الجزء 24

8.1K 185 13
                                    

فتحت طرف الباب تتأمل داخل الغُرفة ، وأخذت نفسّ من لمحت وقوفها قدام شباكها من كانت لافة الروب على جسمها ومن كان شعرها مبلول مسحت ملامحها لثواني تهدي نبضها ورجفتها وخوفها ، وتوجهت لها تجبر كل عضلاتها على الإبتسام : غُروب ماما
هي لتوها تستوعب بأن كل أفكارها وكل عقلها صاروا ينبضون أسمه هو وذكرياته هو ، لفت بنظرها لها تُخرج نفسها من مُتسع ذكرياته معها ، ونفس الإبتسامة كانت على ثغرها : لبّيه
كان ودّها تكمل باقي جوابه لكنه صار -يخصّها- بشكل ذوّب ملامحها خجل : ماحددتوا وقت الزواج ؟
تُضغط من خوفها من هالسؤال ، ومن حياتها الجديدة يلي بتتشكل معاه مارسمت مستقبلها معها ماهي مستعده وهذا سبب كل خوفها ، ونبضها ، شتت نظرها تنزل كوبها على الطاولة : لا للحين قالي حددي الوقت وقولي لي
أبتسمت غدير تجلّسها على الكنبة وجلست جنبها تفهمها جديّة طلبه : وحددتي ؟
هزت راسها بالنفي لثواني ، هي تحس من حرارتها عينها صارت تدمع وماهو سبب لنزول دموعها : غروب ياماما لايطول أكثر من شهر مالـ
شهقت غروب تقاطعها : مستحيل !
أبتسمت غدير لأن ملامحها تجددت بشكل لونها زهر ، وحاوطت غدير ملامحها : الوقت كافي ! تخلصين كل أمورك براحة وأنا معك أحتاجيني أعينك
كان كل ودّها يصير الزواج وتصير هي ببيته قبل يبان الحمل ، قبل تُصدم غروب منها وهي ماتظمن أي ردات فعلها بتكون
-
~ عصر اليوم الثاني ، القصر الخالـي
دخلت بالبخور تبتسم للعاملات يلي بدوا يرتبون الضيافة يتعبى المكان ورد بأشكاله ، يترتب بشكل يناسق كل ألوان المجلس ، وسكنّ ثغرها لحظة سماعها للصوت من خلفها صوت خافت تعودته : خطيبة ولدك وأمها عزمتيهم ؟
ألتفتت له بجسدها وعينها ماترتفع له ، لأنها فعليًا عجزت تحاول عجزت تداري وعجزت تتغاضى : أيه وتعذروا مايجون
هز راسه بالإيجاب يتوجه للخارج وهمس قبل خروجة : قواك الله
ظنت بأنها سمعت غلط لهالسبب منها كل هالهدوء .. يحس قيمتها ، ويموت لأنه ماعرف يصونها ولا عرف يداريها ومع قل طلبها ماهو قادر يعطيه ، هو يُدرك بأنها لو كانت غير ليلى عياله من نورة بيعيشون بظلام وسواد ، لكن لأنها -ليلى- لأن القلب قلب ليلى هم يعيشون بهالدلال وبهالمداراة وماتلحق تداري نفسها من كثّر مداراتها لهم ولرغباتهم ولحاجتهم ولوجود أم تداري تعبهم ، هو من أول أسباب إستقباله ورضاه بخُطبة رماح لبنته هو -ليلى- لأنه ولد أختها ولأن نص عمره وتربيته على يدها وقريب منه وقدام عيونه...صعدت للأعلى لغُرفة وتر ودّها تنسى همه تعيش لحظتها سعيدة وماتفكر بعواقب المستقبل فتحت الباب تتصلب كل حركتها من كثرتها رغم بساطة الفُستان  زاهية مثل فراشة خرجت من شرنقتها ، أبتسمت وتر تمسك أطراف فُستانها من لمحت ملامح ليلى والإعجاب يلي يتناثر من عيونها : كيف ؟
أبتسمت ليلى تمشي أول خطواتها للداخل ونزلت المبخرة على الطاولة تتوجه لها تثبت نبضها وكلّها عن طريق كفوف وتر من حاوطتهم تنطق : بسم الله ماشاءالله
ضحكت وتر تقبّل خدّها ، وتمتمت ليلى : كيف بيطلعونك له أخوانك وأنتِ بهالشكل ؟ مايسمحون أخوانك يغارون
أبتسمت وتر ترفع كتفها : ينتظر كثير كثيير ولدك ما أطلع له
أبتسمت ليلى من كانت قاصدة رماح ، وحضنتها تقبّل راسها وداخلها يهمس دعوات كثيرة ما أنتهت ولا تنتهي لقلبها هي ولعلاجة هو
-
-
كان مابين الإستيعاب وعدمة ، كله يستعد لكن داخله يتخبط ، من كثر رغبته صار يحسّه حلم ، يتضارب نبضه وبداخله شعور سيئ ومايعرف أسبابه ، لف بنظرة للباب من طُرق تدخل منه صِبا بالمبخرة : جبت العود رماح
هز راسه بالإيجاب يعدل شماغة : بخريّني
أبتسمت صِبا تبخرة لثواني ، ونطقت بعدها بجديّة : رماح
رفع نظرة لها يسألها بعينه بدل لسانه ، وتمتمت هي تفهم نظرته : بتقولهم ؟ لمتعب وعبدالعزيز وسُهيل ؟
ماكان منه جواب لثواني ، وبلعت ريقها من نطق تحتد نبرته : لو معهم العلم من بدري ما أستقبلونا خُطاب ، وتر لي وماتجهل اللي بي وراضية به ، بعدها عني عذاب لأثنينا
هزت راسها بالإيجاب ماتجادله ونطق هو ويدّه تتأكد من وجود جواله ومفتاحة بجيبه : يلا
فهمته هي تخرج من الغرفة تتركه بقوقعته وتعرف أنها بسؤالها وسعت جرح بداخله جرح أخوة وصاحب عُمرة ، جرح بيدمي قلوب وبيدبغ أثره على بياض صداقتهم : ماتعذرني يامتعب وماتفهمني أبيها وأبيع اللي بينّا عشانها
-
-
خرج من المركز وبيدة شنطة اللابتوب يتوجه لمواقف السيارات يلي كانوا خلف المركز ، خطوته وجسدة ثابتين إلا عينه تلتفت يمينه ويسارة ويحس بوجود خطر قريـب لهالسبب يدّه تستعد ونظرته تدور ، وصّح توقعه من وصل لسيارته يلي كانت الوحيدة المركونة بهالمكان ، ومن لمح الشخص يلي كان متكي عليها ومتكتف ينتظرة ، وأول مالمحه أعتدل يبتسم له بإستفزاز : حي الله الغالي ولد الغالية أشتقنا لك يارُجل أبطيت عنا
شدّ بقبضته على شنطته ومتيقن بأنه ماجاء له خالي مثل اللي بايع حياته ، مانطق له بالحرف ولا وضح على ملامحه شيء ، ونطق بدر لأن صمته أستفزّة : قصوا لسانك عساهم ؟
أبتسم مِتعب بسخرية ، وأبتسم بدر بالمثل : أيه كذا ياشيخ ورني أبتسامتك أحبها ترى
يستفزه وبجنون لكنه مايوضح لهالسبب هو بدون ملامح عنده : ماتتوب ، ودّك تعض الأرض؟
هز بدر راسه بالنفي يأشر له بيده بالنفي : لالا فاهمني غلط ، جيتك عشان نتصافى بس
ضحك مِتعب بسخرية يمسح أنفه : صادق ؟
هز راسه بالإيجاب يأشر بيدة لأشخاص كانوا خلف مِتعب ، وما ألتفت لهم مِتعب يسمع صوت خطواتهم ويسمع صوت ضرب العصي بأياديهم وصوت الحديدة يلي كانوا يسحبونها على الرصيف : جايب لك جاهة تستاهل من يتعنى لك يالمحقق
ضحك مِتعب بشكل أستفز بدر : جايب رخومك معك
عضّ بدر شفته بغضب يأشر لهم ، ومن لمح مِتعب إن يدة أرتفعت هو ترك شنطته باللي فيها تطيح من يدّه ، يسحبّ بدر من ذراعه يلفها خلف ظهرة ووقف هو خلفه ياخذه رهينة قدامهم : الدنيا ماهي معك وأنا ضدك
عضّ شفّته بدر يشتمهم بهمس ونطق بعالي صوته : يارخوم يارخوم
كان يسار مِتعب يلتف حول عِنق بدر وأيمنه كان لاف فيها يد بدر لخلف ظهرة ، وهمس مِتعب بأسفزاز عند مسامعة يموته قهر : والحين ياشاطر خذ وغدانك معك *****
اللي نطق به أستفزهم بشكل مُرعب وفتح ثُقب قلبهم يمحي ذرات الخوف والتردد اللي كانت موجودة عليهم ، وماكانوا مُظهرين ملامحهم ولا كانوا قلال أو ضعاف بُنية أو عُزل من الأسلحة عشان يتركونه بعد اللي نطق به ، يصرخ واحد منهم ويتبعونه البقيه ، يشتدّ بينهم النزاع وماطاح مِتعب للآن يقاوم العصيّ يلي تضرب ظهرة وصدرة وآسفل راسه ، ويرد الضربة بعشرة رغم كثرتهم ضدة ماطاح ، وكله ينسلخ من هدوءة ومن خلوّ ملامحه من الوضوح ، يبان عليه كل شدّته وغضبّه وألمه من كان عاقد حاجبه يلي نزف وشفته يلي جُرحت وخدّة يلي تغيّر لونه للأزرق ، ظهرة وكتّفه فقد الإحساس فيهم من العصيّ يلي تركت أثارها عليهم ، كلما تخلّص من حشرة ألتمّ عليه باقي الذباب مايتنفس ماياخذ وقته بينهم ، وطُرح رغم مقاومتة لأخر نفسّ..
-
-
كان واقف بالمطبخ عِند ليلى يجرّب الضيافة ويزعجها بأسئلته يلي ماتنتهي : هذا وش؟
عضّت شفتها ليلى من أخذ قطعه من الأعلى تبين النقص بالصينية ، وضربت كفّه تمتم بغضب : سُهيل أقضب أرضك بعصب ترى ! أشغلتني
ضحك سُهيل ياخذ من العصير يشرب : والله ياخالة الشكل يفتح النفس والطعم شيء خيالي خيالي تسلم يمناك ويسراك
أبتسمت ليلى بإسى تضرب كتفه : يلا يلا الباب
أبتسم سُهيل بيعارض ، لكن رنين الجرسّ مِنعه يتمتم بأستغراب : أنا بفتح
كان الوقت أبكر من المفروض لهالسبب كان مِنه الإستغراب وذاب إستغرابة وتبدل لذهول من لمح المرأة الواقفة عالباب وأبتسم لوهلة من تمتمت هي : يالهديفة ماعرفتني ؟
ضحك سُهيل يهز راسه بالنفي يقبّل راسها : افا عليك معروفة -الداهية عمتي الجوهرة-
كان يصنع مُربع مثل لقطة من سيناريو بأصابعه يبروز لقبها "الداهية عمتي الجوهرة" وأبتسمت هي تدخل : وين أبوك والعالم ليه كل هالهدوء واليوم بيجونكم خُطاب !
مشى خلفها يبتسم : هدوء ماقبل العاصفة
عضت شفتها بعدم قبول للي قاله ووقفت تلف بنظرها له تعطيه عبايتها وشنطتها بغضب : لاتحكيّ إذا هذا حكيك
أبتسم سُهيل يعدل عبايتها على ذراعة وكمل طريقة خلفها : شنطتك ثقيلة سطيتي على بنك بطريقك ؟
أخذت نفس تلف بنظرها له : سُهيل تنكت أنت ووجهك؟
عضّ شفته يمنع ضحكته وهز راسه بالنفي يحمّر وجهه من تمنعه : آسف تعصبين على طول
عدلت أسوارتها على يدّها تجلس بالصالة يلي المفروض الكل يجتمع فيها ، ورفعت تظرها تتأمل التجهيزات من مكانها بإعجاب وأبتسمت : وين أخوي مشتاقة له؟
رفع كتفه بعدم معرفة ودخلت ليلى بهاللحظة تبتسم بذهول من وجودها : أم عمّار !
أبتسمت الجوهرة توقف تسلّم عليها تسألها عن حالها وأحوالها وجاوبتها ليلى تبتسم بعد جوابها : نورتينا والله ! كان قلتي لنا نستقبلك من المطار
أبتسمت الجوهرة تهز راسها بالنفي : والله كان ودّي ، لكن عمّار مارضى يقول يتكلفون
أبتسمت ليلى لثواني : وشلونه هو عساه بخير ؟
أبتسم سُهيل لأن الحوار بدأ ومابينتهي ، وأنسحب من المجلس بهدوء يتركهم لوحدهم..
-
وقفت سيارته داخل سور القصر ، ونزل بعدها يعدل عقاله ، وينزلون من بعده البقيه ، يجاورون بعض هو وأبوه ، وأبتسم جسّار من خرج عزيز وسُهيل وشخص أخر كان خلفهم مايعرفه يرحبون فيهم : ياهلا ومسهلا ارحبوا حياكم الله
أبتسم لأن الصدور ترحّب ولأن الوجوة مُستبشرة بشكل يحسسه بالراحة ، وتسللوا البنات للداخل بوقت سلامهم لبعض ، وتُرهب قلوبهم حرارة السلام والأصوات يلي تخرج من خلفهم ...
-
الأماكن ترحب والقلوب ترحب والحديث مُستمر وإنتظارهم لمِتعب طول ، تمر الساعتين والزيادة وهو مابيّن للآن وهمس عزيز لسُهيل يمينه : دقيت عليه؟
هز راسه بالإيجاب : مايرد ولا فتح رسايلي ماهي عادته
كان يحاول يخفي ربكته بداخله من تأخير مِتعب المُستغرب ، هو ينتظر لأن ودّه بوجودة ولهالسبب أبوه ماباشر بلُب الحديث للآن ، وماله رغبة بتأخير الخُطبة أكثر من تأخيرها لهالسبب لف لجسّار ينطق : الحين أطلبها لي
هز جسّار راسه بالإيجاب يلف بنظرة لعزيز يتنحنح ويشدّ الإنظار له : مِتعب طوّل علينا ياعبدالعزيز وماهي عادته
هز عبدالعزيز راسه بالإيجاب وكمّل جسّار مايسمح لحروف عزيز بالخروج : ودّنا ننتظرة لكن مابنا ركادة
سكت جسّار لوهله وبدأ طلبه من تمتم بإبتسامة : أبستشهد طلبّي الواضح بآيات الله سُبحانه وتعالى بقوله ( ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجًا لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودة ورحمة إن في ذلك لآيات لقوم يتفكرون )
أبتسم يلف بنظرة لرماح يربت على كِتفه :طامعيّن بنسبكم وبقربكم يا أهل الخير ، وبغينا كريمتك وَتر لولديّ رماح على سنة الله ورسوله ، وإستشهادًا بحديث الرسول صلى الله على وسلم ودّنا أنه يكمل نص دينه مع كريمتك
أخذ عبدالعزيز نفسّ يعدل جلوسة يشدّ أكتافه ونطق : ماتجهلون أنها وحيدتي وأغلى الناس عندي ، وأن اللي يمسّها يمسني واللي يكدر خاطرها يكدّر خاطري ، ورماح شهم وأشهد عليه أنا بنفسي ، كبر مع عيالي ووقف معنا وفزع لنا لما أحتجناه وماشفت منه الخطأ الواحد كامل والكمال لله ، والموافقة وعدمها عند بنتي
أبتسم رماح لثواني : تسلّم وماعليك زود
هز جسّار راسه بالإيجاب يتمتم : الموافقة يابو مِتعب تحددها البنت بعد الشوفة ، أسمح لهم يشوفون بعض ربع ساعة واللي يكتبه الله بيصير
ماكان هالطلب متوقع عند رماح ولا كان بيطلبه لأسباب كثرت عنده ومنعته ولهالسبب هو مذهول ويعجبه بجنون لأنه يستوحش حياته بعدها وودّه يخمّد نار الوحشة بقربها ولو لثواني ، هز عزيز راسه بالإيجاب :حق وشرع الله...سُهيل
هز سُهيل راسه بالإيجاب من فهمه يخرج من المجلس وتوجه للسيب اللي يوصله لداخل البيت وطرق الباب الفاصل بين مجلس الرجال وداخل البيت ، وفتحت وتر توقف خلف الباب : سُهيل؟
هز سُهيل راسه بالإيجاب يبتسم ودخل يقفل الباب : أبوي يبيـ.
ماكمل جُملته من شهقت بذهول تهز راسها بالنفي : وش يبيني ! ليه !
أبتسم سُهيل لأنها ماسمحت له يكمل : يبي تتجهزين عشان الشوفة شرعية ماودك تشوفينه؟
هزت راسها بالنفي وشتتت نظرها عنه تشدّ طرف الفُستان من ربكتها ومن نبضها ، وأبتسم سُهيل يقبّل جبينها لثواني : لو الموضوع علي ماطلعتي له لكن الموضوع أكبر مني ولازم
عضّت شفّتها من لمحت ليلى متجهه لهم وسمعت أطراف الحديث : سُهيل خلاص أنا أكلمها أطلع أنت
هز راسه بالإيجاب يخرج ، وتنهدت ليلى لثواني تتأمل وقوفها ورجفة يدّها وتعرّقها يلي تحاول تخفيهم بالفُستان : توترك وربكتك يوضحون لك جدّية الموقف ياوتر ! ، لو رفضتي تطلعين قدامه الحين بتشككين الناس فيك ، عمتك الجوهرة ماتعرف الحياء بهالأمور ولا أبوك يعرفه وش بتبررين موقفك به ؟
عضّت شفتها ترفع نظرها لها ، وأبتسمت ليلى تحاوط أكتافها لأنها فهمت نظرتها : بنادي سُهيل روحي للمجلس الداخلي
-
-
كانت تشدّ يدّها بربكة مفضوحة ، يبان عليها كلّ شيّء ، ويُرسم اللي داخل قلبها على ملامحها ،زاد نبضها ورجفتها من سمعت صوت الباب ، وصوت خطواته بعدها ماترفع نظرها أبد ، وبردت أطرافها من سمعت صوت أبوها : أرفعي راسك ياوَتر
بلعت ريقها ترفع راسها تتأملهم من مكانها ، وقوفهم جنب بعضهم ونظرتهم لها أبتسامة أبوها لها يلي تعذّبها...لف رماح بنظرة لعزيز من ربت على كتفه : لاتطولون ولا يطول الحكي
هز راسه بالإيجاب وخرج عزيز يرد الباب خلفه ومايقفله يرجع لمجلس الرِجال وأخذ سُهيل معاه ، سُهيل اللي كان واقف قريب وماعنده نيه يفارق المكان أو أطراف المكان بدون رماح ، ماقدر يكمل خطوته لها وماقدر يشيل عينه عنها يتشبّع تأمل من بعيد خلوّ المكان إلا منهم ووجوده معها بعلم الكل يُرهب قلبه بجنون ، مايذكر متى شافها بهالشكل قدامه بدون حاجز يعيق متاع عينه ، وقفت هي وأستوعب هو زيادته بالتأمل يقرّب خطوته ، ومن أول ماوقفت خطوته أمامها هي صعّقت له قلبه من صفعته يلتف وجهه للجهة الأُخرى ، من ظل على حالة ثواني يستوعب ورجع يلف لها يعتدل ويعدل شماغة : قلت لي -إشكيني مني- وما أخذت كفايتي
هز راسه بالإيجاب يناظرها ، يناظر إنعكاس مشاعرها على ملامحها :تاخذينها بهالشكل؟
هزت راسها بالإيجاب وترتجف عينها قبل ترتفع له: أرد صفعاتك لمشاعري وبوستك لي هذي طريقتي
عقدت حاجبها بأستغراب من ضحك هو يهز راسه بالايجاب :راضي بعذابك وبحكم الإعدام على يدّك لكنّ وأنتِ لي وقريبة مني مايردني عنك شيء
شتّتت نظرها عنّه تعدل أقراطها ، وأبتسم هو لأن هذي طريقه تهربها تلف للجهة المُعاكسة وتعدل شيء منها: وَتر
شُد نبضها بشكل راكمه عليها من نبرته ومن إنهزامه بنُطقه لأسمها : أحبّك... تدرين بي
ماعادت تحسّ بشيء غير نبض قلبها يلي صارت تحسّه ينبض على صدرها ومو داخله ، رفعت نظرها له تنتثر لمعة عينها على خدّها تحرق بساتين الورد يلي زُرعت على خدّها ، وماتردد بإنه يمحيها عن خدّها : ماطلبتك عشان أبكيّك
تموت من عاطفتها ومن أنها تحسّ بأنامله على خدّها تموت من هالمشاعر وكثرتها يلي ماتصير إلا من لمساته وقُربه : بعّد
هز راسه بالايجاب يبعد يدّه: ثاني وأخر مرة أبعّد
ضحكت بسخرية تهمس : أشك
رفع حاجبه : تشكيّن وتقولين تعال؟ تختبريّني ؟
هزت راسها بالنفي تتمتم بسخرية : أنت ماتحل إختباراتي عشان أعيدها وأختبرك
رماح : ألعبي بي وأختبريني لكن وأنتِ مِلكي شرعًا
هو للحظات يصيبه خوف من أنها هي ترفضه وتكسرّ أخر آمل بينهم وتردّ أخر محاولاته ، تراجع للخلف من فُتح الباب يدخل سُهيل مفزوع : رمـاح متعب!
عقد حاحبه بإستغراب يلف بنظرة له : وش به!
عضّ شفته سُهيل يشدّ بقبضته على الباب يشوف خوف وتر وملامحها : يناديـك له
ماهو هذا الجواب لكنّ ماودّه وتر تعرف ، ولا ودّه ليلى تعرف وهم مايعرفون وضعه لكن الحكي مايطمن ولا الملامح تبشّر وخرج من المكان بدون نظرة أخيرة ...
-

أنتِ بين النفس والهوىWhere stories live. Discover now