الجزء 6

14.2K 273 30
                                    

-
رجف قلبها داخل ضلوعها ، رجف من صرخ هو ، صرخ ينفذ صبره : لاتلفين وتدورين ! مايعجبني ! قولي وينها لايصير الأكبر !
كانت تحاول تفتح جوالها بصعوبه ، لأن لازم نظرها يكون عليه هو ومايشوف أن عينها تروح لشيء ثاني : غروب مين ! غروب مين فهمني ماعرف غروب !!
هي تمتمت بجُملتها هذي تستفزه تستفزه بشكل مجنون ، وركل الكرسي عنده من عُظم شعوره ، فكّه برز من كثر ضغطه عليه : قلت لك لاتلفين وتدورين ! مابتعجبك العواقب ومابيعجبك اللي بيصير لكنـ
انقطعت حروفه كلّها من رنّ جواله ، رن بصوت عاليّ يربكها ويزيده ربكه ، هي تستغل كل فرصة تستغل كل ثانيه هو ينشغل فيها عشان تتصل ، ومن رن جواله هو نزل نظرة لجيبه يطلع جواله منه ، بلعت ريقها لثواني وزمّت شفايفها تحاول تمنع إبتسامتها لأنها فتحت الجوال ولأنها أتصلت فيه مباشرة من فتحت الجوال : مين أنت وش تبغى مني ؟ ليش جيتني للمستشفى !
-
-
~ قبل بوقت ، مكتب متعب
أخذ نفس من طُرق الباب بهاللحظه ، طُرق يداهمون هدوء مكانه يداهمون تركيزه وتمتم بتنهيدة : أدخل !
دخل زيد بهاللحظّه ، وقف مقابل طاولة مكتبه يدق له التحية وتمتم وأنظارة على أكواب القهوة الموجودة عنده يستغرب كثرتهم : طال عمرك البنت هنا تبغى تشوفك
رفع حاجبه لوهله وابتسم قلبه لأنها تراجعت عن كلامها ولأنها جت له بنفسها : خلها تدخل
هز راسه بالإيجاب وخرج لها .. ثواني بسيطة ودخلت هي ، تفتح الباب بوسعه وأبتسم هو لأنه لمح هالشيء ، نزل نظرة للأوراق عنده مايركز عليها ، ووقفت هي بنفس المكان اللي كان واقف فيه زيد من ثواني ، وأخذت نفسّ من أقصى قلبها لأنها تشوف كيف هو يمثل عدم أهتمامه بوجودها : لاتشد حيلك بالقضية ، لأنها مابتكون بيدّك بعد هاليوم
كانت تركز بنظرها على ملامحه تحاول تقرأ منها شيء بعد اللي هي بتقوله ، تحاول تفهم شعوره وتعرف أسبابه ، لكنه بدون ملامح ويزعجها هالشيء جدًا : ومن اللي بياخذها من يدّي ؟ أنتِ ؟
هزت راسها بالإيجاب وأبتسمت بسخرية : كويس على الأقل أستيعابك ماهو بطيء
رفع حاجبه بسخرية وأبتسم يرجع ظهره للخلف يسند خدّه على باطن كفّه يتأملها ، يتأمل ثباتها ، ثبات أطرافها وثبات صوتها وثبات عيونها : وإذا رفضت بتاخذينه غصب ؟
هزت راسها بالإيجاب وتمتمت بسخرية : حتى أني جيت أخذه بالغصب
ضحك هو ماتحمل ، ورجع يسند راسه على باطن كفّه يبتسم بشكل أكبر ، وشدّت هي كفّ يدّها من غيضها لأنه يحسسها أنه يسمع لطفل كلامه ماهو مهم ولا يؤخذ بعين الأعتبار ، رفعت أصبعها ناحيته وتمتمت بغضب ماتتحمل لاهي ولا أعصابها سخريته : أنـ..
ضاعت حروفها كلّها من رن جواله ، رن ورفع هو يدّه يأشر لها بالسكوت :  وتر ؟
ماكان يسمع صوت ورجع يكرر نداءه من جديد ، وبلحظة وحدة ، بلحظة أختلفت الموازين كلها ، ذابت عظامه ، وشبّت ضلوعه نار من سمع صوتها من حسّ بنبرتها الخوف من تمتمت تربك قلبه : مين أنت وش تبغى مني ؟ ليش جيتني للمستشفى !
وقف بلحظة ماستوعبت غروب منها شيء ، وقف ياخذ مفتاح سيارته والجوال باقي عند أذنه يسمع ، هي حست وجود شيء حست ولهالسبب وقفت قدّامه تعترض طريقه : وش فيها وتر ؟ صارلها شيء ؟!!
كانت واقفه بنصف المكتب وهو قدامها مايفصل بينهم شيء ، هي ماتقرأ شيء من ملامحه لكنها تشوف تسارع نبضه ، تشوف طريقه تنفُسه وحسّت وجود شيء لهالسبب وقفت تعترض طريقه بهالشكل : وتر وش فيها تكلم !!
ماجاوبها إنما تجاهلها يخرج من المكتب ، وما أنتظرت هي شيء وتوجهت خلفه ، كانت تشوف أستعجال خطواته تشوف كيف ما أنتظر المصعد وتوجه مباشرة لمخرج الطوارئ وزاد قلقها على وتر : اللهم أجعله خيرًا
توجهت للمصعد من أنفتح ، ونزلت للطابق الأرضي ، تخرج من المركز بكبره تتوجه مباشرة لمواقف السيارات تدور عليه من بينهم ، ونبض قلبها بشدّه من سمعت صوت كفرات سيارته من حرك بكل سرعته يحرق شوارعهم ، ولفت بنظرها لسيارة اوبر اللي تنتظرها وعجّلت خطوتها لها تركب : امشي وراه !
-
-
نزل من سيارته وأخذ نفسّ يسند ظهرة عليها يسند ظهرة ويتأمل المشفى قدامه ، يتردد مليون مره ، بين قلبه وعقله ، يعرف أن دروبهم ماراح تلتقي لكنه يحترق من الأنتظار ويزيد الأحتراق لأنه ماتطمن بنفسه ولا كان قادر يسأل أي أحد عنها ، ضرب السيارة بكفّه من شعوره ، ضربها لأن نفسه تردّه لايروح ولأن قلبه يضغطه : رماح ، رماح يارماح صحصح البنت ماهي لك ولا بتكون لك ليش عقلك الصغير مايستوعب ليه ماتفهم لييـه !
تمتم بحريق جوفه بصوت يسمعه هو ، ولأن ماودّه يقرب وهو ماله نيه بها ترك المكان ، ترك أرضها لأن لو هي بغت هو دربه مايصير معها
-
~ سيارة متعب
ماكان يعرف مكانها لكنه يسمع حديثهم يسمع ويغلي الدم بعروقه، ضغط البنزين يزيد سرعته من تذكر أول كلامها من تذكر أنها ذكرت" المستشفى " ، كان فاتح الجوال على السبيكر وتزيد ناره لأنه يسمع صوت الشخص الموجود عندها يسمع همسه ولا يستوعب شيء من غضبه ومن مشاعره اللي تتدافع بهالوقت كلها ، فتح درج السيارة ياخذ منه جواله الثاني وأتصل برماح مباشرة أول شخص يطري على باله رمحه : رماح وين مكانك !
عقد حواجبه بأستغراب من نبرته : ليش؟
سرعان ماوصله صوت متعب من صرخ قهره :  فيه ابن *** عند وتر فيه ابن **** عندها بالمستشفـى اللي نروحه دايم رماح نخيتك وتر لايمسها شيء لو مكانك قريـيب لايصيبها شيء!
كونه وقف بهاللحظة وقف ووقفت سيارته بنصف الطريق ، أكبر من أنه يصدقه وأعظم من أنه يستوعبه ، وماتطري على باله الأسئله مايطري على باله غير شعورها ، غير الخوف اللي هي بتحسه وغيّر مسار طريقه مباشرة لها ، يحس الندم يحرق ضلوعه ، يحرق قلبه ومايتحمل هالشعور وثقله عليه
-
-
< المشفى >
رجفت ضلوعها كلها ، تحس الحرارة تنهش قلبها ويزيد أحتراقها خوفها بهاللحظة ، خوفها من وجودة ومن غضب ملامحه هي تشوف كيف هو غارق بالمكالمة تشوف كيف هو يتكلم بجُملة والواضح أن الشخص اللي يكلمه يقاطع حديثه كلّه ، هي فهمت ملامح وجهة وفهمت أن الحديث اللي يدور بينهم مايعجبه ومن شخص مهم ، لهالسبب ملامحه تتقلب بهالشكل وتنقطع حروفه : أفهمني أفهمني ! بديت الموضوع وماني موقف بنص الطريق ! ... ادري ومابقى لي شيء وأوصل لها لو تخليني أنفذ خطتي بتشوفها بتشوف البنت !!
زفّر لثواني وتمتم بينما هو يتحسس جبينه : سمّ على خشمي
تمتم بجُملته وقفل جواله يرجعه بجيبه ، وأخذ نفسّ يرفع نظرة لها لثواني ، يتأمل طريقة جلوسها وكيف هي تسند نفسها عن طريق يدّها اللي تشد السرير ، يشوف كيف هي تبلع ريقها توتر ، يشوف كيف هي مركزة بنظرها عليه تخاف تغفل عنه ، وأبتسم غصب عنه ، أبتسم لأن هي تصر على كلامها وهو مايصبر ولا عنده وقت : تدرين منهو اللي أكلمه ؟
أبتسم بسخرية يهز راسه بالنفي : طبعًا من وين تدرين ؟ أبوي هذا يقولي أترك بنت الناس لاتسوي بها شيء ، كيف بترك بنت الناس وولد الناس داس بنتنا ؟ علميني ياوتر ؟ عندك جواب ؟
ماكان يخرج منها نفس ، ماكان يشوف منها أي حركه وميل شفايفه لثواني يتكي على الجدار يصير مدى نظرة لها : أنتِ ماعندك جواب غير على سؤال واحد "غروب وينها؟" جاوبيني ومايجيك شيء
هزت راسها بالنفي ورفعت يدّها تمسح دموعها قبل تلامس خدها : ماعندي جواب ولا بيكون عندي لك !
كان ساكن من ثواني لكن الحين تبدل كل شيء ، وجبّر الخطوة لها ، وسط سيول نظراته اللي تحرقّها تزيد حريقها ، وتراجعت للخلف من صار قريب بشكل يوترها بشكل يحمّلها فوق طاقتها أضعافها ، ونبّض قلبها بإنهاك تتراجع للخلف ، تغطي مسامعها بكفوفها ، تسكر عيونها من أنفتح الباب ، يطلع منه صوت مُرعب صوت يفاجئ هدوء مكانها ، ماعادت تحس الأصوات ماعادت تستوعب شيء وأنهارت بمكانها أخر عهدها بالدنيا صوت الباب
-
-
ماهدى نبض قلبه طول طريقة ولا بيهدى وهو يعرف أنها بخطر ، وصلّ وجهته ومباشرة نزل مايشوف الدرب ، مايشوف غيرها هي ، كان يسابق الوقت ويسابق خطواته لها يركض بين الممرات وغصبّ تلتف كل الأرقاب له ، أخذ نفسّ من أقصى قلبه يركل الباب بكل حيله ، يُفتح الباب مباشرة وماوقفت خطوته دخل ، دخل يشدّه من ياقته يسحبه لخارج الغُرفة يلكمة بكل قوته ولا يوقف ، كل هذا صار بلحظة وحدة ، لحظة ماستوعب منها خالد شيء ، كان يشتمه مع كل نفسّ ياخذه ، يشتمه بكل الالفاظ وتشدّ يدّه بكل مره يلكمه لكنه مايوقف ، ولا يخفف
-
-
وصلت بعد متعب بثواني ونزلت تتبعه تتأمل المكان تتأمل سيارته اللي تُركت شغاله وماطفاها ، تتأمل السيارة اللي بعد سيارته واللي تُركت مفتوحه بالمثل وعقدت حواجبها بأستغراب لأنهم بالمشفى وخوفه اللي هي حسّته يحسسها بالأعظم ، هي تتوقع شيء أكبر لكن المفروض تكون ملامحه أهدى من كذا لو كانت بخير وبالمشفى لهالسبب هي عجلت خطواتها وراه لأن خوفه يبيّن لها أن فيه شيء أكبر من اللي هي تتصوره ، ووقفت خطوتها بنصف طريقها ماتكمله ، وقفت من لمحت الجسد المُلقى على الأرض ، تتأمل اللي منحني عنده ، وكل أستغرابها عدم وجود متعب ، نبض قلبها تُسرق من تفكيرها من أستوعبت مكان وقوفها ، تستوعب أنها وقفت بالطريق وأن الناس يمرون من حواليها يتخطونها ، ويصدمون فيها ، وجبرت خطوتها لتجمعهم ، تجمعهم حول باب الغُرفة يتأملون اللي داخلها ، كانت تحاول تمرّ من بينهم بصعوبه ، من بين الممرضات ومن بين اللي حضروا الحدث من أوله وصابهم الفضول للي صار داخل الغرفة ، بصعوبه قدرت تدخل من بينهم وزادت هالصعوبه من لمحت المشهد اللي هم أجتمعوا له ، من كانت وتر تغرق بحضن متعب ، تشدّ على عنقه ومن كان هو ساكن يحاول يهديّها عن طريق يدّه اللي تمسح ظهرها بصعوبه هي حستها قبل تشوفها ، من كانت تغرق وسط شماغة ماودّها ملامحها تبان لجميع الناس ، ومن كانت ترتجف كلّها وسط حضنه ، والواضح بأنها تبكي ، ماتعرف وش الشعور اللي ساور قلبها لكنّها لأول مره تشوفه بهالليّن لأول مره تحسّه واضح . وقف كونها ، ووقف أستيعابها من سمعت صوت من خلفها يهمس : دخل على البنت وكسروه يستاهل واقل مايجيه
هي ماودّها تسمع الأكثر يكفيها هنا ، يكفيها تعبّ قلبها أصلًا وحاولت تخرج من بينهم بصعوبة بالغه تفهم شعور وتر وشعوره ، عضت شفتها من طاحت شنطتها يتبعثر اللي داخلها كله ، وزفرت بغضب لثواني ، لأن ماودّها تنحني قدامهم ، مايناسبها ، ولفت بنظرها يمينها ينبض قلبها بشكل مُهلك من ركزت بالشخص المرمي على الأرض ، من قدرت تميز ملامحه رغم نزيف جبينه ، من ركزت بوجود شخص أخر واقف عند راسه مايسمح لأحد يمسه أو يقرب منه ينتظر متعب ، هي فهمت وربطت الخيوط ببعضها ، هي فهمت كل شيء ويعذبّها قلبها ماتتحمل الشعور اللي ساورها بهاللحظة ، ماتتحمل تأنيب ضميرها وبلحظة وحدة ماستوعبت منها شيء صارت بمكان معزول ، هي من ثواني كانت غارقة بتأنيب ضميرها والحين صارت مُنزعجة من وضحت لها الصورة : وش جابك أنتِ؟
عضت شفتها لثواني لأن نبرته ماعجبتها ، ولأن نبرته ماعجبتها تجاهلته ومشت تبعد عنه ، لكنه رجع يوقف بطريقها من جديد : أرجعي لبيتك ، ولاترجعين هنا !
هزت راسها بالنفي وعصبّ هو مباشرة ، يسحبها من يدّها معاه ، يسحبها لمكان بعيد عن الناس ، وزفّرت هي بغضب تسحب يدها منه توقف وتوقفه بنص الطريق : لاتلمسني ! لاتلمسني مايحق لك أ..
ماقدرت تنهي جُملتها من كرر حركته يتجاهل كل كلامها ، يكررها لكن هالمره بطريقة مختلفة ، هالمره هو غطى شفايفها بباطن كفّه ، وسحبها معاه لأول غُرفة لمحها لأن صوتها كان عالي وهو ماودّه خالد يسمع ، وبمجرد ماصارت هي داخلها تمتم وهو واقف عند الباب : خلك هنا ! لاتطلعين !
رفعت حاجبها بذهول لأنه ماترك لها مجال حتى تقرب من الباب ، من قفل الباب بالمفتاح بعد ما أنهى كلامه ومافكر حتى ينتظر منها رد ، ضحكت بذهول منه ضحكت لأنها ماتستوعب تحكُمه بكل شيء ، وأنه يفرض عليها الشيء بدون ماياخذ منها رأي حتى ، شالت لثمتها عن ملامحها من غضبها ماتتحمل الكتمه : الله يـ.
ماكانت قادرة تكمل جملتها لأنها صعبة عليها هي ، وأخذت نفس من ثقل قلبها : مابي أدعي عليك ليه تجبرني على شيء ماحبه ؟!
زرفت لثواني ولفت بنظرها تستكشف الغرفة اللي هي فيها -مجبورة - لأن مابيدها غير تتأمل ودّها يتشتت تفكيرها بالغرفة واللي فيها ، الغرفة اللي كانت عبارة عن مخزن يمتلي بالأرفف ، اللي تتخزن فيها أدوات الأسعافات الآولية ، بكل أنواعها ، كانت تحسّ صدرها يكتمها ، ماعادت تحس بالأكسجين يدخل لصدرها ، وجرّت خطوتها للشباك بصعوبة تحاول تفتحها ، تحاول تدّخل الأكسجين لقلبها ، ومن أنتظم نفسها تمتمت وصدرها لحد الآن ما أنفكت ضيقته: يارب يااارب ثبّت قلبي وعقلي وكل حواسيّ يارب
-
-
رجع لنفس الممر اللي كان مرمي فيه خالد من ثواني ، كانت أنظارة تتوزع على تجمع الناس ، رغم بعدهم عن الممر اللي وتر فيه ، إلا أنهم قادرين يشوفون كل شيء يحصل بهالمكان ، أشر له بعينه يمشي ، وزفّر رماح لثواني يشدّ خالد من ياقته يحاول يوقفّه ، وتوجه به للمصعد ، مايسمح لا للحراس ولا لأي أحد يتدخل ... كانت أنظارة على شاشة المصعد ومن تأكد أنهم نزلوا للدور الأرضي ، توجه لوتر يفتح الباب بهدوء ، يضيق قلبه عليه من تطيح عينه عليها من يشوف آثار البكاء عليها ، ومن يشوف تحمّر خدودها من حرارتها ، من يشوف بعثرتها اللي أنتقلت له من صحت مفزوعة ، صحت من غرقها وعضّ شفته بغضب يحاول يكتمه ، يحاول ويجاهد نفسه والهوى ومايكون واضح لا لها ولا لغيرها : تطمني وتر ! تطمني ولا أبن أمه بيمسّك
هزت راسها بالنفي ، وأعتدلت بجلوسها تشدّ كتفه لها ، تشدّه كله لها ، تغرق بحضنه ماودّها يغيب : لاتتركني
تنهد لوهلة ، يجبّر نفسه ويبادلها الحضن ، يحس ضلوعها ترتجف ويزيد قهره مايتحمل : ماني تاركك لا للغريب ولا للقريب تطمني أنا معك ، أمي تدري ؟
هزت راسها بالنفي تسند راسها على كتفه : أنت بس تدري ماكلمت أحد
يعوره قلبه بجنون ، يعوره لأنها أختارته هو وأتصلت فيه هو ، مايخطر لبالها غيره : ولاتكلمين أحد ، أنا أدري باللي صار وأنا بنهي اللي صار
هزت راسها بالإيجاب مايساورها الشك أصلًا : وش مصيره ؟
هز راسه بالنفي يوقف : لاتسألين نامي وأنا بجيك شوي
-
-
كانت تفتح الشباك بوسعه ، تتأمل السيارات ، تتأمل الأشجار ، وتتأمل المباني اللي تقابل هالمبنى ، جنونها هالمناظر ، كانت تغرق بتفكيرها بأسبابه اللي أولها هي ، تغرق ويتعب قلبها من تأنيب ضميرها ، وأنها مابتشوف وتر بنفس الشكل اللي تشوفها فيه قبل ، مسحت آثار دموعها وتنهدت من أقصى قلبها ، ماتنتهي تنهيدات صدرها ولا بتنتهي أصلًا ، ودّها بحلول وينفذ صبرها لأن شعورها يتعاظم وبيتعاظم كل ماتتذكر اللي صار : بكون جبانه لو بقيت هنا
شهقت بذهول من سمعت صوت من خلفها صوت يهمس أو هذا اللي تحسه : أنتِ فكري تسوين شيء بدون شوري وشوفي وش بيصير وقتها !
رفعت طرحتها تغطي شعرها تتلثم فيها ، ولفت بأنظارها له بعدها : تهدد مين أنت !
أبتسم هو يتكتف : غروب ، لكنك غلطانه ما أهددك أنتِ تعرفين مين اللي بيكون مصدر تهديد لك لاتلبسيني ثوب ماهو ثوبـ.
قاطعت حروفه كلها من تمتمت بأنفعال ماتتحمل مشاعرها وماتتحمل تأنيب ضميرها : ماهو ثوبك ! كيف مايصير ثوبك فهمني ! أنت بكل فرصة تذكرني أني بحتاجك ، وأني مابكمل حياتي بدونك ! أنت بكل فرصة تحاول تبين لي أن مالي مهرب غيرك ! وأنا بقولك من الحين أنت غلطان وأكبر غلطان إذا تظن أني بهرب من الناس وبجي لك أنت من بينهم !
هي هالمره تكلمت أكثر منه ، ورغم هذا ماتخف تنهيدات صدرها ، ماتحبّ تُجبر على شيء وهو مستحيل يشاورها بشيء ، ركزّت بنظرها وسط عيونه لثواني ، ماتعرف وش أسبابها لكنها تحس الذكريات تداهم قلبها ، تحس الملامح مألوفه لكنها ماتتذكر أي شيء غيرها ، ومن أستوعبت ضياعها شدّت عبايتها تجبر الخطوة للباب ماتتحمل ثانية بنفس المكان معاه ، ماقدرت تكمل خطواتها ناحية الباب ، ماقدرت تكمل ثاني خطواتها حتى من مسك يدها ، يعترض كل طريقها ، يركز بنظرة وسط عيونها تحت لثمتها ومايستوعب شيء ، لكنه يحس رغبته أكبر وشعوره بهاللحظة وبوجودها أكبر ، مايعرف كيف صارت مكشوفه كلها له ، من صارت طرحتها تلامس أكتافها وماتغطي منها شيء ، من بانت له كلها وينبض كل قلبه ، ينبض شعوره من تفاصيلها ، وأعذب التفاصيل بملامحها -شامة دقنها - يركز بكل شيء وماينتهي تركيزه ولا ودّه تنتهي اللحظات ، لأنه يعيشها ولأنه يحس ويتنعم بها ماقدر مايبتسم ماقدر من حسّ برِقه كفها تلامس خده ، من طبعت باطن يدّها على خدّه يحس بحرارته ، من تبعتها بكل أنواع الشتايم وماتكتفي ولا بتكتفي ، كان يعذبها قلبها لأنها تفهم شعوره ، تفهم قهره على أخته لكن كل عذاب وكل تأنيب تحسه ناحيته يختفي بعد فعلته بهاللحظة ، كان ثابت بمكانه ، يتأمل المدى قدامه هي ماعادت موجودة لكن تأثيرها موجود ولو ماكان تأثيرها على المكان بيكون عليه على قلبه
-
-
< بيت رماح >
شد عُقدة الأحبال حول يدينه ، ورجع خطوتين للخلف يثبت أنظاره عليه ، على هدوءه -المُستغرب- على ملامحه الساكنه ، وعلى عيونه اللي تتأمل الغرفة اللي كانت شبه مُظلمة مايوضح كل شيء فيها ، تمتم بسخرية ودّه يستفزه : خاطفين رجال بطولكم
كان يسند ظهرة على الجدار خلفه ، مايشوف منه غير قفاه مابيتحمل ولا بيتصبّر لو صار قدامه وشاف ملامحه المُستفزه ، بينهي وجودة ومستحيل ينتظر أكثر : بطولنا لكن العقل عقل صخله لو بك طب ماجيت الحريم يارخمه !
أبتسم بإستفزاز يعدل جلوسه ، يتمتم بأستفزاز أكبر : وينه متعب ؟ يطمن أخته ؟
كان يحاول ويتصبّر يحاول ومايقرب صوبه لكن ينفذ صبره هنا ، ينفذ ويجن جنونه أصلًا من يتخيل أو يفكر باللي صار بينهم ، مسك ياقته يحاول يثبت ملامحه له ومن ثبت ملامحه له هدّ فكة ومايكتفي ، تمتم بغضب : أنا من غير شيء أعصابي واصله أخرها تزيدها بكلامـك لـيه ؟ ناوي أجلك أنـت ؟
ماكان ياخذ نفس ولا ودّه ياخذ نفس ، يلكمه وينزف جبينه وشفته ولا يهمه ، يحترق داخله بكل مره يطري على باله أن فيه غيره شافها ، أن فيه غيره شاف حالتها من ترتفع حرارتها ، من يتذكر ملامحها اللي تُهلك وتذوب قلبه ، من تذكر تورد ملامحها ، وعيونها اللي تكون ناعسه بس ترتفع حرارتها من تذكر شعرها ومن تخيل كميّه خوفها من وجوده ، إذا هي تخاف من كل أنواع الحيوانات ولا تحبها كيف بتتحمل وجوده هو ؟ كيف بتتحمل بدون لا تخاف ؟ : أنا لو أذبحك هنا مايبرد قلبي ، وش أسوي بك علمني ؟
مالحق يجاوبه أو حتى يفكر بالجواب من أنفتح الباب يدخل متعب ، يصير كامل التركيز عليه ، وتمتم خالد لحظة دخوله : شرف المحقق متعب ، نورت دارك طولت علينا يارجُل !
ماكان يوضح على ملامحه شيء ، لا غضب ولا حتى هدوء وهالشيء ماهو مُستغرب عند رماح كثر ماهو مُستغرب عند خالد : ودّك تقضيها سوالف صح ؟
هز خالد راسه بالإيجاب : ماعندي مانع أسولف معك لكن متأكد أن سوالفك ماتجي بمستوى سوالف أختـ.
ماقدر ينهي جُملته من حس وجهة يلتف للجهة الثانية ، من حس بحرارة خدّة من لكمة رماح : لاتجــيب طاري الحريــم ! خل عندك شوي رجـوله يارخمـه !
ماكان نَفسه يهدئ ولا نبضه يخف ، يحترق جوفه ويزيد إحتراقه من حكيه : رماح
لف بنظرة ناحية متعب اللي كان واقف خلفه وأشر له بالخروج ، أخذ نفسّ ينفض يدّه مابيتحمل أصلًا لو بقى هنا زيادة مابيتحمل ناره اللي تزيد من يشوفه ، وخرج من الغُرفة ، كان يحاول ينظم نفسه بدون فايدة ، يحاول يخفف خفقان قلبه بدون فايدة ودّه يصرخ شعوره ودّه يعبي مكان قلبه حجر ولا يحس النار تلعب به
-
-
سحب الكرسي من جنبه وجلس قدّامه ، يثبت أنظارة عليه ، وأبتسم خالد بسخرية : بتتأملني أنا ؟ اللوحة والله أختك ماهو أنا
أبتسم بأستفزاز يعدل جلوسة غايته واضحه وهو ماودّه يحقق له غايه : لقيت اللي تدوره ؟ ولا خربت ملامحك وبس ؟ كيف بتعرفك الحين بنت أخوك؟ ملامحك تغيرت كلها
عض شفته لثواني يحاول يخفي غضبه : لاتستخدم أسلوبي بالأستفزاز مانت شاطر به
ضحك هو يرجع ظهرة للخلف يجلس براحة أكبر : علمني وش غايتك يوم وريتنا دناءتك ؟ كذا تحل أمورك ؟ تقرب صوب الحريم ؟
ماقدر يمسك غضبه أكثر من كذا ، ماقدر وهو يحترق كل يوم ويرجعها لأهله : وأنت ماقربت صوب الحريـم ؟
ماجاوبه وأبتسم خالد بسخرية : أكيد مابتقول أنا **** أكيد
رفع حاجبه لثواني يثبت أنظارة عليه وأبتسم خالد بأستفزاز يكرر شتيمته ودّه يستفزه ، وتنهد متعب يوقف : الله يعين شايبك بس
-
-
كانت تركز بنظرها على البيت قدّامها ، تتأمل أضواءة تنتظر أحد يبان منه ، وعضت شفتها لثواني لأنها تخاف اللي يبان لها يكون -متعب- تخاف يعرفها من السيارة اللي جت فيها . رجف قلبها وسط ضلوعها من أنفتح الباب ، من خرج منه -متعب- مثل ماهي تتوقع ، ركزت بنظرها عليه تخاف هدوءه ، كان يتحسس جبينه يحسّ هموم الدنيا بظهرة ولا يخف صُداعة ، مستحيل تبان خوافيه ومُستحيل تحس بشعوره لكن قلبها يحرقها على وتـر ، يحرقها لأنها تعاقبت بذنب غيرها ، وبأسوأ طريقة مُمكنه ، شدّت قبضة يدها من مرّها طيّف الذكرى قبل سنوات
-
-
< قبل سنوات >
زفرت بأنزعاج تنزل طرحتها على أكتافها من دخلت البيت ، ترجع شعرها خلف أذنها لأنه يضايقها ، وأخذت نفسّ يمتلي صدرها تنهيدات : ماتناسبني يالصيف حاولت أحبك والله حاولت لكن كل شيء يمنعني !
أبتسمت غصب من رفعت نظرها للسماء ، من تأملت بدايات غُروب الشمس وتنهدت من ثقل شعورها  وهي تتوجه للجلسة الخارجية : ربي والدنيا يحبوني الحـ..
ماقدرت تكمل جُملتها من حست الحرارة تسري بعروقها من سمعت همس قريب لمسامعها وماودّها تلتفت لمصدر الصوت : وأنا أحبك ياغروب
تصلب جسدها بالكامل من هول صدمتها بوجودة ، وأبتسم هو يجلس يمينها وبينهم مسافة : مستغربه ليه أنا هنا ؟ أستغليت الفرصة وجيت عمي وأبوي كاشتين وأمك عند أمي والحمدلله لحقت عليك قبل تطلعين ، غروب ؟
كان يتكلم وهي ماتحس به ، ولا ودّها تحس من الأصل : غروب تعبانه أنتِ؟ ليه ماتردين علي ؟
رجع لها الأستيعاب ، ووقفت تنفض شعورها كلّه تنفض ذرات رُعبها ، وصرخت فيه ماتتحمل : ماحبك ماحبك ماااااحبك !! أتركني أطلع أطلع من هنا
كان واقف مكانه مذهول من منظرها ، كيف كانت تبعثر شعرها وكيف كانت تصرخ وتبرز عروق عنقها كيف كانت تناظرة بأشمئزاز ووقف مايستوعب شيء ، يتأملها بأستغراب فقط
-
-
رجعت لواقعها غصب عنها ، رجعت تنفض شعورها كلّه من سمعت صوت الأشعار اللي وصلها ، ونزلت نظرها لجوالها تتأمل الرسالة لثواني طويـلة : تقدر تمشي
حفظت مكان البيت ، ومُستحيل يهنى لها النوم وهي تعرف أن عمها بحال يُرثى له ...مرت ساعة كانت هي تغرق فيها ، تغرق بتأملها للشوارع وتعرف ومتأكدة أن تركيزها ماهو عليهم كثر تفكيرها بأحداث الماضي ، اللي تتجد كل مايطري على بالها -خالد- ، ودّها ينتهي كل شيء وودّها ينشرح كل شيء ، لكن بقد سهولة التمني الموضوع صعب
-
-
< سيارة متعب >
ماقدر يتحرك شبر واحد من بيت رماح ، يموت بداخله ويجن جنونه مايتحمل سوء شعوره ولا ودّه يتحرك وهو مايظمن ثباته ، توه يحس ، يحس بكمية الدناءة اللي هو سواها بحق ربي ، قبل لايصير بحق غروب ، تعدى حدوده وزيادة وماكان هذا أسلوبه لكنه يضيع من نفسه، يضيع من هواه لأنها -غروب- ولأنه متعب ، وهو حتى لو جاهد نفسه ، نفسه ماتطيعه قدامها
-

أنتِ بين النفس والهوىحيث تعيش القصص. اكتشف الآن