الجزء 29

10.6K 310 19
                                    

-
بسابع ليله من لياليها اللي مروا كانت هي واقفة قدام شباكها تبتسم برهبة غريبة من وصولها لهالليلة تُعلن اقتراب موعدها ، موعد عُمرها وبدايته معه ، بتتشابك الأيادي ، وبتتلاقى القلوب بعد بُعادها ، بتنبض شوق للحظات لقاء قليلة لو زادت ساعاتها وكثرت ، بتقلّ بعينه وعينها لإن ودّها عمرها مايفنى لو هو يشاركها فيه ، لمّت ذراعينها لصدرها من حسّت بقشعريرة غريبة من تخيلت سيناريو بكرة كامل : وَتر ماما صحصحي توقعي كل شيء لاترفعين سقف توقعاتك
عضتّ شفتها من لمحت شهاب مرّ من سماها تبتسم لإنها تتذكر أول شهاب لمحته عينها ، تتذكر ليلتهم تحت سماء حايل هي معه وصِبا تتوسطهم مثل المركى بينهم تبتسم لإنه هو يلي وصف صِبا بهالوصف من قالها بصريح العبارة "أنتِ بيني وبينها مثل المركى زحّي هناك" ووقت عصبّت صِبا منه تعدل جلوسها " صحصح يابابا هنا مو موسكو عشان تأخذها بالاحضان!" رجعت للحظتها ، لواقعها من سمعت الطرق على الباب تلف بنظرها له لثوانـي : مين؟
ابتسمت من كان سُهيل تطلب دخوله ، ودخل هو تلمح إنه يتفحّصها بعينه : جاهزة؟
تشكّلت الغرابة على ملامحها تلف بنظرها للشباك : جاهزة لوشو؟
وقف جنبها ونظرة على السماء مثلها هي : مايخفى عليك وشو
ابتسمت هي توزع نظرها لكل المدى قدامها من سور القصر لسماه ، ومن سماه لأرضه : ماودك تحكين ؟
هزت راسها بالنفي تشدّ ذراعها ، تعرف سبب سؤاله وسبب تهذيّب نبرته معها ، تعرف إنه يندم على وصول الموضوع لهالشكل لكنّه يحاول مايبين شيء على ملامحه : لاتسألني إذا جاهزة اسألني إذا راضية
نزلت نظرها ليدها من حسّت فيه يلف بنظرة لها "مذهول"  لإن هذا اللي يشغله هذا اللي ودّه يأكده لكنه مايعرف كيف يصيغها ولا يبين لها شعوره وندمه ، حسّ كل ثُقل قلبه خفّ من نطقت هي بابتسامة يحسّها من نبرتها : راضـية
ضحك ينزل نظرة للأسفل لثوانـي ، ولف بنظرة بعدها لها مايحكّم خطوته عنها أبد وحضنها يبتسم ثغره : شلتي شيءٍ كبير عني .. لو ماتهمّيني خلّيتك على هواك ، تهمّيني ياوتر والله تهمّيني
ابتسمت وهي تحس المشاعر تجتاحه ، من إنه ماكان متوقع وكان يتألم داخله لها لكنّها ذوّبت كل هم كان يُثقله ، وتمتمت : الله يديمك عزوة وسند لي
-
~ صباح اليوم الثاني
بصعوبة قدرت تفتح عينها من شُعاع الشمس اللي تسلسل لغُرفتها يُعمي عينها ، تنهدت تعدل جلوسها من رنّ جوالها ، تاخذه وابتسمت من كان إتصال منه تفتح الخط بلحظة : صباح الخير
ابتسمت من نبرته تلم شعرها لكتفها الأيمن : صباح النور ، حلمت فيني ؟
استغربها وتعجّبها ينطق تعجُبه : ليه ؟
ابتسمت غُروب ويدها صارت تلعب بشعرها بدون وعيها : إتصلت فيني قبل تصحى العصافير حتى !
ضحك متعب يركب سيارته يربط حزام الأمان : أحلم بك واعي ولا نايم ماعليها خلاف ذي ، لكن قبل تصحى العصافير ؟ شوفي الساعة
ابتسم متعب من أختفى صوتها يشغل السيارة : محتاجة شيء تبين شيء ؟
تحس بحرارة ملامحها وماتفهم السبب هو ولا شُعاع الشمس ، هزت راسها بلا تبتسم : لا . مثل وشو يعني؟
غيّر مسار طريقة تمامًا ينطق : مشوار شيء
هزت راسها بالنفي تشيل اللحاف عنها تعدل جلوسها : لا
هز راسه بأيه يودّعها وينهي إتصاله بعدها ...
-
ماتعرف كم يوم مَر من أيامها لإنها غايبه عن العالم فعليًا ، مابين أرجاء غرفتها فقط ماتعدت مكانها ، هي صارت تحس مكانها يقتُمه السواد وماتعرف سواد داخلها صار ينعكس على مكانها ولا الغُرفة من الأصل قاتمة بهالشكل؟ ، رفعت نظرها للسقف تتنهّد من أعماق قلبها من طُرق الباب تسمع صوت أُمها من خلفه ودخلت بعدها تبتسم لها : عزوف يمه أخوانك تحت يبونك
تبدلت ملامحها لشيء جديد -لإستغراب- من نداءهم لها وسبب تواجدهم بهالوقت المُبكر ، ووقفت من على سريرها بإرهاق تبدل ملابسها لشيء مُناسب وخرجت لهم ترسم إبتسامتها بصعوبة ، رفعت حاجبها بإستغراب من مالمحت أولادهم معاهم ، أو زوجاتهم وحكّمت ملامحها تبدل إستغرابها لإبتسامة : ياهلا والله!
ابتسمت نجلاء تتأملهم من مكانها تبتسم لإبتساماتهم لترحيبهم فيها وسلامهم : الله يحفظكم
جلست من جلسوا هم يطلبون جلوسها ونطق أكبرهم "ماجد" : شوقعك ياعزوف ؟ بخير ؟
هزت راسها بالإيجاب تبتسم بربكة هي حسّت فيها من لمحت ملامحهم وإن فيه شيء بخاطرهم ماتستوعبه ولا ودّها تستوعبه لإنها صارت تخاف فعليًا صارت تخاف تكون هي واللي فيها مكشوفين لهم ..
-
كانت كُلها ترتبك فعليًا ترتبك وماخف إرتباكها أساسًا من أول معرفتها بقُرب زوجة جسّار لخطيب بنتها ، لمعرفة رماح بزواجهم ويتطمن شوي من شعورها لإنه للآن مايعرف هويتها ، وعت من تشتُتها على رجفة يدّها من رن جوالها تتنهد من كان المُتصل "جسّار" تفتح الخط بصمت هو كسره من نطق : غدير ؟ حبيبتي ؟
كانت بتتكلم بتجاوبه بحُبها المُعتاد لكنها بيتت النيّه من تذكرت بإنه يجهّز لخروجه من بيت رماح لبيت مُستقل له ولزوجته ولبناته ويعّصبها هالموضوع بجنون وماتتدراك عصبيتها يلي تراكمت وزادت لإنه صار ينشغل كثيـر وبعيد عنها ، زفرت تتمتم : وش ؟
كان يفهم طبعها ، ويفهم بإنها تختصر قدر الإمكان لو كان خاطرها زعلان ومن فهمه لها هو نطق بتساؤل : من مكدر خاطرك؟
تأففت تعدل كُم بجامتها تشتت نظرها لكل زاوية : محد !
هز جسّار راسه بالنفي يبتسم : لا بالله لا الخاطر زعلاان أعرفك أنا تحكّي!
هزت غدير راسها بالنفي تتحسس جبينها : اليوم ملكة ولدك
هز راسه بالإيجاب : وبتحضرين؟
هزت راسها بالإيجاب تتنهد : أكيد! بس ..
ابتسم لإنها سكتت بعدها ماتكمل كلامها : بس؟
رفعت نظرها للأعلى تزفر من جديد : مابغى أشوف أحد! فاهمني؟
سكنت ملامحه لثوانـي يهز راسه بالنفي : مضطرة تشوفين ، وتقومين واجبك
ماكان يعاتبها أبد وكانت هي تأخذ راحتها أكثر بصراحتها معاه ، تشرح له شعورها وبُغضها للقاء زوجته وماتستوعب بإن الأمور مابتكون لصالحها لو  ماغيّرت شوي من طبعها وبطّلت تكون صريحة معاه.
-
نزلت الروج على التسريحة تبتسم لإنعكاسها ، وسكنت ملامحها بلحظة من رن جوالها تجاوب إتصاله فورًا : مِتعب؟
ابتسم من وصلّته نبرتها :إنزليليّ
شهقت بذهول تلف بنظرها لشباكها ترسم إبتسامته على ثغره من شهقتها : جيت ؟
هز راسه بالإيجاب يتكي على سيارته : جيتك
ابتسمت غُروب تعضّ شفتها لثوانـي تتأمل طلّتها وتوجهت للباب بعدها : جيّتك
فتحت الباب تبتسم من كان متكي أمام الباب بثوبه الشتوي
وابتسم من كانت بتجيه بترحّب فيه بطريقتهم -بالحضن- لكنّه وقف خطواتها كلها يُرهب قلبها من نطق : مكانك!
سكنت كلّها توقف قدام الباب تستوعب بإنها كانت بتخرج له بشكلها المُعتاد بدون شيء يغطيها وتراجعت خطواتها للداخل ، وبوقت استيعابها هو وقف قدامها تنطق هي من حست بقُربه : مِتعب
يحس ضياعها من صوتها ، يحس هيامها من إخلاف نبرتها عن عادتها ، وهي فعلًا هذا اللي تعيشه مغرومة بكل تفصيلة منه وكان أخر سكراتها دهن العوُد يلي أستشعرته مع قدومه مع لفحات الهوى الباردة كان هو يعجّ معها تبتسم لثواني لإنها تحبّه ، تحب دهن العوّد منه : كلّميني
هزت راسها بالإيجاب تستوعب بإنها نادته بدون لاتنفض السبب : أكلمك أيه ، جيتني الحين ! سألتني إذا ابي شيء وقلتلك لا
هز راسه بالإيجاب يقفل الباب بيده وعينه للآن لها ، للآن تتبعها ، تتقدم خطوته بهدوء : قلتي لا وأنا مدري وش لا
عضّت شفتها من استوعبت بإن يدها صارت على ثوبه بدون وعيها ، يفهم بإنها تخجل وتشيح بنظرها عنه لثوبه : أبي عينك لي
رفعت نظرها له تُرهب قلبها نظرته ، تُرعش هدبها وتمتم هو عذابها كلّه : هوّنت . أبيـك كلك لي
كان مُبتغاه نظرة منها ومن صارت طمع بالأكثر ، تحس الرغبة تقتله من همسه : طماع
هز راسه مارفض هالحقيقة أبد : طماع وأنتِ كثيـرة ، كلك أبيك
نزّل نظرة ليدها على ثوبه يبتسم لإنها النُقطة البيضاء وسط ثوبه الأسود ، لإنها الفرق بكل حياته وإختلافها : كيف أنا صابر
رفعت نظرها له تتوسع عينها من ذهولها يبتسم هو لإنها الحركة اللي يبغاها ، سرقها من نفسها ، سرق أنفاسها له من أنحنى يقبّلها ، تمر سنينها بدل الثوانـي ، يتسلل الفرح سنينها كلّها..شهورها ، ساعاتها ، ثوانيها ، وتوّقف هي المرور الزمني من نزّلت راسها تبعده ، ترجّع نفسها لها ، وجبينها يستمدّ قوّته من جبينه ، من كانوا يتلامسون تحسّ بإرتخاء ملامحه بعكسها هي : وماتبيّني أطمع ؟
زمّت شفّتها لها تحاول تخرج من تأثيره لكنه مبيّت النيه ولا سمح لها بالمحاولة من كان أسرع منها : طماع بك دايم
كان كثيـر ، كثيـر بشكل عجّزها ، بشكل نساها هي من تكون ، ووش تكون ، ذوّبها مثل قطعة جليد وسط كفّه ، من كانت تحس بحرارة ظهرها من يدّه المُثبتة أسفله ، ويدّها اللي تضيع فوق جبال صدرة الراسية ، وتثبيته هو لها من كان يمينه فوق يمينها : تضيّعيني
هزت راسها برفض شديد : أنتَ تضيّعني
ابتسم يهز راسه بالإيجاب : تشرحين لي ؟ كيف ضيعتك ؟
ابتسمت لإنه يطوّل الحديث معها ، لإن ودّه تسولف له ، تشرح له تعبّر له وماينتهي تركيزه لإنه يحتاجه بحاجتين ، تركيز لشرحها ، وتركيز لمظرها وقت تشرح له مليون فكرة براسها ، مليون سيناريو يجتاحها كُل علمها صار" فيه رجال خطبك منّا ، سمعته زينه وذكرة طيّب بالمجالس ، تستبشر وجوههم ويرحّبون فينا لا دروا إنّا نسأل عنه ، تشاورت أنا وزايد وماينردّ الرجال ، صار دورك وشور أُمي" أسمه ، عُمره ، وظيفته ، هيئته كلّها مجهولة لها ولاتعرف كيف بترفض وهي حايرة وماعندها أسباب؟ تأففت تصمّت جوالها من رن تعرف صاحبة الإتصال لهالسبب هي منها كل هالغضب : مابـي نجرّح بعض أكثر لاتتصلين!
كان صدى صوتها بأركان الغُرفة فقط ، ماوصل صوتها لغروب لإنها بالإصل ماردت على أتصالها تعّصب كلّها لإنها ماوّقفت ، ورجعت تتصل من جديد ، أنشحنت غضب ، أنشحنت بشكل يفجّر عروقها وجاوبت الإتصال تزفّر جُل غضبها : غُـروب! وش هالإصرار ؟
عضّت شفّتها من ردّت وهي ماتوقعت الردّ بالأصل : قلت يومين تهدى ، يومين ومابهون عليها لكن الواضح هنت؟
تنهدت عزوف تخرس حروفها ، ونزّلت غُروب نظرها ليدّها لثواني تتردد مليون مرّة بإنه بيصير بهالشكل وبهالطريقة لكنها مُضطرة ، مجبورة ، وتنتهي الحلول من يدها ويده وتُرسي قراراتهم على هالحروف وهالشكل :  عزوف مابيك تقولين شيء بس أسمعي
هي سكرّت عيونها تتنهّد أعماق شعورها ، وبلحظـة وقبل لانفسها ينتهي هي صُعقت من سمعت الصُوت الرجوّلي اللي تبّع صوت غُروب ، الصوت اللي تسلسل لمسمعها مثل صوت الرعد : مسيتي بالخير ياعزوف
رفعت يدّها لشفّتها تغطيّها من ذهولها من إن ودّها تصرخ لكنها تتمنع : تجهليني وأجهلك صح ، ودّي أعرفك علي أكثر ، جيت البيوت من أبوابها ، صار تواصل مع أخوانك مثل الأصول ، وطلبتك على سنة الله ورسوله لاترفضين ولاتعطين جوابك الحين فكري زيـن وقرري ماهنا عجلة
هي مذهولة بشكل عجّزها عن الحراك ، تجهله ومايلوح بخيالها أحد ودّها تسأل ، تعرف لكن لسانها نَمّل كُلها نمّلت ، ينتهي الإتصال عند هالنقطة وصوته ماينتهي واللي نطق به ماينتهي تحتار أجوبتها أكثر.
-
تنهّد من إنتهى الإتصال يمسح ملامحه ، تحت نظرات غُروب يلي كانت تتدارك ذهولها قدّامه ، من قراره يلي جاء مثل الصاعقة لقلبها ، جاء ثقيـل عليها بشكل طلب وقت كبير عشان تستوعبه ، تفهم قراره وتتقبله ، لكن يعجبها يريح ضميرها ، لإنه هو اللي أقترح هو اللي طلب ومو منها هي ولا كان لها رأي بهالموضوع لإنه نفذ وكلّمها بعد ماطلبها من أخوانها تتقبّل
الموضوع بحُضن كان منها له ، لشهامته لفزعته لها بأكثر أوقاتها حاجة له تتذكر كيف كان هو قريـب منها ، كيف كان يفزع لها بماضيها قبل هي تطلبه ، للآن تشوف منه هالشجاعة للآن هو عمّها خالـد ، تلمّع صورته بعينها ، يرجع برّاق بنظرها
-
~ الليل
تُرهب القلوب من جهورية أصوات الترحيـب ، من كانت ترتفع بالترحيب والسلام بلحظة ، وتبدأ تخفّ تدريجيًا باللحظة الأخرى ، وقوفهم بهالشكل المُهيب تتجاور أكتافهم ، تُرسم الهيبة من علو صدورهم ومن رسمة ملامحهم يلي تتسللها الشّدة ، أهل الفرح ، أهل السرور يجي المنظر مُرهب ، مُهيب ، يمتلي فخامة للناظرين ، من إغترارهم بهالمناسبة ، يفتحون صفحات بيضاء جديدة ، يخرج فيها عبدالعزيز للعالم ، بعد ماكان مخفي غارق بحزنه ، مايوجبّ الناس ومايشارك فرحهم ولا هم يشاركونه ، فرق كل شيء عنده ، تغيـر كل شيء عنده وصار هنا التغيير هنا يشوفونه بعيونهم ناسه ، وأهله ، وأصحابه يشهدون عليه من كان واقف بشموخه يمينه مِتعب وسُهيل وعمّار ، ويساره جسّار ورماح وطارق "طليق أخته الجوهرة"، يرحبون بكل من يدخل من البوابة بالشكل المطلوب والمعهود ، تتنافض الأصوات وتتناقل الجمل الترحيبية بينهم لأهلهم وناسهم ( يامرحبًا ومسهلًا..شلونكم عساكم طيبين..حياكم الله وأبقاكم الله..حي الله اللحية الغانمة ..ياهلا ومسهلًا ) تمتلي القاعة بكثرتهم ، معارف ، أقارب ، وأصحاب الكل يلّتم يشاركونهم الفرح ، ويُشهدون على تغيير عبدالعزيز ، ويهنوّن مِتعب لإرتباطه وكان منهم العتب والشرهات لإنه تعجّل وتكتم على الموضوع بينهم وكان منه جُملة إعتذار تكررت بينهم " العذر والسموحة ياللحية الغانمة ماهو حقك والله " ماوقفت أصوات الفناجيل ولا أصوات القهوجيين بنُطقهم "واحد"، مابين الشبع ومابين الفنجال الثاني والثالث ، تتعالى الأصوات بالسوالف بعدها بين بعضهم بالمواضيع العامة ، والموضوعية بين بعضهم ..
-
سرور العالم تسللها من إن كل شيء صار مثل ماهي ودّها ماينقص شيء ، لا من ضيافة ولا من توزيعات العطور اللي كانت تتنوع بأنواع العطور اللي هي تحبهم ، وجهّزتهم بشكل خاص لهالمناسبة وبالبهاء والترتيب اللي يرضيها ، تبتسم لإن الأضواء تجمّل وتحليّ مكانها وجُزئها الخاص من كانت الألوان مثل ماوَتر تحب ، الأبيض لكل زجاجات العطر ، ويكسر اللون الزهرة الزرقاء الصغيرة يلي عُلقت على عُنق زجاجة العطر بشريطة بيضاء ، وكان من نصيب الزهور لون وَتر اللي تحبه ، ويتشكّل المنظر على ماهيّ تحب ، وتبتسم مليون مرّة للمُصورة يلي كانت تصور التفاصيل ، لإن هالتفاصيل تحتاج توثيـق ، تحتاج تتبروز ، ابتسمت ليلى ينشرح صدرها تمامًا من لمحت دخول غُروب ، كانت ببهائها المعهود يعانق أجزاءها فُستان عودي ويُطربها صوت خطواتها ، صوت كعبها الأسود ، تبتسم لإن كل الألوان تحلى عليها ، لإن كل الأقمشة تزهى بها بشكل عجّزها عن الكلام ، كانت متواجدة معها من قبل غُروب الشمس
-
تعيّنها وتعاونها بسؤالها ، رغم إنها ما أحتاجت المساعدة لكن جُملها اللي تكررت على مسامعها تكفيّ ، تبيضّ قلبها تمامًا من الهم وقت تنطق وعلى ثغرها إبتسامة " خالة تحتاجين مساعدة ؟ ، أعاونك بشيء ؟" وأسئلة كثيـرة ومختلفة تحمل نفس المعنى ، وجوابها نفسه مايختلف وماملت بكل مرة تلمح وقوفها وتلمح بإن جوالها بيدها هي تسألها لو تحتاج شيء : غُروب
ابتسمت غُروب تهز راسها بترقب لجوابها : أمريني
ابتسمت ليلى تثبّت يدها على كتف غُروب : مايامر عليك عدو أبيـ..
قبل هي تكمل باقي كلامها دخلوا ضيوفها ، ضيوف ليلى تبتسم لإن هذا مُبتغاها ودّها غُروب تكون جنبّها طول الوقت ، يمينها وتعرّف ناسها على غُروب لإن كل الحاضرين عزيزين عليها بدون أستثناء ، ولإن غُروب أعزهم لقلبها...
-
كانوا بأوج السماء من حماسهم ، يتراقصون طرب على أصوات المعازف وقرع الطبول ، سرورهم صار يفيض ويتناثر لخارج قلوبهم رغم توسّع قلوبهم لفرح جديد إلا إنه للآن مملوء بالسرور وماصار يكفيّ كل هالفرح بقلب واحد ، يتشاركونه بينهم وماينتهي إنما يزيد ويتضاعف ، تتأملهم وَتر من مكانها تبتسم لإبتساماتهم وتخجل من غمزات ميهاف لها مع كل نظرة ، لفت بنظرها لصِبا من لفتت نظرها وقت ضحكت "مذهولة "من إتصل رماح فيديو  تفهم غايته ورفضت إتصاله تبتسم : والله ما أرد
لفت صِبا بنظرها لوتر ترفع الجوال بمدى نظرها وتبتسم لإن الهدوء تلبّس وَتر بلحظة ، لإنها ساكنة ومسلّمة نفسها تمامًا لمصففة الشعر يلي كانت تفك مكرات الشعر عن خُصل شعرها ، تبتسم للمساعدة يلي نطقت بعد مارطبت أياديها بعد إنتهائها من أظافرها : فنش
هزت راسه بالإيجاب ترفعهم لمدى نظرها تبتسم لإنهم على ماتشتهي لإن لونهم أزرق داكن وتتوسطهم فراشة بيضاء صغيرة ، ينشرح قلبها لإنها صارت "رمز " بينهم يفهمه هو وقت يلبّسها الدبلة ، رفعت نظرها لميهاف من تكت بظهرها على طرف المرايا تتكتف أمامها : تدرين ياوتر ! شايله هم سُهيل يعني أحسه بيعاني لما تروحين عنه متعلق فيك مرره!
رفعت وَتر حاجبها مذهولة : وش موقعك بالإعراب عشان تشيلين همه؟
ابتسمت ميهاف تلعب بشعرها : يعني كان حبيب الطفولة
ضحكت وَتر تهز راسها برفض شديد : لا بليز لا ، لاتشيلين همه ولاشيء أنتوا ماتصلحون لبعض !
رفعت حاجبها بأستغراب تناظرها : ليش مانصلح لبـ..
قبل تكمل جُملتها جاوبت عنّها مناهل بإبتسامه : لإنكم تتشابهون تخيلي لو أجتمعتوا ؟ يصير أنفجار عظيم
عقدت ميهاف حاجبها بعدم فهم : كيف نتشابه ! وش نتشابه فيه ! تخيلي وجهي بشنب مايجي صح؟
هزت مناهل راسها بالنفي تضحك : لا مو كذا قصدي ! ماما تقول عنه هديفة
ثوانـي مرّت تحاول فيها تستوعب ومن استوعبت شهقت بذهول تعدل وقوفها : يعني أنا هديفة مثله !
فُض الجو تمامًا من فُتح الباب تدخل منه الجوهرة يلي ميلت راسها لثوانـي تنظارها : ميهاف !
غمضت عيونها ميهاف تشتت نظرها لزوايا الغُرفة لإن نبرة أُمها عتب ، وعضّت صِبا شفّتها بربكة لإن حتى هي حسّت بإن نبرتها تعاتب ، ولإن هي للآن ماسلّمت عليها وتخاف تتكلم وتصبّ جام غضبها عليها ، لكنّها أنذهلت ، من ألتفتت لها الجوهرة بإبتسامه وبنبرة جديدة تتعجبّ تقلُبات حالها : صِبا ماسلّمت عليك
ناظرتها صِبا بغرابة من تقلُبات مزاجها ، وتقدمت لها من فهمت واستوعبت تبتسم لحرارة ترحّيب وسلام الجوهرة.
-
أختنق من كثر نبض قلبه بالداخل بين الرِجال وسلامهم وبين إنه هو محور الحديث تمامًا ، ومحط الأنظار كونه كان بصدر المجلس مع أبوه وعبدالعزيز ، تصير فرحته له ينبض قلبه من كثر فَرحه وخرج للخارج ياخذ نَفس مع مِتعب ويبتسم من يلمح الأطفال يلي يلعبون بالخارج عند السيارات ، يبتسم من يلمح أضواء المدخل ومن يلمح كثرة الناس وذهاب وإياب دلال القهوة والفناجيل ، ووقف تأُمله من وقف أمامه جسد رجولي بثوب بُني ، هو لتوه كان يرقص فرح بداخله ، لتوه كان يتأمل براحته فخامة وعلوّ القاعة ، لكن الحين صار كلّ ودّه يهشّم وجه هالشخص يلي وقف أمامه ، ومُنعت خطوته تمامًا من ثبّت مِتعب كفه على صدر رماح يوقفه وكان منه نظرة ونبرة تحذير : رِماح !
عضّ شفته بغضب يلف بنظرة لمتعب ينطق بنبرة مشحونة غضب : ماهو مرحّب بك هنا أذلف !
رفع حاجبه بتعجب يلف بنظرة لمِتعب : عازمني وملّزم علي عشان تهيّني ؟
تنهّد مِتعب ويدّه للآن على صدر رِماح للآن يحاول يوقف ثوران بُركانه : تعوذ من الشيطان وأركد ، ماعزمنا الرِجال عشان نهينه !
عضّ شفته بغضب ينفض يدّ متعب عن صدرة ينطق شرارة غضبه : النكرة ذا مايحضـر لي فرح فاهمني! مايجي ويتباهى قدامي هنا ! وتخسى نرحّب بك تخسـى !
كان شادّ قبضة يدّه بشكل غيّر لونها ، ودّه يسدد لكمته بوجهه لكن مِتعب يمنعه ، والمكان والوقت يمنعونه ، رمى آخر كلامة وتفل قبل يتخطاه للقاعة ، ضحك خالد بسخرية يلف بنظرة لمِتعب : لو دريت ماجيت ولا لبّيت لك دعوة ، إلا كرامتي يامِتعب إلـ..
قاطعة مِتعب من تمتم بغضب : تستاهـله
استوعب بإن نبرته كانت عالية وخفضّها يلف بنظرة لزوايا المكان ورجّعها له يتمتم ويده تضرب صدر خالـد : ماجاك إلا اللي تستاهلـه مانت بريء من ذنب ، عزمتك  ولزّمت لإنك عمّها ، لو مو هي بس لو مو هي خليتك تعفّن بالسجن بين الملاعين اللي يشبهونك !
كانت جُملته غبنة من نطق " لو مو هي ، بس لو مو هي"  يفهم نبرته يفهم بإنه يحترق بداخله على أخته لكنه يعزّ غُروب ، يختارها ويبديها ، تبعت عينه مِتعب من مشى يتمتم مع خطواته : حيـاك الله
ضحك بسخرية يهز راسه بالنفي مايمشّي الموضوع كذا ، وتبع مِتعب للداخل ودّه يشوف عين رماح من يدخل وهو جنب مِتعب ، يوقفون الرِجال من دخوله مع مِتعب ومن أجهر بسلامة يردون على سلامة ، يسلّم عليهم من بعيد وكل حرارة سلامه كانت لأهل الفرح ، وأكثرهم كان "عبدالعزيز" لإن هو ودّه يسلخ رماح من فرحة ، ودّه يطمسه بسواد غيرته ويبتسم لإنه وصل لغايته بكل بساطة..
-
كانت تحس بضجيج داخلها من إن الوقت صار الحين ومن إنها بتنزل بالأسفل بيصوّرونها وبيصورونه جنبها ، يلبّسها دُبلتها وبيشوف رمزهم على أظافرها ، يتنهد قلبها بإرتجاف من فُتح الباب تدخل زيـنب ، وليلى وصِبا يبتسمون بشكل وَترها ، وزاد توترها من غنّت صِبا : وقت اللقاء قرّب وحان ياشُوق عطّر ذا المكان
حاوطت كتفها ليلى تبتسم : يلا يمه نزفّك له
وقفت تعدل طرف فُستانها تبتسم لإنه أسود ولإن أعلى صدرها يغطيه فراشات زرقاء لمّاعة ، تتوجه للإسفل معاهم وتبتسم من خلفها صِبا ، ماتعرف كيف مرّ الطريق من طوله ، من إنها صارت "متلهفه" للقاء متلهفه لنظرته من يلمحها ، ووقفت كُل خطوتها تمامًا من بدت خطوات عُمرها له ، من إن نهاية الممر هو واقف تلمح إن عينه صارت عليها هي ، ماتحس بضجيج الأصوات ، ماتحس بضوء الفلاشات من صارت عليها لإن مداها هو ، لإن خطواتها بدت تمشي مع عزف الأُغنية تُكتب هي له ، مع كُل قرب منها هو يحس قلبه بيخرج من مكانه من علوه وهبوطه من تسارع نبضه ، تزيدّ هلاكه تزيدّ عذاباته من بُعدها ومن قُربها ، بكل حالاتها تعذّبه ويهوّن كل عذابه قُربها ، من إنها حلاله ، وقفت خطوتها قدامه ومايعرف متى مر الوقت ووصلت له ، ابتسمت تشرّح قلبه له ، تقطعه لإجزاء لإن سلاحها الفتّاك ابتساماتها ، مدّ كل أحاسيسه لها مع يدّه يلي مسكت يدّها ، تزيّل كل شوائب قلبه تنثر عطرها بمكانهم : جريح الهوى أنتِ علاجه
ماكأن بالساحة غيرهم من نظراتهم لبعضهم ، من لهفة النظرة يلي يتناقلونها بينهم إنتصار حُب محتوم بالخسارة ، رغم وضوح دربهم هم يخوضونه لإن حُبهم يستاهل يدخلون به حرب خاسرة ، يستاهل يدخلونه مُدججين بالأسلحة ، تقدمت زينب تبتسم لإنهم تايهين بعيدين عن عالمهم : لبّسها الدبلة
هز راسه بالإيجاب يستوعب ، ياخذ الدبلة من علبتها ياخذ يدّها بعدها له يلبّسها وعينه تُبحر تأمل تغرّق وسط موج عيونها ، يلبّسها طقم الالماس بعدها خطوة بخطوة مع المصورة يلي كانت تشكّل صور كثيرة لمظهرهم ، ابتسمت وَتر من كان حجر طقمها ياقوت أزرق من كان مثل لون الفراشات اللماعة أعلى أطراف فُستانها لإن هو ابتسم لما لاحظ الفراشة المرسومة على أظافرها يرفع نظرة لها مذهول ، مُعجب ، ومُحب : فزت بك
كان همسه عالي لنبضها ، عالي وماتسمعه إلا هي ، رمشت تُسلب من عالمها معه وقت تقدمت ليلى لها تبتسم لإنها وقفت جنبها ولإن زيـنب وقفت جنب رماح تصوّرهم المصورة بإبتسامة تعبيّ ثغرهم ، رجفّ قلبها تمامًا من حسّت فيه يربط أصابعه بأصابعها يحترّ داخلها من لمسه يبتسم هو لإنها لفت بنظرها له تلتقي عيونهم ويحسّ بضوء الفلاش بهاللحظة ، من إن اللحظة تصورت وعينها تلمس عينه : أحبّك
ابتسم من نزلت نظرها عنّه بعد صراحة لُسانه ، تتأمل يدها وسط يده ولا تلتقي عينها بعينه لشدة نبضها
-
كانت يدّها ترفع طرف فُستانها ونظرتها ضايعة بين الغُرف والممرات تدور مكانه مالقت مِنه إلا رسالة " تعالي" ولبّت هي طلبه تخرج من صار وقت تلبيس الشبكة ، شهقت بذهول من حسّت بيدّ تسحبها لأسفل الدرج ، ينبض قلبها بجنون من رُعبها ومن إن ظهرها صار يستند على الجدار ، وماهدى نبضها رغم إنها فتحت عينها وصار هو نظرها كلّه من وقف أمامها ويدّه تاخذ مكانها على خصرها : خوفتني!
ماكان معها ولا كان يسمعها ، كل تركيزه أنصب على العودي : مِتعـب !
رفع نظرة لها يستوعبها : لبيـه يابعد كل مِن يناديّ
ابتسمت لإن عينه تتلاحق كل أجزاءها ، لإن عيونه تتوه بخريطة جسدها ، يضيع كلّه أمامها وتشوف ضياعه وماودّها تدلّه على نهاية الطريق لإن كل شيء منه يعجبها : باقي أسبوعين يكون بعلمك
ضحك يهز راسه بالإيجاب : تعلّميني أنا ؟
هزت غروب راسها بالإيجاب تجاوبه : أيوه أذكرك بس
رفع يدّه لخُصل شعرها يرجعهم خلف أذنها بشكل "وَترها " لإن عينه على شامتها ، وهي تعرف إن بعد هالنظرة منه هو بيسلب أُكسجينها كلّه له : أنا اللي أعد الساعات والثواني تعلّميني ؟
هزت راسها بالإيجاب تشتت نظرها : لإني صرت أشك إنك ناسي
نزل نظرها لجيبه من رن جواله تتنفس الصُعداء لإنها أُنقذت : جوالك يرن
هز راسه بإيه ترتفع عينه لعينها : خليه يرن مايضره
رفضت كلامه تمامًا من نزلت يدّها لجيبه تاخذ جواله منه : أبوك ، يعني عمّي
ضحك لإنها تتلعثم ، وأخذ الجوال من يدها يجاوب إتصاله وعينه للحينها تتأمل : سـمّ...جايّـك
تنفست من نطق"جايـك" تبتسم لإنها بتاخذ نفسّ بعيد عنه ، ورجع هو جواله بجيبه من إنتهى الإتصال بجُملة من عبدالعزيز "لاتبطي" : بتروح؟
هز راسه بالإيجاب يقبّل خدّها لثوانـي لوّنتها فوق لونها الطبيعي وتوجه بعدها للباب الخلفي يلي كان بيمينها أسفل الدرج وهو نفسه الباب اللي دخل منه ، تحت نظراتها له وحرارة خدّها من قُبلته مشت خطواتها تستوعب تأخيرها ، وعضّت شفّتها بخجل من لمحت نزول ميهاف من أعلى الدرج ، والواضح بإن لها مُدة هنا من غنّت مع تراقص جسدها وخطواتها مع نزولها : أنا البندورة الحمراء مزروعة بين الخضرة ، تاكل مني لاتشبع وتصير خدودك حمراء
رفعت يدّها تغطي عيونها ، وتنحنحت ميهاف من ثبتت خطواتها أسفل الدرج : أوه غُروب كنتي هنا ؟ مادريت
رفعت نظرها لها "مذهولة" وابتسمت ميهاف تتكي على سور الدرج : بسم الله عليك خدودك حمراء عليك حرارة؟ توجسين شيء ؟
هزت غُروب راسها بالنفي تعدل شعرها تاخذ نفس : لا ما أوجست شيء ، من متى وأنتِ فوق ؟
ابتسمت ميهاف تلعب بشعرها : للحد اللي ذكرني بأنشودة أنا البندورة الحمراء مزروعـ..
قاطعتها غُروب من بدت تلحّنها : بس بس خلاص!
ضحكت ميهاف تربت على كتفها : سركم فبير لاتخافين حُبي بس خلوكم أكثر خصوصية بالمرات الجاية ، يمكن يشوفكم خالي بدالي
شتت غروب نظرها تغيّر الموضوع : مشى رماح ؟
رفعت ميهاف كتفها بعدم معرفة تبتسم : اللي أدري إنه مشى متعب بس رماح مادري
عضّت شفتها غُروب بغضب لإنها بدت تغيظها بشكل عصّبها : ميهاف!
ابتسمت ميهاف تهز راسها بالنفي ترفع كفوفها بإستستلام : خلاص يا أمي لاتعصبين بنسكت !
-
~ اليوم الثانـي
ماتعرف كيـف مر يومها بالأمس وصارت بغُرفتها بعد هروبها معاه تحت نظرات الكلّ ، ليلى ، زينب ، صِبا بيادر ، وعمتها الجوهرة ، الكل شاف كيف هو سرقها من بينهم بعد ماصعدت للأعلى لغُرفتها يلي تجهزت فيها ، كيف إنه دخل الغُرفة بعد ماتنحنح ينبههم على دخوله ، ومن أول دخوله هو أخذ بيدها من بينهم ينطق بجُملة قبل خروجه مع الباب " أسمحولي ، أبيها " وكيف إن خطوته ماوقفت بعدها ينزل بعجل معها من الدرج ، وتضحك هي من عجلة خُطاه : رِماح شوي شوي لابسه كعب !
استوعب يخفف من سُرعة خُطاه ولف لها يلبّسها بشته قبل وصولهم للبوابة ، يكمل خطواته معها طبيعي للخارج ، لسيارته يلي ركنها قدام المدخل تركب هي معاه بذهول : كيف وين بتاخذني!
ركب السيارة جنبها يربط الحزام : مايهم المكان المهم أنتِ معي
هزت راسها برفض : بابا ومتعب ؟
ابتسم يلف بنظرة لها ياخذ يدّها يقبّلها لثواني وثبّتها على صدرة بعدها : عندهم علم
عضّت شفتها تشتت نظرها عنه وابتسم هو من إحساسه بإنه وسط حلم من أحلامه الكثيـرة معها ، ماتعرف كم دقيقة مرّت ووقفت سيارته بعد مرورها ، ماتعرف من قوة نبضها ، من خوفها بإنه يكون مسموع له ، من توتر الجو بينهم ومن غرابته على قلبها وعلى كل شعورها ، وشدّت يدّه من لمحت "مركز الفنون" الخاص فيه ، تمرّها ذكرى هالمكان سيئة بشكل عورّ لها قلبها ، بشكل جبرها تشدّ يده من ألم قلبها : رِماح
فتح حزام الأمان ولف بنظرة لها ، يحاوط ملامحها بكفّه : لاتخافين ، إنزلـي
بلعت ريقّها تشد بشته عليها ، تغطي نفسها فيه ونزلت خلفه ، يبتسم هو وعينه تسرق النظر لها ، من إن يدّه تفتح الورشة وعينه مرة على المفتاح ومرة عليها خلفه ، فتح الباب يلف بنظرة لها يطلب دخولها أولًا ، ودخلت هي يدخل خلفها يسكّر الباب ، ونزلت هي بشته على ذراع الكنبة تلف بنظرها له : تبين قهوة؟
هزت راسها بالنفي تتنهّد : ليش هنا؟
قرب خطوته لها ياخذ كفوفها بيدّه : أبـ..
هي حست بإنه بينطق "أبرر لك" لهالسبب هي قاطعته تهز راسها بالنفي تشتت نظرها عنه من زعّلها : لاتبرر لي شيء ، ماحب هالمكان !
هز رماح راسه بالنفي يبتسم : ماني مبرر شيء ، تدرين إني جاهل وتعذريني صح؟ الجوري اللي..
قاطعته من سحبت كفوفها منه تتراجع خطواتها للخلف : لاتقول أسمها !لاتتكلم عن أي مخلوق قدامي رماح!
سكن ثغره من إنها عصّبت وماهي هذي نيته ، ماكان هذا قصده : مابغيتك أعصّبك مني ياوتر
عقدت حاجبها بتعجب تمسح ملامحها : ليش جبتني طيب ! أنت تعرف إن هالمكان فيه ذكريات سيئـ..
قاطعها هو ، قاطعها تمامًا وأذهلها من حسّت فيه يخلل أصابعه بشعرها وعنقها من الخلف ، يسحبها له ، يقبّـلها لثوانـي سكتّتها ، ثواني ألجمتها ، ترفع يدها لصدرة ، ودّها تحس بنبض قلبه بهاللحظة ، ودّها تشوف كم حُبه من نبضه بقربها ، وابتسمت لإنه يشتعل من نبضه ، تحسّه يخفق بكل قوته ، وأخذت نفس من نطق : نغيـر ذكرياتك السيئة ، نجمّلها لك ، لإن مكاني مكانك ياوتر ، وهالمكان ما أتركه ، أحبه لإنك من أسبابه
ابتسمت لإنها تعرف بإن إستمرارة بصناعة الفخّار بأنواعه عشانها هي ، لإن هي تحب أكوابه ، ولإن هو يهديها بين فتراتها كوب ، عوّضها وأكثر عن كوبها يلي إنكسرت بسببه : كل أكوابك كسرتها ، كل هداياك كسّرتها
ابتسم يهز راسه ، يثبت جبينه فوق جبينها : حقك ، يحق لك ، أعوّضك ماعندي مشكلة
ابتسمت وَتر من لمحت خاتمها وقت نزلت نظرها ليدها : كيف فهمت إني أحب الياقوت الأزرق ؟
ابتسم رماح ياخذ يدّها : صِبا علّمتني
ضحكت وَتر تتمتم بذهول : المركى ؟
هز راسه بالإيجاب يضحك لضحكتها ، يضحك وعينه تتأمل ملامحها وقت تبتسم ... رجعت لواقعها تتنهد من إعماقها ، تتنهد وعينها تتأمل خاتمها اللي يعانق أصبعها بتوهان عظيـم ، وبخوف أعظم من إن كل هالدرب نهايته خسارة ، وتخاف تخسرة ، وماتعرف أصلًا كيف بتقابلهم طبيعي اليوم بعد مارجعت بليل أمس وهربت لغُرفتها فورًا بعد معرفتها إن الكل كان ينتظرها بالمجلس ، تمددت تمثلّ النوم من سمعت الطرق على الباب ، تدخل بعدها ليلى بهدوء وعينها تتفحص الغُرفة ، وابتسمت من قربت منها تلمح إنها نايمة ، عدلت اللحاف عليها تغطيها زين وتكت على طرف الكومدينه وتمتمت بتنهيدة : الله يصلح حالكم ، وييسر لكم أموركم ، والله إني خايفة
عضّت وَتر شفّتها من لمحت تغيير نبرتها دليل إنغماسها فالبُكاء فورًا وبعد جُملتها ، ينبض قلبها بشعور سيئ مافهمته وماقدرت إلا إنها تخرج من تمثيليتها ، توقف من على سريرها تحتضن ليـلى ولسانها ماقدر يرتبّ جُملتين على بعضهم ، تبادلها ليـلى الحضن وخوف قلبها مايخف يزيد بكل مرة تلمس حنان وَتر ، بكل مرة تستشعر نعومة وَتر وإن كل شيء بيكسر جناحها ، وهي هنا خوفها يصيب وَتر شيء .
-
ماكانت قادرة توقف تفكير من بعد إتصال غُروب ، وكلام خالـد لها يلي لعب بكل أعصابها ، عضّت شفّتها بغضب ترمي الجوال على سريرها تجلس على طرفة ويدّها تشدّ شعرها من الغضب اللي حسته : يعني بيصلح الغلط بغلط أكبر منه ؟ لعبة عندهم أنا ! وش تحسبوني ! وش تحسبووني!
سحبت جوالها من جنبها تُرسل رسالة وحيـدة لأخوها -ماجد-
" فكرت وأستخرت ماني موافقة" أصح قرار هي أتخذته الآن ، وماحست بركود نيرانها إلا من أرسلت رسالتها تتنفسّ من إعماقها لإن اللي يشغلها بينتهي ، ولأن هي مو لعبة بين الولد وعمّه ياخذونها على مايشتهون ومتى مايبغون.
-
من صباحها تراكمت عليها الأشغال ، بين تجهيزات زواج غُروب ، إلى حاجاتها هي وداومها مع جسّار ، تحس رجولها تشنجت من المسافات اللي قضتها طول صباحها ، لفت بنظرها لغُروب من دخلت المحل وبيدها أكياس كثيرة ، تبتسم من أعماق قلبها لإنها تشوف لمعة عينها ، وتسمع منها جُمل مثل " يصير حلو علي؟ ، يعجب مِتعب؟ " تبتسم لإنها تهتم لأدق تفاصيلها قدام مِتعب ، وهذا هو تعبيرها عن حُبها تفهمها وتفهم كل نظراتها على القطع اللي تشتريها ، نطقت من أول وقوف غُروب أمامها : غُروب ماما أنا تعبت برجع للبيت وأنتِ كملي بدوني
رفعت غروب حاجبها بزعل تتنهد : مره تعبتي؟ تونا ماقضيّت صح
ابتسمت غدير تربت على كتفها من لمحت دخول مِتعب من باب المحل : مابتركك لحالك شوفي وراك
لفت بنظرها لخلفها فورًا ، وهي ماتعرف ليش ظنته عزوف ، وَتر ، وماظنته هو ، تبتسم بذهول من سلّمت أُمها على متعب ونطقت مع خروجها من المحل : أستودعتكم الله
ينبض قلبها بجنون ، من إنه من أول وقوفه قدامها أخذ منها الأكياس يبتسم : ماقضيتي ؟
هزت راسها بالنفي تشتت نظرها عنه لإنها تفهم نظرته : مو كله لي !
ابتسم لإنها تبرر له ، ولإنها فهمت سبب ابتسامته بإنها "مجتهدة تتجهز له " : ماقلت شيء
عدلت شنطتها على كتفها تتقدم لداخل المحل وابتسم هو يتبعها بالأكياس للداخل
-
وصله قرارها لهالسبب هو مشحون بالغضب ، لإنه يعرف ليش هي رفضت ، ويعرف بأي شكل هي تتخيله وبأي صورة تصورة ، لهالسبب منه كل هالغضب وكل ودّه صار يبرر نفسه لها ، يبيّن لها إن نيته طيـبة لكن ماودّه بالردى ، أخذ جواله يتصل بأول شخص خطر له يتصل بغروب ، وأنامله تتحسس جبينه من صُداعه : هلا عمّـي
بعد يده عن راسه يتنهد من وصله صوتها : رفضت
رفعت حاجبها بذهول تلف بنظرها لمِتعب : رفضت!
هز راسه بالإيجاب يوقف من على الكنبة : فهمتنا غلط واضـح ، وضحّي الأمور لها ياغروب
هزت راسها برفض تأشر لمتعب بمعنى -ثواني- لأنه يبغى يعرف وش فيها : كيف بوضحها لها ؟ وش بوضح ؟
تنهد خالد يمسح ملامحه : وينك أنتِ؟
غُروب : بالمول مع مِتعب
هز خالد راسه بالإيجاب : لاخلصتي دقي علي ، مع السلامة
نزلت جوالها من قفل الإتصال ترفع نظرها لمِتعب : وش به؟
تنهدت غُروب تعدل عبايتها : خلاص بنرجع
هز راسه بالنفي يمسك يدّها من توجهت لبوابة المحل : شنوحك!
هزت راسها بالنفي تنزل نظرها للأسفل وثبّت خطواتها قدامه ينطق : وش جاك !
تأففت ترفع نظرها له : بطلت أتسوق خلص متعب رجعني !
عضّت شفتها من رفع نظرة للأعلى ياخذ نفـس طويـل وتفهم إن ماوده يعصّب : أحترم رغبتي لوسمحت !
سكرت عيونها من أرتفعت نبرته من غضبه يزعّلها لإنها ماتعودت هالنبرة منه : لاتقولينها لي !
شُدّ فكة من لمح إن عينها دمّعت ، ومن سحبت يدها منه تتوجه للخارج ، يتبعها هو للمصعد ، وضغطت زر الدور السفلي يتنهد هو لإنها ماتلف بنظرها له أبد : غُروب
ماجاوبته يعصّب أكثر ، ويخفّض نبرته : كلّميني
فُتح المصعد بهاللحظة على الدور السفلي يلي كان فيه مواقف السيارات ، ونزلت غُروب ماتعيره إهتمام ، ونطق هو من توجهت لجهة معاكسة لمكان سيارته : السيارة هنا
وقفت خطوتها تستوعب بإنها دخلت مع أُمها وبترجع معه ، وتنهدت لثواني تلف بنظرها له : لاتعصب علي ! ولا ترفع صوتك علي ! أنت مو كذا معي !
ماجاوبها ، وعينه للآن عليها ، يتأملها وهي تُملي عليه وش يسوي ووش مايسوي ، رغم كُرهه وبغضه بإن فيه أحد يعلمه وش يسوي إلا إنه ظل ساكت ومحكّم نفسه ، مايجرّحها بكلمة ويسمح لها تعاتبه على ماتشتهي المهم هي ماتزعل : قضيتي ؟
هزت راسها برفض تعض شفتها بغضب : ماقضيت ! للحين ماقضيت !
هز راسه بالإيجاب يسحبها من يدها ، يفتح لها باب السيارة ونطق من ركبت : تكملين بالطريق
رفعت حاجبها بذهول من إنه سكر الباب بعد جُملته يركب جنبها يربط الحزام والتفت لها : إربطي حزامك
نفذت طلبه تتكتف بعدها وحرّك متعب : كملي
هزت راسها بعدم فهم تلف بنظرها له : وش أفهم منك ؟
رفع حاجبه بتعجب يلف بنظرة لها : وش تفهمين مني ؟
فتحت لُثمتها بتاخذ نفس ومالحقت تاخذه من ابتسم هو ينطق : إذا تظنين إنك بتحلّحليني كذا تراك نجحتي
عضّت شفتها تشتت نظرها عنه من ابتسم ثغرها غصب عنها وهي ماودها تبان ابتسامتها له ، ورجعت ظهرها للخلف تتكتف : بقولك لوسمحت كل ماعصبت مني بقولها لك تعود عليها من الحين لوسمحت
ضحك بيأس يشد الدركسون بيدّه : سمّـي ، بس كرريها علي الحين عشان أتعود
ضحكت بذهول تلف بنظرها له : مِتعـب !
يعصبها وماتعرف كيف تنتهي عصبيتها بضحكة هو سببها ، مثل ماعصبيتها بهاللحظة بسببه
-
هي توجهت للمستشفى بعد خروجها من المول تفحص فحص الحمل الدوري ولتوها ترجع البيت ، نزلت طرحتها عن راسها وكلّها إستغراب من الأصوات اللي تسمعها من المجلس الخارجي ، وقربت له تبتسم من لمحت الحذاء الأسود على الدعاسة ومن لمحت كعب غروب جنبه ، تسمع صوت بنتها ولا قدرت تميّز هي وش تقول ؟ ، تنهدت من أعماقها تصعد للأعلى ، كملت شهرها الأول وبدأ شهرها الثاني ، وكل خوفها من بروز بطنها قبل لا هي تقول لغُروب ، قفلت الباب خلفها تنزل عبايتها بإرهاق عظيـم : تعبتك ياماما ولا أنت تعبتني ؟
ابتسمت تتوجه للحمام تاخذ شاور - تكرمون-وتمددت بعدها بالروب تنام فيه من تعبها ..
-
كل سرور العالم يحسه بصدرة بعد ماكان يغيمه السواد ، مايصدق بإنها صارت له حلاله ، بعد عذابه وعذابها معه ، ابتسم من أنفتح الباب تدخل زينب وأنرسمت الابتسامة على ثغرها من لمحت ابتسامته : مساء الخير
ابتسم يعدل لها الخدادية جنبه : مساء النور حيّاك
جلست زينب بالكنبة الطويـلة اللي هو جالس عليها ولفت بنظرها له بعدها تتكي بيدها على ظهر الكنبة تتأمله : مبسوط ؟
هز راسه بالإيجاب يبتسم : بالحيل يمه بالحيل
ابتسمت هي تقرب له تسند راسها على كتفه : ماتخاف ؟
هز رأسه بالإيجاب يتنهد بثقل الكون : ياكلني الخوف ، لكن فرحتي تطغى يمه ، أحبها ، أبيها
ابتسمت زينب تهز راسها بالإيجاب : الله يرزقكم الذرية الصالحة ، أسمع مني يارماح
صب كامل تركيزة لها يسمح لها تكمل كلامها ، وكملت هي بتنهيـدة : بعد العرس خذها برا ، تعالج برا الطب تطور يارماح ، مابه شيء ماينحل بهالحياة ، لاتندم على تأخيرك بعد ماتروح من يدك
كان صامت ، وزاد الصمت بينهم من سكتت هي ، يحلل كلامها براسه ، ومايعرف ليه هو يتردد لايخطي خطوة العلاج : إن شاء الله
دخلت صِبا بهاللحظة تبتسم من المشهد الحنون أمامها : يعني تشبعين منه قبل تاخذ كتفه وَتر ؟
ضحكت زيـنب تهز راسها بالإيجاب تشد على ذراعة : مكاني ومكانها مختلفين بقلب ولديّ ، كلن وله مكانته
ابتسم رماح يهز راسه بالإيجاب يقبّل راسها ...
-
-
لاتنسون النجمة
بعد أسبوع ينزل بارت طويل بالواتباد بعكس الانستا يوميا أنزل ثلاث بارتات ، أرجوكم بطلوا عجلة وعطوا الأحداث حقها فقط 🙏🏻
رابط حسابي بالانستا موجود بالروفايل

أنتِ بين النفس والهوىWhere stories live. Discover now