الجزء 39

7.9K 187 55
                                    

-

ابتسمت غروب تترك الفستان وتقدمت له : مو تقول إني واضحة لك ؟ مافهمت نواياي للحين ؟
عَلا صوته بالضحك للحظات ، واضطرب عقلها من مسك دقنها يحكي بجديّة : تلعبين بالحكي واجد ، لو الوقت مناسب ندمتك عليه عجلي علينا ياحبيبتي
ابتسمت غروب تتراجع للخلف ونظرها عليه : تأمر أمر
رفعت كفوفها بعدها تأشر على بشته : يزهاك على فكرة
شُد فكة بلحظة من نبرتها وحركة كفوفها وضحكت هي تبدل ملابسها بينما تراجع هو للخلف يجلس على الكنبة ينتظرها ..
-
تجلس على عرش التغيير قريرة العين مُرتاحة البال ، تتأمل السرور الفاضح بعيون الكل ، عمته أمه أخته خالته وباقي قريباته ، منظرهم وحلاوة تجمعهم بهالمكان الخالي من كل أنيس لروحها رجّع لها الحياة ، يبدل اسمها الداخلي حتى يصير مرادف لاسمها الظاهر للناس ، تشدّها تبادلهم للأحاديث بشتى أنواعها وإرتياحهم بدون قيود تقيّدهم ، والزغاريط اللي تعالت من تركت بصمتها على الجهاز توقّع على عقد النكاح ويُشهد على كونها صارت -زوجته- شرعًا وعلى سنة الله ورسوله ، وإرتفع رأسها على وقوف ليلى من وصلتها رسالة من سُهيل مضمونها بأن هو ينتظرها بالخارج ، فتحت له الباب تبتسم من كان واقف خلف الباب ويركل الأرض برجله بتملل : سرحت بعيد ؟
رفع نظره لها يبتسم : هلا والله
ابتسمت ليلى تأشر له على الداخل : حيّاك أدخل
-
كان نبضها هادي كان السرور الموجود والبسيط اللي تحسّه يلذع قلبها على خفيف يعجبها ، وماكان عندها العلم بأن جُملة "ياعرب" دون غيرها بتنفض قلبها وبتسلّخ البساطة من شعورها ماقدرت ترفع رمشها للأعلى وتشوفه ماقدرت من نبض قلبها البليغ يوضح حتى للأعمى ولفت ميهاف بنظرها لمناهل تهمس : اللي داخل سُهيل ولا صاعق كهربائي
ضحكت مناهل بذهول تلف بنظرها لسرور : خجلها لطيف شوفي كيف صارت حمراء
لأن حديثهم كان مسموع لها ولأن هي تذكرت الأنشودة اللي ترنمت فيها ميهاف ضحكت تسمع صوتها ميهاف والتفت لها : سمعتينا ؟
هزت غروب راسها تعدل وقوفها : أطراف حديثكم فقط
تكتفت ميهاف : كنتي مكانها بيوم من الأيام لكن لحسن حظك ماكنّا موجودين ولا..
كملت عنها غروب بابتسامة : ولا زدتوني خجل فوق الطبيعي
ابتسمت ميهاف تهز راسها بإعجاب : الله عليك ! ، بس باقي لك يوم يومين وبنخليك مثلنا تجلسين بزاوية الرؤية فيها واضحة وتشمتين بالرايح والجاي
ضحكت غروب تهز راسها لأن هي ماتشمت إلا بأحب ناسها كنوع من الراحة اللي تستشعرها من ردود أفعالهم : العقبى لك ووقتها بأخذ بثارنا كلنا
لفت ميهاف بنظرها لمناهل اللي كانت تتأمل غروب طول ماهي تتكلم : تشوفينها ؟ ينطبق عليك المثل اللي يقول " علمته الرماية فلما إشتد ساعدهُ رماني"
ضحكت غروب : يوم لك ويوم عليك
نزّلت مناهل نظرها لجوال غروب اللي نوّرت شاشته بيدها تتعجب الاسم المُسجل 'رجل العصور الوسطى"حقي" واستأذنتهم غروب بيدها -ثواني- وتوجهت لزاوية هادية وجاوبته : أهلين
فتح مِتعب باب سيارته ينطق : تسحّبي أنا برا إنتظرك
-
دخل بكل وقِار لحد مالمح جلوسها الهادي اللي قدر يهز إركان ثباته ، يسمع الزغاريط وعقله واعيّ بالناس حوله ويشوف سرورهم اللي يزيده سرور وجلس جنبها من أشرت له ليلى على المكان الفاضي جنبها وهمس لها : السلام عليكم
لفت سرور بنظرها له تبتسم للحظة من إن هالجملة بغير مكانها الصحيح : وعليكم السلام
تقدمت الجوهرة بعُلبة المجوهرات تبتسم لسرور : الجوهرة ماتقدم الا اللي يشبهها هذي هدية بسيطة مني  واعتبريها رشوة علشان تصلحين الهديفـ..
قاطعها سُهيل من تنحنح ياخذ العلبة منها : يعطيك العافية عمتي حبيبتي كثر الله خيرك وجعله من زود
ضحكت الجوهرة بعالي صوتها تتراجع للخلف وتقدمت وَتر بالدبلتين : عقد الهنّا يارب
ابتسم سُهيل ياخذ علبة الدبلتين وفتحها ياخذ خاتمها ومد كفّه لها ورفعت سرور نظرها لليلى مثل اللي ينتظر منها قبول أو رفض وأشرت لها ليلى بالقبول تبتسم هي ورجعت نظرها له تمد يدها له ورفعت وَتر جوالها تصوّره من لبّسها والسعادة تنضح من عيونه ، ومسكت سرور بعدها يدّه تلبّسه الدبلة بهدوء ينافي نبضها اللي رجع يرتفع من جديد من علا صوت الزغاريط من الجوهرة ...
-
خرجت للخارج بتخفّي مثل ماهو طلبها ، وابتسمت من كان موقف سيارته قدام البوابة مباشرة وركبت هي تنزل طرحتها على شعرها : بتخطفني ؟
حرّك مِتعب يبتسم ، ونزّل نظره ليدها من تركتها على التكاية بينهم يأخذها له يقبّل باطنها : هقيت إني ظميان قبل لقاك غروب
لفت غروب بنظرها له من جديّة نبرته ، وكمل هو : آثاري الظمأ الحقيقي عقبه
ابتسمت يحنّ قلبها وتفهم شعوره من رجع يشدّ على يدّها يقبّلها من جديد ، تفهم بأن هو قبل اللقاء ظميان وعقبه يظمأ أكثر لها : تطمن أنت ماتتبع سراب الظمأ تتبعني وأنا أروي عروق قلبك المعاطيش
ابتسم من قلبه اللي بلحظة صار رويان وتعجبه ، تعجبه لأن كيف مابغاها تجي أحسن من مُبتغاه ، ورغم خجلها الطاغي ماتشحّ لا صار الحديث يمشي بسياق هي تفهمه ويعجبها ، ينسلخ الصمت بينهم من لمحت المطار تلف بنظرها له مذهولة : الحين !
ابتسم يهز راسه مِتعب : لو على كيفي أول ماطلبتي
ضحكت غروب بتعجب لأن هي مارجعت تفتح الموضوع ولا توقعت بهالسرع يتوجهون للمطار : ماجهزت الشنط طيب ! وغياب !
وَقف سيارته يلف بنظره لها : اتركي همومك علي وريّحي على كتفي متطمنة ، كل شيء متوليّه وزاهب
ابتسمت وكل ودّها تصرخ من حماسها ، ونزلت خلفه بينما مدّ هو المفتاح لموظف الإستقبال اللي بدأ بتنزيل الشنط وضحك هو من حيويتها اللي تشعّ مثل شعاع الشمس منها ومد يدّه لها يطلبها قُربها وتقدمت غروب له تحاوط ذراعه وتوجهوا للداخل..
-
نزّلت ليلى عبايتها تجلس على الكنبة وابتسمت من دخل  عبدالعزيز وخلفه وَتر وسُهيل اللي نطق : مِتعب وينه ؟ طلعت من المجلس وهو موجود ورجعت له وهو ماله أثر !
ابتسمت ليلى ترتب عبايتها : سافروا قبل شوي ، أستودعتهم الله
ابتسمت وَتر تتمتم : وأنا أقول وين اختفت غروب ! وش هالخيانات ماودعونا !
ابتسمت ليلى : أجلوا شهر العسل لخاطر سُهيل وماقصروا من تمّ موضوعه ماتأخروا أكثر ومشوا
تنهّد عبدالعزيز يفتح جواله وداخله يضيق لأن هو ماكان يعرف بسفره ، وهدت ناره من فتح جواله على رسالة من مِتعب قبل ساعتين يبلّغه عن سفرهم ويستودعهم الله وترك الجوال بدون ردّ عليه رغم إن خاطره ينشرح لأنه وُضع بعين الإعتبار وبلّغه عن السفر : بحفظ الرحمن ، الجوهرة ليه مانزلت هنا ؟
ليلى : طلبتها تسيّر وتعذّرت بأن الوقت تأخر
تنهد سُهيل من تذكر هدية الجوهرة : شرهاتي على عمتي زادت بلّغيها لاتفشلني قدام زوجتي بحكيها
رفع عبدالعزيز حاجبه بغضب : اعقب! اقبض لسانك قدامي ياسُهيل تراك تتحكى عن عمتك وأختي!
ضحكت وَتر توقف من مكانها وتوجهت لعبدالعزيز ترفع ذراعه وسندت راسها على صدره تُخمد ناره :ماعليك منه جاهل ، قولي أنت وش سويت ؟
وقفت ليلى بهدوء من تعبها : استأذنكم برقى فوق أريح
جاوبوها-بأذنك معك-وخرجت يتبعها عبدالعزيز بنظره للخارج : على حطت يدك تعبتوا واجد اليوم ارتاحوا
تمتم بكلامه ووقف يتبع ليلى وضحك سُهيل يوقف : يتبع المدام
ضحكت وَتر توقف خلف سُهيل : لا يسمعك والله يسلخ جلدك ويحطه دعاسة لعمتي الجوهرة وميهاف
صَرخت وَتر تضحك من رفعها هو عن الأرض على ظهره : كم مرة بقولك لاتجيبين سيرتها تبيني أسلخ جلدك أنا ؟
ضحكت وَتر تهز راسها برفض : والله آسفة توبت خلاص !
تركها سُهيل تنزل وضحكت هي ترفع شعرها : فيك نشاط أشوف ! كسبتك طاقة سرور !
مسك قلبه يهز راسه بتمثيل للتعب : وش أقول ووش أخلي ياويل حالك ياسُهيل
ضحكت وتر بتعجب : وش قصتك معاها ! وش هالإصرار العجيب !
حاوط كتفها سُهيل يخرج معها من المجلس : هذي قصتي معها قصة مستعدة تسمعين لأخوك ؟
رفعت وتر نظرها له بذهول : حكايات حب وما أسمعها ؟ عيب عليك
ابتسم سُهيل يسردّ لها الحكاية من أول دخولها للقصر لآخر لقاء بينهم ..
-

أنتِ بين النفس والهوىWhere stories live. Discover now