الجزء 20

10.8K 220 19
                                    

أبتسمت وتر تهز راسها بالإيجاب : حتى أن عنده قطع أثريه وأسلحة قديمة صارله مُدة يجمعها بالمحمية !
لفت غُروب بنظرها لها لثواني تبتسم بذهول : قصدك بالقلعه حقته ؟
أبتسمت وتر تهز راسها بالإيجاب : يعني شفتيها !
أبتسمت غُروب لثواني تشتت نظرها تمرها ذكرى القلعة تمرها بشكل سيئ ونطقت : شفتها بس ماتعمقنا فيها بزيـــادة ماكان فيه وقت
ميّلت شفايفها لثواني ، وأبتسمت غُروب من لمحت الفازة والنبته اللي داخلها : ماكنت أعرف أنه يهتم بالنباتات !
ضحكت وتر بسخرية : تحسينه يموّت كل النباتات بدال لايحييها ؟
هزت غُروب راسها بالنفي تبتسم : لا طبعًا ! بس ماعرف حسيت يدّه خشنه وقاسية ماتصلح لرقة النباتات
أبتسمت وتر لثواني : نفس المعنى لكن بشكل ألطف
أبتسمت غُروب لثواني ترجع شعرها للخلف : لوسمحتي أنا يحق لي أغلط أنتِ لا
ضحكت وتر بذهول ، ووقفت حروفها بجوفها بلحظة ، من سمعت صوت خطوات يسكن ثغرها : متعب جاء ! خبيني بسرعة !
أبتسمت غُروب بذهول لأنها تخبت خلفها فعليًا ، ولأنها سمعت صوت بس وماهي متأكدة هو أو لا : يمكن مو متعب طيب ! ليش هالخوف ؟
أبتسمت وتر بسخرية : أعرف صوت خطواته ، أصلًا حتى لو ماسمعت صوتها يجيني شعور أنه جاي !
سكن ثغرها تدريجيًا من لمحته ، كان هو وماكذّب أحساس وتر ، وقفت خطوته من لمحها هي بوسط ظلام غُرفته وخفوتها كانت مُشعة ، وسط دُجى طريقة كانت هي النور بنهايته ، ماتضيع النظرة بينهم ، ماتضيع شرارة الحُب اللي يتبادلونها بينهم ، وتنحنحت وتر لثواني تبتعد عن غُروب : فيه ثالث هنا ، إذا مو ملاحظين
عضت وتر شفتها تشتت نظرها عنه ، وتمتم متعب بتنهيدة : وش تسوون هنا ؟
بلعت وتر ريقها لثواني تأشر على غُروب : غُروب ! هي اللي أصرت علي ! قلت لها متعب مايحب بس هي رفضت وأصرت تدخل غرفتك !
رفعت غُروب حاجبها بذهول تلف بنظرها لها ، وتنحنحت وتر تتوجه للباب تهرب منهم : بما أني وريتك غرفته بطلع ماله داعي وجودي هنا
كانت تناظرها بذهول ، باعتها بأول فرصة ، وماحست بتقدمه ناحيتها ، ماحست بوجودة أمامها إلا من حاوط خصرها ، ومن رفع يدّه لها يرجع ملامحها له ، تناظرة هو بدل وتر : لو طلبتيني وريتك ، وخليتك تجربين بعد
عقدت حواجبها لوهله ماستوعبت ، وبلحظة كان منها الإستيعاب ، عضت شفتها تتمتم بتساؤل فهمته وتتمنى يكون فهمها غلط لهالسبب تمتمت بتساؤل بتتأكد : وش أجرب ؟
أبتسم يتمتم بعدم مُبالاة هي حستها بنبرته : سريري !
عضت شفتها بغضب تبعد ذراعة عنها ، تتوجه للكنبة يلي عليها عبايتها : وش صار معاك ؟
أبتسم لثواني لأنها تغير الموضوع ولأنها لبست عبايتها بتاخذ جوابها وبتطلبه يرجعها لهالسبب هو ماوده يعطيها جواب واضح : ماصار معي شيء
هزت راسها بالنفي يعصبها : صار معاك !يدك مليانه جروح !
رفع يده يتأمل يده وجروحها لثواني ، ورجع نظرة بعدها لها : يدي ماعليها خوف ، الخوف من دموعك
تجمع رحيق عينها ، تجمع يشوش رؤيتها لهالسبب كان منه هالجواب ، وتمتمت هي بغضب : لاتكلمني بهالأسلوب ! مايعجبني !
رفع حاجبه لوهلة لأن دمعها سال ، وتنهد لثواني يتوجه لها ، يثبت كفه على خدها ، يمسح دمعها بأبهامه : خدك المليان ماهو حق دموع
يستشعر نعومة خدها بهاللحظة ، يستشعر الفروق بينهم
وأنحنى لها لحظة لمعان عينها أنحنى يقبّل خدّها لثوانـي طالت .
-
-
~ قبل بوقت
توه عرف البيت لمين وصاحبة مين ، توه يفهم من نزلت هي من السماء بسوادها ، نزلت تسلبه من شعورة ، وتنجيه من غرقه ، وأبتسم لثواني لأنها طاحت على رجلها ولأنها صرخت من ألمها وما إنتبهت على وجودة للآن : وش هاليوم اللي بدايته نكد !
عضت شفتها من ألم ركبتها ، ووقفت تعدل شنطتها على ظهرها : لو أرتاح منك بس !
ماقدر ينبهها على وجودة ، ماقدر لأن كل ماغمضت له عين طرت عليه وتر ، صد بنظرة عنها يحس بغلطته ، يستوعبها ووقف بصعوبه يتنهد سوء شعوره ، كانوا يمشون بطُرق معاكسة لبعضها ، ومالف بنظرة لها أبد ولا هي حست بوجوده تكمل طريقها بهدوء ، ودّه يصلح أغلاطه كلها ودّه يكفر ذنوبه كلها ، وبدايتها كان تخليه عنها هي : شلتك من راسي خلاص ، أسرحي وأمرحي ياباتمان ماعاد بتشوفيني وأنتِ مو حلالي
-
-
كان يمر يومه عادي وأمسه مثل باكرة مايستجد شيء بأيامه أبد ، من بعد ماشهد على عقد قران غُروب ومتعب ماصار حدث مُهم بحياته أبد وقف يتوجه للحمام -تكرمون- يفتح المويا وبلل ملامحه بعدها ، يتأمل أنعكاسة بالمرايا : من يرجع لوني عندك ياغروب ؟ من يرجعني عمك ياغروب ؟
أخذ نفس لثواني ينزل نظرة للمغسلة ، يتأمل إنهمار الماء ، ويتذكر ماضيه وأيامه ، يتذكر رهبته وخوفه من بدر ، من صغرة كان يهابه ماكان شخص عادي مثل غيرة ، كل تصرفاته ونظراته تُرهبه وتُرهب أهله بالمثل ، عض شفته بغضب من تذكر ليلة الحادثة من تذكر غضب بدر من رفض عمّه سيف له ، من تمتم بسخرية بعد مارفضه وسط مجلس ماكان فيه إلا أعمامه وجدة : يا أما تكون غُروب لي ولا روحها لي !
عقد سيـف حواجبه بأستغراب : وش تقصد؟
أبتسم بدر لثواني يطلع سلاحة من جيبه يعشقه قدام عينهم : بذبحها وباخذ روحها لي ، أن ماجاز لك وأن جاز !
عض سيف شفته بغضب يوقف : أنت مجنون ! مجنـون! أترك اللي بيدك وأعقل !
أبتسم بدر لثواني يتأمل سلاحة : مجنون ببنتك ياعمي القرار بيدك غروب ولا روحها ؟
عض سـيف شفته بغضب تراكم يشد أعصابه ووقف يتوجه له ، وقف ومعاه بُركانه الثاير يبغاها مذبحة هو راضي لكن بنته مايصير لها شيء ، وتصلبّت كل حركته لحظة وقوف خالد قدامه يمنعه بنبرة مُرتجية : تكفى ياخوي أتركه ! وعطه اللي يبي ! مانت خسران شيء !
لف بنظر له بذهول ، لف شرارة غضبه له وتمتم بحدّة : يخسي ! يخسي يطولـها ! بالقاع هو غاطس بسوادة مايوصل سماء بنتي فاهـم !
ماقدر يبقى على صمته ماقدر رغم خوفه الشديد من ولده ومن حالة ولدة بهاللحظة وتمتم أحمد بربكة بينما هو يمسح جبينه من تعرّق : بدر أكسر الشر ! تعوذ من إبليس تكفى . أنا باقنع عمك بكلمه بس أترك اللي بيدك الشيطان حاضر موجود بيننا !
كان عدواني بشكل يُرهبهم ، سوابقه تضُعف أبوه قدامه ، كسر له يدّ ولازال أحمد يحس بألمها وماكانت هي النقطة السوداء الوحيدة بصفحته ، كسر روس كثيرة قبله ، ومع كل سواد بصفحتة هو يزيد تعجبهم منه يزيد خوفهم منه لأنه يبتسم بتشفيّ ولا يندم بكل مراته ، تمتم ببرود يتجاهل كل حديث أبوه : أخر مرة بسألك ياعمي ! شف للحين أقولك عمي عشان بنتك بس ، بتزوجني غُروب ولا أخذ روحها ؟
دف خالد عنه وتراجعت خطوة خالد لكنه رجع بنفس اللحظة يمنعه بصعوبة ، وسط حريق داخله كان يحاول يوقفّه : تخسى وتعقـب يا*** تخسى!
هز بدر راسه بالإيجاب يتنهد لثواني : أنت اللي جنيت على نفسك ، حديتني على الردى ياعمي
تمتم بكلامه ورجع يرفع السلاح ناحيته ، وأبتسم بسخرية من صوّب الفوهة على راس سيف بالضبط يشوف ربكة الكل يحس بنبضهم وتعجبه رهبتهم منه يحسسه بالقوة ، وصرخ أحمد من أرتفع سلاحه يتوجه ناحيته وتمتم قبل يوصله : بـدر لاتسويــها ! عمك هذا عمك !
كل هذا كان تحت نظرات راشد ، راشد اللي كان عاجز عن الحراك من ألم أيسره من أختناقه الشديد ، وبلحظة وحدة رجفت القلوب ، رجفت من صوت الرصاصة يلي أنتشر صداها بكل البيت ، أنتشر يهز ثبات كل من كان بداخله ثبات

أنتِ بين النفس والهوىWhere stories live. Discover now