الجزء 22

10.1K 222 16
                                    


-
-
ماعادت تستسيغ النظر له ، قبضت يائسها ووقفت تشد حيلها معها وقفت تتوجه للكوب المميزة من بينهم تاخذها من صندوقها الشفاف وماتلون ثغرها هالمرة مثل العادة ، ماتلون لأنها كانت تنظر له بشوق قبلها ، والحين بحقد تجمّع يلون رماديتها بدون تردد أو تراجع رمتها على الأرض موطى أقدامها ومقرّ كل اكوابة ، رمتها تتهشم لأجزاء وقطع صغيرة وماتذرف منها دمعة هي ترمي الأمل الباقي فيه ، وخابت الهقوى بشكل طمس كل نبضة تحسها له ..
-
طال إنتظارها له وتولعت من فضولها تسمع الأصوات وتوصلها من الأسفل ومبتغاها نظرة لكن غرورها مايسمح ولايرضى : وش الكبريا والغرور عند فضولي؟
ولاشيء جواب داخلها ولاشيء ، وجاوبت كلّها من وقفت ينقبض قلبها من لفحة البرد اللي هبّت تُثلج أطرافها ، وتتجاهل كل شعور لأن فضولها طغى وأثبت طُغيانه من نزلت لمصدر الصوت يلي كان المطبخ ، وقفت خطوتها ووقف فضولها عند عتبة الباب ماتكملها ، كان هو النور المُشع وسط دجى المكان بتيشيرته الأبيض وبنطلونه الأسود ، وقف تركيزها كلّه عند عُرض أكتافة مع كل حركة ليدّه ينبض قلبها ، لأن كل عضلة تتحرك كل سمارة يتحرك ماتنتبه على ثغرها يلي توسع ، ماتنتبه على ميلانها على طرف الباب تتأمله بهدوء أختار وقته المناسب ، حس بوجودها لكنه مابيّن يكمل اللي بداه بنفس هدوءة ، أبتسمت لثواني تدمع عينها ، تمرّها ذكرى سيـف وقت جاعت ولبّى نداها وبعثر أركان المطبخ ووَلد غضب غدير اللانهائي ، الفرق بينهم أن متعب ماكأنه لمس جزء بالمطبخ ، وكل قطعه بمكانها ترتبك مع كل خطوة تسبق وقتها لها ، تبتسم ويخف مبسمها مع كل قُرب منه سيدها شعورها ورغبتها ، شدّت نبضه ووقفت كلّ حركته من مررت أناملها بين ذراعة ووسطة تحضنه من الخلف ، نثرت ورود وسط صخور ظهرة ، نثرتها ونشرتها من حس بميلان راسها عليه من ثبتت راسها وسط ظهرة الجبلي ، ويبتسم قلبها تنطق : مِتعب
أخذ نفس يوسع ضيّق صدرة من تزاحم عبقها عليه : لبّيه يابعد كل من يناديّ
وقف سمعها عند هاللحظة ، ماتفهم وش كانت تبي ؟ ضيع كلامها وهز كل وجدانها تبتسم من رهبّة قُربه ، يبعثر حروفها لدرجة النسيان تستوعب جُملته وثقلها مع نبرته ماتخف ولا تثقل ماتثبت ولا ترتجف ماتعرفها ، ولا توصلها تلاحظ إختلاف نبرته معها وتبتسم لأنها تلاحظ : ودي الوقت يوقف
أبتسم متعب لثواني يتحسس حاجبه : الضايع من الوقت بستغله
أبتسمت لثواني لأن كل كلامه مبطن مفهوم لها ، ماتضيع جُملة تسمعها منه : أيش سويت؟
أبتسم لثواني لأن سؤالها على جهتين ويفهمهم الأول بقلبها والثاني اللي سوته يده : اللي تحبينه
شهقت بذهول تمايل راسها تشوف اللي على الرخام وأبتسمت تلف بنظرها له : باستا !
يلمع كل سواده مع لمعة عينها بهاللحظة ، من مدت يدها تاخذ الشوكة وأبتسمت ترفع نظرها له ، وتنحنحت ترجع شعرها للخلف : وقت التقييم
أبتسم متعب لثواني لأنها تساير الحاضر وتترك الزعل ، ميلت راسها لثواني من لُذع لسانها بالطعم الجديد ، نكهته غريبة لكنها تعجبها ، وماتبين شيء على ملامحها ، تنحنحت ترجع الشوكة من سألها هو عن الطعم ، وجاوبته بهدوء تترّقب ملامحة : يجي منك
أبتسمت من ضحك ، وتلوّن خدّها خجل لأن ثغرة يضحك وعينه لها تفهم نظرته ، وهذا اللي يزيد خجلها : ناكل ؟
هز راسه بالإيجاب ياخذ الأكل وهمست هي مباشرة : قبل تاكل شيء ثاني
جلست مقابلة ، وكل جهدها نظرها مايصير عليه وتفهم صعوبه هالشيء خصوصًا أنه أمامها : ممكن تلف؟
رفع متعب حاجبه بأستغراب وأختفى أستغرابه من فهم سببها : عيني ماتعضك كولي
ماكانت قادرة ترفع الشوكة لها وماتعرف صيغة المبالغة وهذي نظرته لها ، تمتمت بتزفيرة : تعض عيونك أنت تعض صد عني
مايتمالك نفسه هذا اللي فهمه من كل قعداته معها تلون ثغرة وتلعب بأوتارة أن بغت ، ترجع ملامحة له وكلّ شعور كان مخفي يظهر عليه وأولها عصبيته وثانيها ضحكته : تلعبين بي
هزت غروب راسها بالإيجاب تلعب بالشوكة : مايفك لسانك عنها؟
متعب : تاخذين مني
هزت راسها بالنفي تعدل أعلى شعرها بغرور : لا أخذك كلك
وقف بهلحظة يرتعد قلّبها من بعد هاللحظة ، يرتعد من وقوفه المفاجئ ، وهدى نبضها لوهلة من مر من جنبها ياخذ مويا من الثلاجة ، هي ترمي كلامها بدون لاتحسب حساب جنونه ورغبته : ودك أكل الشيء ثاني؟
توسعت حدقة عيونها بذهول تغص بلقمتها وضحك هو يعطيها المويا من سمع صوت كحاتها وأنحنى بمستواها يربت على ظهرها : علامك؟
بلعت ريقها تلف بنظرها لوقوفة على جنب ، وأنحناءة لها وأبتسامته اللي تغيظها : ليش تسمعني؟
رفع كتفه بعدم معرفة يتكي على الطاولة : يمكن صوتك كان عالي
هزت راسها بالنفي توقف ، وتنهد هو يهز راسه بالنفي : ماهو من صالحك
مالحقت تستوعب كلامه من طوّق خصرها بيده وسحبها لصدرة تنثر بذور ورد وبساتين على صدرة الحجري ، تُنبت أزهار وسط صدرة من لمستها ورقة يدها على صدرة ، تأثيرها وتأثير لمستها عليه أشبة بالسحر وماهو قادر يفك عُقدة السحر منه ، عينه تتبع عينها اللي تتصدد عنه ، ويبتسم ثغرة غصب لأن الهدوء تلبسها وربكتها يشوفها وسط عينها : تدرين أني أَهوَج معك توقفين على رجولك ليه؟
بلعت ريقها ترتبك كلّها مع رفعها لكفتها بعدم معرفة ، وزفَر متعب يرفع إيسرة لإسفل عنقها من الخلف ، يقربها منه ياخذ إعتذاراتها من ثغرها ياكلها بمعنى فصيح عندها- تسقي ذبوله مع كل قُرب ، تُشفي أتعاب قلبه تهز أركانه وجباله مايثبت ولا يثبّت نفسه عندها ، أخذ إعتذاراتها منها ورجع سطورها لجوفها وما أكتفى ، يكمل وصوله لعِنّاب ثغرها ياخذ حُلوة ، ويكون سبب بتفتُح الأقحوان داخل قلبها وكلّها من تأثيرة وجبروته عليها
-
-
ماكان قادر يسكّن ضميرة ، ماقدر يمنع نفسه وأتصل عليها ، ينتظر دواء مسامعة ونبرتها ، فُتح الخط منها وظلت على صمتها تهديه المجال بإعتذار أو تبرير ، تهديه ردها عليه وعدم تجاهلها له : إشكيني مني
ضعفت نبرته مع نُطقه ، عز الطلب عندها ، بعثرة جوفها وشتاتها بترمية عليه مثل مارمت ذكرياته وكل كوب كانت منه ، بتكسره مثل ماكسّرت أكوابها : مايهمني مستعد تسمع لساعتين أو لا ، يهمني أني أنا أخذ من السهام المغروسة بصدري وأرميها عليك يمكن وقتها يخف شوي من اللي أحسه
نغمة صوتها كفيلة بأنها تُسلي الهم والعتب المركونين بين ثنايا كلماتها له ، كفيلة بأنها تمحي حزن وعتب سنين ضاعت مابين ترددة وتمنعه عنها : عاهدت نفسي ما أنزل دموعي عليك وجفت عيوني من كثرة هطولها بسببك أنت بيجي اليوم اللي أفتح عيوني فيه وأنا ما أحس لك بذرة محبة ، بيجي اليوم اللي ينسيني مين أنت وأيش كنت عندي
وقفت جريان الدم بعروق قلبه جففت عروقه كلّها وصارت طريق ضيّق مايدخل منه قطرة دم ، إهتزاز نبرتها وضُعفها مع كل جملة تسمم بدنه ، صعب عليها نطق هالكلام أكثر من صعوبة سماعة له ، يدري ومتأكدة من ظنونه : سنوات مرّت وأنا ملهوفة لنظرة منك أو تبرير ومادريت أني كنت تحت ظل سراب منتهي الأمل فيه ومع هذا كله ماقطعت أملي بالمحبة اللي كانت بيننا توقعت أني أعرف قلب رماح مين يهوى لكني ظلمت قلبك مايهوى إلا نفسه ومالنفسك علي حق
كل سهم أرسلته مع كلامها أستقر وسط قلبه وقفت ضخ الدم فقلبه مايبالغ وهذا شعورة مع كل حرف نطقت به : أنانيتك وعصيانك لقلبك تخليني أكره شعوري لك! أكرة أيامي اللي عشتها تحت ظل محبتك القديمة تحت ظل نبضك القديم كنت قادر تعطيني سببك بكل هدوء تعطيه لي وتترك الخيار بيدي لكنك أخترت عني ! هذا وش يعني ؟ أنانيتك رماح أنانيتك ماتفكر إلا بنفسك وحبنا رماح؟.. وعودك لي وقصص المستقبل اللي رويتها لي نسيتها بلحظة ؟
بهتت نظرته وصوته مع كل حرف خرج من جوفها ، لملم شتاته ونطق بنبرة إهتزت : لاتكرهيني ولاتكرهين شعورك لي ، مازلت على الوعد وزاد إصراري بأني أعيشك قصص المستقبل اللي رويتها لك ، وَتر أنا الغريب اللي قرب لك هالمرة ماهو غيري أنا اللي طلبتك من سُهيل وبطلبك من أبوك ومتعب
أنتِ بس قولي تعال وأنا أجيك
هو فهم من رسالتها بأن سُهيل ماشاورها وهذا اللي يزيد إستغرابة وتعقيد الأمور أكثر ، ماكانت مستوعبة شيء من كلامه أو ماوصلها الإدراك للآن لأنها ماتوقعت ولا واحد بالمية بيكون هو رماح . ضاعت حروفها من لسانها لكنها ماضيعت رغبتها ونطقت وسط بعثرة الحروف داخل جوفها : تعال
حس بتدفق الدم بقلبه بعد جُملتها ، حس بإنهيار الجبال اللي كانت على ظهرة ، وتنهد لثواني من قفلت الخط بعدها ماتسمح له يتكلم أبد
-
-
~ بعد يومين ، المطار
هبطت الطيارة وداخلها -أهل رماح- يعرفون سبب جيتهم اللي كان إستقرارهم بحايل بعد مانقل جسّار نصف شغلة هناك ، والسبب الأخر يلي مايعرف فيه إلا زينب -خطبة رماح لوتر- ماصدقت هالخبر أبد ولا أستوعبته ماتعرف وتر مجبورة ولا هي تبغى ؟ ولو طغت رغبتها على شعور الأمومة عبدالعزيز بوجههم وبوجه علاقتهم لهالسبب هي ماودها يستعجل بأي شيء ماودها يتمم الأمور بدون معرفة عزيز بعُقمة ، ماوده يتعلقون ببعضهم أكثر ومصيرهم الفراق لو عرف عزيز عنه : جاء أخوك يستقبلنا؟
هزت صِبا راسها بالإيجاب تفتح جوالها : أرسل مسج توه دخل المطار
تنهدت زينب من لمحته وسط صالة الإنتظار من كان توه داخل ونظرة على جواله ماينتبه لخطوته ، وما أستوعب سرعة خطواته إلا من أصتدم بكتف رجل أخر : المعذرة
تمتم بكلامة وكمّل طريقة لكن بتركيز أكبر هالمرة ، ترك جواله وأنتبه على أمه وصبا وبيادر اللي وقفوا يناظرونه من مكانهم ، وتوجة لهم مباشرة يقبل جبين أمه وكفها : نورتي ديارك يالغالية
أبتسمت زينب تربت على كتفه وتقدمت له صبا تحضنه : أشتقتلك واجد مو شوي
أبتسم رماح يحاوطها : نردّ الشوق ماعليك
أبتسمت تبتعد عنه تفسح مجال لبيادر : شنوحك؟
أبتسمت بيادر لوهلة لأنه أخذ منهم ، وأبتعدت عنه تجاوبه : بخير الحمدلله أنت كيفك؟
هز راسه بالإيجاب يلف بنظرة لأمة يعطيها مفتاح السيارة : أركبوا وأنا بجيب الشناط وبجيكم
بيطول جلوسهم هالمرة لأجل غير مسمى هذا اللي متأكد منه ..
-
-
ربع وقته يمر بإنغماسة بالشغل والبقية كلّها إنغماس فيها
كان نظرة كله عليها على تحركاتها وعلى إجتهادها اللي يشوفه واللي كان سبب أولي بحُبه لها ، أبتسمت غدير من رفعت عينها عن اللابتوب ولمحت عينه عليها : ركز بالشغل إذا مُمكن
تنهد لثواني ينزل القلم على الطاولة ووقف : لايمكن وأنتِ كذا قدامي
أبتسمت من وقف خلف كرسيها ومن حسّت بثقل كفوفه على كتفها ، ولفت راسها له تبتسم من أنحنى يقبّل خدها : جلوسنا كذا بنفس المكتب تذكرني بأيامنا الأولى سوا ، أحبك لأنك لبيت رغبتي وبديت تستقر هنا
أبتسم جسّار يقبل خدها من جديد يروي جفافه بقربها ووصل لمبتغاه
وصل لثغرها يقبّله لحد الإرتواء وماينتبه لطول مُدته إلا من أبتعدت غدير تاخذ نفس ، وتاخذ كفّه تثبّت قلبها عن طريق كفه ، من شدّت بقبضتها على يدّه توضح له مدى تأثير قربه عليها ، توضح له طغيان مشاعرها وقت يقرّب منها بهالشكل
-
-
سحبت كرسي مكتبها تثبته أمام شباكها ، وفتحت الستاير بعدها ، فتحتها تسمح لشعاع الشمس بدخول بستانها تسمح لنفسها بأخذ الطاقة من شعاع شمسها ، وأبتسمت لأن الشمس تلسع جلدها ولا زالت مُصرة وودّها تجلس بهالمكان ، رفعت رجولها لصدرها تضمهم لها ، ورفعت جوالها بعدها لمدى نظرها تنتظر منه رسالة أخرى لكن ماوصلتها للآن ، تعرف أنه رايح ياخذ أمه من المطار لهالسبب يهدى شوي من نبضها ، لفت بنظرها للباب ، تبتسم من دخلت ليلى : أهلين!
تنهدت ليلى لثواني تنطق بتساؤل : صحيح اللي سمعته ؟
عقدت وتر حاجبها بأستغراب : على حسب اللي سمعتيه وش سمعتي؟
تنهدت ليلى تقرّب منها توقف قدام الشباك وقدام نظرها ، وهمست : رماح بيطلبك بكرة؟
سكنت لوهلة ترجع ظهرها للخلف ، وبعدت شعرها عن ملامحها تشتت نظرها عنها : صح
عضت ليلى شفتها بغضب تتقدم ناحيتها تلف وجهها لها تثبت نظرها وسط عينها اللي ماسكنت ترجف وتشوف رجفة الخوف داخل عينها : حطي عينك بعيني أول وقوليلي أنتِ مستوعبة وش بيصير بعدما أبوك يدري؟
هزت وتر راسها بالإيجاب وبعدت يدّ ليلى عن دقنها : مستوعبة وش بيصير
تنهدت ليلى بإسى تمسح ملامحها تحاول تثبت نفسها : وتر ماما ..نهايتكم واضحة ومرسومة ليه تدخلين بدوامة عذاب جديدة ؟ حربك بتصير مع أبوك هالمرة مع أبوووك!
تنهدت وتر توقف تتمتم بأنفعال : مابتصير حرب لو ماعرف ! لاتقولين له عن شيء ومابتصير حرب
هزت راسها بالنفي : ظنك أبوك جاهل ؟ ظنك لو مرت السنتين وأنتِ ماحطيتي حفيّدة بحضنه مابيفهم؟لاتعيشون بتوتر من وصولكم لهاليوم! أن ماقلتي أنتِ أنا بقولـ..
قاطعتها وتر من رجعت تنفعل من جديد ، وبغضب أكبر وأكبر هالمرة : تنهين وجودك بحياتي لو نطقتي بحرف واحد له ! تنهينها وما أشوفك أعظم نعم ربي علي لو تكلمتي ! أنا أعرف وش أبي ومستعدة لكل الجاي!
هزت راسها بالنفي تحاوط أكتافها تحاولها : وتر أفهمي! أفهمي طريقكم مليان شوك وجمر نهايتكم هلاك لأثنينكم بتتعلقين فيه أكثر وبتعلقينه فيك وبيجبركم أبوك على الإنفصال! بتتعلقين بسراب ذكرياتك معاه! طيب نقول أبوك مايهمك كيف بيكون شعور أخوانك وقت يعرفون؟ كيف بيكون شعور متعب لو عرف أن صديق عمرة غدرة وكذب عليه وأخذك رغم معرفته بالعذاب المستمر اللي بتعيشون به؟
تنهدت وتر بغضب تبعد كفوف ليلى عن كتفها : مايهموني! مايهمني أحد ، وقت يصير الموضوع رغباتهم ياخذون اللي يبونه لكن أنا ؟ ضدي بكل شيء شوفي ولدك ضيع سنتين من عمرة وراء غروب وراء اللي هو يبغى ووصل لها وأخذها صار وقت أنانيتي الحين! مشكلتهم يحلونها بينهم أنا ما عاد يهمني أحد !
ماكان من ليلى الفهم أبد لهالسبب تمتمت بإستغراب : شتخثردين به؟ أي سنتين وأي ضياع؟
تنهدت وتر تجلس على الكرسي ترفع شعرها لفوق : مادري ماعرف وش قلت من عصبيتي لاتهتمين لكلامي
تنهدت ليلى لثواني تنحني عندها : مابي أضغط عليك الحين لكن فكري بكلامي وتر فكري فيه زين وأختاري نار قربه ولا حرب أبوك؟
تمتمت بكلامها ووقفت تترك وتر بحيرة كبيرة -نار قربه- قاصدة فيها بأنها مابتعيش معاه مرتاحة ، وحرب أبوها وقت يعرف بعقم رماح ، تنهدت لثواني تفتح جوالها وحسابها على الإنستقرام ، الحساب اللي كانت تراقب فيه حساب رماح وكل ظنها بأنه مايعرفها فيه ، لهالسبب هي تاخذ راحتها بزيـادة ، نزلت تحت بالبوستات لحد صورة لكوب معينة كوب هي تحبها لأنه سطر داخلها شطر من قصيدة فيها أسمة " أرسل رماح الهوى وارسل سيوفه يشتهيك القلب في كل الطواري" هالشطر يذكرها فيها هي معاه ، كيف أنه كان يُرسل سيوفه وكيف أن قلبها يشتهيه بكل الطواري ، حربها مع أبوها ماعاشتها ولا مرة من مرات حياتها لهالسبب هي ماتعرف صعوبة هالشعور كثر معرفتها بصعوبة بُعد رماح عنها : كل شيء يتغير وكل شيء يتصلح مثل ما متعب صار شخص جديد بسبب غروب ، رماح بيتعالج وبكمل باقي سنيني معاه
هي ربطت تغيير متعب بعلاج رماح من صعوبة أثنينهم ، ولأن ماكان بداخلها تصور بيوم أن متعب شخص حنون من شدّة صرامته وصعوبة التعامل معه ، ولأنه مايعرفها ولاتشوفه إلا بالوقت اللي يحتاجها فيه ولشيء يخص"غروب"
-
-
عقدت بيادر حاجبها بأستغراب من ماكانت شنطتها موجودة بالعربة اللي يدفها رماح ، ونزلت من السيارة تمتم بتساؤل : رماح شنطتي البنية وينها؟
رفع كتفه بعدم معرفة ونزل نظرة للشنط يتأكد من عددهم : هنا فيه أربع شنط بس ماشفت شنطة بنية معهم
تنهدت بيادر لثواني تعدل عبايتها : بروح أتاكد
هز رماح راسة بالنفي : أنا بروح
قاطعته بيادر من هزت راسها بالنفي تنطق بإصرار : لا مابتعرفها أنا بجيبها وبجي مابطول
هز راسه بالإيجاب ، وتوجهت هي مباشرة لصالة الأمتعة ومن أول دخولها للصالة لمحت شنطتها بيد شخص أخر هي ماتنتبه لا على شكله ولا على هيئتة كل تركيزها كان على اللي بيدة ، توجهت له ووقفت أمامه تقاطع كل طريقة من تمتمت بأستغراب : لوسمحت شنطتي !
عقد حاجبه لوهلة ينزل نظرة للشنطة ورفع نظرة لها : من قال؟
تنهدت بيادر ترفع نظرها له ، مصدعة من أول ركوبها للطيارة وبيزيد صداعها لو تجادلت معاه : أنا أعرف شنطتي ! لو بتسرق أسرق سرقة محترمة ولا تبقى بمكان جريمتك ! أختفي عن الأنظار عالأقل! خصوصًا لو كنت سارق شيء كبير نفس شنطتي مثلًا!
رفع حاجبه بتعجب يبتسم لثواني : عندك خبرة واضح ، هذي أول سرقة لي عشان كذا ماعرفت أتصرف صح
زفرت بسخرية تتكتف : سخيف مره ! رجعها بس!
ضحك بذهول يهز راسه بالإيجاب يدفها ناحيتها : سمي طال عمرك أي شيء ثاني؟
رفعت حاجبها لوهلة تناظرة من الأعلى للأسفل وتنهدت لثواني تنزل الشنطة عالأرض تفتحها قدامة لأن ماودها بغلط ، وأبتسمت بسخرية تسكرها من كانت فعلًا شنطتها : وبكل ثقة يقول من قال! حقتي أعرفها!
أبتسم لثواني لأنها ماسمحت له يبرر من سحبت شنطتها وتوجهت للمخرج يسمع همسها ولايعرف بأيش تهمس لكنه متأكد تشتمه
-
-
كانت تناظر المكان بذهول ، ماتستوعب سبب وجودهم بمحل المجوهرات بدل البيت وتسرقها مليون فكرة وماودها تصدق وحدة منهم ، تمتمت صِبا بتساؤل لرماح : ليش يعني محل مجوهرات الحين ؟
أبتسم رماح لثواني يجلس على الكنبة : أبيك تختارين شيء على ذوق وتر
ظنت بأنها سمعت غلط وتمتمت بعدم إستيعاب ترمش من ذهولها : كيف ؟
أبتسم رماح يأشر على الصائغ يجي : بنخطب وتر
شهقت صبا بذهول تغطي شفايفها ، ولفت بيادر بنظرها لزينب ، تنطق بتساؤل ومُناها تكذب هالخبر : ماما ؟
أبتسمت زينب بتكلف تهز راسها بالإيجاب : بنخطبها
تقدم الصائغ بهاللحظة ينهي حديثهم من تمتم : أحدس كولكشن عنّا أستاز رماح أن شاء الله تلائوا شيء ع زوئكن
قدم رماح أعلى جسدة للأمام يتأمل لمعان وإختلاف المجوهرات عنده يتأملهم بحيرة من كثر الجمال ومن أنه يتخيل كل قطعة عليها ، لف بنظرة لصِبا جنبه : أي وحدة ظنك بتعجبها ؟
ماكانت قادرة تجاوب من عدم إستيعابها لشيء ، وأخذ نفس هو يرجع نظرة للمجوهرات يتحسس فكة : ولا ناخذهم كلهم ؟ تحب الذهب هي ولا الألماس؟
أبتسمت صبا بعدم إستيعاب تناظر كل شيء بذهول : أحلم أنا صح ؟ رماح وش يصير ؟
تنهد رماح يرجع ظهرة للخلف ، يحاول يعيش لحظته بسعادة لكنهم مايساعدونه : وش المو مفهوم عندكم؟ قلت لك بصريح العبارة بنخطب وتر!
زفرت بيادر لثواني : وأبوها موافق؟ هي موافقة؟ متعب سُهيل موافقين ؟
شدّ ذراع الكنبة بغضب يأشر للصائغ بمعنى"روح" وتركهم يسمح لغضب رماح بالخروج : ليه وش يمنعهم يوافقون؟
ماكان يعرف بأنهم يعرفون عن عُقمة لهالسبب ردة الفعل هذي منهم مُستنكرة عندة ، هزت بيادر راسها بالنفي توقف تثبت شنطتها على كتفها : أنا مو معاكم بهالمسخرة ، أنسحب
كل ظنها بأنهم بيردونه ويرفضون لهالسبب هي ماودها تكون شريكة بهالمسخرة ، وقف رماح يرتفع صوته من غضبه : أي مسخـرة ؟ بيادر أوقفي مكانك وأنطقي!
وقفت خطوتها وما ألتفتت له تنطق بتنهيدة : أنا وأنت وصِبا وماما نعرف أنهم مابيوافقون عليك ليش تروح تفشل نفسك وتفشلنا ؟  على الأقل نروح نطلب وحنا على بينة ومتأكدين أنهم بيوافقون!
وقفت زينب من حسّت بشرارات غضب رماح توصلها ، من حست بإنه بيفرغ كل غضبه فيها ، ووقفت بينهم وقدام رماح لايوصلها : أركبي السيارة بيادر الحين!
تأففت بغضب وخرجت من المحل ، خرجت وهي معكرة كل صفوه ، ورجع يجلس على الكنبة بغضب رجع يشد شعرة من غضبه : قلتي لهم صح ؟
كان سؤاله موجة لزينـب : أقول لمين ؟
تنهد رماح ينزل نظرة للأرض : قلتي لصِبا وبيادر أن ولدك به عيب وعقيم ؟
عضت شفتها تمنع فيضان دموعها ، ووقفت صِبا تهز راسها بالنفي تقرب منه : لاتعصب على الشخص الغلط رماح ، أنا سمعتكم وأنا اللي قلت لبيادر ماما ماقالت لنا شيء حفظت سرّك اللي مارضيت تشاركنا فيه نشيل عنك لو ربع همّه
نزلت نظرها للأسفل من رفع عينه لها تشوف إنكسارة بعينه ، تشوف ثقل وحساسية الموضوع عليه وماودها تحط عينها بعينه أبد ، تنهدت لثواني لأنه صامت مايتكلم ولا تشوف منه ردة فعل ، وتقدمت له تجلس على ذراع الكنبة اللي هو عليها وثبتت أناملها على كتفه بحذر وخوف من الهدوء اللي تلبّسه بلحظة : أنا معك رماح بكل خطوة تمشيها لوتر .. بتخطبها ؟ أخطب أنا معك وأكفي عن اللي مايبغى يجي
تنهدت لثواني تنزل نظرها لقطع المجوهرات وأبتسمت تاخذ علبة من بينهم تثبتها قدام نظر رماح : تحب المجوهرات أكثر ، ويعجبها الياقوت الأزرق
-
-
دخل صقر الإستراحة وتأفف لثواني من لمح سُهيل بحال يرثى له عالكنبة من كان حاضن المسندة وحوالينه كومة من علب المشروبات الغازية وأكواب الشاي : سُهيل قم
زفر سُهيل يلف للجهة الثانية يتجاهله ، وتنهد سُهيل يسحب اللحاف عنه : سُهيل لاتتوغدن وقم ! أبوك داق علي يدورك ومن صوته معصب بغى يثور علي بالله قم
فتح عيونه من صار طاري أبوه وتمتم بسخرية : ألعب غيرها أبوي أنا يدورني؟
رفع صقر حاجبه بأستغراب : ليش مايدورك؟ والله أنه داق علي شف سجل الإتصالات عشان تتأكد
أشر له سُهيل بعيونه على الجوال وتمتم بتشكيك : ورني
تنهد صقر يطلع الجوال من جيبة يوريه ، وتأفف سُهيل من لمح رقم أبوه بين أخر المكالمات ووقف ياخذ ثوبه من على الكنبة وتمتم بينما هو يلبسه : خاوني
رفع صقر حاجبه لثواني يبتسم ، وتقدم ناحيته يفتح ذراعة له : يالذروق ذال منه؟ تعالي ياحبيبتي بحضني تعالي أحميك من وحشية العالم
عض سُهيل شفته بغضب يرمية بعلبة المنديل ، ودفه  للخلف من قرب له بيحضنه : أذلف عني
ضحك صقر يضرب صدرة : أحتمي بصدري ولاتخافين من أحد
عض سُهيل سبابته بغضب يتقدم ناحيته ، وضحك صقر يتراجع للخلف يأشر له بيدة بمعنى "أستستلم" : خلاص يارجل توبة !
-
-
كان جالس على الكنبة ونظرة كله عليها ، كيف كانت تمرر أناملها على مُنحنيات جسدها ، وكيف أنها تعدل شعرها بكل حركة ، لفت بنظرها له تزيد سكرات موته : سعود كبرت صح ؟
أبتسم بذهول يهز راسه بالنفي ، ووقف يتوجه لها يوقف خلفها ويمينه على خصرها : لو ملاك الشيب للحين أشوفك دلوعتي
رفعت حاجبها لوهلة تلف بنظرها له : طلعت لي خُصلات بيضاء ؟
أبتسم سعود بذهول يهز راسه بالنفي : لا ! أقولك لو لو يعني إحتمال
ميلت شفايفها لثواني ورجعت نظرها للمرايا : تحسب لك هذي على فكرة
أبتسم سعود لثواني يقبّل عنقها واخذ نفس : أي عدد وصلت له نقاطي عندك؟
أبتسمت ودّ تثبت كفها فوق كفه : لحد الآن عشر الآف نقطة
أبتسم سعود لوهلة يرفع نظرة لإنعكاسهم : كل هالمرات غازلتك فيها ؟
هزت وِدّ راسها بالنفي تضحك : الرقم كان عشوائي من عندي ، من كثرها وقفت أعدها
أبتسم سعود يتراجع خطوة للخلف ، وألتفتت هي له بأستغراب وضحكت بذهول من مد يده لها : راقصيني حُلوتي
عضت شفّتها لثواني تثبت كفها فوق كفّه ، سُلبت كلّها لشاعرية المكان ، من خُفوت نور الغرفة إلى تسلل أشعة الشمس للداخل ، وسكن ثغرها لوهلة من شدّها له يحاوط خصرها من الخلف ، ورفعت نظرها له تبتسم : مو كانت الرقصة وحنا بعاد ؟ ليش عدمت المسافات الحين؟
أبتسم سعود لثواني ينزل راسه لها ، ينزله لحد ماتلامس جبينها وجبينه : نخترق القوانين ؟ كل شيء إلا البُعد
عضّت شفتها لثواني لأنه شال يده عنها بمجرد ماسمع صوت الباب ، وأبتسم ينزل عالأرض من كانت هبة : بنتي!
أبتسمت هبة تحضنه : بابا
جلّسها على فخذة ورفع نظرة لوِدّ : أخوك وينه؟
رفعت هبة كتفها بعدم معرفة وأبتسم هو يعدل لها شعرها : روحي صحيه أكيد نايم
هزت هبة راسها بالإيجاب وخرجت من الغرفة ، وتنحنح هو يوقف : أشوف القوانين رجعت لما دخلت بنتي
تنحنح سعود لثواني يتحسس جبينه ، وأبتسمت هي تربت على كتفه : راقصني بوقت ثاني
-
أخذت نفسّ وزفرته ترفع نظرها للمبنى قدامها : يلا غُروب أنتِ قوية
عضت شفّتها لثواني تشدّ على كفّها : ليش لازم أراضيك المفروض العكس
نزلت غروب نظرها لبياض كعبها وتأففت بيأس: وصلتي هنا وبترجعين؟
جرّت خطواتها للداخل وماوقفت خطوتها أبد تشوف الأنظار المُستغربة عليها وما ألتفتت لهم ووقفت خطوتها من وصلت لباب مكتبة وهمست: متعب أنا آسفة لأني طردتك بهالشكل
هزت راسها بالنفي تعدل طرحتها وتمتمت : مو حلو جربي شيء ثاني
ماقدرت تفكر بإعتذار ثاني من فُتح باب مكتبة ترجع خطواتها للخلف ، وعقد حاجبه بتعجب من وجودها وتمتمت هي له بهمس : مِتعب
أخذ نفس يثبت يسارة على طرف الجدار ، وأبتسمت هي ترفع بوكس الكيك قدام نظرة : جبت معاي كيك ناكل سوا داخل ؟
رفع حاجبه لوهله ، وأبتسمت هي بحرج تقرب منه لأنه ماجاوبها : خلص دخلني متعب واقفة كذا عالباب يرضيك ؟
تراجع خطوة للخلف ودخلت هي تشيل طرحتها تتنفس : دخلتك من أوسع أبوابي
بلعت ريقها لثواني لأنها تتوقع باقي حديثة " وطلعتيني من أضيق أبوابك" عضت شفتها لثواني من حست بقُرب خطواته لها وأبتسمت تلف له : تعنيت وجيت عشانك قدر هالشيء
رفع مِتعب حاجبه لوهله ، وأبتسمت هي تقرب منه تعدل له إزارير ثوبه : آسفة..
رفعت نظرها له ترمش ، وزفرت تنطق من طال صمته : ماكان لازم تتمادى بمطبخ ماما ! فرضًا دخلت علينا ؟
تنهد لثواني يقرّبها له : مايهمني
عضّت شفتها لثواني تحاول تبعد يده عن ظهرها : أنا يهمني !
تركها وأخذت غروب نفس من توجه لكورنر القهوة : لا تسويلي قهوة
رفع حاجبه بتعجب يلف بنظرة لها ، وشتت هي نظرها عنه تجلس على الكنبة : تخوفني نظراتك لاتناظرني فجأة
تلون طرف ثغرة لثواني وتمتم : طبيعي هالخوف وأنتِ على غلط
مثلت أنها ماسمعت ووقفت تناظر الأوراق على مكتبة ، وعقدت حاجبها لوهلة من لمحت مجلة بين الملفات ، وأبتسمت لثواني من فتحت أول صفحاتها وكان فيها صورة بنت ، وتمتمت بهمس : بقلب الموضوع عليك
عدلت ملامحها تمثل الغضب وتوجهت له تتمتم بعصبية : متعب هذا وش؟
عقد حاجبه بأستغراب ولف بنظرة لها ، وأخذ نفس يمسح الرخام عن بقايا البُن : مناديل
عضت شفتها تمنع أبتسامتها ، وتنحنحت : لاتمزح معي سألتك سؤال واضح جاوبني !
لف متعب بنظرة لها يتمتم بسخرية : وش تشوفينه ؟
زفرت بغضب ترميها عالأرض : شفت صور بنات داخله !
رفع متعب حاجبه لوهلة ، ونطق بسخرية لأنه كاشفها : لقيتي ثغرة؟
تنهدت غروب بيأس تحاوط ذراعه : مِتعب خلاص ماكنت بوعيي
سحب ذراعة منها وتوجة لمكتبة من جهز كوبه وزفرت غروب تسبقه تجلس قبله على كرسيه وأبتسمت تناظرة: لاتتجاهلني مرة ثانية
نزل كوبه على الطاولة وسحب كرسيها له يحاوط الكرسي بذراعينه : أعتذري
غُروب : آسفه
هز راسه بالنفي :لا ماهو كذا ، كملي اللي وقفتيه بنصه
شهقت بذهول تغطي شفايفها ورجعت ظهرها للخلف : بمكتبك متعب !!
-

أنتِ بين النفس والهوىWhere stories live. Discover now