت رجعت لأمها ، وبتُسحب منك الرخصة وبتتعفنين بالسجن أنكارك يدينك أكثر ولأنها أعترفت بتتخفف عنها العقوبة وبتدفع غرامة وتطلع خلال شهور بسيطة أنتِ حتى لو طلعتي مابتمارسين مهنتك حتى ، غباءك مانفعك وفلوسك يلي بجيبك مابتعيشك أكثر من سنتين
شدّت كفّها تحس بتعرق جبينها : فتشت وراي صح ؟ شفت حساباتي البنكية والتحويلات ؟ شفتهم صح !
هز راسه بالإيجاب : ومريّت بيتك على طريقي عايشة وسط مكب نفايات ، مريضة أكتئاب ؟
هو لمس جرحها وألمها لدرجة ركلت الطاولة برجلها تصرخ من غضبها : أيه مريضة أكتئاب أيـه ! وبعت الولد على أم عقيم عشان أتخارج من مكب النفايات اللي أنت شفته أرتحت ! أرتحـت !
هز راسه بالنفي يتقدّم بخطواته لها : تعترفين أنك أنتِ يلي خطفتي الطفلة من حضن أُمها ؟
هزت راسها بالإيجاب تضرب صدره : خطفته وبعته برخص التراب بعتـه ولو تكرر فيني الزمن برجع أبيعه وأبيع غيره !
أخذ نفسّ يرفع نظرة للسقف ، من تدخل زيدّ يكلبش يدينها وكانت تحاول تقاومه بكل قُدرة : على فكرة كان هذا تصوّر مني ، خذها
سكنت كل حركتها ، يذوب جسدها معها لدرجة حسّ زيد أن روحها خرجت مع سكونها هذا  ، هزت راسها بالنفي تجرّ خطواتها له لكنها ماكملت ثاني خطواتها من منعها زيد ، وماقدرت تقاومه أساسًا لأن روحها بتخرج : يعني أنت الحين أنت كذّبت علي؟ يعني كل هذا تصور من عندك ؟
هز راسه بالإيجاب يحط رجل على رجل : أنا ناديت المريضة اللي ماهي موجودة أصلًا ، وأنتِ ماقصرتي هليّتي السبحة قبل نلقى السبحة أصلًا
كان زيد مذهول بقد ذهولها وذهول المدير ، كان يحاول يمنع ضحكته على كل يلي صار خصوصًا أخر كلام متعب : أستجوبوها ، وأعرف لي مين عاونها مين الرجال اللي كان معها
صرخت هي تهز راسها بالنفي تتمتم برجاء : أنا خطفته لحالي مامعي أحد ! والله والله !
-
-
~ بيت مُهرة ، جدة غروب
من أول صحوتها أبتسمت لأنها تذكرت رسالته ، ولأول مرة بعد وفاة أبوها تصحى وثغرها يبتسم مثل قلبها : صباحي طيـب
ضحكت لثواني تمسح ملامحها ، هي بدت تاخذ أسلوبه بدون إدراكها وتموت من خجلها لأنها سهرت تتأمل صورة العرض حقته ، بعدت كفوفها عن ملامحها ترفع نظرها للباب يلي دخلت منه غدير : صباح النور لأميرتي النائمة صار وقت الفطور إذا ماشفتي الوقت يعني
تمتمت بكلامها وتوجهت للشبابيك تفتح الستاير ، وتنهدت غروب لثواني تبعد اللحاف عن جسمها ، تجلس وسط  السرير ، ورفعت رجولها لصدرها تسند راسها عليهم : يصير أطلع بدون ما أفطر ؟
هزت غدير راسها بالنفي تجلس يمينها : مايصير اليوم بالذات
عقدت حواجبها بأستغراب ، ترتب سؤالها : ليش ؟ اليوم بالذات ؟
أبتسمت غدير تتكي على يدّها : لأن يا أميرتي أهل خطيبك عازمينك عندهم اليوم
رفعت حاجبها لوهلة تركز بنظرها عليها تنتظرها تنطق " مقلب " وتريحها لكنها مانطقت ، ووقفت غروب ترجع شعرها خلف أذنها تنطق بأستغراب : يعني صدق! بنروح لهم !
هزت راسها بالإيجاب توقف مثلها : ليش مستغربة ؟ مانعرف بعض وودّها تتعرف علينا أكثر يكون أحسن حتى تعرفين أهل خطيبك وماتستنكرينهم لما تتزوجون تستقرين وسطهم ما كأنك غريبة
ماقدرت تنطق بالحرف ، لأن ماعندها شيء تقوله أساسًا ، كلامها حقيقي ومقنع وماتقدر تجادل أو تردهم بأول دعوة : تمام
تنهدت غدير تُسمع صوت تنهيدتها وخرجت بعدها تترك غروب لوحدها ، جلست على الكنبة تتأمل المبنى وتمتمت بتمني : يارب مايكون موجود مابتحمل كل هالضغط دفعة وحدة !
-
-
~ مركز الشرطة ، قسم التحقيق
كان يتأمل غُرفة التحقيق من خلف الزجاج العازل ، ويستغرب تكتمها على الشخص يلي ساعدها ، رغم كثرة وتكرار الأسئلة عليها ، حتى مع الضغط مانطقت بالحرف : ماودها تعترف ذي ، جيب سجلاتها
كان عندهم سجل يخص كل دكتور بالمستشفى من أول مافُتح ملف القضية ، لهالسبب ماعانى زيد كثير، وجاب السجلات خلال ربع ساعة ، وكان خلالها مِتعب يسترجع سجلات التحقيق ويسترجع أقوالها يلي يحسّ فيها لبس ، رغم وجود أدلة يحس بالنقص ، أُنتشل من تركيزة لمن أنفتح الباب يدخل منه زيد ، نزل الملفات على الطاولة قدّام مِتعب يتمتم : هذي هي ، كل شيء يخصها موجود مثل ماطلبت
هز راسه بالإيجاب ياخذهم : تسلم ، هات القهوة
أبتسم زيـد لثواني لأنه كان متوقع هالطلب منه ولهالسبب وصى بدلّة : وصيت بها قبل توصيني
هز راسه بالايجاب يرجع نظرة للأوراق : أجلس
تنحنح زيد لثواني يسحب كرسي من الخلف وجلس يمين مِتعب ، يركز بنظرة عليه على ملامحه والعتمة يلي يحسّها فيه ، رغم عدم وضوح شيء له لكنّه يحسّ وأحساسه هالمرة غريّب ، نزل نظرة للأوراق من تحركت يدّ متعب يلمع الخاتم بأصبعه ورفع حاجبة بذهول من أستوعب ، ينطق بدون وعيّ : تزوجت !
هو يعرف أن مِتعب يعزل حياته الخاصة عن دوامه ولهالسبب أمور حياته ماتُشاع بين الناس ولا ينسمع بأخبارة إلا لو هو ودّه ، عقد متعب حواجبه بأستغراب يلف بنظرة له ، يبتسم لأنه لمح ملامح زيد يلي تبدلت لأنه أستوعبت سؤاله : ملّكت
أبتسم زيـد بذهول يوقف هو ما أستوعب أن مِتعب تخلى عن مبادئه وجاوبه عشان يستوعب أنه تزوج ، ضحك بذهول يمسّح تعرّق كفّه ومدّ يدّه لمتعب بيصافحه : مبروك ! مبـروك الله يبني بيتكم على العز والطاعة
أبتسم مِتعب يوقف بالمثل يصافحه ، وشدّه له يحضنه من جنب ، يربّت على كتفه ، ورتب جُوابه : الله يبارك فيك وعقبالك
هو يحس بالإستثناءات يلي تصيّر ، ويحس بالتمييز بسبب هالشيء ، ماقدر يتكلم من ذهولة ومن تراكم الأشياء عليه : آميـن
ماقدر لسانه يرتب جُملة غيرها ، يحس بالربكة لمجرد فكرة أن مِتعب شاركة شيء يخص حياته الخاصة ، هو لاحظّ تبدّل السواد يلي كان يحسّه فيه بالبداية ، لاحظ تبدّله من صار طاري زواجة وأبتسم لثواني يهمس: بداية الغيث قطرة
-

أنتِ بين النفس والهوىWhere stories live. Discover now