الجزء الثاني و العشرون

4.2K 408 9
                                    

  ميااااني بنات عارفة تأخرت عليكم بس كنت منشغلة شوي
أتمنى تستمتعووو   

😘😘😘😘

  كنت واقفت متجمدة في مكاني أردت حقا إبعاد عيناي عنهما و التوقف عن تعذيب نفسي لكني لم أستطع ، ثم أحسست بيد دافئة على كتفي التفت لأجد ندى تبتسم لي ، تركت حزني ورائي و ابتسمت بسعادة من رؤية وجهها:
- اووه ندى .. كنت أبحث عنك .. أرجو ألا تكوني مشغولة
- أنهيت للتو أشغالي و لدي بعض الوقت للراحة
- جيد هل نخرج للتنزه في الحديقة ؟
- هيا..
خرجنا إلى الحديقة فالتفتت يمينا و يسارا ثم قالت لي :
- سمر .. اتبعيني
- إلى أين ؟
- فقط ثقي بي..
تبعتها بينما كانت متجهة إلى خلف مبنى النزل ، كان مكانا خاليا تحيط به السياج ، لكني تفاجأت بها تزيح بعض فروع الشجر لتظهر فتحة كبيرة في السياج ، ثم دخلت و قالت لي :
- هيا سمر .. تعالي
- و لكن هل أنت متأكدة أنه يمكننا الدخول؟
- لا تقلقي .. أنا أعمل هنا منذ مدة طويلة و لم يسبق لأحد أن وجد هذا المكان
تبعتها و دخلت عبر الفتحة ، ثم جلسنا على جذع شجرة ملقية على الأرض ، كان المكان جميلا الكثير من الأشجار العملاقة و المائلة فروعها كانت لها أوراق مخملية معلقة تكاد تجتر على الأرض الخضراء ، قلت لندى و أنا أحوم بعيني في المنظر الخلاب من الدهشة :
- واااو كيف وجدت هذا المكان ؟ إنه حقا جمييل
- لقد وجدته بينما كنت أستكشف النزل ، أنا عادة فتاة تحب التنقيب و البحث في الأشياء ، اتي إلى هنا في ساعات الراحة لأصفي ذهني و أستعيد نشاطي لاستكمال العمل
التفت إليها و قلت :
- و لكن .. أليس من المفترض أن تكوني طالبة ، تبدين يافعة و صغيرة على العمل كخادمة في نزل
تنهدت ندى تنهيدة تحمل في طياتها الكثير من الأوجاع و الأحلام المنكسرة ، و ابتسمت ابتسامة خافتة ، بدت كابتسامة خيبة الأمل ، ثم قالت :
- كنت أدرس بالفعل لكن عائلتي تعاني من الفقر فنحن أسرة كثيرة الأفراد إضافة إلى أنه لدي إخوة صغار يحتاجون إلى إعالتهم .. لهذا قرر والدي جعلي أترك الدراسة و أعمل لأساعده على مصاريفنا ..
شعرت بالأسى على ندى و شعرت بالغضب اتجاه والدها .. كيف يمكن أنه لا يزال هناك أشخاص يجبرون بناتهم على ترك الدراسة في قرن كهذا !!
- و لكن العمل هنا شاق و قد لاحظت أن مسؤول الخدم ذاك يستمر في التذمر و توبيخك
- بالعكس .. العمل هنا أكثر راحة ، فلقد سبق و عملت خادمة لدى سيدة غنية ، كان زوجها سكيرا كلما عاد إلى البيت ثملا ينهال على كلانا بالضرب .. و كانت تفرغ غضبها منه علي ..
كنت متفاجئة من هدوء ندى و هي تحكي قصة معاناتها في العمل كخادمة في البيوت و كيف كانت تسرد أحداث تعنيفها و معاملتها السيئة و كأنها أمور بديهية تحدث كل يوم ، ربما كانت تعابير وجهها لطيفة و بريئة لكن بدت تلك اللحظة أقوى مما تبدو عليه ، شعرت بالخجل من نفسي لكوني لم أستطع تخطي أزمتي النفسية التي عشتها ليوم واحد بينما هذه الفتاة كانت تعيش في أزمات منذ طفولتها .. يا ترى كم فتاة في هذا العالم تعيش مثل ندى ؟
صمتنا للحظات فقد كنت أجهل إن كان علي مواساتها أم أغير الموضوع ، أعلم جيدا أنها لن تود أن أظهر تعاطفي معها فستظن أني أشفق عليها و أنظر إليها بضعف و أنا أعلم جيدا أنها لا تملك غير كرامتها ، لكنها قطعت ذاك الجو الجامد و قالت و هي مبتسمة كعادتها :
- سمعت أنك منحت غرفة لأجنبية كانت تحتاج مكانا للمبيت
- نعم .. فعلت ..
سرح ذهني للحظة أفكر في نتاشا الفتاة التي ذكرتني بنفسي و تركتها تدخل النزل من بابه الواسع ها هي الان أخذت مني اهتمام رابمون بي ، اشتقت حقا لكونه صديقي المقرب نمضي الكثير من الوقت نتحدث و نتناقش ..
- من تعابير وجهك العابسة واضح جدا أنك نادمة على ذلك
- ماذا ؟ .. لا .. لما سأندم .. لقد كانت تحتاج المساعدة..
- ربما قد تسبب لك طيبة قلبك في إيذائك .. لكن أبدا لا تندمي على طيبة قلبك
أحسست بعمق كلام ندى فرغم أنها كانت تصغرنا سنا لكنها كانت عاقلة و حكيمة ، ربما تجاربها المبكرة في الحياة جعلتها كذلك ..صمتنا للحظات ثم قالت بصوت هادئ :
- بالمناسبة سمر .. أريد أن أسئلك .. ذاك الشاب الذي سكبت عليه العصير .. ما اسمه ؟
- اااه تقصدين جيمين ..
- اسمه غريب ..
- هذا لأنهم كوريون ، إنهم فرقة مشهووورة جدا في كوريا و في العالم أيضا ، وجودهم هنا سري للغاية
- حقا ؟؟ لكن .. لا يبدون كمشاهير
- أعلم أعلم .. إنهم يبدون كمجموعة مجانين .
ضحكت ندى و قالت :
- حسنا في الواقع هذا ما أردت قوله
- إنهم فقط عفويون و مليئين بالنشاط ..
- هل لديك أي من أغانيهم هنا ؟
وضعت يدي في جيبي لسحب هاتفي لكني تذكرت أني تركته في الغرفة ..
- أوه لقد نسيت هاتفي .. لكن في المرة المقبلة حين تحصلين على وقت الراحة تعالي إلى في غرفتي و سوف أريك أغانيهم على حاسوبي الرؤية أفضل .. لتري الشخص الذي سكبت عليه العصير بوضوح
شعرت ندى بالخجل و قالت :
- ماذا ؟ أنا فقط .. كنت أسأل عنه .. لأني شعرت بالأسى لأني أفسدت ملابسه.. أووه لقد انتهت فترة استراحتي .. هل نذهب ؟
- بالطبع هيا
خرجنا أنا و ندى من مكاننا السري و عدنا إلى النزل ، ودعتها و عدت إلى غرفتي لأباشر في كتابة تقرير المدير، كنت أكتب على حاسوبي تفاصيل التصوير حاولت التركيز على التقرير لكني دماغي كان يتمرد علي و لا يفكر سوى في رابمون و نتاشا ، فجأة وجدت نفسي أكتب في التقرير ..
رابمون يجلس مع ناتاشا .
رابمون يبتسم لناتاشا.
رابمون يقرأ الكتاب لناتاشا.
رابمون معجب بناتاشا.
استيقظت من شرود ذهني لأجد ما كتبته ، مسحته بسرعة و أقفلت الحاسوب و بدأت ألقي بجميع الوسادات في الغرفة أفرغ غضبي ..
- تباااا له و لتلك الشقراء ! ذلك الوغد اللعوب ! لما أستمر في التفكير فيه لماذا لماذا !!
فجأة دخلت فاطمة و انحشرت وسادة في وجهها ، دفنت وجهها بين يديها تتألم من شدة الصاروخ الذي أرسلته لها دون قصد فأسرعت إليها أعتذر منها ..
- يا إلهي .. اسفة اسفة اسفة .. لم أقصد .. و لكنه خطأك لما لم تطرقي الباب؟
- و منذ متى كنت أطرق الباب عليك !!! بالمناسبة .. هل أنت غاضبة ؟ لما قمت بإلقاء كل هذا الوسائد على الأرض
- ها ؟ لقد شعرت بالممل و كان الأمر ممتعا فقط ..
- أنا حقا بدأت أشك في قدراتك العقلية.. هيا هيا لنذهب لرؤية الشباب فأنا أيضا أشعر بالملل ..
طلبنا من الأعضاء لقائنا في الحديقة لنلعب بالورق للترفيه عن أنفسنا ، جلسنا على الطاولة المستديرة و بدأنا اللعب كان الأمر ممتعا ، قبل أن نرى رابمون دخل هو الاخر إلى الحديقة و جلس رفقة ناتاشا قرب المسبح ، كانت هذه المرة تحمل الكثير من الكتب الصغيرة في يدها ، التفتنا إليهم نظر لهما ..
فاطمة : تلك ال... أنا حقا أشعر برغبة في شدها من شعرها و مسح وجهها بالأرض !
جيهوب : وااا رابمون حقا أصبح مقربا من الفتاة الروسية
جين أوبا : سمعته يقول أنها تحب قراءة الكتب أيضا
تاي : لا بد أن حديثهما ممل للغاية
جيمين : منذ اليوم الذي جاءت فيه لم يعد يقضي معنا الكثير من الوقت
جونغكوك : هذا طبيعي فرابمون هيونغ يستمتع بالتعرف إلى الفتيات الأجنبيات
ثم قال شوقا أوبا بهدوء و هو يقلب الورق :
- إنها حتى ليست جميلة .. باتيما حتى أجمل منها
ضحك الأعضاء من تعليق شوقا أوبا فقد اعتبروا الأمر مزحة و كأنه يستهزأ بفاطمة لكني كنت أعلم جيدا أن ما كان يقصده كان أعمق و أرقى من ذلك ..
تفاجئت فاطمة لسماع اسمها فأخبرتها بما قاله شوقا أوبا ، كانت تبدو خجلة حتى و إن كانت تحاول إخفاء ذلك ثم قالت و كأنها تحدث نفسها :
- عادة حين يمدحك أحدهم يكرهك فإنه غالبا يحاول الحصول على شيء منك .. لما أحس و كأنه يريد اقتراض المال مني ..
- أيتها الغبية ! أنا فقط من يمدحك حين أريد اقتراض المال .. و ليس الجميع !
ظل جيهوب محدقا في ناتاشا و نظر إلينا و قال و هو يضحك :
- في الحقيقة أنا أيضا أود التعرف عليها ، لما لا ندعوهم للعب الورق معنا
بدى الجميع متحمسا و هم جيهوب إلى الوقوف فنظرت إليهم نظرة حادة و قلت لهم بتعبير جاد و بهدوء :
- شباااب .. هل تريدون الموت؟
جلس جيهوب في مكانه و ابتلع ريقه و خيم الصمت على الأعضاء من تعبير وجهي البارد و المخيف، ثم أخذ شوقا أوبا الورق و شرع في إعادة توزيعه و هو يقول :
- هياا هيا لنكمل اللعب و لنستمع وحدنا فقط ..  

الضائعة و الفرسان السبعة - الموسم الثالثWhere stories live. Discover now