الجزء32

8K 218 27
                                    

-
ولا كان محل للشكة بالنسبة لها ، كان الرفيق والحبيب ، النقي والمُنقى من كل سواد يشوب الواقع وتسمع به ، نزل نظرها لرجفة يدّها تشد بقبضتها  تستند على الجدار تثبّت خُطاها به ، واختل توازنها بلحظة من حست بيد تمتد لكتفها تلف بنظرها لخلفها وتنهّدت يمتلي صدرها غيظ من لمحت ليلى تمسك ليلى من ذراعها تتوجه بها للخلف بعيد عن أنظارهم وعقدت ليلى حاجبها باستغراب : بسم الله الرحمن الرحيم ! زينب بك شيء ؟ توجسيـ..
ماكملت حروفها من رفعت زينب ملامحها لها تلمح احمرار محاجرها تلمح غرق عيونها بالدمع ومسكت ذراعها بذهول : تبكين ! يابعد حييّ تبكين ! وش يبكيك!
نزلت زينب نظرها للأسفل من خانتها دموعها تشدّها ليلى لها تغمرها بحُضنها الدافئ ، وماقدرت توّقف دموعها وهي تحس بشلالات من السكاكين تُغرس بصدرها بمكان جسّار بقلبها : متزوج علي ياليلى حاط وحدة على راسي ! باع العشرة باعها !!!
كان صوتها غاضب ينسدل مثل صرير سلاسل من كثر امتعاضها بهاللحظة ، وبعدت عن حُضن ليلى تتمتم بسخرية وسط دمعها : ومين اللي حاطها على راسي ! أم المحروسة زوجة ولدك !
ماكان الحديث متوقع بالنسبة لها ، ولا كان الاسم لشخص عابر عشان تتركه يعبر بهدوء ، يرتجف قلبها ذهول ترتجف كلها ذهول ، تُبحر بعالمها هي وبماضيها هي بوقت معرفتها بزواج عبدالعزيز ترجع لها كل أيامها السوداء يرجع لها ذات الغضب والكُرة لعبدالعزيز ، ورجعت لعالمها لواقعها من نطقت زيـنب بغضب : إن ماخربت عليها يوم بنتها إن ماكرّهتها فيه مايكون اسمي زيـنـ..
قاطعتها ليلى من شدّت ذراعها تهز راسها بالنفي تنطق برجاء ودمّعها غيّم عليها عينها : لا ياخيتي تكفين! لاتخربين فرحتي بوحيدي يازينب لاتنهين فرحته وهو يفرح بعمره مرة أرجى عينك يازيـنب لخاطري تعوذي من إبليس وعديّها هالليلة عشان أختك ووحيدها .
زاد اشتعالها وغضبها زاد من نطقت ليلى"وحيدي" تصعّب الأمور على زيـنب أكثر ولأنها نطقت "عشان اختك ووحيدها" هي بتدوس على قلبها وبتكمل بهدوئها جنب أختها ووحيدها بتشاركهم فرحهم وبتسوّد عيشته بعد ماتمر هالليلة ، رفعت يدها تمسح جبينها من صُداعها تحاول تهدي من غضبها وتمتمت بحنق : هالليلة بس بعديّها عشانك وعشان ولدك! حسبي الله ونعم الوكيل ، حسبي الله ونعم الوكيل ...
-
نفس الصوت ، نفس النغمة ونفس الإيقاع رجع يتجدد على مسامعه من جديد مُعلن بداية دخولها لحياته وعُمره ، شدّ بشته ، يشد قوته يشد نبضه من أرتكز الضوء على أعلى الدرج يلمح نزولها بالأبيض المُطرز بكرستلات برّاقة تزيد روعة الفُستان ومهما تأمل مايمل ولا يكل منها وخالقه سبحانه هو اللي صوّرها وأبدع في خلقه لها تمشي خطواتها على درجات قلبه وماتسابق زمانها من ربكتها ومن كثرة الأضواء عليها من المصوّرات اللي أخذوا أماكنهم ويصورونها ، أخذت نفس كمحاولة بتهدئة دقات قلبها من لمحته بنهاية طريقها بين الورد ، واقف بشموخه ينتظرها تدخل عُمره ، تركز بنظرها عليه وتخجل من نظرته ، وتلف بنظرها للجمهور ويزيد خجلها ويطغى على ملامحها وترجع نظرها له بضحكة لعوبة من ثغرها ودّه يسرقها له من طول المسافة يخفيها بصدره وقريب منه ولا يشوف منها هالضحكة لأنه مابيصبر أكثر ، وقفت خطوتها قدامه ياخذ كفوفها لكفوفه تثبته ويثتبها ، وتزيد دقات قلبه من زاد قُربها له تُنعش شغاف قلبه من هب عطرها مثل نسمة حنونة لأنفه : مِتعـب
ماكانت عينه بعيدة عن عينها ولا كان لنبضها آخر وهي تحس وتشوف روحه بتخرج من كثر انبساطه : لوسمحت
ضحك تبتسم غُروب لأن هذي غايتها ، لأن ملامحه الراكدة واللي تتأملها تزيدها ربكة ولأنها تستوعب أنهم مو لوحدهم هي كملت : فيه معازيم وناس يشوفونّا
شدّ يدّها يحس بنعومة أناملها الباردة وسط حرارة ودفء كفه يتمتم وعينه ماتشوف إلا رونقها : وخالقي .. أحبّـك
يكفيّها هالمشهد وهالصورة تتأملها وسط البرواز طول عُمرها ، تكفيها هالمشاعر وغُمرتها ولا تُحتمل زيادتها لكنه يصر على الزيادة دائمًا : مِتعب بصرخ
ابتسم لأنها تسويّها ابتسم لأنه صار يعرف بأنها تكون اندفاعية وماتتحكم بتصرفاتها من تخجل ، وأخذت مكانها توقف يمين مِتعب يعدلون لها العاملات أطراف الفُستان تتصور هاللحظة وعينها تقابل عينه مثل مايدّها تمسك يده ، كان الذهول يعبي ملامح ميهاف الصامتة تتأمل روعة المشهد قدامها مثل ما الكل كان صامت يتأمل وسط هدوء الجو إلا من ايقاع الاغنية : انتظر المُخرج يقول كت وقف التصوير
ضحكت صِبا : حلوين حيل حلوين ماشاءالله
ابتسمت ميهاف تلف بنظرها للبنات : مين مثلي ؟ بتقطّع من الفضول بعرف وش قالت له عشان ضحك بهالشكل ؟
ابتسمت مناهل تخمن : أحبك؟
ضحكت عزوف بذهول تهز راسها بالنفي : مستحيل !ماتصرّح بحبها غُروب جدًا صعب
ابتسمت ميهاف تتأفف : اف ! مو مهم المهم أنهم حلوين تتأملينهم وماتشبعين
ضحكوا البنات مذهولين ، وابتسمت بيادر من لمحت تجمُع النساء حوالين العرسان بلحظة يشاركونهم الفرحة وسط كثرة التصفيق والزغاريط من الحضور ومن الجوهرة ووَتر ، تبتسم غدير من خجل بنتها تمسك كفها وتراقصها مع إيقاع الأغنية وابتسمت ليلى من لمحت بروز خدّ متعب من كثر ابتساماته لغُروب ولرقصها مع غدير تهمس بتمنيّ : الله يديم أفراحك ياحبيبي
كان كل نظرها على رقص غدير مع غُروب ، يعتصر قلبها ألم من تلمح مفاتن غدير وجمالها ، نعومتها وخفّة خطواتها وحلاوة رقصها وتمايُلها ، تحاول تخفف حرقة قلبها ولوعته ، لخاطر أختها وهالليلة الكبيـرة بقلوبهم...
-
انتصفت الليلة تمر الساعتين وينتهي الزواج وماتنتهي الفرحة بالقلوب ، ولا ينتهي مديح الناس وكلامهم عن هالزواج وكماله ، وعن بهاء العروسة مع عريسها يمرّ المشهد على مسامع كل قريب وبعيد من سرد الناس لزفة العروسة وحتى اللي ماحضر صار يتخيل من حلاوة أوصاف الجميع لها. كان نظرها على أُمها طول طريقهم وثقله رغم كثرة الإرهاق إلا إنها ركزت على أمها تلمح تبدل حالها من أول خروجهم من الفندق وتستنكر هدوءها "الغير معتاد" بين عيالها : ماما فيك شيء؟
ماكانت حول عالمهم أبد وبعيـدة كل البُعد عنهم يجول خيالها سيناريوهات كثيرة لغدير باحضانه ويجترق قلبها ، وتنهدت صِبا تتقدم لها تصيغ سؤالها من جديد :ماما تعبانه؟
لفت زينب بنظرها لها تعقد صِبا حاجبها بذهول من لمحت احمرار عينها : ماما!
لف رِماح بنظرة لأمه باستغراب : شنوحك ؟ بالحيل تعبانه؟ أوديـك للمستشفى؟
هزت زيـنب راسها بالنفي تتكتف تلف بنظرها لشباكها : كمل طريقك مابيّ شيء
ميل شفايفه باستغراب يكمله وتنهدت صِبا تربت على كتف أُمها بعطف ، وغيـمة مُمطرة سوداء تتبعهم ، وقفت سيارته قدام البيت تنزل زيـنب باستعجال وتبعتها صِبا تتمتم بذهول : فيها شيء والله !
نزلت زينب طرحتها على أكتافها تجلس على الكنبة ، ورجع صوت صِبا وسؤالها يتكرر على مسامعها من جديد تصرخ بغضب وتنفض يد صِبا عن كتفها من براكين الغضب اللي تتفجر بداخلها : بس أسكتي بس !
سكنت صِبا بذهول تتراجع للخلف ، تتأملهم بيادر المذهولة من بعيد ، وزفـرت زيـنب تُجهش بكي بلحظة ضُعف قدام نظرهم مذهولين ، مفزوعين ولأول مرة يلمحون الدمع بعينها ، تمتمت زيـنب بصوتها المُرتجف وسط فيضان دموعها : أبوكم مكـوّن آسرة ثانيـة بعيــد عنا وعن همنا
رفع رماح حاجبه بذهول : من وين دريـتي !
عقدت زينب حاجبها باستنكار ترفع نظرها لرماح : من وين دريـت ؟
بلع ريقه رماح باستيعاب يهز راسه بالنفي ، وعضّت زيـنب شفتها بغضب توقف : كنت تدري ؟ كنت تدري عن سواد وجهه ؟
ماقدر يجاوبها ونزل نظرة للأسفل ، تبتسم بيادر بعدم تصديق : كيف مكوّن آسرة ! مع مين!
صرخت زيـنب بغضب : مع أم العروسة!
شهقت صِبا بذهول يختل توازنها تثبت نفسها عن طريق ذراع الكنبة ورجعت زينب تكرر سؤالها لرماح ، تحاول تخفف غضبها : كنت تدري عن زواجه رماح؟
رجعت بيادر شعرها للخلف تنطق بسخرية وعدم تصديق: عشان كذا ما أرتحت لا لها ولا لأمها!
صرخت زينب بغضب أكبر من صمته تضرب صدره لأكثر من مرة : جاوب ، جاوبـني ، جاوبنـي !
ماكان بالمكان إلا صدى صوتها فقط ، تتناثر على الأرض مع تدافع ضرباتها لصدره ، ومسكها رماح رغم ألمه يحاوطها قبل تتساوى بالأرض يسند راسها على صدره يقبّلها ، يهديّها بربته على ظهرها ، وتنهّد يتمتم بغضب : أدخلي أنتِ وهي داخل!
هزت بيادر راسها برفض قطعي تتمتم بذهول : وش ندخل ليه ندخل ! بنشوف وش أخرتها مع الولد وأبوه وش مخفيـ..
قاطعها صوت رِماح اللي أهتزّ من غضبه : بيـادر ! قسمًا بالله لو مادخلتي الحين لاتصير علومٍ ثانية أدخلي قلـت !
تأففت بيادر تصعد للأعلى وصدى حلطمتها يوصل له ، تتبعها صِبا بتوهان عظيـم ، تتبعها وكل عقلها ضاع منها تحاول تفهم تستوعب وقفلت الباب خلفها تسند ظهرها عليه تُجهش بكي من جديد وكل ذهنها وقف عن الإستيعاب..كان الصمت سيد شعوره متعجبّ غباءه يحاول يستوعب تسرعه وأخذ نفس ينزل نظرة لأمه اللي كانت هادية من هول صدمتها ودموعها تنزل مثل زخات المطر وأكثر دون رغبة منها ، لعن نفسه ، لعن معرفته ، لعن غباءه ولسانه ، وآخر وابل لعناته مسّ غدير : يمه .
كأنه بكلمته ثوّر بركانها ، وهو فعلًا هذا اللي سواه سحبت نفسها من حُضنه تنطق بغضب عظيـم وعينها ترتجف من كثر نزيفها : لاتقول يمه ! لاتقطع قلبـي وتذكرني إنك ولدي من لحمي ودمي ومخبي علـي هالمصيبة ! شاهد عليها وسامع بها ولا قلت لي ! تطعني بظهري بصمتك تطعني يارِماح تطعني ! كيف ترجي التوفيق بحياتك وأنت تساعد أبوك وتتكتم على غلطته؟ كيف تبي تهنى عينك مع وَتر وأنتَ تشوف الغلط وتسكت له ؟ كيف تقابلني ببسمتك كل صبح وهو نايم مع غيري وبدون علمـي ! .
رفع نظرة لها مذهول من تدافع كلماتها وغضبها يهز راسه برفض لكل هالتُهم: لا يايمه وتالله ماهو هذا الحاصل لاتسيئين ظنّك بولدك تكفين!
هزت زينب راسها بالنفي تلملم شتاتها ، بعثرتها ومسحت ملامحها وأثار دموعها تصد بنظرها عنه ونطقت ترفع يدّها بوجهه تمنعه من الكلام : بسّك حكي بسّك تبرير!
قُطع لسانه من تجاهلته تصعد للأعلى مثل السكيرة من ضياع خطواتها مع صعودها ، تسند نفسها عن طريق سوّر الدرج :ماعاش من يضعفك يازيـنب ، لمّي نفسك وواجهي هالمصيبة بقوّتك
وكلمات أخرى وكثيـرة تحفز فيها روحها اللي خُدشت من عظم وصعوبة اللي واجهته .
-
نزلت نظرها للمسكة بيدها وهي تحس بحرارة وجهها من إحتقانه بخجلها ، تسمع صوت الباب وتهتزّ شفتها من ربكتها دخل الجناح يرفع حاجبه من كثرة الهدايا اللي تتوسط الطاولة الزجاجية وحولها بالأسفل ، يبتسم للحظة من تنوعها والإختلاف بأحجام الأكياس وألوانها يلتفت بعدها لغرفة النوم يتوسّع ثغره أكثر لأنه يعرف مين ينتظره بخجل بالداخل ، وهو مايعرف كيف تحرر وهرب من تجمهر أصحابه بالأسفل يغيظونه بمنعهم له لا يروح لها . مسك مقبض الباب وكأنه مسك قلبه بدل المقبض من انقباض قلبه بهاللحظة ، يتنهّد يحاول يوسّع صدره من لمحها وانبهاره يتكرر بكل مرة يلمحها فيها : تبارك الله أحسن الخالقين
تلوّن ثغرها تشد بمسكتها تبتسم لأنها سمعت همسه ، وتقدم للداخل يمشي خطوته بحذر لايصتدم بشيء وهو مايشوف بطريقه إلا هي : مِتعـب
كأنها تناديه تبغاه يستوعبها ، ويستوعب بالأكثر إنه ماهو حلم من أحلامه الضايعة اللي يوعى منها على مقتطفات من حلمه فقط ، صارت هي حقيقة ونالها توقف قدامه يتلبسها الخجل من رأسها لأخمص قدميها : تنادينّي بالكسرة ليه ؟
ميلت غُروب شفايفها بتفكير : لأنك مِتعـ.
ماكملت جُملتها ماكملت "مِتعبي" من لاح بخيالها ذكرى لطفولتها تحت شباكها ، وتحت سماء غُروب شمس أخرى تتأملها مع أبوها ، يلوح بخيالها طيف ذاك الرجل اللي وقف قدامها بقوه يسألها "أسمك غُروب أنتِ؟" مقتطفات من ذكريات هالمشهد تلوح بخيالها وطلبه الغريـب لها "متى تنورين دنيتي؟" تسترجع تكرار طلبه هذا من جديد بقلعتُه مثل ماهي تسميّها ، بعد مابدت بإدخال نورها بدنيته من عقد قرانه عليها ويزيد نوّرها فعلًا بعد ماصارت قدامه الحين تُشع نور وبهاء بهالثواني تشع من بياض فُستانها ، وأخر إدراكها كان جوابها له بعد ماعرفت بأسمه وعيّبت فيه "ليش أسمك مِتعب ؟ مو حلو أسمك له معنى ومعناه إنك تتعب الناس !" تستوعب فعلًا بأنه صار يُتعبها لكنه التعب اللي تركها بهالإندفاعيه من تكون معه -التعب من حربه الساكنه وطلقاته الشاردة اللي تصيّب قلبها بكل مرة لحد مادُمي قلبها مُعلن إنهزامه لتعب الحُب اللي نَهج داخل قلبها له بوضوح-: ماكملتـي
رفعت نظرها له تبتسم بذهول تغطي ملامحها بمسكتها ومالقى إلا إنه يبتسم مثلها وأشد من تمتمت بإنغمار شديد ولمعة عينها ما انطفت : تذكرتك ! ، عرفت الحين مين أنت ومتى حكّيتك عن غرابتك أول مرة! فهمت وش يعني تنورين دنيتي وكوني ، وفهمت إنتَ من وين عرفت بسبب أسمي
ابتسم لأنها اللحظة اللي ينتظرها من أول أستلامه لملف القضية من أول مالمح فيها صورتها وضخّ قلبه حُب جديد وشعور جديد ماحسّه عُمره كله : مابغيـتي
ضحكت لثواني تحاول تستوعب كل شيء وسكنت ضحكتها تدريجيًا من قرّبت خطوته لها ياخذ كفّها الأيمن له ، وتمتمت بدون وعّي : شاركتيني الحلم وشاركتك الواقع بتحقيقه ، وش تعني ؟
ابتسم تتلاقى الأعين وأسباب النبض:تدور برأسك؟ كلامي يدور براسك؟
هزت راسها بإيوه بحذر وترقب لجوابه:كنتي بالأبيض تتأملين أسمك  وأنا جاي من وراك ماتهنيّت بحلمي وعيّتيني من قلتي -أنا الحين بداخلك هذا ماهو حقيقه -
تبتسم لأنها فهمت بأنه حلم من أحلامه ، وكملت غُروب تتوقع الباقي : ولأني شاركتك أحلامك شاركتني الواقع بتحقيقها؟
هز راسه تبتسم غُروب بذهول تشتت نظرها بمحاولة للإستيعاب ورجعت نظرها له مُعجبة ، مُحبة ، وأخيرًا شغوفة : تحبني أنت تمـوت فيني
ضحك من طريقة نُطقها الواثقة يهز راسه بالإيجاب يقبل أعلى راسها : وأحرق الدنيا ومافيها لو مسّ غُروبي شيء ، أكوي من يألمك ويتطاول عليك ولو بكلمة
ثوانيها ماكانت عادية وهي بقت فيها ثابتة قدامه مذهولة بعد ما إنتهى كلامه وما إنتهى نبضه ، وتداركت طول الصمت تشتت نظرها عن عينه ترفع يدها لملامحها وتهف على وجهها : حر صح؟
ضحك مِتعب يهز راسه بعجز منها ومن قوة صبره : بتقولين من فُستانك؟ ولا من تأثيري؟
ضحكت غُروب لثواني تنزل نظرها للورد بيدّها : كل مرة السبب نفسه ، حتى هالمرة ما أختلف شيء عندي ، كنت أحس بالبرد قبل تجي
ضحك من كل قلبه تتأمله هي وقت ضحكة كل تفاصيل ورسمة وجهه تدقق فيها لأنها تحبه بقد ماتستغربه : نطلع من هنا ؟
سكنت ضحكته ينزل نظرة لها باستغراب : وين ودّك تروحين ؟
ابتسمت غُروب تترك يدّه تتمتم بدون تفكير : لقلعتك خاطري أشوف الإوز وحشني
-
كانت جالسة بأحد الجلسات الخارجية ، وبين كفوفها جوالها تتأمل المحادثات بينها وبينه ، رغم ألم قلبها هي -تشتاق له- رغم وضعها وحالها الحين بسببه هي تشتاق له تنهّدت من أعماق قلبها ترفع نظرها للأعلى تتأمل القمر من مكانها ، وبلحظة وحدة تبدلت السماء عندها وصارت تشوفه هو واقف خلفها شهقت بذهول توقف ورفع حاجبه هو مذهول يناظرها : تحبينه؟
نزلت نظرها لجوالها تشدّه بكل قوتها تستوعب بإنه شاف محادثتها مع بدر : ماحب أحد!
رفع خالد حاجبه بسخرية : رغم كل الالم مازلتي متمسكة بحُبك له ؟ ليه نسيتي أنك تزوجتي وماعـ..
قاطعته عُزوف بغضب : لاتنسى سبب زواجي!
عضّ شفته بغضب يضرب طرف الكرسي يكتم غضبه وصوته لايوصل لأبوه : لاتجننيني ! لو مابغيتك ماطقيت لك باب ، قلت لك مالي بالماضي قلت لك يهمني المستقبل ليه ماتفهمين !
شتت نظرها عنه لثواني ورجعته له تنشحن غضب : لاتمثل دور البطل قدامي! مايليق بك أسبوعين حدي معك أسبوعين! وبينتهي كل شيء من جذوره وبتطلقني وبترك حياتك لك
رغم إنها تشوف شرارة الغضب تتطاير من عينه هي نطقت بكلامها تزيده غضب ، قرب منها يوقف قدامها بوسط الجلسة: تخسيـن وتخسيـن وتخسيـن هاتي الجوال !
لُجمت ، وظلت بمكانها مذهولة تناظرة وهو يتكلم بكل هالغضب: لاتتعدى حدودك معي !
تمتم بنفس غضبه : بتعداهـا!

أنتِ بين النفس والهوىWhere stories live. Discover now