30_ مراحل الحزن

35 2 6
                                    

' حبيبتي أنت إخترت الألم لأنك لا تعرفيني أنت فقط تعرفين إسمي '

..................................................................................

ابتسم ليفان ليقول بهدوء "أختي العزيزة، هل اشتقت لي"
نظرت له بعدم تصديق بعدما تخطت صدمتها لتقول ببرود
"لاطبعا، أين كنت طوال ذاك الوقت، أيها الوغد، لم تأتي إلى جنازة أخوك الكبير حتى، نذل"

ضحك بخفة ليعانقها ويقول "لنقل أنه كان لدي اسبابي"
ابعدته عنها بعد ثواني لتقول "أي أسباب هذه قد تجعلك لاتحضر جنازة أخوك،" تنهد ليضع يديه بجيوب بنطاله الأسود بينما يقول "زوجتي ماتت أيضا، كان علي توقيع استمارة للتبرع بقلبها لأنها كانت رغبتها قبل وفاتها،" هل هذا سبب مقنع كفاية؟"

فتحت عينيها بصدمة لتقول "ماذا؟!، لما لم تخبرنا إذا؟"
نظر لها بعدم تصديق ليقول ببرود "ربما لأنك حظرتني"
تنهدت باستسلام لتعيد شعرها للخلف وتقول بهدوء
"ماذا عن ابنتك، لم تتركها هناك، أليس كذلك؟"

نفى برأسه ليقول "لست عديم المشاعر لتلك الدرجة،"
تنحى جانبا تزامنا مع إنهاء كلامة لتظهر فتاة صغيرة تقف خلفه، طولها لايتجاوز خصره، ذات شعر قصير اشقر، وعينان خصرويتان لامعان، بالإضافة لوجنتيها المنتخفة والمحمرة، والتي جعلت شكلها يبدو لطيفا كثيرا، تمسك حقيبتها الوردية الصغيرة بينما تنظر لعمتها.

نظرت لها جيزيل بشرود لتقول "إنها لاتشبهك بتاتا، جميلة جدا، لابد أنها تشبه أمها"
ضحك بعدم تصديق ليقول بغضب طفيف "بالطبع هي تشبهني، انظري لعيناها، أليست نسخة عن عيناي أنا،"
نفت برأسها لتقول بهدوء "لا، عيونها خضراء بينما أنت عيونك سوداء"

بعثر شعره الأسود بانزعاج ليقول "أتحدث عن اللمعان"
ضحكت بعدم تصديق لتنحني للفتاة وتقول "أهلا بك جميلتي، إشتقت إليك كثيرا ايدا"
ابتسمت بلطف لتظهر غمازتها بينما تقول بسعادة "أنا أيضا اشتقت لك كثيرا عمتي"

قاطعهما ليفان ليقول بهدوء محدثا ابنته "اميرتي، أنا سأذهب الآن، لاتزعجي عمتك وأبناء عمك في غيابي، حسنا، كوني مطيعة، نلتقي صباحا اميرتي"
أومأت له بسرعة لتشير له بيدها الصغيرة بينما تقول "حسنا ابي، وداعا"

نظرت له جيزيل باستغراب لتنهض بسرعة وتقول باستغراب "لم أفهم؟، إلى أين تذهب في هذه الساعة؟"
اختفت ابتسامته فور إعادة نظره لأخته الصغرى ليقول
"لاتقلقي، لن اترك ايدا هنا واهرب، سأعود صباحا"

أنهى كلامه ليغادر بسرعة قبل أن تجيبه وتسأله أسئلتها المزعجة كالعادة، أغلقت جيزيل الباب لتنظر للصغير التي تنزع حذائها بهدوء، ابتسمت بلطف لتقول بخفوت "أنت حقا لاتشبهينه!"

نظرة واحدةWhere stories live. Discover now