الجزء الثالث و الستون

3.2K 351 5
                                    

غادر رابمون إلى غرفته و دخلت مسرعة إلى غرفتي و أقفلتها و أنا أحاول منع قلبي من الخروج من مكانه ، فجأة وجدتني أبتسم و أنا أتذكر كيف اندمجت نبضات قلبينا حين حملني على ظهره ، ثم تذكرت الكيس الذي تركته عند السائق، إنها فرصتي لتجهيز الهدية بينما الجميع موجود في الحديقة ..
غيرت ملابسي بسرعة و جففت نفسي و نزلت إلى السائق ، أخذت الكيس و صعدت إلى الطابق الأول و أنا أترنح بسبب قدمي ، عدت إلى غرفتي لكتابة بطاقة أرفقها مع الدمية ، جلست و أخذت أوراقا ملونة كنت أحتفظ بها ، و بدأت أفكر :
- لنرى .. ماذا سأكتب ؟ آآه لدي فكرة ..
"إلى وحشي الوسيم ..
بما أني لن أكون موجودة في عيد ميلادك .. فقد قررت منحك هدية الآن ..
عيد ميلاد سعيد .. أتمنى لك المزيد من النجاح و التألق لك و للفرقة ..
سارانغهي ❤"
- مهلا .. هل علي أن أشطب على "الوسيم" ، قد يصبح مغرورا إذا قرأها .. آآه لم يكن علي كتابة "سارانغهي" هذا محرج للغاية .. آآه على أي حال ..
وضعتها داخل الكيس ثم أخرجتها مرة أخرى و رششتها ببعض العطر الخاص بي ، لكني سرعان ما أحسست بالندم :
- ما الذي أفعله الآن ؟ ماذا سيظنه عني ! يكفي أن أفكاره منحرفة بالفعل ..
أخذت ورقة أخرى و أعدت كتابة الرسالة القصيرة ثم وضعتها في الكيس ، شعرت بالإحراج من منحها له مباشرة لهذا فكرت في وضعها في غرفته دون أن يعلم فلا بد أنه نزل إلى الحديقة رفقة الأعضاء ، لكن من عادتنا لإقفال غرفنا حين نخرج منها لا بد أنه فعل نفس الشيء ..
خرجت ألتفت حولي ثم تسللت إلى غرفة رابمون لأجرب حظي ، أدرت المقبض فتفاجئت أن الغرفة غير مقفلة فهمست لنفسي :
- ما هذا .. كيف لا يقفل باب غرفته ..
دخلت بهدوء تام و أنا أمشي على أطراف أصابعي ، التفت لأتفاجئ برابمون يغط في النوم مستلقيا على الأريكة و هو يحمل هاتفه في يده و فمه مفتوح ، كنت أمنع نفسي من الضحك على منظره من الواضح أنه كان يتفقد هاتفه حتى غرق في النوم ، وضعت الكيس بجانب الأريكة و التفت كي أخرج ، لكني توقفت مكاني و دون أن أشعر وجدت نفسي أعود أدراجي و أخذت غطاءا من فوق السرير و قمت بتغطيته ، كنت أحدق في ملامحه الهادئة التي بدت و هو نائم طفولية أكثر من كونها رجولية ، غصت في أفكاري التي باتت لا تنفك تتعلق بيوم الفراق ، ربما لم يكن علي أن أعود نفسي على هذه الملامح كي لا أعاني حين تختفي من أمامي ..
لفت انتباهي الهاتف فسحبته من يده بهدوء كي لا ينتهي به الأمر مكسورا حين يتقلب و ينام عليه ، فتفاجأت حين رأيت صورة خلفية هاتفه .. إنها صورة لي و أنا أضحك لكن لا أعلم متى التقطها لي ، حدقت في الصورة التي بدوت فيها سعيدة رغم أني لا أذكر ما الذي أضحكني حينها ، لكنها واضحة أنها التقطت في بيت جدي أي قبل أن نأتي إلى النزل .. حينها لم أكن متأكدة من مشاعري بعد و كنت أظن أن رابمون نسي أمري ، لكن هذه الصورة وضحت لي أني لطالما كنت في قلبه ..
أخرجني تحرك رابمون من أفكاري فتسمرت مكاني و توقف نفسي ، تململ في مكانه ثم نام على جنبه و أطلق شخيرا رهيبا مما أثار صدمتي ، وضعت الهاتف على الطاولة ثم اتجهت إلى خارج الغرفة قبل أن يفضح أمري ، خرجت بهدوء و أقفلت الباب و أنا أهمس لنفسي :
- واا ديباك .. لقد كان هوبي محقا بشأن شخيره .. أشفق على الفتاة التي سيتزوجها ..
قضت ندى المساء رفقتنا فأخذناها أنا و فاطمة لنوصلها بالسيارة قبل غروب الشمس مثل ما وعدنا والدها ، بعد أن عدنا ذهبنا لتناول عشائنا و ما إن دخل رابمون للقاعة حتى ابتسم لي و كان ينظر إلي بين الفينة و الأخرى ، بما أنه يبدو سعيدا فمن الواضح أنه وجد الهدية و اكتشف أني زرت غرفته ، أما الأعضاء فكانوا يغمزون بعضهم و هم ينظرون إلى شوقا أوبا و فاطمة بعد ما شاهدوا جانبه الخفي ..
عدنا إلى غرفنا و كنت أستعد للنوم قبل أن تصلني رسالة من رابمون :
- "هل حقا أنا وسيم ؟ "
تنهدت و قلت لنفسي :
- آآآه حقا .. كنت أعلم أنه سيتحامق هكذا ..
اتكئت في سريري و أجبته :
- "أنت مزعج أكثر من كونك وسيم 😑"
- "كككك شكرا على الهدية لا تعلمين كم قفزت من الفرح حين فتحت عيناي و وجدتها .. ظننت أن ملاكا زارني و أحضرها لي .. و   يبدو أني كنت محقا 😘"
كنت أبتسم بسعادة و شعرت بالخجل فاكتفيت بإرسال وجه مبتسم بخجل معبر عن حالتي ، ثم أرسل لي قائلا :
- "وجدت أن ملاكي قام بوضع الغطاء علي .. أخشى أن يكون فعل أكثر من ذلك .."
- "ياااا ! أنا لم أفعل أي شيء ! حتى إن أردت ذلك صوت شخيرك كان مزعجا !"
- "ماذا ؟ أنا لا أشخر ! .. حسنا أشخر فقط حين أكون متعبا .. 😒"
- "هل كان التصوير اليوم شاقا ؟"
- " لا .. بل كنت متعبا من حمل ملاكي على ظهري .."
- " أنا حتى لست ثقيلة ! لو حملني جونغكوكي لما تذمر هكذا !"
- " أنا أيضا قوي ! قوتي هي سبب تكسيري للأشياء طوال الوقت ! ..و عليك أن تتوقفي عن اللهو مع الماكنيز .. "
- "مستحيييل إنهم أصدقائي 😣"
- "أعلم .. فقط لا تنظري لغيري 😉"
- "أراسوو .."
مرت بضع دقائق قليلة حتى ظننت أنه ربما انشغل بشيء ما إلى أن سمعت صوت رسالة جديدة ، فوجدت أنها رسالة صوتية فأسرعت بتفقدها و سماعها ..
- "ناادو سارانغهي "
دق قلبي لسماع تلك الكلمات القليلة بصوت رابمون الخشن ، ارتميت أتقلب على سريري من السعادة و أنا أقوم بإعادة الاستماع إلى رسالته ، كنت أتصرف كالمجنونة .. كل ما كنت أتمناه حينها هو أن يتوقف الزمن و ألا تنتهي تلك اللحظات بيننا ..
مر الأسبوع بسرعة و لم يبقى على موعد رحيل الأعضاء سوى يومان ، كان اليوم آخر يوم في التصوير لهذا رافقتهم و شاهدتهم يبلون حسنا لآخر مرة ، كنت مركزة على تفاصيل كل واحد منهم و كأن عيناي تودع تلك المشاهد التي قد لا تتاح لها الفرصة لرؤيتها مجددا ..
كان الأعضاء نشيطين كعادتهم و يبذلون أقصى ما في جهدهم لإنهاء اللحظات الأخيرة من جلسة التصوير ، لكن سرعان ما يخيم عليهم الصمت و تجف ملامحهم ، يبدو أني لست الوحيدة التي تفكر في ذاك اليوم الذي يقترب كل دقيقة و ثانية تمر..
ما إن عدنا إلى النزل حتى خرجت إلينا فاطمة راكضة و كأنها كانت تنتظرنا بفارغ الصبر ، أو بالأحرى تنتظر شوقا أوبا الذي لم يبقى الكثير من الوقت لتمضيه معه ، كنت أبتعد قدر الإمكان عن رابمون و أحاول ألا أنظر إليه رغم أن عيناي كانتا تخونانني ، كنت أحاول ألا أكلمه و أن أبقي مسافة بيني و بينه و كأني أدرب نفسي على بعده ، شعرت أنه استوعب رغبتي في الابتعاد لهذا لم يقتحم الخطوط التي رسمتها و التي كدت مرات أكون أنا الشخص الذي يتخطاها..

الضائعة و الفرسان السبعة - الموسم الثالثWhere stories live. Discover now