الجزء 27

10.5K 360 43
                                    

-
قبل بوقت...كان المكان دافيّ بشكل يفيض مشاعر باردة داخلهم ، يفيضها من أن ودها تتحرر وتتوسط هالدفى ، من ضجة دُخان النار ومن ريحة إحتراق الحطب يمتزج مع عطرهم يتشكلون مثل غيمة مرحين فوق قُطنها ، تضاحيكهم سوالفهم ومحارشات سُهيل تُحيي الجلسة ، ولأول مرة بعد عمر طويـل يجلسون بهالشكل وبهالراحة ، بهالإنشراح ، وبهالرحابة ، تتسع صدورهم لفرح جديد ، لأثقال من فرح وسرور تبتهج أرواحهم لأن هنا الفرق هنا البداية للتغيير يلي ماقدروا يعلّقون عليه من غرابته ، أرتفعت عينها لشباك المُلحق من أنفتحت البوابة ، تلمح خطوة ولدها بعدها خطوته لسيارته ، وتوجهت للباب بعجل توقف على طرفه تنده له : متعب !
لف بنظرة لها على رنين جواله : لبيـه؟
تشوف منه الإستعجال تشوف منه نظرة العجلة ولمحت بدلته يلي تعرف متى يلبسها ولأي غرض يلبسها ، لكنه من نطق -لبيه- يصير ماودّها بخروجه ، يصير كل ودّها يشاركهم جلوسهم وأشر لها بيده -لحظة- وفتح الخط بعدها يكون منه الإستماع لثواني ونطق بعد أستماعة : جايكم لاتداهمون
قفل الخط يفتح باب سيارته : يمه مستعجل أنا تبين شيء ؟
هزت راسها بالنفي تشدّ على طرف الباب ودّها تقول - جلوسك- لكنها ماقدرت من لمحت إستعجاله وأنه غاضب وأنه يداري غضبه ويخفّض نبرته لها : سلامتك يا أمي أنتبه على طريقك أستودعتك الله.
والحين هو أمامهم واقف بشموخة ومُشهر السلاح على واحد من بينهم ، يقرّب خطوته بهدوء وإتزان يدّة ممدودة وباطن أيمنه أسفل السلاح وسبابة أيسرة على الزناد ترتجف نظرتهم من هيّبة المشهد أمامهم ، من خطوته ، من عضلات ذراعة وعروقها يلي تشكلت مثل السلاسل عليها ، ووقف بمنتصف المكان وكل الضوء صار يرتكز عليه بمشهد مُهيب ، لف بدر بنظرة لخالد يلي تصلب من وقت تسُلط الضوء عليه ، وزاد تصلّبه وجمودة من لمح تقدم مِتعب من بين ظلام السيارات لنورها : جايبه لي ! جايب الكلب لي !
كانت نبرته ضعيفة ، مهزوزة من ألمه ومن شعورة بخيانة عمّه ، ويزيد عذابه لأنه شهد على هيبته بداخله وبينه ، يعترف فيها ، من أسفله لأعلاه مملوء بهيبة مايتصورها حتى بخيالة ، من سواد تيشيرته لسواد البوت على أقدامة من شِدة أربطتها على قدمة : كلبشوهم
هو ماودّه يتناقش أو يتكلم معه بهالمكان ، ودّه هو يحس بإنكسارة وهزيمته وقت يتكلبش ، ويدخلّ النظارة ، وبلحظة أنتشر الغبار من ركض الجنود لهم ونطق مِتعب : وأن قاوم أحد أطلقوا عليه
من هيبة المشهد هم ماحرّكوا ساكن يمدون أياديهم بطواعية ، وتمتم مِتعب من تقدم أحد الجنود بيكلبش بدر اللي يون ألم : أتركهم
هز راسه بالإيجاب يتراجع للخلف وتقدم مِتعب بجمود يرجع سلاحة لخصرة وأخذ الكلبشات يكلبشه ويتغنّى بهاللحظة ، وبمحاولة غبيـة منه حاول يسحب السلاح من خِصرة ومازادته هالحركة إلا ألم من مسك يدّه متعب يلفها خلف ظهره يسمع أنينه من ألم غرسة السكين بجنّبه ، يجمعهم لخلف ظهرة يكلبشهم وأشر للجندي ياخذة : وش تسوي هنا؟
كان هالسؤال من خالد يلي بصعوبة قدر يخرج من صمته وصدمته ، ورفع مِتعب سلاحة يحك فيه جبينه : أعتدى على رجل دولة
عضّ خالـد شفّته بغضب يلمح أن عين مِتعب على السكين اللي بيدة ونطق مِتعب : تعجلت بها
هز خالد راسه بالنفي : تأخرت بها ، غُروب
هو من نطق أسمها لمح تبدل حالة ، لمح أن عينه جنّت ونبرته وصلها الجنون من نطق بغضب العالمين : وش بها !
هز راسه بالنفي : تحتاجـك جنبها ، تحتاج صدرك يكون ذراها
-
ماينتهي يومه بدون لاتثور أعصابه من الغضب ، من براكين الغضب اللي تحرق ضلوعة ضلع ، ضلع ، من أن كل شيء يصيـر وماتبلّغه، من أنها وَقفت تحتاجة بشكل جنّنه من غضبه يحرق كفر سيارته من سُرعتها ، يعدم مسافات طويلـة شكّلتها هي بسبب ثقل شعورها ، بسبب تثاقل تأنيب ضميرها لكل شيء ولكل شعور حسّه غيرها ، تتألم من ألمهم تبكي من بُكاهم ، لكن كلّه صار مخفي عنه بشكل يجننه لأنها ماميزته عن غيره ، وصل لها لدربها ولطريقها يفرّش ضلوعه لها ...
-
كانت جالسة بذات مكانها ، وماقدرت تقويّ نفسها وتدخل مع أُمها لعزوف ، رغم محاولات غدير وجهدها بأنها تهديها هي ماهدت ولا سكن لها نابض ترتجف يدّها من كثرة التفكير اللي قتلها فعليًا ، من كثر ضغطها عليها هي صارت تشوف إحمرارها ومايتجلى حزنها ونوبات قلبها ، ضاعت وسط متاهه مُظلمة كانت على وشك الخروج منها تلوّن قلبها بالسواد اللي يضيّعها كلّها به ، ماتشوف ضوء المكان من سكرت عيونها تهتز كلّها من محاولاتها بمنع دموعها تحس محجرها جف من كثر مابكت ، نشّفته فعليًا تغرق بسواد عظـيم : غُـروب!
تحسه حقيقة أو خيال ؟ ماقدرت تفهم لأنها هي على وشك تغرق ، كل الأصوات ماتسمعها رغم ضجيج مكانها ، رغم كثرة الماريّن هي لمحته بأخر الممر ، تنتعش روحها ونبضها ، تتلون حياتها زهر من جديد وقت لمحته بس وقت لمحته ، تسكن رجفتها لأنه قوتها ، تسكن كلّها لأنه نجاتها ، يُحيي موتها ، يُحيي شعورها ، ووقفت تخرج من توهانها وتلجأ له ، يُعيد نبضها لها ، من أحتواها تتوسط حُضنه ، رُغم حياها هي أحتضنته تطوّق عِنقه بكفوفها ، يرفعها له ويشدّ بعثرتها له ، ماقدر على العتاب لأنه أكثر من يفهمها ، ويفهم شعورها بهاللحظة يفهم أن كل حالها بسبب تأنيب ضميرها ولومها لنفسها ، يهز راسه بالنفي يقبّل راسها لآلف مرة : عَلامـك
رغم معرفته بشعورها ، رغم تيّقنه بداخلها إلا أنه تعودّ ينطق هالسؤال بكل جياته لها ، تعوّد لأنه يحس بسكونها من بعده ، وتحس هي بدفئها مركون بهالسؤال منه ، من ينطقه لها مثل سؤال أبوها لها وقت تتألم وقت تطيّح وتُخدش يدّها : مِتعـب
مثل نسمة باردة مرّ صوتها ، مثل لمسة حنونة لمسمعة تذّوب صبرة : روّحـه
ماقدرت ترفع عينها له ، رغم أكيدها أنها بس تلتقي عينها بعيـنه بتنهار حصونها ، وكل أقفالها على محاجرها بتتكسّر وبتبكي لأنها تشوف منه نظرة تفيّض داخلها : وش توجسيـن؟
هزت راسها بالنفي تثبّت قلبها عن طريق نبضه بإيسرة ، تأخذ وقتها بالدفء اللي حسته بهاللحظة وماودّها تتحرر منه ، وأبتسم هو لأنه يحس راسها على جبّال صدرة الراسية يحسّه على قلبه ونطق فيضان لمستها عليه : حتى القلب مكانه شمالي
هي تفهم كلامه على جهتيّن ، أولها أنها هي شمالية ، وثانيها أن راسها على يسار صدرة بهاللحظة ، يعرف وش يقلقها ، يعرف وش ودّها تسأله عنه لكنّها تستصعب السؤال ، تستصعبه وهو بهالحال وتمتم : مسكته مايطلع بطريقك مرة ثانية
ماستوعبت جُملته ترفع هدبها له يبتسم هو لأن عينها تقتله رغم إحمرارها : وش مصيرة؟
تعرف أنه مابيطول على التُهم الظاهرة لهم ونطق مِتعب : بيرضيك
كان ودّها تاخذ تفاصيل أكبر ودّها تعرف هو متى مسكة وكيف ووين لكن ماداخلها إتساع لعذاب أخر
-
كانت أنظارة على الكلبشات بيدة يتأمل بقع الدم عليها ، ماهو جاهل بقانون السعودية ويعرف أن أقل حُكم مُمكن يجابهه سجن ثلاثين سنة لأنه طعن نفسّ ، وظلام غُرفة التحقيق هو أنسب مكان لأفكارة وتخالطها ، مايعرف مصير البنت يلي أحرقها ولد أخوة ، مايعرف وش يصلح ووين يصلح وهو بينسجن ، والحلول ماتصيّر بيدة ، هو لتوه يستوعب غباء تسرّعة بطعنه ، توه يستوعب أنه لو سُجن مستحيل يتزوجها ويعلّقها بهالشكل قاطع حبل أفكارة دخول الجُندي - زيـد - يلي سلّم من أول دخوله يرد سلامة وسحب الكرسي يجلس ، يناظرة بدون لايتكلم ولأن نظرته أستفزت خالد هو تمتم : وش تسـوي؟
تنهّد زيـدّ يعدل جلوسة : أنتظر المُحقق يباشر بالتحقيق
ركز خالد بنظرة وسط عينه : مِتعب ؟
هز زيد راسه بالإيجاب يشابك كفوفه : دفاع عن النفس؟
ماجاوبه خالد يكتفي بصمته ، هو حس الوضع غريـب بشكل عجيب ونطق بعد ثوانـي صمت طويـلة : مطوّل مِتعب ؟
رفع كتفه بعدم معرفة يفتح جواله يتأكد لو وصلّه إتصال منه لكن أخر رسالة كانت منه "لاتباشرون بشيء لين أجيك" والحين مرّت الساعة وهو للآن ماظهر يطول إنتظارهم أكثر ومابه صبر ودّه يعرف مصيـرة .
-
خرجت غدير بعد ماهدّت عزوف رغم عدم تجاوبها لها ، ينبض قلبها من المشهد أمامها من كانت بنتها ساندة راسها على كتفه ، ومن كان هو مُسلم لها مايتحرك شبر واحد يخاف تصحى ، تقدمت لهم تهمس له: نامت؟
من همسها هي فزّت بهلع تنطق "مِتعـب" تحرق أعصابه نبرتها والخوف اللي فيها ، يحترق كلّه من أنها صارت تُفزغ من كل همس ، ورجعها له لحضنه يهديـها من مسح عليها تلمس الحنان بنبرته : حولك ماغبت
عضت غدير شفّتها تتقدم لهم ، تجلس جنبها وثبتت يدها على كتف غروب تتنهد : غُروب ماما
رفعت غروب نظرها لها وتنهدت غدير من لمحت نظرة الإنكسار واللوم بعينها : عزوف تبغاك
هزت راسها بالنفي ترتجف نبرتها تنطق بنفي مباشر : ما أقوى والله ما أقو..
قاطعتها غدير من مسكت يدّها تشد عليها تثبّتها من نطقت واقع : غروب لازم تكونين جنبها بهالوقت تحتاجك ! وش بتقول ؟ تخلت عني بأمس الحاجة لها ؟ تركتني أصارع الألم لحالي ؟ غُروب هي تحتاجك الحين ، تحتاجك أنتِ مو أنا كلمتها كثيـر حاولت معها لكنها ماجاوبتني بس سألت عنّك لاتتركينها تعيش ألمين بوقت واحد
لفت بنظرها لمِتعب تنتظر منه جواب ، وكان نظرة على مفتاحة ، ومن حس بألتفاتتها هو ألتفت لها تشوف منه نظرة شدّت عزمها لملمت بعثرتها من أنه كان يحكي كلامها صدق وأنها فعلًا تحتاجك : أسمعي مني ياماما
أخذت نفس لثواني ووقفت بعدها تشدّ قبضة يدها ، هي حست بأنها لازم تقابلها بملامحها لهالسبب فكت لثمتها تعدل ملامحها تعدل نفسها وتقدمت للداخل ، تجبر ثغرها على الأبتسام من لمحت وهج عينها لمع ، من لمحت أن ملامحها تنشطت تجلس ، تفتح ذراعينها تطلبها حضنها ، ولبّت طلبها غُروب من عجلت خطوتها لها ترتمي بحضنها وأجهشت بكي : آسـفة آسفــة والله آسفة
ماكانت تفهم سبب تدافع أعتذاراتها بهالشكل ، ويألمها قلبها لأنها ظنت آسفها على حالها وعلى الوضع اللي أنحطت فيها تبتعد عن حضنها : لاتعتذريـن مالك ذنب ، أنا الحمارة اللي سمعت له ، أنا الحمارة اللي وثقت فيه أنـ.
قاطعتها غُروب من ثبتت أصبعها على شفايفها ، تسكتها ، لو أستمرت بيزيد عذابها بيزيد أحتراقها : لاتتكلمين بهالشكل الله يخليك
هزت عزوف راسها بالنفي تبعد يدها عن شفايفها : ليش ما أتكلم بهالشكل ؟ ليه ما أتكلم عن غبائي وجهلي! كنت متوقعه ، كان قلبي ناغزني لكني ماسمعت له ، ظنيته حماس اللقاء ، ظنيته من حُبي ، لكني غبيـة غبيـة ، كل شيء صار أسود بعيني ، كل شيء صار يكتمني يضايقني مو قادرة أتنفس والله مو قادرة أتنفس غروب!
هي حسّت بنبرتها رجاء وقت نطقت "غُروب" بأخر كلامها ، حسّت نبرتها تعذّبها وتُغرقها بالألم وأخذتها لها تحضنها من جديد : عـزوف
ماقدرت تجاوبها فعلًا من إختناقها يمر وقتها وهي للآن بحضنها وتمتمت بإستيعاب وضيّاع فعلي من شعورها بهاللحظة : وش بتقول ماما ؟
هي هنا مقتلها ، مقتلها لأنها تتذكر وعدّها لنجلاء تتذكر خوفها على عزوف كأنها حسّت كأن عندها العلم ، تستوعب كل الأسباب من أتصالها إلى نبرتها تفيض دموعها تنتفض كلّها من محاولتها لتثبيّت نفسها ، عضّت شفتها ألم من أهتزت نبرتها تتساءل : وأخوانـي؟ يوقفون معي غُروب ؟
-
كانت تموت بداخلها ، تموت لأن كل شيء بسببه وهي أخطت مثل ما راشد وخالد أخطوا وسمحوا له ينفذ بجريمته بدون عقاب له ، ويتعاقب غيرة بداله ، ماتعرف كيف سكتت ماتعرف كيف طاوعها قلبها تسكت عنه ، ومع تراكم كل أخطاء الماضي ، مع تدافع منظرة لعينها هي ألتفتت لمِتعب تتأمل هيئته لثواني : جاي من الشغل؟
هز راسه بالإيجاب يقدّم ظهرة للأمام وتمتمت هي بتساؤل : لو تسكرت قضية بعد ماصدر حُكمها وتنفذ ، ومرّت السنوات وظهر شاهد على القضية ، ومجرم جديد تُفتح القضية؟
عقد حاجبه بغرابة يلف بنظرة لها : عمّـه عندك شيء ودّك تقولينه؟
توترت فعلًا من نبرته ، ترتبـك كلها لأنه مُباشرة صار شخص جديد ماتعرفه ، شخص صارت تهابه بشكل عجيب ، وكانت على وشك تتراجع عن نيتها من هيئتة الجديدة ، على وشك تكمّل غلطها لكنها أستوعبت تشدّ يدها تعدل جلوسها وتدافعت الكلمات من لسانها أول ماتنفست : سكت عن جريمة أو بالأصح سكّتوني عنها
عقد حاجبه بأستغراب ، شدّت كل تركيزة بشكل عجيب ، لدرجة أنامله فورًا تشابكت ببعض ، بحركة تعوّدها وقت يسمع للمُتهمين والشهود ،وسكت كله يصير أذان صاغية لها ينتظرها تكمّل ، وفعلًا كملت هي ترمي كل اللي كان بجوفها كل اللي كان يضايقها من سنين ، تحكيّه بشكل عجّز لسانه عن الكلام عجّزة عن الحركة لثواني ، أعصابة مشدودة بالأصل ، يحسّها تضغط راسه، تضغط كل عقله من جنون اللي نطقت به ، وأخرها تفجيـر عظيم بداخله من أنها نطقت "هددوني ببنتي ، ماقدرت إلا أني أسكت عنه " يمسّون بعضهم ، يقطعون بعضهم مايهمه ، لكن هي ، هي مايصيبها شيء ولا يقربون صوبها ، ينتهي كلّه من نطقت بسبب وجود عُزوف هنا من أنه هو يلي تسبب بكل هذا إنتقام من غُروب ، توه يستوعب أسباب خالد كلّها ، يستوعب سبب "تحتاج صدرك ذراها" بشكل أوسّع يفهم سبب هالطعنة يلي جت متأخر فعلًا وماهي بوقتها ، أبد ماهي بوقتها ، وقف ينطق بأخر كلامه : غُروب بأمانتك
يركض بعدها للمخرج ، يركض وتتبعه هي بنظرها ، وزفّرت كل نَفسها تضغط على ذراع الكرسي من رغبتها بالبُكاء بهاللحظة ، تستوعب أنها مُمكن تُجر للسجن بسبب سكوتها عن مُجرم ، تستوعب بشكل ألم بطنها ونزلت نظرها له تمرر أناملها عليه ، تبتسم لأن الألم من توترها : لا تخاف يا ماما ، مايجيك شيء وأمك غدير
-
هي لاحظت تغيّير ليلى من وقت مالحقت مِتعب ، تشوف منها الشرود لثواني طويـلة ، وأنها تحاول تركز معهم لكن كل محاولاتها عبث ، مهما حاولت ترجع لدوامتها ، تفهم أن هي ودّها بمتعب معهم ، ودّها يشاركهم ، وتنهدت لثوانـي لأن مابيدها حيلة ، ماتقدر تجرّة من دوامه ويشاركهم ، رجعت لهم تبتسم من مدّ لها عبدالعزيز المارشميلو اللي شواه لها ، وقبل يوصل ليدها هي صرخت بأسم "سُهيـل" من سحبها من يد عزيز قبل تاخذها : سُهيــل ! أمانه لاتاكلها هذي أخر وحدة!
أبتسم سُهيل يلوح بعود المارشميلو بيده يغيظها على ضُحكات ليلى ، وعلى أبتسامة عزيز يلي رفع كفوفه بإستسلام من طلبت مُساعدته وألتفتت لسُهيل تعصّب : سُهيل لاتصير مشفوح !. أنت داخل نادي طيب ! بتعضل لك سنتين وماشفنا شيء !
رفع حاجبه بذهول يشمّر كُمه : كل هالعضلات وماشفتي شيء ؟ لا أنا لازم أضربك عشان تعرفين أن هذا حديد ماهو عضلات
هو من نطق " حديد" ضرب على عضدة تضحك من حركتة ليلى : تعقّـب!
ضحك عبدالعزيز بذهول يناظرها ، وبالمثل سُهيل يلي أكل المارشميلو يركض لها ، وصرخت وَتر تهرب منه من أستوعبت جُملتها : سُهيل توبه والله توبه!
هز راسه بالنفي يعارض طريقها : ماعندي توبه ، ماتتوبين أنتِ لين أخليك تعضين الأرض
ضحك عبدالعزيز يلف بنظرة لسُهيل : أركد ياسُهيل ماتمد يدك وأبوك موجود ، رح جب لها مارشميلو واللي تبي
ضحكت وَتر ترفع نظرها له ، تغيظه بنظراتها وتنهّـد هو يتحسس عنقه من الخلف : الوالد القائد قال كلمته أنفذ غصب
أبتسمت وَتر من أخذ المفتاح بيخرج ونطقت : دقيقة دقيقة بروح معاك
ضحكت ليلى تهز راسها بالنفي : تظمنينه بالطريق ؟ مايوريك الحديد ؟
أستوعبت تشهق ، وضحك سُهيل يهز راسه بالنفي يحاوطها : ما أسوي لك شيء عليك الأمان
ولف بنظرة لأبوه ينطق : عطني الصرافة يابو مِتعب
رفعت وَتر حاجبها تهز راسها بالنفي : اللي زعّلنـي أنت ، وأنت اللي أكلتها تشتري لي من فلوسك
رفع حاجبه بذهول يبعد عنها ، ومن كان بيعارض نطقت ليلى : ماعلى الكريم تشرّط ...فلوس سُهيل مثل فلوس أبوه
هو من كلمتها حُرج فعلًا وماقدر يعارض ، مالقى نفسه إلا أنه ينتظرها بالخارج
-
نزّل من سيارته بعجّل يسكر خلفه بابها بقوة وركض للداخل ، يتوجه مباشرة لغُرفة التحقيق ، ولمحه زيـد يلي كان واقف عند مكتبه يعد الملفات يلي طلب منه مِتعب يجهزها له ، وركض خلفه يبلغه بالمستجدات اللي صارت بغيابه : مابدينا تحقيق نتظرك
هز مِتعب راسه بالإيجاب يصعد الدرج وينتظرة يكمّل بهدوء ملامحة وعجلة خطوته ، وكمل زيـد وهو يحاول يتلاحق خطواته الواسعة : اللي أسمه بدر ماهجد وسبب فوضى بالمستشفى حاول يهج ومسكـوة وشددنا الحراسة عليه ، واللي معه يتشكوّن بالنظارة ليه حنا هنا ، وش تُهمتنا ، وش سوينا
هز راسه بالإيجاب توقف خطوته بنص الممر : خالـد وينه فيه ؟
أشر له زيـد على الغرفة اللي هو موجود فيها وتمتم مِتعب وهو يربت على كتف زيد : قفل الكاميرات عن الغرفة وأجهزة التسجيل ، ربع ساعة وهات اللي طلبته لغرفة التحقيق
بمجرد ما إنتهى كلامه دخل يترك زيـد خلفه ينفذ طلبه بإستيعاب ... لف بنظرة للباب يليّ فُتح يظهر مِنه مِتعب اللي نطق أول دخوله : السلام عليـكم
رد سلامة ، يتأمل تقدُمة يتأمل وقوفه أمام الطاولة اللي كانت حاجز بينهم ، وثبت مِتعب كفوفه على الطاولة يسند نفسه عليها لثواني ، ينزل نظرة للإسفل ، يُربك خالـد بشكل مجنون من وقوفه بهالشكل : رحت لها ؟
هز مِتعب راسه بالإيجاب يسحب الكرسي يجلّس : رحت ، رحت ، شلون بتصلح اللي سواه ؟
تنهد خالـد يقرّب من الطاولة هو لوهلة ظن بأنها مابتقوله عن اللي سواه بدر ، يعرفها ويعرف بأنها ماتحكي أسرارها وأسرار ناسها لأحد إلا لو حصل إستثناء منها لهالشخص ، توه يفهم الآن قوة العلاقة اللي بينـهم ، يفهم الترابط يلي صار بينهم لدرجة مُستحيل يُفك من أحد ، ثبت كفوفه فوق الطاولة ، يتأمل الكلبشات اللي تعانق معصمة وتحكّم قيودة : بصلّحة لكن شوفة عينك هذي قدرتي
رجّع ظهرة للخلف يتأمل خالد لثواني : تعجلت بها
تنهد خالـد يناظرة بعجز : أدري الله يلّعني أدري ، مابه طريقة أطلع بها ؟
أبتسم مِتعب لثواني وقبل لا يتكلم طُرق الباب يدخل منه زيـد يلي تقدم ينزل الملفات أمامة يتمتم : اللي طلبته
هز راسه بالايجاب يثبت باطن كفه فوق الملفات : تسلم
خرج مباشرة بعد جُملته "الله يسلمك"...ركز بنظرة عليه طول ماهو يتفحص الملفات عندة ، يتأمل نظرته الباردة ، يتأمل بروز عروق يدّة طول ماهو يراجع الملفات ، وتأفف لأنه بيحفظه لو طوّل هالصمت : دفاع عن النفس
عقد خالد حاجبه بأستغراب مايفهمه وكرر مِتعب : تطلع لو اللي صار دفاع عن النفس
ميّل عنقه لثواني يقرب له : مافهمتك ؟
رفع نظرة من على الورق له : وش اللي مافهمته ؟ أنت طعنته دفاعًا عن النفس ، ولا ؟
أخذ نفس يوسّع أختناق صدرة : أقوالك بتغيّرها كلّها ، وبطلّعك منها بعد المُحاكمة لكن عندي شرط
عقد حاجبه بأستغراب يقرب له بترقبّ لشرطة : أخوانك أحمد وسيف راحوا من بركاته
عقد حاجبه بذهول يرفع نظرة للكاميرة ورجّع نظرة له بغضب ينفعل مباشرة : وش تقول أنت!
أبتسم مِتعب لأنه لمح نظرته لوين راحت ، لمح خوفه بنظرته ويفهم أسبابه كلّها : وسخ ماضيكم ظهر علن
عضّ شفّته بغضب يرصّ فكة ، يلعب بأعصابة بهالشكل يلعب بأوتار قلبه كلّها وضرب الطاولة بكفوفة يوقف : أخلص أنطق ! قول اللي عندك ووش شرطك لاتقصّد الحكيّ! وتلعب به على كيفك
أبتسم مِتعب من غضبه ، من أنفعاله وأشر له بالجلوس ببرود يستفزه : أستريح ، ماخلصت كلامي
عصب بشكل يفجر براكين هامدة بداخله ، يشوف نظرة من مِتعب مايفهمها لكنها تقتله ، تقتله من عجزة قدامها ، ومن تخالطها بأمور كثيرة ، إستحقار ، جبروت ، قوة ، غضب ، هو كلّ خوفه يُجر أبوه للسجن بعد هالعمر ، يجرّ هو بالمثل من تكتمهم عليه ، ورجع يجلس بغضب لامتناهي تهتز رجله من ربكته : وش بتقول بعد ! وش عندك أكثر ؟
مِتعب : بتشهد بالمحكمة ضده ، القضيـ..
قاطعه خالد من أنفعل يتفجر غضبه : القضية تقفلت ! تقفلت وتنفذ حكمها !
رفع حاجبه مِتعب ، وأبتسم يقرب له : تنفذ حكمها صح ، لكن القاتل حُر طليق وأنت تدري من هو
رفع كفوفه بإستسلام يحك دقنه ، وأبتسم مِتعب يوقف ، يخرج من الغُرفة يتركه يستوعب كل شيء ، وأبتسم من لمح أسمها ينور شاشته أول خروجه : لبيـه ؟
غُروب : مابتجي لي ؟
هز راسه بالنفي : ودّك أجي؟ أجي
هزت راسها بالنفي : لا لا ، أكيد مشغو..
قاطعها يبتسم : ينتظر الشغل وين المشكلة ؟
أبتسمت غُروب لثواني تأخذ نفس ورفعت نظرها للسماء تتأمل بريق النجوم : نزلت لحديقة المستشفى ، وكنت أتامل النجوم وتذكرتك
تبسّم مِتعب يدخل كفه بجيب بنطلونه : أطري عليك لما تتأملين النجوم ؟
هزت راسها بالنفي تتنهد : بكل وقت
-
~ قبل بوقت ، المستشفى
خرجت غُروب من الغرفة تقفل الباب خلفها بهدوء وحذر من أن عزوف تصحى ، وعضّت شفتها تتعبى عيونها دموع زعل لأنها مالمحته ، وأبتسمت غدير من لمحت تصلبها أمام الباب ، ومن لمحت تجمع دموعها تغرّق ملامحها : أتصلوا عليه من الشغل وراح
أستوعبت ترمش تمسح دموعها من هطلت ، وتقدمت تجلس يمين غدير تسند راسها على كتفها : أكلتي شيء ؟
هزت غُروب راسها بالنفي تتنهد : مالي نفس
هزت غدير راسها برفض قاطع توقف وتوّقفها : الحين نروح ناخذ لنا شيء ناكـ..
قُطعت حروفها من سمعت صوت الأشعار تتنحنح لثواني من نظرة غُروب على جوالها يلي كان بيدّها وفتحته يسكن ثغرها من كانت رسالة من "جسّار" ورفعت نظرها لغُروب : برد على الرسالة وأجيك دقيقة
ثبتت نظرها عليها من توجهت لنهاية الممر تقرّب الجوال لمسامعها تسمع رسالة صوتية ، وتنزله بعدها تكتب له جوابها ، وقفلته تتوجه لها : طلبت من مطعم قريـ..
قاطعتها غُروب من تمتمت وعينها تتفحص حركاتها : ماما تخبين عني شيء ؟
سكنت غدير لوهلة تناظرها بتعجب ، ومن أستوعبت ضحكت بوهقة تهز راسها بالنفي تعدل عبايتها للمرة المليون : لا ! وش بخبي عنك يعني ؟ قصدك عن الرسالة ؟
هزت غُروب راسها بالنفي ترجع تجلس وجلست بالمثل غدير : ماما تعرفين وش ماحب أنا
تنهدت غديـر لأن قصدها " ماتحب تخبي عنها شيء " : ولأني أدري وش ماتحبين ماعندي شيء مخبيته عليك
نطقت يتحشرج صوتها من تراكم دموعها ، على مشاعرها ، على رغبتها بالموت وينتهي هالعذاب كلّه : مافيني حيـل لشيء زيادة ، يارب
حاوطتها غديـر تضمها لحضنها : كل شيء يتصلح ، لاتحملين نفسك فوق طاقتها مالك ذنب وتدرين أن مالك ذنب ليه تشيلين ذنوب العالم فوق ظهرك! تنكسرين ياماما والله تنكسـرين
هزت غُروب راسها بالنفي ، تنزف عيونها ونطقت تشرح لها شعورها ورغبتها وسط رجفتها وإنهمار دموعها : ماما من صوته كان يضحك ! كان مبسوط ! يقول عن اللي سواه هدية ! يعاقبني بأقرب ناسي وش ذنبهم ؟ لأني أحبهم ؟ يعاقبهم لأني أحبـهم؟ ماما وش المنطق اللي يمشي عليه بفهم بفهم !! أبيه يموت أبي يمووت ويرتاح العالم منه!
-
تنهّدت تستوعب أنها سرحت بعيـد عنه تستوعب أنها علّقته على الخط ومانطقت شيء بعدها : مِتعب معي ؟
هز راسه بالإيجاب ، يتكي على الجدار : معك ، تصبرين ساعة ؟
هزت راسها بالإيجاب تبتسم : أنتظرك لو مازادت دقيقة
ضحك يمسح حاجبه ، يودّعها ولف بعدها يبتسم من لمح دخول "المُحامي سعود" من كان بمعطفه الشتويّ ومن أول وقوفه أمام مِتعب نزع القفاز عن يمينه يصافحه وضحك من نطق سعود بعد سلامة : الشتاء عندكم مايمزح
أبتسم يأشر له على الغرفة : من بغى الدح ماقال أح
أبتسم سعود يهز راسه بالنفي : من بعدك طال عمرك
دخل مِتعب مكتبة يتوجه مُباشرة لكورنر القهوة : إسبريسو؟ ولا سعودية؟
أبتسم سعود من طرت عليه وِدّ ، من أنها كانت تشرب إسبريسو قبل هو يروح ومالحق يشاركها من إستعجال مِتعب على حضورة ، وأستوعب تأخيرة يتنحنح ، يجاوبه : إسبريسو
-
أبتسمت وتر من لمحته متكي على سيارته ينتظرها : وافقت عشان تاخذ الصرافة صح؟
ضحك سُهيل يهز راسه بالإيجاب يركب سيارته : وما أخذتها
سكرت حزام الأمان تبتسم : لأني أنا أخذتها
لف سُهيل بنظرة لها بذهول : أحلفي !
هزت راسها بالإيجاب تضحك ، ولوحت بها بيدها أمام نظرة وأبتسم يشغل السيارة : بتروحين للبقالة تشترين مارشميلو وكم غرض بعشرين ريال واللي معك بطاقة أبوي؟ راجعي قرارك وَتر فيه مليون مكان نروح له غير البقالة
ضحكت وَتر لأنه يستغلها : وين بتروح يعني ؟
شمّر كُم أيسرة يوريها معصمة : ساعتي خربت
-
أخذ كوب الإسبريسو من مِتعب يتمتم بتساؤل : يعني القضية كلها دفاع عن النفس ؟ وتبيني أحامي عنه
هز مِتعب راسه بالإيجاب ، وتكى على الطاولة يدخل يسارة بجيب بنطلونه ويمينه فيها قهوته : أنت القادر ، ودّي يطلع من أول جلسة وماتطول القضية
سكت لثواني يحللها براسه ، ، ويترقب جوابه مِتعب بجنون وضح من نظرته يلي تحرّق سعود ، مسح سعود على دقنه يوقف يعدل معطفه : وين موكلي ؟ بشوفه
أبتسم مِتعب يوقف هذا الجواب اللي ينتظرة وهذا الرد اللي ينتظرة "الموافقة" ...
-
نزلت نظرها لجوالها تتنهد من أن باقي دقيقة وتكمل ساعة وظلة للآن ماظهر ولا أرسل لها شيء ، بتنهيه لو ماجاء لها على الوقت ، رفعت نظرها للأعلى تتنهد بغضب من مرّت الدقيقة ووقفت بتتوجه للطرف الأخر من حديقة المستشفى ، لو ماحست فيه خلفها ، ولأنها حست هي كملت خطوتها طبيعي تبيّن له أنها ما أنتبهت عليه وثغرها يضحك بجنون لأنه تحسّه، تفهم نيته ، وصرخت بذهول تضحك من رفعها كلّها لحضنه ، من لفت وجهها وكان هو ، يبتسم لأنها كاشفته وحاسه بوجودة : لو لفيتي من البداية صار شيء ثاني
رفعت حاجبها بذهول تحاوط عِنقه : مثل أيش يعني ؟
ضحك قلبه ، فعلًا ضحك لأنه للآن تحت تأثير غنوتها وصرختها أول مالمسها ورفعها له ولحضنه تُثلج براكين قلبّه من برودتها بهاللحظة : ماتجهلين وش لكنك تستغبين علي
عضت شفّتها ، تحس بإحمرار خدودها ، فعلًا فاهمته وفاهمة نيته وأبتسم هو من أستوعبت أنها للآن بحضنه وتكلمه طبيعي : نزلني
هز راسه بالنفي يشدها أكثر : ماحولنا أحد
ضحكت بذهول تهز راسها بالنفي : لازم يكون حولنا أحد عشان تنزلني ؟
هز راسه بالإيجاب ، وأبتسمت هي وأناملها تلعب بشعرة من الخلف : مكان عام إذا مو ملاحظ ، لوسمحت
أخذ نفس من أعماق قلبه ، ينزلها وضحكت هي بذهول من نطق بتنهيـدة : ياشيّب قلبي
تكتفت ترفع نظرها له : من وش ياشيب قلبك ؟ مني ؟
ضحك يهز راسه بالإيجاب ، يرفع يدّه للثمتها يشيلها وأبتسم من صارت الطرحة تغطي أعلى شعرها فقط : تشيّبين قلبي بدري
رفعت حاجبها بذهول : وش سويت ؟ محترمة أنا
هز راسه بالإيجاب : وهذا بلاي
ضحكت بذهول ، وكانت بتمشي بترجع تجلس على الكرسي العام لو ماهو مسك ذراعها يرجعها أمامة : على وين ياحلوة؟
رمشت لثواني تبـلع ريقها من نظرته يلي صارت على شامتها : بجلس ؟ مابتجلس وين بتروح؟
ضحك لأنها تسأل كثيـر كثير : نجلس أيه ، لكن الحين أبي شيء
عقدت حاجبها بأستغراب تناظرة : وشو وش تبـ..
ماكملتها ، ولا سمح لها تكملها من قطع نفسها ، يقبّلها ، تحس بحرارة كفه على أسفل خصرها من الخلف ، تحسّه يقربها أكثر له ، ورفعت يدّها لصدرة يلي تحسّه تحسه نار بهاللحظة ، نار من كثر نبضه بين ضلوعة ، وأبتسمت تنزل راسها تتأمل يدّها يلي صارت على صدرة ، تبتسم لأنها تحسه يقربها له عن طريق يده يلي أستقرت وتشعّبت مثل الجذور على ظهرها من الخلف : مِتعـب
جاوبها فعل من هز راسه ينتظرها تكمّل : برجع عند ماما تأخرت
هز راسه بالإيجاب يتأمل خطوتها ، وبلحظة وحدة وقبل لا هي تكمل خطوتها ببُعدها عنه ووصولها ، صرخت بذهول من حسّت بلسعة زخات المطر على جلّدها وشعرها تلف بنظرها له تعذّب له قلبه من هالنظرة وركضت له تبتسم فرح ونشـوة من برودة المطر ، تحتمي بذرى حضنه وصدرة عن المطر ، حضنه يلي أستقبلها برحابة ووَسع الكون لحد ما ملت هي المكان مايوسع لشخص غيرها ، ويضحك هو بجنون ، يضحك من أنها تخبت بصدرة مباشرة ، تحضنه خوف من برودة المطر ، يحاوطها هو ويتبلل عنّها وسط نغمات تضاحيكها اللي تخالطت مع غُلظ صوته وضحكاته وسط تلوّن المكان حوالينهم من البساتين المزروعة ، ووسط وقوفهم وتلاصقهم بهالشكل ، وسط أحتواءة لها ، وأخذّ نفس ، يرفع نظرة للسماء يشكرها بأمتنان العالمين على نزول المطر بهاللحظة...
-

حساب الرواية بالأنستا - rwioq-
أنا بأعلى السماء حاليًا عطوني نجوم عشان يتلألأ المكان عندي وأشوفكم من فوق

أنتِ بين النفس والهوىWhere stories live. Discover now