الجزء 17

10.7K 234 24
                                    

-
~ المطـار
كان يحس الوقت ينتثر من يدّة وهو ينتظرها ، ينتظر منها رمشة على الأقل لكن أنتظارة عبث ، وهي للآن ماوعت ، ومابقت وقت طويـل مُمددة على الأرض لأن الأرض باردة ولأنها هي مُبللة ، لف بنظرة للمُضيف : فيه غرفة أستراحة صح ؟
هز راسة بالإيجاب يأشر على مُمر ماهو بعيد عنهم : تقدر تتفضل معـي
بمجرد مالمح لين ملامحه أنحنى لها ينتزعها من على برودة الأرض لدفى حضنه ، تنتقل من شعور إلى شعور بمجرد ماحست بإنسجام برودتها بهاللحظة مع دفاه ، من حاوطها بحضنه ورغم أنها كانت هامدة وسط حضنه ألا أنه يستشعر نبضها يستشعر نفسها ، كان نظرة مرة على طريقة ومرة عليها ويموت قلبه مع كل خطوة ومع كل نظرة ، يحس ببرودتها بحضنه ، يحس ويأنبه ضميرة أكثر ، مددها على الكنبة الطويـلة بعدها وأنحنى عندها يغطيها بالشرشف الصغير يلي كان يزيّن الكنبة ولف بنظرة بعدها للمضيف يتمتم بهدوء : ماقصرت يعطيك العافية
أبتسم المضيف لثواني لأن نبرته كانت مثل ماعدت أحتاجك تفضل ، وجاوبه المضيف من رتب لسانه : أبد واجبنا إذا أحتجت شيء أنا بالخدمة
تمتم بكلامه وخرج من الغرفة ، يترك شرارته تشتعل من صار معها لوحدهم ، لف بنظرة لها يبعد خُصل شعرها المبلولة عن ملامحها ، يمرر أنامله بعدها على جبينها وخدّها ، ومع كل لمسه ينبض قلبه ينبض بجنون : كيـف بأمنك على نفسك وأنتِ بهالأهمال ؟ كيف بتطمن أن قلبي يهتم بقلبـي ؟
تبسّم لثواني يتكي بيدة على ذراع الكنبة ، يتأملها ولسانه يرتب أعتذارات وألم ماينتهي : كيف بيمر الوقت وأنا أحسه واقف من لما تركتك ؟
كان هذا شعوره ماكانت تغرب شمس بداخله ولا تُشرق ماكان يحس بتعاقب الليل والنهار بدونها أبد وَقف كل شيء عنده من بعد ليلة فراقهم : تعذريني صح ؟ ولو ماكنتي تعرفين عن أسبابي تعذريني ؟
كان ودّه يسألها هالسؤال وهي بوعيها وهي تحس بشعوره مع كل نبرة تخرج منه : أعرفك أكثر من نفسك ياوَتر ، وأدري أنك بتختارين نار قربي ولا جنة بعدي ، لهالسبب أنا أخترت عنك .. هذي النهاية
تنهد لثوانـي طويـلة ، تنهد كل غُربة كان يحسّها ووقفت دنيته بلحظة من خرج صوتها هـي ، صوتها المُبعثر وسط ضجيج ألمه : مدامك عارف أني بختار نار قربك على جنة فراقك ليش ماخيرتني ؟ مدام عندك أسباب ليش ماتقولها لي وتريحني ؟ ليش بكل مرة أحتار منك أكثر وأحس أنك شخص أخر ومو رِماح ؟ ليش وليش وأسئلة ماتنتهي ولا توقف لعب بأعصابي !
كانت على نفس حالها مُمددة وماحركت ساكن ولا حتى رفعت نظرها له : كنت أحس الغلط مني ، ركبت نفسي أغلاط ماكانت تعتبر أغلاط عندك أصلًا ، كنت أعرف أنك تبغاني أكرهك بأفعالك لكني ما كرهتك ، زادت لوعة الحب اللي أحسها لك . أنت أناني رِماح أناني اذا بتختار عني بدون لاتخيرني ، هذي ماهي النهاية هذي بداية وبيعيشونها شخصين وكل شخص يختار الخيار اللي هو يبغاه بدون أنانية من السائل
لفت له تركز بنظرها وسط عيونه ، بتفهمه : كنت أعرف أن عندك أسباب وكنت أحط لك مليون عذر وماقريّت على واحد ، عطني السبب رِماح صرت أعرف أن هذي وسيلة منك عشان أكرهك وماصرت ألومك ، عطني السبب لوسمحت !
ماكان ودّه يرمش ماكان ودّه يحرك ساكن وهو يشوف ويحس بشرارة أنظارها عليه ، يحس بلوعة الحُب يلي تكلمت عنها : مستقبلنا مافيه أطفال ، أبوك مابيجيه أحفاد منك لو تزوجتيني
ماقدر ياخذ نفس بين الجملة والثانية لأن هالجواب أستفرغة بلحظة وحدة ، كان مثل الغصة بقلبه ولما فُتح سبيل ماتركها أكثر وعطاها الجواب دفعة وحـدة : أبوك يحبك يرد عنك السوء ، وأنا سيئ ما أناسبك
ماجاوبته ولا وضح على ملامحها شيء رضت أو لا ، ماوضح ألا صدمتها وماقدر هو يبقى بمكانه ماقدر يمد النظر أكثر ووقف يعدل تيشيرته : بس تحسين نفسك بخيـر قولي لي أنتظرك برا
وقفت خطوته من حس بليونه يدها تحاوط خشونة يده من وَقفت خطوته بحركتها وجلست بعدها ، تتمتم برجاء : لاتسافــر
هز راسه بالإيجاب وتركت هي يده تسمح له بالخروج ..
-
-
~ أحد المطاعم
دخل صقر بعد خروجها بثواني يبتسم بذهول من منظرها وقت خرجت ، وسرعان ماوقفت خطوته من لمح سُهيل واقف قدام الموظف يتحاورون : وش فيه ؟
هز سُهيل راسه بالنفي يحاوط كتفه يدخل معاه : كل خير
ميّل شفته لثواني بأستغراب ، وأبتسم بلحظة يتمتم بسخرية : شفت باتمان يركض طالع من المطعم شفته أنت؟
لف سُهيل بنظرة له بذهول ، وأبتسم صقر من ملامحه : مستغرب صح ؟ بنت لابسة عباية بشت وتركض كأنها باتمان بالضبـط
ماقدر يجاوبه أبد ، ومايعرف وش بيقول بالأصل ، سحب الكرسي يجلس ، وجلس مُقابلة صقر يلي أشر للنادل يطلب المينو .
-
-
~ الممشى
وقف المطر وماوقف تبادل القُبل بينهم ، لحد ماتراجعت هي للخلف تأخذ نفس ، تعوض نفسها يلي أنقطع ، وأبتسم هو لأنه يسمع صوت نبضها ، ومن هدى نطقت غروب بدون لاترفع نظرها له : نمشي ؟
هز راسه بالإيجاب يحاوط كتفها ، تتظلل بذراعة وتوجهوا للسيارة يفتح بابها وركبت هي تمسح ملامحها لثواني ماطالت من حست بدخوله جنبها يتمتم : نتعشى ؟وش ودّك فيه؟
مـيلت شفتها لثواني تفكر ، وأبتسمت تلف بنظرها له : باستا أحبها
أبتسم مِتعب لثواني : ثالث تضاد
عقدت غروب حواجبها بأستغراب تلف بنظرها له : أيش قلت ؟
هز راسه بالنفي يحرّك : أقول سولفي لايمر الوقت وأنا ما أسمع صوتك
تبسمت لثواني تلف بنظرها للشباك : ينفع اسألك ؟
لف بنظرة لها لوهلة يستغربها ورجع نظرة بعدها لطريقه يهز راسك بالإيجاب : أسأليني ؟
تنهدت لثواني ترجع شعرها خلف أذنها : بتجاوبني ؟
هز راسه بالإيجاب : على حسب حدود سؤالك
لفت بنظرها له بذهول تنطق بدون وعي : بيننا حدود ؟
ضحك هو لثواني يهز راسه بالنفي : فيه أسئلة ماجاء وقت جوابها ، لو جاء أنا أجاوبك قبل تسألين
كان يخاف من أسئلتها فعليًا يخاف يكون الجواب فراق بينهم لهالسبب هو يتكتم ولا ودّه يجاوبها الحين ، ودّه يظمن قلبها يظمنها هي أكثر ويصير وقت الأجوبة : وش الأسئلة اللي ماجاء وقتها طيب ؟ عشان ما أسألك وأتامل بالجواب ؟
متعب : مين أنت ؟ هالسؤال لاتسألينيه لا الحين ولا بعدين ، لأن جوابه عندك أنتِ ماهو عندي
عقدت حواجبها بأستغراب تلف بنظرها له : كيف سؤال يخصك عندي جوابه ؟
هز راسه بالإيجاب يوقف من صارت الإشارة حمراء : لأنك أنتِ بتعرفين من أنا ، مابعلمك عني ، كذا أنا عرفتك سألتك عنك ؟ لا . لكني أعرفك
هزت راسها بـ أيه : طيب كيف عرفتني ؟
هز راسه بالنفي : من الأسئلة المحضورة
لفت بنظرها له بذهول : يعني معرفتك فيني مو عن طريق القضية ؟ ولا عن طريق وَتر ؟
هز راسه بالإيجاب ، يحرّك من تغير لونها للأخضر : قبلها ، قبلهم كلهم
بلعت ريقها لثواني ترجع ظهرها للخلف ، يتلبسها الذهول : بديت أخاف ترى !
ضحك هو لثواني يهز راسة بالإيجاب : خافي من الكل وأنتبهي من الكل ، ألا أنا ما أضرك
-
-
~ بيت رِمـاح
ماكان لأرتباكها نهاية ، تنتظر جواب من وَتر تنتظر أخماد لنارها لكن الجواب متأخر أكثر من اللازم ، هي ماودّها تتصل فيها تخاف ينقطع شيء مهم تخاف تخرّب شيء لهالسبب تحترق بمكانها ، رفعت نظرها للباب من فُتح تدخل منه بيادر : أدخل ؟
هزت راسها بالإيجاب تبعد الكركبة يلي جنبها ، وجلست بيادر جنبها تشدّ كفوفها : وش صار أمس ؟ بينك وبين رماح ؟ ليش كنتوا كذا ؟
أخذت نفسّ طويـل وماقدرت تأخذ نفس من دموعها ، يلي أنسابت بدون توقف : صِبا تخوفيني أكثر كذا ؟ تكلمي وش فيه ؟
لفت لها تحضنها ، وتنهدت بيادر تربت على ظهرها : رماح بيموت ؟
وقف أنسياب دموعها من العذاب يلي نطقت به وقف وأعتدلت هي تتمتم بغضب : لا ! لا رماح مابيموت رماح بيعيش !
تنهدت بيادر براحة ترجع ظهرها للخلف : ماعتقد فيه شيء أسوأ من الموت ! ليش تبكين بهالشكل ؟
هزت صِبا راسها بالنفي توقف : ماراح تفهميني مابتفهمين
جاوبتها بيادر مباشرة من نطقت : فهميني طيب ؟ لاتتركوني بينكم مهمشة !! ماعرف عن أخباركم ألا بالصدفة ولا من الغريب !
هي تعرف أن معها حق ، وتعرف بالأكثر أن الكل لازم يعرف وأولهم أبوها : رماح ماقال لأبوي ليـش بيسافر ؟
هزت راسها بالإيجاب : قال فيه شركة مهتمه بالفنون اللي هو يسويها ووقع معاهم عقد
هزت صِبا راسها بالنفي تنزف دموعها أكثر : كذب كذب ماهو هذا السبب ! رمـاح بيهرب من وَتر
عقدت حواجبها بذهول توقف من هول صدمتها : وش تقوليـن ! وش دخل وتر !
زفرت صِبا لثواني تتوجه لسريرها ترتمي عليه : قصة طويـلة بينهم
عضت بيادر شفتها بغضب تتوجه لها تجلس على السرير جنبها وتمتم بإصرار : بتقولين لي كل شيء مابطلع من هنا بدون جواب كامل وكافي ومقنع لكل يلي يحصل !
-
-
~ أحد المطاعم الإيطالية
أبتسمت من أول دخولهم للمطعم ، من شاعريّته وألوانه من كان مزيج مابين اللون الذهبي والأحمر والبُني ، للطاولات البُني ، وللديكور والثريا يلي تعلق أعلى السقف الذهبي ، والأحمر كان من نصيب أرضه من نصيب الفرشة يلي تمتد لأخر الصالة ، ويزيد مبسمها توسع من تلمح الشموع يلي تزيّن الطاولة بأخر الصالة ، الطاولة الوحيدة يلي كانت شموعها مُشتعله ، معزولة عن باقي الطاولات وفارغة تنتظرهم ، تبتسم من تلمح لهيب الشمعة من مكانها ، وشدّت على ذراعة من فرط شعورها ماتحس بنفسها لكنه يحس ويبتسم من أحساسه ، سحب الكرسي لها تجلس وأبتسمت لثواني لأن راودها شعور أنها داخل مُسلسل ، يروي قصة رومانسية بين أختلافين أجتمعوا ، وولّدت شرارة الحب نار كبيرة ماتنطفي بينهم ، أخذت كوب المويا تشرب من فرط شعورها ، تهدي النار المُشتعله بداخل قلبها وماقدرت ترفع نظرها له أبد ، تحس بأنظارة وماودها تقابل عيونه : مُمكن ماتناظرني ؟
هز راسه بالنفي يرجع ظهرة للخلف يتأملها بوضوح أكثر : ماهو مُمكن هالمرة
لفت غروب بنظرها له تبتسم لثوانـي : لما طلبتك أول مرة قلت لي تم وكل شيء منك مقبول ! وش تغير الحيّن ؟
تلون طرف ثغرة أبتسامة لثواني ، وهز راسه بالنفي بعدها : كل شيء مقبول ألا أني ما أتأملك ، حتى أسمك حق تأمل وماتبيني أتاملك ؟ ماهو مقبول أبد
شتت نظرها لوهلة من تقدم النادل ناحيتهم يرحّب فيهم  بحفاوة وأنتهى ترحيبه وسلامة بأنه ياخذ طلبهم
-
-
~ غُرفة الأستراحة المطـار
هو لما جاوبها ، جاوبها بالمستقبل عشان تترك عاطفتها وحُبها وتفكر بمستقبلها معاه ، وبأن أبوها مابيرضى بعقمه  ولابيوافق عليه ، لهالسبب كان منها الصمت الطويــل ، صمت إنتهى بأنها تفكر -بليلى- تفكر بحاجتها لعقل وجواب ليلى ولهالسبب أعتدلت تغطي ملامحها وخرجت من الغُرفة ، وينبض قلبها بجنون من تلمح وقوفه على الباب ، يستند بكتفه عليه ، وماقدر لسانه يناديه ماقدرت حروفها تخرج منها ، وتمتم هو من حس بطول صمتها : أرجعـك ؟
هزت راسها بالإيجاب ، تجرّ خطواتها للبوابة بعدها ماتنتظر ثانية ودّها بحضن ليلى ، كانت تمشي يمين وهو يسار ، بمسار واحد وبينهم مسافة طويــلة ، لكن القلوب تتلامس ، وأنتهت هالمسافة من وصلوا للمواقف لسيارته ، هي طول وقت خطواتها ماكان لأفكارها نهاية ، وتعرف أنه لو لقى علاجه ماكان بيهرب بهالشكل ، ماكان بينهي كل شيء بدون مايوضح لها ويبلغها بأن العلاج موجود ويحتاج وقت ، وهذا أكثر مايشغل بالها ، ركبت بالخلف وركب هو قدّام يحرك بدون لاتلمحها عينه ، هو غيـر أتجاه المرايا لأن ماوده عينه تشوف أحباطها ، ماودّه عينه تشوف اللي داخل عيونها خصوصًا أنه يفهم حديث عيونها بمجرد مايلمح عينها .. مر الوقت صامت لكن قلبها يصرخ مثل قلبه ، قلبها يتهشم لأجزاء مثل قلبه ، كان ودّها بالجواب لكنه ماكانت تعرف أن الجواب بيدخلها بدوامة أسئلة أُخرى ومالها نهاية : وقف بعيد عن القصـر
هز راسة بالإيجاب بدون لاينطق لسانه بالحرف ، ووقف سيارته بذات المكان يلي هي طلبت منه يوقف عنده ، ماقدر يحرّك أبد ، ماقدر يرفع نظرة حتى لخطواتها ، كان يحس بهدوئها بعد جوابة ويحترق موت لأنه ماكان متوقع هالهدوء ، كانت تبيّن أنكسارها حتى بخطواتها : جوابـك أختلف بعدما عرفتي بعيبي ؟
كان ودّه يسألها هي ومايسأل طيفها ، لكنه يخاف من جوابها يخاف يكون واقع ويُحبط : رِماح وش جاك ؟ ماكنت تبيها تختارك ، والحين وش تغيـر ؟ اللي تبيه بدأ يصير ، بدت تكرهك !
شدّ على الدركسون بكفوفه ، ونزل راسة يسنده عليه ، من صُداعه بهاللحظة ، ماودّه يرجع للبيت ماودّه أبد ..
-
-
~ القصـر الخالــي
من أول دخولها توجهت للمُرجيحة ، ودّها تبقى بمكان فيه أكسجين كثيـر ، ماودّها تنكتم فوق كتمتها ، أخذت نفـس طويــل ، تنزل عبايتها وكل شيء مُمكن يُثقلها أكثر من ثقلها ، رفعت جوالها لمسامعها تنطق : ماما أحتاجك .. أنا بمكاني
تمتمت بكلامها بنبرة أرعبت ليلى ، هزت ثباتها كلّه ، وتركت كل شيء من يدها تخرج لها ، رفعت نظرها لوقوف ليلى جنب المرجيحة ، لوقوفها وأنظارها اللي تتفحص ملامحها المُحمرة دليل بكاها ، تتأمل عروق عينها يلي حمّرت بشكل كبيـر ، وماقدرت تكمّل وقوفها أبد وجلست جنبها تأخذها بحضنها ، بدون لاتنطق بالحرف أبد ، كانت ساكنه لثوانـي فقط ، ثواني بسيطة وأجهشت بكي بعدها ترتجف وسط حنان وحضن ليلى ، يهتز قلبها مع كل نبضة ، مع كل دمعة ، ومع كل شهقة وما أنتهت ليلتها بدون دموع : كنتي تعرفين صح ؟ كان هذا قصدك لما قلتي لي " ماتعرفين وش الخوافي ووش اللي بالقلوب عشان تبعد وهي ماودّها "؟ كنت ملهوفة لجواب مع كل تصرف ومع كل حركة ومع هذا مالقيت ! كنت أقارن الماضي وبالحاضر اللي أشوفه وأقول اللي عشته وهم ، ماهو حقيقة ماحبني ، لكن عيونه ماكانت نقول كذا ! صرت هشة بسببكم صرت أبكي من أي شيء وعلى كل شيء أنكسر قلبي مثل الزجاج وزاد الكسر من سكوتكم ومن أنكم تختارون عني بدون لاتخيروني !
شفتيني أتعذب قدامك وأبكي وسط حضنك وماقلتي لي ؟ ، هو يألمني بتصرفاته من جهة وأنتِ تتركيني بهالألهم من جهة !
كانت نظر ليلى على أحمرار ملامحها وعلى نبرة صوتها يلي ترجف مع كل حرف تنطق به ، تتأمل رجفة أناملها من ترفع يدّها وتمسح دموعها : كنت أعيش بين وهم الماضي والحاضر اللي اشوف ! كذّبت كل مشاعره لي ! كذّبتها
أخذت ليلى نفـس طويـل وزفرته بلحظة تحاوط كفوفها يلي كانت مثل قطعه جليد بين كفوفها : آسفــة ياوتر آسفة ، لكنه الأفضل لكم البعد أفضل ، وَتر أبوك مايعطيه لو عرف بعيبه ، والله ! كان عندي أمل يتعالج ويجي يخطبك ، لكن حالته ميؤوس منها ! كنت أدعي لصانع المعجزات وماوقفت أدعي وبكمل أدعي ، لكن لاتعيشين بالنار لحالك ملهوفة لشيء مستحيل يصير!..
-
-
~ صباح اليوم الثانــي
ماكانت تصحى بشكل طبيعي من بعده ، من أول إشراق الشمس يُشرق وجهها مع الشمس ، وتبتسم مثل المجنونة وقت تفكر فيه أو يطري عليها ، كانت تنام تفكر فيه وتصحى تفكر فيه ، عضت شفتها لثواني من سمعت صوت الأشعار ، تاخذ جوالها من على الكومدينة وأبتسمت تعدل جلوسها من كانت رسالة منه محتواها كان " صباح الخير عزوف " جاوبته مباشرة " صباح النور ! صحيت بدري اليوم على غير العادة !" كانت أناملها تتحرك على الشاشة تنتظر منه جواب ، لكن الوقت مرّ وهو مارجع يرسل من جديد ، وقفت تعدل بعثرتها ، وتعدل شعرها وتوجهت للحمام - تكرمون - وقبل لاتدخله سمعت صوت أشعار أخر ، وغيرت مسارها لسريرها تاخذ الجوال بهلفة الكون ، لكن لهفتها أنطفت من كانت رسالة من غروب " صباح الخير ياحُلوتي ، صارت أحداث كثيــرة معاي ! نتقابل بالشركة وأقولك ؟ " جاوبتها بشكل مُختصر ووقفت بعدها تتوجه للحمام تكمل باقي تجهيزاتها
-
-
~ بدايات شروق الشمس ، حديقة القصر الخالـي
مامرها نعاس أبد طول ليلها تموت من حيرتها من ألمها الغير متوقع ومن صعوبة الأختيار ، هي ماهي جاهلة ولا مُتسرعة بموضوع مثل هذا ، خصوصًا أنها تعرف أبوها وتعرف بصعوبة اللقاء اللي بسببها هو لجمها بالبُعد ، تخبطت كثير وأختارت كثيـر لكنها تعرف أن الخيار الأول لها والأخير لأبوها لهالسبب زاد عذابها أكثر وأكثر ، زاد نبضها من بدأ المطر ينزل على قطرات خفيفة ، تبتسم هي بسببها : تواسيني ؟ ولا تبكي معاي ؟ خدوش قلبي زادت وسببها شخص واحد ، شخص مايجي ألا ومعاه برق ورعود ، والمطر بالنهاية دموعي
تبسمت بسخرية وسط دموعها ترفع نظرها للسماء ، لقطرات المويا يلي بدت تلامس ملامحها بحنيّة ، وشتت نظرها لثواني من لمحت سُهيل ، يلي جلس جنبها مُباشرة : صباح الخير يا أميرتي الحزينة
أبتسمت لثواني تمسح ملامحها ، تلف بنظرها له : مين قالك أني أميرتك الحزينة؟
أبتسم يأشر على نفسه : انا قررت وقلت ، صاحية بدري ولا مانمتي ؟
أحذت وَتر نفسّ لثواني ، نفس كان بديل لدموعها : صحيت بدري
هز راسه بالإيجاب يوقف أمامها : نطلع بهالأجواء الحلوة ؟ وين ودك نروح ؟ طبعًا أخوك الكبير محروم من الطلعات معاي
رفعت حاجبها بأستغراب تتمتم بتساؤل : ليش محروم؟
تنهد سُهيل لثواني : يطلع مع خطيبته بدونا ؟ وش هالخيانة !
ضحكت بذهول تحني راسها ، وأبتسم هو لأنه ضحكّها : ضحكتك ؟ أزيد الجرعة شوي ؟
هزت راسها بالنفي توقف تأشر له بالنفي بكفوفها : لا لا خليني ألبس ونطلع سوا لاتزيد الجرعة ولاتعطيني جرعة
-
-
~ أمام مركز الفنون
مانزل من سيارته ، مابه حيـل هو مثلها وأشد ألم منها ، هو أختار الجلوس عشانها هي ، وداخله أحساس بأن هذا أخر طلب راح يُطلب منه عن طريقها ، لهالسبب وافق ، لكن مابه حيـل للتبريرات - ليش ماسافر ؟ - ماله خُلق للجواب ، مايعرف كيف أشرقت الشمس وهو يحس أن الدُجى طول على قلبه ، طول وهو غارق بسوادة لكنه ولو أشرق أشراقة لحظي فقط ، فتح الباب ينزل من السيارة بإنهاك عظيم ، يستثقل خطواته كلّها ويستصعبها ، يتذكر عتابها له بهالمكان ، يتذكر إيلامة لها عن طريق - جوري -  ويموت ألف مرة لأنه جرحها فقط ، واللي هو يبغاه ماصار ، أنها تكرهه ماصار وزادت لوعة الحُب مثل ماهي شرحت له ، دخل وقفل الباب خلفه ، يُسدل الستاير على البوابة يزيد عتمة المكان ، وأرتمى بعدها على الكنبة الجلد يلي تتوسط صالة المعرض ، يرفع نظرة لعلو السقف : لو لمست السماء ، أسهل من أني أوصلك يـارب حلم الطفولة لا يضيع ، يارب قلبها ، قلبها
هو كرر قلبها مرتيـن وعلى فترتين متفاوته لأنه يعرف برُهف قلبها ويعرف بأنها -عاطفية- بزيـــادة لهالسبب هو بكل مرة يخاف على قلبها يلي يتخيل شكله أساسًا ، يتخيل بأنه مثل كوب الزجاج يلي أنكسر ، وأعادوا تصليحة لكنه مشوة مايصح أستخدامة فراغه كبير ، ومايمتلي بكل مرة يكون فيه تسريب أكبـر من يلي قبله
-
-
~ غُرفـة مِتعب
ماتعودّ ينام بهالعمق ، ماتعود يكون نومة بهالراحة ، قبل لاينام ماهوجس ، وماتعذّب قبل نومة أبد كان واقف قدّام شباك غُرفته يتأمل السحاب يلي يغطي الشمس والسماء كلّها ، يتأمل الضباب يلي تشكل يغطي الشوارع ، ونزّل نظرة للدُخان اللي يتصاعد من كوب قهوته ، يبتسم غصب لأنه يتذكر بُغضها للقهوة : ماذقتي المُر ولا حبيتيه ، وعساك ماتذوقينه
رفع يسـارة يتأمل ساعته يلي تزيـن يسارة وألتفت بعدها للباب يلي طُرق يقاطع تأملاته : أدخلي
فُتح الباب يدخل منه سُهيل يلي كان عاقد حواجبه بتمثيـل للغضب : وش أدخلي ! وش شايفني ؟
تقدّم ناحيته وأبتسم سُهيل لثواني يتراجع للخلف ، بذات اللحظة اللي مسك فيه مِتعب عِنقه : هذّب نبرتك ياوغد
هز راسه بـإيه يحاوط معصمه يحاول يبعد يدّه : طيب طيب سم بس أتركني !
تركه وعدل سُهيل تيشيرته يتنهد لثوانـي : كنت بعزمك بس ماتستـ..
وقفت حروفه بلسانه من أستوعب ورفع نظرة له يبتسم لثواني : أقصد أشوفك تعبان ماراح تجي !
هز مِتعب راسه بالإيجاب : أطلع
طلع سُهيل يقفل الباب خلفه بهدوء ، وزفـر بغضب من تأكد بأن الباب مقفول يشتمه ، وأبتسمت وَتر لأنها سمعت شتيمته : كيف تقول كذا قدامي ؟ مو عيب ؟
هز راسه بالنفي يلتفت لها : وكيف تتجسسين علي ؟ مو عيب ؟ مادريت أنك وراي
أبتسمت وَتر من حاوطها ينزل معها للأسفل : المفروض منك ماتشتم لا قدامي ولا وراي ! طيب فرضًا كنت أنت قدوتي ؟
لف بنظره لها يبتسم لثواني : أنا قدوتك ؟ مو متعب يعني ؟
أبتسمت تهز راسها بالنفي : هذي فرضية ماهي أكيدة يعني
تركها يسبقها بخطواته ، ولف لها يتمتم بعتب : ياحيف بس نتشارك نفس الأم وماتعتبريني قدوتك ! ياحيـف
أبتسمت بذهول لأنه شخصنها حتى نبرته بيّنت : ليش الشخصنة طيب ؟ لما بقتدي بأحد لازم يكون شخص فاهم ويستاهل أني أقـ.
قاطعها سُهيل من تمتم بذهول يأشر على نفسه : لا طلعي عيوبي ! عدديها قدامي يلا ! هذا الناقص !
ضحكت لثواني تقرّب منه تحاوط عنقه : ما أقصد كذا !
هز راسه بـالإيجاب يسايرها ، وأبتسمت هي لأنه بعد يدها يتوجه لسيارته
-
-
~ بيت جدة غروب ، مُهرة
كانت تبتسم بجنون لأن صباحها مُختلف مثل صباحه صباحها بدأ بالمطر ، والمطر خير ماتبدأ فيه يومها ، تبسمت لثواني من صوت الأشعار ، ورجعت شعرها خلف أذنها ، لأنها من أنحنت من تاخذة نزل على ملامحها يغطيها ،كانت رسالة منه محتواها بسيط " بعد ربع ساعة خوذي اللي على الباب لك" أبتسمت تناظر الوقت ، وتوجهت بعدها لشباكها يلي يطل على الباب تبتسم لثواني لأنها تنتظره ، مرّ الوقت وهي ملهـوفة ، وتوسـع مبسمها بلحظة من لمحت سيارة بيضاء ، سيارة تابعه لمحل ورد عضت شفتها لثوانـي لأن لون الورد وضح لها من مكانها ، ونزلت للأسفل تركض ملهوفـة تنتظر لحد ماسمعت صوت الطرق على الباب وتمتمت بإبتسامة للعامل يلي خلف الباب : وصلت أتركها على الباب ، شكرًا لك
تبسمت من جاوبها ، وأنتظرت لحد ماسمعت صوت سيارته وفتحت الباب بعدها تبتسم من كُبرها سحبتها للداخل بصندوقها الدائري ، ورجعت تبتسم من جديد لأن عينها طاحت على الظرف يلي فوقها ، وأخذته تبتسم لأنه مثل المرة الأولى مختوم بختم شمعي فتحت الظرف تسحب الكرت منه وأبتسمت لثواني من لمحت عذّب الكلام يلي يترتب بخطه هو
" مِني إلـي
  وجهك مثل صبحٍ يسوق التباشير
  واليا أبتسمت من الشموخ أرتوينا
  سولفِ وتنبت فالصدور النواوير
  وأقطف غلاك من العمر ماحيينا "
أبتسمت لثواني لأنها فعليًا ماتعرف تلقاها من خطّة يلي يزيد لهفتها لتقليدة ولا من عذّب كلامه يلي يبتدي فيه صباحها ، أبتسمت تنحني للورد تقبّله وأخذت نفسّ تستنشق عِبقه ، ورجع مبسمها يتوسع من وصلها أشعار أخر منه " لو أشوف الورد "
تبسمت لثواني تصور له الورد مع الكرت يلي هو كتب فيه ، وأخذت نفسّ من تراكم دقات قلبها ، وقت رجع يرسل من جديد " ماهو هذا ، أفتحي الباب" ، شهقت بذهول من رن الجرس ، ومباشرة رفعت جوالها لملامحها تعدل شكلها ، وفتحت الباب بعدها تُظهر طرفها فقط ، وأبتسم هو من نطقت : مانستقبل ضيوف هالوقت
هز راسه بالنفي : أيه حتى حنا أفتحي
هزت راسها بالنفي تبتسم : مانستقبل ضيوف قلت !
رفع يدّه يتحسس جبينه لثواني : ماني ضيف ، راعي مكان ، بتفتحين ولا أطمر من فوق ؟
هزت راسها بالنفي بذهول تبتعد عن الباب ،
وأبتسمت من دخل هو مباشرة يقفل الباب خلفه : أيوه ؟ ليش جيت الحين ؟
رفع يدّه مباشرة لشعرها : بشوف الورد قلت لك
هزت راسها بالإيجاب تتكتف : وريتك طيب !
هز راسه بالنفي ينزل نظرة لها ، يبتسم من يلمح بِجامتها : حتى بالبرد حرير ؟
هزت راسها بالإيجاب : كنت أعرف أن الدفى جاي !
ضحك هو لثواني يرفع نظرة للسماء ورجع ينزل نظرة لها : كيف تتكلمين بهاللسان؟
رفعت كتفها بعدم معرفة ، وأبتسم هو يفتح ذراعة لها : الدفى ماوصلك ، أشوفك ترجفين
هزت غروب راسها بالنفي : ما أرجف من البرد ، أرجف من تأثيرك
أبتسم هو بذهول ، لأنها صارت تعبّر مثله : تعالـي ، أمحيه
-

أنتِ بين النفس والهوىحيث تعيش القصص. اكتشف الآن