الجزء 26

9.4K 205 30
                                    

-
~ قبل بوقت مخرج الطوارئ
تأفف يرفع نظرة للأعلى لأنها مشت تتركه بمكانه بدون جواب والسبب هو الشخص يلي تنحنح وللآن ماظهر ، تقدم ناحية الدرج يشوفه ، وأبتسم بسخرية وماقدر يخفيّ غيظه ، من كان "خالد" متكي على الجدار وبيدة سيقارته ينفث دُخانها للأعلى وتمتم بأستفزاز : قاطعت شيء مُهم ؟
تحسس رماح حاجبه يداري غضبه وصعد عنده : قاطعت قاطعت
أبتسم خالد يزفر الدُخان بجهة رماح : وش بيقول عن اللقاءات السريّة مِتعب ؟ بين صاحبة وأخته
عضّ شفته ينكتم صدرة من الكم الهائل من النار اللي شُبت داخله تحرّق ضلوعة ودُخانها صار يكتمه : تهددني ؟
أبتسم خالد يهز راسه بالنفي : معاذ الله
تكى رماح على سور الدرج يبتسم : وَتر خطيبتي ، توزّع جرايدك بأخبار قديمة
سكن ثغرة وكل سُخريتة من نزل رماح بعد كلامه يتجاهل كل وجودة ويبين له بأنه لو حكى بيكون الغلط مِنه هو لأنه يراقب ويفتّن ...
-
أنهم يحوفونه بهالشكل يتعّبه أكثر ، أن منهم هالمداراة الشديدة يتعّبه وأخذ نفس من مدّت وَتر له فنجاله تبتسم : تقهوى
أخذه يشربه ونزّله يوقف بعدها على سؤال ليلى: وين بتروح ؟
مالحق يجاوب من رن الجرس تبتسم ليلى : أكيد هذي غُروب وأمها
لمحت أنه عدل كتفه ووقوفة ، ولمس حاجبه ورجع يجلس تبتسم من طريقته ، وبالفعل صح توقعها من دخلوا تدّلهم على مكان الجلوس العاملة وأبتسمت ليلى تهليّ وترحبّ وتسلّم ووقف هو يسلّم على غدير يقبل راسها وأبتسمت هي : الحمدلله على السلامة مرة ثانية وأخر الأوجاع
خجلت بشكل مجنون لأنها من نطقت " أخر الأوجاع" هو ناظرها يذوّب قلبها لأن نظرته كانت واضحة تبتسم غدير من جاوبها وعينه على بنتها : الله يسلمك
تقدمت تتجاوزة تسلّم على وَتر وأبتسم من توردت ملامحها من تركيزة ونظرته لها ، من كان يعانق غُصنها فُستان أورنج ويبحر فيه اللون النيلي يتمازجون سوا مثل الموج ، من كان يُظهر لمعة أكتافها وذراعها ومقتله هنا ، من كانت ترفع نصف شعرها للأعلى والنصف الأخر ويفي ، ومن كانت أقراطها تعكس ضوء المكان وتعمي قلبه ، رفعت يدها تعدل شعرها تغطي الظاهر من أكتافها فيه وأبتسم هو يتحسس أنفة وتقدمت هي له تعطيه باقة الورد وضحك متعب يهمس لها : تشوفينه يناسبني ؟
هزت راسها بالنفي تهمس وهي تتعداه : ماما أصرت
أبتسم يناظر الورد لثواني وألتفت يعطي وتر الورد يستأذنهم وصعد للأعلى ، وما أصرّت عليه ليلى لأنها تعرف أنه مانام وعلى صحوته الصباح تتعذّر لغدير مرة ثانية ...
-

جلس على الكنبة يتنهد بإنهاك عظـيم ، هو فعلًا مُرهق من تراكم كل شيء عليه ويحس الصداع ينهش كل خلاياه ، ويعرف أنها من أعراض الحديدة يلي ضُربت أسفل راسه ، ويلعب بعقله كلام الدكتور " الحمدلله ماطلع بك شيء لكن فيه إحتمالية تحس بأعراضه ، مثل الصداع والغثيان ، وبأسوأ الحالات أستفراغ لو حصلت لك راجعني " هو فعلًا يحس بكل الأعراض تنهشه نهش وماوده يرجع لهالمكان أبد ، وكل ودّه صار وجودها جنبه يحسّها أمامه ومو حوله وبعيدة عنه ، لكنه يحس بثقل ملامحه من صداعه وماودّه تشوفه بهالشكل ويأنبها ضميرها يعرفها ويعرف بأنها تلوم نفسها على كل شـيء والدليل سكوتها وتكتمها على الموضوع تخاف يكبر خصوصًا من يعرف هو أنه وصلّها ، هو ينتظر جواب زيد ، ينتظر عنوانه ومكانه وبيبعثر كل جزء من عظامة ومابيخليه قريـب منها ، صار كل خوفه يوصلها مرة ثانية ، لف بنظرة للباب من فُتح يبتسم لأنها هي دخلت وياكلها الخجل وتداريه بأنها تناظر كيك الليمون اللي بيدها ، عدل جلوسة من جلست جنبه تنزل الكيك على الطاولة ولفت له : كيفك ؟
لف بجسدة لها يتأملها بدون لا يجاوب ، وخجلت هي تاخذ قطعة كيك ، وقبل تاكلها هو نطق : أبيها
لفت له بأستغراب ومدت له القطعة وأنحنى هو ياكلها من يدّها ، وتنحنحت توزع نظرها على الغرفة : يجوز لك اللي بيدي
هز راسه بالإيجاب يبتسم : يختلف عندي الطعم
عدلت شعرها تتمتم بتردد : ما جاوبتني
يعرف أن قصدها يجاوب على سؤالها عن حاله وأخذ نفس يوقف : مصدّع
بدون مقدمات هي نطقت : أسوي له مساج ؟
عضت شفّتها من أستوعبت تشتت نظرها : لما كان بابا يصدّع ماما تسوي له مساج ويطيب
أبتسم لأنها تبرر وفاهم سبب تبريرها يتمدد على سريرة : تعالـي
وقفت تعدل شعرها هي للحظة ندمت على أندفاعها لكنه مصدع وتعرف أنه مابيسوي شيء وهذا اللي يركدها جلست بالجهة المُعاكسة من السرير وسندت ظهرها على ظهر السرير وبلحظة بردت كل أطرافها من سند راسه على بطنها بدون مُقدمات يغمض عيونه ، وتلوّن ثغرة أبتسامات لأنها من ذهولها ماحرّكت ساكن ينبثق خجلها مثل شُعاع الشمس : هوّنتـي ؟
هزت راسها بالنفي تتدارك نفسها ، ومررت أناملها على جبينه تمسّجة وتمتم هو لأن أطرافها باردة : ماتراعين الشتاء ولا وش ؟
أبتسمت غُروب لأن قصدة على فُستانها : الشتاء والصيف واحد عندي
رفع حاجبه يتمتم بتساؤل : شلون ؟
أبتسمت غُروب : لأني أبرد حتى بالصيف
عضّت شفتها من سحب اللحاف يغطيها فيه ومن ثبّت يدها على جبينه بعدها وتمتم : بتختلف الموازين الحين أنا عندك ، حددتي موعدي؟
حسّت بلوعة داخلها من سؤاله تهز راسها بالنفي : لا!
عرف من نبرتها ومن أندفاعها أنها تحاول تخبيّ شيء ونطق : ماهو جوابك
أعتدل يتكي جنبها ياخذها هي لصدرة ترتكي عليه : اللي كان على طرف لسانك قوليه ما أشوفك الحين
يعرف أنها مُمكن تتردد لأن نظرة كان عليها ، لكن الحين هي ماتشوفه : أتصلت عليك أمس
نطق "أيـه" يبغاها تكمل من سكتت ، وكملت بعد جُملته : مو أنت اللي رديت
طفت شوي من نارة لأنها ماخبّت عليه مثل ماتوقع ومن أول إصرارة تكلمت : أدري
رفعت حاجبها بذهول تلف بنظرها له : كيف تعرف ! من وين ! مين قالك !
أبتسم لأنها ماتاخذ نفس بين أسئلتها : المركز محاوط بالكاميرات
تنهدت هي تغطي ملامحها لثواني ، تتهرّب منه : شفت كل شيء؟
هز راسه بالإيجاب يتنهّد : كل شيء
-
~ بالأسفل
ماكانت تخف التضاحيك بينهم ، والسلاسة بالسوالف بين ليلى وغديـر ، ولحقت عليهم الجوهرة يكتملون ثلاثتهم ، وأبتسمت وتر لأنها تحس نفسها جزء من الأثاث بينهم ، لهالسبب هي أستأذنتهم بالخروج وخرجت للخارج لمكان مُرجيحتها ، تسرقها أفكارها من واقعها ، تتشتت بين مليون شيء وشيء ، وأطغاهم عليها سؤال رماح لها ، يلي مالحقت تجاوبه ، هي تحس بأنها بتظلم نفسها لو نالها بهالسهولة وبدون لا تاخذ شوي من حقها ، هي ماتكتفي بالكف لأنه مايرد شوي من صفعات كلامه لها من صدودة وتغييرة بلحظة ينسى كل شعور متبادل كان بينهم ، ماودّها يصير شيء وهي للآن ماسمعت منه شيء ، وماتعمق معها بحديـث يوضح لها أسبابة ، جلست بمكان المُرجيحة تضم رجولها لصدرها ، وفتحت جوالها تدخل على رقمة ، رجف قلبها من لمحت أنه "مُتصل" ومن تبعها "يكتب..." تاخذ نفس من الضيق اللي غيم صدرها للحظة "عندك حكي ناقص وعندي مثلك" بدت تمرر أبهامها على الشاشة تكتب له" كمّلة" وشهقت بذهول من أتصل فورًا وبدون مقدمات بعد رسالتها تفتح الخط : نكملة ليه لا ؟
ماجاوبته تشد السكارف عليها من داهمها برّد يُثلج نارها ، وتمتم هو : أناني أنا صح ، لكنّي أناني بحدود حُبك ، أدري وش بتختارين لو قلت لك أنا وش بي وماتكلمت ولا عطيتك جواب صريح ، ظنيت البُعد علاج ، ظنيت سهام كلامي لك بتكرهك فيني لكنّي خيّبتك وكسرتك
تنزف عينها من نبرته ومن الوضع اللي أنحطت فيه بدون مُقدمات ، يكمل هو : ماخف حبك بقلبي ولا يوم ، يزيد عذابه لي لما أشوف منك هذيك النظرة ، نظرة حُبك لي لكن هالمرة خالطها شعور إنكسار شفته بلمعة عينك
أخذ نفسّ من سمع صوت تنفُسها ويعرف أنها تبكي بهاللحظة : بيّنتي لي خطاي بتمسّك بهالحب ، ظنيتك بتكرهيّني من أول جرح ، لكن الحاصل أني كرهت نفسي بدل لا أكرهّك فيني
يستوعب أن أنانيته بتطغى أكثر لو عشمها أكثر من كذا وجبرها على الموافقة : أبيك تختارين بدون ضغط مني بدون لاتفكرين بحبنا واللي عشناه ، لو كان شخص غيري وبه اللي بي بتاخذينه ؟
يخيّرها ويموتها بأرضها ، سؤاله كفيل بأنه يحدد جوابها كفيل بأنه يفهّمها صعوبة الخطوة اللي بتخطيها على حساب نفسها لكنها مهزومة بحرب مابدت للآن وماشافت عواقبها للآن لكنها تعرف وش تبي ولمن تبي : رغم الشوك اللي يعبي طريقي ، ورغم طول المسافات أنا راضية.. الولد اللي ماهو منك ما أعتبرة لي ، لو تزوجت غيرك بعتبر نفسي عاقر
ما أستوعب قطرة الندى اللي نزلت من عينه تغسل ملامحة من الهمّ اللي سوّدها ، هي فعلًا غسّلت روحة وملامحه من هم كان عايش بمتاهته ، جوابها يأنبه أكثر على كل أيام صدودة وماصار ودّة إلا بالعوض ، والتعبئة لكل ثُقب غرس سهامة بقلبها وأنتزعته هي تزيد إتساع كل الثقوب ..
-
ماودّها أنه شاف كل شيء ، لأنها تتوقع تضخم هالموضوع ، ألتفت له غروب بملامح مافهمها : مابي يكبر الموضوع أكثر من كذا الله يخليك
هز متعب راسه بالنفي يعتدل يسكّر على كفوفها بين كفوفه : مابيكبر لأني بحلّه من جذورة ، قرّبت النهاية ياسعد عيني
تبتسم بجنون لأنه هو من النوع اللي يزيد فضولها له ، ودّها تعرفه ودّها تفهمه ومالقت نفسها إلا تحبه : شهر
أبتسم يهز راسه بالنفي : ثلاث أسابيع لو زادت خطفتك
ضحكت بذهول تناظرة ، وأبتسم هو لأنها تقتله بهالنظرة وبهالغنوة ياخذها لصدرة ..
-
كان أخر عهدها فيه بالشركة وقت داهمهم رماح يعرف عن كل شيء ، والحين هو يجدد لقاءة فيها ، أبتسم جسّار من نظراتها الضايعة يمسك يدّها : غدير حبيبتي بك شيء ؟
هزت راسها بالنفي كردة فعل طبيعية ، وأستوعبت من بعدها أن فيه شيء تهز راسها بالإيجاب : فيه
عقد حاجبه بسؤال "وش هو ؟" وأخذت هي كفها منه تشابكهم سوا : أنا حامل
للحظة تبدل صوتها بصوت صرير من هول ذهولة باللي سمعة : بالأسبوع الرابـ..
ماكملت جُملتها تُفزع من وقف هو مذهول يصرخ "قولي والله؟" ضحكت لأنه يبتسم مثل المجنون ونطقت : والله !
عضّت شفتها من أستوعبت أن كل أنظار يلي بالمطعم صارت عليهم من وقوفه بهالشكل : جسّار أجلس خلاص أنفضحنا !
أبتسم هو يلف لهم يصرخ بأعلى صوته : ياناس زوجتي حامل ، هنونا!
ضحكت تغطي نفسها من هطلت المباركات بغزارة يزيد جنون فرحته ، تحسه مثل المُراهق معها مثل اللي أول مرة يسمعه من فرحته ، ورجع يجلس من هدى المكان يتنهد للمرة المليون ويتأملها هي : والله أنك حطيتي القمر بيدي
أبتسمت غدير : حطيتها بيدك صح ، لكن مافكرت بردة فعل غروب ؟ وباقي الناس وأهلك ؟
هز راسة بالنفي: : مافكرت بأحد أن رضوا أهلًا وسهلًا مارضوا براحتهم مانجبر أحد على شيء
ماجاوبته ، تشوف فرحته بعينه تشوف التحدي بعينه ويعجبها هالشيء بجنون : متى نعلن هالزواج ؟
تأففت غدير من هالطاري تعدل جلوسها : وقت غروب تستقر ببيتها ومع زوجها نعلنه
جسّار : لو نعلنه قبل ينكشف يخف وقعه عليهم
هزت راسها بالنفي : أنا أعرف وش يناسبني ويناسب بنتي أنت سكر فم رماح ومحد بيعرف وأنا بحاول أعجّل بزواج غُروب
-
كانت منسجمة لحد اللاحد ، وسط ميدان معركتها ووسط دمارها الشامل كانت هي العَمار تتراقص أطرافها بتناغم تُعلن عذابات كل زاوية شهدت على أتساع روحها بهاللحظة ، كانت بالبدي الأبيض ، وأسفلها بنطلون هاي ويست زاهي ، رافعة كل شعرها للأعلى تبتسم بجنون مع كل نغمة يعزفها المطر على شباك غُرفتها تشارك المغني غناءة وماهو مُستغرب هالروقان وهي راجعة من عندة ، أخذت نفس من إنتهت الأُغنية تتمدد على الباركية وأبتسمت تتأمل بياض السقف : رجعت لي أيام الطفولة
حررت شعرها من قيودة تنتعش كلها من داهمها عنبر عطرها "كوكو مدموزيل" تتذكر حوارها مع ليلى لما أخذها مِتعب من المركز لبيته وقت أخذتها للمصنع تحكيّها عن العطور " العطور تعرف أصحابها ياغروب...ريحته وفوحانة معك ماتكون نفسها مع غيرك...هي تختارك وتتفاعل معك مو أنتِ تختارينها" ومعلومات أكثر وأكثر هي ماكانت تعرفها ، لكن فعلًا مصنعها يُشد كل الإنتباه له ، من كانت ألوانة مزيج بين الأسود والذهبي حتى بأنوارة وفهمت هي سبب ذوق ليلى المُميز ، ذوقها يلي يسبق عُمرها ومايشكل فرق كبير ، وعت من كل سرحانها على صوت الجرس ، وكل ظنها أنها أُمها لهالسبب هي ركضت للأسفل تبتسم من فتحت الباب : مامـ..
وقف الكون عندها للحظة تستوعب الملامح اللي تشكلت فوق ملامح عزوف ، من كانت طرحتها على راسها فقط وكل ملامحها واضحة لها ، تشوف الخدش اللي على رقبتها تشوف نعاس عيونها كأنها على وشك تغيّب عن الوعي ، وبلحظة وحدة سُرقت من نفسها وقت صحّ توقعها وأختل توازن عزوف أمام عتبة الباب وقبل تتناثر هي لحقتها تثبت راسها على فخذها ونطقت بهلع : عزوف ! عزوف !
ضاعت الحلول من يدها ، وكل الأماكن هربت منها إلا بيت غُروب ، هو المكان الوحيد اللي بيحتويها بحالها كيف ماكانت ، تداهمها مشاهد كثيـرة من حادثة أبوها ، يداهمها منظرة عالأرض والدم اللي حوالينه تداهمها كل الذكريات وتحاول بكل جهدها تخرج من هالدوامة وتستوعب الوضع اللي أنحطت فيه ، ومباشرة سحبت الجوال من جيب بنطلونها الخلفي ، تتصل على خالد بدون تردد وسط خفقان قلبها وسط رجفة أناملها من المنظر المُهيب أمامها ووسط مداهمة ذكريات أبوها
-
فتحت عيونها من نبض قلبها يلي أرتفع يخرّب كل نومها ، وجلست مفزوعة تحاول تاخذ نفس لأن نبضها ماكان طبيعي ، كانت يدها على صدرها تحاول تخفف نبضة بذكر الله ، ولفت للكومدينة تاخذ جوالها تتصل على عيالها تتفقدهم ، وماهدى نبضها رغم أكيدها بأنهم بخير وبوسط بيوتهم مستقرين ونطقت بتذكر : عزوف ! عـزوف!
تشوشت عندها الرؤية بشكل رهيب وكان أصبعها يتحرك بجنون على الشاشة تدور على رقمها ، وأتصلت فيها تنتظر الرد ، ويطول إنتظارها ومايهدى نبضها ، تنتهي من خفقان قلبها ونطقت بقلق الكون من فُتح الخط : يمه عزوف وينك !؟
بلعت ريقها تحاول تعدل إرتجاف نبرتها : خالتي ، أنا غُروب
هزت نجلاء راسها بأيه : أيه ووين عزوف ؟ خليها تكلمني !
رفضت غُروب من تمتمت : ماتقدر تكلمك الحين ، نايمة لأنها
هزت نجلاء راسها بالنفي : صحيّها قوميها بتطمن عليها !
يعزّ عليها وجدًا أنها تكذّب وهي وسط ممرات المستشفى ، أخذت نفس تشدّ على عبايتها تسكر عيونها تخفف ثقل هالكذبة عليها : ماتصدقيني خالة؟ بس تصحى بقولها تتصل فيك وتطمنك
رغم عدم أرتياحها هي نطقت بتأكيد : الصباح تكون عندي!
هزت غروب راسها بالإيجاب : تم كم نجلاء عندي؟
هي فعلًا تثق بغروب ، وأكثر أيامها عُزوف تنام عندها لهالسبب هي خضعت غصبّ عنها ، شعورها ماهو كافي أنه يتبرهن بالحقيقة بدون دليل قاطع.
-
هي فعلًا ماتعرف بأي حال وصلت له ، من تكرار مشاهد ذكرياتها على عينها ، ماتقوى لو مثلت الثبات بخارجها داخلها مُهشم ، تحس بقلبها ينقبض من نبضه ومن أن الممرضة المسؤولة للآن ماوضح لها شيء بحالة عزوف يزيد قلقها ، الممرضة ركزت على الخدش اللي بعنقها مثل ما انتبهت عليه غروب وتتوقع أسبابه لكن ودّها باليقين ودّها تتأكد منها هي بنفسها وقت تصحى ، ألتفتت لغُروب من تقدمت تسأل : بخير هي ؟
هزت الممرضة راسها بالإيجاب تنزل نظرها لعزوف تتأمل سكونها رغم سواد ملامحها القاتم : وين كنتوا قبل تجون؟
عقدت غروب حاجبها بغرابة ماتفهم : وش يفيدك فيه ؟
تنهدت الممرضة تهز راسها بالنفي : فيه شكوك بداخلي بس تصحى نتأكد منها
هزت راسها غروب تجلس على طرف السرير جنبها تثبت كفها فوق كف عزوف : متى تصحى ؟
هي ما أستوعبت جُملة "شكوك" لأن بالها كله صار يخاف من عدم صحوتها ، ماتسمع إلا ربع الحكي من تثاقل قلبها عليها بهاللحظة : عطيتها مغذي نص ساعة أو ساعة بالكثير وبتصحى
هزت راسها بالإيجاب تسرق كف عزوف بين كفوفها ، تمسح عليها لثواني تحت نظرات الممرضة المتعجبة وخرجت من الغرفة تتوجه للدكتورة المسؤولة عن هالقسم ، تطرق الباب لثواني ودخلت بعدما أخذت الأذن توقف أمام مكتبها : تفضلي
جلست الممرضة تناظرها لثواني وتمتمت بتردد : عندي شكوك بخصوص حالة ويارب شكوكي غلط
عقدت الدكتورة حاجبها بأستغراب وهي لمست فيها الغرابة من أول دخولها : وش فيه قولي لي ؟
أخذت نفس تهل كامل السبحة تحكي لها كل شكوكها من لمحت الخدش اللي على عنقها والجلد العالق بين أظافرها كأنها كانت تقاوم شخص وخدشته مع ماقومتها ، وكل أستغرابها أنها وقت بحثت بسجلها ماُكتب بأنها "متزوجة" وقفت الدكتورة بذهول وغضب من وصلت لهالنقطة تتمتم : إعتداء ؟!
نزلت الممرضة راسها للأسفل تتنهد : هذا اللي طلع معي!كل شيء يدل على وجود إعتداء !
زفرت الدكتورة تتوجه للخارج ولسانها يردد : لا حول ولا قوة الا بالله ، لاحول ولا قوة إلا بالله
فتحت الستار الحاجز عن سرير عُزوف ووقفت غُروب من دخولها بهالشكل : مُمكن تتركينا شوي ؟
هزت غروب راسها بالإيجاب تخرج من الغرفة ، وأخذت نفس من لمحت عمّها خالد متوجه ناحيتها ومن أول وقوفة أمامها هي مسكت ذراعة : عميّ قويّني
أخذ خالد نفس ياخذها بحضنه يقبّل راسها : أنتِ قوية بدوني ، وش قالوا ؟
رفعت كتفها بعدم معرفة تُجهش بكي وذراها حُضنه وصدرة : ماعرف ماقالوا شيء عنها
تنهد خالد يطبطب على ظهرها ، وقبل ينطق هو رن جوال غُروب ، تتراجع خطوة للخلف وماوقف نزول دموعها أبد ، تلمح أن الرقم مو مسجل عندها وفتحت الخط : هلا ؟
أبتسم هو يلعب بالدركسون بيدة : وصلتك هديتي ؟ تقييمك لها ؟
توسعت حدقة عيونها بذهول ترفع إحمرار عيونها لخالد وسحب هو منها الجوال على نُطق بدر : صديقتك صيدة سهله متعتنـي
عضّ خالد شفّته بغضب يشتمه يلعنه ونطق أخر كلامه : وينك يارخمة ! أطلع قدامي الحين والله لا أكفر فيك! اللي ماسويته قبل بسويه الحين
يا****!
جن جنونة فعلًا جن جنونة ينتهي من غضبه ومن تمادية ، ينجن لأنه عاش عمرة ساكت عن كل أغلاط بدر من خوفه على نفسه ، لكن الحين أختلفت كل موازينه الحين هو بيحط حد لكل تصرفاته...
-
نزل للأسفل يبتسم من سمع صوت الزجاج داخل مصنع ليلى ، وتوجه له يوقف على الباب يتأمل جمال المنظر أمامة من كانت هي ليلى يشوف سواد الليل بشعرها يشوف حركة أياديها على الطاولة أمامه ، يسمع نغمات صوتها ودندنتها الخفيفة ، وتنحنح يبعثرها : مانمتي ؟
هزت راسها بالإيجاب توقف ووقف هو جنبها يتأمل عينات العطور اللي كانت تشتغل عليها وأخذ عينه يشمها : وش مكوناته ؟
تمتمت ليلى وهي تعدل شعرها بربكة "من الحوار العادي" اللي صاير بينهم : حمضيات ومسك أبيض وياسمين
أبتسم عبدالعزيز يرجعه بمكانه : شلونه متعب؟
ليلى : بخير الحمدلله ، رحت له أتطمن وكان نايم
هز راسه بالإيجاب يلف بنظرة للباب : وسُهيل ووَتر ؟
ليلى : أخر علمي فيهم بالملحق شابين ضوء
أبتسم عبد العزيز يتحسس حاجبه : نسامرهم ؟
ناظرته بغرابة لثواني ومن أستوعبت نظرته هي هزت راسها بالإيجاب تتوجه للخارج تسبقه .. أبتسمت تسمع نغمة تضاحيهكم من الخارج تسمع عبط سُهيل وضحكات وَتر اللانهائية : مو صاحي والله !
ضحك سُهيل يتنهد : أصير صاحي لجلك يابعد حيّي وميتي
ضحكت وَتر توقف : خليك على هالمستوى من الروقان وأنا بجيب الهوت شوكلت يدفينا
هز راسه بالإيجاب يبتسم ، ووقفت خطوة وَتر ماتكملها من لمحت دخول ليلى وعبدالعزيز تبتسم بذهول : ياهلا والله !
أبتسمت ليلى من وقوفها تتمتم بتساؤل : وين رايحة ؟
أبتسمت وَتر ترمش بمحاولة إستيعاب من دخولهم بهالشكل ومع بعض : بجيب الهوت شوكلت وأجي
هزت ليلى راسها بالإيجاب تدخل للداخل وتوسطت الجلسة تبتسم من حط لها المركى سُهيل : تشوفني وش ؟ ما أرتكي على شيء
ضحك سُهيل يهز راسه بالإيجاب يرجعه خلف ظهرة : معك حق للحين شباب أنتم
-
هي جزئيًا مافهمت وش الحاصل ، لأن كل حكية مايدل على شيء أبد ، اللي هي سمعته "وصلتك الهدية؟ تقييمك لها؟" فقط والباقي ماسمعته ، فعلًا حيلها يُهد كل شيء يتراكم خلف بعضه ماتاخذ نفس بين الأولى والثانية ، ودّها بأحد جنبها ودّها بشيء تسند راسها عليه وألتفتت ليمينها تتأمل خطوات الناس البعيدة ، الأطباء والمراجعين ، تتأمل كثرتهم سوا ونزلت نظرها لكفها تتأمل خلوّة من يد تحتويه ، كل شيء أختلف من ذاك اليوم يوم وفاة أبوها ، مارجعت الحياة بزهرها نفس ماكان هو يزرعه بحياتها ، الذكرى الوحيدة اللي تشهدها كل يوم وتتجدد عندها هي " التأمل" وبشكل خاص الغُروب ماينتهي حُبها ولا يخف تدافع ذكرياتها طول ماهي تتأمل ماكانت تفوّت الغروب معه ، وماكانت تتأمله بدونه ، سُلبت من صوت داخلها على خروج الدكتورة ووقفت تتوجه لها تتمتم بتساؤل تحترق لجوابه : صحت ؟
هزت الدكتورة راسها بالإيجاب تتنهد : وش صلة قرابتك بالمريضة ؟
غُروب : صاحبتها؟
دخلت كفوفها بجيب اللابكوت تنزل نظرها للأسفل : عزوف تم الإعتداء عليها ومثل ماهو واضح لي بالإجبـ..
ماكملت أخر حروفها من أختل توازن غُروب ترتبط الأحداث ببعضها عندها ، مسكتها قبل تتساوى بالأرض تنادي على المُمرضة اللي مرّت تجيب لها مويا ، ورفعتها على الكرسي ، تمد لها كاس المويا : أشربي مويا وأهدي نتفاهم
بصعوبة قدرت ترفع كاس المويا من إرتجاف يدّها وأخذت رشفة تكتفي...أنحنت عندها الدكتورة تثبت كفها فوق فخذها : لازم تقويّن وتقوينها معك ، أهلها وينهم ؟
بلعت ريقها غُروب وهي تحس بثُقل لسانها : أبوها متوفي الله يرحمه ، وأمها موجودة
هزت راسها بالإيجاب : عندها أخوان ؟
هي فعليًا تخاف يكون الموضوع "قضية شرف" وهي مالها أدنى ذنب باللي حصل كلّه هزت راسها بالإيجاب : أثنين
تلمح إنطفاء نون عينها ، تلمح تبدل حالها بشكل مُستحيل ، كان فيها
شوي حيوية لكنها طُمست الآن ماتشوف منها إلا ركود من
-الصدمة- هي فعلًا ماعادت تتحمل وودّها بأحد يقويها هي ويقويّ عزوف ، لأن ماعندها إستعداد تدخل عندها ، ماعندها إستعداد تشوف حالها والوضع اللي أنحطت فيه بسببها ، وأستوعبت أن جوالها مع خالد -متأخر- والواضح أنه من شدة غضبة نسى أن الجوال لها : مُمكن أخذ جوالك ؟
هزت الدكتورة راسها بالإيجاب بأستغراب تعطيها وتراجعت للخلف تسمح لها تاخذ راحتها بالإتصال ، هي حفظت رقمة من كثرة تأمُلها لصورة العرض الخاصة فيه ، من كانت صورته هو بالثوب النيلي والغترة والواضح بأنه كان حاضر مناسبة من المجلس الشاهق خلفه من كثرة اللون الذهبي والبيج فيه ، حفظت  أدق تفاصيل الصورة ومن الأشياء اللي حفظتها رقمه لكنها ماقوت تتصل فيه ، تركته وهي تحس صُداعة ينهشه لكنها مُجبرة على تركه لأنها بتموت خجل لو بقت معاه طول هالساعات : ماما؟
أبتسمت غدير برحابة تحسها بصدرها : عُمري ياماما ؟
أجهشت بكي بدون مُقدمات تُفزع قلب غدير ، ووقفت مباشرة تأشر لجسّار بالوقوف : غروب ماما وش فيك؟ وينك أنتِ؟
رفعت نظرها للأعلى تحاول ترجع دموعها لمحاجرها : بالمستشفى
تمتمت غدير بقلق : مِتعب صار له شيء ؟
هزت راسها بالنفي تزفّر : عزوف ماما عزوف!
تحس بضيق قلب بنتها مع نُطقها لأسم "عزوف" تحس بإختناق الحروف داخلها ونطقت : خلاص ماما غُروب ربع ساعة وأكون عندك خذي نفس أنتِ أهدي ، مين عندك ؟
هزت راسها بالنفي : ولا أحد ماما ولا أحد
-
ماتعرف كيف مر الوقت وهي تحسّ بثقله وترتجف من قلقها لأن نبرة بنتها غير طبيعية ذاتها النبرة المُرتجفة يلي كانت تسمعها بوفاة سيف ، ذاتها النبرة المُثقلة بالهم اللي سمعتها منها ، ماهدى نبضها من وقفوا أمام مدخب المستشفى تلف لجسّار : لاتنزل خليك قريب مني
هز راسه بالإيجاب ونزلت هي تسأل موظف الأستقبال وركضت للقسم يلي هم فيه أول أخذها للجواب ، يتنهد صدرها من لمحت بنتها على أحد الكراسي من كانت ساكنة بشكل يقتلها : غُروب عُمري
رفعت نظرها له يتجدد نزيف عينها ووقفت تحتضنها : ماما نفس الشخص نفس السبب ، والله أموت من عذاب ضميري أموت !
هي فهمت أنه بدر مباشرة ، لكنها مافهمت لأي مدى تمادى ولأي سبب هي موجودة هنا تشدها أكثر تمسح عليها : كل شيء يهون كل شيء يترتب
-
كانت للآن عالقة بمشهد صباحها وقت خرجت بروقان الأرض للمقهى القريـب من بيت رِماح تبتهج روحها له ، لأن روائح المخبوزات مع الشتاء تموّتها من كثرة الدفء والشاعريّه بكل هالتفاصيل اللي تهيّم فيها ، وأكثر أنبساطها أن المقهى بصباحه فارغ إلا منها ومن الباريستا يلي كانت بنت من جنسية أجنبيه ينشرح صدرها بمُجرد النظر للمكان ، يلي كان كلاسيكي بحت ، تتشكل ألوانه بالبُني مثل لون قهوتها ، جلست بأحد الجلسات العلويّة تتأمل الشارع من الباب الزجاجي ، تتأمل ضباب الجو الخفيف وزُرقته اللي أختلطت مع رمادية الضباب تبتسم من أن روائح المكان تجنّن أعصابها تُدمنها ، ورن جوالها بهاللحظة ينقطع كل أستكنانها من رنينه : هلا ماما؟
زيـنـب : وينك يابيادر ؟ تطلعين بدون لاتعطيني خبر أتطمن!
أبتسمت بيادر تنزل كوب قهوتها : كنتي نايمة خفت أزعجك
هزت راسها بلا : لا ماتزعجيني على الأقل رسالة ! تبخلين؟
ضحكت بيادر تهز راسها بالنفي : ماما لو شفتي المكان اللي أنا فيه بنتسابق عليه
نزلت كوب المويا على الرخام تعدل شعرها : مريّني لا نتسابق ولا شيء
ضحكت بيادر : جايتك خليك زاهبة
سكرت الخط من سمعت وداع أُمها ، وأخذت كوب قهوتها يلي يتصاعد دُخانها ، تنزل للأسفل من الدرج ، تلمح صعود رجل بثوبه لكنها ما أهتمت وكل نظرها كان على شاشة جوالها ، وبلقطة وحدة ماتفهم كيف صارت لقطة كانت فيها مابين تركيزها ونزولها ، تعثرت خطوتها بشكل يُطرحها بالأرض بشكل يساويها بالأرض لو ما تلاحقها هو يحاوط خِصرها وظهرها يرفعها ومن رفعه لها وألتفاته بهالشكل أنتثرت قهوتها على ثوبه تُحرق صدرة وكل جهدة مايصيبها شيء من لفها للجهة الثانية يحترق صدرة ولا وجهها ذابت عظامها من سُرعة المشهد مثل البرق ماتفهم شيء منه إلا أنها حاليًا تحاوط عِنقه وهو يحاوطها كلّها ينطق ومسافة عينه عن عينه تكاد تكون معدومة من قُربه لها : جاك شيء؟
ماقدرت تحرك ساكن هي بهاللحظة حتى الرمش ماقدرت عليه ، أرتفع نبضها بشكل مسموع من خوفه ؟ أو من قُربه وتأثيرة؟ ماتعرف لكنّها تحسّه بيخرج من مكانه تستوعب من عدّلها توقف ، ومن نزل نظرة على ثوبه يمسحه ونطقت هي من لمحت ثوبه : آسفه
هز راسه بالنفي يعدل كم ثوبه : حصـل خيـر
صعد للأعلى تصعد معه عيونها تبتسم بشعور مافهمته من أستوعبت المشهد وتخيلته عن بُعد أمتار ، نست غرضها من النزول نست أسبابها كلّها وأستوعبت من وصلتها رسالة من أُمها " زهبت"
رجعت لواقعها تدريجيًا تستثقل واقعها من خلوّة من الإمتلاء اللي حسّته بقُربه ، تستوعب أنها علقت فعليًا بشكل ورّطها بشيء ماكانت تصدق حدوثه بيوم من الأيام...
-
كان المكان صاخب بشكل مجنون من قبل وصوله ، صاخب بالأصوات وبالتضاحيك وبالموسيقى ، يعزفونها بالعود ، ويقرعون الطبول ويغنوّن يسمع الأصوات ويزيد غضبة بشكل مجنون بشكل قاتل ، من أنه يضحك ، يحتفل وهو منهي روحين خلفه من أنه مدمّر حياة أُخرى ويحتفل بهالشكل اللي يقبره من كثر العتب ، من كثر المشاريه ، صرخ بعالي الصوت ينتزع إنتباه بدر من بينهم يرفع نظرة له وضحك يوقف له يرحّب : حي الله عمـيّ تفضل حيّاك توها بدت السمرة مافاتك شيء
عض شفّته بغضب يشوف إبتسامته يلي وقّعت وفاته يضرب صدرة ويتراجع هو للخلف من تدافع الضربات عليه : ياقليل الرجولة ! ياقليل الرجولة!
هو يشوف غضبه القتّال لوين وصلّ ، يشوفه من إحمرار عيونه كأنها شرار ، تقتله هالنظرة -الباردة- منه تقتله نظرة البرود يلي يشوفه منه يشتمه ، يُغضبه من تدافع الكلام من لسانه ، ومايحكّم غضبه من دفعه للخلف بكل قوته تتراجع خطوات خالد للخلف ، تشتد حدة النظرات بينهم ، وأخر جنونه من نطق بدر : كل ذا عشان بنت كلب رضت تبيع نفسها وتطلع معـ..
ماكملها فعليًا هو بلّعه كلمته من حشر أصبعينه الوسطى والإبهام بفمّه يشدّ فكّه للأسفل ينحني بدر مُتألم من أنه كان يغرسّهم مثل السكين على لسانه ، يجرّه للأسفل يسكّت حروفه ، ويقتله هالألم تقتله هالنظرة من عمّه نظرة -التشفيّ- نظرة كانت تخرج منه هو فقط ومايسمح بها لغيرة ، ضاع لسانه منه ، حسّه يتجرّح داخل فمّه ويحاوله للآن يحاول يبعده بدون فائدة يصرخ بالألم من حس بالسكين تُغرس بجنبة من أنه يتحكم بجسدة بكل هالطريقتين وبكل هالوحشيّة ويزيد ألمه وعذاباته أن السكين كانت نحيلة وقصيرة وحادّة تقتل داخله ألم تقتله كلّه ألم وسط نغمات العود ، وسط قرع الطبول وظلام البرّ عندهم مايشوفون بشكل واضح ، من أنهم يشكلون دائرة على النار مايخرج ضوها عن حدودهم مايشوفون خلفهم من ظلام الليل ودموسه ومع صرخته كان منهم الإنتباه يوقفون قرع الطبول يوقفون لعب بأوتار العود ، ويلتفتون لمصدر الصوت ينتبهون لغزارة الدم يلي غرقت جنب بدر تشكل موته وسط كفنه وثوبه ، يلمحون الواقف أمامه ومايلمحون ملامحه مفزوعين بمكانهم يخيّل لهم أنه من العالم الأخر ينرسم خوفهم على ملامحهم يتعوذون من إبليس يرددون كل ذكر يطري على بالهم... وبلحظة خوف ورهبة ، بلحظة إرتجاف أرجلهم ، طوِق المكان بالسيارات يرتكز ضوء كل سيارة عليهم يجهرهم نورها ونزل من كل سيارة شخصين على الأقل يشهرون الأسلحة بإتجاههم تتقلص قلوبهم من الرهبة اللي سكنت صدرهم من الجبروت اللي حسّوة بصوتها يلي تشكل مثل صرير سلاسل على مسامعهم ، يحتمون خلف بعضهم ، ونطق أحد المُسلحين يزلزل قلوبهم من رهبتهم ورعبهم من نبرته نبرته اللي كانت مُجنحه بالوقار وبالقوة ، تدل على وقوف شموخ ، على إرتفاع صدر من إغترارة بذاته من أن النبرة ماكانت عادية كانت صارخة : لا تتـحـرّك!
-
ماعتقد تجهلون أني أنزل بالانستا أول بلاش تعجيّل

أنتِ بين النفس والهوىحيث تعيش القصص. اكتشف الآن