الجزء الخامس و الستون

3.1K 348 5
                                    

ركض رابمون خلفي التفت لأجده أصبح قريبا مني فقد كان أسرع مني ، لكن رؤيته يقترب بنظرات حازمة جعلتني أتابع الركض و أنا أصرخ ..
تعثر رابمون و سقط لكني تابعت الركض إلى أن أحسست أنه لم يعد يطاردني فتوقفت أضحك بشدة ، وجدت أني قد ابتعدنا عن المجموعة كثيرا بما أني أركض و حسب ، لكني شعرت بالقلق حين رأيته لا يزال ممددا على الأرض و لا يتحرك ، اقتربت منه بخطوات قليلة أناديه لكنه لم يرد ، أحسست بضربات قلبي تشتد فاقتربت منه أكثر و أكثر ، وقفت بجانبه و مددت يدي أحاول إيقاظه :
- نامجون ! هل أنت بخير ؟
ففاجئني يفتح عينيه أطلقت على إثرها صرخة و حاولت الهرب لكنه أمسك بقدمي و سحبها فسقطت على الأرض أضحك بشدة ، اقترب مني و حاول أخذ الهاتف لكني خبأته تحت قميصي فتجمد مكانه و تراجع..
(هذه الطريقة أقوم بها كلما تشاجرنا أنا و أخي على الرايموند أخبيها داائما تنجح هههه)
استلقى على الأرض لتعبه من الركض و فشله في الحصول على الهاتف و قال هو يتنهد :
- حسنا أستسلم ..
ثم جلس معتدلا و نظر إلي و قال :
- مهلا .. و من قال أنه لا يمكنني أخذه ؟
- م.. ماذا ؟ يااا إياك أن تفكر في الاقتراب مني ! منحرف !
قهقه رابمون ثم قال :
- أولا ركضت بعيدا عن الجميع و الآن تخفين الهاتف تحت قميصك ..من المنحرف هنا ؟؟
قلت له بصوت هامس :
- أنا فقط ..
وقف و اقترب مني بضع خطوات فقلت له متذمرة :
- يااا توقف مكانك !
ضحك ثم قال :
- أعطيني الهاتف و سأتراجع و إلا أخذته بنفسي ..
- أرجوك لا تمسحها ..
صمت للحظات ثم قلت بتعبير حزين :
- لقد التقطتها لأني أريد أن أحتفظ بذكريات كل لحظة قضيتها معك ..
ظل رابمون واقفا للحظات ثم جلس بجانبي و قال :
- احذري أن تتسرب من هاتفك
انتعشت ملامحي من جديد و قلت له بسعادة :
- هل هذا يعني أنني أستطيع الاحتفاظ بها ؟
أومئ رابمون برأسه بلطافة فابتسمت بسعادة ، صمتنا للحظات نراقب البحر و نستظل بظلال الأشجار العالية القريبة من الشاطئ ، ثم بدأ رابمون يدندن أغنية بدى لي لحنها مألوفا فقلت له :
- هل يمكنك سيدي أن ترفع صوتك قليلا لأستمع ؟
ضحك ثم قال :
- إنها مجرد أغنية تذكرتها حين رأيتك اليوم تنزلين بهذه الملابس
- أليست مناسبة لي ؟
- لا لا بالعكس أحببتها
قمت بضم يداي إلى بعضهما محاولة التصرف بلطافة و قلت :
- إذن غني لي تلك الأغنية أرجوك أرجوك..
ابتسم رابمون و قال :
- آآه كيووني .. حسنا سأغنيها لك..
أخذ نفسا عميقا ثم شرع يغني بصوته الخشن الدافئ أغنية Converse High ، كنت أغرق في سحر صوته البسيط و أراقب ملامحه المنسجمة مع كلمات الأغنية ، كنت أطفو فوق بحر السعادة و تتلاطمني أمواج العشق و أنا أعلم جيدا أنها ستلقي بي قريبا على اليابسة لأجد نفسي وحيدة .. تمنيت لو تتوقف عقارب الساعة عن الدوران أو أن تتثاقل على الأقل ..
أنهى رابمون أغنيته و نظر إلي ليتفقد ردة فعلي ، كنت لا أزال تحت تأثير سحره استغرقت بضع ثوان لأستيقظ من أحلام اليقظة فصفقت له بحرارة ..
ابتسم رابمون بخجل ثم قال :
- حقا الشعور الجيد يشعرني بالجوع ..هل نذهب لنأكل ؟
- حسنا .. أنا أيضا أشعر بالجوع ..
وقف رابمون و مد لي يده ليساعدني على النهوض فتفاجئت به يمسك وجهي بكلتا يداه ثم يحدق في ملامحي مطولا ، ثم بدأ وجهه يقترب .. أحسست بحرارة شديدة في جسمي و لم أقوى على الحراك و كأني مصابة بشلل في جميع أنحاء جسمي ..
طبع قبلة طويلة على جبيني ثم نظر إلي و ابتسم و قال :
- هيا لنذهب
أمسك بيدي و سحبني ورائه فقد كنت فاقدة للقدرة على المشي و مصعوقة مما حدث للتو ، أحسست أني في حلم ..إنها مجرد قبلة على الجبين لكن لما قلبي يكاد يترك مكانه من شدة خفقانه ؟
تابعنا المشي في اتجاه تجمع الأعضاء بصمت بينما كان رابمون يدندن ، كان واضحا أنه سعيد ، أما أنا فاختلطت علي الأمور فكنت أجهل ما الذي أحس به إن كان سعادة أم صدمة ..
التفت إلي رابمون ثم ابتسم و قال :
- متى ستخرجين هاتفك ؟
نظرت إلى الأسفل فوجدت أن الهاتف المسكين كان معلقا بارزا من قميصي ، وقفت ثم قلت له :
- يا إلهي لقد نسيته .. انتظر لحظة ..
استدرت لأخرج الهاتف من تحت قميصي بينما كان رابمون واقفا ينتظرني ، التفت لأجده يبتسم فقلت له و أنا أشعر بالإحراج :
- ماذا هناك ؟
- كنت أفكر فقط في شيء ما .. لا تهتمي ..
رمقته بنظرات شك قبل أن يمسك بيدي مرة أخرى و تابعنا المشي ، كان الجميع متفرقا .. يبدو أننا لسنا الوحيدين اللذان ابتعدا ..
توجهنا إلى جين أوبا الذي كان وحده عند الشواء ، كان جين أوبا يقلب عيدان الخضر و اللحم و النقانق و كل مرة يتذوق منها القليل ، وقفنا أمامه فقال رابمون لجين أوبا :
- وااا هيونع يبدو أنك ستنهي الطعام كله لوحدك ..
أجابه جين أوبا متذمرا :
- ألا أستحق ذلك ؟ بما أنكم تتنزهون هنا و هناك مع حبيباتكم بينما أنا أعاني هنا لأطهو لكم !
(نامجين *_* )
وقفت قرب جين أوبا و قلت له :
- أوبا هل أساعدك ؟
- حسنا .. فقط اطلبي منه ألا يقترب كي لا ينتهي بنا المطاف نعاني من حروق خطيرة ..
كنت أضحك و أنا أراقب تعابير رابمون الفارغة ، ثم توجه إلى المظلة بجانبنا و سحب كتابه من حقيبته و جلس يقرأه ..
كنت أقلب النقانق قبل أن أسأل جين أوبا :
- و لكن أوبا .. ألم يكن هوبي يساعدك ؟ أين ذهب ؟
أجاب جين أوبا متذمرا :
- حين رأى الماكنيز يسبحون التحق بهم .. على أي حال لم يكن يساعد في شيء .. إنه مزعج فقط ..
صمت للحظات ثم رفع رأسه يمدد رقبته في اتجاه البحر و هو يقول :
- أتساءل أين هم .. إن الأمواج تزداد قوة .. أخشى أن يحدث مكروه لأحدهم ..
نظرت إليه و أنا أبتسم ، فقد ذكرني جين أوبا بحنان أمي و قلقها الدائم علينا حتى و إن كنا نزعجها و تتذمر منا ..
بعد لحظات خرج كل من تاي و كوكي و هوبي من البحر بدون أقمصة و ركضوا إلى جانب رابمون حيث جلسوا على الكراسي يحاولون استدراك أنفاسهم من التعب و أخذ كل منهم منشفته لفها حوله ، ثم قال جيهوب بصوت عال :
- وااو نونا تطبخ لنا لا بد أن الغذاء اليوم سيكون لذيذا ..
ابتسمت و قلت له :
- جين أوبا من قام بالطهي أنا فقط أساعده ..
و تابع تاي :
- أشعر بالجوع الشديد .. هل الغذاء جاهز؟
أجابه جين أوبا :
- لحظات و يجهز ..
نظر إليهم رابمون بحدة ثم ألقى لهم ملابسهم و هو يقول :
- يااا ارتدوا ملابسكم بسرعة !
أجابه الذي كان مستلقيا على كرسيه من التعب :
- آآه هيونغ .. نحن لم ننهي السباحة بعد ..سنعود بعد تناول الغذاء ..
- يااا .. ارتدوها فقط و حين تتناولون طعامكم عودوا للسباحة ..
أخذ الثلاثة أقمصتهم و ارتدوها بتذمر من إصرار رابمون.. بينما كنت منشغلة بتجهيز الطاولة رفقة جين أوبا ..
وقف جيهوب يصرخ بأعلى صوته القوي ينادي على جيمين و شوقا أوبا اللذان كانا كل منهما في مكان ..
أتى شوقا أوبا و فاطمة من جهة و جيمين و ندى من جهة أخرى ..سحب الجميع الكراسي حول الطاولة التي ملأناها أنا و جين أوبا بما لذ و طاب من الأطباق بعضها صنعه هو و البعض أحضرناه معنا ثم بعض الشروبات الباردة ..
كنا مستمتعين بتناول الطعام مع الاستماع إلى أحاديث جيهوب المضحكة و نكت جين أوبا الغريبة و المضحكة أيضا بالنسبة بي .. أخرج كوكي جهاز الكاميرا الخاصة به و قام بالتقاط الكثير من الصور لنا ثم جلس و التففنا حوله ليقوم بصورة سيلكا أصررنا على أن يرسلها لكل منا فورا للإحتفاظ بها ..
غادر الشباب يسبحون بينما بقينا نحن الفتيات ننظف ما تركوه وراءهم ثم جلسنا نراقبهم و نتحدث .. نعلق تارة على أكتاف جين أوبا العريضة و تارة على عضلات بطن جيمين و تارة على كوكي الذي بدى كالنجم المشع بين الهيونغز ونتساءل متى كبر و أصبح رجلا ..
مر الوقت بسرعة و كنا نجلس جميعنا في خط واحد و نحن ننظر إلى الشمس تكاد تغرب ، كان منظرها جميلا لكن يبدو أن منظرها و هي تغرب ذكر الجميع بنفاذ الوقت و قرب موعد الرحيل ..

الضائعة و الفرسان السبعة - الموسم الثالثWhere stories live. Discover now