الجزء الواحد و الأربعون

3.5K 348 3
                                    

كنا مجتمعين في الردهة أنا و فاطمة و الأعضاء بعد أن حكيت لهم ما حدث لندى و بلقائي مع المدير و أني في انتظار جوابه ، بدى الجميع متأثرا مما حدث فساد صمت طويل في الجو قبل أن ينظر إلي جونغكوك و قال :
- و لكن نونا .. ماذا لو لم يتمكن المدير من إقناع مجلس الإدارة ؟
أنا : آآه حقا لا أعلم ما الذي علي فعله حينها ..
تاي : لما لا نساعدها على الهرب و حسب ؟
جيمين : حقا أنا أفكر في ذلك .. لا يمكنني تركها و الرحيل بهذه السهولة ..
جيهوب : أظن أن جيميني واقع في حب حقيقي هذه المرة ..
جين أوبا : حتى و إن ساعدناها على الهرب و ماذا ستفعل ؟ هل ستلعب دور البطل و تأخذها معك إلى كوريا و تتزوج بها؟
رابمون : سيكون عليك الحصول على عمل جديد لأنك ستصبح عاطلا عن العمل ..
جونغكوك : وااا ديباك .. أتخيل تعابير وجه بي دي نيم و هو ينظر إلى جيمين هيونغ عائدا إلى كوريا ممسكا بيد فتاة عربية معه ..
شوقا أوبا بهدوء : حسنا أفهم من كلامكم أننا سنقلب الأمور هنا ثم نعود لنقلبها في كوريا أيضا ! .. رائع ..
أنا : خطة الهروب هذه لا أوافق عليها و ليست ضمن الحلول نهائيا ، أفضل إيجاد حل لأصل المشكلة على علاجها بمشكلة أكبر .. بالطبع من الممكن مساعدتها على الهروب لكنها ستعيش طوال حياتها تعيسة لأنها ستكون مجرد هاربة من والدها ، لن تحظى أبدا بالسعادة الكاملة ..
صمت الأعضاء يحركون رؤوسهم يوافقونني في تلك اللحظة رن هاتفي و ما إن رأيا اسم المدير على الشاشة حتى بدأت فاطمة تقفز في مكانها و هي تقول :
- أوني ردي ردي بسرعة بسرعة !!
أجبت على المكالمة بينما كان يتابع الأعضاء تعابير وجهي بأعين واسعة و آذان صاغية ، شعرت بالخوف في البداية لأن صوت المدير كان غير مبشر بالخير ..
- خير سيدي .. كيف مر الإجتماع ؟
- حسنا .. في الحقيقة آنسة سمر .. لقد رفض أعضاء المجلس بشدة الطلب .. لأن التخصص الذي تريد الفتاة اتباعه ليس له علاقة بمجالنا و لا حتى من قريب .. رغم أنهم تغاضوا على أمر انقطاعها عن الدراسة ..
أحسست بدوي قوي داخلي و عيناي تتلئلآن استعداد لقدوم دموع الحزن ، لاحظ الأعضاء تعابير وجهي الخائبة قبل أن يستدرك المدير قائلا :
- لكن .. لقد قمت بإقناعهم في النهاية بالقبول .. أي أن صديقتك تستطيع الحصول على منحة دراسية ، و بما أنها صديقتك أنت بالذات آنسة سمر ، فأنا مستعد للتحدث إلى صديق مقرب لي عميد كلية الطب سيوفر لها السكن المريح و الولوج بسهولة ..
لم أستطع تصديق ما قاله المدير من شدة سعادتي و فرحي فقدت القدرة على التحدث :
- م.. ماذا ؟ حقا سيدي ؟ أقصد شكرا لك جدا جدا جدا سيدي ! حقا حقا لا أعرف كيف أشكرك ! لن أنسى صنيعك هذا أبدا أبدا..
أشرقت وجوه الأعضاء بعد أن رأوا حماسي و ابتسامتي العريضة ، ما إن أغلقت الخط حتى التفت للأعضاء و لفاطمة و أخبرتهم أنه قد نجح ، وقف تاي و جونغكوك و هوبي يرقصون من السعادة بالخبر السعيد حول جيمين الذي كان يضحك من رقصهم و يقومون بحضنه ، بينما كان شوقا أوبا و فاطمة يتبادلون نظرات الفرح و يبتسمان ..
كان علي أن أنتقل إلى خطوتي التالية و هي الحصول على عنوان ندى ، تركت الأعضاء و رافقتني فاطمة إلى موظفة الاستقبال ، ما إن رفعت رأسها و رأتنا حتى ابتسمت لنا ، فقلت لها :
- مرحبا آنسة منار .
- مرحبا آنستي .. هل أخدمك بشيء؟
- في الحقيقة .. أريد منك خدمة
- تفضلي آنستي
- أنت تعلمين أننا أصبحنا مقربتان من ندى .. و رحلت دون أن نراها .. سنكون شاكرتين لك إذا أعطيتنا عنوانها
- أووه .. آسفة آنسة سمر أود حقا المساعدة .. لكن ملفات الخدم ليست بحوزتي إنها مسؤولية رئيس الخدم .. و ليس لدي الصلاحيات للإطلاع عليها .. أعتذر آنستي.
- لا بأس
التفتنا عائدتان إلى الأعضاء بينما كنا نوشش أنا و فاطمة :
- ماذا سنفعل الآن أوني ؟
- سأطلبه من رئيس الخدم
- إنه حقا يبدو مخيفا .. أرأيته كيف يستمر في التذمر على الخدم؟
- ليس باليد حيلة..
بينما نحن كذلك لمحت رئيس الخدم داخلا للنزل ، فتركت فاطمة و ركضت مسرعة إليه ، كان رجلا يبدو في الأربعينيات من عمره يرتدي بذلة سوداء خاصة بمهمته ، كان أصلع مقدمة الرأس لكن شعره لطالما كان ممشطا جيدا ، كان يضع عطرا قويا و يمشي بيديه خلف ظهره المستقيم و ذقنه للأعلى ، كانت لديه نظرة باردة واثقة و نبرة صوت هادئة تسحر الآذان لكنه حين يصرخ موبخا الخدم يبدو مخيفا..
قمت بتحيته بلباقة و رد التحية بأفضل منها ثم قال:
- خير آنستي هل تحتاجين إلى شيء ما ؟
- في الحقيقة سيد كامل .. ندى قد رحلت و لم أراها .. أتمنى لو تمنحني عنوانها أريد فقط شكرها بهدايا بسيطة على خدمتها لنا ..
نظر إلي نظرة حادة و قال بعد صمت لثوان :
- أعتذر آنستي على رد طلبك .. مدير النزل يشدد بشدة على إبقاء معلومات الخدم في أمان و عدم منحها لأي كان ..
- لكن سيد كامل أنا لست أيا كان .. تعلم جيدا مدى قوة علاقتي بها حتى و إن كانت لفترة وجيزة ..
- أرجو أن تتفهمي الأمر آنسة سمر .. منحك عنوانها سوف يجر على عملي عواقب لا تحمد عقباها ، خصوصا أن والد الفتاة شخص صعب التعامل معه ، لا أريد أن يهاجم النزل لإزعاجه و هذا بالطبع لن يعجب رئيسي و سيضر بصورة النزل .. لهذا أعتذر مرة أخرى ، أستئذنك .
انصرف رئيس الخدم قبل منحي فرصة أخرى للكلام ، لم أتوقع أن يكون بهذه القسوة و الصرامة ، ركضت فاطمة إلي و قالت :
- الأمر واضح رفض أليس كذلك ؟
- نعم ..
عدت و فاطمة إلى الأعضاء خائبة بينما كانوا ينتظرون عودتنا ، جلست ملتزمة الصمت فقال رابمون :
- ماذا ؟ هل حصلت عليه ؟
- لا .. الموظفة لا تملك الملفات الخاصة بالخدم و رئيس الخدم رفض إعطاءه لي لأنه ضمن المعلومات السرية و يخشى على موقعه ..
تنهد شوقا أوبا و قال بعصبية:
- ااايش أنا حقا لم أستلطف ذلك الرجل منذ رأيته المرة الأولى .. إنه لئيم .. أشعر حقا برغبة في لكمه على وجهه !
صمتنا للحظات نفكر في حل ثم نظر إلي جيمين و قال :
- الحل الوحيد هو أن نتسلل إلى مكتبه و نحصل على العنوان خفية ..
تفاجأت من اقتراح جيمين بينما أبدى الجميع إعجابه بها ..
- ماذا ؟ لا غير معقول ! ماذا لو تم كشفنا سنقع في المشاكل .. أنا حقا لا يمكنني فعل ذلك ..
نظرت إلي فاطمة و قالت :
- أوني ماذا هناك ؟
- اقترح جيمين أن نتسلل لمكتب رئيس الخدم ..
- واااو فكرة راائعة و مشوقة !
بدأت أفكر في اقتراح جيمين و وجدت أنه الحل الوحيد رغم أنه أمر خطير ، ربما لشعور الأعضاء بالملل في النزل تحمسوا للفكرة كثيرا ، كانوا ينتظرون موافقتي قبل أن أقول بتردد :
- حسنا .. لنفترض أنني وافقت .. كيف سنتسلل للمكتب ؟ أنتم ترون أن المكان يعج بالخدم و موظفة الاستقبال هناك .. لا نستطيع الدخول بسهولة .
بدأ الجميع يفكر و يتأمل و يطلقون دندنة ، ثم فجأة وضع رابمون قبضته على الطاولة و قال و هو يبتسم :
- لدي فكرة ..

الضائعة و الفرسان السبعة - الموسم الثالثWhere stories live. Discover now