17_ الألم

70 5 44
                                    

'لارا روفالي: "بينما كنت أحاول إيجاد ابن فقدت اثنان'

..................................................................................

كأي فتاة فقدت أمها عند ولادتها وانشغل أبوها برحلات العمل ونسي الاعتناء بابنته، أنا أيضا كنت منعزلة عن العالم، كنت في عالمي أنا، عالم لايوجد به ضحك او ابتسامات، يوجد به فقط الهدوء،

أصبح عمري 17عاما الآن، لم أكون صداقات يوما، لم ارتبط يوما، حتى أنني لاأذكر متى آخر مرة ضحكت بها،
لكنني لسبب ما كنت سعيدة بعالمي، الموسيقى والكتب كانت بإمكانها أن تنسيني وتعزلني عن العالم،

رن جرس آخر حصة، وضعت سماعاتي باذناي وحقيبتي بظهري لأشرع كي أعود للبيت،
كانت المدرسة فاضية تقريبا، فمعظم التلاميذ كانو بالمهرجان السنوي الخاص بالربيع،

سمعت ضجيجا يأتي من الساحة لأنزع أحد سماعاتي واتقدم من هناك بخفة، توقفت عندما لمحتك، كان أبوك يوبخك بشدة لأنك رسبت بالامتحان مرة أخرى،
لأول مرة بحياتي ضحكت بصدق، كانت بسببك،

منذ ذاك اليوم بدأت اتبعك في كل مكان، علمت أنك مهتم بالموسيقى أيضا، كنت ضمن قسم الموسيقى بتخصص الغيتار، لم يكن هذا الشيء الوحيد الذي عرفته عنك جانير روفالي، عائلتك، أصدقائك، حتى حبيباتك، عرفت عنك كل شيء، ربما أكون مهووسة بك، لكنك تجعلني سعيدة،
وهذا كان كافٍ بالنسبة لي،

تجاهلت أخطائك، تنمرك على بعض التلاميذ، غيابك عن معظم الحصص، سرقتك للامتحانات، الغش،
حتى انقلابك ضدي "ألاتستطيعين مسامحتها فحسب ياهذه، لما تعقدين الأمور كثيرا، لقد كانت تمزح معك،"
لقد جرحتني ذاك اليوم لكنني تجاهلت هذا أيضا،
لأنني وبكل بساطة كنت واقعة بحبك مثل المجانين،
كلانا كان أعمى جانير، أنا لم ار غيرك، وأنت لم ترني،

كنت أفضل الأماكن التي لايزورها أحد بالمدرسة،
كنت أجلس هناك غالبا وأقرأ كتبي، كنت أظن أن الأمر بدون فائدة لكنني كنت مخطأة،
سمعت الباب فتح لأنهض بسرعة ظنا أنه الاستاذ،
لكنني صدمت عندما رأيتك تغلق الباب بسرعة،

نظر لها بتوتر ليتقدم منها بسرعة ويضع يده على فمها،
تنهد جانير بتوتر ليقول "لاتصدري صوتا رجاءً، لبضع ثوانٍ فحسب، ارجوك،"
لم تجبه ليومأ لها ويضيف "سأبعد يدي الآن حسنا، لاتصرخي، 1...2..3،"

أبعد يده عن فمها ليتنهد بارتياح عندما رأى سكونها،
بعد بضع دقائق فتح الباب ليطل وينظر من كلا الجانبين ليرى إن كان قد ذهب،
عاد ليمسك يدي ويسحبني خارجا بسرعة بينما يركض،
بدأت بالركض معه كي لاأقع، بدون أن افكر حتى إلى أين كان يأخذني، لأنني كنت في قمة سعادتي!!

وقفنا بالساحة ليترك يدي ويضع يديه على ركبتيه ليلهث بتعب، نهض لينظر لي ويقول بهدوء "شكرا لك،"
قرأ اسمي ليضيف "لارا، شكرا لك لارا،"
أومأت له بهدوء بدون قول أي شيء ليعقد حاجبيه بعدم رضا ويقول " هل هناك شيء يزعجك؟،"

نظرة واحدةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن